التصنيفات
العقيدة الاسلامية

الرسالة المفيدة في العقيدة

الرسالة المفيدة

الرسالة المفيدة المهمة الجليلة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين أصطفى، أما بعد: فاعلم أرشدك الله تعالى أن الله خلق الخلق ليعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.
والعبادة هي التوحيد لأن الخصومة بين الأنبياء والأمم فيه، كما قال الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}. (النحل : 36 )
وأما التوحيد فهو ثلاثة أنواع: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.

أما توحيد الربوبية:

فهو الذي أقر به الكفار على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يدخلهم في الإسلام وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم واستحل دماءهم وأموالهم، وهو توحيده بفعله تعالى، والدليل قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُون}، (يونس : 31 ) {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ* سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ*قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ* سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ* قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ* سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} (84 ،85،86،87،88،
88، 89 المؤمنون) والآيات على هذا كثيرة جداً أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر.

"وأما الثاني" وهو توحيد الألوهية:

فهو الذي وقع فيه النزاع في قديم الدهر وحديثه وهو توحيد الله تعالى بأفعال العباد كالدعاء والنذر والنحر والرجاء والخوف والتوكل والرغبة والرهبة والإنابة.
ودليل الدعاء قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (غافر : 60 ) ،وكل نوع من هذه الأنواع عليه دليل من القرآن.
وأصل العبادة تجريد الإخلاص لله وحده وتجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً}، (الجن : 18 ) وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} وقال تعالى: (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ) (الرعد : 14 )، وقال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} والآيات معلومات, وقال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} وقال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.

"وأما الثالث" فهو توحيد الذات والأسماء والصفات:

قال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ}, وقال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}،وقال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.

ثم اعلم أن ضد التوحيد الشرك وهو ثلاثة أنواع: شرك أكبر، وشرك أصغر، وشرك خفي.
والدليل على الشرك الأكبر قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً}.

وقال تعالى: {وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرائيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}.

اما الشرك
وهو أربعة أنواع:

"النوع الأول" شرك الدعوة، والدليل قوله تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ}.
"النوع الثاني" شرك النية والإرادة والقصد، والدليل قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
"النوع الثالث" شرك الطاعة، والدليل قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}: وتفسيرها الذي لا إشكال فيه،

طاعة العلماء والعباد في المعصية لا دعاؤهم إياهم، كما فسرها النبي صلى الله عليه وسلم، لعدي بن حاتم لما سأله، فقال: لسنا نعبدهم، فذكر له أن عبادتهم طاعتهم في المعصية.
"النوع الرابع" شرك المحبة، والدليل قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ}.

"والنوع الثاني" شرك أصغر، وهو الرياء،
والدليل قوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}.

"والنوع الثالث" شرك خفي،
والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: "الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النملة السوداء على صفاة سوداء في ظلمة الليل" وكفارته قوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلم وأستغفرك من الذنب الذي لا أعلم".

فالكفر كفران:
كفر يخرج من الملة وهو خمسة أنواع:
"النوع الأول" كفر التكذيب، والدليل قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكَافِرِينَ}.
"النوع الثاني" كفر الإباء والاستكبار مع التصديق والدليل قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}.
"النوع الثالث" كفر الشك وهو كفر الظن، والدليل قوله تعالى: {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنْقَلَباً قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً}.
"النوع الرابع" كفر الإعراض، والدليل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ}.

"النوع الخامس" كفر النفاق، والدليل قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ}.

وكفر أصغر لا يخرج من الملة وهو كفر النعمة،
والدليل قوله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}.

أما النفاق فنوعان: اعتقادي وعملي.
فأما الاعتقادي فهو ستة أنواع. تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم أو تكذيب بعض ما جاء به الرسول أو المسرة بانخفاض دين الرسول أو الكراهية لانتصار دين الرسول فهذه الأنواع الستة صاحبها من أهل الدرك الأسفل من النار.

وأما العملي فهو خمسة أنواع
والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر". نعوذ بالله من النفاق والشقاق وسوء الأدب. والله أعلم.

من كتاب الرسالة المفيدة للشيخ محمد بن عبد الوهاب

بتحقيق محمد بن عبد العزيز المانع




بارك الله فيك واحسن اليك

موضوع مهم

نفع بكل الله ويسر طريقك الى الدعوة الى الله




وفيك بارك الله اختي ونفعني واياكم بالعلم النافع

وسدد خطانا على السراط المستقيم

الهم امين امين




بسم الله الرحمان الرحيم
جزاك الله خير الجزاء وجعل عملك في ميزان حسناتك ………..
وفقك الله للخير دائما ، وجعل منك هاديا للحق
وثابتا عليه ………..
موضوع العقيدة في منتهى الأهمية نسأل الله
الإخلاص فيها والثبات عليها ومن عرف
كنهها والتزم بها تحصن دينه وسلمت سريرته
ومن أغفل فهمها ساء عمله وضاع أمله .
بارك الله فيك على مواضيعك الحساسة
والهادفة .
تعليمية تعليمية




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الله يحفضك ان شاء الله ويزيد يحفظك و جازاك الله خيرا اخونا الكريم




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

مجموع رسائل العلامة الجامي في العقيدة والسنة

تعليمية تعليمية
مجموع رسائل العلامة الجامي في العقيدة والسنة(مصور).

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه ومن والآه


أما بعد:أقدم لأخواني أهل السنة هدية ثمينة وهي كتاب لأحد علمائنا المعاصرين وهو الشيخ العلامة محمد بن علي الجامي-رحمه الله-


مجموع رسائل الجامي في العقيدة والسنة


والله أسأل أن ينفع به الجميع إنه سميع مجيب


والحمد لله رب العالمين


الرابط





للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[مقال] الأخلاق من العقيدة

تعليمية تعليمية
[مقال] الأخلاق من العقيدة


تعليمية

الأخلاق من العقيدة


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وآله وصحبه أجمعين، أما بعد: فالعقيدة الصحيحة تستلزم التحلي بكل خلق فاضل كريم، والتخلي عن كل خلق رذيل ذميم، والأخلاق مرتبطة ارتباطاً كلياً وثيقاً بالإيمان بالله وبرسله وبالبعث، والإيمانُ بالله تعالى شُعَبُهُ كثيرة، ومُقتَضياته عديدة، وحقيقتُه لا تخفَى، فالإيمانُ بالله تعالى اعتقادٌ بالقلب ونطقٌ باللسان وعملٌ بالجوارح، وليس الإيمانُ بالتحلِّي ولا بالتمنِّي، ولكنْ ما وقَر في القلب وصدَّقَه العمل.
فتعريف الإيمان عند أهل السنة والجماعة: "الإيمان قولٌ وعملٌ، يزيدُ بالطاعةِ، وينقصُ بالمعصية".
فالحياء إما قولٌ وإما عمل، فإذا كان كذلك فهو من الإيمان وذو علاقة قوية ومرتبطة بالإيمان.
فمن زيادة الإيمان؛ حسن الخلق وزيادة إيمان المرء المسلم تُقَرب من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم القيامة، كما أن سوء الخلق يبعد المرء المسلم عن مجلس النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم القيامة، والبعد عن النبي عليه السلام يوم القيامة؛ يدل على سوء الخلق الذي يُنقص الإيمان، فنجد أن الأخلاق الحسنة الكريمة لا تنفك عن العقيدة، ومصداق ما قلنا في حديث أبي ثَعْلَبَةَ الخشني رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إن أَحَبَّكُمْ إليّ وَأَقْرَبَكُمْ مني في الآخِرَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاَقاً وان أَبْغَضَكُمْ الي وأَبْعَدَكُمْ مني في الآخِرَةِ مَسَاوِيكُمْ أَخْلاَقاً الثَّرْثَارُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ)). أخرجه أحمد (4/193)، وابن حبان (482).
وإن من الخلق الحسن؛ الحياء ، الذي حَقِيقَتُهُ خُلُقٌ يَبْعَثُ عَلَى تَرْكِ الْقَبَائِحِ. وَيَمْنَعُ مِنَ التَّفْرِيطِ فِي حَقِّ صَاحِبِ الْحَقِّ. كما قال الجنيد.
والحياء من الإيمان كما ثبت ذلك عن المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فعن عبد اللَّهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ على رَجُلٍ وهو يُعَاتِبُ أَخَاهُ في الْحَيَاءِ يقول إِنَّكَ لَتَسْتَحْيِي حتى كَأَنَّهُ يقول قد أَضَرَّ بِكَ فقال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((دَعْهُ فإن الْحَيَاءَ من الْإِيمَانِ)). متفق عليه.
بل وأن الحياء قرين الإيمان كما ثبت ذلك في السنة، فعن بن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الحياء والإيمان قرنا جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر)). أخرجه البخاري في "الأدب المفرد موقوفاً برقم (1313)، والحاكم (1/73) مرفوعاً وصححه الحاكم، ووافقه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب".
فإذا تقرر في السنة أن الحياء من الإيمان بل قرين له، وعلمنا أن الحياء هو خُلُقٌ يَبْعَثُ عَلَى تَرْكِ الْقَبَائِحِ، فعند ذلك يثْبت لدى كل ذي لُبٍّ؛ أن الخلق الحسن من العقيدة ومرتبطٌ بها ولا ينفك عنها.
إنَّ من لَوازم الإيمان بالله تعالى أنْ يتحلَّى المسلم بالخلقِ الحسن ويُعامل الناسَ بمكارمِ الأخلاقِ، والتحلِّي بحسنِ الخلق جزءٌ رئيس من الإيمان بالله تعالى لا ينفكُّ عنه، وكلَّما قوي إيمان العبدِ؛ كان التزامه بالخلق الحسن أقوى.
قال الله تعالى : ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ. [البقرة: 177].
عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً)). أخرجه أحمد (2/527).
ومن لوازم الإيمان بالله: أن الله فرض الأخلاق الفاضلة على المسلم فيلتزمها ويمارسها، وفرض عليه اجتناب الأخلاق السيئة فيجتنبها ولا يقربها.
فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أو بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إلا الله وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عن الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ من الْإِيمَانِ)). أخرجه أحمد (2/414))، ومسلم (35).
قال ابن القيم : "وَأَمَّا حَيَاءُ الْعُبُودِيَّةِ: فَهُوَ حَيَاءٌ مُمْتَزِجٌ مِنْ مَحَبَّةٍ وَخَوْفٍ، وَمُشَاهَدَةِ عَدَمِ صَلَاحِ عُبُودِيَّتِهِ لِمَعْبُودِهِ، وَأَنَّ قَدْرَهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ مِنْهَا. فَعُبُودِيَّتُهُ لَهُ تُوجِبُ اسْتِحْيَاءَهُ مِنْهُ لَا مَحَالَةَ." "مداج السالكين" (2/263).
ومن أمثلة ما أمر الله به من الأخلاق الحسنة وشرعه للمسلمين: الاستئذان في دخول البيوت. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. (سورة النور:27).
ونهى عن السخرية بالآخرين مهما كان منزلتهم، وقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [سورة الحجرات:11].
ومن لوازم الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم؛ أن يؤمن المسلم ويعتقد أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاء ليتمم مكارم الأخلاق ويحث عليها، فيلتزم العمل بالأخلاق الحسنة ويمارسها وينتهي عما نهاه النبي عليه السلام عنه،و أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُبلغٌ عن ربه، فمقتضى إيمانه برسول الله امتثال ما أمر به من الفضائل والابتعاد عن ما نهى عنه من الرذائل.
ومما يشهد لذلك؛ عن أبي هُرَيْرَةَ قال رضي الله عنه قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ صَالِحَ [مكارم]الأَخْلاَقِ)). أخرجه أحمد (2/318)، والبخاري في "الأدب المفرد" رقم (273)، والحاكم (2/613).
وأمر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالقول الحسن، وإكرام الضيف والجار، فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((من كان يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أو لِيَصْمُتْ وَمَنْ كان يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فلا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كان يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ)). متفق عليه.
وجاء في حديث مناقشة هرقل لأبي سفيان في أمر النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "مَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟" قلت: "يقول:((اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ ولا تُشْرِكُوا بِهِ شيئا … وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ وَالصِّلَةِ))". أخرجه البخاري.
فالصدق هنا والعفاف وصلة الأرحام؛ من الأخلاق الحسنة الكريمة، فاقترانها بتوحيد الله تعالى فيه دلالة قطعية على أن الأخلاق الحسنة مرتبطة بالعقيدة ارتباطاً وثيقا، ولا يؤمن المرء حتى يأتمر بأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن لوازم الإيمان باليوم الآخر؛ الإيمان بالثواب ، و العقاب، فالمسلم يمارس الأخلاق الفاضلة مؤمناً ومعتقداً بأن الله سبحانه وتعالى سيثيبه عليها أجراً عظيماً، وأنها سبيل إلى الجنة، ويترك الأخلاق الذميمة والرذيلة وأن الله تعالى سيعاقبه عليها، ويتجلى ذلك في حديث عبد اللَّهِ ـ ابن مسعود ـ رضي الله عنه، قال: قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فإن الصِّدْقَ يهدى إلى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يهدى إلى الْجَنَّةِ وما يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حتى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فإن الْكَذِبَ يهدى إلى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يهدى إلى النَّارِ وما يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حتى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا)). أخرجه أحمد (1/384)، ومسلم (2607).
فكلما كان الإيمان صحيحاً قوياً أثمر أخلاقاً حميدة، فأكمل الناس إيماناً محمد بن عبد الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وقد أثنى الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وزكّاه بأنه على خُلُق عظيم.
قال تعالى : ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ[القلم:4].
قال ابن عباس رضي الله عنهما : أي : "إنك على دين عظيم ، وهو الإسلام". "تفسير الطبري " (12/179) .
فالصحيح أنه لا انفكاك للخلُق عن الدِّين ، قال الفيروزآبادي: "واعلم أن الدين كلّه خلُق ، فمن زاد عليك في الخلُق زاد عليك في الدِّين. (بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز)(2/568).
فالتحلِّي بالخلق الكريم من أهمِّ خصال الإيمان ولوازمه، ونفهمُ من هذا أنَّ مَن حسنت أخلاقه وطابت فعاله مع الناس كان أقربَ إلى الإيمان وأكثر تحقيقًا له ممَّن ساء خلقُه وشان طبعه.
عن عبد الله رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء)). أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" حديث رقم (312، 332)، والترمذي (1977)، والحاكم (1/57).
ومعنى ذلك: ليس بمؤمنٍ كامل الإيمان من يسب ويلعن ويفحش القول، فإذا تقرر أن السب واللعن والطعن ينقص من إيمان المرء؛ عُلِم يقيناً أن حسن الخلق من العقيدة.
وفي مقابل ذلك نعلمُ أنَّ انهيارَ الأخلاق وضعفَ التحلِّي بالخلق الكريم مردُّه إلى ضعفِ الإيمان أو فقدانِه.
فصلة الإيمان بالخلُق الحسن القويم يقرره النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث يقول: ((ثلاثٌ مَن كنَّ فيه فهو منافقٌ، وإنْ صام وصلَّى وحجَّ واعتمر وقال: إنِّي مسلم: إذا حدَّث كذب، وإذا وعَد أخلفَ، وإذا اؤتُمِن خان)). رواه مسلم (59).
والخلق الحسن الكريم يعتبر من أعمال البر الواسعة لفعل الخيرات، فعن نَوَّاسِ بن سِمْعَانَ رضي الله عنه قال: أَقَمْتُ مع رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةً ما يَمْنَعُنِي من الْهِجْرَةِ إلا الْمَسْأَلَةُ كان أَحَدُنَا إذا هَاجَرَ لم يَسْأَلْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن شَيْءٍ قال فَسَأَلْتُهُ عن الْبِرِّ .. فقال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ)). أخرجه أحمد (4/182)، ومسلم (2553).
فالبر هنا معناه: التوسُّع في فعل الخير، والفعل المرضِي، الذي فيه تزكية النَّفس، وإسداء المعروف، والمبالغة في الإحسان.
واعلم أيها المسلم أن المعاصي والذنوب من الأخلاق السيئة، وعلاقتها بالإيمان علاقة قوية، إذْ أن المعاصي والذنوب تضعف الإيمان وتنهكه حتى لا يبقى منه مع المسلم شيئا، فإذا كان كذلك؛ فالأخلاق مرتبطة بالعقيدة، فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَا يَزْنِي الزَّانِي حين يَزْنِي وهو مُؤْمِنٌ ولا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حين يَشْرَبُ وهو مُؤْمِنٌ ولا يَسْرِقُ حين يَسْرِقُ وهو مُؤْمِنٌ ولا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ الناس إليه فيها أَبْصَارَهُمْ حين يَنْتَهِبُهَا وهو مُؤْمِنٌ)). أخرجه أحمد (3/346)، والبخاري (2343)، ومسلم (57).
إن التخلي عن الرذائل والتحلي بالفضائل هو؛ مرضاة لله عز وجل، وتزكية للنفوس، وإنَّ الأوامر التي وردت في الكتاب والسنة وتعلقت بالصلاة والصيام لا تنفصل عن الأوامر التي تعلقت بالصدق والعدل وصلة الرحم وإكرام الجار والضيف واحترام الصغير وتوقير الكبير .. وغير ذلك من الأخلاق الحميدة، فمن هنا تكون فضائل الأخلاق ومكارمها داخلة في إطار الدين وركناً أساسياً من أركان العبادة.
ونخلص مما سبق في بحثنا ـ المبارك ـ إلى أن الرابط وثيق بين العقيدة وبين الأخلاق، فمقتضى الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر، هو: التحلي بكل خلق فاضل حميد كريم، والتخلي عن كل خلق فاضحٍ رذيلٍ ذميم، وهو جانب من جوانب الشمول والتكامل في هذا الدين العظيم.
والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ،،،

كتبه
جمال بن فريحان الحارثي «أبو فريحان»
الأربعاء: 29/جمادى الأولى/1434هـ
الموافق لـ10/إبريل/2013

المصغرات المرفقة تعليمية

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك اختي عائشة

بورگ فيك




باااااااااااااااااااااارك الله فيك موضوع جميل




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

فوائد في العقيدة 2

تعليمية تعليمية
فوائد في العقيدة

.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فوائد في العقيدة

الأسس التي يقوم عليها مذهب السلف في الصفات ثلاثة:
1-
تنزيه الله عن مماثلة المخلوقات، وهو الأساس الأعظم والأكبر؛ ودليله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ، هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ، فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ .

2-

إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله من الصفات والإيمان بها، وأن الله مدح نفسه بها، ودليله: وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ، اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ، وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ .

3-

نفي الكيفية والإحاطة بصفات الله، ودليله: وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ؛ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ .

أسماء الله أعلام وأوصاف، وهي باعتبار دلالتها على الذات مترادفة، وهي باعتبار دلالة كل اسم منها على معناه متباينة، فالله، الرحمن، الرحيم، والسميع، العليم تدل على ذات واحدة، فهي مترادفة بهذا المعنى، لكن الله تدل على الألوهية والرحمن يدل على الرحمة، والسميع يدل على السمع، والعليم يدل على العلم، والرحيم يدل على الفعل، فهي من حيث هذا المعنى تكون متباينة كل اسم منها يدل على المعنى، وهذا فيه رد على المعتزلة الذين يقولون: إن هذه الأسماء مجرد أعلام لا تحمل معاني، وهذا من أبطل الباطل.
النفي المحض والإثبات المحض ليس فيه تنزيه، مثال النفي المحض (لا إله)، هذا إلحاد، والإثبات المحض (الله إله)، ما أكثر الآلهة، ولكنها باطلة بقولك: (لا إله إلا الله).

نفي التشبيه عن الله، إذا جاء في كلام السلف والأئمة فالمراد به التمثيل لا التشبيه المطلق، فإن نفي التشبيه المطلق عن الله قول الجهمية الذين يقولون: إن الله لا يشبه المخلوق بوجه من وجوه التشبيه، وهذا يلزم منه إنكار وجود الله، وهو قول الجهمية كما رد عليهم الإمام أحمد في رسالته: الرد على الزنادقة والملحدين، وكما بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه: بيان تلبيس الجهمية ومجموع الفتاوى وغيرها؛ لأن مطلق التشبيه بين الخالق والمخلوق في الذات والصفات عند عدم الإضافة والتخصيص لا بد من إثباته، كما في مطلق الوجود والذات ومطلق العلم والقدرة، فمن نفى مطلق التشبيه في ذلك فقد أنكر وجود الله، وقد أنكر صفات الله، وهو مذهب الجهمية المعطلة، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا.

لازم الشيء ليس داخلا في معنى الشيء، ومن أمثلة ذلك:

1-
جاءت النصوص بإثبات السمع لله: وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ويلزم من السمع الأذن، لكنها لا تثبت لله -تعالى- لعدم ورود النص بإثباتها.

2-

جاءت النصوص بإثبات البصر لله -تعالى- وأن الله يرى ويبصر خلقه وأعمالهم، ويلزم من البصر إثبات العين، وإثبات العينين لله -تعالى- إنما ثبت من نصوص أخرى غير إثبات البصر لله -تعالى- كحديث الدجال في الصحيحين: إن ربكم ليس بأعور وإن الدجال أعور عين اليمنى ولو لم يرد النص بإثبات العينين لله -تعالى- بنصوص أُخرى لما أخذ إثباتهما من إثبات البصر لله تعالى.

أسماء الله وصفاته هي الله، لا يقال: إنها غير الله، كما تقوله المعتزلة وغيرهم، فإذا قيل: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ؛ فالمعنى الله نفسه على العرش استوى، لكن إذا أريد الاشتقاق، فيقال: اسم الرحمن مشتق من كذا، اسم الله مشتق من كذا، أما الله -سبحانه- ليس مشتقا من شيء، بل هو واجب الوجود لذاته.
أسماء الله -تعالى- مشتقة دالة على معاني، ليست جامدة؛ فاسم العليم يدل على العلم، والقدير يدل على القدرة، والسميع يدل على السمع، والبصير يدل على البصر، والحكيم يدل على الحكمة، وهكذا سائر الأسماء.


من موقع الشيخ عبد العزيز الراجحي

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك




طبت و طاب لنا نقلك

بارك الله فيك

لا تحرمينا من كل ما هو قيم و مفيد




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

العقيدة الصحيحة للشيخ الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد
فان العقيدة هي أصل الدين ، العقيدة الصحيحة المبنية عل الكتاب والسنة هي أصل الدين وأساسه فإذا صحت العقيدة وسلمت مما يفسدها أو ينقصها فان بقية الدين ينبني عليها أما إذا اختلت العقيدة فانه لا فائدة من الأعمال ، ولا يستقيم الدين إلا بالعقيدة الصحيحة المبنية عل كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما سار عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم من الأئمة والدعاة إلى الله عز وجل ، ولهذا أول ما يبدأ به الرسل دعوتهم تصحيح العقيدة فأول ما يبدأ به الرسل دعوتهم تصحيح العقيدة ، فأول ما يقول الرسول لقومه يا قوم أعبدوا الله ما لكم من إله غيره ، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ختم النبيين وإمام المرسلين لما بعثه الله عز وجل يدعوا إلى الله ، أول ما بدا به تصحيح العقيدة ، فكان يدعوا الناس إلى أفراد الله جلا وعلا بالعبادة وترك عبادة ما سواه من الأصنام والأشجار والأحجار والأحياء والأموات وغير ذلك من المخلوقين ، وبفي في مكة ثلاثة عشر سنة يدعوا الناس إلى توحيد الله والى تصحيح العقيدة قبل أن تفرض عليه الصلاة والزكاة والصيام والحج مما يدل على أن هذه الأعمال لا تصح إلا إذا بنيت على عقيدة صحيحة وهي إفراد الله جلا وعلا بالعبادة وترك عبادة ما سواه ، لان هذا هو الذي خلق الله الخلق من أجله قال تبارك وتعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات 56)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله إذا فعلوا ذلك أن لا يعذبهم ) فالخلل في العقيدة اذا كان يناقضها فانه لا يغتفر قال الله تعالى (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً ) (النساء 48) أي ما دون الشرك لمن يشاء ، فهذا دليل على أن العقيدة هي الأصل وهي الأساس وهي التي يجب أن يتعلمها الإنسان كما جاءت في القرآن وفي السنة ، لأنه إذا كان يجهل العقيدة فقد يقع فيما يخالفها خصوصا وان كثير من الناس يمارسون أشياء تخل بالعقيدة وقد تفسدها وتبطلها وتنقصها ،فإذا كان لا يعرف العقيدة الصحيحة ولم يتعلمها فانه حري ان يقع في الخلل في عقيدته وهو لا يدري ، مجاراتا لما يفعله بعض الناس أو إتباعا لدعاة الضلال الذين يدعون الناس إلى إفساد عقيدتهم كما قال تعالى 🙁 اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) ( البقرة 257) يخرجونهم من النور إلى الظلمات ، من العقيدة الصحيحة والهداية إلى الظلمات إلى الشرك والبدع والمحدثات وهي ظلمات والعياذ بالله .
فهذا فيه تحذير للمسلم من أن تختل عقيدته وهو لا يشعر أو أن يثق بدعاة الضلال وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون) وما أكثرهم اليوم لا كثرهم الله من هنا يتبين انه يجب على المسلم أن يعتني بعقيدته وان يتعلمها من مصادرها الصحيحة .
نعم هناك ممارسات يمارسها كثير من الناس ، وقد يتسمون بالإسلام ويتصفون بالعلم ويمارسون أشياء تخالف العقيدة ، من ذلك الشرك الأكبر والأصغر
الشرك الأكبر مثل دعاء غير الله من الأولياء والصالحين والموتى وغير ذلك لان الدعاء هو العبادة ، هو أعظم أنواع العبادة لأنه يتضمن كل أنواع الافتقار والتضرع لله تعالى ، والعلم انه لا ينفع و لا يضر إلا الله ، والتوكل على الله والرجوع إلى الله فالدعاء يتضمن كل هاته الأمور ولهذا قال تعالى 🙁 وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً ) ( الجن : 18) وقال سبحانه وتعالى 🙁 وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) (غافر: 60) وقال ايضا (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (غافر 13)
للدعاء أهمية عظيمة
وكثير من الناس من يدعوا غير الله في المهمات والملمات والشدائد ،يدعوا وينادي ويستغيث بغير الله سبحانه وتعالى على المسلم أن يتنبه لهذا الأمر فانه خطير جدا ، ومن الناس من يذبح لغير الله للتقرب الى المخلوق والى الأموات إلى الأضرحة ، فيشرك بالله الشرك الأكبر لان التقرب بالذبيحة إنما يكون لله عز وجل لا يتقرب بذلك الى غير الله قال تعالى ( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام: 162 ، 163)
والنسك هو الذبيحة قال تعالى (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (الكوثر: 2) فجعل النسك قرين للصلاة وجعل النحر قرين للصلاة ، وكما لا يصلى لغير الله لا يذبح لغير الله ، بعض الناس يذبح لغير الله من اجل أن ينفعوه أو يدفعوا عنه الضرر أو يشفوا المرض الذي فيه أو في أولاده ، يدبج لهم من اجل الشفاء والعلاج كما يزين لهم شيطان الإنس والجن يذبحوا لغير الله عز وجل وفي السنة ( لعن الله من ذبح لغير الله ) كما في حديث علي رضي الله عنه
فالشرك الأكبر يبطل العقيدة من أساسها وذلك بان يصرف نوع من أنواع العبادة لغير الله عز وجل من دعاء أو ذبح أو نذر أو غير ذلك وما أكثر ما تقع هاته الأمور عند الأضرحة الموجودة في كثير من بلاد المسلمين وربما يغتر الجاهل بذلك ولا سيما وانه يرغب ويقال له يحصل لك كذا ويحصل لك كذا ، فيذبح لغير الله وينذر لغير الله ويقول هذا من باب التوسل بالصالحين وهذا شرك وان سميته توسلا ولأسماء لا تغير الحقائق .
وكذلك مما يخل بالعقيدة الشرك الأصغر يكون بالأقوال الظاهرة مثل الحلف بغي الله عز وجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من حلف بغير الله كفر أو أشرك ) وقال أيضا عليه الصلاة والسلام ( لا تحلفوا بآبائكم ومن كان حالفا فل يحلف بالله ) فالحلف بغير الله شرك لكنه شرك اصغر إلا إذا قصد به تعظيم المخلوق به كما يعظم الله عز وجل فانه يكون شرك اكبر وهذا مما يجري على كثير من الألسنة ( الحلف بالنبي ،بالكعبة ، بالأمانة ) وهذا كله شرك قد يكون شرك اكبر وقد يكون شرك اصغر بحسب ما يكون في نية الحالف ، وهو واقع وكثير من من لا يعرفوا بحقيقة التوحيد ولا يقرؤون النهي عن الحلف بغير الله عز وجل .
ومن ذلك ما يكون في القلوب من الرياء ، الرياء في الأعمال بان يؤدي العبد العبادة صورتها أنها لله وهو يرائي بها الناس ليمدحوه أو ليثنوا عليه وغير ذلك من المقاصد فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال ؟ فقلنا بلى يا رسول الله فقال الشرك الخفي أن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل ) والشرك الخفي هو الرياء لانه في القلب لا يعلمه الا الله قال تعالى (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * لَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ) ( 4، 5، 6، 7 الماعون )
الرياء خطير قد خافه النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه ، لان كل إنسان يحب الثناء ويحب المدح ويحب المظهر الحسن وربما يحمله ذلك على الرياء في العبادات
وكذلك السمعة مثل الرياء ، وهي أن يحب أن يسمعه الناس ، يسمعون دعائه ويسمعون أقواله التي ظاهرها أنها طيبة وهو يريد أن يمحونه ويقولون فلان كثير الذكر ، يجمل صوته بالقراءة من اجل أن يمدحه الناس كل هذا من السمعة ومن راآى راآى ومن سمع سمع الله به الجزاء من جنس العمل (يقول أول الناس يقضى لهم يوم القيامة ثلاثة رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت ليقال فلان جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب قال أبو عبد الرحمن ولم أفهم تحب كما أردت أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكن ليقال إنه جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه فألقي في النار )
هذا هو الرياء عباد الله فلنحذر أن يدخل الرياء أعمالنا ويفسدها علينا

مفرغة من شريط العقيدة الصحيحة للعلامة صالح الفوزان الفوزان حفظه الله




جزاكم الله خيرا




تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[كتاب مصور] رسائل في العقيدة

تعليمية تعليمية
[كتاب مصور] رسائل في العقيدة


عنوان الكتاب: رسائل في العقيدة
المؤلف: حماد بن محمد الأنصاري أبو عبد اللطيف
حالة الفهرسة: مفعرس بالكامل
الناشر: مكتبة الفرقان
عدد المجلدات: 1
نبذة عن الكتاب:
تحتوي على :
– تفسير سورة الفاتحة وبيان ما تضمنته من أنواع التوحيد
– مقدمة على كتاب الإبانة عن أصول الديانة
– الإعلان بأن لعمري ليست من الأيمان
– كشف الستر عما ورد في السفر إلى القبر
– تعريف أهل الإيمان بصحة حديث إن آدم خلق على صورة الرحمن
– تحفة القاري في الرد على الغماري

257 صفحة
4 ميجا
المصغرات المرفقة تعليمية تعليمية تعليمية تعليمية تعليمية

تعليمية
الملفات المرفقة

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

العقيدة أولاً ، ثم أولاً ، ثم أولاً

بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله إخواني عضو جديد بينكم استهل هذه البداية إن شاء الله بهذه المشاركة التي أسأل الله أن ينفع بها المسلمين

العقيدة أولا للشيخ فلاح إسماعيل مندكار حفظه الله

جاري تعديل الروابط

منقول للفائدة




جزاك الله كل خير
أخي عبد الحفيظ




جزاك الله خيرا




جزاك الله خيرا و جعله في ميزان حسناتك




بارك الله فيكم




بارك الله فيك اخي على الجلب الطيب و الطرح المتواضع .
جعله في ميزان حسناتك .
دمت مميزا .




شكرا لمروركم

اللهم فرج همنا ويسر امرنا




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

من ثمرات العقيدة الاسلامية للشيخ العثيمين رحمه الله

من ثمرات العقيدة الاسلامية
للشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله –

هذه العقيدة السامية المتضمنة لهذه الأصول العظيمة تثمر لمعتقدها ثمرات جليلة كثيرة، فالإيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته يثمر للعبد محبة الله وتعظيمه الموجبين للقيام بأمره واجتناب نهيه، والقيام بأمر الله تعالى واجتناب نهيه يحصل بهما كمال السعادة في الدنيا والآخرة للفرد والمجتمع [من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون] [النحل: 97].

ومن ثمرات الإيمان بالملائكة:
أولاً: العلم بعظمة خالقهم تبارك وتعالى وقوته وسلطانه.
ثانياً: شكره تعالى على عنايته بعباده، حيث وكل بهم من هؤلاء الملائكة من يقوم بحفظهم وكتابة أعمالهم وغير ذلك من مصالحهم.
ثالثاً: محبة الملائكة على ما قاموا به من عبادة الله تعالى على الوجه الأكمل واستغفارهم للمؤمنين.

ومن ثمرات الإيمان بالكتب:
أولاً: العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه، حيث أنزل لكل قوم كتاباً يهديهم به.
ثانياً: ظهور حكمة الله تعالى، حيث شرع في هذه الكتب لكل أمة ما يناسبها. وكان خاتم هذه الكتب القرآن العظيم، مناسباً لجميع الخلق في كل عصر ومكان إلى يوم القيامة.
ثالثاً: شكر نعمة الله تعالى على ذلك.

ومن ثمرات الإيمان بالرسل:
أولاً: العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه، حيث أرسل إليهم أولئك الرسل الكرام للهداية والإرشاد.
ثانياً: شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى.
ثالثاً: محبة الرسل وتوقيرهم والثناء عليهم بما يليق بهم، لأنهم رسل الله تعالى وخلاصة عبيده، قاموا بعبادته وتبليغ رسالته والنصح لعباده والصبر على أذاهم.

ومن ثمرات الإيمان باليوم الآخر:
أولاً: الحرص على طاعة الله تعالى رغبة في ثواب ذلك اليوم، والبعد عن معصيته خوفاً من عقاب ذلك اليوم.
ثانياً: تسلية المؤمن عما يفوته من نعيم الدنيا ومتاعها بما يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها.

ومن ثمرات الإيمان بالقدر:
أولاً: الاعتماد على الله تعالى عند فعل الأسباب، لأن السبب والمسبب كلاهما بقضاء الله وقدره.
ثانياً: راحة النفس وطمأنينة القلب، لأنه متى علم أن ذلك بقضاء الله تعالى، وأن المكروه كائن لا محالة، ارتاحت النفس واطمأن القلب ورضي بقضاء الرب، فلا أحد أطيب عيشاً وأربح نفساً وأقوى طمأنينة ممن آمن بالقدر.
ثالثاً: طرد الإعجاب بالنفس عند حصول المراد، لأن حصول ذلك نعمة من الله بما قدّره من أسباب الخير والنجاح، فيشكر الله تعالى على ذلك ويدع الإعجاب.
رابعاً: طرد القلق والضجر عند فوات المراد أو حصول المكروه، لأن ذلك بقضاء الله تعالى الذي له ملك السماوات والأرض وهو كائن لا محالة، فيصبر على ذلك ويحتسب الأجر، وإلى هذا يشير الله تعالى بقوله: [ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير (22) لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل محتالٍ فخور] [الحديد: 22، 23].

فنسأل الله تعالى أن يثبتنا على هذه العقيدة، وأن يحقق لنا ثمراتها ويزيدنا من فضله، وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وأن يهب لنا من رحمته، إنه هو الوهاب. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان.

المصدر: كتاب "عقيدة أهل السنة والجماعة"




اقتباس:
فنسأل الله تعالى أن يثبتنا على هذه العقيدة، وأن يحقق لنا ثمراتها ويزيدنا من فضله، وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وأن يهب لنا من رحمته، إنه هو الوهاب. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان.

اللهـــــــــــم آمــــــــــــــــــــــي ــــــــــــــــــن

بارك الله فيك على النقل الطيب ، و رحم الله الشيخ العثيمين رحمة واسعة و نفع بعلمه الإسلام و المسلمين




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معلومات قيمة جزاكم الله خيرا




امـــــــــــــــــــــيـ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــن
شكرا لكي اختاه على جلبك القيم بارك الله فيكي
تحياتي




بارك الله فيك اختي وجزاك الله خيرا
ونفع بك




بارك الله فيك اختي
شكرا على الموضوع القيم




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[كتاب مصور] رسائل في العقيدة تأليف الشيخ العلامة حماد بن محمد الأنصاري أبو عبد اللط

تعليمية تعليمية
[كتاب مصور] رسائل في العقيدة تأليف الشيخ العلامة حماد بن محمد الأنصاري أبو عبد اللطيف رحمه الله

تعليمية
تعليمية
رسائل في العقيدة
تأليف الشيخ العلامة حماد بن محمد الأنصاري أبو عبد اللطيف رحمه الله

تعليمية

عنوان الكتاب: رسائل في العقيدة
المؤلف: الشيخ العلامة حماد بن محمد الأنصاري أبو عبد اللطيف رحمه الله
الناشر: مكتبة الفرقان
عدد المجلدات: 1
نبذة عن الكتاب:
تحتوي على :
– تفسير سورة الفاتحة وبيان ما تضمنته من أنواع التوحيد
– مقدمة على كتاب الإبانة عن أصول الديانة
– الإعلان بأن لعمري ليست من الأيمان
– كشف الستر عما ورد في السفر إلى القبر
– تعريف أهل الإيمان بصحة حديث إن آدم خلق على صورة الرحمن
– تحفة القاري في الرد على الغماري
257 صفحة

تعليمية

التحميل
نسخة مصورة [pdf]
تعليمية

الحجم : 3.17 ميجا

.
تعليمية
.
تعليمية
.
تعليمية
.
تعليمية.
.
تعليمية

المصغرات المرفقة تعليمية تعليمية تعليمية تعليمية تعليمية

تعليمية
الملفات المرفقة

للامانة العلمية الموضوع منقول




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

فوائد في العقيدة 1

تعليمية تعليمية
فوائد في العقيدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فوائد في العقيدة
لا تقوم عبادة الله إلا على أمرين أساسين:
1-
محبة الله.
2-
تعظيم الله.
فبالمحبة تكون الطاعة طلبا لهذا المحبوب، وبالتعظيم يكون ترك المعصية هيبة وإجلالا؛ ولهذا لا تقوم عبادة الله -تعالى- إلا على هذين الأساسين.
ولا تصح العبادة إلا بشرطين أساسيين وهما:
1-
الإخلاص لله تعالى.
2-
المتابعة لرسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- فهنا مبنى (أصل) وهنا مصحح؛ فالمبنى كما تقدم هما المحبة والتعظيم وعليهما أساس العبادة، والمصحح هما الإخلاص والمتابعة الشرعية.
قال ابن القيم في نونيته:
وعبادة الرحمن غاية حبـه
مـع ذل عابده همـا قطبـان
وعليهمـا فلـك العبادة دائر
ما دار حـتى قـامت القطبان
ومداره بالأمر أمـر رسوله
لا بالهوى والنفـس والشيطان
فقيام ديـن اللـه بالإخلاص
والإحسـان فهما لـه أصلان
لم ينج من غضب الإله وناره
إلا الـذي قـامت به الأصلان
والناس بعد فمشـرك بإلهـه
أو ذو ابتداع أو له الوصفـان
واللـه لا يرضى بكثرة فعلنا
لكن بإحسـانه مـع الإيمـان
فالعارفون مرادهم إحسـانه
والجاهلون عموا عن الإحسان
المحبة مع الله شرك، والمحبة في الله، والمحبة لله تابعة لمحبة الله وفرع عنها، والمحبة المبنية على الدنيا فهي منفية، وكما قال بعضهم الحب عذاب إلا من الله فهي راحة وطمأنينة.
العقل الصريح هو السالم من الشهوات والشبهات مأخوذ من الماء أو اللبن، الصريح: أي الخالص من الشوب الذي لم يخلط معه شيء.
والشبهات ناشئة عن الجهل، والشهوات ناشئة عن الهوى مع العلم؛ لأن آفات العقول إما الجهل بالحق، وإما هوى يرد به الحق، وكل الضلالات لا تخرج عن هذا، فالنصارى علتهم الشبهات إلا بعد أن علموا الحق، واليهود علتهم الشهوات.
المعاذ والملاذ، مصدران ميميان من العياذ واللياذ، قال أهل العلم والفرق بينهما: أن اللياذ مما يرجى والعياذ مما يخاف، قال الشاعر يمدح ممدوحا له:
يـا مـن ألـوذ بـه فيما أؤمله
ومــن أعـوذ بـه ممـا أحـاذره
لا يجبر الناس عظما أنت كاسره
ولا يهيضـون عظمـا أنـت جابره
وهذا الوصف لا يستحقه إلا الله -عز وجل- والغياث من الغوث، وهو إزالة الشدة، ومنه قولنا اللهم أغثنا.
عوام المشركين والرافضة والفرس والروم تبع لهم، فالعامة من المشركين تبع لسادتهم وعلمائهم؛ لأن الله لم بعذرهم قال الله -تعالى-: وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ وقال -تعالى-: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وقوله -تعالى-: إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ .
والصحابة لما قاتلوا المشركين لم يبقوا عوامهم، وكذلك لما قاتلوا الفرس والروم، قاتلوا علماءهم وعوامهم، فالمشركين الذين يعبدون أصحاب القبور ويذبحون لهم وينذرون لهم لا يعذرون بعد بعثة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ونزول القرآن قال الله -تعالى-: قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ .
وأما قول الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب "من عبد الصنم الذي على البدوي فإني لا أكفره" إنما قال ذلك في أول الأمر وفي أول الدعوة، ثم تبين له أنهم لا يعذرون وأنهم مشركون.

تأجير الرافضي والإسماعيلي الباطني في جزيرة العرب لا يجوز؛ لأنهما كافران وقد قال النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب .

من موقع الشيخ عبد العزيز الراجحي

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




تعليمية




شكرا اختي أم عبيد الله وشكرا للجميع




جزاكم الله خير الجزاء ونفع بكم




بارك الله فيكم