التصنيفات
اسلاميات عامة

طريق استرداد المسجد الأقصى : : الشيخ صالح السحيمي

طريق استرداد المسجد الأقصى

للشيخ صالح بن سعد السحيمي حفظه الله

تعليمية

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى))
ذلك أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في المسجد النبوي خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، والصلاة في المسجد الأقصى -رزقنا الله وإياكم فيه صلاة قبل الموت، بعد أن يطهره الله من الأدناس والأرجاس والأنجاس- الصلاة فيه بخمسمائة صلاة، وليس المقصود ما يسمى بقبة الصخرة، هذه لا قيمة لها كغيرها من القباب؛ لكن المقصود المسجد الأقصى بذاته، المسجد الأقصى الذي أضعناه لما ضَعُفَ إيماننا، وتسلط علينا شرار الخلق، وأراذل الناس، وإخوان القردة والخنازير.
ولن يعود، ولن يعود، ولن يعود إلا أن نعود إلى الله -عزَّ وجل-، لن يَصْلُحَ آخر هذه الأمة إلا بما صَلُحَ به أولها.
لا يعود بشعارات الرفض وبشعارات العلمنة، وبشعارات الولاءات المختلفة للشرق أو الغرب، أبدًا، لن يعود بالشعارات التي تطلقها كثيرٌ من المنظمات، أبدًا والله لن يعود، لله في خلقه سنن لا تحول ولا تزول، لن يَصْلُحَ آخر هذه الأمة إلا بما صَلُحَ به أولها، لن يعود بإقامة الحفلات والتباكي والصياح والاستغاثة بصلاح الدين، صلاح الدين -رحمه الله- أدَّى ما عليه، لكنه لا يغيثك بعد موته، لن يعود بعمل الحفلات وتمجيد البطولات، والاحتفالات بالبطولات المزعومة، وإنما يعود بالعودة إلى الله قولاً وعملاً واعتقادًا.
فإذا عدنا إلى الله قولاً وعملاً واعتقادًا عندها سترفع راية الجهاد -بإذن الله- الذي يكون جهادًا حقًا، جهادًا صحيحًا، ليس مغامرات، وليس تفجيرات بالأحزمة الناسفة، وليس ولاءات للجهة الفلانية، والجهة الفلانية؛ وإنما عندما يكون خالصًا لوجه الله؛ لتكون كلمة الله هي العليا، وعندما تُرفع راية التوحيد السالم من كل شبهة، ليس هناك تعلقٌ بالقبور ولا بأصحاب القبور، ليس هناك شعارات زائفة بتمجيد بعض الموتى والأحياء، لا، وإنما هناك كلمة الله، من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله.
وأما الذين يُذَبِّحون المسلمين في بلاد المسلمين ويسمون هذا جهادًا؛ فهؤلاء أتباع إبليس، وخُدَّامُ اليهود والنصارى تمامًا، لم يخدموا إلا اليهود والنصارى بهذه التفجيرات التي يزعمون أنها جهاد، وفي ماذا؟ في بلاد المسلمين، وبتكفير المسلمين، فلن يكون النصر على أيدي هؤلاء السَّفاحين السَّفاكين، أتباع بعض المفتين المفترين في الكهوف والظلمات، لا، لا يا عبد الله؛ لأن ديننا دينٌ واضح دينٌ أبلج، دينٌ في وضح النهار، ليس دين (الوهاد) والخلوات والفلوات والتجمعات والاستراحات، لا، هذا ليس دينًا، وإنما هو من تلبيس إبليس؛ يقول سفيان الثوري -رحمه الله-: "إذا رأيت الذين يتناجون في دينهم دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة".
الدين ليس في الكهوف ولا في الظلمات، ولا في [الوهاد]، ولا في قتل المسلمين، ولا في نسف المنشآت في بلاد المسلمين، ولا في التخريب هنا وهناك، هذا ليس دينًا؛ إنما هو دين إبليس الذي سول لهم وأملى لهم {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 103-104]
فانتبه يا عبد الله، ليس الدين بالجعجعة ولا بالشعارات، ولا بالهتافات، ولا بيعيش فلان ويسقط فلان، ولا بالذين يطلبون المناصب ويريدون أن يتربعوا على الكراسي؛ إنما يتطلب أن يكون العبد مخلصًا لله -عز وجل-، وأن يكون عمله موافقًا لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لن ننتصر بعُبَّادِ القبور، ولا بمن يقول مدد يافلان وفلانة، ولا بمن يقول مدد يا برعي، مدد يا نقشبندي، مدد يا شاذلي، مدد يا مرغني، مدد يا حسين، مدد يا بدوي، مدد يا مرسي، مدد يا تيجاني، مدد يا مرغني، مدد يا عيدروس، لا، هؤلاء مشركون، الذين يطلقون هؤلاء الكلمات مشركون، عُبَّادُ القبور، لا يقبل الله منهم صرفًا ولا عدلاً، فانتبه يا عبد الله لن ننتصر بعُبَّادِ القبور، لن ننتصر بعُبَّادِ الأضرحة، لن ننتصر بعُبَّادِ المشاهد، لن ننتصر بعُبَّادِ الأشخاص، لن ننتصر بمن يعبد بني آدم من دون الله، لن ننتصر بمن يقول: أغثنا يا فلان ويا علان، لن نتصر بمن يقول: إذا كنت في هم وغم فنادني؛ إنما الذي ينادى عند الهم والغم هو الله وحده، فانتبه يا عبد الله، لن ننتصر بالذين يعكفون عند القبور ويقدمون لها الذبائح والنذور، ويدعونها من دون الله -تبارك وتعالى- العزيز الغفور، لن ننتصر بهؤلاء؛ بل هؤلاء أكبر معاول الخذلان والهزيمة.
نعم؛ حتى نرفع شعار التوحيد خاليًا صافيًا مصفى من أي خدش، لن ننتصر بعُبَّادِ العلمنة وأتباع الغرب المتفرنجين، ولا باتباع المتزمتين الخوارج، كلا الطرفين زائغون عن الحق، وضالون عن سواء السبيل، أهل الشهوات وأهل الشبهات، وهما أعظم تيارين تتعرض له أمتنا في هذا الزمان.
تيار الشهوات، تيار عُبَّاد الفروج، تيار عُبَّاد الشهوات، تيار أصحاب التمثيليات حتى التي يسمونها تمثيليات إسلامية، فإنها دجلٌ وسفه، تيار أرباب الشهوات، تيار المقلدين للغرب، تيار الذين يتنكرون للدين ويرون أن الحضارة في تقليد الغرب والمتفرنجين، وغزونا بشتى قنواتهم الفضائية الخبيثة، باسم التقدم تارة، وباسم الحرية تارة، وباسم الحضارة تارةً أخرى، وباسم العولمة تارةً أخرى، وباسم حرية الرأي تارةً أخرى، وباسم حقوق الإنسان تارة، وباسم حقوق المرأة -التي جُعِلت قميص عثمان- تارةً أخرى.

كذلك لن ننتصر بالخوارج الذين يستحلون دماء المسلمين، التكفيريين أدعياء الجهاد، الذين يقتلون المسلمين والمعاهدين والمستأمنين، ويستحلون ذلك ويسمونه جهادًا في سبيل الله، وحاشا لله؛ إنه جهادٌ في سبيل إبليس، ومن أجل إبليس، ومن أجل أعوان إبليس من الشرق والغرب، {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 103-104]
{ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا} [فاطر: 8]
فانتبه لهذا يا عبد الله، انتبه لن ننتصر بهؤلاء الذين يتعلقون بالسفهاء حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام القابعين في الكهوف، والذين فرقوا الأمة وجعلوها شذر ومذر، وأعطوا بعض الشباب المُغرَّرِ بهم -بزعمهم- مفاتيح الجنة، وأنه ليس بينهم وبين الجنة إلا أن يقتلوا فلانًا وفلانًا ولو كان من طلاب العلم! ولو كان ممن يسهر على حراسة وحماية المسلمين ليل نهار!
نعم، أبدًا هؤلاء قتلة علي وقتلة عثمان -رضي الله عنهما-؛ فإياكم وإياهم، إياكم وإياهم، إنهم مجرمون إنهم أخطر على الأمة من أصحاب الشهوات؛ لأن الشهوات يَمُجُّهَا كل ذي فطرة سليمة، وكل ذي عقل سليم، كل واحد يعرف أن الزنا حرام وأنه قذر، وأن الخمر مضر، لاشك أنها بريد الكفر، المعاصي بريد الكفر؛ لكن أي عاقل حتى ولو لم يكن [كافرًا]، الآن في بلاد الكفار يمنعون المخدرات والتدخين، ليش؟ هل قصدهم التحريم؟ لا، قصدهم الضرر الصحي، فالعاقل يعرف أن هذه الأشياء مضرة، وأنها أسباب لكثير من الأمراض الفتَّاكة، لكن المصيبة على المسلمين من يتشدقون باسم الدين، والدين من كثير منهم براء.
فانتبهوا واحذروا من هذه الفئة الضالة بأطرافها المتعددة الكثيرة التي لا حصر لها في هذه الأزمنة، والزموا هدي النبي صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً واعتقادًا؛ فإن هذا هو طريق الخلاص، وهو طريق استرداد المسجد الأقصى إذا أردنا استرداده حقًا.
************
انتهى تفريغ المقطع
ملاحظة:
الكلمة التي باللون الأخضر: [كافرًا]
أحسب مقصود الشيخ -حفظه الله-: "مسلمًا" إذ هو الأنسب والمتفق مع السياق.

المصدر




بارك الله فيك على هذا الموضوع القييم
وحفظ الله الشيخ ونفعنا بعلمه
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد : 7 )
اما نحن الان تركنا ديننا واتبعنا شهوات الدنيا فسلط علينا اعدؤنا وصرنا نعيش في ذل وهوان لاننا لم نعمل بما وصانا به الني المصطفى (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ) فلما ضيعناها ضيعنا الله
لاحولة ور قوة الا بالله
نسال الله ان يرفع عنا هذا الذل ويهدي امة محمد صلى الله عليه وسلم الى الدين الحق والنهج القويم




تعليمية
بآآركــ اللهــ فيكــ غاليتيــ أمــ عبيد اللهــ ع الجلبـ الطيبــ
ودي..~~
تعليمية




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك اختاه

وجزاك الله خيرا

والله موضوع قيم وجيد




التصنيفات
اسلاميات عامة

مناظرة الشيخ الألباني مع من يدعي جواز الإحتفال بالمولد النبوي

تعليمية


بسم الله والصلاة على رسول الله وعلى أله وصحبة أجمعين ومن إهتدى بهداهم إلي يوم الدين

أما بعد:

أترككم مع المناظرة

الشيخ الألباني :
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هل هو خير أم شر ؟
محاور الشيخ :
خير .
الشيخ الألباني : حسناً ، هذا الخير هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجهلونه ؟
محاور الشيخ :
لا .
الشيخ الألباني :
أنا لا أقنع منك الآن أن تقول لا بل يجب أن تبادر وتقول : هذا مستحيل أن يخفى هذا الخير إن كان خيراً أو غيره على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونحن لم نعرف الإسلام والإيمان إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فكيف نعرف خيراً هو لم يعرفه ! هذا مستحيل .
محاور الشيخ :
إقامة المولد النبوي هو إحياء لذكره صلى الله عليه وسلم وفي ذلك تكريم له .
الشيخ الألباني :
هذه فلسفة نحن نعرفها ، نسمعها من كثير من الناس وقرأناها في كتبهم ؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما دعا الناس هل دعاهم إلى الإسلام كله أم دعاهم إلى التوحيد ؟
محاور الشيخ :
التوحيد .
الشيخ الألباني :

أول ما دعاهم للتوحيد ، بعد ذلك فُرضت الصلوات ، بعد ذلك فُرض الصيام ، بعد ذل فُرض الحج ، وهكذا ؛ ولذلك امشِ أنت على هذه السنة الشرعية خطوة خطوة .
نحن الآن اتفقنا أنه من المستحيل أن يكون عندنا خيرٌ ولا يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالخير كله عرفناه من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها كبشان ، وأنا أعتقد أن من شك في هذا فليس مسلماً .
ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تؤيد هذا الكلام : 1. قوله صلى الله عليه وسلم : (( ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به )) .
فإذا كان المولد خيراً وكان مما يقربنا إلى الله زُلفى فينبغي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه .
صحيح أم لا ؟ أنا لا أريد منك أن توافق دون أن تقتنع بكل حرف مما أقوله ، ولك كامل الحرية في أن تقول : أرجوك ، هذه النقطة ما اقتنعت بها .
فهل توقفت في شيء مما قلتهُ حتى الآن أم أنت ماشٍ معي تماماً ؟
محاور الشيخ :
معك تماماً .
الشيخ الألباني :
جزاك الله خيراً .
إذاً (( ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به ))
نحن نقول لجميع من يقول بجواز إقامة هذا المولد :
هذا المولد خيرٌ – في زعمكم – ؛ فإما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه وإما أن يكون لم يدلنا عليه .
فإن قالوا : قد دلنا عليه .
قلنا لهم : ( هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) . ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً أبداً .
ونحن قرأنا كتابات العلوي [1] وغير العلوي في هذا الصدد وهم لايستدلون بدليل سوى أن هذه بدعة حسنة !! بدعة حسنة !!
فالجميع سواء المحتفلون بالمولد أو الذين ينكرون هذا الاحتفال متفقون على أن هذا المولد لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة الكرام ولا في عهد الأئمة الأعلام .
لكن المجيزون لهذا الاحتفال بالمولد يقولون : وماذا في المولد ؟ إنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصلاة عليه ونحو ذلك .
ونحن نقول : لو كان خيراً لسبقونا إليه .
أنت تعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) وهو في الصحيحين . وقرنه صلى الله عليه وسلم هو الذي عاش فيه وأصحابه ،ثم الذين يلونهم التابعون ، ثم الذين يلونهم أتباع التابعين . وهذه أيضاً لا خلاف فيها .
فهل تتصور أن يكون هناك خير نحن نسبقهم إليه علماً وعملاً ؟ هل يمكن هذا ؟
محاور الشيخ :
من ناحية العلم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمن كان معه في زمانه إن الأرض تدور
الشيخ الألباني :
عفواً ، أرجوا عدم الحيدة ، فأنا سألتك عن شيئين علم وعمل ، والواقع أن حيدتك هذه أفادتني ، فأنا أعني بطبيعة الحال بالعلم العلم الشرعي لا الطب مثلاً ؛ فأنا أقول إن الدكتور هنا أعلم من ابن سينا زمانه لأنه جاء بعد قرون طويلة وتجارب عديدة وعديدة جداً لكن هذا لا يزكيه عند الله ولا يقدمه على القرون المشهود لها ؛ لكن يزكيه في العلم الذي يعلمه ، ونحن نتكلم في العلم الشرعي بارك الله فيك . فيجب أن تنتبه لهذا ؛ فعندما أقول لك : هل تعتقد أننا يمكن أن نكون أعلم ؛ فإنما نعني بها العلم الشرعي لا العلم التجربي كالجغرافيا والفلك والكيمياء والفيزياء . وافترض مثلاُ في هذا الزمان إنسان كافر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكن هو أعلم الناس بعلم من هذه العلوم هل يقربه ذلك إلى الله زُلفى ؟
محاور الشيخ :
لا .
الشيخ الألباني :
إذاً نحن لانتكلم الآن في مجال ذلك العلم بل نتكلم في العلم الذي نريد أن نتقرب به إلى الله تبارك وتعالى ، وكنا قبل قليل نتكلم في الاحتفال بالمولد ؛ فيعود السؤال الآن وأرجو أن أحضى بالجواب بوضوح بدون حيدة ثانية .
فأقول هل تعتقد بما أوتيت من عقل وفهم أنه يمكننا ونحن في آخر الزمان أن نكون أعلم من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين في العلم الشرعي وأن نكون أسرع إلى العمل بالخير والتقرب إلى الله من هؤلاء السلف الصالح ؟
محاور الشيخ :
هل تقصد بالعلم الشرعي تفسير القرآن ؟
الشيخ الألباني :
هم أعلم منا بتفسير القرآن ، وهم أعلم منا بتفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، هم في النهاية أعلم منا بشريعة الإسلام .
محاور الشيخ :
بالنسبة لتفسير القرآن ربما الآن أكثر من زمان الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فمثلاً الآية القرآنية ((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)) (النمل:88) فلو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأحد في زمانه إن الأرض تدور هل كان سيصدقه أحد ؟! ما كان صدقه أحد .
الشيخ الألباني :
إذاً أنت تريدنا – ولا مؤاخذة – أن نسجل عليك حيدةً ثانية . يا أخي أنا أسأل عن الكل لا عن الجزء ، نحن نسأل سؤالاً عاماً :
الإسلام ككل من هو أعلم به ؟
محاور الشيخ :
طبعاُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته .
الشيخ الألباني :
هذا الذي نريده منك بارك الله فيك .
ثم التفسير الذي أنت تدندن حوله ليس له علاقة بالعمل ، له علاقة بالفكر والفهم . ثم قد تكلمنا معك حول الآية السابقة وأثبتنا لك أن الذين ينقلون الآية للاستدلال بها على أن الأرض تدور مخطؤون لأن الآية تتعلق بيوم القيامة (( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) .
لسنا على كل حال في هذا الصدد .
وأنا أسلِّم معك جدلاً أنه قد يكون رجلاً من المتأخرين يعلم حقيقة علمية أو كونية أكثر من صحابي أو تابعي الخ ؛ لكن هذا لا علاقة له بالعمل الصالح ؛ فاليوم مثلاً العلوم الفلكية ونحوها الكفار أعلم منا فيها لكن مالذي يستفيدونه من ذلك ؟ لاشيء . فنحن الآن لا نريد أن نخوض في هذا اللاشيء ، نريد أن نتكلم في كل شيء يقربنا إلى الله زلفى ؛ فنحن الآن نريد أن نتكلم في المولد النبوي الشريف .
وقد اتفقنا أنه لو كان خيراً لكان سلفنا الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم به منا وأسرع إلى العمل به منا ؛ فهل في هذا شك ؟
محاور الشيخ :
لا ، لا شك فيه .
الشيخ الألباني :
فلا تحد عن هذا إلى أمور من العلم التجريبي لا علاقة لها بالتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح .
الآن ، هذا المولد ما كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم – باتفاق الكل – إذاً هذا الخير ماكان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ،
كيف خفي هذا الخير عليهم ؟!
لابد أن نقول أحد شيئين :
علموا هذا الخير كما علمناه – وهم أعلم منا – ، أو لم يعلموه ؛ فكيف علمناه نحن ؟!
؛ فإن قلنا : علموه ؛ – وهذا هو القول الأقرب والأفضل بالنسبة للقائلين بمشروعية الاحتفال بالمولد – فلماذا لم يعملوا به ؟! هل نحن أقرب إلى الله زلفى ؟! –
لماذا لم يُخطيء واحدٌ منهم مرة صحابي أو تابعي أو عالم منهم أو عابد منهم فيعمل بهذا الخير ؟!
هل يدخل في عقلك أن هذا الخير لا يعمل به أحدٌ أبداً ؟! وهم بالملايين ، وهم أعلم منا وأصلح منا وأقرب إلى الله زُلفى ؟!
أنت تعرف قول الرسول صلى الله عليه وسلم _ فيما أظن _ :
(( لا تسبوا أصحابي ؛ فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَهُ )) .
أرأيت مدى الفرق بيننا وبينهم ؟!
لأنهم جاهدوا في سبيل الله تعالى ، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتلقوا العلم منه غضاً طرياً بدون هذه الوسائط الكثيرة التي بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم ، كما أشار صلى الله عليه وسلم إلى مثل هذا المعنى في الحديث الصحيح :
(( من أحب أن يقرأ القرآن غضاً طرياً فليقرأهُ على قراءة ابن أم عبد )) يعني عبد الله بن مسعود .
" غضاً طرياً " يعنى طازج ، جديد .
هؤلاء السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم لايمكننا أن نتصور أنهم جهلوا خيراً يُقربهم إلى الله زلفى وعرفناه نحن وإذا قلنا إنهم عرفوا كما عرفنا ؛ فإننا لا نستطيع أن نتصور أبداً أنهم أهملوا هذا الخير .
لعلها وضحت لك هذه النقطة التي أُدندنُ حولها إن شاء الله ؟
محاور الشيخ :
الحمد لله .
الشيخ الألباني :
جزاك الله خيراً .
هناك شيء آخر ، هناك آيات وأحاديث كثيرة تبين أن الإسلام قد كَمُلَ _ وأظن هذه حقيقة أنت متنبه لها ومؤمن بها ولا فرق بين عالم وطالب علم وعامِّي في معرفة هذه الحقيقة وهي : أن الإسلام كَمُلَ ، وأنه ليس كدين اليهود والنصارى في كل يوم في تغيير وتبديل .
وأذكرك بمثل قول الله تعالى : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
الآن يأتي سؤال : وهي طريقة أخرى لبيان أن الاحتفال بالمولد ليس خيراً غير الطريقة السابقة وهي أنه لو كان خيراً لسبقونا إليه وهم – أي السلف الصالح – أعلم منا وأعبد .
هذا المولد النبوي إن كان خيراً فهو من الإسلام ؛ فنقول : هل نحن جميعاً من منكرين لإقامة المولد ومقرِّين له هل نحن متفقون – كالاتفاق السابق أن هذا المولد ماكان في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم – هل نحن متفقون الآن على أن هذا المولد إن كان خيراً فهو من الإسلام وإن لم يكن خيراً فليس من الإسلام ؟
ويوم أُنزلت هذه الآية : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)) لم يكن هناك احتفال بالمولد النبوي ؛ فهل يكون ديناً فيما ترى ؟
أرجو أن تكون معي صريحاً ، ولا تظن أني من المشائخ الذين يُسكِّتون الطلاب ، بل عامة الناس : اسكت أنت ما تعلم أنت ما تعرف ، لا خذ حريتك تماماً كأنما تتكلم مع إنسان مثلك ودونك سناً وعلماً . إذا لم تقتنع قل : لم أقتنع .
فالآن إذا كان المولد من الخير فهو من الإسلام وإذا لم يكن من الخير فليس من الإسلام وإذا اتفقنا أن هذا الاحتفال بالمولد لم يكن حين أُنزلت الآية السابقة ؛ فبديهي جداً أنه ليس من الإسلام .
وأوكد هذا الذي أقوله بأحرف عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس : قال :
" من ابتدع في الإسلام بدعة – لاحظ يقول بدعة واحدة وليس بدعاً كثيرة – يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة " .
وهذا شيء خطير جدا ً ، ما الدليل يا إمام ؟
قال الإمام مالك : اقرؤا إن شئتم قول الله تعالى :
((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
فما لم يكن يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً . انتهى كلامه .
متى قال الإمام مالك هذا الكلام ؟ في القرن الثاني من الهجرة ، أحد القرون المشهود لها بالخيرية !
فما بالك بالقرن الرابع عشر ؟!
هذا كلامٌ يُكتب بماء الذهب ؛ لكننا غافلون عن كتاب الله تعالى ، وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن أقوال الأئمة الذين نزعم نحن أننا نقتدي بهم وهيهات هيهات ، بيننا وبينهم في القدوة بُعد المشرقين .
هذا إمام دار الهجرة يقول بلسانٍ عربيٍ مبين : "فمالم يكن يومئذٍ ديناً ؛ فلا يكون اليوم ديناً".
اليوم الاحتفال بالمولد النبوي دين ، ولولا ذلك ما قامت هذه الخصومة بين علماء يتمسكون بالسنة وعلماء يدافعون عن البدعة .
كيف يكون هذا من الدين ولم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة ولا في عهد التابعين ولا في عهد أتباع التابعين ؟!
الإمام مالك من أتباع التابعين ، وهو من الذين يشملهم حديث :
(( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) .
يقول الإمام مالك : " ما لم يكن حينئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً ، ولا يَصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها " .
بماذا صلح أولها ؟ بإحداث أمور في الدين والُتقرب إلى الله تعالى بأشياء ما تقرب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل :
(( ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى الى الله إلى وأمرتكم به )) .
لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده ؟! هذا سؤال وله جواب :
هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس غير المشروع ،مع بَون شاسع بين الاحتفالين :
أول ذلك : أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً .
ثانياً : أن الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة .
هاتان فارقتان بين الاحتفالين : أن الأول عبادة ويتكرر في كل أسبوع بعكس الثاني غير المشروع فلا هو عبادة ولا يتكرر في كل أسبوع .
وأنا لا أقول كلاماً هكذا ما أنزل الله به من سلطان ، وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال :
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله : ما تقول في صوم يوم الإثنين ؟
قال (( ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه ، وأُنزل القرآن عليَّ فيه .))
ما معنى هذا الكلام ؟
كأنه يقول : كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه ، وأنزل عليَّ الوحي فيه ؟!
أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ .
وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء ، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين .
وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ؛ فسألهم عن ذلك ؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : (( نحن أحق بموسى منكم )) فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى :
((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه)) .
فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه .
الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون ؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه .
الآن أنا أسألك : هولاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف ان كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس ؛ لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين ؟
لا ، لا يصومون يوم الاثنين ، لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النيوي في كل عام مرة ! أليس هذا قلباً للحقائق ؟!
هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود :
((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
هذا هو الخير : صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه !!
نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة : هل يعلمون السر في صيامه ؟ لا لا يعلمون .
فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع ؟!!
وصدق الله تعالى ((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال :
(( للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ))
وفي رواية أخرى خطيرة (( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك )) .
فنحن اتبعنا سنن اليهود ؛ فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير ، كاستبدالنا المولد النبوي الذي هو كل سنة وهو لا أصل له بالذي هو خير وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ، وأنزل الوحي فيه .
وأختم كلامي بذكر قوله صلى الله عليه وسلم :
(( أبى الله أن يقبل توبة مبتدع )) .
والله تعالى يقول : ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ))
وقد جاء في صحيح مسلم أن أحد التابعين جاء إلى السيدة عائشة
محاور الشيخ :
قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أليس تكريماً له ؟
الشيخ الألباني :
نعم
محاور الشيخ :
فيه ثواب هذا الخير من الله ؟
الشيخ الألباني :
كل الخير . ما تستفيد شيئاً من هذا السؤال ؛ ولذلك أقاطعك بسؤال : هل أحد يمنعك من قراءة سيرته ؟
أنا أسألك الآن سؤالاً : إذا كان هناك عبادة مشروعة ، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما وضع لها زمناً معيناً ، ولا جعل لها كيفية معينة ؛ فهل يجوز لنا أن نحدد لها من عندنا زمناً معيناً ، أو كيفية معينة ؟ هل عندك جواب ؟
محاور الشيخ :
لا، لا جواب عندي .
الشيخ الألباني :
قال الله تعالى : ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ))
وكذلك يقول الله تعالى :
((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) التوبة:31
(( لما سمع عدي بن حاتم رضي الله عنه هذه الآية – وقد كان قبل إسلامه نصرانياً – أشكلت عليه فقال: إنا لسنا نعبدهم قال: ( أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟) ، فقال: بلى. قال : ( فتلك عبادتهم))).
وهذا يبيِّن خطورة الابتداع في دين الله تعالى .

مفرغ مع بعض الاختصار من أحد اشرطة سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله تعالى . رقم الشريط 94/1




السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

شكرا لك أختي أم عبيد الله الأثرية على الموضوعك الرائع والقيم
موضوعك راقي لايمكن المجادلة فيه وخصوصا لأنك قدمت فتوى الشيخ الألباني

(موضوع يستحق التقيم)




السلام عليكم و رحمة الله و بركآته
باركـ الله فيكـ أختي أم عبيد و جزاكـ خيرا على النقل الطيب و الهاام




و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

بوركتِ أخيتي على مروركِ الطيب العطر

بالفعل إنها مناظرة قيمة، فالمسألة واضحة جلية إن شاء الله، و أظن أن ما أجاد به الشيخ الألباني رحمه الله و أفاد كاف شافٍ لمن ألق السمع وهو شهيد


وفقكِ الله أختي و نفع بكِ




شكرا رحمة الله على الشيخ الالباني

موضوع مهم ومفيد شكرا ام عبيد




بارك الله فيك أخيتي أم عبيد الله و نفع بك




سلمت يداك رائع جدا




التصنيفات
اسلاميات عامة

سلسلة علمني ديني لفضيلة الشيخ محمد بن عمر بازمول حفظه الله

  • علمني ديني :أننا عندما نكبر تكثر همومنا، ويتركز همنا الأكبر في شيء واحد …. هو أكبر همنا …. فمن الناس من يكبر ويكبر همه في الدنيا … في التجارة … في أي شأن يراه من أمور الحياة. ومن الناس من يكبر ويكبر همه في الاستعداد للآخرة … والعمل لها … . فالأول مبلغ علمه الدنيا … وأكبر همه الدنيا والثاني مبلغ علمه الآخره، وأكبر همه الآخرة والاستعداد لها . وهكذا ينبغي أن نكون … أخرج الترمذي وحسنه الألباني عن ابن عمر رضي الله عنه قال: "قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ لأَصْحَابِهِ: اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا"."
  • علمني ديني :أن الرؤيا جزء من ست وأربعين جزءاً من النبوة، وأن من يفسرها لي قد يصيب ويخطيء، فيضطرب في ذلك، كأنها على جناح طائر، إذا عبرت التعبير الصحيح وقعت بمعنى أنه يرى تأويلها. عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ، مَا لَمْ تُعَبَّرْ فَإِذَا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ»قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: «وَلَا تَقُصَّهَا إِلَّا عَلَى وَادٍّ، أَوْ ذِي رَأْيٍ»أخرجه أحمد أبوداود والترمذي وصححه ابن حبان وغيره. وأخرج الشيخان عن ابْن عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ فِي المَنَامِ ظُلَّةً تَنْطُفُ السَّمْنَ وَالعَسَلَ، فَأَرَى النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ مِنْهَا، فَالْمُسْتَكْثِرُ وَالمُسْتَقِلُّ، وَإِذَا سَبَبٌ وَاصِلٌ مِنَ الأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ، فَأَرَاكَ أَخَذْتَ بِهِ فَعَلَوْتَ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلاَ بِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلاَ بِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَانْقَطَعَ ثُمَّ وُصِلَ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ، وَاللَّهِ لَتَدَعَنِّي فَأَعْبُرَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «اعْبُرْهَا» قَالَ: أَمَّا الظُّلَّةُ فَالإِسْلاَمُ. وَأَمَّا الَّذِي يَنْطُفُ مِنَ العَسَلِ وَالسَّمْنِ فَالقُرْآنُ؛ حَلاَوَتُهُ تَنْطُفُ، فَالْمُسْتَكْثِرُ مِنَ القُرْآنِ وَالمُسْتَقِلُّ. وَأَمَّا السَّبَبُ الوَاصِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ فَالحَقُّ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، تَأْخُذُ بِهِ فَيُعْلِيكَ اللَّهُ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكَ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُهُ رَجُلٌ آخَرُ فَيَنْقَطِعُ بِهِ، ثُمَّ يُوَصَّلُ لَهُ فَيَعْلُو بِهِ. فَأَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ، أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَصَبْتَ بَعْضًا وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا» قَالَ: فَوَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَتُحَدِّثَنِّي بِالَّذِي أَخْطَأْتُ، قَالَ: «لاَ تُقْسِمْ». فهذا الحديث نص في أن تعبير الرؤيا منه ما هو صواب ومنه ما هو غير ذلك. فلو كان المعنى أن الرؤيا تقع كما يفسرها من يفسرها لما كان هناك فائدة لقوله صلى الله عليه وسلم: "أصبت بعضا وأخطات بعضا". ثم ما فائدة أن يرجع إلى مفسري الرؤيا إذا كانت الرؤيا تقع كما يغسرها من يعبرها؟!"
  • علمني ديني : أن اجتهد في استخراج تسعة وتسعين اسماً لله عزوجل من القرآن الكريم والسنة المطهرة، عسى أن تكون سبباً في دخولي الجنة. فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعاً وتسعين امساً من أحصاها دخل الجنة" . ومعلوم أن أسماء الله كثيرة، كما في حديث عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ، فَقَالَ: اللهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحًا " ، قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَتَعَلَّمُهَا ؟ فَقَالَ: " بَلَى، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا"حديث حسن لغيره، انظر مسند أحمد (الرسالة 6/246، حديث رقم 3712). وعليه فإن المقصود أن على المسلم أن يجتهد في استخراج هذه الأسماء التسع والتسعين، لينال هذا الفضل الجزيل : "من أحصاها دخل الجنة"."
كتبه:
محمد بن عمر بازمول.




التصنيفات
القران الكريم

نصيحة لمن يهجر القرآن بعد رمضان الشيخ: محمد بن صالح العثيمين

نصيحة لمن يهجر القرآن بعد رمضان
الشيخ: محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-

السؤال:

بارك الله فيكم، ونحن نتحدث عن كتاب الله في هذه الحلقة -عن- أقول: في رمضان يكثر القُرَّاء لكتاب الله -عزَّ وجلَّ- وهذا طيب وأجره كبير وعظيم، ولكن بعد رمضان قد يهجر هذا القرآن حتى يأتي رمضان الآخر ويبقى على الرفوف! فماذا تنصحوننا وتنصحون المسلمين في هذا؟

الجواب:

ننصح إخواننا المسلمين -ولا سيما حفظة القرآن- أن يتعهدوا القرآن بالتلاوة؛ لينالوا الأجر ويكونوا بارتباط بكلام الله -عزَّ وجلَّ-، وأن لا يدعوا وقتًا من أوقاتهم إلا ولهم فيه خير من قولٍ أو عمل، وأحثُّ أخواني حُفَّاظ القرآن على تعهده؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك؛ فقال: ((تعهدوا القرآن والذي نفسي بيده لهو أشد تفلتًا من الإبل في عقولها)).
فينبغي لحفظة القرآن أن لا يهملوه؛ لأن إهماله والإعراض عنه حتى يُنسى قد يكون فيه إثمٌ كبير.
وهنا مسألة أحب أن أُنبِّه عليها؛ وهي أن بعض الشباب يتهيَّب من حفظ القرآن ويقول: [أنا لا أحفظه أخشى أن أنساه فأكون على إثم]! وهذا لا شك من وساوس الشيطان وتثبيطه عن الخير! فأنت -يا أخي!- ما دمت في زمن الشباب فاحفظ القرآن وتعهد، واستعن بالله عليه واحرص على ثباته في قلبك، وإذا نسيت آيةً مع الاجتهاد؛ فلا إثم عليك إطلاقًا؛ فقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صلى ذات يوم بل صلى ذات ليلة وقرأ ونسي آيةً من القرآن فذكره بها أبي بن كعبٍ بعد الصلاة فقال: ((هلا كنت ذكرتنيها))، ومر برجلٍ يقرأ القرآن؛ فقال: ((يرحم الله فلانًا فقد ذكرني آيةً كنت نسيتها)).
فالحاصل أنَّ الإنسان إذا اجتهد وحفظ القرآن وتعاهده ثم نسي منه ما نسي فلا إثم عليه بلاشك.
فعليك -أيها الشاب!- أن تتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وأن تستعين بالله -عزَّ وجلَّ- على حفظ كتابه -سبحانه وتعالى- وأن تبدأ بحفظ القرآن، وأن تحفظ أوقاتك من إضاعتها بلا فائدة وفي بلادنا -ولله الحمد- حلقات كثيرة من حلق تعليم القرآن حفظًا ونظرًا؛ فنسأل الله -تعالى- أنْ يعمَّ بها جميع بلاد الإسلام وأن يحفظ بها عباده المؤمنين.

المصدر: برنامج نور على الدرب

الرابط من موقع الشيخ -رحمه الله-




بارك الله فيك و أثابك الجنة




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خير الجزاء وجعلكم من اهلا لجنة الطيبين




يرفع للفائدة




بارك الله فيك اخي موضوع مفيد ومشجع




بارك الله فيكِ أختي الفاضلة

اللهم أجعلنا من حفظة القرأن الكريم.




جزاك الله كل خير




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

حديث خلق الله آدم علي صورته – الشيخ الفاضل سالم الطويل حفظه الله

تعليمية تعليمية
حديث خلق الله آدم علي صورته – الشيخ الفاضل سالم الطويل حفظه الله


من درر الشيخ الفاضل سالم الطويل يحفظه الله يشرح فيها حديث أن الله خلق آدم علي صورته وأليكم الرابط حفظكم المولي

من هنا

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




تعليمية




باركـ الله فيكـ و جزاكـ خيرا على النقل الطيب




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

ماهو الإخلاص ؟ ومن هو المخلص ؟ بقلم الشيخ العلامة السلفي العربي بن بلقاسم التبسي

تعليمية تعليمية

" ماهو الإخلاص ؟ ومنْ هو المخلص ؟"
بقلم : الشيخ العربي بن بلقاسم التبسي – رحمه الله –

نشرت هذه المقالة في أحد مجلات والتي كانت تصدرها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين برئاسة الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله

– " أقول : الإخلاص : مصدر أخلص ، ومعناه تصفية الشيئ مما يمكن أن يدخله من الشوائب ، والمصادر من قسم

الألفاظ المطلقة كما هو مقرر في علم الأصول ، فيكون الإخلاص يطلق على الشيئ المصفى من غيره سواء

كان الشيئ خيرا أم شرا .

فيقال ُ لغة : أخلصَ المُرا ئي في ريا ئه ، كما تقول : أخلص المؤمن في عمله لربه ، هذا أصل الإخلاص لغة،

ثمّ أنّ العرْفَ الديني ، والاستعمالات الشرعية قيدت هذا المطلق ، وقصرته على تصفية العمل الشرعي من الشوائب

المفسدة كالريا ء ، والمقاصد الفاسدة ، والغرور .

ويقابل الإخلاص بالمعنى الشرعي : الرياء ، والمخلص دينا على القاعدة الاشتقاقية هو العامل المصفي لعمله

من كل ما يضر ّ بالعمل دينا .

وإذا تبيّن لنا معنى الإخلاص لغة وعرفا فأ نا أقفي كلامي هذا بكلمات لعلماء الدين في الإخلاص والمخلصين

تصحيحا لكلامي، ليعلم المخلصون أنّ الغارة الشعواء التي وقعت هذه الأيام على حقيقة الإخلاص الديني

وعلى لفظه من بعض رواد الأغراض الذاتية ، هي غارة ظالمة ، ودعوة عاطلة ، يُرادُ منها تضليل الرأي العام

وذر الرماد في العيون ، وصرف الناس عن فهم حقيقة صاحب هذه الغارة التي هي رياء لا تغطيه التضليلات ،

ولا تستره عن الأنظار العلمية المخادعات ، وصاحبها باسم المُرائي أولى : وعمله بالرياء أحق .

وأظنُّ أنّ الحوادث التي مرتْ بالجزائر في بحر السنوات القريبة مما سأشير إلى قليل منها ، تنادي بأفصح بيان

أنَّ عمل َ مخلص الإخلاص رياء ، وأنّ لسان تقلباته ينشد الناس :

* يوما يمان إذا لقيت ذا يُمْن *** وإذا لقيت معديا فيمان *

ولعمر الحق ، أنّ من يريد أنْ يُرضي الناس َ، ويُوافق كلّ الخصوم لهوَ المُرائي الذي لا يختلف فيه عاقلان ،

وليعلم القرّا ء أني لستُ بمفلت لهذا الموضوع حتى أسرد لهم كلام الأئمة الذين تصدوا للكلام على الإخلاص

والمخلصين ليعلم المُراءون أنّ في السويداء ِ رجالا ، وأنّ عصر التضليل ومخادعة الأمة ذهب غير ما سوف عليه

ولم يبق إلا عصر تعرض فيه الرجال على كير التمحيص ليُعرف الخبيث من الطيب .

" فأمّا الزبدُ فيذهبُ جفاء ، وأمّا ما ينفعُ النّاسَ فيمْكُثُ في الأرضِ ِ " / الرعد : 17

قال السوسي "1" رحمه الله معرّفا للإخلاص : الإخلاص فقد رؤية الإخلاص ، فإنّ منْ شاهد في إخلاصه الإخلاص

فقد احتاج في اخلاصه إلى اخلاص . انتهى.

وقال أبو عثمان "2" : الإ‘خلاص نسين رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق فقط. انتهى .

وقال المحاسبي "3" : الإخلاص هو إخراج الخلق من معاملة الرب .انتهى .

وقال الجنيد : الإخلاص : تصفية العمل من الكدورات .

-والإخلاص الجديد لا حظ له في صدق اجميع هذه التعاريف على إخلاصه ، وكلها تخرجه عن أن يسمى بهذا الاسم

أو يصدق على صاحبه لفظ مخلص ، ذلك أنّ صاحب الإخلاص والمخلص الجديد إنما ينطق لخدمة نفسه

وإرضاء شهوته ، واكتساب الشهرة ،واغتصاب الإخلاص ، وها هو تتغير مواقفه -كشأن كل مراء –

باقبال الناس وإد بارهم عنه ، واحتياجهم إليه ، واستغنائهم عنه ، وهو ما يفتأ يكتب إلى الناس في فضائل

الإخلاص والمخلصين ، ويحاول أن يجذب إليه القارئ لإخلاصه ، ليملأ صدره ، ويحشو مخه بأن هذا الزعيم الجديد

هو المخلص ، ولا أدري كيف ظنّ أنّ الناس سيسمون رياءه اخلاصا وبين أيديهم كتب دين التي قتلت هذه الحقيقة

بحثا ، فأخذ يغرر بالناس ، ويسفه عقولهم ، ويكتب الفصول تلو الفصول مادحا للإخلاص الذي يصح لكل أحد أن يدعيه

توهما أنّ الناس في غفلة عنه وعن مواقفه التي تنادي بالرياء ، وها أنا أسمعُ القرّاء قليلا من كثير من علماء الدين

في الكلام على الإخلاص والمخلصين ليهلك من هلك عن بيّنة…."

*******************
1- أبو العباس السوسي المتوفى سنة 396- تاريخ الأدب العربي –

2- بروكلمان ج 4 ص/80 ، ا

3- من غير الميسور الاهتداء إلى الكتاب الذي ورد فيه التعريف لكون كتب المحاسبي بين مخطوطة ومفقودة ماعدا

القليل منها .

– يُتبـــــع بإذن الله –

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[بيان] رسالة توضيحية من الشيخ عبد الله رمضان موسى _ وفقه الله _ ينفي فيها موافقته للأ

تعليمية تعليمية
[بيان] رسالة توضيحية من الشيخ عبد الله رمضان موسى _ وفقه الله _ ينفي فيها موافقته للأشاعرة في التحسين والتقبيح العقليين


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد :

وصلتني رسالة هذا نصها :" الأخ الحبيب عبد الله الخليفي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ عبد الله رمضان موسى يطلب منك التكرم بحذف موضوعك الذي فيه الزعم بأن الشيخ يوافق الأشاعرة في التحسين والتقبيح
فهناك سوء فهم والتباس وبيانه كما يلي:
1 – الشيخ له كتاب يرد فيه على الأشاعرة، لكنه لم يطبع بَعْد، فهو يخالفم ويهاجمهم
2 – الشيخ يقرر أن أهل السنة يرون التحسين والتقبيح بالعقل ممكن لكن الثواب والعقاب لا يُعلم إلا بالشرع
فالشيخ يقرر نفس الذي قرره الإمامان ابن تيمية وابن القيم

3 – أخ اسمه صالح العميريني من بريدة راسل الشيخ يستكشل كلامه عن التحسين والتقبيح، فرد عليه الشيخ بأنه لم يقصد ما فهمه الأخ وان هناك سهو وقع من الشيخ أدى إلى هذا الالتباس، ثم ذكر الشيخ كلام ابن تيمية وأرسله للأخ في رسالته
كان هذا بتاريخ 15 مايو 2022م، يعني قبل أن تكتب أنت – اخي الكريم – موضوعك
وبناءًا عليه قام الشيخ بتعديل صفحة 353 من كتابه (هدم أصول أهل البدع) لتدارك هذا السهو
وتم تصوير الصفحتين بعد التعديل وسيضعهما الناشر في كل نُسخة من الكتاب

وستجد أخي الكريم صورة الصفحتين ورسالة الإيميل مذكورة هنا في ملتقى أهل الحديث، فيمكنك تنزيل الصفحتين وطباعتهما وإرفاقهما بنسختك من الكتاب

ثم وضع رابطاً لملتقى أهل الحديث ما أحب وضعه

ولم أستطع كتابة موضوع هنا ، غير مسموح لي بالكتابة، لا أعرف السبب

الخلاصة:
موضوعك أخي الحبيب فيه تشهير بالشيخ وينسب إليه ما هو بريء منه، والله سائلك يوم القيامة،

أنت جزاك الله خيرا على اهتمامك ببيان الحق، وقد ظهر لك أنه هناك سهوا وأن الشيخ يوافق أهل السنة

فالشيخ يطلب منك حذف موضوعك هذا من المواقع التي كتبته فيها:
الآجري – الورقات – بيان السلفية – البيضاء – الفيسبوك – تويتر –

ولا ينفع أن تترك الموضوع ثم تكتب مشاركة ببيان الحق؛ لا ينفع ذلك؛ لأن ممكن قارئ يقرأ الموضوع ولا يهتم بقراءة التعليقات

فلابد من حذف الموضوع أخي الحبيب

والشيخ يعاتبك على أنك لم تراسله على الإيميل كما فعل الأخ صالح العميريني

لقد حصل تشهير بالشيخ ، حيث اتصل إخوة بالناشر يخبرونه بموضوعك ، فاتصل الناشر بالشيخ

أرجو حذف الموضوع من كل هذه المواقع
بارك الله فيكم"

وأعلق بقولي يسعدني جداً استدراك الشيخ عبد الله وتنبيهه على ما وقع

وسبب النشر أن الكتاب منشور ، ورد الشيخ على الأشاعرة أعرفه وبينته في المقال ، والشيخ عبد الله بوب بقوله ( أهل السنة يرون كذا ) ثم نقل كلام الأشاعرة ومن وافقهم كابن عقيل الذي انتقده شيخ الإسلام الصريح في أن العقل لا يحسن ولا يقبح وأغفل المقام من كلام شيخ الإسلام وابن القيم فما عساي أن أفهم ويفهم غيري ، بدليل أنه هو نفسه استدرك ، والأخ صالح أيضاً استشكل الكلام

وإلا لا يجوز أن تقول ( أهل السنة يرون كذا ) ثم تنقل كلام الأشاعرة ومن تأثر بهم

وإلا فكلام الشيخ إلى الآن يحتاج إلى تحرير فقوله ( التحسين بالعقل ممكن ) ليس واضحاً بل أهل السنة يعتقدون أنه واقع وليس ممكناً فقط
وكلام الصفي الهندي في ذلك غاية في الصراحة فهو يقول (ذهب أصحابنا وأهل الحق من كل مِلَّة إلى أن العقل لا يحكم بحسن فِعل ولا بقبحه .. بمعنى كونه متعلق الثناء والذم عاجلا، والثواب والعقاب آجلا .. إنما يَثْبُت الحسن والقبح – بالمعنى المذكور – بالشرع لا غير )

فنص على التسوية بين الحكم الدنيوي والأخروي في أن العقل لا يحسن ولا يقبح

وإلا فالرد على أهل البدع كالغماري وعلي جمعة و القرضاي والجديع يثلج الصدور وندعو إليه ونفرح به

وسعيد جداً بأن الشيخ عبد الله لا يوافق الأشاعرة في هذه المسألة

والحمد لله على التوفيق

وهذا التوضيح سينشر في تويتر والفيس بوك عن طريق موقعنا وفقكم الله ، وسأنشره في المنتديات الأخرى وما فعلنا اولاً وأخيراً إلا حسناً فالمنشور يرد عليه بمنشور والمراد لا يدفع الإيراد والحمد لله الطبعة القادمة إن شاء الله من كتاب الشيخ عبد الله ستحظى بتوضيح زائد في هذه المسألة

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[صوتية] العلامة اللحيدان : أجزم أن الشيخ ربيع مدخلي رجل زكي في دينه

تعليمية تعليمية
[صوتية] العلامة اللحيدان : أجزم أن الشيخ ربيع مدخلي رجل زكي في دينه


العلامة اللحيدان : أجزم أن الشيخ ربيع مدخلي رجل زكي في دينه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسوله الكريم ، أما بعد :
فقد سأل أحد الأخوة الليبيين الشيخ العلامة صالح اللحيدان ( عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية ) حفظه الله عن أحد الأشخاص في ليبيا و ذكر له السائل بعض المشائخ الذين تكلموا في هذا الشخص ، و ذكر منهم العلامة الشيخ الربيع حفظه الله ، و سأل الأخُ الشيخ اللحيدان عن هؤلاء المشائخ و هل يؤخذ قولُهم في هذا الشخص المتكلم فيه ؟ فأجاب الشيخ – حفظه الله – قائلا : أجزم أن الشيخ ربيع مدخلي رجل زكي في دينه .
فحفظ الله الشيخ ربيعا و أطال في عمره على طاعته و جميع علمائنا و مشائخنا .
و إليكم الرابط الصوتي :
http://www.4shared.com/music/A9Qu40s1/__________.html
وصلى الله و سلم على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين .
كتبه الفقير إلى عفو ربه
أبو عبدالله فوزي الإدريسي

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[سؤال] الشيخ العثيمين : كتب شيخ الإسلام وتلميذه و الإمام بن عبد الوهاب، كتب سلفية أثر

تعليمية تعليمية
[سؤال] الشيخ العثيمين : كتب شيخ الإسلام وتلميذه و الإمام بن عبد الوهاب، كتب سلفية أثرية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السؤال:

بارك الله فيكم فقرة أخيرة تقول شيخ محمد بأنها تحتاج إلى تكوين عقيدة صحيحة تواجه بها العائلة علما بأن الأم تغضب منها بشدة وتناقشها في الموضوع وكذلك الأخت الكبرى التي قالت بأنها ستفارقني؟

الشيخ رحمه الله

: أقول اثبتي على العقيدة الصحيحة السليمة وادعي الناس إليها ولا يضرك إذا أحد جادلك في ذلك لأن الحق منصور بلا شك قال الله تبارك وتعالى (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) فأنت استمري في العقيدة الصحيحة وفي الدعوة إليها وعليك بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وكتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله جميعا فإنها كتب سلفية أثرية على العقيدة الصالحة الصحيحة.

مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : النساء
المصدر

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
الفقه واصوله

[خطبة] شكر نعم الله – خطبة لسماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ

تعليمية تعليمية

[خطبة] شكر نعم الله – خطبة لسماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ

شكر نعم الله – خطبة لسماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا؛ ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له؛ ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه، وعلى آله، وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حقَّ التقوى واشكروه على نعمه العظيمة وآلاءه الجسيمة (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ)، كم لله علينا من نعمة وكم له علينا من إفضال ومنة وكم هي ألفاظه ورحمته بنا "يمين الله لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار" نعم الله لا تحصى (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا)، يقول الله في الحديث القدسي: (يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل مسألته ما نقص ذلك من ملكي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر).
أيها المسلم، إن حقيقة الشكر اعتراف العبد وإقراره بعظيم فضل المنعم وعظيم آلاءه، فيعترف بقلبه ويثني بلسانه ويعمل بجوارحه بطاعة الله على مقتضى ما شرع الله ولا يستعين بشيء من ذلك على معاص الله.
أيها المسلم، إن للشكر فوائد عظيمة فمن تدبر كتاب الله وسنة محمد صلى الله عليه وسلم رأى للشكر تلك المزايا والخصائص فأولا قرن الله الشكر بالإيمان فقال: (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ)، وأخبر أن الشكر قام عليه الخلق والأمر (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) وشكرك لربك سبب لرضائه عنك قال تعالى: (وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ)، وفي الحديث: "إن الله يرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها"؛ ومن فوائد الشكر أن الله جعل الليل والنهار يتعاقبان جعل الشكر والذكر (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً)، وشكر النعم خلق أنبياء الله المرسلين قال تعالى عن نوح عليه السلام: (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً)، وقال عن خليله ابراهيم عليه السلام: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ* شَاكِراً لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)، وقال لموسى: (فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ)، وكان محمد صلى الله عليه وسلم أعظم الناس شكرا لله وتعظيماً لنعمه قام الليل حتى تفطرت قدماه فقيل له إنك عبد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال: "ألا أكون عبداً شكورا"؛ ومن فوائد الشكر أن الله ينجي الشاكرين من أزمات الفتن والاختلاف والضلال قال تعالى: (وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)؛ ومن فوائد الشكر أنه سبب للنجاة من عذاب الله قال تعالى عن قوم لوط: (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ* نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ)؛ ومن فوائد الشكر زيادة النعم وبقائها قال تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)؛ ومن فوائد الشكر أنه سبب لحصول الخير من السماء والأرض قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).
أيها المسلم، إن الله يذكرك نعمه عليك داعيا لك إلى شكرها والقيام بحقها والمؤمن إذا تدبر نعم الله عليه عرف قدرها فأحب المنعم وعظمه وعلم أن النعم منه فضلا وكرما (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ)، وأثنى بلسانه إن لا أحد أحب إليه الثناء من الله من أجل ذلك أثنى على نفسه وعمل بجوارحه بما أمر الله به واجتنب ما نهى الله عنه كل هذا شكر لنعم الله عليه قال تعالى: (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)، وقال: (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً).
أيها المسلم، أعظم نعمة عليك أوجدك الله من العدم ورباك بالنعم (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً* إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً)، لقد ذكرك الله ذلك بقوله: (يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ* الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ*فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ)، وقال: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)، فأحسن الله خلقك فأشكره على هذه النعمة جعلك في أحسن صورة وأحسن هيئة فأحمد الله على هذه النعمة. ومن نعم الله عليك الذي يذكرك الله بها مبعث محمد صلى الله عليه وسلم فإن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم نعمة من أجل النعم قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، بعثه الله ليخرجنا من ظلمات الجهل والضلال إلى نور العلم والهدى (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)، وقال تعالى: (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، وقال: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)، فمن نعمة الله أن بعث فينا هذا النبي العظيم الذي أخرجنا الله فيه من الظلمات إلى النور فأقام حجة الله علينا وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك؛ ومن فوائد النعم نعمة العقل الذي يذكرك الله إياها أن من عليك بهذا العقل تدرك بها النافع من الضار والحسن من القبيح والخير من الشر وكل ما قوي القلب بالإيمان ازداد خيراً فأسعد العبد في الدنيا والآخرة وإن قصر علمه كان في الدنيا ولا حظ له في الآخرة قد ذكر الله هذه النعمة وحذرنا من انحراف العقل عن مسيرته قال تعالى مبيناً ضلال من ضل رغم عقولهم وأفكارهم (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ* وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* وَمِمَّنْ خَلَقْنَا)، وقال: (فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون)، فالعقل النافع الذي دلك على الله وحثك على الخير وتبصرت به مآلك هذا والعقل الكامل في الأثر (إن الله يحب العقل الكامل عند حدوث الشبهات ويحب الإيمان القوي عند حدوث الشهوات).
أيها المسلم؛ ومن فوائد النعم الذي يذكرك الله بها صحة بدنك وسلامة أعضائك فاحمد الله على هذه النعمة "من أصبح آمن في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه وليلته فكأنما حيزة له الدنيا بحذافيرها"، في الحديث: "يصبح على كل سلامى من الانس صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس فبكل تسبيحة صدقة، و بكل تكبيرة صدقة ، و بكل تحميدة صدقة، و بكل تهليلة صدقة ، و يُجزي من ذلك ركعتان يركعُهُما من الضحى".
أيها المؤمن؛ ومن نعم الله الذي يذكرك الله إياها نعمة الأمن أن تكون آمناً في بلدك مستقراً مطمئنا فإنها نعمة عظيمة من أجل نعم الله بعد نعمة الإسلام (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ)؛ ومن نعم الله عليك تناولك الطعام فهيأ الله لك الطعام ومنحك اشتهائه وسهل عليك هضمه وأعانك على خروج فضلاته والنبي إذا خرج من الخلاء قال: "غفرانك"، وفي بعض الألفاظ يروى أنه قال: "الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني"؛ ومن نعم الله عليك هذا النوم الذي تستعين به على طاعة الله ومصالح الدين ودنياك فلو ذهب نومك لضاقت نفسك ولزمت أعمالك وتصوراتك ولذا قال الله: (وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ).
معشر المسلم، إن جماع الشكر شكر الله بالقلب بالاعتراف له بالفضل والإحسان وأن ما بنا من النعم فضل منه وإحسانا وأسبابنا الذي فعلناها مرتبط بمشيئة الله (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ* وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)، نثني على الله بألسنتنا ثناء عظيما على عظيم آلاءه وإحسانه نعمل بجوارحنا بطاعة الله ونقوم بما أوجب الله علينا وننظر إلى من هو دوننا لنعرف عظيم نعم الله علينا قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما أتاه.
أيها المسلم، فجامع الشكر أن تخضع بقلبك لربك جل وعلا تمد يديك إليه راجيا خائفا تثني عليه بلسانك وتستعين به تحب لأجله وتبغض فيه وإذا ضاقت بك السبل وحلت بكل الكربات فليس لك ملجأ إلا إلى الله قال يعقوب عليه السلام: (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)، وقال: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ)، فكلما ضاقت بك الأمور وكلما اشتدت بك الكروب فأعلم أن هناك ربا سميعا قريبا مجيب يرى مكانك ويسمع كلامك ويعلم سرك وعلانيتك وهو القادر على تفريج كرباتك وإذهاب همومك وإزالة كل ما كدر صفو حياتك فألجأ إليه فبالتجائك إليه انشراح صدك وقرة عينك وطيب نفسك وصلاح قلبك وعملك فلنشكر الله على النعم ولنكن من الشاكرين قال الله عن داوود عليه السلام: (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ)، وقال عن سليمان أنه قال: (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأِشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.
صدق الله القائل: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا)، نعم إنها نِعمٌ يعجز العاد عن عدها، يعجز المتصور على عدها كيف يعد نعماً عظيمة يتقلب فيها آناء الليل وأطراف النهار إنها نعم الله العظيمة فلنشكر الله عليها أدى الحجاج مناسك حجهم في أمن ويسر ورغد من العيش وطمأنينة لم يكدر حجهم مرض ولم يشوش عليه فتن بل حجوا حجاً تاماً ولله الحمد على أحسن حال فجزى الله القائمين عليه خير القيام. إنها نعمة من الله أن وقف هذا الملايين من البشر في صعيد عرفات وفي المشاعر وهم في أمن ورغد من العيش ويسر وسهولة فلله الفضل والمنة.
أيها الأخوة، هذا المطر الذي نزل اليوم من نعم الله علينا فلنشكر الله على هذه النعمة (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)، وفي الحديث "عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غِيَرِهِ، ينظر إليكم أزلين قنطين فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب"؛ ومن شكر نعم الله علينا أننا نشكره إذ أذل عدونا وكفانا شر من أرادنا بسوء والحمد لله على هذه النعمة؛ ومن نعم الله علينا هذه القيادة المباركة وكم لها من أيادي بيضاء وكم لها من تحسن مشاكل الأمة وكم لها من نظر في قضاياها وكم لها من وقوف على الحقائق فإن هذه من نعم الله أن يكون والي الأمة يقف على الحقائق كلها وينظر بعينيه كل الأحداث ويشارك أبناءه في كل مهماتهم فتلك من نعم الله على المسلمين فانتظام القيادة وقوتها نعمة عظيمة من الله على العباد فليشكروا الله وليثنوا عليه، وليتأملوا في المحيط بهم من العالم كم من فتن وقتل ونهب وتفجيرات إلى غير ذلك ونحن في هذا البلد في أمن واستقرار ونعمة فلنحمد الله على هذه النعمة ولنقابلها بشكر الله فالله يحب منا أن نشكر نعمته وأهل الشكر فيه المزيد (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).
واعلموا رحمكم الله أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله على الجماعة؛ ومن شذ شذ في النار، وصلوا رحمكم الله على عبدالله ورسوله محمد كما أمركم بذلك ربكم قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين واجعل اللهم هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين، اللهم من نوانا وسائر اخواننا المسلمين بشر فأجعل شره في نحره واجعل تدبيره تدمير عليه إنك على كل شيء قدير، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أأمتنا وولاة أمرنا، اللهم وفقهم لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين، اللهم وفق إمامنا إمام المسلمين عبدالله بن عبدالعزيز لكل خير، اللهم أيده بنصرك واحفظه بحفظك، اللهم كن له عونا في كل ما أهمه، اللهم وفقه للصواب في أقواله وأعماله، اللهم وشد أزره بولي عهده سلطان بن عبدالعزيز وبارك له في عمره وعمله وألبسه بالصحة والسلامة والعافية ورده سالما معافا إنك على كل شيء قدير، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك وبلاغ إلى حين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثتنا، اللهم سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا هدم ولا غرق، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا، ربنا إنك رءوف رحيم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على عموم نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




جزاكِ الله خيرا و نفع بك




بوركت أختي على الجلب الطيب
جزاك الله خيرا




جزاك الله خيــرا على هذا الإ نجــــاز المتميز , وشكرا جزيلا لك.