الشريط الثاني
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على ارف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين
الدرس في هذه الليلة هو في القاعدة الثانية و هي أن الوسائل لها حكم الغايات
وهذه القاعدة هي قاعدة عظيمة لان الشيء إذا أمر الله به سواء كان يتعلق بتوحيد الالوهية أو توحيد الربوبية أو توحيد الأسماء و الصفات أو يتعلق بالإيمان أو يتعلق باركان الإسلام أو يتعلق بأي فرع من فروع هذه الشريعة أو يتعلق بأصل من أصولها فإذا أمر الله به فان الأمر به يتبعه الأمر بما لا يتم إلا به إذا كان مأمورا به، و إذا كان منهيا عنه فجميع الوسائل المؤدية إلى هذا المنهي عنه يكون منهيا عنها فإذا نظرنا إلى الأحكام التكليفية وهي الوجوب و التحريم و الإباحة و الكراهة والندب ، هذه الأحكام الخمسة وسائلها لها أحكامها فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، و ما لا يتم المحرم إلا به فهو محرم ،يعني جميع ما يوصل المحرم يكون محرما و ما يوصل إلى المكروه يكون مكروها،و ما يتوصل به إلى المندوب يكون مندوبا ، و ما يتوصل به إلى المباح يكون مباحا،و المباح قد يكون أيضا وسلة ، قد يكون وسيلة إلى محرم فيكون محرما،و قد يكون وسيلة إلى واجب فيكون واجبا نو قد يكون وسيلة إلى مكروه فيكون مكروها ن و قد يكون وسيلة إلى مندوب و مستحب فيكون مندوبا ،و بناء على هذا الكلام فان طالب العلم في أمس الحاجة إلى معرفة الوسائل ن و إذا نظرنا إلى هذا الموضوع وجدنا أن العلماء قد ألفوا فيه كتبا ، فإذا نظرنا إلى الحيل سواء كانت الحيل ممنوعة أو كانت الحيل جائزة فإنها وسائل يتوسل بها إلى فعل شيء ا والى تركه ، و إذا نظرنا إلى الذرائع سواء كانت الذرائع ممنوعة أو كانت الذرائع جائزة أو كانت الذرائع واجبة ، الذرائع يعني داخلة في هذه القاعدة، و الحيل داخلة في هذه القاعدة ،و إذا نظرنا أيضا إلى الشروط التي تشترط وجدنا أن هذه الشروط أيضا داخلة في هذه القاعدة ، ومن فروع هذا الأصل ، ومن فروعها ومما يتفرع من هذا الأصل وجوب تعلم الصناعات التي يحتاجها الناس في أمور دينهم و في أمور دنياهم ، و لا فرق بين كبيرها و صغيرها ، ومما يتفرع على هذا الأصل وجوب تعلم العلوم النافعة و هي قسمان : علوم تعلمها فرض عين و هي ما يضطر إليه العبد في دينه و عبادته و معاملاته كل على حسب حاله ، و القسم الثاني فرض كفاية و هو ما زاد على ذلك بحيث يحتاجه العموم ، وفرض الكفاية إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين ، و إذا لم يقم به أحد أثم كل قادر عليه ، ومما يتفرع عن هذه القاعدة جميع فروض الكفايات من الأذان و الإقامة و الإمامة الصغرى و الإمامة الكبرى و ولاية القضاء و جميع الولايات و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الجهاد و تجهيز الموتى بالتغسيل و التكفين و الصلاة و الحمل و الدفن و توابع ذلك ، و كذلك الزراعة و الحراثة و النساجة و الحدادة و النجارة و غير ذلك ، ومن الفروع أيضا السعي في الكسب الذي يقيم به العبد من واجبات النفس و الأهل و الأولاد و المماليك من الآدميين و البهائم و ما يوفي به ديونه هذه واجبات و لا تقوم إلا بطلب الرزق و السعي فيه ، ومن فروع هذه القاعدة وجوب تعلم أدلة القبلة و الوقت و الجهات لمن احتاج إلى ذلك ، و من فروع هذه القاعدة أيضا أن علوم الشريعة قسمان ، القسم الأول المقاصد و هي علم الكتاب و السنة و الثانية الوسائل مثل علوم اللغة العربية ، معرفة معاني المفردات من جهة الأصل و تصريف هذه الكلمات و اشتقاقها ،و كذلك من ناحية علم النحو و علم البلاغة ، كل هذه العلوم لا بد من تعلمها ،و كذلك تعلم علوم الحديث و أصول الفقه ،و كذلك تعلم علوم القرآن ، كل هذه متفرعة عن هذه القاعدة،كلها متفرعة عن هذه القاعدة، ومن فروع هذه القاعدة أيضا أن الله حرم الفواحش و حرم قربانها بكل وسيلة يخشى من وقوع المحرم ، يخشى منها وقوع المحرم كالخلوة بالأجنبية، و النظر المحرم و لهذا النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يحل لامرأة تؤمن بالله و اليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم إلا و معها ذو محرم ، وقال صلى الله عليه و سلم : ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما،و قال صلى الله عليه و سلم ، من وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ومن فروع هذه القاعدة إن كل ما يحدث العداوة و البغضاء فيما بين الناس كالبيع على بيع المسلم و العقد على عقده و الخطبة على خطبته و طلب الولاية و الوظيفة إذا كان فيها أهل ،كما أن من فروع هذا الأصل الحث على كل ما يجلب الصداقة من الأقوال و الأفعال بحسب ما يناسب الحال هذه أمور تتفرع عن هذه القاعدة ، على طالب العلم أن يحرص عليها و هذا هو منتهى درس هذه الليلة ، و نكون وقفنا على القاعدة الثالثة و هي قاعدة المشقة تجلب التيسير ، و إذا كان عندكم شيء من الأسئلة ففي إمكانكم أنكم تسألون عنها
هذا سائل يقول: هل تجب الزكاة في عروض التجارة
الجواب: نعم تجب الزكاة في عروض التجارة و الواجب هو ربع العشر هذا هو الواجب، نعم
أحسن الله إليكم ، ما حكم تبرع المسلم بإحدى كليتيه
الجواب : هذه المسالة الرجل لا يملك نفسه ، لأن بعض الناس الآن أصبح يبيعها بمليون أو مليونين و لا يدري أيضا ما يحدث له هو من ناحية إجراء العملية فيه ، ومن ناحية زرعها في الشخص ، فأنا أرى أن هذا الباب يكون ممنوعا ، هذا هو الجواب عن السؤال
حفظكم الله و سددكم هذا سائل يقول: ما هو الضابط لمعرفة الشرك الأصغر
الجواب : الوسائل التي يتوصل بها إلى الشرك الأكبر هي شرك أصغر ، الوسائل التي يتوصل بها إلى الشرك الأكبر تكون من الشرك الأصغر ، ومن الشرك الأصغر أيضا الإنسان يزين صلاته من أجل رجل يراه ، أقول يحسن صلاته أو يحسن قراءته من أجل نظر رجل هذا من الشرك الأصغر هذا هو الجواب
بارك الله في عمركم، هذا سائل يقول ما حكم بيع التقسيط في الذهب و الفضة
الجواب : لا يجوز بيع ذهب بطريق ، لأن الرسول صلى الله عليه و سلم قال : الذهب بالذهب و الفضة بالفضة و البر بالبر و التمر بالتمر و الشعير بالشعير مثلا بمثل يدا بيد فإذا اختلفت هذه الأجناس فبيعوا كيف شئتم ،و في ناس الآمن يبيعون الذهب بثمن مؤجل و هذا ليس بصحيح ، هذا هو الجواب عن السؤال
أحسن الله إليكم، هذا سائل يقول هل يجوز لشخص زيارة عمه و هو قطع صلاة
إذا كان لا يصلي فهذا مرتد عن الإسلام لأن الله تعالى يقول: "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا " ، و يقول جل و علا "ما سلككم في سقر ، قالوا لم نك من المصلين " و يقول صلى الله عليه و سلم : العهد الذي بيننا و بينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر، و يقول صلى الله عليه و سلم : بين الرجل و بين الشرك أو الكفر ترك الصلاة ، فإذا كان يريد أن يزوره قربة فهذا لا يجوز ، أما إن كان يزوره من أجل أن ينصحه و يدعوه إلى الرجوع إلى الإسلام و إلى الصلاة فالله سبحانه و تعالى يقول "قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف و إن يعودوا فقد مضت سنة الأولين" ، فإذا تاب فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له ، هذا هو الجواب ، إذا كان يزوره قربة ما يجوز
بارك الله في عمركم، هذا سؤال أخير هل قاتل نفسه يكون قد استعجل أجله
الآجال كلها مقدرة في علم الله جل و علا و لا يقع في هذا الكون شيء إلا بقضاء الله و قدره و لكن قد يكون الشخص هو السبب ، أما كون الإنسان إذا قتل نفسه فهذا لا يغير من قضاء اله و قدره شيئا لكن قتل النفس لا يجوز للإنسان أن يقدم عليه هذا هو الجواب عن السؤال ، في أمان الله
بارك الله فيك
|
||
جزاك الله خيــرا على هذا الإ نجــــاز المتميز , وشكرا جزيلا لك.