التصنيفات
اسلاميات عامة

من أسباب دخول الجنة

بسم الله الرحمن الرحيم

1- الإيمان بالله والعمل الصالح :
جعل الله تعالى الإيمان المقترن بالعمل الصالح سبيلاً إلى الجنة وإلى الفوز برضوان الله , قال تبارك وتعالى : " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) .سورة البقرة :82.
وقال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ . الأحقاف 13.
عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال : قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك . قال : قل آمنت بالله ثم استقم . رواه مسلم شرح صحيح مسلم لنووي : 2/367.
قال صلى الله عليه وسلم : أنا زعيم بيت في ربض الجنة ، لمن ترك المراء وإن كان محقا ، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب ، وإن كان مازحا ، وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه . رواه أبو داود ، صحيح الجامع1464.

2 – التقوى والمراقبة :
تقوى الله تعالى وحسن مراقبته طريق إلى الفوز بجنان الرحمن , قال تعالى : " أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64) سورة يونس , وقال : " إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12) سورة الملك .
وقال صلى الله عليه وسلم : أكثر ما يدخل الناس الجنة التقوى وحسن الخلق ، وأكثر ما يدخل الناس النار الفم والفرج . أخرجه الترمذي وابن ماجه وأحمد سلسلة الأحاديث الصحيحة 977.

3- طاعة الله ورسوله :
قال تبارك وتعالى : ومن وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا (17) سورة الفتح : 17.
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ) قالوا يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى . فتح الباري بشرح صحيح البخاري 13 /249.

4- الجهاد في سبيل الله :
قال تبارك وتعالى : " إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) سورة التوبة : 111 .
عَنْ حُمَيْدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُوتُ لَهُ عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ ، يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا ، وَأَنَّ لَهُ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، إِلاَّ الشَّهِيدَ ، لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ ، فَإِنَّهُ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا ، فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى. أخرجه البُخَارِي 4/20(2795).

5- التوبة :
قال تبارك وتعالى : " فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60) جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (61) سورة مريم :60.
وقال صلى الله عليه وسلم : التائب من الذنب كمن لا ذنب له . رواه ابن ماجة وغيره ، صحيح الجامع 3008.

6- طلب العلم لوجه الله تعالى :
قال تعالى : " لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا (162) سورة النساء .
في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة ،و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه . شرح صحيح مسلم لنووي 17/24 .

7 – أعمال الخير والبر :
قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) سورة الحج.

ومن أعمال الخير والبر التي توجب دخول الجنة : كثرة السجود لله رب العالمين : روى الأمام الترمذي في سننه والحاكم وابن خزيمة في ( صحيحه ) عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما قال : أصبح رسول الله يوما فدعا بلال ، فقال : ( يا بلال بم سبقتني إلى الجنة ؟ إنني دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك [ أي صوت مشيك ] أمامي ؟ ) فقال بلال : يا رسول الله ! ما أذنت قط إلا صليت ركعتين ، ولا أصابني حدث قط إلا توضأت عنده . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بهذا ) . صحيح الترغيب والترهيب 194.

وروى الإمام مسلم في صحيحه عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال : كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته ، فقال لي : ( سل ) ، فقلت : أسأل مرافقتك في الجنة ، فقال ( أو غير ذلك ) ، قلت : هو ذاك ، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود . شرح صحيح مسلم النووي 4/ 451] .
وعن أم حبيبة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :من صلى في يوم وليلة اثنتين عشرة ركعة بني له بيت في الجنة : أربعا قبل الظهر ، وركعتين بعدها ، وركعتين بعد المغرب ، وركعتين بعد العشاء ، وركعتين قبل صلاة الغداة [ الفجر . رواه الترمذي ، صحيح الجامع 6362.

ومنها الذهاب إلى المساجد : روى الأمام مسلم في صحيحه والأمام البخاري في صحيحه وغيرهما عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح ) [ شرح صحيح مسلم للنووي 5/176] ويقول الإمام النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث : قوله صلى الله عليه وسلم : أعد الله له في الجنة نزلا ، النزل ما يهيأ للضيف عند قدومه.

ومنها تعمير المساجد : في صحيح البخاري عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة . فتح الباري 1/544 .

ومنها أذكار الصلاة : عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يحل بينه وبين دخول الجنة إلا الموت . أخرجه النسائي وابن السني وغيرهما _ السلسلة الصحيحة 972 .
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خصلتان أو خلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم ، إلا دخل الجنة ، هما يسير ومن يعمل بهما قليل ، يسبح في دبر كل صلاة عشرا ، ويحمد عشرا ، ويكبر عشرا ، فذلك خمسون ومائة باللسان ، وألف وخمسمائة في الميزان ، يكبر أربعا وثلاثين إذا أخذ مضجعه ، ويحمد ثلاثا وثلاثين ، ويسبح ثلاثا وثلاثين ، فتلك مائة باللسان ، وألف في الميزان ) فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها ، بيده ، قالوا : يا رسول الله !كيف ( هما يسير ، ومن يعمل بهما قليل ) ؟ قال يأتي أحدكم ( يعني ) الشيطان في منامه فينومه قبل أن يقوله ويأتيه في صلاته فيذكره حاجة قبل أن يقولها . رواه أبو داود والترمذي وقال (حسن صحيح ) والنسائي وابن حبان في صحيحه . صحيح الترغيب ( 603 ).

ومنها الحج المبرور : قال صلى الله عليه وسلم : من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه . رواه البخاري وغيره فتح الباري 3/382]وقال صلى الله عليه وسلم : الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة . رواه الأمام أحمد الطبراني ، صيح الجامع 3170 .

ومنها إفشاء السلام وإطعام الطعام وصلة الأرحام والصلاة بالليل : قال صلى الله عليه وسلم : يا أيها الناس : أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام . رواه ابن ماجه وغيره . صحيح سنن ابن ماجه 1097.

ومنها : الصدق في الحديث والوفاء بالعهد وأداء الأمانة وحفظ الفرج وغض البصر وكف اليد : عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم : اضمنوا لي ستا من أنفسكم اضمن لكم الجنة ، اصدقوا إذا حدثتم ، وأوفوا إذا وعدتم ، وأدوا إذا ائتمنتم ، واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم ، وكفوا أيديكم . رواه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وغيرهم وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة .

ومنها : ا لاحتساب و الصبر على موت لأولاد والأصفياء: قال صلى الله عليه وسلم : من احتسب ثلاثة من صلبه ، دخل الجنة قالت امرأة :واثنان؟قال:واثنان . رواه النسائي وابن حبان ، صحيح الجامع 5969.
وقال صلى الله عليه وسلم : ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد ، لم يبلغوا حنثا ، إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهم .رواه الأمام احمد والنسائي وابن حبان ، صحيح الجامع 5781.
وروى الأمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى :ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ، ثم احتسبه إلا الجنة . صحيح الجامع 8139.

ومنها : كفالة الايتام : روى الأمام البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ، وقال بإصبعيه السبابة والوسطى . فتح الباري 10/436.

ومنها : عيادة المريض أو زيارة أخ في الله : عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من عاد مريضا ,، أو زار أخا له في الله ، ناداه مناد : أن طبت وطاب ممشاك ، وتبوأت من الجنة منزلا . رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني في صحيح الجامع 6387.
وقال صلى الله عليه وسلم : من عاد مريضا لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع . رواه مسلم ،النووي 16/361] .

ومنها : السماحة في البيع والشراء : روى الأمام البخاري في ( التاريخ الكبير ) والنسائي وغيرهما عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : أدخل الله عز وجل الجنة رجلا كان سهلا مشتريا وبائعا ، وقاضيا ومقتضيا . سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم 1181 .

ومنها : التجاوز عن المعسر : روى الأمام مسلم _رحمه الله _ في صحيحه عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن رجلا مات فدخل الجنة فقيل له ما كنت تعمل " قال فأما ذكر وإما ذكر " فقال إني كنت أبايع الناس فكنت أنظر المعسر وأتجوز في السكة أو في النقد فغفر له . شرح صحيح مسلم للنووي 10 / 483.
وفي صحيح مسلم أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كان رجل يداين الناس فكان يقول لفتاه ، إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه لعل الله يتجاوز عنا ، فلقي الله فتجاوز عنه . شرح صحيح مسلم للنووي 10/ 485] .

ومنها عيادة المرضى وحضور الجنائز والعطف على المساكين : روى الأمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أصبح منكم اليوم صائما ؟ قال أبو بكر : أنا ، قال : فمن تبع منكم جنازة ؟ قال أبو بكر : أنا ، قال : فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟ قال أبو بكر : أنا ، قال فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟ فقال أبو بكر : أنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة " .شرح صحيح مسلم للنووي 15 / 164 .

د. بدر عبد الحميد هميسه




جزاك الله خيرا.




جزاك الله خيرا




بارك الله فيك




التصنيفات
القران الكريم

[صوتية] خلود أهل الجنة في الجنة – مقطع من أحد دروس الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ||-القر

تعليمية تعليمية

[صوتية] خلود أهل الجنة في الجنة – مقطع من أحد دروس الشيخ محمد الأمين الشنقيطي

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا مقطع صوتي (مع المرفقات) من أحد دروس الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى.
وهو يتحدث عن نعمة الخلود في الجنة، جعلنا الله وإياكم من أهلها

الملفات المرفقة (افحص الملف ببرامج الحماية وقم بالتبليغ عنه إذا وجدته مخالفا) تعليمية خلود أهل الجنة في الجنة – مقطع من أحد دروس الشيخ محمد الأمين الشنقيطي.mp3‏ (1.03 ميجابايت)

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
القران الكريم

[مقتطف] ظِل الجنة وظل النار ||||

تعليمية تعليمية

[مقتطف] ظِل الجنة وظل النار

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

وبعد :
قوله تعالى: {وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً} ، وصف في هذه الآية الكريمة ظل الجنة بأنه ظليل، ووصفه في آية أخرى بأنه دائم، وهي قوله: {أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا} [13/35]، ووصفه في آية أخرى بأنه ممدود، وهي قوله: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [56/30]، وبين في موضع آخر أنها ظلال متعددة، وهو قوله: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ} الآية [77/41].
وذكر في موضع آخر أنهم في تلك الظلال متكئون مع أزواجهم على الأرائك وهو قوله: {هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ} [36/56]، والأرائك: جمع أريكة وهي السرير في الحجلة، والحجلة بيت يزين للعروس بجميع أنواع الزينة،
وبين أن ظل أهل النار ليس كذلك بقوله: {انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ, انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ, لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ} [77/30،29]، وقوله: {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ, فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ, وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ, لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ} [56/44،41].- أعاذنا الله منها –

تفسير سورة النساء ـ للإمام الشنقيطي رحمه الله

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




تعليمية
تعليمية




بارك الله فيك




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

أول طعام أهل الجنة

أول طعام أهل الجنة

فقد روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يكفؤها الجبار بيده ، كما يتكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلا لأهل الجنة ) ، فأتى رجل من اليهود ، فقال : بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم، ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة ؟ قال: " بلى " ، قال : تكون الأرض خبزة واحدة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، فنظر النبي صلى الله عيله وسلم إلينا ، ثم ضحك حتى بدت نواجذه ثم قال : ( ألا أخبرك بإدامهم ؟ بالام والنون، وقالوا وما هذا ؟ قال : ثور ونون ، يأكل من زائدة كبدهما سبعون ألفا )

قال النووي في شرح الحديث ما ملخصه:

( النزل: ما يعد للضيف عند نزوله ، ويتكفأها بيده ، أي يميلها من يد إلى يد حتى تجتمع وتستوي ، لأنها ليسن منبسطة، كالرقاقة ونحوها ، ومعنى الحديث : أن الله تعالى يجعل الأرض كالرغيف العظيم ، ويكون طعاما ونزلا لأهل الجنة ، والنون : الثور ( والـ بالام ) : لفظة عبرانية ، معناها : ثور ، وزائدة كبد الحوت : هي القطعة المنفردة المتعلقة في الكبد ، وهي أطيبها )

شرح النووي على مسلم: (17/136)

وفي صحيح البخاري

أن عبدالله بن سلام سأل النبي صلى الله عليه وسلم أول قدومه المدينة أسئلة منها : ( ما أول شيء يأكله أهل الجنة ؟ فقال :زيادة كبد الحوت ) .

وفي صحيح مسلم عن ثوبان أن يهوديا سأل الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( فما تحفتهم حين يدخلون الجنة ؟ قال: زيادة كبد الحوت . قال فما غذاؤهم على إثرها ؟ قال : ينحر لهم ثور الجنة الذي يأكل من أطرافها . قال فما شرابهم عليه ؟ قال : من عين تسمى سلسبيلا . قال : صدقت )




نسال الله وايكم ان يرزقنا الجنة وان نكون من الفائزين بها يارب العالمين

بارك الله فيك واحسن اليك

فائدة قيمة




جزاكم الله خير الجزاء ونفع بكم




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

درس الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي حفظه الله : شرح كتابه ( نساء أهل الجنة حور عين و

تعليمية تعليمية
درس الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي حفظه الله : شرح كتابه ( نساء أهل الجنة حور عين وآدميات ) وقراءة من تفسير ابن كثير [ لمن لم يحضره ]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إليكم الدرس الذي ألقاه الشيخ
محمد بن عبد الوهاب الوصابي يوم الجمعة 12 ربيع الأول 1443 هجرية
26/02/2010

بعد صلاة الفجر حفظ الله شيخنا وبارك الله في عمره
شرح لكتابه ( نساء أهل الجنة حور عين وآدميات ) وقراءة من تفسير ابن كثير

يليه الإجابة على الأسئلة

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




جزاك الله كل خير على المجهود
تحياتي الخالصة




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

أسماء الجنة وعددها

أسماء الجنة وعددها

أسماء الجنة وعددها
للجنةعدة أسماء باعتبار صفاتها ، ومسماها واحد باعتبار الذات ، فهي مترادفه من هذاالوجه، وتختلف باعتبار الصفات فهي متباينة من هذا الوجه، وهكذا أسماء الرب سبحانهوتعالى وأسماء كتبه وأسماء رسوله وأسماء النار ، وأسماء اليوم الآخر ، والاسم الأول:
الجنة :
وهو الاسم العام المتناول لتلك الدار ، وما اشتملتعليه من أنواع النعيم واللذة والبهجة ، والسرور وقرة الأعين. وأصل اشتقاق هذهاللفظة من الستر والتغطية ، ومنه الجنين لاستتاره في البطن ، والجان لاستتاره عنالعيون ، والمجن لستره ووقايته الوجه ، والمجنون لاستتار عقله وتواريه عنه . ومنهسمي البستان جنة لأنه يستر داخله بالأشجار ويغطيه. ومنه قوله تعالى ( اتخذواأيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله) أي يستترون بها من إنكار المؤمنينعليهم
دار السلام:

وقد سماها بهذا الاسم في قوله ( لهم دار السلامعند ربهم ) ، وقوله ( والله يدعو إلى دار السلام ) وهي أحق بهذا الاسم ، فإنها دارالسلامة من كل بلية وآفة ومكروه، وهي دار الله ، واسمه سبحانه السلام الذي سلمهاوسلم أهلها ( وتحيتهم فيها سلام )

دار الخلد:

وسميت بذلك لأن أهلهالا يظعنون عنها أبدا كما قال تعالى ( عطاء غير مجذوذ)، وقوله ( إن هذا لرزقنا مالهمن نفاد ) وقوله ( أكلها دائم وظلها ) وقوله ( وما هم منها بمخرجين) وقوله تعالى ( خالدين فيها أبدا (

دار المقامة:

قال تعالى حكاية عن أهلها ( وقالواالحمدلله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور ، الذي أحلنا دار المقامة من فضلهلا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ) . قال مقاتل : أنزلنا دار الخلود، أقاموافيها أبدا، لا يموتون ولا يتحولون منها أبدا

جنة المأوى:

قال تعالى ( عندها جنة المأوى) ، والمأوى : مفعل من أوى يأوي ، إذا انضم إلى المكان وصار إليهواستقر به . وقال عطاء عن ابن عباس : هي الجنة التي يأوي إليها جبريل والملائكة . وقال مقاتل والكلبي: هي جنة تأوي إليها أرواح الشهداء وقال كعب : جنة المأوى : جنةفيها طير خضر ترتعي فيها أرواح الشهداء ويقول ابن القيم : والصحيح أنه اسم من أسماءالجنة كما قال تعالى ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ، فإن الجنة هيالمأوى )

جنات عدن:

فقيل هو اسم جنة من جملة الجنان، ويقول ابن القيم : والصحيح أنه اسم لجملة الجنان ، ولكها جنات عدن، قال تعالى ( جنات عدن التي وعدالرحمن عباده بالغيب) ، وقال تعالى ( ومساكن طيبة في جنات عدن )، والاشتقاق يدل علىأن جميعها جنات عدن فإنه من الإقامة والدوام ، يقال : عدن بالمكان إذا أقام به ،وعدنت البلد إذا توطنته
دار الحيوان:

قال تعالى ( وإن الدار الآخرةلهي الحيوان (والمراد الجنة عند أهل التفسير ، قالوا وإن الآخرة يعني الجنة لهيالحيوان: لهي دار الحياة التي لا موت فيه
الفردوس:

قال تعالى : ( أولئك هم الوارثون ، الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون) ، وقال تعالى ( إن الذينآمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا )، وأصل الفردوس : البستان ، قالكعب هو البستان الذي فيه الأعناب ، وقال الضحاك هي الجنة الملتفة بالأشجار ، وهواسم يطلق على جميع الجنة وأفضلها وأعلاها
جنات النعيم:

قال تعالى ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم )، وهو اسم يطلق ايضا على جميعالجنات ، لما تضمنته من الأنواع التي يتنعم بها من المأكول والمشروب والملبوسوالصور والرائحة الطيبة والمنظر البهيج والمساكن الواسعة
المقامالأمين:

قال تعلى ( إن المتقين في مقام أمين )، والأمين : الآمن من كل سوءوآفة ومكروه ، وهو الذي جمع صفات الأمن كلها ، فهو آمن من الزوال والخراب ، وأنواعالنقص ، وأهله آمنون فيه من الخروج والنقص والنكد ، وقوله تعالى ( يدعون فيها بكلفاكهة آمنين ) ، فجمع لهم بذلك بين أمن المكان وأمن الطعام فلا يخافون انقطاعالفاكهة ولا سوء عاقبتها ومضرتها ، وأمن الخروج منها فلا يخافون ذلك ، وأمن الموتفلا يخافون فيها موتا
مقعد صدق ، وقدم صدق:

قال تعالى ( إن المتقينفي جنات ونهر ، في مقعد صدق )، فسمى الجنة مقعد صدق لحصول كل ما يراد من المقعدالحسن فيهاوذكر ابن القيم في كتابه بستان الواعظين : روي عن وهب بن منبه عنابن عباس قال : لما خلق الله تبارك وتعالى الجنات يوم خلقها وفضل بعضها على بعض فهي سبع جنات :

دار الخلد
دار السلام
جنة عدن
جنة المأوى
جنة الخلد
جنة الفردوس
جنة النعيم





جزاك الله خيرا




بوركتم في هذا العمل الرائع شكرا لك




جزاك الله خيرا




بارك الله فيكم وسدد خطاكم وجعلكم من اهل الجنة ومن الطيبن يارب العالمين




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

الجمع بين حديث من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ، وبين خلود المشركين في النار

تعليمية تعليمية
الجمع بين حديث من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ، وبين خلود المشركين في النار .
السؤال:


كيف نجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة " ، وبين خلود المشركين والمنافقين في النار مع أنهم يقولون " لا إله إلا الله " ؟.

الجواب:

الحمد لله
قال الشيخ محمد ابن عثيمين – رحمه الله – :

الحديث يدل على أن القائل : " لا إله إلا الله " مؤمنٌ حقاً ؛ لكن سولت له نفسه ففعل بعض المعاصي أو بعض الكبائر من السرقة وغيرها .

وطريق أهل السنة والجماعة أن الإنسان المؤمن وإن فعل الكبيرة مآله الجنة ، وما قبل الجنة من العقوبة راجع إلى الله إن شاء عذبه ، وإن شاء غفر له ، ودليل ذلك قوله- تعالى- : { إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } فصار جميع فاعلي المعاصي – وإن عظمت – إذا كانت دون الكفر لا تمنع من دخول الجنة فمآل فاعلها إلى الجنة ، لكن قد يُعذب بما فعل من ذنب ، وقد يغفر الله له ، والأمر راجع إلى الله ، أما المنافقون وأهل البدع المكفرة التي تكفرهم بدعهم فإنهم حقيقةً لم يقولوا لا إله إلا الله بقلوبهم ؛ لأن هذا النفاق الذي أدى إلى الكفر ينافي الإخلاص ، وقول لا إله إلا الله لا بد فيه من الإخلاص .

أما أن يقول : لا إله إلا الله وهو يعتقد أنه ليس هناك رب ولا إله ، أو يعتقد أن مع الله إلهاً آخر يدبر الكون ، أو يعتقد أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ارتدوا كلهم بعد موته عليه الصلاة والسلام أو ما أشبه ذلك من البدع المكفرة ، فهؤلاء لم يُخلصوا في قول : لا إله إلا لله ، فكانت بدعهم هذه تنافي قول الرسول عليه الصلاة والسلام : " من شهد ألا إله إلا الله أو من قال لا إله إلا الله دخل الجنة " .

فلا بد من الإخلاص في الشهادتين ، واستمع إلى قول الله – تبارك وتعالى – في المنافقين : { يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا } ، وفي نفس الآيات يقول : { إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا } ، ويقول عنهم : { إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله } ، هذه شهادة باللسان : { والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون } ، أي كاذبون في قولهم : " نشهد إنك لرسول الله " فهم يذكرون الله ويشهدون بالرسالة لرسوله لكن قلوبهم خالية مما تنطق به ألسنتهم . انتهى .



المرجع لقاء الباب المفتوح رقم 45

منقول

تعليمية تعليمية




جزاكِ الله خيرًا




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

اين الجنة الآن


قال الله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} وقد ثبت أن سدرة المنتهى فوق السماء وسميت بذلك لأنها ينتهي إليها ما ينزل من عند الله فيقبض منها وما يصعد إليه فيقبض منها وقال تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} قال ابن أبي نجيح عن مجاهد:" هو الجنة "وكذلك تلقاه الناس عنه وقد ذكر ابن المنذر في تفسيره وغيره أيضا عن مجاهد قال:"هو الجنة والنار" وهذا يحتاج إلى تفسير فإن النار في أسفل السافلين ليست في السماء ومعنى هذا ما قاله في رواية ابن أبي نجيح عنه وقاله أبو صالح عن ابن عباس الخير والشر كلاهما يأتي من السماء
وعلى هذا فالمعنى أسباب الجنة والنار بقدر ثابت في السماء من عند الله
وقال الحارث بن أبي أسامة حدثنا عبد العزيز بن أبان حدثنا مهدي ابن ميمون حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب عن بشر بن شغاف قال سمعت عبد الله بن سلام يقول: "أن أكرم خليقة الله أبو القاسم صلى الله عليه وسلم وإن الجنة في السماء" رواه ابو نعيم عنه قال ورواه معمر بن راشد عن محمد بن أبي يعقوب مرفوعا ثم ساقه من طريق ابن منيع قال ثنا عمرو الناقد ثنا عمرو بن عثمان ثنا موسى بن أعين عن معمر به مرفوعا ثم ساق من طريق محمد بن فضيل ثنا محمد بن عبد الله عن عطية عن ابن عباس أنه قال: "الجنة في السماء السابعة ويجعلها الله حيث شاء يوم القيامة وجهنم في الأرض السابعة"
وقال ابن منده ثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا محمد

بن عبد الله عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن عبد الله قال: "الجنة في السماء الرابعة فإذا كان يوم القيامة جعلها الله حيث يشاء والنار في الأرض السابعة فإذا كان يوم القيامة جعلها الله حيث يشاء".
وقال مجاهد قلت لابن عباس أين الجنة قال فوق سبع سماوات قلت فأين النار قال تحت سبعة أبحر مطبقة رواه ابن منده عن أحمد بن إسحاق عن الزبيري عن إسرائيل عن ابن أبي يحيى عن مجاهد
وأما الأثر الذي رواه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عيسى بن يونس عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن عمرو قال الجنة مطوية معلقة بقرون الشمس تنتشر في كل عام مرة وإن أرواح المؤمنين في طير كالزرازير يتعارفون ويرزقون من ثمر الجنة
فهذا قد يظهر منه التناقض بين أول كلامه وآخره ولا تناقض فيه فإن الجنة المعلقة بقرون الشمس ما يحدثه الله سبحانه وتعالى بالشمس في كل سنة مرة من أنواع الثمار والفواكه والنبات جعله الله تعالى مذكرا بتلك الجنة وآية دالة عليها كما جعل هذه النار مذكرة بتلك وإلا فالجنة التي عرضها السموات والأرض ليست معلقة بقرون الشمس وهي فوق الشمس أكبر منها
وقد ثبت في الصحيحين عنه أنه قال:
"الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض" وهذا يدل على أنها في غاية العلو والارتفاع والله أعلم
والحديث له لفظان هذا أحدهما والثاني "إن في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض أعدها الله للمجاهدين في سبيله" وشيخنا يرجح هذا اللفظ وهو لا ينفي أن يكون درج الجنة أكبر من ذلك ونظير هذا قوله في الحديث الصحيح "إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة" أي من جملة أسمائه هذا القدر فيكون الكلام جملة واحدة في الموضعين
ويدل على صحة هذا أن منزلة نبينا فوق هذا كله في درجة في الجنة ليس فوقها درجة

وتلك المائة ينالها آحاد أمته بالجهاد والجنة مقببة أعلاها وأوسعها ووسطها هو الفردوس وسقفه العرش كما قال في الحديث الصحيح "إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة فوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة"
قال شيخنا أبو الحجاج المزي: "والصواب رواية من رواه وفوقه بضم القاف على أنه أسم لا ظرف أي وسقفه عرش الرحمن فإن قيل فالجنة جميعها تحت العرش والعرش سقفها فإن الكرسي وسع السموات والأرض والعرش أكبر منه
قيل: لما كان العرش أقرب إلى الفردوس مما دونه من الجنات بحيث لا جنة فوقه دون العرش كان سقفا له دون ما تحته من الجنات ولعظم سعة الجنة وغاية ارتفاعها يكون الصعود من أدناها إلى أعلاها بالتدريج شيئا فشيئا درجة فوق درجة كما يقال لقاريء القرآن
"اقرأ وارق فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها" وهذا يحتمل شيئين أن تكون منزلته عند آخر حفظه وأن تكون عند آخر تلاوته لمحفوظة والله أعلم.

من كتاب حادي الارواح الى بلاد الافراح
لبن قيم الجوزية رحمه الله




تعليمية




تعليمية




بارك الله فيك.اللهم انا نسالك الجنة وما قرب اليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول وعمل




لو وصف الكاتب انه رافع الهمم لقلت انت
لو وصف الكاتب انه يعطي الامل لقلت انت
مشكوووووووووووووووور على المواضيع الفياضه




التصنيفات
اسلاميات عامة

سورة الإخلاص تدخلك الجنة

سورة الإخلاص توجب دخول الجنة، وقد دلت على ذلك نصوص كثيرة، وقد قال رسول الله لمن قرأها وجبت، قالوا وما وجبت؟ قال الجنة، فقد روى الترمذي بإسناده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أقبلت مع رسول الله فسمع رجلاً يقرأ « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ» فقال رسول الله «وجبت» قلت ما وجبت؟ قال «الجنة» الترمذي وصححه الألباني

حب سورة الإخلاص يوجب دخول الجنة

وعن أنس بن مالك قال كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء، وكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به، افتتح قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حتى يفرغ منها، ثم يقرأ بسورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة، فكلمه أصحابه فقالوا إنك تقرأ بهذه السورة، ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بسورة بأخرى، فإما أن تقرأ بها وأما أن تدعها وتقرأ بسورة بأخرى، فقال ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بها فعلت، وإن كرهتم تركتكم، وكانوا يرونه أفضلهم وكرهوا أن يؤمهم غيره، فلما أتاهم النبي أخبروه الخبر، فقال يا فلان ما يمنعك مما يأمر به أصحابك، وما يحملك أن تقرأ هذه السورة في كل ركعة؟ فقال إني أحبها، فقال رسول الله «إن حبها أدخلك الجنة» البخاري ، والترمذي وقال حسن
وعن أنس أن رجلاً قال يا رسول الله إني أحب هذه السورة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فقال «إن حبك إياها يدخلك الجنة » وحسنه الألباني في صفة الصلاة
وفي حديث معاذ بن أنس « من قرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عشر مرات بنى الله له بيتًا في الجنة» صححه الألباني في صحيح الجامع
وفي الحديث « من قرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حتى يختمها عشر مرات؛ بنى الله له قصرًا في الجنة» صححه الألباني في السلسلة الصحيحة
تضمنها الاسم الأعظم
عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ، وَيَدِي فِي يَدِهِ، فَإِذَا رَجُلٌ يُصَلِّي، يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الأَحَدُ، الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الثَّانِيَةُ دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ، قَالَ فَإِذَا ذَلِكَ الرَّجُلُ يَقْرَأُ، قَالَ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتُرَاهُ مُرَائِيًا ثَلاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ هُوَ مُؤْمِنٌ مُنِيبٌ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ، أَوْ أَبُو مُوسَى أُوتِيَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ، قَالَ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَلا أُبَشِّرُهُ، قَالَ بَلَى، فَبَشَّرْتُهُ، فَكَانَ لِي أَخًا أخرجه أحمد، وأبو داود برقم ، وصححه الألباني
وعَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ عَلِىٍّ أَنَّ مِحْجَنَ بْنَ الأَدْرَعِ حَدَّثَهُ قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ قَضَى صَلاَتَهُ وَهُوَ يَتَشَهَّدُ، وَهُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ قَالَ فَقَالَ «قَدْ غُفِرَ لَهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ» ثَلاَثًا أبو داود ، وصححه الألباني
وهي صفة الرحمن وحبها يوجب محبة الله
لحديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين أن رسول الله بَعَثَ رَجُلاً عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ لأصْحَابِهِ فِي صَلاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بـ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَلَمَّا رَجَعُوا ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ «سَلُوهُ لأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ؟» فَسَأَلُوهُ فَقَالَ لأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ «أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ» متفق عليه
التعوذ والاستشفاء بها
ثبت عن النبي أنه كان يتعوذ بها مع المعوذتين
فعن عائشة أن النبي كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق سورة الفلق، وقل أعوذ برب الناس سورة الناس، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات» البخاري
وأخرج أحمد عن عقبة بن عامر أن النبي قال «يا عقبة بن عامر ألا أعلمك خير ثلاث سور أُنزلت في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان العظيم؟ قال قلت بلى جعلني الله فداك، قال فأقرأني قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعود برب الناس، ثم قال «يا عقبة لا تنسهنَّ ولا تبت ليلة حتى تقرأهن»
وسميت هذه السورة سورة الإخلاص؛ لأنها أُخلصت لوصف الله تعالى، ولأنها تخلص قارئها من الشرك العملي الاعتقادي، وكذلك لاختصاصها بحق الله تعالى في ذاته وصفاته من الوحدانية والصمدية، ولتضمنها نفي الولادة والولد، ونفي الكفء؛ وكلها صفات انفراد لله سبحانه وتعالى
تعدل ثلث القرآن
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَجُلاً سَمِعَ رَجُلاً يَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ يُرَدِّدُهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ» البخاري
وعنه أيضاً قَالَ قَالَ النَّبِيُّ لأَصْحَابِهِ «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ » فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَقَالُوا أَيُّنَا يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ «اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ ثُلُثُ الْقُرْآنِ» البخاري
قال السيوطي «هذه السورة ليس فيها ذكر جنة ولا نار، ولا دنيا ولا آخرة، ولا حلال ولا حرام، انتسب الله إليها، فهي له خالصة من قرأها ثلاث مرات عدل بقراءة الوحي كله» الدر المنثور
وقد يقول قائل لماذا كانت سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن؟
والجواب لأن القرآن اشتمل على ثلاثة مقاصد أساسية
أولاً علوم الأحكام والشرائع
ثانيًا ما فيه من قصص وأخبار عن أحوال الرسل مع أممهم
ثالثًا علوم التوحيد وما يجب على العبد معرفته من أسماء الله وصفاته، وهذا هو أشرفها وأجلّها، وهذه السورة تضمنت أصول هذا العلم، واشتملت عليها إجمالاً، فهذا وجه كونها تعدل ثلث القرآن، قال شيخ الإسلام رحمه الله في قصيدة له
والعلم بالرحمن أول صاحب
وأهم فرض الله في مشروعه
وأخو الديانة طالب لمزيده
أبداً ولما ينهه بقطوعه
والمرأ فاقته إليه أشد من

فقر الغذاء لعلم حكم صنيعه
في كل وقت والطعام فإنما
يحتاجه في وقت شدة جوعه
وهو السبيل إلى المحاسن كلها
والصالحات فسوأة لمضيع
قال العلامة السعدي في تفسيره لسورة الإخلاص
قُلْ قولاً جازمًا به، معتقدًا له، عارفًا بمعناه، هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أي قد انحصرت فيه الأحدية، فهو الأحد المنفرد بالكمال، الذي له الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا، والأفعال المقدسة، الذي لا نظير له ولا مثيل
اللَّهُ الصَّمَدُ أي المقصود في جميع الحوائج فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غاية الافتقار، يسألونه حوائجهم، ويرغبون إليه في مهماتهم؛ لأنه الكامل في أوصافه، العليم الذي قد كمل في علمه، الحليم الذي قد كمل في حلمه، الرحيم الذي كمل في رحمته الذي وسعت رحمته كل شيء، وهكذا سائر أوصافه، ومن كماله أنه لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ لكمال غناه وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ لا في أسمائه ولا في أوصافه، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى
فهذه السورة مشتملة على توحيد الأسماء والصفات اهـ
فاحرص أخي المسلم على قراءة هذه السورة، وتدبرها، والوقوف على معانيها، فلقد كان رسول الله يقرأها إذا أصبح ثلاث مرات، وإذا أمسى ثلاث مرات، وعند نومه ثلاث مرات، ويقرأ بها دبر كل صلاة، وفي سنة الفجر وفي سنة الوتر، فلا نعلم سورة كان رسول الله يحرص على قراءتها مثل هذه السورة العظيمة التي هي بحق تعدل ثلث القرآن
والحمد لله رب العالمين

اعداد د جمال المراكبى
رئيس مجلس علماء الجماعة منقول للأمانة




شكرا لك على هذا الموضوع القيم

فسورة الاخلاص رغم قلت اياتها الا انها تساوي ثلث القران

جزاك الله كل خير و جعلها في ميزان حسناتك




حقا هي سورة عظيمة

طبت و طاب لنا نقلك

جزيت خيرا




شكرا على الموضوع القيم




تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[مقتطف] " يضحك الله إلى رجلين يقتل إحداهما الآخر كلاهما يدخل الجنة"

تعليمية تعليمية
[مقتطف] " يضحك الله إلى رجلين يقتل إحداهما الآخر كلاهما يدخل الجنة"

بسم الله الرحمان الرحيم

* * *

وقوله صلى الله عليه وسلم:" يضحك الله إلى رجلين يقتل إحداهما الآخر كلاهما يدخل الجنة" متفق عليه (1)…………………. …………………….


(1) هذا الحديث في إثبات الضحك ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم :" يضحك الله إلى رجلين ؛ يقتل إحداهما الآخر؛ كلاهما يدخل الجنة"[163].
وفي بعض النسخ:" يدخلان" ، وهي صحيحة ؛ لأن ( كلا) يجوز في خبرها – سواء كان فعلاً أو اسماً – مراعاة اللفظ ومراعاة المعنى، وقد اجتمعا في قول الشاعر يصف فرسين:
كلاهما حين جد الجري بينهما قد أقلعا وكلا أنفيهما رابي
الحديث يخبر فيه النبي عليه الصلاة والسلام أن الله يضحك إلى رجلين؛ عند ملاقاتهما يقتل أحدهما الآخر؛ كلاهما يدخل الجنة بعد ذلك، فتزول تلك العداوة؛ لأن إحداهما كان مسلماً ، والآخر كان كافراً، فتله الكافر، فيكون هذا المسلم شهيداً، فيدخل الجنة، ثم من الله على هذا الكافر، فأسلم ، ثم قتل شهيداً، أو مات بدون قتل؛ فإنه يدخل الجنة، فيكون هذا القاتل والمقتول كلاهما يدخل الجنة، فيضحك الله إليهما.
ففي هذا إثبات الضحك لله عز وجل، وهو ضحك حقيقة، لكنه لا يماثل ضحك المخلوقين؛ ضحك يليق بجلاله وعظمته، ولا يمكن أن نمثله، لأننا لا يجوز أن نقول : إن لله فماً أو أسناناً أو ما أشبه ذلك ، لكن نثبت الضحك لله على وجه يليق به سبحانه وتعالى.
· فإذا قال قائل: يلزم من إثبات الضحك أن يكون الله مماثلاً للمخلوق.
فالجواب: لا يلزم أن يكون مماثلاً للمخلوق؛ لأن الذي قال " يضحك": هو الذي أنزل عليه قوله تعالى: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(الشورى: من الآية11).
ومن جهة أخرى؛ فالنبي عليه الصلاة والسلام لا يتكلم في مثل هذا إلا عن وحي؛ لأنه من أمور الغيب، ليس من الأمور الاجتهادية التي قد يجتهد فيها الرسول عليه الصلاة والسلام، ثم يقره الله على ذلك أو لا يقره، ولكنه من الأمور الغيبية التي يتلقاها الرسول عليه الصلاة والسلام عن طريق الوحي.
· لو قال قائل: المراد بالضحك الرضى؛ لأن الإنسان إذا رضي عن الشيء؛ سر به وضحك، والمراد بالرضى الثواب أو إرادة الثواب؛ كما قال ذلك أهل التعطيل.
فالجواب أن نقول: هذا تحريق للكلم عن مواضعه؛ فما الذي أدراكم أن المراد بالرضى الثواب؟!
فأنتم الآن قلتم على الله ما لا تعلمون من وجهين:
الوجه الأول: صرفتم النص عن ظاهره بلا علم.
الوجه الثاني: أثبتم له معنى خلاف الظاهر بلا علم.
ثم نقول لهم : الإرادة؛ إذا قلتم : إنها ثابتة لله عز وجل ؛ فإنه تنتقض قاعدتكم ؛ لأن للإنسان إرادة؛ كما قال تعالى : (َ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَة)(آل عمران: من الآية152) ، فللإنسان إرادة، بل للجدار إرادة؛ كما قال تعالى : ( فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضّ)(الكهف: من الآية77)؛ فأنتم إما أن تنفوا الإرادة عن الله عز وجل كما نفيتم ما نفيتم من الصفات، وإما أن تثبتوا لله عز وجل ما أثبته لنفسه، وإن كان للمخلوق نظيره في الأسم لا في الحقيقة.
والفائدة المسلكية من هذا الحديث:
هو أننا إذا علمنا أن الله عز وجل يضحك؛ فإننا نرجو منه كل خير. ولهذا قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ! أو يضحك ربنا؟ قال : "نعم" قال: لن نعدم من رب يضحك خيراً[164]
إذا علمنا ذلك ؛ انفتح لن الأمل في كل خير ؛ لأن هناك فرقاً بين إنسان عبوس لا يكاد يُرى ضاحكاً، وبين إنسان يضحك.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم البشر كثير التبسم عليه الصلاة والسلام.
* * *


المصدر: شرح العقيدة الواسطية للشيخ محمد بن صالح العثيمين


تعليمية

الصور المصغرة للصور المرفقة تعليمية

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك على الجلب المميز
في انتظار المزيد
بالتوفيق