[صوتية وتفريغها] القرآن كتاب السعادة الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله الملفات المرفقة القرآن كتاب السعادة~1.mp3‏ (6.20 ميجابايت) |
||
[صوتية وتفريغها] القرآن كتاب السعادة الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله الملفات المرفقة القرآن كتاب السعادة~1.mp3‏ (6.20 ميجابايت) |
||
[كتاب مصور] ۞الوصية بكتاب الله عز وجل۞ فضيلة الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظه الله ۞الوصية بكتاب الله عز وجل۞ ۞ فضيلة الشيخ ۞۞ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر ۞۞۞ حفظه الله المصغرات المرفقة
|
||
[فهرسة] سلسلة فقه الأسماء الحسنى
ـ للشيخ عبد الرزاق البدر ـ حفظه الله ـ
شكرا لكم
المقال الشَّهري (ربيع الثاني) لشيخنا عبد الرزاق البدر حفظه الله تعالى: حقيقة التوكل على الله عز وجل
حَقِيقَةُ التَّوَكُّلِ عَلَى اللهِ عَزَّوَجَلَّ
إنَّ التوكّل على اللَّه وحده، وتفويضَ الأمور كلِّها إليه، والاعتمادَ عليه في جلب النّعماء ودفع الضّر والبلاء مقامٌ عظيمٌ من مقامات الدِّين الجليلة، وفريضة عظيمة يجب إخلاصه الله وحده، وهو من أجمع أنواع العبادة وأهمها لما ينشأ عنه من الأعمال الصالحة،والطاعات الكثيرة، فإنَّه إذا اعتمد القلب على اللَّه في جميع الأمور الدينيّة والدنيوية دون مَنْ سواه صحَّ إخلاصه وقويت معاملته مع اللَّه وزاد يقينه وثقته به تبارك وتعالى. وقد أمر اللَّه سبحانه بالتوكل عليه في مواطن كثيرة من القرآن الكريم، وجعل التوكل عليه شرطاً في الإيمان، فقال تعالى:(( وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ))(المائدة: 23)وقال تعالى:(( وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ))(يونس: 84) فجعل دليل صحة الإيمان والإسلام التوكل على اللَّه، وكلما قوي إيمان العبد كان توكله أقوى، وإذا ضعف الإيمان ضعف التوكل، فإذا كان التوكل ضعيفاً كان دليلاً على ضعف الإيمان ولا بد، فالتوكل أصل لجميع مقامات الدِّين، ومنزلتُهُ منها كمنزلة الجسد من الرأس، فكما لا يقوم الرأس إلا على البدن، فكذلك لا يقوم الإيمان ومقامته وأعماله إلا على ساق التوكل. وحقيقة التوكل هو عمل القلب وعبوديته اعتماداً على اللَّه وثقة به والتجاء إليه وتفويضاً إليه ورضاً بما يقضيه له؛ لعلمه بكفايته سبحانه وحسن اختياره لعبده إذا فوَّض إليه أموره مع قيامه بالأسباب المأمور بها واجتهاده في تحصيلها. هذه هي حقيقة التوكل: اعتماد على اللَّه وحده لا شريك له، مع فعل الأسباب المأموربها والقيام بها، دون تعدٍّ إلى فعل سبب غير مأمور، أو سلوك طريق غير مشروع. والناس منقسمون في هذا الأمر الجليل إلى طرفين ووسط: فأحد الطرفين عطل الأسباب محافظة على التوكل، والطرف الثاني عطل التوكل محافظة على السبب، والوسط علم أنَّ حقيقة التوكل لا تتم إلا بالقيام بالسبب فتوكل على اللَّه في نفس السبب. وقد جُمع بين هذين الأصلين في نصوص كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم : ((احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ)) رواه مسلم عن أبي هريرة، ففي قوله: ((احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ)) أمر بكلِّ سبب ديني ودنيوي بل أمر بالجد والاجتهاد فيه والحرص عليه نية وهمة وفعلاً وتدبيراً، وفي قوله:(( وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ)) إيمان بالقضاء و القدر وأمر بالتوكل على اللَّه الذي الاعتماد التام على حوله وقوته في جلب المصالح ودفع المضار مع الثقة التامة به في نجاح ذلك، فالمتبع للرسول صلى الله عليه و سلم يلزمه أن يتوكل على اللَّه في أمر دينه وديناه، وأن يقوم بكل سبب نافع بحسب قدرته وعلمه ومعرفته. وفي الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رجل يَارَسُولَ اللهِ أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ ، أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ؟ قال((اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ)) فأرشده صلى الله عليه و سلم إلى الجمع بين الأمرين، فعل السبب والاعتماد على اللَّه. وفي الترمذي أيضاً عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (( لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا)) فذكر الأمرين معاً، فإنَّ غدو الطير وهو ذهابها في الصباح الباكر هو سعي في طلب الرزق وتحصيله. وروى ابن أبي الدنياعن معاوية بن قرة قال: لقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ناساً من أهل اليمن فقال: من أنتم ؟ قالوا: نحن المتوكِّلُون، قال:(( بل أنتم المتَوَاكِلُون،إنَّما المتوكِّل الذي يلقي حبَّه في الأرض ويتوكل على اللَّه عزوجل)) ،وجاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما في سبب نزول قوله تعالى: ((وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى))(البقرة: 197) قال: كَانَ أَهْلُ الْيَمَنِ يَحُجُّونَ ،وَلاَ يَتَزَوَّدُونَ وَيَقُولُونَ نَحْنُ الْمُتَوَكِّلُونَ فَإِذَا قَدِمُوا مَكَّةَ سَأَلُوا النَّاسَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ((وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى)). وبهذا يعلم أنَّ التوكّل لا بد فيه من الجمع بين الأمرين: فعل السَّبَب، والاعتماد على المسبِّب وهو اللَّه، أما من عطَّل السبب وزعم أنَّه متوكِّل فهو في الحقيقة مُتوَاكِل مغرور مخدوع، وفعله هذا ما هو إلا عجز وتفريط وتضييع، فلو قال قائلٌ مثلاً: إن قُدر لي أدركتُ العلم اجتهدتُ أو لم أجتهد، أو قال: إن قدر لي أولاد حصلوا تزوجت أو لم أتزوج، وهكذا من رجا حصول ثمر أو زرع بغير حرث وسقي وعملٍ متكلاً على القدر، وهكذا أيضاً من يترك أهله وولده بلا نفقة ولا غذاء ولا سعي في ذلك متكلاً على القدر، فكل هذا تضييع وتفريط وإهمال وتواكل. أما من يقوم بالسبب ناظراً إليه معتمداً عليه غافلاً عن المسبِّب معرضاً عنه فهذا توكله عجز وخذلان ،و نهايته ضياع وحرمان ولذا قال بعض العلماء: ((الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد، ومحو الأسباب أن تكون أسباباً نقص في العقل، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع، وإنما التوكل والرجاء معنى يتألف من موجب التوحيد والعقل والشرع)) إنَّ التوكل مصاحب للمؤمن الصادق في أموره كلِّها الدينية والدنيوية، فهو مصاحب له في صلاته وصيامه وحجّه وبرّه وغير ذلك من أمور دينه، ومصاحب له في جلبه للرزق وطلبه للمباح وغير ذلك من أمور دنياه، فالتوكل على اللَّه نوعان: توكلٌ عليه في جلب حوائج العبد وحظوظه الدنيوية أو دفع مكروهاته ومصائبه، وتوكلٌ عليه في حصول ما يحبه هو ويرضاه من الإيمان واليقين والصلاة والصيام والحج والجهاد والدعوة وغيرذلك. فهذه صفة المؤمنين الصّادقين، والله تعالى يقول((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ))(الأنفال: 2) منقول |
||
طلب / شرح المنظومة الحائية لابن أبي داوود رحمه الله للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله (( مفرغ))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أخواني أرجو ممن لديه شرح المنظومة الحائية لابن أبي داوود رحمه الله للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله(( مفرغ)) أن يعطيني إياه وجزاكم الله خيراً
للامانة العلمية الموضوع منقول |
||
الرد علي من أنكر تقسيم التوحيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقد إنتشرت شبهة بثها بعض أهل الزيغ بين المسلمين وهي إنكار تقسيم التوحيد الي توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات وهاتين رسالتين للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله تعالي أرجوا من الله أن ينفعكم بها الملفات المرفقة القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد-عبد الرزاق البدر.PDF‏ (991.3 كيلوبايت) المختصر المفيد في بيان دلائل اقسام التوحيد-عبد الرزاق البدر.pdf‏ (1.21 ميجابايت) منقول
|
||
هل الكفار يمرون علي الصراط؟ الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله يجيب
الســؤال
هل الكفار يمرون علي الصراط؟
الجـــواب
الله عزوجل يقول:"يومَ يُسحَبونَ في النَّارِ عَلَيَ وُجُوهِهِم ذُقُوا مسَّ سَقَرَ"
الكافر يؤتى به إلي النار يسحب علي وجهه..يسحب علي وجهه إلي أن يطرح في النار علي هذه الصفة. وجاء في الحديث أن أحد الصحابة رضي الله عنهم سأل النبي عليه الصلاة والسلام،قال:"أويمشي الكافر علي وجهه !!؟ لأنه يؤتى به إلي النار يمشي علي وجهه يعني رجلاه إلي اعلي ورأسه إلي أسفل,ويمشي إلي أن يسقط في النار علي هذه الصفة..يمشي علي وجهه..يسحبون في النار علي وجوههم، أي يمشي علي وجهه رجلاه إلي أعلي ورأسه إلي أسفل إلي أن يلقى ويطرح في النار علي هذه الهيئة. فأحد الصحابة قال يارسول الله : أويمشي الكافر علي وجهه يوم القيامة فقال النبي عليه الصلاة والسلام: "أوليس الذي أمشاه علي قدميه في الدنيا قادر علي أن يمشيه علي وجهه يوم القيامة. قال رواة الحديث:"بلى وعزة ربنا"
<font color="blue">أي أن الله سبحانه وتعالى قادر ..الذي أمشاه علي قدميه في الدنيا قادر علي أن يمشيه علي وجهه يوم ….
المقطع الصوتي في المرفقات
الملفات المرفقة هل يمشي الكافر علي الصراط-البدر.mp3‏ (474.3 كيلوبايت) للامانة العلمية الموضوع منقول |
||
دلالات الحوقلة العقدية…للشيخ عبد الرزاق البدر
دلائل (( لا حول ولا قوة إلاّ بالله )) العقدية: إنَّ هذه الكلمة العظيمة التي سبق ذكر بعض فضائلها وبيان شيء من ميزاتها ومحاسنها ذاتُ دلالات عميقة ومعان جليلة تشهد بحسنها، وتدل على كماله وعظم شأنها وكثرة عوائدها وفوائدها. وإنَّ أحسن ما يستعان به على فهم دلالاتها ومعرفة معانيها ومقاصدها قولُ النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه:" ألا أدلك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنة ؟ تقول:لا حول ولا قوة إلاّ بالله، فيقول الله عز وجل: أسلم عبدي واستسلم" . وقد روى ابن عبد الهادي في كتابه " فضل لا حول ولا قوة إلاّ بالله " بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((من قال بسم الله فقد ذكر اللهَ، ومن قال الحمد لله فقد شكر الله، ومن قال: الله أكبر فقد عظّم اللهَ، ومن قال: لا إله إلاّ الله فقد وحّد الله، ومن قال:لا حول ولا قوة إلاّ بالله فقد أسلم واستسلم وكان له بها كنزٌ من كنوز الجنة )) . وروي عن ابن عمر أنَّه قال: (( سبحان الله هي صلاة الخلائق، والحمد لله كلمة الشكر، ولا إله إلاّ الله كلمة الإخلاص، والله أكبر تملأ ما بين السماء والأرض، وإذا قال: لا حول ولا قوة إلاّ بالله، قال الله تعالى: أسلم واستسلم)) . فهي كلمة إسلام واستسلام، وتفويض وتبرّؤ من الحول والقوّة إلاّ بالله، وأنَّ العبد لا يملك من أمره شيئاً، وليس له حيلةٌ في دفع شر، ولا قوةٌ في جلب خير إلاّ بإرادة الله تعالى ، فلا تحوّل للعبد من معصية إلى طاعة، ولا من مرض إلى صحة، ولا من وهن إلى قوة، ولا من نقصان إلى كمال وزيادة إلاّ بالله، ولا قوة له على القيام بشأن من شؤونه، أو تحقيق هدفٍ من أهدافه أو غاية من غاياته إلاّ بالله العظيم، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فأزمّةُ الأمور بيده سبحانه، وأمور الخلائق معقودةٌ بقضائه وقدره، يصرفها كيف يشاء ويقضي فيها بما يريد، ولا رادّ لقضائه، ولا معقّب لحكمه، فما شاء كان كما شاء في الوقت الذي يشاء، على الوجه الذي يشاء من غير زيادة ولا نقصان، ولا تقدّم ولا تأخر، له الخلق والأمر، وله الملك والحمد، وله الدنيا والآخرة، وله النعمة والفضل ،وله الثناء الحسن، شملت قدرته كلَّ شيء، {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} ،{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} ، ومن كان هذا شأنه فإنَّ الواجب الإسلامُ لألوهيته والاستسلام لعظمته، وتفويض الأمور كلِّها إليه، والتبرّؤُ من الحول والقوة إلاّ به، ولهذا تعبّد الله عباده بذكره بهذه الكلمة العظيمة التي هي باب عظيم من أبواب الجنة وكنز من كنوزها. فهي كلمة عظيمةٌ تعني الإخلاص لله وحده بالاستعانة، كما أنَّ كلمة التوحيد لا إله إلاّ الله تعني الإخلاص لله بالعبادة، فلا تتحقق لا إله إلاّ الله إلاّ بإخلاص العبادة كلِّها لله، ولا تتحقق لا حول ولا قوة إلاّ بالله إلاّ بإخلاص الاستعانة كلِّها لله، وقد جمع الله بين هذين الأمرين في سورة الفاتحة أفضل سورة في القرآن، وذلك في قوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فالأوّل تبرّؤٌ من الشرك، والثاني تبرّؤٌ من الحول والقوّة، وتفويضٌ إلى الله عز وجل، والعبادة متعلّقة بألوهية الله سبحانه، والاستعانة متعلّقة بربوبيّته، العبادة غاية، والاستعانة وسيلة، فلا سبيل إلى تحقيق تلك الغاية العظيمة إلاّ بهذه الوسيلة: الاستعانة بالله الذي لا حول ولا قوة إلاّ به. ويمكن أن نلخص الدلالات العقدية لهذه الكلمة العظيمة في النقاط التالية: 1 – أنَّها كلمة استعانة بالله العظيم، فحريٌّ بقائلها والمحافظ عليها أن يظفر بعون الله له وتوفيقه وتسديده. قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: (( وقول " لا حول ولا قوة إلاّ بالله " يوجب الإعانةَ؛ ولهذا سنّها النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال المؤذّن: حيّ على الصلاة، فيقول المجيب: لا حول ولا قوة إلاّ بالله، فإذا قال: حي على الفلاح، قال المجيب: لا حول ولا قوة إلاّ بالله. وقال المؤمن لصاحبه:{وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ} ولهذا يؤمر بهذا من يخاف العين على شيء، فقوله:ما شاء الله، تقديره: ما شاء الله كان، فلا يأمن؛ بل يؤمن بالقدر ويقول: لا قوّة إلاّ بالله، وفي حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه المتفق عليه ، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"هي كنز من كنوز الجنة" والكنز مال مجتمع لا يحتاج إلى جمع؛ وذلك أنَّها تتضمن التوكل والافتقار إلى الله تعالى. ومعلوم أنَّه لا يكون شيء إلاّ بمشيئة الله وقدرته، وأنَّ الخلق ليس منهم شيء إلاّ ما أحدثه الله فيهم، فإذا انقطع طلب القلب للمعونة منهم وطلبها من الله فقد طلبها من خالقها الذي لا يأتي بها إلاّ هو، قال تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} وقال تعالى:{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ} وقال تعالى:{وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} وقال تعالى:{قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ} . وقال صاحب يس:{أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} ولهذا يأمر الله بالتوكل عليه وحده في غير موضع، وفي الأثر: من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله، ومن سره أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يده)) . ولهذا ورد في السنة مشروعية قول هذه الكلمة عند خروج المسلم من منزله لقضاء أموره الدينية أو الدنيوية استعانةً بالله واعتماداً عليه، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من قال – يعني إذا خرج من بيته – بسم الله، توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله تعالى، يقال له: كفيت، ووقيت، وهديت، وتنحى عنه الشيطان، فيقول لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي " رواه أبو داود والترمذي، وقال حديث حسن صحيح. ولهذا أيضاً جعل بعض أهل العلم هذه الكلمة في مستهل ومفتتح مؤلفاتهم طلباً للإعانة من الله عز وجل كما في مقدمة صريح السنة للطبري، والأربعين في دلائل التوحيد للهروي، والصفات للدار قطني وغيرها. 2 – تضمنها الإقرار بربوبيّة الله وأنَّه وحده الخالق لهذا العالم، المدبّر لشؤونه، المتصرف فيه بحكمته ومشيئته، لا يقع شيءٌ في هذا العالم من حركة أو سكون، أو خفض أو رفع، أو عز أو ذل، أو عطاء أو منع إلاّ بإذنه، يفعل ما يشاء ولا يُمانع ولا يُغالب، بل قد قهر كلَّ شيء، ودان له كلُّ شيء، كما قال تعالى:{أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} ، وقال تعالى:{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} ، وقال تعالى:{يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ} ، فالقائل لتلك الكلمة مقرٌّ بهذا،مذعن به، معترف أنَّ أموره كلَّها بيد ربّه ومليكه وخالقه لا قدرة له على شيء ولا حول ولا قوة إلاّ بإذن ربّه ومولاه، وبتوفيق سيّده ومليكه، ولهذا إليه يلجأ، وبه يستعين، وعليه يعتمد في كلِّ أحواله وفي جميع شؤونه. 3 – تضمنها الإقرار بأسماء الله وصفاته، إذ القائل لهذه الكلمة ـ ولا بد ـ مقرٌّ بأنَّ المدعو المقصود الملتجأ إليه بهذه الكلمة غنيٌّ بذاته، وكلُّ ما سواه فقيرٌ إليه، قائم بذاته وكلُّ ما سواه لا يقوم إلاّ به، قديرٌ لذاته وكلُّ ما سواه عاجز لا قدرة له إلاّ بما أقدره، متصف بجميع صفات الكمال ونعوت العظمة والجلال، وكلُّ ما سواه ملازمه النقص، وليس الكمال المطلق إلاّ له سبحانه وتعالى، فلعظمة أسمائه وكمال نعوته وصفاته استحق أن يقصد وحده، وأن لا يلجأ إلاّ إليه. 4 – وفي هذا دلالةٌ وإشارة إلى التلازم بين التوحيد العلمي بقسميه: توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، والتوحيد العملي الذي هو توحيد الألوهية. فإنَّ العبد إذا أقرّ بربوبية الله وكماله في أسمائه وصفاته فإنَّ ذلك يستلزم أن لا يلجأ إلاّ إليه، ولا يقصد أحداً سواه، وإن لم يفعل ذلك فإنَّه لا يكون موحداً بمجرد إقراره بربوبيّة الله وإيمانه بأسماء الله وصفاته، فلو أقرّ بما يستحقه الرب تعالى من الصفات، ونزهه عن كلِّ ما ينزه عنه، وأقرّ بأنه وحده خالق كلِّ شيء لم يكن من أهل الإيمان والتوحيد ما لم يشهد أنَّه لا إله إلاّ الله، ويعمل بمقتضى ذلك فلا يعبد إلاّ إيّاه، ولا يتوكل إلاّ عليه، ولا يعمل إلاّ لأجله. 5 – تضمنها الإقرار بألوهية الله، وأنَّه وحده المعبود بحق ولا معبود بحق سواه، وذلك في قوله (( إلاّ بالله )). والله معناه كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: (( ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين )) ، وقد جمع رضي الله عنه في هذا التفسير بين ذكر الألوهية وهي الوصف المتعلق بالله من هذا الاسم فهو سبحانه المألوه المعبود المرجو المطاع الذي لا يستحق العبادة أحدٌ سواه، وبين وصف العبد وهو العبودية؛ إذ إنَّ عباد الله هم الذين يعبدونه ويألهونه ويقومون بطاعته وحده لا شريك له. ثم إنَّ هذا الاسم مستلزمٌ لجميع أسماء الله الحسنى دالٌ عليها بالإجمال، والأسماء الحسنى تفصيل وتبيين له، ولهذا كان من خصائص هذا الاسم أنَّ الله جلّ وعلا يضيف سائر الأسماء إليه كقوله:{وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} ويقال: العزيز الحكيم الرحيم من أسماء الله، ولا يقال الله من أسماء الرحمن، فلهذا الاسم شأنه ومكانته وخصائصه. قال ابن منده – رحمه الله -: (( فاسم الله معرفة ذاته، منع الله عز وجل خلْقَه أن يتسمّى به أحدٌ من خلقه، أو يدعى باسمه إله من دونه، جعله أوّلَ الإيمان، وعمود الإسلام، وكلمة الحق والإخلاص، ومخالفة الأضداد والإشراك فيه، يحتجز القائل من القتل، وبه تفتتح الفرائض وتنعقد الأيمان، ويستعاذ من الشيطان، وباسمه يفتتح ويختم الأشياء، تبارك اسمه ولا إله غيره )). 6 – تضمنها الإيمان بقضاء الله وقدره، ولهذا ترجم لها الإمام البخاري في كتاب القدر من صحيحه بقوله: (( باب: لا حول ولا قوة إلاّ بالله ))، ودلالة هذه الكلمة على الإيمان بالقدر ظاهرة؛ إذ فيه تسليم العبد واستسلامه وتبرّؤه من الحول والقوة، وأنَّ الأمورَ إنَّما تقع بقضاء الله وقدره. قال ابن بطال: (( كان عليه [الصلاة والسلام [معلِّماً لأمته فلا يراهم على حالة من الخير إلاّ أحبّ لهم الزيادة، فأحبّ للذين رفعوا أصواتهم بكلمة الإخلاص والتكبير أن يضيفوا إليها التبرّي من الحول والقوّة فيجمعوا بين التوحيد والإيمان بالقدر )). 7 – أنّ فيها معنى الدعاء الذي هو روح العبادة ولبُّها، وقد ذكر الإمام البخاري – رحمه الله – في كتاب الدعوات من صحيحه باباً بعنوان: (( باب قول لا حول ولا قوّة إلاّ بالله))، فهي من جملة الأدعية النبوية النافعة المشتملة على معاني الخير وجوامع الكلم. 8 – أنَّ فيها الإيمان بمشيئة الله النافذة، وأنَّ ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنّ مشيئة العبد تحت مشيئة الله، كما قال الله تعالى:{لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} فلا قدرة للعبد على القيام بما يشاء من الخير وما يريده من المصالح إلاّ أن يشاء الله، قال الله تعالى:{وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ}. 9 – أنَّ فيها الإقرارَ من العبد بفقره واحتياجه إلى ربّه في جميع أحواله وكافة شؤونه، كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} . وقد بيّن الله سبحانه في هذه الآية الكريمة أنّ فقر العباد إليه أمر ذاتي لهم لا ينفك عنهم، وهو ثابتٌ لهم لذواتهم وحقائقهم من كلِّ وجه، لا غنى لهم عن ربّهم وسيّدهم طرفة عين ولا أقلّ من ذلك. قال ابن القيم – رحمه الله -: (( اعلم أنَّ كلَّ حي – سوى الله – فهو فقيرٌ إلى جلب ما ينفعه ودفع ما يضرّه، والمنفعة للحيّ من جنس النعيم واللذّة، والمضرّة من جنس الألم والعذاب، فلا بد من أمرين: أحدهما هو المطلوب المقصود المحبوب الذي ينتفع به ويتلذذ به، والثاني هو المعين الموصل المحصل لذلك المقصود والمانع لحصول المكروه والدافع له بعد وقوعه. فهاهنا أربعة أشياء: أمر محبوب مطلوب الوجود، والثاني أمر مكروه مطلوب العدم، والثالث الوسيلة إلى حصول المحبوب، والرابع الوسيلة إلى دفع المكروه، فهذه الأمور الأربعة ضرورية للعبد، بل ولكلِّ حي سوى الله، لا يقوم صلاحه إلاّ بها. إذا عرف هذا فالله سبحانه هو المطلوب المعبود المحبوب وحده لا شريك له، وهو وحده المعين للعبد على حصول مطلوبه، فلا معبود سواه ولا معين على المطلوب غيره، وما سواه هو المكروه المطلوب بعده، وهو المعين على دفعه، فهو سبحانه الجامع للأمور الأربعة دون ما سواه، وهذا معنى قول العبد{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فإنَّ هذه العبادة تتضمن المقصود المطلوب على أكمل الوجوه، والمستعان هو الذي يستعان به على حصول المطلوب ودفع المكروه، فالأوّل من مقتضى ألوهيّته، والثاني من مقتضى ربوبيّته )) . 10– أهمية الارتباط بالله في جميع الأمور الدينية والدنيوية ،وإذا صح هذا الأمر من العبد قوي يقينه وزاد إخلاصه وعظمت ثقته بالله ،والمؤمن الصادق يصحبه هذا الأمر في كلِّ أحواله وجميع شؤونه، فهو في صلاته وصيامه وحجه وبره وغير ذلك من أمور دينه يطلب الحولَ والقوّة على تحقيق ذلك والقيام به وتتميمه من الله تعالى، وفي جلبه للرزق وطلبه للمباح وغير ذلك من أمور دنياه يطلب الحول والقوة على تحصيل ذلك ونيله من الله تبارك وتعالى، فهو معتمد على الله في جلب حوائجه وحظوظه الدنيوية ودفع مكروهاته ومصائبه، ومعتمد على الله في حصول ما يحبّه هو ويرضاه من الإيمان واليقين والصلاة والصيام والحج والجهاد والدعوة وغير ذلك. 11 – أنّ فيها رداًّ على القدريّة النفاة، الذين ينفون قدرة الله ويجعلون العبد هو الخالق لفعل نفسه دون أن يكون لله عليه قدرة، فقول العبد (( لا حول ولا قوّة إلاّ بالله )) فيه إثبات القدرة والمشيئة لله، وأنّ حول العبد وقوّته إنَّما يكون بالله، ولهذا كانت هذه الكلمة متضمنةً الردّ على القدريّة النافين لذلك. قال ابن بطال: (( هذا بابٌ جليل في الردّ على القدرية؛ وذلك أنَّ معنى لا حول ولا قوة إلاّ بالله أي: يخلق الله له الحول والقوّة وهي القدرة على فعله للطاعة أو المعصية كما ورد عنه عليه الصلاة والسلام أنَّ الباري تعالى خالق لحول العبد وقدرته على مقدوره، وإذا كان خالقاً للقدرة فلا شك أنَّه خالق للشيء المقدور)) . 12 – أنَّ فيها رداًّ على الجبرية النافين لمشيئة العبد وقدرته القائلين بأنَّ الإنسان مجبور على فعل نفسه، وأنَّه كالورقة في مهب الريح لا حول له ولا قدرة،فقول (( لا حول ولا قوّة إلاّ بالله ))متضمنٌ إبطال ذلك وتكذيبه، وذلك لتضمنها إثبات القوّة والحول للعبد، وأنَّ ذلك إنَّما يقع له بمشيئة الله وقدرته{لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} . فهذه بعض دلالات هذه الكلمة العظيمة، وشيء من معانيها الجليلة الدالة على رفعة مكانتها وعظم شأنها وكثرة فوائدها وعوائدها والله تعالى أعلم. المصدر: من مبحث الحوقلة ومفهومها ودلالتها العقدية للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله تعالى.
للامانة العلمية الموضوع منقول |
||
ذكر الشيخ أبي مالك الجهني في شرحه لصحيح البخاري
كتاب الصلاةباب هل يقال مسجد فلان "أما الثنية المكية التي في جهة قباء فهذه إنما قالوها النشيد المشهور الشعر المشهور. طلع البدر علينا ** من ثنية الوداع النبي صلى الله عليه و على آله وسلم دخل مهاجرا من جهة مكة أليس كذلك؟ من جهة قباء قالو هذا النشيد دليل على أن ثنية الوداع في جهة مكة.. وهذا ضعيف ! ضعيف جدا. أولا : لأنه لا يعرف أن ثنية الوداع في جهة مكة.. لا في السيرة ولا في الأحاديث. ثانيا: هذا النشيد أصلا طلع البــدر علــينا ** من ثنيـة الوداع وجب الشكر علينا ** ما دعى لله داع.. إلى آخره هذا لا يثبت!! ضعيف! كما قال الحافظ ابن حجر: "هذه القصة إسنادها معضل"* ضعيف! هذا من حيث السند. اما من حيث المتن:
هذا الشعر لعله من نظم القرن الثالث أو القرن الرابع… القرن الثالث!. ————————
*(فتح الباريباب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينه)
|
||