التصنيفات
العقيدة الاسلامية

السلفية منهج الاسلام وليست دعوة تحزب وتفرق وفساد

السلفية منهج الاسلام وليست دعوة تحزب وتفرق وفساد
للشيخ فركوس حفظه الله

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:

فقد وردَ على هذا الموقعِ الدعويِّ انتقادٌ آخرُ من النوع الذي قد سبق، يحمل في طيَّاته شبهاتٍ مكذوبةً على الدعوةِ السلفيةِ بأنها دعوةٌ حزبيةٌ مفرِّقةٌ مبتدعة، تجرُّ الفتنَ، وأنّ التغيير لا يحصل بالفتنة، وقد رأيت من المفيد أن أردّ على شبهاته المزعومةِ ومفاهيمِه الباطلة بتوضيحها بالحقّ والبرهان، عملاً بقوله تعالى: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ﴾ [الأنبياء: 18].

[وهذا نصّ انتقاده]:

«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أراسلُكَ وأنا أعلم يقينًا بأنَّ الشيخ فركوس عبدٌ من عباد الله ونحسبُك من المتقين.
1 – إطلاق لفظ السلفية على الفرقة الناجية ألا يُعتبر هذا حزبيةً، وأنت تعلم أنّ القرآن فيه لفظ الإسلام كما قال الله تعالى: ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ [يوسف: 101].
2 – لا أشكّ أنّ كثيرًا من المسلمين يعتقدون أنّ السلفيَّ هو لِحيةٌ وقميص، وماذا عن حالق لحيته ألا يدخل الجنّة حنفي…؟! إنّ اسمَ السلفية فرّقت فأبصر..! ما هو الدليل القاطع على وجوب التسمية للفرقة الناجية؟

إنّ التغيير لا يكون بالدخول في الفتن أي الشبهات، ولو يجلس الشيخ فركوس في مسجده لكان خيرًا له وما النصر إلاّ من عند الله ومن سمَّع سمَّعَ اللهُ به، ﴿مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [يوسف: 90]».

• فأقـول -وبالله التوفيق وعليه التكلان-:

إنّ السلفيةَ تُطلَقُ ويرادُ بها أحد المعنيين:

الأول: مرحلةٌ تاريخيةٌ معيّنةٌ تختصُّ بأهل القرون الثلاثة المفضّلة، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»(١- أخرجه البخاري في «الشهادات» باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد: (2509)، ومسلم في «فضائل الصحابة» باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين…: (6472)، والترمذي في «المناقب» باب ما جاء في فضل من رأى النبي وصحبه: (3859)، وابن حبان في «صحيحه»: (7228)، وأحمد: (5383)، والبزار في «مسنده»: (1777)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه)، وهذه الحِقبة التاريخيةُ لا يصحُّ الانتساب إليها لانتهائها بموت رجالها.
والثاني: الطريقةُ التي كان عليها الصحابةُ والتابعون ومَن تبعهم بإحسان من التمسّك بالكتاب والسُّـنَّة وتقديمهما على ما سواهما، والعمل بهما على مقتضى فهم السلف الصالح، والمراد بهم: الصحابة والتابعون وأتباعهم من أئمّة الهدى ومصابيحِ الدُّجَى، الذين اتفقتِ الأُمَّة على إمامتهم وعدالتهم، وتَلَقَّى المسلمون كلامَهم بالرِّضا والقَبول كالأئمّة الأربعة، والليثِ بنِ سَعْدٍ، والسُّفيانَين، وإبراهيمَ النَّخَعِيِّ، والبخاريِّ، ومسلمٍ وغيرِهم، دون أهلِ الأهواء والبدعِ ممّن رُمي ببدعة أو شهر بلقبٍ غيرِ مرضيٍّ، مثل: الخوارج والروافض والمعتزلة والجبرية وسائر الفرق الضالَّة. وهي بهذا الإطلاق تعدُّ منهاجًا باقيًا إلى قيام الساعة، ويصحّ الانتسابُ إليه إذا ما التُزِمت شروطُهُ وقواعِدُهُ، فالسلفيون هم السائرون على نهجهم المُقْتَفُونَ أثرَهم إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومَن عليها، سواء كانوا فقهاءَ أو محدّثين أو مفسّرين أو غيرَهم، ما دام أنهم قد التزموا بما كان عليه سلفُهم من الاعتقاد الصحيح بالنصّ من الكتاب والسنّة وإجماع الأمّة والتمسّك بموجبها من الأقوال والأعمال لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ»(٢- أخرجه مسلم في «الإمارة» باب قوله لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق..: (4920)، والترمذي في «الفتن» باب ما جاء في الأئمة المضلين: (2229)، وأحمد: (21889)، وسعيد بن منصور في «سننه»: (2372)، من حديث ثوبان رضي الله عنه)، ومن هذا يتبيّن أنّ السلفيةَ ليست دعوةً طائفيةً أو حزبيةً أو عِرقيةً أو مذهبيةً يُنَزَّل فيها المتبوعُ مَنْزِلةَ المعصوم، ويتخذ سبيلاً لجعله دعوة يدعى إليها، ويوالى ويعادى عليها، وإنما تدعو السلفيةُ إلى التمسُّك بوصية رسولِ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم المتمثِّلة في الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة وما اتفقت عليه الأمّة، فهذه أصولٌ معصومة دون ما سواها.
وهذا المنهج الربانيُّ المتكاملُ ليس من الحزبية الضيّقةِ التي فرّقت الأمّةَ وشتّتت شملَها، وإنما هو الإسلام المصفَّى، والطريقُ القويمُ القاصدُ الموصلُ إلى الله، به بعث اللهُ رسلَه وأنزل به كتبَه، وهو الطريقُ البيِّنةُ معالِمُه، المعصومةُ أصولُه، المأمونةُ عواقِبُه؛ أمّا الطرقُ الأخرى المستفتحة من كلّ باب فمسدودة، وأبوابها مغلقة إلاّ من طريق واحد، فإنه متّصلٌ بالله موصولٌ إليه، قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام: 153]، وقال ابنُ مسعودٍ رضي الله عنه: «خطّ لنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم خطَّا ثمّ قال: «هَذَا سَبِيلُ اللهِ» ثم خطّ خطوطًا عن يمينه وشماله، ثمّ قال:«هَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾(٣- أخرجه الدارمي في «سننه»: (206)، وابن حبان في «مقدمة صحيحه» باب الاعتصام بالسنة وما يتعلق بها نقلاً وأمراً وزجراً: (7)، والحاكم في «المستدرك»: (3241)، وأحمد: (4131)، والبزار في «مسنده»: (1718)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. والحديث صححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»: (6/89)، وحسنه الألباني في «المشكاة»: (166))، وقد جاء في «تفسير ابنِ كثيرٍ»(٤- [2/191]): «أنّ رجلاً سأل ابنَ مسعود رضي الله عنه: ما الصراطُ المستقيم؟ قال: تَرَكَنَا محمّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في أدناه وطرفه في الجنة، وعن يمينه جوادٌّ(٥- الجوادُّ: جمع جادّة، وهي معظم الطريق، وأصل الكلمة من جدَدَ. [«النهاية» لابن الأثير: 1/313]) وعن يساره جوادٌّ، ثمّ رجال يدعون من مرَّ بهم، فمن أخذ في تلك الجواد انتهت به إلى النار، ومن أخذ على الصراط انتهى به إلى الجنة، ثمّ قرأ ابن مسعود الآية».
وعليه يُدرك العاقلُ أنه ليس من الإسلام تكوين أحزابٍ متصارعةٍ ومتناحرةٍ ﴿كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ [المؤمنون: 53]، فقد ذّمّ الله التحزّب والتفرّق في آياتٍ منها: قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ﴾ [الأنعام: 159]، وفي قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ﴾ [آل عمران: 105]، وإنما الإسلام حزب واحد مفلح بنصّ القرآن، قال تعالى: ﴿أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [المجادلة: 22]، وأهلُ الفلاح هم الذين جعل الله لهم لسانَ صِدْقٍ في العالمين، ومقامَ إحسانٍ في العِلِّـيِّين، فساروا على سبيل الرشاد الذي تركنا عليه المصطفى صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم الموصلِ إلى دار الجِنان، بيِّنٌ لا اعوجاجَ فيه ولا انحرافَ قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى البَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِها لاَ يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلاَّ هَالِكٌ»(٦- أخرجه ابن ماجه في «المقدمة» باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين: (43)، والحاكم في «المستدرك»: (331)، وأحمد: (16692)، والطبراني في «الكبير»: (18/247)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه. والحديث حسنه المنذري في «الترغيب والترهيب»: (1/47)، وصححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (937)).
واللهُ سبحانه وتعالى إِذْ سَمَّى في كتابه الكريمِ الرعيلَ الأوَّلَ ﺑ «مسلمين» لأنّ هذه التسميةَ جاءت مطابقةً لما كانوا عليه من التزامهم بالإسلام المصفّى عقيدةً وشريعةً، فلم يكونوا بحاجةٍ إلى تسميةٍ خاصّةٍ إلاّ ما سمّاهم اللهُ به تمييزًا لهم عمّا كان موجودًا في زمانهم من جنس أهل الكفر والضلال، لكن ما أحدثه الناس بعدهم في الإسلام من حوادث وبدع وغيرها ممَّا ليس منه، سلكوا بها طرق الزيغ والضلال، فتفرّق بهم عن سبيل الحقّ وصراطه المستقيم، فاقتضى الحال ودعت الحاجة إلى تسميةٍ مُطابقةٍ لِمَا وَصَفَ به النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم الفرقةَ الناجيةَ بقوله: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي»(٧- أخرجه الترمذي في «الإيمان» باب ما جاء في افتراق هذه الأمة (2641)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه. قال العراقي في «تخريج الإحياء» (3/284) «أسانيدها جياد»، والحديث حسّنه الألباني في «صحيح الجامع» (5343))، ومتميّزة عن سُبُل أهل الأهواء والبدع ليستبين أهل الهدى من أهل الضلال. فكان معنى قوله تعالى: ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ﴾ [الحج: 78]، إنما هو الإسلام الذي شرعه الله لعباده مجرّدًا عن الشركيات والبدعيات، وخاليًا من الحوادث والمنكرات في العقيدة والمنهج، ذلك الإسلام الذي تنتسب إليه السلفية وتلتزم عقيدتَه وشريعتَه وتؤسِّسُ دعوتَها عليه، قال ابن تيمية -رحمه الله-: «لا عيبَ على مَن أظهر مذهبَ السلفِ وانتسبَ إليه واعتزى إليه، بل يجب قَبول ذلك منه باتفاق، فإنّ مذهبَ السلفِ لا يكون إلاّ حقًّا»(٨- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (4/91)).
هذا، وللسلفية ألقابٌ وأسماءٌ يُعرفون بها، تنصب في معنى واحد، فهي تتفق ولا تفترق وتأتلف ولا تختلف، منها: «أصحاب الحديث والأثر» أو «أهل السُّنَّة»، لاشتغالهم بحديث رسولِ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وآثارِ أصحابه الكرام رضي الله عنهم مع العمل على التمييز بين صحيحِها وسقيمها وفهمها وإدراك أحكامها ومعانيها، والعملِ بمقتضاها، والاحتجاجِ بها، وتسمى ﺑ «الفرقة الناجية» لأنّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم قال: «إِن بَني إِسرائيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّة، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلّها في النّارِ إلا مِلَّة واحدة» فقيل له: ما الواحدة؟ قال: «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيومَ وَأَصْحَابي»(٩- أخرجه الحاكم في «المستدرك»: (444)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. قال ابن تيمية رحمه الله في «مجموع الفتاوى» (3/341): «الحديث صحيح مشهور في السنن والمساند»، وحسنه سليم الهلالي في «درء الارتياب عن حديث ما أنا عليه والأصحاب»)، وتسمى -أيضًا- ﺑ «الطائفة المنصورة»، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ»(١٠- سبق تخريجه). وتسمى ﺑ «أهل السُّنَّة والجماعة» لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «يَدُ اللهِ مَعَ الجَمَاعَةِ»(١١- أخرجه الترمذي في «الفتن» باب ما جاء في لزوم الجماعة: (2166)، والحاكم في «المستدرك»: (398)، من حديث ابن عباس رضي الله عنه. وصححه الألباني في «المشكاة»: الهامش رقم (5)، من (1/61))، وقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ إِلاَّ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»(١٢- أخرجه البخاري في «الفتن» باب قول النبي سترون بعدي أمورا تنكرونها: (6646)، ومسلم في «الإمارة» باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن: (4790)، من حديث ابن عباس رضي الله عنه)، وفي قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَّ وَاحِدَةً وَهِيَ الجَمَاعَةُ»(١٣- أخرجه أبو داود في «السنة» باب شرح السنة: (4597)، والحاكم في «المستدرك»: (443)، وأحمد: (16613)، والطبراني في «الكبير»: (19/377)، من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (204))، والمراد بالجماعة هي الموافقةُ للحقّ الذي كانت عليه الجماعةُ الأولى: جماعةُ الصحابة رضي الله عنهم، وهو ما عليه أهلُ العلم والفقه في الدِّين في كلّ زمان، وكلُّ من خالفهم فمعدود من أهلِ الشذوذ والفُرقة وإن كانوا كثرة قال ابن مسعود رضي الله عنه: «إِنَّ جُمْهُورَ النَّاسِ فَارَقُوا الجَمَاعَةَ، وَإِنَّ الجَمَاعَةَ مَا وَافَقَ الحَقَّ وَإِنْ كُنْتَ وَحْدَكَ»(١٤- أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق»: (49/286). وصححه الألباني في «المشكاة»: (1/61))، والنبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وصف الفِرقةَ الناجيةَ بقوله: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي»(١٥- سبق تخريجه)، وهذا التعيين بالوصف يدخل فيه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأصحابُه دخولاً قطعيًّا ولا يختصّ بهم بل هو شاملٌ لكلّ من أتى بأوصاف الفِرقة الناجية إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومن عليها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في معرض تعيين الفرقة الناجية: «وبهذا يتبيّن أنّ أحقّ الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية: أهل الحديث والسنّة، الذين ليس لهم متبوع يتعصّبون له إلاَّ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله، وأعظمهم تمييزًا بين صحيحها وسقيمها، وأئمّتهم فقهاء فيها، وأهل معرفة بمعانيها واتباعًا لها: تصديقًا وعملاً وحبًّا وموالاةً لمن والاها ومعاداة لمن عاداها، الذين يروون المقالات المجملةَ إلى ما جاء به من الكتاب والحكمة، فلا يُنَصِّبُون مقالةً ويجعلونها من أصول دينهم وجُمل كلامهم إن لم تكن ثابتةً فيما جاء به الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بل يجعلون ما بعث به الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه»(١٦- «مجموع الفتاوى لابن تيمية»: (3/347)).
هذا، ولا يعاب التسمي ﺑ «السلفية» أو ﺑ «أهل السنة والجماعة» أو ﺑ «أهل الحديث» أو ﺑ «الفِرقة الناجية» أو «الطائفة المنصورة»؛ لأنه اسم شرعيٌّ استعمله أئمة السلف وأطلقوه بحسَب الموضوع إما في مقابلة «أهل الكلام والفلسفة» أو في مقابلة «المتصوفة والقبوريين والطُّرُقيِّين والخُرافِيِّين» أو تُطلق بالمعنى الشامل في مقابلة «أهل الأهواء والبدع» من الجهمية والرافضة والمعتزلة والخوارج والمرجئة وغيرِهم. لذلك لما سُئل الإمام مالك -رحمه الله- مَن أهلُ السُّنَّة؟ قال: «أهل السُّنَّة الذين ليس لهم لقب يعرفون به لا جهمي ولا قدري ولا رافضي»(١٧- «الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء» لابن عبد البر: (35)، «ترتيب المدارك» للقاضي عياض: (1/172))، ومراده -رحمه الله- أنّ أهل السُّنَّة التزموا الأصلَ الذي كان عليه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأصحابُه، وبقوا متمسّكين بوصيّته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم من غير انتساب إلى شخص أو جماعة، ومن هنا يُعلم أنّ سبب التسمية إنما نشأ بعد الفتنة عند بداية ظهور الفِرق الدينية ليتميّز أهلُ الحقّ من أهل الباطل والضلال، وقد أشار ابنُ سيرين -رحمه الله- إلى هذا المعنى بقوله: «لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعتِ الفتنةُ، قالوا: سمّوا لنا رجالَكم، فيُنظَرُ إلى أهل السُّنَّة فيؤخذ حديثُهم، ويُنظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثُهم»(١٨- رواه مسلم في «مقدمة صحيحه»: (84)، والدارمي في «سننه»: (422))، هذا الأمر الذي دعا العلماءَ الأثباتَ والأئمّةَ الفحولَ إلى تجريد أنفسهم لترتيب الأصول العظمى والقواعدِ الكبرى للاتجاه السلفي والمعتقد القرآني، ومن ثمَّ نسبته إلى السلف الصالح لحسم البدعة، وقطع طريق كلّ مبتدع. قال الأوزاعي -رحمه الله-: «اصبر نفسك على السنّة، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكفّ عمّا كَفُّوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم»(١٩- «الشريعة» للآجري: (58)).
هذا، والسلفية إذ تحارب البدعَ والتعصّبَ المذهبيَّ والتفرّقَ إنما تتشدّد في الحقّ والأخذ بعزائم الأمور والاستنان بالسنن وإحياء المهجورة منها، فهي تؤمن بأنّ الإسلامَ كُلَّه حقٌّ لا بـاطل فيه، وصِدق لا كذب فيه، وَجِدٌّ لا هزل فيه، ولُبٌّ لا قشورَ فيه، بل أحكامُ الشرع وهديُه وأخلاقُه وآدابُه كلُّها من الإسلام سواء مبانيه وأركانه أو مظاهره من: تقصير الثوب وإطالة اللحية والسواك والجلباب، ونحو ذلك كلّها من الدِّين، والله تعالى يأمرنا بخصال الإسلام جميعًا وينهانا عن سلوك طريق الشيطان، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ [البقرة: 208]، وقد ذمَّ الله تعالى بني إسرائيلَ الذين التزموا ببعض ما أُمروا به دون البعض بقوله تعالى: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ﴾ [البقرة: 85]. والحكم المسبق على المعيّن بدخول النار والمنعِ من دخول الجنة بتركه للهدي الظاهري للإسلام ليس من عقيدة أهل السنة لكونه حكمًا عينيًّا استأثر الله به، لا يشاركه فيه غيره، وقد بين الله سبحانه وتعالى أنّ استحقاق الجنة ودخولها إنما يكمن في إخلاص العبادة لله سبحانه واتباع نبيه صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وقد ذمَّ الله تعالى مقالة أهل الكتاب في قوله تعالى: ﴿وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ، بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: 111-112]،
فالسلفيةُ لا تهوِّن من شأن السنّة مهما كانت، فلا تهدر من الشرع شيئًا ولا تهمل أحكامَه، بل تعمل على المحافظة على جميع شرعه: علمًا وعملاً ودعوةً قَصْدَ بيانِ الحقّ وإصلاحِ الفساد، وقد أخبر النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم عن الغرباء: «الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ»(٢٠- أخرجه الطبراني في «الأوسط»: (219)، من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، وأخرجه أبو عمرو الداني في «الفتن»: (25/1)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وصححه الألباني «السلسلة الصحيحة»: (3/267)).
والسلفيةُ ليست بدعوةٍ مُفرِّقة، وإنما دعوة تهدف إلى وحدة المسلمين على التوحيد الخالص، والاجتماع على متابعة الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم والتزكيةِ بالأخلاق الحسنة، والتحلي بالخصال الحميدة، والصدعِ بالحقّ وبيانِه بالحجّة والبرهان، قال تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾ [الكهف: 29]، فقد كان من نتائج المنهج السلفي: اتحاد كلمة أهل السُّنَّة والجماعة بتوحيد ربهم، واجتماعهم باتباع نبيِّهم، واتفاقهم في مسائل الاعتقاد وأبوابه قولاً واحدًا لا يختلف مهما تباعدت عنهم الأمكنة واختلفت عنهم الأزمنة، ويتعاونون مع غيرهم بالتعاون الشرعي الأخوي المبني على البرّ والتقوى والمنضبط بالكتاب والحكمة.

هذا، والسلفية تتبع رسولها في الصدع بكلمة الحقّ ودعوة الناس إلى الدين الحقّ، قال تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل: 44]، والبقاء في البيوت والمساجد من غير تعليم ولا دعوة إخلالٌ ظاهر بواجب الأمانة وتبليغ رسالات الله، وإيصال الخير إلى الناس، قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ﴾ [آل عمران: 187]، فيجب على الداعية أن يدعو إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، يدعو إلى الله بها على علم ويقين وبرهانٍ على نحو ما دعا إليه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، قال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: 108]، والعلم إذا لم يَصْحَبْهُ تصديقٌ ولم يؤازِرْهُ عملٌ وتَقْوَى لا يُسَمَّى بصيرةً، فأهلُ البصيرةِ هم أولوا الألباب كما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾ [الزمر: 18].
ومن منطلق الدعوة إلى الإسلام المصفّى من العوائد والبدع والمحدَثات والمنكرات كان الانتساب إلى «أهل السُّـنَّة والجماعة» أو «السلفية» عِزًّا وشَرَفًا ورمزًا للافتخار وعلامةً على العدالة في الاعتقاد، خاصّةً إذا تجسّد بالعمل الصحيح المؤيَّد بالكتاب والسنّة، لكونها منهج الإسلام في الوحدة والإصلاح والتربية، وإنما العيب والذّمُّ في مخالفة اعتقاد مذهب السلف الصالح، في أي أصل من الأصول، لذلك لم يكن الانتساب إلى السلف بدعةً لفظيةً أو اصطلاحًا كلاميًّا لكنه حقيقة شرعية ذات مدلول محدّد..

وأخيرًا؛ فالسلف الصالح هم صفوة الأمّة وخيرها، وأشدّ الناس فرحًا بسنّة نبيّهم صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأقواهم استشعارًا بنعمة الإسلام وهدايته التي منَّ الله بها عليهم، متمثلين لأمر الله تعالى بالفرح بفضله ورحمته قال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ، قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: 57-58]، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: «الفرح بالعلم والإيمان والسنة دليل على تعظيمه عند صاحبه، ومحبّته له، وإيثاره له على غيره، فإذا فرح العبد بالشيء عند حصوله له على قدر محبّته له ورغبته فيه، فمن ليس له رغبة في الشيء لا يفرحه حصوله له، ولا يحزنه فواتُه، فالفرح تابع للمحبة والرغبة»(٢١- «مدارج السالكين» لابن القيم: (3/158)).

نسأل الله أن يُعزَّ أولياءَه، ويُذِلَّ أعداءَه، ويهديَنا للحقِّ، ويرزقَنا حقَّ العِلم وخيرَه وصوابَ العمل وحُسنَه، فهو حَسْبُنَا ونعم الوكيل، وعليه الاتكال في الحال والمآل، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: 11 جمادى الأولى 1443ﻫ
الموافق ﻟ: 28 ماي 2022م

المصدر




الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

ما انعمها من نعمة ان تنتهج نهج السلف وتنتسب اليهم ولا تخالفهم

حفظ الله الشيخ فركوس ورفع من شئنه

تقبلوا مروري

اختكم هناء




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

الزكاة ركن من أركان الاسلام

تعريف زكاة الفطر :

هي الصدقة التي تخرج عند الفطر من رمضان، وسميت بذلك لأن الفطر هو سببها.

حكمها :

الوجوب , وهي أحد الأركان الخمسة .

دليل الحكم :

ما جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان"، وإجماع المسلمين على ذلك، لأن معنى فرض ألزم وأوجب.

متى فرضت :

في السنة الثانية من الهجرة، في رمضان، قبل العيد بيومين.

حكمة مشروعيتها :

فرضت زكاة الفطر لسببين، هما :

  • طهرة للصائم من اللغو والرفث، فهي تجبر الصوم كما يجبر سجود السهو الزيادة والنقصان في الصلاة.
  • طعمة للمساكين في ذلك اليوم.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "فرض النبي صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للفقراء والمساكين".

على من تجب :

تجب على كل مسلم ومن يعول من المسلمين، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر، أوصاعاً من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس للصلاة".1

شروط وجوب زكاة الفطر :

  • الإسلام .

    – غروب شمس آخر يوم من رمضان، فمن أسلم بعد الغروب، أوتزوج، أوولد له لم تلزمه نفقتهم، وكذلك من مات قبل الغروب.

  • وجود الفضل عن نفقته ونفقة من يعول .

من لم يجد فطرة جميع من تلزمه نفقتهم يبدأ بالآتي :

  • نفسه.
  • ثم زوجه .
    ثم أمه .

    ثم أبيه .
  • ثم ولده الأكبر، ثم الذي يليه .

من لا تجب فطرتهم :

– من يعول من الكفار .

الزوجة الناشز ولو كانت حاملاً .

الجنين في بطن أمه، ولكن استحب بعض أهل العلم إخراج الزكاة عن الجنين وإن لم تكن واجبة لفعل عثمان رضي الله عنه.

مقدراها ومم تخرج :

مقدار زكاة الفطر صاع من غالب طعام الناس، ولا يجوز إخراجها نقداً ولا تجزئ أبداً، وذلك للآتي :

  • لقوله صلى الله عليه وسلم: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر، أوصاعاً من شعير.." الحديث .
  • ولفعله وفعل جميع أصحابه، إذ لم يعلم عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخرج النقود في زكاة الفطر، وهم أعلم الناس بسنته، وأحرص على العمل بها، وأحرص على ما ينفع الناس.

    كانت الدنانير والدراهم موجودة في المدينة في عهد الصحابة ومن بعدهم، وكان الناس أكثر حاجة إليها من اليوم، ومع ذلك لم يخرج الصحابة ومن بعدهم نقوداً.

    لا اجتهاد مع نص صحيح صريح.

  • العبادات توقيفية.

تخرج زكاة الفطر من القوت ، سواء كان حبوباً أوغير حبوب، قال ابن القيم رحمه الله: (فإن كان قوتهم من غير الحبوب كاللبن، واللحم، والسمك، أخرجوا فطرتهم من قوتهم كائناً ما كان).

هذا مذهب العامة من أهل العلم، منهم الأئمة الثلاثة مالك، والشافعي، وأحمد، وأجاز أبو حنيفة إخراجها نقداً، وهذا قول مرجوح مردود بالحديث وبفعل الصحابة، إذ لا عبرة بالخلاف إلا إذا استند على دليل، ورحم الله أبا حنيفة حيث قال: "هذا رأيي، فمن جاءني برأي خير منه قبلته"، ونحن لم نأته برأي، بل بقول من لا ينطق عن الهوى، والله لم يتعبدنا بقول أحد سوى الرسول صلى الله عليه وسلم.

يحتج البعض على جواز إخراجها نقداً ببعض الممارسات الخاطئة، حيث يبيعها بعض من يُعطاها حباً إلى نفس التاجر بنصف القيمة مثلاً، وعلاج ذلك أن يتحرى الإنسان ويجتهد في توصيل زكاته لمن يستفيد منها، ولو أعطيتها لفقير يستحقها وباعها بربع القيمة فقد برئت ذمتك منها.
لا يجوز لأحد أن يتولى جمع زكاة الفطر أوكفارة الإطعام نقداً، لما في ذلك من مخالفة السنة، إلا إذا شاء أن ينوب عن أصحابها في شراء الحبوب أوالطعام وتقسيم ذلك على مستحقيه.

لا ينبغي أخي المسلم أن يكون هدفك من إخراج الزكاة نقداً سرعة التخلص من ذلك، وتنصلك من مسؤولية توصيل الحبوب أوالطعام لمن يستحقه فتفسد عملك.

وقت إخراجها

من غروب شمس آخر يوم من رمضان إلى أن يطلع الإمام لصلاة العيد، ويجوز تقديمها عن ذلك اليوم واليومين، وأجاز أبو حنيفة إخراجها من أول الشهر، وذهب مالك إلى عدم جواز تقديمها مطلقاً كالصلاة قبل وقتها، والراجح ما ذهب إليه الإمام مالك رحمه الله، لأن العبادات توقيفية.

ومن أخرها عن ذلك أخرجها بعد ذلك، مع الإثم.

مصارفها :

هي نفس مصارف الزكاة ، ويجوز أن تدفع لواحد أوتوزع .

ليس لزكاة الفطر نصاب ..

فكل من ملك ما زاد على قوت نفسه ومن يعول فقد وجبت عليه.

وأخيراً اعلم أخي الكريم أن ما لم يكن في ذلك اليوم ديناً فلن يكون اليوم ديناً، فالنقود لم تجزئ في زكاة الفطر في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه، فلن تجزئ اليوم، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وتقبل منا ومنكم الطاعات .

" وكل عام وأنتم بخير "




وين الردود …….




جزاك الله خيرا الجزاء موضوع قيم يهله الكثيرون

بارك الله فيك واحسن اليك

اخص بالذكر والتركيز على

اقتباس:

مقدراها ومم تخرج :

مقدار زكاة الفطر صاع من غالب طعام الناس، ولا يجوز إخراجها نقداً ولا تجزئ أبداً، وذلك للآتي :

  • لقوله صلى الله عليه وسلم: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر، أوصاعاً من شعير.." الحديث .

التي يجهلها الكثيرون




بـارك الله فيك أخ عبدو دائما حاضر و متألق

شكراا على المرور




التصنيفات
العربية والعرب,صرف,نحو,إملاء...إلخ

اكتشف الخط العربي قبل الاسلام مخطوطات وخطوط قديمة

تعليمية تعليمية

طرق هذا الموضوع عدد كبير من الكتاب العرب والمستشرقين الأجانب، وأشار إليه كتابنا العرب القدامى، وكان كل واحد منهم يأخذ ممن سبقه، ويزيد عليه بعض المعلومات التي عثر عليها أو سمع بها.


1- النصوص القديمة المكتشفة:


استأنس المستشرقون بما ذكره الكتاب العرب القدماء، لكنهم لم يعتمدوا عليه كلياً، وإنما كان رائدهم الاعتماد على اللقى الأثرية ودراسة النصوص، ليكون بحثهم موضوعياً.


اكتشف عدد كبير من النصوص القديمة الحميرية والسبئية والثمودية واللحيانية والصفوية التي تنتسب جميعاً إلى الحضارة العربية الجنوبية القديمة، واكتشف أيضاً عدد كبير من النصوص الآرامية والفينيقية والنبطية والتدمرية والسريانية والعبرية… وهي جميعاً تعتبر كتابات سامية شمالية، وعثر على القليل من النقوش العربية التي تعود إلى ما قبل الإسلام، وعددها الآن / 7 / أقدمها من حيث الاكتشاف والتاريخ نقش أم الجمال الأول، ونقش النمارة، وأحدثها اكتشافاً نقش جبل أسيس

تعليمية


لا يعني هذا أنه لا توجد نقوش أخرى من ذلك العهد، ولكن نتمنى أن نعثر على نصوص أخرى ربما أضافت إلى معلوماتنا أشياء جديدة، تفيدنا في التأكد من سير تطور الخط العربي قبل الإسلام.


وقد ذكر مؤرخونا بعض النصوص القديمة، ونحن نعلم أن المعلقات السبع أو العشر كانت مكتوبة ومعلقة في الكعبة، ولكن للأسف لم يصلنا أي وثيقة مكتوبة.


2- تطور الخط العربي:


سادت في النصف الأول من هذا القرن بين العلماء المستشرقين المهتمين بنشأة الخط العربي بناء على المشاهدات فكرة تتلخص:


بأن الخط العربي تطور من الخط النبطي المتأخر، وقد أوردوا الأدلة على ذلك، ولكن ظهرت نظرية جديدة سنة / 1963م / كان زعيمها الأب ميليك والأب ستاركي مفادها أنالخط العربي تطور من الخط السرياني، وقد اعتمدوا في الاتجاه إلى هذا الرأي على النصوص التاريخية القديمة التي ذكرها هشام بن محمد السائب الكلبي والبلاذري وابن النديم وياقوت الحموي، ومن نقل عنهم مثل ابن خلدون والقلقشندي والمقريزي.


عرض ستاركي أمثلة تدل على الشبه بين الخط السرياني الأسطرنجيلي والخط العربي القديم، وكان دليله أن هذه الخطوط العربية القديمة وجدت في بلاد الشام بعد انقراض الدولة النبطية بعدة قرون، واستدل – من أجل تأييد وجهة نظره – على الشبه الظاهري بين الخطين السرياني العربي القديم.


نلخص ما ذهب إليه فيما يلي :


ü بعض الحروف العربية متصلة كالسريانية، بينما النبطية تظل مستقلة.


ü الحروف العربية تنتظم على سطر واحد كالسريانية، بينما الحروف النبطية لا تخضع لهذا الانتظام، فهي تعلو وتنخفض عن السطر.


ü بعض الحروف العربية هي الحروف السريانية نفسها شكلاً ولفظاً : الألف والدال والراء والميم والشين والعين والهاء ذات العقدتين.


ü المصادر التاريخية العربية القديمة تؤيد هذا الاتجاه، فهي تذكر أن العرب تعلموا الخط من الحيرة والأنبار.


نقول بالرغم من وجاهة النظرية الجديدة في بعض النواحي وترحيب بعض الباحثين بها، فإننا لا نستطيع أن ننكر أبداً التأثر الشديد بالخط النبطي المتأخر، فإذا كانت بعض الحروف العربية والسريانية متشابهة، فإنها بعضها أيضاً يتشابه بالمظهر، لكن اللفظ مختلف تماماً; وإن الحروف المتشابهة في الخطين النبطي المتأخر والعربي ظلت في اللفظ واحدة، والتطور نحو التماثل بين الخطين واضح.


أما ما ورد في المصادر التاريخية العربية القديمة عن نشأة الخط، وتعلم العرب الخط من الحيرة والأنبار، فإن أكثره يتكلم عن الخط قبيل الإسلام.


سنرى عند عرضنا النصوص العربية القديمة قبل الإسلام أن كلمات بل جملاً كاملة – هي بشكلها ومعناها ومبناها – عربية خالصة، ذكرت جمل في نقش النمارة الذي يعتبر أقدم نص عربي مكتشف كتبت حروفه بالخط النبطي المتأخر، وبعضها بالخط المتطور، مثل الجملة " فلم يبلغ ملك مبلغه " ربما كان لهذه النظرية وزن قبل اكتشاف كتابة جبل أسيس : هذه الكتابة عربية خالصة، ولكنها مع ذالك لم تخلو من بعض التأثير الطفيف بالخط النبطي، حتى أن التاريخ كتب بالنبطية كما هو الأمر في جميع النصوص المؤرخة، فإذا كانت دولة الأنباط قد انقرضت – حسب ما قال صاحب النظرية – فهل انقرض الشعب النبطي نهائياً، واندثرت ثقافته؟.


3- أثر الخطين النبطي والسرياني:


بالرغم من كل ما ذكر فإننا لا ننكر أيضاً بعض التأثر بالخط السرياني الأسطرنجيلي، لأن هذا التأثر أمر طبيعي ناتج عن اتصال عرب الجزيرة بالعرب الأنباط، وبعرب الحيرة والأنبار، وعرب الشام; ويجب أن لا ننسى أن أصل الخطين النبطي والسرياني واحد، فهما منحدران من الخط الآرامي، وليس من الضروري أبداً أن نتشبث بالأخذ بإحدى النظريتين من أجل وجهة نظر معينة كبيان فضل المسيحية على هذا التطور، وهو أمر لا ننكره أبداً.


ناقش الأستاذ غروهمان هذا الموضوع بالتفصيل في كتابه الأخير، ورجح أن يكون التأثير الأقوى في نشأة الخط العربي وتطوره من الخط النبطي، ونقض كثيراً من مرتكزات نظرية ( ميليك و ستاركي ).


إن ما ذكره المؤرخون العرب القدامى من المعلومات المعقولة لا يعدو أكثره التاريخ القريب من ظهور الإٍسلام، وهي فعلاً جديرة بأن يشار إليها:


قال ابن النديم وهو أكثر الناس تحدثاً عن أصل الكتابة والخط العربي: " أول من كتب بالعربية ثلاثة رجال من بولان، وهي قبيلة; سكنوا الأنبار، وأنهم اجتمعوا فوضعوا حروفاً مقطعة وموصلة، وهم: مُرامِر بن مرة، وأسلم بن سِدْرة، وعامر بن جَدْرَة ".


وقال: " وسئل أهل الحيرة ممن أخذتم العربي فقالوا من أهل الأنبار……".


وقال: " قرأت في كتابة مكة لـ عمر ابن شبه وبخطه: أخبرني قوم من علماء مصر قالوا : الذي كتب هذا العربي الجزم رجل من بني مخلد بن النضر بن كنانة، فكتبت حينئذ العرب ".


هذا النص يلفت النظر، ففيه أولاً: ورود كلمة ( الجزم )، يعني هذا أن العرب اقتطعوا واختزلوا حروف الخط المسند اليمني، واستنبطوا من الأبجدية العربية، لعل ابن خلدون كان أوضح الكتاب العرب في بيان الصلة بين الخط الحميري والخط العربي حينما قال: " وقد كان الخط العربي بالغاً مبالغه من الإحكام والإتقان والجودة في دولة التبابعة، لما بلغت من الحضارة والترف، وهو المسمى بالخط الحميري، وانتقل إلى الحيرة لما كان بها من دولة آل المنذر نسباء التبابعة في العصبية، والمجددين لملك العرب بأرض العراق ….."؟.


يمكن في الواقع أن نعتبر منشأ الخط العربي ناتجاً من تحوير واختزال الخط المسند، وهذا اتجاه ثالث، ويستحق أن يكو نظرية ثالثة في التعرف على أصل الخط العربي.


يبدو أن ابن النديم كان مقتنعاً بهذه الفكرة حتى أنه رسم الحرف المسند، وفي وسطه الحرف العربي، ليبين كيف جزم الحرف العربي من المسند.


وقال ابن النديم أيضاً: " الذي حمل الكتابة إلى قريش بمكة أبو قيس بن عبد مناف بن زهرة، وقد قيل حرب بن أمية ".


4- الكتبة قبل الإسلام:


هذه النصوص إجمالاً تعطينا فكمرة عن أصل الخط العربي وانتقاله وتعلمه في أرض الجزيرة العربية، ومن المفيد أن نورد بعض النصوص الأخرى التي تنير لنا جوانب أخرى من الموضوع :


ذكر لنا ابن النديم نصاً يشير به إلى كتابة عربية قبل الإسلام، ووصفها لنا، وهي مكتوبة بخط عبد المطلب بن هاشم فقال: " … وكان الخط شبه خط النساء …" يريد أن يقول إن الخط كان غير متقن.


ذكر البلاذري نصوصاً هامة نقتطف منها هذه المعلومات الملخصة فيما يلي:


1) الذين يعرفون القراءة والكتابة في الجاهلية عشرة أشخاص (وذكر البلاذري أسمائهم).


2) بشر بن عبد الملك بن عبد الجن الكندي علَّم في الشام ناساً.


3) رجل من طابخة كلب علَّم رجلاً من أهل وادي القرى، فأتى الوادي يتردد، فأقام بها وعلم الخط قوماً من أهلها.


4) الذين يعرفون القراءة والكتابة في فجر الإسلام تبلغ عدتهم أربعين، ومنهم كتاب الوحي، وقد ذكر أسماءهم جميعاً.


ذكر الطبري: قال النسابة هشام ابن محمد بن السائب الكلبي: كنت أستخرج أخبار العرب وأنسابهم وأنساب آل نصر بن ربيعة ومبالغ أعمار من ولي منهم لآل كسرى، وتأريخ نسبهم من كتبهم بالحيرة.


قال ابن جني: ورد أن النعمان ملك الحيرة نسخ أشعار العرب، ودفنها في قصره الأبيض، فلما كان المختار بن أبي عبيد قيل له: إن تحت القصر كنزاً فاحتفره، فأخرج تلك الأشعار.


ذكر الأصفهاني أن زيد بن حماد بنت زيد بن أيوب تولى الكتابة للنعمان الأكبر وذكر أن جماعة من الشعراء كانت تكتب مثل المرقش الأكبر و عبد الله بن الزبعري.


ذكر المفضل الضبي قصة المرقش الأكبر كيف تعلم الكتابة من رجل من أهل الحيرة، فصار يكتب أشعاره.


5- النصوص العربية السبعة:


هذه النصوص القليلة مفيدة من اجل استكمال الصورة عن الخط العربي قبل الإسلام، وسنعرض فيما يلي النصوص العربية السبعة قبل الإسلام:


v كتابة أم الجمال الأولى: تقع أم الجمال إلى جنوبي مدينة بصرى الشام على بعد / 25كم /، نشرها إنو ليتمان مع النصوص النبطية، ولكننا نرى أن النص عربي كتب بالخط النبطي المتأخر، وتبدو فيه ملامح الخط العربي القديم، وفيه كلمات عربية.


هذه الكتابة غير مؤرخة لكننا نستطيع أن نحدد زمنها في الربع الأخير من القرن الثالث الميلادي، لأن جذيمة المذكور في النص هو حتماً جذيمة الأبرش أحد ملوك الحيرة التنوخيين الذي حار زنوبيا ملكة تدمر.


تعليمية


– الشكل 1 –


تفكيك النص: 1- دنه نفشو فهرو


2- بر سلي جديمة


3- ملك تنوخ


تفسير النص: 1- هذا قبر فهر


2- بن سُليْـ[ـم] مربي جذيمة


3- ملك تنوخ


v كتابة النمارة: النمارة قصر صغير من العهد الروماني يقع في الطرف الجنوبي من وادي الشام الجاري بين جبل العرب إلى الشمال الشرقي نحو البادية.


نقشت هذه الكتابة على نحت الباب وهو من الحجر البازلتي، اكتشفته بعثة فرنسية في سفح المنحدر المؤدي إلى الوادي، وذلك في أوائل القرن الحالي، وقد نقل الحجر إلى متحف اللوﭭر في باريس، وحصل متحف دمشق على نسخة جصية من هذه الكتابة، وعرضت النسخة أخيراً في متحف الخط العربي في دمشق ( المدرسة الجقمقية ).


رقمت هذه الكتابة بالخط النبطي المتأخر وبلغة عربية مشوبة بشيء من رواسب الآرامية، وهذا واضح من وضع ( الواو ) في آخر المفردات، وخاصة أسماء الأعلام، يلاحظ أن ( الألف ) تحذف من قلب الأسماء وخاصة أسماء الأعلام.


فكك هذه الكتابة عدد من العلماء، ونقلوا مفهومها إلى لغاتهم، وقد اختلفوا في مفهوم بعض الكلمات، ولذلك رأينا أنه لزاماً علينا أن نسهم في تفكيك النص، فخرجنا بنتيجة مختلفة في الأمور الحساسة التي لها قيمة تاريخية، ونعتقد أننا استطعنا أن نعطي النص مفهوماً واضحاً، وحللنا كثيراً من عقد التي استعصى حلها على من سبقنا.


تعليمية


الشكل 2 –


تفسير النص: أضفنا كلمات من عندنا لتوضيح المعنى وحرفاً لاستكمال


الكلمة الناقصة، ووضعناها بين [ معقودتين ]، كما أضفنا


كلمات تفسيرية بين ( قوسين ).


1- هذا قبر امرئ القيس بن عمرو ملك العرب كلهم الذي حاز التاج.


2- وملك [ عشيرتي ] بني أسد و [ قبيلة ] نزار وملوكهم، وهزم [ قبيلة ] مـ [ ـذـ ] حج القوية, وجا [ء].


3- يزجي في حبج نجران مدينة [ الملك ] شَمِر ( أو شَمَّر )، ومالك [ قبيلة ] معد و [ موضع ] بنان، و [ أطاع ] بنيه.


4- الشعوب، ووكلهم [ الـ ] فـُـرْسُ [ لمجابهة ] [ ا ] لروم . فلم يبلغ ملك مبلغه.


5- قوةً . هنلك سنت 223 يوم سبعة كسلول ليسعد أولاده.


هذا النص مهم جداً من عدة وجوه:


1- من الناحية الباليوغرافية التي تركز على كيفية رسم الحروف وتطورها.

2- من الناحية اللغوية، رأينا كيف يختزل النص الكلمات والحروف، وفيه تقدير وتأخير، وفيه مفردات ميتة، ولكن نلاحظ الجملة السليمة ( فلم يبلغ ملك مبلغه ).


3- من الناحية التاريخية: التاريخ النبطي / 223 / يعادل / 328م / وهو تاريخ وفاة امرئ القيس اللخمي ملك الحيرة الذي علا شأنه في العرب، واستطاع أن ينتصر على بني أسد في نجد، ووصل نفوذه إلى نجران جنوباً، وتغلب على أكبر ملك في الجنوب وهو الملك شمِر.


إن مكان وجود الأثر في بلاد الشام الجنوبية يدل على تقدم عسكري هام إذ طغى ملك الحيرة على حدود بلاد الشام.


v كتابة معبد رم: بقع جبل رم على بعد / 40كم / شرقي العقبة، وقد أجرى التنقيب في المعبد ساﭭيناك و هورسفيلد ونشرا صورة ومستنسخ النصدون أن يقرأاه، وقد عني الأستاذ غروهمان في كتابه الأخير سنة / 1971م / بملاحظة تطور حروف النص من الناحية الباليوغرافية، ولم ينشر تفكيك النص كاملاً، وهنا نحاول تفكيك النص دون التقيد بما ذهب إليه غروهمان:


تعليمية


– الشكل 3 –


تفكيك النص:1- عليو خُلـَيْصي


2- بر مبارك ؟


3- حبيبو عرا أم اللمة سطى وكـ …


تفسير النص:1- علي [ الـ ] ـخُلـَيْصي


2- بن مبارك؟


3- حبيب عزا؟ أم اللمه سطا وكـ [ ـفأ ].


هذا النص يدل على فضيحة حدثت في المنطقة، أريد به التشهير بفاعلها، وهو علي الذي ينتسبإلى خُلـَيْص، وهو حصن بين عسفان وقديد في اليمن أو بين مكة والمدينة اعتدى على شرف امرأة أو سطا على شيء ثمين.


النص غير مؤرخ، حدد غروهمان تاريخه بين / 328م / و / 350م / اعتماداً على رأي ليتمان و نبيهة عبود.


v كتابة أم الجمال الثانية:


تعليمية


– الشكل 4 –


تفكيك وتفسير النص:1- إلهِ غفراً لأثيم ؟


2- بن عبيدة كاتب


3- العبيد أعلى بني


4- عمري ينم عنه من


5- …… ؟.


وجدت هذه الكتابة منقوشة على حجر بازلتي / 62×31سم / في أم الجمال في المبنى الذي يسمى الكنيسة المزدوجة مستعملاً كحجر غشيم، وجد في المنطقة.


النص غير مؤرخ، نشره ليتمان، وقدر تاريخه بالقرن السادس الميلادي، وإذا تأملنا رسم حروفه وخاصة ( الراء ) و ( الدال ) و( الباء ) في أول الكلمة وفي آخرها، وجدنا آثار الخط النبطي المتأخر واضح، بينما النصوص الذي ستأتي بعده ستكون متطورة تماماً، لذا يمكن تأريخه بالقرن الخامس الميلادي أو قبل ذلك بقليل.


بالرغم من وجود اسمين علمين،والثاني ذو مرتبة رفيعة، فإننا لم نهتدي بعد إلى هويتهما.


v كتابة زبد: تقع زبد في سورية الشمالية بين قنسرين والفرات، وقد نقشت هذه الكتابة على نحت باب كنيسة مع كتابة يونانية وأخرى سريانية، الكتابة العربية غير مؤرخة، لكن اليونانية مؤرخة من سنة / 823 / بالتقويم السلوقي الذي يعادل / 512م /، وقد تم حفظ الأثر في متحف بروكسل الخمسيني.


تعليمية


– الشكل 5 –


تفكيك النص: 1- [ بـ ] ـجـ [ ـبـ ] رر الإله شرحو بر ( أو بن ) أمت


منفو و هليا بر ( أو بن ) [ ا ] مر [ ئ ] القيس


2- وشرحو بر ( أو بن ) سعدو وسترو وشـ [ ر ] يحو.


هذا الخط بكتابته قريب جداً من الخط العربي المتطور، ولم يبقى من أثر قديم إلا رسم ( الدال ) في كلمة ( سعدو )، وإضافة ( الواو ) في أخر أسماء الأعلام، وحذف الهمزات من كلمة ( امرئ )،وعدم تمييز ( النون ) من ( الراء ) في كلمة ( بر أو بن ).


جميع الكتابات العربية القديمة وجدت في جنوبي بلاد الشام ما عدا هذه الكتابة التي وجدت في الشمال، إن هذا يدل بوضوح على عروبة بلاد الشام قبل الإسلام.


v كتابة أسيس: جبل أسيس حرة بركانية واسعة تقع شرق دمشق على بعد / 105كم / على خط مستقيم.


أكبر فوهة بركانية قطرها بين / 1.5-2كم / تتشكل فيها بحيرة في موسم الأمطار، ويقوم في الجهة الشرقية قصر بناه الوليد بن عبد الملك / 70×70م / يجمع إلى جواره عدد من الدور الفقيرة وجامع، وتوضع في سفح الجبل من الناحية الجنوبية حي كبير فيه دور جيدة ودور فقيرة.


قامة بعثة ألمانية برئاسة الدكتور كلاوس بريش بالتنقيب في المباني بين سنتي / 1962- 1964م / وقد جاب مع هذه البعثة الدكتور محمد أبو الفرج العش ممثلاً عن المديرية العامة الآثار والمتاحف، المنطقة من أقصاها إلى أقصاها، فوجد منقوشاً على جلاميد الصخر البازلتي عدداً كبيراً من الكتابات الصفوية المحورة من الخط المسند اليمني، ورسوماً حيوانية وإنسانية، وكثيراً من الكتابات العربية من العهد الأموي، بعضها مؤرخ، وكان من ضمن الكتابات الهامة هذه الكتابة، والتي قدر الدكتور أنها تعود إلى ما قبل الإسلام بالرغم أنه لم ينتبه إلى أنها مؤرخة بالتقويم النبطي / 423 / وهو يعادل / 528م /.


وقد لفظ نظره إلى التاريخ بعد النشر الأول الأستاذ الدكتور غروهمان، فأعاد الدكتور محمد نشرها مع تغييره كلمة ( مُسلَّحَهُ ) حسب توجيهه، ولكن عندما نشر الدكتور غروهمان الكتابة سنة / 1971م / في الكتاب الذي أشرنا إليه سابقاً تراجع عما أوحاه إلى الدكتور محمد، وأخطأ في مفهوم النص.


تعليمية


– الشكل 6 –


تفكيك النص: 1- إبراهيم بن مغيرة الأوسي


2- أرسلني الحرث الملك على


3- سليمن مُسَلَّحَهُ سنت


4- 423 ( بالتقويم النبطي ) = / 528 م/.


يعتبر هذا النص أهم وثيقة تبين تكامل الخط العربي سنة / 528م /، وهو بالرغم من أنه أقدم من النص التالي لكنه أكثر وضوحاً وقرباً من الخط العربي في فجر الإسلام.


المعلومات الواردة في هذا النص هامة جداً: إبراهيم بن المغيرة الأوسي أرسله الملك الغساني الحارث بن جبلة المتوفى سنة / 570م / إلى سليمان مُسَلَّحَهُ(أي حاملاً إليه السلاح) سنة / 528م /.


يبدو أن التوتر كان موجوداً بين الحارث الغساني، والمنذر الثالث بن ماء السماء ملك الحيرة، لذا أرسل الحارث السلاح إلى قائده سليمان سنة / 528م / ووقعت الحرب بين الدولتين اللخمية والغسانية سنة / 529م /، فانتصر الحارث، وسمت مرتبته لدى الدولة البيزنطية، فكوفئ ولقب ( فيلارك ) حاكم جميع العرب.


يلفت نظرنا نسبة إبراهيم بن مغيرة إلى الأوس، وهو من أهل يثرب، ويدل هذا النص على أنه يوجد تعاون بين أهل يثرب والملك الغساني ضد اليهود، وسنرى في النص التالي حملة شنت على خيبر سنة / 567م /.


v كتابة حران الجنوبية: وهي حران اللجاة في المنطقة الجنوبية من ديار الشام تقع إلى شمالي جبل العرب.


وجدت الكتابة على نحت باب كنيسة بالعربية إضافة إلى كتابة يونانية هذا نصها " أسس أشرحيل بن ظالم سيد القبيلة مرطول مار يوحنا في سنة أربعمائة وثلاث وستين من الأندقطية الأولى. ليذكر الكاتب ".


تعليمية


– الشكل 7 –


تفكيك النص: 1- أنا شرحيل بن ظلمو (أي ظالم ) بنيت ذا المرطول


2- سنت 463 بالتقويم النبطي = 568م بعد مفسد


3- خيبر


4- بعم ( أي بعام )


تفسير النص: 1-بني المرطول سنة 568م بعد الحرب التي شنت على يهود خيبر بعام أي أن الحرب قامت سنة 567م.


2- الذي أقام الحرب على يهود خيبر هو الحارث بن جبلة ( أبي شَمَّر ) الغساني سنة 528م، وهذا يؤكد التعاون بين الغساسنة وأهل يثرب.


3- يدل النص على أن اليهود في جزيرة العرب قوم غير مرغوب فيهم، يركزون قوتهم في مستعمرة خيبر، ويسببون المشاكل، مما دعا الملك الغساني إلى محاربتهم انتصاراً لبني قومه، وقد أشار ابن قتيبة إلى تلك الحرب فقال: " … وغزا [ الحارث ]خيبر فسبى من أهلها ثم أعتقهم بعدما قدم الشام ".


4- لم تكن هذه الحرب هي الحادث الوحيد، فقد ذكر الدكتور جواد علي حادثاً آخراً مشابهاً بين أبي جُبَيلة عبيد بن مالك ابن سالم الموالي للغساسنة الذي أنجد مالك بن العجلان الخزرجي ضد اليهود في الحجاز.


هذه هي الكتابات العربية السبع قبل الإسلام، ونأمل أن نعثر على مزيد من هذه الكتابات لنستكمل معلوماتنا عن الخط في نشأته.


ومما يجدر ذكره في الخاتمة أن هذه الكتابات يجب أن تحتل صدر الوثائق التاريخية العربية، لما فيها من معلومات تاريخية ثابتة.

تعليمية تعليمية




بحث جميل ورائع




بارك الله فيك




التصنيفات
الشعر والنثر

أبيات فى الزهد والرقائق لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله

أبيات فى الزهد والرقائق لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله

أنــــا الفقـير إلى رب البريــــــــات *- * أنـا المسيكين في مجـموع حـالاتـي .
أنـا الظلوم لنفسي وهي ظالمتــــي *- * والخيـر إن يأتنـا من عنـده يأتــــــي.
لا أستطيع لنفســــي جلب منفعــــة *- * ولا عن النفس لي دفـع المضـــرات.
وليس لي من دونـه مولى يُدبـرني *- * ولا شفيع , إذا حاطت بـي خطيئاتـي.
إلا بإذن مـن الرحـمن خالقنــــــــــا *- * إلى الشفيع , كما قد جاء في الآيــات .
ولست أملك شيئـــاً دونه أبـــــــــداً *- * ولا شريـــــك , أنا في بعـــض ذرات .
ولا ظهير له , كي يستعـــين بـــــه *- * كمـــــا يكــــون لأرباب الولايــــــــات.
والفقر لي وصف ذات , لازم أبــداً *- * كمــــا الغنــــــــى وصـــف لـــــه ذات .
وهذه الحــــال حال الخلق أجمعهـم *- * وكلهـــــم عنــــده عبــد لـــــه آتـــــي
فمن بغى مطلباً من غير خالقـــــــه *- * فهــــو الجهول الظلوم المشرك العاتي

والحمـــد لله ملء الكـــون أجمعــه *- * ما كان منــــه , وما من بعد قد يأتـــي .

الأبيات لشيخ الإسلام ابن تيمية وقالها في سجن قلعة دمشق (القلعة المنصورة)، وقد ذكر ابن القيم في المدارج أن هذا كان في آخر حياته على ظهر رقاع أرسل له عليها قاعدة في التفسير، ولعلها المطبوعة بعنوان أصول التفسير.




اقتباس:
فمن بغى مطلباً من غير خالقـــــــه *- * فهــــو الجهول الظلوم المشرك العاتي

ابيات من ذهب




السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،،

اقتباس:
والحمـــد لله ملء الكـــون أجمعــه *- * ما كان منــــه , وما من بعد قد يأتـــي

بارك الله فيكـِ أخيتي أم همَّام على الأبيات الطيبة ،،،

وفقكـِ الله




التصنيفات
الشعر والنثر

غربة الاسلام


علي أوتار الحياة …. تنسال دموع الحزن
بألحان ممزوجة بمرارة الغربة
تتراقص نغمات أملي علي صفحات الماضي …
مثل عصفور يتراقص من الآلام ..
يحسبه رفاقه يتراقص فراحا…
ينسج من أحلامه أملا للمستقبل …
يعيش بغربة معلنة بأيدي أعداءه …
بل أعيش غريبا بأرض العرب ….
بالأمس كان لي وطن … يحكمه الفاروق ( عمر )
واليوم ابحث عن نفسي بين بقايا الرجال والهمم…
هل عرفتني يا تري .. أم ما زلت تجهلني في هذا الزمن …
أنا الإسلام .. أصبحت غريبا مثل ما كنت…
كما نبأ الرسول بأحاديثه ذو الحكم …
ولكن لم يزل بي أمل … بان أعود لوكري من جديد…
وابني دولة العهد المفقود … وانشر العدل بين الناس والأجناس دون تحديد ولا قيود …
سوف أعود لعهدي المفقود سأعود انتظروني ..




السلام عليكم ورحمة الله

كلام رائع وجميل جدا

شكرا لك اختي

تقبلي مروري المتواضع

اختك هناء




تعليمية




التصنيفات
الخواطر

وردة الاسلام

لقد تنازلت عن اسم الوردة السوداء التي لم تعد تشبهني فصرت وردة الاسلام:

نعم

أنا اِبنةُ الإسلامِ، أرنو للسنا الهادي البديع ِ

أمضي حياتي في صلاتي في سجودي في ركوعي

أنافي ظلال الدين والقرآنِ أحيا في خشوع ِ

وسكينةُ الإيمانِ تَسكنُ خافقي بين الضلوع ِ

أنامَن أذعتُ الحبَّ بالنجوى، فيادنيا أذيعي

نجوايَ تسبيحُ الإلهِ..وبعضُ نجوايَ دموعي

أنا وردةُ الإسلام.. أمَّتْ كلَّ أزهار الربيع ِ

أنا في حيائي والربيع ِطهارةُ الحسنِ الطبيعي

أنا من غرستُ الفجرَ في أعماق روحي بيديّا

أنا في ضفافِ النورِ أمضي رحلتي فوق الثريّا

قد صنتُ بالطهر الحجابَ فصارَ لي حِصناً قويّا

كم ذا أنادي كلَّ أولادي وإخواني: إليّا!

ألا يا أُخيّةُ.. يا أُخيَّ.. ويا بنيّةُ.. يا بُنيّا

هيّا.. لِنقضيَ في سبيل الله ِ دُنيانا سويّا

فحياتُنا نهجُ النبي… وكلُّنا نهوى النبيّا

الحسنُ قلب محمّدٍ.. فالحبُّ أضحى أحمديّا




جزاك الله خيرا أختي الكريمة ..
و الله لا تتخيلين ما مدى السعادة التي أشعر بها لما أصادف أناسا امثالك يسعون و بجد لفعل الخيرات و مساعدة المحتاجين ..
فبارك الله فيك أختي و ثبتك على خطاك هاته ..




في الاخير ..جعل اللله عملك الطيب هذا في ميزان حسناتك ..وفقك الله و سدد خطاك




التصنيفات
طفلي الصغير

كتاب تربية الاولاد في الاسلام

السلام عليكم
اقدم لكم كتاب تربية الاولاد في الاسلام وارجو من المشرفين تثبيت الموضوع لاهميته
صورة الغلاف:

تعليمية

التحميل : http://www.filesin.com/FCECA110155/download.html

شرح التحميل:

تعليمية

تعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

السلفية منهج الاسلام وليست دعوة تحزب وتفرق وفساد

الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعزّ محمد علي فركوس -حفظه الله-

تعليمية

تعليمية

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فقد وردَ على هذا الموقعِ الدعويِّ انتقادٌ آخرُ من النوع الذي قد سبق، يحمل في طيَّاته شبهاتٍ مكذوبةً على الدعوةِ السلفيةِ بأنها دعوةٌ حزبيةٌ مفرِّقةٌ مبتدعة، تجرُّ الفتنَ، وأنّ التغيير لا يحصل بالفتنة، وقد رأيت من المفيد أن أردّ على شبهاته المزعومةِ ومفاهيمِه الباطلة بتوضيحها بالحقّ والبرهان، عملاً بقوله تعالى: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ﴾ [الأنبياء: 18].
[وهذا نصّ انتقاده]:
«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أراسلُكَ وأنا أعلم يقينًا بأنَّ الشيخ فركوس عبدٌ من عباد الله ونحسبُك من المتقين.
1 – إطلاق لفظ السلفية على الفرقة الناجية ألا يُعتبر هذا حزبيةً، وأنت تعلم أنّ القرآن فيه لفظ الإسلام كما قال الله تعالى: ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ [يوسف: 101].
2 – لا أشكّ أنّ كثيرًا من المسلمين يعتقدون أنّ السلفيَّ هو لِحيةٌ وقميص، وماذا عن حالق لحيته ألا يدخل الجنّة حنفي…؟! إنّ اسمَ السلفية فرّقت فأبصر..! ما هو الدليل القاطع على وجوب التسمية للفرقة الناجية؟
إنّ التغيير لا يكون بالدخول في الفتن أي الشبهات، ولو يجلس الشيخ فركوس في مسجده لكان خيرًا له وما النصر إلاّ من عند الله ومن سمَّع سمَّعَ اللهُ به، ﴿مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [يوسف: 90]».
• فأقـول -وبالله التوفيق وعليه التكلان-:
إنّ السلفيةَ تُطلَقُ ويرادُ بها أحد المعنيين:
الأول: مرحلةٌ تاريخيةٌ معيّنةٌ تختصُّ بأهل القرون الثلاثة المفضّلة، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»(١- أخرجه البخاري في «الشهادات» باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد: (2509)، ومسلم في «فضائل الصحابة» باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين…: (6472)، والترمذي في «المناقب» باب ما جاء في فضل من رأى النبي وصحبه: (3859)، وابن حبان في «صحيحه»: (7228)، وأحمد: (5383)، والبزار في «مسنده»: (1777)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه)، وهذه الحِقبة التاريخيةُ لا يصحُّ الانتساب إليها لانتهائها بموت رجالها.
والثاني: الطريقةُ التي كان عليها الصحابةُ والتابعون ومَن تبعهم بإحسان من التمسّك بالكتاب والسُّـنَّة وتقديمهما على ما سواهما، والعمل بهما على مقتضى فهم السلف الصالح، والمراد بهم: الصحابة والتابعون وأتباعهم من أئمّة الهدى ومصابيحِ الدُّجَى، الذين اتفقتِ الأُمَّة على إمامتهم وعدالتهم، وتَلَقَّى المسلمون كلامَهم بالرِّضا والقَبول كالأئمّة الأربعة، والليثِ بنِ سَعْدٍ، والسُّفيانَين، وإبراهيمَ النَّخَعِيِّ، والبخاريِّ، ومسلمٍ وغيرِهم، دون أهلِ الأهواء والبدعِ ممّن رُمي ببدعة أو شهر بلقبٍ غيرِ مرضيٍّ، مثل: الخوارج والروافض والمعتزلة والجبرية وسائر الفرق الضالَّة. وهي بهذا الإطلاق تعدُّ منهاجًا باقيًا إلى قيام الساعة، ويصحّ الانتسابُ إليه إذا ما التُزِمت شروطُهُ وقواعِدُهُ، فالسلفيون هم السائرون على نهجهم المُقْتَفُونَ أثرَهم إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومَن عليها، سواء كانوا فقهاءَ أو محدّثين أو مفسّرين أو غيرَهم، ما دام أنهم قد التزموا بما كان عليه سلفُهم من الاعتقاد الصحيح بالنصّ من الكتاب والسنّة وإجماع الأمّة والتمسّك بموجبها من الأقوال والأعمال لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ»(٢- أخرجه مسلم في «الإمارة» باب قوله لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق..: (4920)، والترمذي في «الفتن» باب ما جاء في الأئمة المضلين: (2229)، وأحمد: (21889)، وسعيد بن منصور في «سننه»: (2372)، من حديث ثوبان رضي الله عنه)، ومن هذا يتبيّن أنّ السلفيةَ ليست دعوةً طائفيةً أو حزبيةً أو عِرقيةً أو مذهبيةً يُنَزَّل فيها المتبوعُ مَنْزِلةَ المعصوم، ويتخذ سبيلاً لجعله دعوة يدعى إليها، ويوالى ويعادى عليها، وإنما تدعو السلفيةُ إلى التمسُّك بوصية رسولِ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم المتمثِّلة في الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة وما اتفقت عليه الأمّة، فهذه أصولٌ معصومة دون ما سواها.
وهذا المنهج الربانيُّ المتكاملُ ليس من الحزبية الضيّقةِ التي فرّقت الأمّةَ وشتّتت شملَها، وإنما هو الإسلام المصفَّى، والطريقُ القويمُ القاصدُ الموصلُ إلى الله، به بعث اللهُ رسلَه وأنزل به كتبَه، وهو الطريقُ البيِّنةُ معالِمُه، المعصومةُ أصولُه، المأمونةُ عواقِبُه؛ أمّا الطرقُ الأخرى المستفتحة من كلّ باب فمسدودة، وأبوابها مغلقة إلاّ من طريق واحد، فإنه متّصلٌ بالله موصولٌ إليه، قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام: 153]، وقال ابنُ مسعودٍ رضي الله عنه: «خطّ لنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم خطَّا ثمّ قال: «هَذَا سَبِيلُ اللهِ» ثم خطّ خطوطًا عن يمينه وشماله، ثمّ قال: «هَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾(٣- أخرجه الدارمي في «سننه»: (206)، وابن حبان في «مقدمة صحيحه» باب الاعتصام بالسنة وما يتعلق بها نقلاً وأمراً وزجراً: (7)، والحاكم في «المستدرك»: (3241)، وأحمد: (4131)، والبزار في «مسنده»: (1718)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. والحديث صححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»: (6/89)، وحسنه الألباني في «المشكاة»: (166))، وقد جاء في «تفسير ابنِ كثيرٍ»(٤- [2/191]): «أنّ رجلاً سأل ابنَ مسعود رضي الله عنه: ما الصراطُ المستقيم؟ قال: تَرَكَنَا محمّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في أدناه وطرفه في الجنة، وعن يمينه جوادٌّ(٥- الجوادُّ: جمع جادّة، وهي معظم الطريق، وأصل الكلمة من جدَدَ. [«النهاية» لابن الأثير: 1/313]) وعن يساره جوادٌّ، ثمّ رجال يدعون من مرَّ بهم، فمن أخذ في تلك الجواد انتهت به إلى النار، ومن أخذ على الصراط انتهى به إلى الجنة، ثمّ قرأ ابن مسعود الآية».
وعليه يُدرك العاقلُ أنه ليس من الإسلام تكوين أحزابٍ متصارعةٍ ومتناحرةٍ ﴿كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ [المؤمنون: 53]، فقد ذّمّ الله التحزّب والتفرّق في آياتٍ منها: قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ﴾ [الأنعام: 159]، وفي قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ﴾ [آل عمران: 105]، وإنما الإسلام حزب واحد مفلح بنصّ القرآن، قال تعالى: ﴿أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [المجادلة: 22]، وأهلُ الفلاح هم الذين جعل الله لهم لسانَ صِدْقٍ في العالمين، ومقامَ إحسانٍ في العِلِّـيِّين، فساروا على سبيل الرشاد الذي تركنا عليه المصطفى صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم الموصلِ إلى دار الجِنان، بيِّنٌ لا اعوجاجَ فيه ولا انحرافَ قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى البَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِها لاَ يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلاَّ هَالِكٌ»(٦- أخرجه ابن ماجه في «المقدمة» باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين: (43)، والحاكم في «المستدرك»: (331)، وأحمد: (16692)، والطبراني في «الكبير»: (18/247)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه. والحديث حسنه المنذري في «الترغيب والترهيب»: (1/47)، وصححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (937)).
واللهُ سبحانه وتعالى إِذْ سَمَّى في كتابه الكريمِ الرعيلَ الأوَّلَ ﺑ «مسلمين» لأنّ هذه التسميةَ جاءت مطابقةً لما كانوا عليه من التزامهم بالإسلام المصفّى عقيدةً وشريعةً، فلم يكونوا بحاجةٍ إلى تسميةٍ خاصّةٍ إلاّ ما سمّاهم اللهُ به تمييزًا لهم عمّا كان موجودًا في زمانهم من جنس أهل الكفر والضلال، لكن ما أحدثه الناس بعدهم في الإسلام من حوادث وبدع وغيرها ممَّا ليس منه، سلكوا بها طرق الزيغ والضلال، فتفرّق بهم عن سبيل الحقّ وصراطه المستقيم، فاقتضى الحال ودعت الحاجة إلى تسميةٍ مُطابقةٍ لِمَا وَصَفَ به النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم الفرقةَ الناجيةَ بقوله: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي»(٧- أخرجه الترمذي في «الإيمان» باب ما جاء في افتراق هذه الأمة (2641)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه. قال العراقي في «تخريج الإحياء» (3/284) «أسانيدها جياد»، والحديث حسّنه الألباني في «صحيح الجامع» (5343))، ومتميّزة عن سُبُل أهل الأهواء والبدع ليستبين أهل الهدى من أهل الضلال. فكان معنى قوله تعالى: ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ﴾ [الحج: 78]، إنما هو الإسلام الذي شرعه الله لعباده مجرّدًا عن الشركيات والبدعيات، وخاليًا من الحوادث والمنكرات في العقيدة والمنهج، ذلك الإسلام الذي تنتسب إليه السلفية وتلتزم عقيدتَه وشريعتَه وتؤسِّسُ دعوتَها عليه، قال ابن تيمية -رحمه الله-: «لا عيبَ على مَن أظهر مذهبَ السلفِ وانتسبَ إليه واعتزى إليه، بل يجب قَبول ذلك منه باتفاق، فإنّ مذهبَ السلفِ لا يكون إلاّ حقًّا»(٨- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (4/91)).
هذا، وللسلفية ألقابٌ وأسماءٌ يُعرفون بها، تنصب في معنى واحد، فهي تتفق ولا تفترق وتأتلف ولا تختلف، منها: «أصحاب الحديث والأثر» أو «أهل السُّنَّة»، لاشتغالهم بحديث رسولِ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وآثارِ أصحابه الكرام رضي الله عنهم مع العمل على التمييز بين صحيحِها وسقيمها وفهمها وإدراك أحكامها ومعانيها، والعملِ بمقتضاها، والاحتجاجِ بها، وتسمى ﺑ «الفرقة الناجية» لأنّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم قال: «إِن بَني إِسرائيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّة، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلّها في النّارِ إلا مِلَّة واحدة» فقيل له: ما الواحدة؟ قال: «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيومَ وَأَصْحَابي»(٩- أخرجه الحاكم في «المستدرك»: (444)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. قال ابن تيمية رحمه الله في «مجموع الفتاوى» (3/341): «الحديث صحيح مشهور في السنن والمساند»، وحسنه سليم الهلالي في «درء الارتياب عن حديث ما أنا عليه والأصحاب»)، وتسمى -أيضًا- ﺑ «الطائفة المنصورة»، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ»(١٠- سبق تخريجه). وتسمى ﺑ «أهل السُّنَّة والجماعة» لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «يَدُ اللهِ مَعَ الجَمَاعَةِ»(١١- أخرجه الترمذي في «الفتن» باب ما جاء في لزوم الجماعة: (2166)، والحاكم في «المستدرك»: (398)، من حديث ابن عباس رضي الله عنه. وصححه الألباني في «المشكاة»: الهامش رقم (5)، من (1/61))، وقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ إِلاَّ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»(١٢- أخرجه البخاري في «الفتن» باب قول النبي سترون بعدي أمورا تنكرونها: (6646)، ومسلم في «الإمارة» باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن: (4790)، من حديث ابن عباس رضي الله عنه)، وفي قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَّ وَاحِدَةً وَهِيَ الجَمَاعَةُ»(١٣- أخرجه أبو داود في «السنة» باب شرح السنة: (4597)، والحاكم في «المستدرك»: (443)، وأحمد: (16613)، والطبراني في «الكبير»: (19/377)، من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (204))، والمراد بالجماعة هي الموافقةُ للحقّ الذي كانت عليه الجماعةُ الأولى: جماعةُ الصحابة رضي الله عنهم، وهو ما عليه أهلُ العلم والفقه في الدِّين في كلّ زمان، وكلُّ من خالفهم فمعدود من أهلِ الشذوذ والفُرقة وإن كانوا كثرة قال ابن مسعود رضي الله عنه: «إِنَّ جُمْهُورَ النَّاسِ فَارَقُوا الجَمَاعَةَ، وَإِنَّ الجَمَاعَةَ مَا وَافَقَ الحَقَّ وَإِنْ كُنْتَ وَحْدَكَ»(١٤- أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق»: (49/286). وصححه الألباني في «المشكاة»: (1/61))، والنبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وصف الفِرقةَ الناجيةَ بقوله: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي»(١٥- سبق تخريجه)، وهذا التعيين بالوصف يدخل فيه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأصحابُه دخولاً قطعيًّا ولا يختصّ بهم بل هو شاملٌ لكلّ من أتى بأوصاف الفِرقة الناجية إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومن عليها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في معرض تعيين الفرقة الناجية: «وبهذا يتبيّن أنّ أحقّ الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية: أهل الحديث والسنّة، الذين ليس لهم متبوع يتعصّبون له إلاَّ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله، وأعظمهم تمييزًا بين صحيحها وسقيمها، وأئمّتهم فقهاء فيها، وأهل معرفة بمعانيها واتباعًا لها: تصديقًا وعملاً وحبًّا وموالاةً لمن والاها ومعاداة لمن عاداها، الذين يروون المقالات المجملةَ إلى ما جاء به من الكتاب والحكمة، فلا يُنَصِّبُون مقالةً ويجعلونها من أصول دينهم وجُمل كلامهم إن لم تكن ثابتةً فيما جاء به الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بل يجعلون ما بعث به الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه»(١٦- «مجموع الفتاوى لابن تيمية»: (3/347)).
هذا، ولا يعاب التسمي ﺑ «السلفية» أو ﺑ «أهل السنة والجماعة» أو ﺑ «أهل الحديث» أو ﺑ «الفِرقة الناجية» أو «الطائفة المنصورة»؛ لأنه اسم شرعيٌّ استعمله أئمة السلف وأطلقوه بحسَب الموضوع إما في مقابلة «أهل الكلام والفلسفة» أو في مقابلة «المتصوفة والقبوريين والطُّرُقيِّين والخُرافِيِّين» أو تُطلق بالمعنى الشامل في مقابلة «أهل الأهواء والبدع» من الجهمية والرافضة والمعتزلة والخوارج والمرجئة وغيرِهم. لذلك لما سُئل الإمام مالك -رحمه الله- مَن أهلُ السُّنَّة؟ قال: «أهل السُّنَّة الذين ليس لهم لقب يعرفون به لا جهمي ولا قدري ولا رافضي»(١٧- «الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء» لابن عبد البر: (35)، «ترتيب المدارك» للقاضي عياض: (1/172))، ومراده -رحمه الله- أنّ أهل السُّنَّة التزموا الأصلَ الذي كان عليه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأصحابُه، وبقوا متمسّكين بوصيّته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم من غير انتساب إلى شخص أو جماعة، ومن هنا يُعلم أنّ سبب التسمية إنما نشأ بعد الفتنة عند بداية ظهور الفِرق الدينية ليتميّز أهلُ الحقّ من أهل الباطل والضلال، وقد أشار ابنُ سيرين -رحمه الله- إلى هذا المعنى بقوله: «لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعتِ الفتنةُ، قالوا: سمّوا لنا رجالَكم، فيُنظَرُ إلى أهل السُّنَّة فيؤخذ حديثُهم، ويُنظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثُهم»(١٨- رواه مسلم في «مقدمة صحيحه»: (84)، والدارمي في «سننه»: (422))، هذا الأمر الذي دعا العلماءَ الأثباتَ والأئمّةَ الفحولَ إلى تجريد أنفسهم لترتيب الأصول العظمى والقواعدِ الكبرى للاتجاه السلفي والمعتقد القرآني، ومن ثمَّ نسبته إلى السلف الصالح لحسم البدعة، وقطع طريق كلّ مبتدع. قال الأوزاعي -رحمه الله-: «اصبر نفسك على السنّة، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكفّ عمّا كَفُّوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم»(١٩- «الشريعة» للآجري: (58)).
هذا، والسلفية إذ تحارب البدعَ والتعصّبَ المذهبيَّ والتفرّقَ إنما تتشدّد في الحقّ والأخذ بعزائم الأمور والاستنان بالسنن وإحياء المهجورة منها، فهي تؤمن بأنّ الإسلامَ كُلَّه حقٌّ لا بـاطل فيه، وصِدق لا كذب فيه، وَجِدٌّ لا هزل فيه، ولُبٌّ لا قشورَ فيه، بل أحكامُ الشرع وهديُه وأخلاقُه وآدابُه كلُّها من الإسلام سواء مبانيه وأركانه أو مظاهره من: تقصير الثوب وإطالة اللحية والسواك والجلباب، ونحو ذلك كلّها من الدِّين، والله تعالى يأمرنا بخصال الإسلام جميعًا وينهانا عن سلوك طريق الشيطان، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ [البقرة: 208]، وقد ذمَّ الله تعالى بني إسرائيلَ الذين التزموا ببعض ما أُمروا به دون البعض بقوله تعالى: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ﴾ [البقرة: 85]. والحكم المسبق على المعيّن بدخول النار والمنعِ من دخول الجنة بتركه للهدي الظاهري للإسلام ليس من عقيدة أهل السنة لكونه حكمًا عينيًّا استأثر الله به، لا يشاركه فيه غيره، وقد بين الله سبحانه وتعالى أنّ استحقاق الجنة ودخولها إنما يكمن في إخلاص العبادة لله سبحانه واتباع نبيه صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وقد ذمَّ الله تعالى مقالة أهل الكتاب في قوله تعالى: ﴿وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ، بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: 111-112]،
فالسلفيةُ لا تهوِّن من شأن السنّة مهما كانت، فلا تهدر من الشرع شيئًا ولا تهمل أحكامَه، بل تعمل على المحافظة على جميع شرعه: علمًا وعملاً ودعوةً قَصْدَ بيانِ الحقّ وإصلاحِ الفساد، وقد أخبر النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم عن الغرباء: «الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ»(٢٠- أخرجه الطبراني في «الأوسط»: (219)، من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، وأخرجه أبو عمرو الداني في «الفتن»: (25/1)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وصححه الألباني «السلسلة الصحيحة»: (3/267)).
والسلفيةُ ليست بدعوةٍ مُفرِّقة، وإنما دعوة تهدف إلى وحدة المسلمين على التوحيد الخالص، والاجتماع على متابعة الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم والتزكيةِ بالأخلاق الحسنة، والتحلي بالخصال الحميدة، والصدعِ بالحقّ وبيانِه بالحجّة والبرهان، قال تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾ [الكهف: 29]، فقد كان من نتائج المنهج السلفي: اتحاد كلمة أهل السُّنَّة والجماعة بتوحيد ربهم، واجتماعهم باتباع نبيِّهم، واتفاقهم في مسائل الاعتقاد وأبوابه قولاً واحدًا لا يختلف مهما تباعدت عنهم الأمكنة واختلفت عنهم الأزمنة، ويتعاونون مع غيرهم بالتعاون الشرعي الأخوي المبني على البرّ والتقوى والمنضبط بالكتاب والحكمة.
هذا، والسلفية تتبع رسولها في الصدع بكلمة الحقّ ودعوة الناس إلى الدين الحقّ، قال تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل: 44]، والبقاء في البيوت والمساجد من غير تعليم ولا دعوة إخلالٌ ظاهر بواجب الأمانة وتبليغ رسالات الله، وإيصال الخير إلى الناس، قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ﴾ [آل عمران: 187]، فيجب على الداعية أن يدعو إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، يدعو إلى الله بها على علم ويقين وبرهانٍ على نحو ما دعا إليه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، قال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: 108]، والعلم إذا لم يَصْحَبْهُ تصديقٌ ولم يؤازِرْهُ عملٌ وتَقْوَى لا يُسَمَّى بصيرةً، فأهلُ البصيرةِ هم أولوا الألباب كما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾ [الزمر: 18].
ومن منطلق الدعوة إلى الإسلام المصفّى من العوائد والبدع والمحدَثات والمنكرات كان الانتساب إلى «أهل السُّـنَّة والجماعة» أو «السلفية» عِزًّا وشَرَفًا ورمزًا للافتخار وعلامةً على العدالة في الاعتقاد، خاصّةً إذا تجسّد بالعمل الصحيح المؤيَّد بالكتاب والسنّة، لكونها منهج الإسلام في الوحدة والإصلاح والتربية، وإنما العيب والذّمُّ في مخالفة اعتقاد مذهب السلف الصالح، في أي أصل من الأصول، لذلك لم يكن الانتساب إلى السلف بدعةً لفظيةً أو اصطلاحًا كلاميًّا لكنه حقيقة شرعية ذات مدلول محدّد..
وأخيرًا؛ فالسلف الصالح هم صفوة الأمّة وخيرها، وأشدّ الناس فرحًا بسنّة نبيّهم صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأقواهم استشعارًا بنعمة الإسلام وهدايته التي منَّ الله بها عليهم، متمثلين لأمر الله تعالى بالفرح بفضله ورحمته قال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ، قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: 57-58]، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: «الفرح بالعلم والإيمان والسنة دليل على تعظيمه عند صاحبه، ومحبّته له، وإيثاره له على غيره، فإذا فرح العبد بالشيء عند حصوله له على قدر محبّته له ورغبته فيه، فمن ليس له رغبة في الشيء لا يفرحه حصوله له، ولا يحزنه فواتُه، فالفرح تابع للمحبة والرغبة»(٢١- «مدارج السالكين» لابن القيم: (3/158)).
نسأل الله أن يُعزَّ أولياءَه، ويُذِلَّ أعداءَه، ويهديَنا للحقِّ، ويرزقَنا حقَّ العِلم وخيرَه وصوابَ العمل وحُسنَه، فهو حَسْبُنَا ونعم الوكيل، وعليه الاتكال في الحال والمآل، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: 11 جمادى الأولى 1443ﻫ

الموافق ﻟ: 28 ماي 2022م

١-أخرجه البخاري في «الشهادات» باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد: (2509)، ومسلم في «فضائل الصحابة» باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين…: (6472)، والترمذي في «المناقب» باب ما جاء في فضل من رأى النبي وصحبه: (3859)، وابن حبان في «صحيحه»: (7228)، وأحمد: (5383)، والبزار في «مسنده»: (1777)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

٢- أخرجه مسلم في «الإمارة» باب قوله لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق..: (4920)، والترمذي في «الفتن» باب ما جاء في الأئمة المضلين: (2229)، وأحمد: (21889)، وسعيد بن منصور في «سننه»: (2372)، من حديث ثوبان رضي الله عنه.

٣- أخرجه الدارمي في «سننه»: (206)، وابن حبان في «مقدمة صحيحه»باب الاعتصام بالسنة وما يتعلق بها نقلاً وأمراً وزجراً: (7)، والحاكم في «المستدرك»: (3241)، وأحمد: (4131)، والبزار في «مسنده»: (1718)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. والحديث صححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»: (6/89)، وحسنه الألباني في «المشكاة»: (166)

٤- [2/191].

٥- الجوادُّ: جمع جادّة، وهي معظم الطريق، وأصل الكلمة من جدَدَ. [«النهاية» لابن الأثير: 1/313].

٦- أخرجه ابن ماجه في «المقدمة» باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين: (43)، والحاكم في «المستدرك»: (331)، وأحمد: (16692)، والطبراني في «الكبير»: (18/247)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه. والحديث حسنه المنذري في «الترغيب والترهيب»: (1/47)، وصححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (937).

٧- أخرجه الترمذي في «الإيمان» باب ما جاء في افتراق هذه الأمة (2641)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه. قال العراقي في «تخريج الإحياء» (3/284) «أسانيدها جياد»، والحديث حسّنه الألباني في «صحيح الجامع» (5343).

٨- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (4/91).

٩- أخرجه الحاكم في «المستدرك»: (444)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. قال ابن تيمية رحمه الله في «مجموع الفتاوى» (3/341): «الحديث صحيح مشهور في السنن والمساند»، وحسنه سليم الهلالي في «درء الارتياب عن حديث ما أنا عليه والأصحاب».

١٠- سبق تخريجه.

١١- أخرجه الترمذي في «الفتن» باب ما جاء في لزوم الجماعة: (2166)، والحاكم في «المستدرك»: (398)، من حديث ابن عباس رضي الله عنه. وصححه الألباني في «المشكاة»: الهامش رقم (5)، من (1/61).

١٢- أخرجه البخاري في «الفتن» باب قول النبي سترون بعدي أمورا تنكرونها:(6646)، ومسلم في «الإمارة» باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن: (4790)، من حديث ابن عباس رضي الله عنه.

١٣- أخرجه أبو داود في «السنة» باب شرح السنة: (4597)، والحاكم في «المستدرك»: (443)، وأحمد: (16613)، والطبراني في «الكبير»: (19/377)، من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (204).

١٤- أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق»: (49/286). وصححه الألباني في «المشكاة»: (1/61).

١٥- سبق تخريجه.

١٦- «مجموع الفتاوى لابن تيمية»: (3/347).

١٧-«الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء» لابن عبد البر: (35)، «ترتيب المدارك» للقاضي عياض: (1/172).

١٨- رواه مسلم في «مقدمة صحيحه»: (84)، والدارمي في «سننه»: (422).

١٩- «الشريعة» للآجري: (58).

٢٠- أخرجه الطبراني في «الأوسط»: (219)، من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، وأخرجه أبو عمرو الداني في «الفتن»: (25/1)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وصححه الألباني «السلسلة الصحيحة»: (3/267).

٢١- «مدارج السالكين» لابن القيم: (3/158).

.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.
.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة، أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.
.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.
جميع الحقوق محفوظة (1424ھ/2004م – 1443ھ




التصنيفات
الحياة الزوجية

اليك درة الاسلام كيف تكونين حبيبة زوجك؟؟

تعليمية كيف تكونين حبيبة زوجك تعليمية

إن الرجل عندما يتزوج من فتاة يتمنى منها أن تكون أنثى، لذلك، فانالمطلوب أن تكوني أنثى بمعنى الأنوثة ولن تكوني كذلك إذا نافسته في حمل الأثقال،والجلوس على المكتب في المتجر والمصنع لانك عند ذلك تفقدين رقتك وجاذبيتك، فإذاأردت أن تكوني موفقة في حياتك الزوجية فاعطي الأولوية للعلاقة التي بينك وبين زوجكثم لعملك الخاص.
ثم أذكرك بخصال تحببك إلى زوجك متى تخلقت بها فلا تنسي أنزوجك ينتظر منك دائما أن تكوني:

1- مهتمة بأنوثتك.

2- مهتمة به هوقبل اهتمامك بنفسك.

3- منطقية في طلباتك فلا تكوني تلك المرأة التي لا تريدإلا الزوج، وإذا حصلت عليه أرادت كل شيء. وأنني أحذرك من أن ترهقي زوجك بتكليفمادية لا يطيقها فيبقى ابد الدهر جوازه مرهونا لدى البنوك.
إن المرأةالعاقلة تتزوج الرجل ولا تتزوج المال أو المظاهر مثل السيارة الفاخرة أو جولات فيأوروبا كل عام وقد قيل : إن الفتاة العاقلة هي التي تتزوج رجلا لا رصيد له فيالبنك، بدلا من تتزوج رصيدا بلا رجل.

4- لا تختلقين له ما يكدر صفوهفكثيرون من الأزواج يهجرون زوجاتهم وان كن جميلات تخلصا من جو النكد.

5- تبحثين عن عيوبك فتصلحينها ولا تبحثين عن عيوبه.

6- ترضين بما قسم الله لك.


7- لا تكونين متكبرة فان الكبر يبغضك إلى زوجك، وقد روي أن إحدى الملكاتتسمى فكتوريا أحبت رجلا من عامة الشعب وبعدما ارتبطت به جاءته يوما تطرق بابه فقال: من بالباب؟ قالت: أنا الملكة فكتوريا، قال: لا اعرف أحدا من الملكات، فقالت أناحبيبتك فكتوريا، فقال: الآن عرفتك فادخلي يا حبيبتي.

8- لا تمدين عينيك إلىرجل غيره فان الرجل غيور بطبعه لا يرضى من زوجته أن تحادث أحدا إلا بإذنه، ولاتتزيني إلا له وقد قال عليه الصلاة والسلام: لا يحل لامرأة تؤمن بالله أن تأذن فيبيت زوجها وهو كاره ولا تخرج وهو كاره، ولا تطيع فيه أحدا ولا تعتزل فراشه، ولاتضربه فان كان أظلم فلتأته حتى ترضيه "، ويقول :" أيضا إذا تطيبت المرأة لغير زوجهافإنما هو نار وشنار ".
ويروى أن أحد المشايخ زوج ابنته لاحد طلبته ثم ليلةالدخول اخبره بان ابنته عمياء بكماء صماء فكاد الرجل أن يغمى عليه، لكنه رضي بماقسم الله له ولا سيما أن الشيخ لم يطالبه بدرهم، فلما دخل عليها وكشف عنها وجدها مناجمل النساء وجها وعيونا وسمعا فتعجب وعندما اخبرها بما قاله أبوها قالت لقد صدقأبي إنني عمياء بكماء صماء عن الحرام فلا انظر إلا إليك ولا اسمع إلا كلامك ولاأتكلم إلا معك فحمدا لله عز وجل وقبل رأسها.

-للأمانة هو منقول من احدى الأخوات




بارك الله فيكم وسدد خطاكم وجعلكم من اهل الجنة ومن الطيبن يارب العالمين




جزاكِ الله خيرًا

بالتوفيق إن شاء الله




*وفيك بارك الله أختي في الله هناء ولك بالمثل وأحسن وأسعدك الرحمن في الأولى والآخرة ان شاء الله

*وخيرا جزاك الرحمن أخيتي في الله أم عبيد الله الأثرية وجزاك الله من خيري الدنيا والآخرة




شكرا و بارك الله فيك ..على الموضوع القيم




العفو أخي في الله يحي24 ووفيك بارك الله
جزيت الفردوس ان شاء الرحمن على ردك الطيب مشكور




السلام عليكم و رحمة الله و بركآته
باركـ الله فيكـ و نفـ ع بكـ على الجلب الطيب
تقبلي مروري و تحيتي