التصنيفات
اسلاميات عامة

أصْلَحَكَ الله / سُكَينة بنت الشيخ الألباني

بسم الله الرحمٰن الرحيم

أصْلَحَكَ الله


حُقَّ لمَن عرف معنى إصلاحِ اللهِ عَبْدَه أنْ يفرَحَ إذا قيل له: أصلحك الله! ويُبادِرَها بـ: "آمين"…

1 ـ فالصلاح المرجوّ يشمل:

صلاح الأعمال:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ..} (الأحزاب: 70 و71)
"قال ابن عباس: يَتَقَبَّلْ حَسَناتكم. وقال مقاتل: يُزَكِّ أعمالكم". "تفسير البغوي" (6/ 379).
وإصلاح الأعمال يكون بـ:
· "قبولها
· حفظها عما يفسدها
· وحفظ ثوابها
· ومضاعفته"
"تيسير الكريم الرحمن" ص673 ، بتصرف يسير.

صلاح البال:

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} (محمد: 2)

قال الإمام الطبري رحمه الله:

" وأصلح شأنهم وحالهم في الدنيا عند أوليائه، وفي الآخرة بأن أورثهم نعيم الأبد والخلود الدائم في جنانه". "جامع البيان" (22/ 151)
"صلاح البال: أي: صلاح:

· الدين
· والدنيا
· والقلوب
· والأعمال
· وإصلاح الثواب بـ:
تنميته وتزكيته.
· وإصلاح جميع الأحوال".

مستفاد مِن "تيسير الكريم الرحمن" ص784

{سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ} (محمد : 5)

قال الشيخ السعدي رحمه الله:

"أي:
· حالهم
· وأمورهم
· وثوابهم؛ يكون صالحًا كاملاً، لا نكد فيه، ولا تنغيص بوجهٍ مِن الوجوه".

"تيسير الكريم الرحمن" ص 785

صلاح الدين والدنيا والآخرة:

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:
(اللَّهُمَّ!
أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي،

وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي،
وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي،
وَاجْعَلْ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ،
وَاجْعَلْ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ )

رواه الإمام مسلم: (كِتَاب الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ/ 2720)

قال العلامةُ العثيمين -رَحِمَهُ اللهُ- في شرح "رياض الصالحين" (6/ 26 – 30):

"بدأ بالدِّين: «أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي» الذي به:

§ يعتصم الإنسان مِن الشر
§ ويعتصم مِن الأعداء.
لأنه كلما صلح الدين؛ اعتصم الإنسانُ به مِن كل شرٍّ.

وصلاحُ الدِّين يكون بـ:

· الإخلاص لله.
· والمتابعة لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

فمَن أشرك بالله؛ فدِينُه غيرُ صالح، مَن صلىٰ رياءً أو تصدَّق رياءً أو صام رياءً أو قرأ القرآنَ رياءَ أو ذَكر اللهَ رياءً أو طَلَبَ العلمَ رياءً أو جاهد رياءً؛ فكلُّ هذا عَمَلُه غيرُ صالح -والعياذ بالله-، وهو مردودٌ عليه؛ لقولِ الله تعالى في الحديث القدسي:
«أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ».
كذلك المبتدِع؛ لا عصمة له، فليس معصومًا مِن الشر، بل الذي وقع فيه هو الشر، قال الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ».

فالمبتدع وإنْ ذَكَر اللهَ، وإنْ سبّح وإنْ حمد، وإن صلَّى على وجهٍ ليس بمشروع؛ فعمله مردود عليه، قد يزين الشيطان للإنسان عبادةً فيَلين قلبُه ويخشع ويبكي، ولكنّ ذلك لا ينفعه إذا كان بدعة، بل هو مردود عليه، ألم ترَ إلى النصارى يَأتون الكنيسةَ ويَبكون ويخشعون أشدَّ مِن خشوع بعض المسلمين، ومع ذلك؛ لا ينفعهم هذا، لأنهم على ضلالة؟ كذلك أهل البدع؛ نجد مثلاً مِن أهل البدع -ولاسيما الصوفية- نجد عندهم أذكارًا كثيرة يذكرون الله ويبكون ويخشعون وتلين قلوبهم، لكنَّ هذا كله لا ينفعهم، لأنه على غير شرع الله، قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ؛ فَهُوَ رَدٌّ» مردود عليه، وقال:
«مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا؛ فَهُوَ رَدٌّ».

«أَصْلِحْ لِي دِينِي» يعني: اجعله صالحًا بأن يكون خالصًا صوابًا. وقوله:
«هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي» يعني الذي أعتصم به مِن الشر والفتن وغير ذلك.
«وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي» الدنيا معاش؛ تُقِيم فيها أو تَسكن فيها إلى أن تموت، ولكنها ليست دار قرار، وأين الذين استقروا فيها؟! أين الملوك وأبناء الملوك؟! أين الأغنياء أين الأثرياء أين الفقراء أين الأسياد؟!! كلُّهم ذهبوا فصاروا أحاديث، وأنت في يوم مِن الأيام ستكون أحاديث، قال الشاعر الحكيم:

بينا يُرى الإنسانُ فيها مُخبِرا * حتى يُرى خَبَرا مِن الأخبار

هو الآن مخبِر، يقول: صار كذا وصار كذا، ومات فلان وولد فلان، ولكنه سوف يكون هو خبرًا مِن الأخبار، نحن الآن نتحدَّث عن مشايخنا عن زملائنا عن إخواننا عن آبائنا؛ خبرًا مِن الأخبار، كأن لم يوجد بالدنيا، كأنهم أحلام! وهكذا أنت أيضًا، فالدنيا معاش فقط، وليست قرارًا، ولكنها إنْ وُفِّق الإنسانُ فيها إلى العمل الصالح، وجَعلها منفعةً للآخرة؛ فيا حبذا! وإن كانت الأخرى، وصار يعمل للدنيا لا للآخرة؛ خسر الدنيا والآخرة، والعياذ بالله، ولهذا قال:
«الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي» فقط، معاش يعيش الإنسان ثم يتركها.
«وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي» الآخرة هي التي إليها المعاد، ولا مفرَّ منها، قال الله تعالى في كتابه:
{قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ}
(الواقعة: 49 و 50)، الأوَّلون والآخرون كلهم سوف يجمعهم الله عَزَّ وَجَلَّ في صعيدٍ واحد يوم القيامة، يسمعهم الداعي وينفذهم البصر. وقال الله تبارك وتعالى:
{ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ * وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ} (هود: 103 و 104) {لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ}، ما قال: "لأجل ممدود"، {مَّعْدُودٍ}، يُعدُّ عَدًّا، لكن كله يفنى سريعًا حال اليوم الذي هو معادُ كلِّ واحد، كل واحد معاده إلى يوم القيامة، والشاعر الحكيم يقول:

كلُّ ابنِ أُنثى وإن طالت سلامتُه … يومًا على آلةٍ حَدْباء محمولُ

كلنا سنُحمَل على النعش مهما طالت بنا الحياة، أو نحترق فتأكلنا النار، أو نموت في فلاة مِن الأرض فتأكلنا السباع، أو في البحر فتأكلنا الحيتان، لا ندري المهم أنّ كلَّ إنسان معادُه إلى الآخرة، ولهذا قال: « وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي»
وصلاح الآخرة: أن الله تعالى ينجيك مِن عذاب النار، ويدخلك الجنة، نسأل الله أن يصلح لي ولكم الآخرة.

«وَاجْعَلْ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ» الإنسان إذا وُفِّق في هذه الحياة وصار يزداد خيرًا، كل يوم يكتسب عملاً صالحًا ويحسّ ذلك بنفسه، وتجده يفرح إذا عمل عملاً صالحًا ويقول: {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ} (الأعراف: 43)، كل يوم يزداد؛ يصلي، يُسبِّح، يقرأ، يأمر بالمعروف، ينهى عن المنكر، يلقى أخاه بوجه طلق.. إلى آخره، خيرات كثيرة، فكلما ازداد الإنسان في حياته خيرًا؛ كانت حياته خيرًا، ولهذا؛ في الحديث: «خيرُكم مَن طال عمرُه، وحَسُنَ عملُه»[1].

«وَاجْعَلْ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ» الموت: فَقْدُ الحياة، لكن دعا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يَجعل اللهُ الموتَ له راحةً مِن كل شر؛ لأن الإنسان لا يدري ما يصيبه في هذه الدنيا؟ قد يبقى في الدنيا طويلاً لكنه ينتكس -والعياذ بالله- يَفسد دينُه، قد يبقى في الدنيا وتحدث فتن عظيمة يتعب فيها، يقول: ليت أمي لم تلدني، {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيًّا} (مريم: 23)، يجد فتنًا عظيمة، لكن قد يكون الموت الذي عجّله الله له راحةً له مِن كلّ شرّ، ولهذا؛ كان الرسول يدعو بهذا الدعاء: «واجعل الموت راحة لي مِن كل شر».

فعليك -يا أخي المسلم!- بهذا الدعاء: «اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي وَاجْعَلْ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلْ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ»" اﻫ.
صلاح الشأن كله:

عن أنس بن مالك رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لفاطمة رَضِيَ اللهُ عَنْها:

«ما يَمْنعُكِ أنْ تَسْمَعي ما أُوصِيكِ بِهِ؛ أنْ تَقُولِي إذا أَصْبَحْتِ وإذا أَمْسَيْتِ: يا حَيُّ! يا قَيُّومُ! بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، وأَصْلِحْ لي شَأني كُلَّهُ، ولا تَكِلْني إلى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أبدًا».
رواه ابن السني وغيره، وحسّنه أبي رحمه الله في "السلسلة الصحيحة" (227)

2ـ طلبُ الإصلاح؛ وصيةُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَسَلَّمَ:

ودليلُه حديث أنس السابق؛ ففيه: « ما يَمْنعُكِ أنْ تَسْمَعي ما أُوصيك به» وقد علّق عليه الشيخ عطية سالم -رحمه الله- في "شرح الأربعين النووية" (الحديث السادس عشر):
"ووصية الرسول لفاطمة أخص من وصية أي والد لولده؛ لأن الوالد هنا ليس ككل الوالدين، والولد ليس ككل الأولاد، وقد قال: «فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي»[2]" اﻫ.
وقال الشيخ العلامة السعدي في "الوسائل المفيدة للحياة السعيدة" ص19 و20:

"ومن الأسباب الموجِبة للسرور وزوال الهم والغم:

السعيُ في :

§ إزالةِ الأسباب الجالبة للهموم، وفي:
§ تحصيلِ الأسباب الجالبة للسرور.
وذلك بـ:
· نسيانِ ما مضى عليه من المكارِه التي لا يمكنه ردُّها.
· ومعرفتِه أنَّ اشتغالَ فِكرِه فيها مِن باب العَبث والمحال، وأنَّ ذلك حمق وجنون، فيجاهد قلبَه عن:

o التفكرِ فيها. وكذلك يجاهد قلبَه عن:
o قَلَقِه لِمَا يَستقبله، مما يتوهَّمُه مِن فقر أو خوف أو غيرهما مِن المكاره التي يتخيَّلُها في مستقبل حياته.

فيعلم أن الأمور المستقبلة مجهولٌ ما يَقع فيها مِن خير وشر وآمال وآلام، وأنها بيد العزيز الحكيم، ليس بيد العباد منها شيءٌ إلا السعي في تحصيل خيراتها، ودفع مضراتها، ويعلم العبد أنه إذا صرف فكره عن قلقه من أجل مستقبل أمره، واتكل على ربه في إصلاحه، واطمأن إليه في ذلك، إذا فعل ذٰلك؛ اطمأن قلبُه، وصلحت أحوالُه، وزال عنه همُّه وقلقُه.

ومِن أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الأمور :

استعمالُ هذا الدعاء الذي كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو به: "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كل شر".
وكذلك قوله: "اللهم! رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت". فإذا لهج العبدُ بهذا الدعاء الذي فيه صلاح مستقبله الديني والدنيوي بقلب حاضر، ونية صادقة، مع اجتهاده فيما يحقق ذٰلك؛ حقق الله له ما دعاه ورجاه وعمل له، وانقلب همه فرحاً وسرورًا" اﻫ .

3ـ وهو مما خوطب به الصالحون:

وأمثلةُ هذا كثيرة، منها:
روى الإمامُ البخاري في "صحيحه" (كِتَاب الْفِتَنِ/ بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أُمُورًا تُنْكِرُونَهَا/ 7055):
"عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ قُلْنَا: أَصْلَحَكَ اللَّهُ حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ….."

قال الحافظ في "الفتح" (13/ 7):
"(أَصْلَحَك اللَّه) يَحْتَمِل أَنَّهُ أَرَادَ الدُّعَاء لَهُ بِالصَّلَاحِ فِي جِسْمه لِيُعَافَىٰ مِنْ مَرَضه، أَوْ أَعَمّ مِنْ ذَلِكَ، وَهِيَ كَلِمَة اِعْتَادُوهَا عِنْدَ اِفْتِتَاح الطَّلَب" اﻫ.
وروى الإمام البخاري في "الأدب المفرد" (1166) – وصحح الوالدُ إسناده-:
عن سعيد المقبري قال: مررتُ على ابنِ عُمَرَ ومعه رَجُلٌ يَتحدَّث، فقُمتُ إليهما، فَلَطَم في صَدْرِي، فقال: "إذا وجدتَ اثنين يتحدّثان؛ فلا تَقُمْ مَعهما، ولا تَجْلِسْ معهما، حتى تَسْتَأذِنَهما". فقلتُ:
أَصْلَحَكَ اللهُ يا أبا عبدِ الرحمن! إنما رَجُوتُ أن أَسْمَع مِنكُما خَيرًا.
وروى الإمامُ مسلم في "صحيحه" (كِتَاب الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَالْآدَابِ/ 2552):
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَعْرَابِ لَقِيَهُ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ، وَحَمَلَهُ عَلَى حِمَارٍ كَانَ يَرْكَبُهُ، وَأَعْطَاهُ عِمَامَةً كَانَتْ عَلَى رَأْسِهِ، فَقَالَ ابْنُ دِينَارٍ: فَقُلْنَا لَهُ:
أَصْلَحَكَ اللَّهُ، إِنَّهُمْ الأَعْرَابُ، وَإِنَّهُمْ يَرْضَوْنَ بِالْيَسِيرِ! فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ:
إِنَّ أَبَا هَذَا كَانَ وُدًّا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ».

الخلاصة:

أن الدعاءَ للنفْس بالإصلاح؛ خَيرٌ وسُنّة –وَفْقَ الألفاظ الواردة-، وفيه التماسُ أعلى المطالِب، وأنَّ الدعاءَ لِلغير به هو مِن حُبِّ الخيرِ لهم، وهذا مِن كمال الإيمان.
هٰذا. والله أعلم.
كتبتْه: سُكَينة الألبانية
أَصلحها الله

~~~**~~~**~~~***~~***~~~* *~~~**~~~

[1] – يُنظر "صحيح الترغيب والترهيب" (3364)، و "سلسلة الأحاديث الصحيحة" تحت (1836).
[2] – متفق عليه.




اللهم أصلحنا و أصلح لنا ديننا و آخرتنا و دنيانا .
تعليمية




اللهم اهدهم واهدينا شكرا لك ننتضر جديدك




التصنيفات
الفقه واصوله

[تحقيق] مشروعية رد السلام في الصلاة بالإشارة بالرأس فائدة عزيزة من الشيخ الألباني رحم

[تحقيق] مشروعية رد السلام في الصلاة بالإشارة بالرأس فائدة عزيزة من الشيخ الألباني رحمه الله

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
هذه فائدة طيبة من الشيخ الالباني رحمه الله حول مسألة رد السلام في الصلاة بالإشارة بالرأس
السائل
ذكرت أن الرسول صلى الله عليه وسلم في بداية الأمر أشار برأسه ثم في الحديث التاني أشار بيده هل نفهم أن الإشارة بالرأس منسوخه أو بقية على الأصل…؟
الشيخ الألباني رحمه الله يجيب
لا ليس هناك نسخ
النسخ كما لا يخفى على طلاب العلم من أمثالنا يكون عند وجود التعارض أما حينما لا يكون هناك تعارض وإنما هو كما يقول ابن تيمية رحمه الله هذا من اختلاف التنوع وليس من اختلاف التضاد بل أنا أقول إن هذا التنويع الذي شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم في رد السلام في الصلاة فيه حكمه بالغة لأن الإشارة بالرأس ألطف وأليق بالمصلي الذي قد أُمر بقوله عليه السلام كما في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال كنا إذا صلينا وراء النبي صلى الله عليه وسلم وسلمنا أشرنا بأيدينا فقال لهم عليه الصلاة والسلام مالي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شُمس في رواية وهذا الذي بيهمنا الأن أسكنوا في الصلاة فمعنى الرواية إنما يكفي أحدكم إذا سلم على أخيه أن يلتفت يمينًا ويقول السلام عليكم ورحمة الله ويسارًا السلام عليكم ورحمة الله لكن الرواية الأخر هي الشاهد أسكنوا في الصلاة أي لا تتعاطوا في الصلاة حركات لا تليق ولا تتناسب مع الخشوع والسكون في الصلاة أسكنوا في الصلاة وحينئد فمن القواعد الشرعية أن المسلم إذا أظطر أو كان بحاجة ما أن يأتي بحركة ما وهو قائم بين يدي الله تبارك وتعالى فينبغي أن يأتي بأقل من الحركة مما يحقق له قصده ورغبته
وأنا أتصور الأن أن رجلا يصلي أقبل الرجل إليه من القبلة وقال السلام عليكم ما في داعي يعمل هيك بالمروحه يرفع يده وإنما إشارة بالرأس وانتهى الأمر
كما أنه العكس تماما إذا دخل الرجل من وراء الصفوف وقال السلام عليكم ما يكفي ما يرفع أيده ويعمل هيك ,,, بيرفع للعلم حتى يفهم أن السلام وقع في محله مشروعا ونحن قد أجبناك عنه برفع الإشارة المعبرة والمفصحه فإذًا لكل من السنتين الفعلتين وهي الإشارة بالرأس والإشارة باليد محلها المناسب للصلاة
من هنا للإستماع

الأخ :أبوحذيفة كمال

شبكة سحاب السلفية

منقول لتعم للفائدة والاجر




أجزل الله لكِ المثوبة




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
اسلاميات عامة

جديد سلسلة جامع تراث العلامة الألباني في العقيدة جاهزة للتحميل

تعليمية

سلسلة جامع تراث العلامة الألباني في العقيدة جاهزة للتحميل

تعليمية

موسوعة العلامة الإمام مجدد العصر محمد ناصر الدين الألباني
"موسوعة تحتوي على أكثر من (50) عملاً ودراسة حول العلامة الألباني وتراثه الخالد"

العمل الأول
سلسلة جامع تراث العلامة الألباني في العقيدة
"تحتوي على ما يقارب ألفي مسألة وفائدة عقدية مستخرجة من تراث العلامة الألباني بعناية"
تم اضافة (سلسلة جامع تراث العلامة الألباني في العقيدة)

لجامعها: شادي بن محمد بن سالم آل نعمان،

جمع فيها ما يقارب ألفي مسألة

وفائدة عقدية مستخرجة

من تراث العلامة الألباني،

ويمكن تحميل السلسلة بثلاث صيغ

(بي دي اف، ورد، والموسوعة الشاملة)

من الروابط أدناه.

تعليمية

سلسلة جامع تراث العلامة الألباني في العقيدة، لجامعها: شادي بن محمد بن سالم آل نعمان – صيغة ورد
الرابط الاول jamma_albany_aqida_doc.zi p – 8.7 MB
اوالرابط التانيjamma_albany_aqida_doc.zi p – 8.7 MB

سلسلة جامع تراث العلامة الألباني في العقيدة، لجامعها: شادي بن محمد بن سالم آل نعمان – صيغة بي دي اف
الرابط الاول jamma_albany_aqida_pdf.
اوالرابط التانيjamma_albany_aqida_pdf.zi p – 49.7 MB

سلسلة جامع تراث العلامة الألباني في العقيدة، لجامعها: شادي بن محمد بن سالم آل نعمان – صيغة الموسوعة الشاملة
الرابط الاول jamma_albany_aqida_bok.zi p –
اوالرابط التانيjamma_albany_aqida_bok.zi p –

لا تنسوا التقييم والردود

تعليمية




التصنيفات
الفقه واصوله

[مقتطف] كتب في الفقه وأصوله ينصح بها الشيخ الألباني

[مقتطف] كتب في الفقه وأصوله ينصح بها الشيخ الألباني

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين . والصلاة والسلام على نبينا الأمين . محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
فهذه فوائد عزيزة للعلامة الألباني رحمه الله حول كتب في الفقه وأصوله

الملفات المرفقة تعليمية الكتب الفقهية – 1.zip‏ (577.3 كيلوبايت) تعليمية الكتب الفقهية – 2.zip‏ (783.9 كيلوبايت)

منقول لتعم للفائدة والاجر




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق