التصنيفات
العقيدة الاسلامية

اسم الله الأعظم للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله

تعليمية تعليمية
اسم الله الأعظم…. للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله

[اسم الله الأعظم]


سئلت عن الاسم الأعظم من أسماء الله الحسنى: هل هو اسم معيَّن معروف أو اسم غير معين ولا معروف؟

الجواب: بعض الناس يظن أن الاسم الأعظم من أسماء الله
الحسنى اسم لا يعرفه إلا من خصه الله بكرامة خارقة للعادة، وهذا ظن خطأ؛ فإن الله تبارك وتعالى حثَّنا على معرفة أسمائه وصفاته،
وأثنى على من عرفها، وتفقه فيها، ودعا الله بها دعاء عبادة وتَعَبُّدٍ
ودعاء مسألة، ولا ريب أن الاسم الأعظم منها أولاها بهذا الأمر؛ فإنه تعالى هو الجواد المطلق الذي لا منتهى لجوده وكرمه، وهو يحب
الجود على عباده، ومن أعظم ما جاد به عليهم تَعَرُّفُه لهم
بأسمائه الحسنى وصفاته العليا؛ فالصواب أن الأسماء الحسنى كلها حسنى، وكل واحد منها عظيم، ولكن الاسم الأعظم منها كل اسم
مفرد أو مقرون مع غيره إذا دل على جميع صفاته الذاتية والفعلية، أو دل على معاني جميع الصفات؛ مثل:
الله؛ فإنه الاسم الجامع لمعاني الألوهية كلها، وهي جميع أوصاف الكمال.
ومثل: الحميد المجيد؛ فإن الحميد الاسم الذي دل على جميع المحامد والكمالات لله تعالى. والمجيد الذي دل على أوصاف العظمة والجلال، ويقرب من ذلك الجليل الجميل الغني الكريم.
ومثل: الحي القيوم؛ فإن الحي من له الحياة الكاملة العظيمة الجامعة لجميع معاني الذات. والقيوم الذي قام بنفسه واستغنى عن جميع خلقه وقام بجميع الموجودات؛ فهو الاسم الذي تدخل فيه صفات الأفعال كلها.
ومثل: اسمه العظيم الكبير الذي له جميع معاني العظمة والكبرياء في ذاته وأسمائه وصفاته، وله جميع معاني التعظيم من خواص خلقه.
ومثل: قولك: يا ذا الجلال والإكرام؛ فإن الجلال صفات العظمة والكبرياء والكمالات المتنوعة. والإكرام استحقاقه على عباده غاية الحب وغاية الذل وما أشبه ذلك.
فعلم بذلك أن الاسم الأعظم اسم جنس، وهذا هو الذي تدل عليه الأدلة الشرعية والاشتقاق؛ كما في «السنن»([1]) أنه صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: اللهم! إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد، الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد. فقال:«والذي نفسي بيده؛ لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى».
وكذلك الحديث الآخر حين دعا الرجل، فقال: اللهم! إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام، يا حي! يا قيوم! فقال صلى الله عليه وسلم:
«والذي نفسي بيده؛ لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى»([2]).
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم؛ «اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: {{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ *}} [البقرة: 163] ، {{اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}} [البقرة: 255] . رواه أبو داود والترمذي([3]).
فمتى دعا الله العبدُ باسم من هذه الأسماء العظيمة بحضور قلب ورقة وانكسار؛ لم تكد ترد له دعوة. والله الموفق.

[1] ـ أخرجه: الترمذي (3475)، وأبو داود (1493)،وابن ماجه (3857).
وأخرجه: النسائي (3/ 52) بلفظ مغاير.
والحديث صححه الألبا ني في "كتاب التوسل" (33).

[2] ـ أخرجه أحمد (3/ 158)، وأبو داود (1495) والنسائي (3/ 52)، وابن ماجه (3858) والترمذي (3544) والحاكم (1/504).

[3] ـ أخرجه: الإمام أحمد (6/461)، والترمذي (3478) ـ وقال: " هذا حديث حسن صحيح" ـ، وـأبو داود (1496)، وابن ماجه (3855) ـ وحسنه الألباني في "صحيح ابن ماجه" (3109).

المصدر: كتاب مجموع الفوائد واقتناص الأوابد للشيخ عبد الرحمن سعدي رحمه الله تعالى

منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[بحث] الرد على صالح المغامسي في قوله أن الواحد القهار هو اسم الله الأعظم

تعليمية تعليمية
[بحث] الرد على صالح المغامسي في قوله أن الواحد القهار هو اسم الله الأعظم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

قال صالح المغامسي – هداه الله – في مقطع له منشور في الشبكة :
[ { يا صاحبي السجن أرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار}

نحن نذهب والعلم عند الله أن [ الواحد القهار ] هو اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى , وإن كان في المسألة خلاف معروف بين العلماء والجمهور على أنه الحي القيوم .

لكن إن صح تحرينا لآيات القرآن , فإن الواحد القهار هو اسم الله الأعظم , وذلك أنك لو تأملت هذا الاسم لوجدت التالي :

عندما نقول إن الله رحيم , نحن كذلك منا من يرحم من هو دونه , وعندما نقول إن الله رؤوف , نحن كذلك منا من يرأف بمن هو دونه

ونقول إن الله جل وعلا يحسن , وكذلك منا من هو يحسن إلى غيره ,مع الفارق العظيم ما بين صفات الخالق وصفات المخلوقين .

لكن لا أحد يمكن أن يطلق عله أنه الواحد لا شيء يماثله , إلا الله

ثم كل المخلوقين مقهورون من وجه ما , قهر الله خلقه كلهم بالموت فكل أحد يصدق عليه قول مقهور ولو كان جبرائيل أو محمد أو أولي العزم من الرسل عليهم السلام جميعاً , لكن لا يمكن أن يكون هذا في حقه ] .اهـ

للاستماع


[ للتحميل ]




أقول : كلامه هذا باطل من وجوه

أولها : أنه لم يصح عن أحد من المتقدمين أنه قال أن اسم الله الأعظم الواحد القهار فالأقوال المنقولة عن السلف

1- الحي القيوم وهو قول القاسم أبو عبد الرحمن

قال الفريابي في فضائل القرآن 45 :
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ، نا الوليد بن مسلم ، نا عبدالله بن العلاء ، حدثني القاسم أبو عبد الرحمن قال :

إن اسم الله الأعظم في ثلاث سور من القرآن ، في سورة البقرة ، وآل عمران ، وطه

قال الشيخ : التمستها ، فوجدت في البقرة [ آية الكرسي ] : الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، وفاتحة آل عمران الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، وفي طه : وعنت الوجوه للحي القيوم.

2- ذو الجلال والإكرام وهو قول مجاهد بن جبر

قال ابن أبي حاتم في تفسيره 16384 :
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ الاسْمُ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَهُوَ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ.

3- رب رب ، وهو مروي عن ابن عباس وأبي الدرداء ولا يصح عنهما .

4- الله ، وهو قول جابر بن زيد أبي الشعثاء ومروي عن الشعبي

قال ابن أبي شيبة فيالمصنف 29979:
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ أَبِي هِلالٍ ، عَن حَيَّانَ الأَعْرَجِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : اسْمُ اللهِ الأَعْظَمُ اللَّهُ.
أقول : حيان وثقه ابن معين كما في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ، وبه يثبت الخبر عن جابر بن زيد

فهل كل هؤلاء لم يصح تدبرهم للقرآن والمغامسي وحده الذي صحت عنايته وتدبره للقرآن ؟!

قال شيخ الإسلام في مقدمة التفسير :
" وفي الجملة من عَدَل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك كان مخطئًا في ذلك، بل مبتدعًا، وإن كان مجتهدًا مغفورًا له خطؤه"

إنما يكون مجتهداً مغفوراً له خطؤه ، إذا كان من أهل الاجتهاد ، أما إذا كان جريئاً يتوسع في تفسير القرآن برأيه كالمغامسي فهذا ينبغي أن يعاقب على جرأته على كتاب الله عز وجل ، وليست بأولى عوراته

ثانيها : أن السيوطي صنف رسالة في اسم الله الأعظم اسمها [ الدر المنظم في اسم الله الأعظم ] ، ذكر فيها عشرين قولاً عن السلف والخلف في اسم الله الأعظم ، لم يذكر فيها قول المغامسي هذا وهو أن اسم الله الأعظم ( الواحد القهار )
فالمغامسي أغرب حتى على أهل البدع .
فالعلماء على مدى أربعة عشر قرناً ليس فيهم من صح تدبره للقرآن إلا المغامسي !

ثالثها : الأحاديث الواردة في اسم الله الأعظم صحيحها ومعلولها ليس فيها ذكر اسم القهار ، وقد بسطت الكلام عليها في مقال مستقل بعنوان [ بحث في الأحاديث والآثار التي وردت في اسم الله الأعظم ] ( اضغط على اسم المقال لقراءته )

ولا ينبغي أن يشتغل بالتفسير من ليس له كبير عناية بالسنة ، فإن بذلك يكون معرضاً عن تفسير خير المفسرين وهو النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام

رابعها : قوله أن الخلق يرحم بعضهم بعضاً ، ولكن اسم القهار لا ينطبق عليه ذلك فيه مكابرة للحس

فالخلق يقهر بعضهم بعضاً ، والخلق لا يخلق بعضهم بعضاً فلماذا لا يكون اسم الله الأعظم ( الخالق ) ؟!

خامسها : قوله بأنه ما من مخلوق إلا وهو تحت قهر رب العالمين ، صحيح ولكن ليس هذا من خصائص هذا الاسم فما من عبد إلا وهو مخلوق لله .
فلماذا لا يكون الخالق اسم الله الأعظم ؟
وما من مخلوق إلا والله عز وجل يعلم به { إلا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير } فلماذا لا يكون العليم هو اسم الله الأعظم ؟
وكلهم خلقوا بقدرة الله عز وجل فلماذا لا يكون ( القدير ) هو اسم الله الأعظم مع ما فيه من الدلالة على البعث هو واسم العليم ؟
وهكذا يورد على تعليله الكثير من الإيرادات

فهذه هي حقيقة تدبر المغامسي المزعوم والله المستعان ، والخلاصة أن الرجل غير مؤتمن يتوسع في التفسير بالرأي

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية