التصنيفات
اسلاميات عامة

المنهج النبوي في التعامل مع النساء

المنهج النبوي في التعامل مع النساء

كتب:

د.محمد علي الغامدي
لقد أمر الله تعالى بأن يُعاشر النساء بالمعروف فقال جل ذكره: (وعاشروهن بالمعروف) والمعروف كلمة جامعة لكل فعل وقول وخلق نبيل ، يقول الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ في التفسير: أي طيبوا أقوالكم لهن ، وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم ، كما تحب ذلك منها فافعل أنت بها مثله ، كما قال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه جميل العشرة ، دائم البشر ، يداعب أهله ، ويتلطف بهم ، ويوسعهم نفقته ، ويضاحك نساءه.
لقد كان عليه الصلاة والسلام القدوة الحسنة لأمته، والنموذج البشري الكامل ، قال جلّ ذكره: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) والحديث عن هديه عليه الصلاة والسلام مع النساء حديث طويل متشعب ، ولا غرو فقد أوضح لأمته: (أنهن شقائق الرجال) ولعلي أقصر حديثي عن هديه الشريف مع نسائه، أو بعبارة أخرى: كيف عاش عليه الصلاة والسلام زوجًا؟ وكيف تعامل مع نسائه؟ وكيف راعى نفسياتهن؟ وما هي وصاياه وإرشاداته للرجال بضرورة رعاية حقهن زوجات، وأمهات لأولادهم؟ وحسبي أن أسوق بعض الأحاديث دون شرح أو تعليق ، فهي كافية في إيضاح المراد مكتفيا بالإشارة إلى بعض ما تدل عليه تلك الأحاديث الشريفة:
* فقد أوصى بهن خيرًا في نصوص كثيرة: منها حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة) وحديث أبي ذر عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن المرأة خلقت من ضلع فإن أقمتها كسرتها فدارها تعش بها). وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خيارهم لنسائهم)وفي لفظ(وألطفهم بأهله).
وعن بهز قال : حدثني أبي عن جدي قال : قلت : يا رسول الله نساؤنا ما نأتي منها و ما ندع؟ قال: (حرثك أنى شئت ، غير أن لا تقبح الوجه ، ولا تضرب ، وأطعمها إذا طعمت ، واكسها إذا اكتسيت ، ولا تهجرها إلا في بيتها ، كيف وقد أفضى بعضكم إلى بعض إلا بما حل عليها). تعليمية
* وخوّف ورهّب من تزوج بأكثر من واحدة ثم لم يعدل بينهن: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كان له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل).
* وأرشد بفعاله ومقاله إلى أهمية مراعاة ما طبعن عليه من الغيرة: عن أنس قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم عند إحدى أمهات المؤمنين فأرسلت أخرى بقصعة فيها طعام ، فضربت يد الرسول فسقطت القصعة فانكسرت ، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الكسرتين فضم إحداهما إلى الأخرى ، فجعل يجمع فيها الطعام ويقول : غارت أمكم كلوا ، فأكلوا فأمر حتى جاءت بقصعتها التي في بيتها فدفع القصعة الصحيحة إلى الرسول ، وترك المكسورة في بيت التي كسرتها"، وعن عائشة قالت: "افتقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه ، فتحسست ثم رجعت فإذا هو راكع أو ساجد يقول : سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت ، فقلت بأبي وأمي إنك لفي شأن ، وإني لفي آخر"، وقالت أيضاً: " التمست رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدخلت يدي في شعره ، فقال : قد جاءك شيطانك ! فقلت : أما لك شيطان؟ قال: بلى، ولكن الله أعانني عليه فأسلم" .
* وكان وفيا لبعض نسائه غاية الوفاء حتى بعد وفاتهن: فعن عائشة قالت: "ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة ، من كثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لها ، قالت : وتزوجني بعدها بثلاث سنين ".
* كما كان عليه الصلاة والسلام يتيح لهن أن ينفذن شيئًا من غيرتهن بحيث لا يتجاوزن الحد المشروع، ويضفي على سلوكهن ذلك المرح والابتسامة: فعن أبي سلمة قال: قالت عائشة: ”زارتنا سودة يوما فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبينها إحدى رجليه في حجري والأخرى في حجرها فعملت لها حريرة ، أو قال : خزيرة ، فقلت : كلي فأبت ، فقلت لتأكلي أو لألطخن وجهك فأبت ، فأخذت من القصعة شيئا فلطخت به وجهها ، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجله من حجرها تستقيد مني ، فأخذت من القصعة شيئا فلطخت به وجهي ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك ، فإذا عمر يقول: يا عبد الله بن عمر! يا عبد الله بن عمر ! فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”قوما فاغسلا وجوهكما فلا أحسب عمر إلا داخلا”.
* بل إنه عليه الصلاة والسلام بيّن لأمته أن اللهو واللعب مع الزوجة مما يثاب عليه الرجل ، بل لا يعد من اللهو أصلاً: ففي حديث عطاء بن أبي رباح قال: رأيت جابر بن عبد الله وجابر بن عمير الأنصاريين يرميان ، فمل أحدهما فجلس ، فقال الآخر كسلت ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كل شيء ليس من ذكر الله فهو لغو ولهو ، إلا أربعة خصال مشي بين الغرضين ، وتأديبه فرسه ، وملاعبته أهله ، وتعليم السباحة).
* وكان يراعي فيهن حالهن والسن التي كان عليها بعضهن: فعن عائشة قالت: (كنت ألعب بالبنات ، فربما دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وصواحباتي عندي ، فإذا رأين رسول الله صلى الله عليه وسلم فررن ، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أنت ، وكما أنتن).
* وكان إذا بدر منهن شيء يسوؤه لم يكن يقابله إلا بالحكمة واللطف: فعن أنس بن مالك قال : كانت صفية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، وكان ذلك يومها ، فأبطت في المسير ، فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تبكي ، وتقول حملتني على بعير بطيء ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح بيديه عينيها ويسكتها ، فأبت إلا بكاء ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركها ، فقدمت فأتت عائشة فقالت : يومي هذا لك من رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أنت أرضيتيه عني ، فعمدت عائشة إلى خمارها وكانت صبغته بورس وزعفران فنضحته بشيء من ماء ، ثم جاءت حتى قعدت عند رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لك؟,فقالت: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث فرضي عن صفية وانطلق إلى زينب فقال لها: إن صفية قد أعيا بها بعيرها فما عليك أن تعطيها بعيرك, قالت زينب أتعمد إلى بعيري فتعطيه اليهودية, فهاجرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشهر ، فلم يقرب بيتها ، وعطلت زينب نفسها ، وعطلت بيتها ، وعمدت إلى السرير فأسندته إلى مؤخر البيت ، وأيست أن يأتيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينما هي ذات يوم إذا بوجس رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل البيت فوضع السرير موضعه ، فقالت زينب: يا رسول الله جاريتي فلانة قد طهرت من حيضتها اليوم هي لك ، فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورضي عنها).
—————————




بارك الله فيك أختي

جزيت الحنة




شكرا وبارك الله فيك أختي
جزاك الله خيرا




التصنيفات
اسلاميات عامة

لماذا المنهج السلفي من دون غيره؟

السلام عليكم ورحمة وبركاته وبعد

فإن الانتساب إلى السلف فخر وأي فخر وشرف ناهيك به من شرف، فلفظ السلفية أو السلفي لا يطلق عند علماء السنة والجماعة إلا على سبيل المدح.
والسلفية رسم شرعي أصيل يرادف {أهل السنة والجماعة} و {أهل السنة } و{أهل الجماعة} ، و{أهل الأثر} و {أهل الحديث} و {الفرقة الناجية} و{الطائفة المنصورة} و{أهل الاتباع}.

والسلف الصالح الذي تنسب إليه السلفية هم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان، وأئمة الدين والهدى، والسلفي هو من رضي بهذا الميراث واكتفى به ولزم الكتاب والسنة على فهم علماء الأمة من الصحابة فمن بعدهم من الأئمة، هذا هو السلفي.

و السلفية نسبة إلى السلف وقد نص على ذلك أئمة السلف وقد سبق إيراد شيء من ذلك.
وقد جاء من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ما يدلُّ على ذلك : من ذلكم : قوله عليه الصلاة والسلام لابنته فاطمة رضي الله عنها : ((فإنه: نعم السلف أنا لكِ)) رواه مسلم (2482)، فكان النبي هو سلف فاطمة ، كما كان عليه أفضل الصلاة والسلام سلف الصحابة الكرام، اذ كان يستقون من هديه، ويعملون بأمره ويتحرون سنته في كافة شأنهم وكلية أمرهم مما يدينون به لربهم عز وعلى، وهو كذلك سلف كل مؤمن صادق هداه ربي إلى سلوك سبيل الحق، وقد قال الله تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21))، ولقد بلغ الصحابة رضي الله عنهم في إتباعه والاقتداء به الذروة، مما قد يعجز أحدنا مضاهاتهم به، فهم الذين اخترهم الله لصحبة نبيه ونصرة دينه وحفظه من تأويل المبطلين و انتحال الجاهلين، فكانوا بذلك النَقَلَةُ الأمناء لهذا الدين العظيم، فكانوا ومن تلاهم عبر القرون المفضلة من التابعين، وتابعي التابعين خير الناس حقا وصدقا،كما صح ذلك عن الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، اذ قال (خيرالناسقرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يجيء من بعدهم قوم : تسبق شهادتهم أيمانهم ، وأيمانهم شهادتهم)، ثم لم يستقر الأمر على ذلك حتى حدثت الحوادث، وحُكّمَت الآراء، وظهرت البدع، فتسلطت الأهواء على من اتبع السبل تنكبا للصراط المستقيم في الفهم القويم، فمن رافضة رفضوا إمامة الشيخين رضي الله عنهما، وطعنوا في أم المؤمنين عائشة العفيفة الطاهرة المبرئة من فوق سبع سموات، رضي الله عنها وأرضها، كما ادعوا العصمة والإمامة لعلي من دون الشيخين، واصفين إياهما بالكفر والنفاق هم ومن وَفقهما من الصحابة واتبع طريقهما الذي رسمه لهما النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، و ما استثنوا في ذلك قلة قليلة جدا من حكمهم الجائر الظلوم، وقد قال البشير النذير(عليكمبسنتيوسنةالخلفاءالراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة)، والمقام يضيق بذكر مخازي القوم والتي قد صارت عند الأكثرين بحمد الله مشهورة لا تجهل.

ومن حرورية خوارج كفَّر سالفهم عليا رضي الله عنه، ثم ما لبثوا أن خلفوا سلفهم، يكفرون بالكبيرة، ويثيرون في الأمة البلابل، ويشقون عصا الطاعة، ويفرقون جماعة المسلمين الواحدة، يثيرون الفتن، ويقطعون السبل، ويُذهبون الأمن و يروعون الآمنين بدعوى أنهم أهل الإيمان وأنصار الدين،كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون الا كذبا.
ولا ننسى دور الصوفية الهدام في أمة خير الأنام عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام، فمن مستحلي للحرام و مرتكبي للآثام بدعوى أن الولاية لها مقام لا ككل المقام، ومن مريدين سلموا أنفسهم و عقولهم للسقام، يفعلون بهم وفيهم ما يشاءون، فَهُم كالمغسل في يد مغسله، لا يملك لنفسه حولا ولا قوة، ولا حراك له الا وفق ما يأذن فيه شيخه، ويجيزه عليه، وقد علمنا ذلك عن قرب بعد أن نجنا الله من شرهم، نهيك عن الشرك الأكبر الذي لا تكد تجد طريقة من طرق القوم الا وقد حوته.
أما عن باقي الفرق من جبرية و قدرية غلاة و غير غلاة، و الذين ضلت طوائفهم في فهم عقيدة القضاء والقدر و من ثم ضلت عن الإيمان الصحيح بها، و من مرجئة ضلوا في فهم معنى الإيمان، و أنه قول وعمل، يزيد بالطاعات و ينقص بالمعاصي، وغير هؤلاء وأولئك ممن ذكرت و لم أذكر، فسبب ضلالهم وأصله، إنما هو الحياد عن طريق الفهم السلفي الصحيح لنصوص الكتاب والسنة، فلا يكفي دعوى الأخذ بهذا الأصلين، بغير فهمهما و فق ما أفهمهما النبي لصحابته و منهم أخذه النقلة الأمناء، العلماء الأوفياء، سادة السلف الأتقياء، حتى بلغتنا أثارهم و مآثرهم السنية، و من فهمهم تستقي الدعوة السلفية، غير مغيرة ولا مبدلة، فكانت بحق تجمع تحت رايتها كل سالك إلى الله رب العلمين منتهجا سنة النبي الأمين، سالكا في الفهم سبيل السلف الصالحين. من ترتيب أخوكم أبوجمانه الجزائري، مع الاستعانة في المقدمة بالنقل من مقال الحجج القوية في الانتساب الى السلفية.




نعم لقد نعم علينا الله بنعمة الاسلام وترك لنا نبينا الكريم القرآن الكريم وسنته وحثنا على التمسك بهما ان تركناهما ضللنا وكثرت في عصرنا هذا المذاهب التي لا تخدم الاسلام بشيء الابهدمه وزعزعت المسلمين فنرجو من الله الحافظ أن يحفظ أمن بلادنا وشعبنا من الفتن




جزاكَ الله خيرا على هذا النقل
لكن يجب عليك ذكر المصدر




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو سليمان تعليمية
جزاكَ الله خيرا على هذا النقل
لكن يجب عليك ذكر المصدر

أخي أبو سليمان، النقل جرى في المقدمة فقط، و قد ذكرت ذلك في أخر المقال، أما باقيه فهو من تسطري، وترتبي في رد أدرجته على احدى المنتديات، وفقنا الله لما فيه رضاه.




|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||

بارك الله فيك في ميزان حسناتك ان شاء الله

|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||




باركــ الله فيك
مع احترامي




جزاك الله خيرا وذادك علما وانار بك دربا وسما بك خلقا (ادا كانت هناك اي خطا في كلامي فرجاء اعلموني




التصنيفات
اسلاميات عامة

لماذا اخترت المنهج السلفي (من كتاب : كن سلفياً على الجادة)

لماذا اخترت المنهج السلفي
اخترت المنهج السلفي لما لهم من مميزات وخصائص يفترقون فيها عن غيرهم من الطوائف وثباتهم على ذلك :
أولاً : ثبات أهله على الحق وعدم تقلبهم كما هي عادة أهل الأهواء . قال حذيفة لأبي مسعود " إن الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر وتنكر ما كنت تعرف، وإياك والتلون في الدين فإن دين الله واحد "
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وبالجملة فالثبات والاستقرار في أهل الحديث والسنة أضعاف ما هو عند أهل الكلام والفلسفة " ( 1 )
وقال أيضاً : ( إن ما عند عوام المسلمين وعلمائهم أهل السنة والجماعة من المعرفة واليقين والطمأنينة والجزم بالحق والقول الثابت والقطع بما هم عليه أمر لاينازع فيه إلا من سلبه الله العقل والدين" ( 2 )

ثانياً : ومن مميزاتـه أيضاً اتفاق أهله على العقيدة وعدم اختلافهم مع اختلاف الزمان والمكان. ( 3 )

ثالثاً : أنـهم أعلم الناس بأحوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وأقواله وأعظمهم تمييزاً بين صحيحها وسقيمها لذلك فهم أشد الناس حباً للسنة وأحرصهم على أتباعها وأكثرهم موالاة لأهلها يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله" فإنه متى كان الرسول صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق وأعلمهم بالحقائق وأقومهم قولا وحالا لزم أن يكون أعلم الناس به أعلم الخلق بذلك وأن يكون أعظمهم موافقة له واقتداء به أفضل الخلق .( 4 )

رابعاً : اعتقادهم أن طريقة السلف الصالح هي الأسلم والأعلم والأحكم لا كما يدعيه أهل الكلام أن طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم.
وقد رد شيخ الإسلام هذه الِفِِرْية فقال : " لقد كذبوا على طريقة السلف وضلوا في تصويب طريقة الخلف فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف بالكذب عليهم وبين الجهل والضلال بتصويب طريقة الخلف" .( 5 )

خامساً : من مميزاتـهم حرصهم على نشر العقيدة الصحيحة والدين القويم وتعليم الناس ونصحهم ، والرد على المخالفين والمبتدعين.

سادساً : وسطيتهم بين الفرق يقول شيخ الإسلام ابن تيمية " أهل السنة في الإسلام كأهل الإسلام بين الملل " وقال أيضاً " فهم وسط في باب أسماء الله سبحانه وتعالى بين أهل التعطيل الجهمية وأهل التمثيل المشبهة.وهم وسط في باب أفعال الله تعالى بين القدرية والجبرية، وفي باب الوعيد بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم ، وفي باب أسماء الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية ، وفي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بين الروافض والخوارج"( 6 ).


من كتاب : كن سلفياً على الجادة، من نقل الشيخ عبد الرحمان السحيم.




|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||

بارك الله فيك في ميزان حسناتك ان شاء الله

|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||




أفضل الكلمات عن السلف
وهذا شرف لنا
رحم الله والديكــ
تقديري




موضوع قيم ومفيد

بارك الله فيكم

وجزاكم الخير المديد




بارك الله فيكم ونفع بكم




v.good انها حقا رائعة




بارك الله فيك




التصنيفات
اسلاميات عامة

المنهج السلفي في سطور

المنهج السلفي في سطور

*******************


1- الرجوع إلى القرآن العظيم والسنة النبوية الصحيحة وفهمهما على النهج الذي كان عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم , عملا بقول ربنا جل شأنه ( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) , وقوله تعالى : ( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا ) , وقول نبينا صلى الله عليه وسلم : " إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ , وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة " , ونعني بالسلف الصالح , أهل الثلاثة القرون الهجرية الأولى المفضّلة , وعلى رأسهم محمد صلى الله عليه وسلم , وأصحابه وتابعيهم بإحسان , تحقيقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ".

2- تصفية ما علق بحياة المسلمين من الشرك على اختلاف مظاهره , صغيره وكبيره , والحرص على دعوتهم إلى التوحيد الذي هو حق الله على العبيد , وسبيل النجاة الوحيد , وطريق الأنبياء الفريد , الذي من تركه صار عن الحق بعيد , واستحقّ الوعيد , قال تعالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ) , وقال سبحانه وتعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ) , كما نحرص على تحذير المسلمين من البدع المنكرة -وأهلها- , والأفكار والمناهج الدخيلة الباطلة -ودُعاتها- , وتنقية السنّة من الروايات الضعيفة والموضوعة التي شوّهت صفاء الإسلام وحالت دون انتشاره بين الأنام على الوجه الذي يُرضي القدّوس السلام , كل ذلك أداءً لأمانة العلم , وكما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ) , وتطبيقا لأمر الله عز وجل : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ).

3- تربية المسلمين على دينهم الحق ودعوتهم إلى العمل بأحكامه , والتحلّي بفضائله وآدابه , التي تكْفُل لهم رضوان الله , وتحقق لهم السعادة والمجد , تحقيقا لوصف القرآن للفئة المستثناه من الخسران , ( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) , ولأمره سبحانه : ( وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ ) , ويكون ذلك بالحرص على طلب العلم النافع , مع الصبر واليقين الذي يتبعه العمل , مصداقا لقول نبينا صلى الله عليه وسلم : ( من يرد الله به خيرا ; يفقه في الدين ).

4- إحياء المنهج العلمي الإسلامي الصحيح في ضوء الكتاب والسنة , وعلى نهج سلف الأمة , وإزالة الجمود المذهبي والتعصب الحزبي الذي سيطر على عقول كثير من المسلمين , وأبعدهم عن صفاء الأخوّة الإسلامية النقيّة , تنفيذا لأمر الله جل وعلا : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) , وقوله صلى الله عليه وسلم : " وكونوا عباد الله إخوانا " , ويكون ذلك بربط المسلمين بأكابر العلماء الربانيين العاملين , وتحذيرهم من أهل البدع والمنحرفين , كما قال رسولنا الكريم : " البركة مع أكابركم ".

5- عدم تهييج الناس وتحريضهم على حُكّامهم وإن جاروا وظلموا – لا من فوق المنابر ولا في المجالس الخاصة – لأن ذلك خلاف هدي سلفنا الصالح , وامتثالا لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : " من أراد أن ينصح لذي سلطان , فلا يبده علانية , ولكن ليأخذ بيده فيخلوا به , فإن قَبِل منه فذاك , وإلا كان قد أدّى الذي عليه " , والحرص على طاعة ولاة أمور المسلمين امتثالا لقول النبي الأمين صلى الله عليه وسلم : " اسمع وأطع في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك ".

6- السعي نحو استئناف حياة إسلامية راشدة على منهاج النبوّة , وإنشاء مجتمع ربّاني , وتطبيق حكم الله في الأرض , إنطلاقا من منهج (التصفية والتربية) المبني على قوله تعالى : ( وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ) , ودعوة الناس إلى التوحيد وتربيتهم عليه وعلى آدابه وواجباته , فهو – أي التوحيد – لُبّ دعوتنا وخُلاصة منهجنا , وهو سبيلنا الوحيد لإنشاء المجتمع الربّاني , نسعى إلى ذلك واضعين نصب أعيننا قول ربنا سبحانه لنبيه : ( وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ ) , وتحقيقا للقاعدة الشرعية : " من تعجّل الشيئ قبل أوانه عوقب بحرمانه ".

أصل هذه المقالة مأخوذ من غلاف كتاب الشيخ ربيع المدخلي بعنوان منهج الانبياء في الدعوة الى الله -دار الفرقان




نسأل الله أن يتبتنا على المنهج السلفي المبارك

ونرجو أن يفهم الناس معنى السلفية..فالعبرة بالمسمى لا بالتسمية….فمن وافقق المنهج السلفي اي الكتاب والسنة بفهم سلف الامة فهو سلفي وان خالفه فقد حاد عن المنهج السوي…فلا نقيم السلفية حسب أفعال و أقوال و أحوال من يدعون أنهم سلفيون




من مشى وفق كتاب الله وسنة نبيه
فهو يسير على منهج السلف
لأن السلف رضوان الله عليهم كان منهاجهم كتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم

تحيتي لك أخي على الموضوع المميز

بالتوفيق




بارك الله فيك على النقل الطيّب
خاصة مع حملة الترويج للعقيدة الصوفية بالجزائر




شكراااااااا بارك الله فيك




أشهد أن لا إلـہ إلاَّ اللـَّـہ
و أشهد أن مُـכـمَّــدْ رَسُــولُ اللـَّـہ

──────────██
─────────█▒▒█
─────────█▒▒█
─────────█▒▒█
──────██▒█▒▒█
────██▒▒██▒▒█
──██▒▒█▒█████
─█▒▒█▒▒█▒▒▒▒▒█
█▒█▒▒█▒▒███▒▒▒█
─█▒█▒▒█▒▒█▒█▒▒█
─█▒█▒▒███▒▒▒▒█
──█▒██▒▒▒▒▒▒█
───█▒▒▒▒▒▒▒█
────█▒▒▒▒▒▒█
احببت ان ارفع المشاركة لعل الله ينفع بها احد فيدعو لى بدعوة صالحة




بارك الله فيك وفي من تحب




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

العلاقة التلازمية بين العقيدة والمنهج

مقال لفضيلة الشيخ محمد على فركوس

العلاقة التلازمية بين العقيدة والمنهج

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله

وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:

فمن المعلوم أنّ لفظة: «العقيدة» لم يرد استعمالها في الكتاب والسُّنَّة، ولا في أُمَّهات

معاجمِ اللغة، واستعمل الأئمَّة السابقون ما يدلُّ عليها، ﻛ: «السنَّة»، و«الإيمان»،

و«الشريعة»، واستعمل كثيرٌ من الأئمَّة لفظتي: «اعتقاد»، و«معتقد»، كابن جرير الطبري،

واللالكائي، والبيهقي.

فمن الناحية الاصطلاحية تستعمل لفظة: «العقيدة» عند إطلاقها للدلالة على:

«ما يَعقِدُ عليه العبدُ قلبه من حقٍّ أو باطلٍ»،

أمَّا استعمالها مقيَّدةً بصفةٍ، كعبارة: «العقيدة الإسلامية»، فقد عرَّفها بعضُهم بأنها:

«الإيمان الجازِمُ بالله، وما يجب له في أُلُوهيَّته، ورُبُوبِيَّته، وأسمائه وصفاتِه، والإيمان بملائكته،

وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقَدَر، خيره وشرِّه، وبكلِّ ما جاءت به النصوص الصحيحة من

أصول الدِّين، وأمور الغيب وأخباره، وما أجمع عليه السلف الصالح، والتسليم لله تعالى في

الحُكم والأمر والقدر والشرع، ولرسوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بالطاعة والتحكيم والاتباع».

فالعقيدة في الإسلام تقابل الشريعة؛ لأنَّ المراد بالشريعة التكاليف العَملية التي جاء بها

الإسلام في العبادات والمعاملات، بينما العقيدة هي أمورٌ عِلمية يجب على المسلم أن

يعتقدها في قلبه؛ لأن الله تعالى أخبره بها بطريق وحيه إلى رسوله صَلَّى اللهُ عليه وآله

وسَلَّم، والصلة بينهما وثيقة جدًّا، يجتمعان في الإيمان عند الانفراد؛ لأنَّ له شِقَّين : عقيدة

نقية راسخة تستكنُّ في القلب، وشِقٌّ آخر يتمثَّل في العمل الذي يظهر على الجوارح، فكان

الإيمان عقيدةً يرضى بها قلب صاحبها، ويعلن عنها بلسانه، ويرتضي المنهج الذي جعله

الله متَّصلاً بها، لذلك جاء من أقوال علماء السلف في الإيمان أنَّه اعتقاد بالجَنان،

ونُطق باللِّسان وعمل بالأركان.

هذا، والاعتماد على صحَّة هذه العقيدة لا يكون إلاَّ وَفق منهجٍ سليمٍ، قائمٍ على

صحيح المنقول الثابت بالكتاب والسُّنَّة والآثار الواردة عن الصحابة رضي الله عنهم، والتابعين

من أئمَّة الهدى ومصابيحِ الدُّجَى الذين سلكوا طريقهم، كما قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم:

«خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»(١-

أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الشهادات، باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد:

(2509)، ومسلم في «صحيحه» كتاب فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم

ثم الذين…: (6472)، والترمذي في «سننه» كتاب المناقب، باب ما جاء في فضل من رأى

النبي وصحبه: (3859)، وابن حبان في «صحيحه»: (7228)، وأحمد في «مسنده»: (5383)،

من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه).

فكان هذا الصراط القويم المتمثِّل في طلب العلم بالمطالب الإلهية عن الاستدلال بالآيات

القرآنية والأحاديث النبوية، والاسترشاد بفهم الصحابة والتابعين ومَن التزم بنهجهم من العلماء،

من أعظم ما يتميَّز به أهل السُّنَّة والجماعة عن أهل الأهواء والفُرقة، ومن مميِّزاتهم الكبرى:

عدم معارضتهم الوحي بعقلٍ أو رأيٍ أو قياسٍ وتقديمهم الشرع على العقل، مع أنَّ العقلَ

الصحيح لا يُعارض النصَّ الصحيح، بل هو موافق له، ورفضهم التأويل الكلامي للنصوص الشرعية

بأنواع المجازات، واتخاذهم الكتاب والسنَّة ميزانًا للقَبول والرفض، تلك هي أهمُّ قواعد المنهج

السلفي وخصائصه الكبرى، التي لم يتَّصف بها أحد سواهم؛ ذلك لأنَّ مصدر التلقِّي عند

مخالفيهم من أهل الأهواء والبدع هو العقل الذي أفسدته تُرَّهات الفلاسفة، وخُزَعْبَلات المناطقة،

وتَمَحُّلاَت المتكلِّمين، فأفرطوا في تحكيم العقل وردّ النصوص ومعارضتها به، وغير ذلك مِمّا هو

معلوم من مذهب الخلف.

هذا؛ وقد كان من نتائج المنهج القويم اتّحاد كلمة أهل السنّة والجماعة بتوحيد ربِّهم، واجتماعهم

باتباع نبيِّهم صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، واتفاقهم في مسائل الاعتقاد وأبوابه، قولاً واحدًا،

لا يختلف مهما تباعدت عنهم الأمكنة، واختلفت عنهم الأزمنة.

فالمنهج السليم يؤدِّي إلى الاعتقاد السليم، فيستدلُّ بصحَّة العقيدة على سلامة المنهج،

فهو من الاستدلال بالمعلول على العلَّة، كالاستدلال بوجود أثر الشيء على وجوده، وبعدمه

على عدمه، فهو من قياس الدلالة عند الأصوليِّين، وقد تكون العقيدة سليمةً في بعض جوانبها،

فاسدةً في بعضها الآخر، فيستدلُّ على جانبها الصحيح بصِحَّة المنهج فيه، وعلى الفاسد بفساد

منهجه فيه، مثل أن يعتقد عقيدة السلف في الأسماء والصفات، ويعتقدَ مسائل الخروج والحزبية

وغيرهما، فيستدلُّ على صحة عقيدته في الأسماء والصفات بصحة المنهج فيها المتمثِّل في

الاستدلال بالكتاب والسنَّة، والاسترشاد بفهم السلف الصالح، كما يستدلُّ على فساد عقيدته

في الجانب الآخر تركه المنهج السلفيّ فيه.

والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا

محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: 16 جمادى الأولى 1443ﻫ
الموافق ﻟ: 21 مـاي 2022م

——————————————————————————–

١- أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الشهادات، باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد:
(2509)، ومسلم في «صحيحه» كتاب فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم
ثم الذين…: (6472)، والترمذي في «سننه» كتاب المناقب، باب ما جاء في فضل من
رأى النبي وصحبه: (3859)، وابن حبان في «صحيحه»: (7228)، وأحمد في «مسنده»:
(5383)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

منقول من موقع فضيلة الشيخ محمد بن علي فركوس – حفظه الله –

.




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

التمسك بالمنهج السلفي

بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّ الحَمْدَ للهِ ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لهُ. وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ -وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ-. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران : 102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء : 1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأَحزاب : 70-71]. أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخير الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَة. أما َبَعْدُ : فإنها لفرصة سعيده أن نلتقي بشيخنا وتلاميذه الذي نرجوا الله تبارك وتعالى أن يبارك فيهم وأن يجعلهم حملة لواء السنة، سنة محمد صلى الله عليه وسلم على غرار أسلافهم الكرام في نشر توحيد الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والقضاء على البدع والخرافات التي حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم. إن الله تبارك وتعالى أرسل محمداً رحمة للعالمين وليخرج الناس من الظلمات إلى النور فبلغ الرسالة وأدى الأمانة وأخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور فصلوات الله وسلامه عليه. وكلفنا الله بالإيمان به وطاعته واتباعه صلوات الله وسلامه عليه، وإن سعادتنا في الدنيا والآخره متوقفة على طاعته وتصديقه واتباعه صلوات الله وسلامه عليه ولذا حثنا الله تبارك وتعالى في آيات كثيرة على طاعة هذا الرسول واتباعه وحذرنا في آيات من معصيته ومخالفته وتوعد مخالفيه بالنار ونعوذ بالله من ذلك فلنحذر كل الحذر من مخالفة هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام في أي شأن من الشؤون ولنجعل نصب أعيننا قول الله تبارك وتعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم، إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا)، لا يستقيم أمر هذه الأمة إلا بطاعة هذا الرسول واتباعه بصدق وإخلاص، والاعتصام بما جاء به حبل الله كتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام. لا يمكن أن تقوم قائمة للأمة إلا بهذا فلنعتصم بحبل الله تبارك وتعالى جميعاً، أفراداً وجماعات، شعوباً وحكومات، يجب أن نعتصم بحبل الله تبارك وتعالى ولا يرضى منا ربنا إلا هذا أن نعتصم بحبله وأن نشد على هديه وهدي رسوله عليه الصلاة والسلام وهدي الخلفاء الراشدين بالنواجذ كما أوصانا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإضافة إلى الآيات التي أشرنا إليها. هذا أمر عظيم ونحن الآن نرى الأمة تفرقت وتمزقت، وما السر في ذلك؟! إنه إتباع الأهواء والعياذ بالله، لو حكمنا الله ورسوله في قضايا الخلاف لا يمكن أن يستمر أبدا، ولكن الاستمرار دليل على أن كثيراً من الناس يتبعون أهوائهم ويركبون رؤوسهم ولا يخضعون لتوجيهات الله تبارك وتعالى (فإن تنازعتم في شيء فردوه لله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) فلا بد من الاحتكام لله ورسوله، وبهذا تنحل الخلافات ويذهب هذا التفرق وتتبدد هذه الأهواء فإذا لم نكن على هذا المستوى فما أمامنا إلا الضياع وما أمامنا إلا الضلال والهلاك والبوار في الدنيا والآخرة، ونحن والله ننام في ظل الدعوة السلفية.الدعوة السلفية التي رفع رايتها الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب محتذياً في ذلك طريقة أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين والأئمة المهديين وسادة الأمة في خير القرون، محتذيا طريقهم حذو القذة بالقذة، في العبادة والعقيدة والسياسة وفي كل شأن من شؤون المسلمين وقضى الله على الأباطيل وعلى الخرافات والسحر والدجل والشعوذة وترك الصلاة وسفك الدماء والأموال، قضى الله على هذه الأباطيل وهذه الترهات وهذه الضلالات وهذه الانحرافات بهذه الدعوة المباركة وأنشأ الله بفضل هذه الدعوة جامعات أضاءت العالم قائمة على منهج الله الحق فإذا ذكرنا المنهج السلفي والدعوة السلفية فنقصد هذه الدعوة المباركة التي سار عليها رسول الله وصحابته الكرام وأئمة الهدى ومن ورائهم أحمد بن حنبل وابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب رضوان الله عليهم.والدين متكامل لا نحتاج إلى آراء و أفكار من أي جهة من الجهات أومن أي جماعة من الجماعات فالدين كامل في كتاب الله وفي سنة رسول الله وفي فقه هؤلاء الأسلاف الكرام الذين فهموا كتاب الله وسنة رسول الله حق الفهم، عقيدة وعبادة.فلنعضض على هذا المنهج السلفي الذي قلناه لكم فإنه هو الحق وهو منهج الطائفة المنصورة التي أخبر عنها رسول الله عليه الصلاة والسلام أنها على الحق وأنها لا تزال على هذا الحق وأنه منهج الفرقة الناجية وهي الطائفة المنصورة التي حينما تحدث رسول الله عن افتراق الأمة وصدق الله هذا الخبر، وافترقت الأمة بقيت هذه الطائفة أهل الحديث الذين شهد لهم حتى أهل البدع بعد أهل السنة أنهم هم أهل الحق وأنهم هم الطائفة المنصورة وأنهم الفرقة الناجية، والتي احتذى حذوها ابن تيمية وابن عبد الوهاب رضوان الله عليهم.إننا لننعم في ظلال هذه الدعوة المباركة ونستضيء بأنوارها لا في هذا البلد بل في العالم ولولا العوائق التي تعوقها من أعداء الله ومن أهل البدع والضلال لرأيتم العالم الإسلامي الآن مضيء بهذه الدعوة المباركة فإنها بدأت تنتشر وتكتسح العالم فتآمر أهل البدع وأهل الكفر في وقف هذا المد وهذا التيار القوي، ففعلوا الأفاعيل في إيقاف هذه الدعوة فعليكم أن تدركوا هذه المآمرات وهذه المكائد لهذه الدعوة التي لا يمكن أن ينام عن مدها وامتدادها وامتداد أنوارها، لا يمكن أن ينام أهل البدع وأهل الضلال سواء تمثل هذا الابتداع وهذا الضلال في الكفر أو التحزب أو في التصوف أو في الرفض أو في غيره من الضلالات.فانه لا يمكن أن تقر أعينهم ولا يمكن أن يهدأ لهم بال وهذه الدعوة الإسلامية السلفية الحق، تنتشر في الأرض، فكادوا لها المكائد.فانتبهوا أيها الشباب واعتصموا بحبل الله جميعا كما أمركم الله، وإياكم والتفرق فاقطعوا دابر هذا التفرق واستأصلوا شأفة كل أسبابه، سواء كان هوى أو تعصبا أو أي شيء .وعليكم أيها الإخوة بذلك فإنا نرى كثيرا من الشباب لا يتورعون من الكذب ولا من تمزيق أعراض الدعاة السلفيين أهل الحق لا دعاة التحزب والباطل، يمزقون أعراضهم ويشوهونهم بالأكاذيب وبالافتراءات، فعليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا.فيه أناس يتحرون الكذب، فلا نأمن أن يكونوا قد كتبوا عند الله كذابين والعياذ بالله وماذا ينتظر هؤلاء؟!، والرسول الكريم يحذر يا أخوتاه، يحذر من التعصب للقبائل أو للعشائر قال رجل: يا للأنصار قال آخر: يا للمهاجرين، الأنصار لفظ شريف ورد في كتاب الله وفي سنة الرسول والمهاجرون كذلك، لكن لما استغلت هاتين اللفظتين في الدعوة إلى الهوى والباطل فقال الرسول : أدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم، دعوها فإنها منتنة.
فهذا النتن الآن يفوح من التعصبات الموجودة في الساحة بدل أن يعتصم الشباب بهذا المنهج الحق الواضح تتجاذبهم الأهواء وتتجاذبهم الفرق والعياذ بالله. وهذه نعمة من الله أيجوز أن ندير لها ظهورنا إن هذه البلاد كانت ممزقه وأهلها فرق وأحزاب وقبائل بل القبيلة تتفتت إلى عدد من المزق والفرق يقتل بعضهم بعضا وينهب بعضهم بعضا، ووحد الله هذه الجزيرة بهذه الدعوة الطيبة المباركة، دعوة التوحيد، التوحيد في عقيدة التوحيد في دين الله، وتوحيد الأمة على كلمة سواء، وعلى منهج واحد، نعمة من الله تبارك وتعالى .الجزيرة مر عليها قرون وهي ضائعة في جهل وضلال وشرك وبدع وخرافات وقتل وسلب ونهب، فجمع الله أهل الجزيرة بهذه الدعوة الطيبة المباركة.فأهل الباطل لا يمكن أن تقر أعينهم يريدون لها الشر ويريدون لها التفرق ويريدون لها أن تمزق لأن أهل البدع يخافون من المنهج السلفي ويعرفون أن الحق متمثل فيه، واليهود والنصارى ما يخافون إلا من الإسلام هذا الذين يسمونه الإسلام الوهابي.وأنا كنت أراقب وارصد امتداد هذه الدعوة السلفية في العالم، كان أهل الجزائر يتجهون إلى الشيخ ابن باز وإلى الشيخ ابن عثيمين وإلى الشيخ الألباني إلى أئمة المنهج السلفي يكاد يطبق أهل الجزائر على هذا المنهج، فأعداء الله تآمروا وحولوا دفة هذا الشعب إلى جهة أخرى وأبعدوها عن منهج الله الحق وهذا البلد قامت فيه الجامعات ترى ماذا يحصل الآن كل ذلك بسبب مكائد أهل البدع وأهل الضلال ومن ورائهم أعداء الله، لأن هذا الإسلام يخافون منه ومن هنا تآمروا على قتل السلفية في باكستان وأفغانستان، أعداء الله تآمروا عليها وقتلوها، ويريدون قتلها وإبادتها في هذا البلد، ولا مخلص لهذه الأمة ولا مخلص لهذا الشعب ولهذه الجزيرة إلا أن يعتصموا بحبل الله جميعا وينبذوا التفرق ويقضوا على آخر سبب من أسبابه ويتركوا هذه الشائعات وهذه الدعايات الباطلة، والله نعرف أن العرب في جاهليتهم وفي أسلامهم يخجلون من الكذب، والآن كثير من الناس لا يخجلون من الكذب، ولا من الافتراءات، ولا من التعصبات العمياء وقد حاربها الإسلام اشد الحرب، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : (من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة مات ميتة جاهلية) (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عِميَّة أو عُميَّة، – يجوز اللفظان – يدعو إلى عصبية أو يدعو إلى عصبة ويغضب لعصبه وينصر عصبة فقتل فقتلته جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها فقد برئ مني وبرئت منه) عليه الصلاة والسلام، تبرأ منك رسول الله.فهذه التعصبات الآن موجودة ملموسة بالأيدي لا تقبل حجة ولا يقبل برهاناً ولا يصَّدق الصادق ويصدق الكاذب، هذا موجود هذه آفات، يا إخوتاه لا بد من استدراك أنفسنا ومحاولة التخلص منها والقضاء عليها.يقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام : (من نصر باطلا وهو يعلمه فلن يزال في سخط الله حتى ينـزع، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه اسكنه اله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال) ردغة الخبال هي عصارة أهل النار أظنه شر موقع في الجحيم والعياذ بالله، أظنه أخبث وأنتن موضع يسكنه من ينصرون الباطل سواء كان هذا الباطل كفرا أو كان بدعة أو كان ما كان هذا الباطل ينصره وهو يعلم أنه باطل يكون في سخط الله عز وجل لا يزال حتى ينـزع منه، وإذا خاصم في باطل أو قال في امرئ مسلم ما ليس فيه تكون عقوبته أن يسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال، وفي رواية للطبراني (ولن يخرج، ولم يخرج) كيف يخرج وهو يبهت المؤمنين الأبرياء النـزهاء.فيا اخوتاه علينا أن نعتصم بحبل الله وأن نبتعد عن التفرق وأسبابه وأسأل الله تبارك وتعالى أن يبصرنا بالحق وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ورزقنا اجتنابه، وأن يجعلنا من دعاة الحق وأنصار الحق البعيدين عن نصرة الباطل وعن بهت الأبرياء من المؤمنين الذي أخبرنا رسول الله عن مصير من يقع فيهم.وأخيرا أختم هذه الكلمة الموجزة بالصلاة على نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام وادعوا إلى طاعته وإتباعه مرة أخرى وارجوا من شيخنا أن يعلق بما يراه ينفع أبناءه . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

محاضرة للإمام / ربيع بن هادي المدخلي – حفظه الله




تعليق سماحة الإمام الوالد / عبد العزيز بن باز
رحمه الله تعالى

أثابكم الله …
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وصلى الله وسلم على رسوله وعلى آله وأصحابه ومن تبع هداه.
أما بعد:

قد سمعنا هذه الكلمة المباركة الطيبة من صاحب الفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي في موضوع التمسك بالكتاب والسنة والحذر مما خالفهما، والحذر من أبواب التفرق والاختلاف والتعصب للأهواء، ولقد أحسن وأجاد وأفاد، جزاه الله خيرا وضاعف مثوبته.

وهذا هو الواجب والتحاكم إليهما في القليل والكثير كما قال الله جل وعلا : (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا).
وقال سبحانه: (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله).
والله يقول جلا وعلا : (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).

والأمر كما قال يجب على المؤمنين التمسك بكتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام والتحاكم إليهما وعرض ما تنازع فيه الناس عليهما.

فما شهد له كتاب الله أو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بالصدق والصحة فهو الصحيح، وما شهدا له أو أحدهما بالباطل فهو الباطل ، فهذا هو الواجب على جميع الأمة لأن الله أمر بذلك وأوجب ذلك وهكذا الرسول عليه الصلاة والسلام، فالواجب على أهل العلم وعلى طلبة العلم وعلى جميع المكلفين التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والسير على منهج السلف الصالح وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان كما قال الله جل وعلا: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ).

هذا جزاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان ومن سار على طريقهم، والواجب على طلبة العلم التفقه في ذلك والإنصاف والصدق وتجري الحق والحذر من أسباب الخلاف ومن إتباع الهوى ومن التقليد الأعمى والتعصب لزيد أو عمر أو الطائفة الفلانية أو غير ذلك، الواجب إتباع الحق والتمسك به و الحذر مما يخالفه وإن كان الذي قال أباك أو أخاك أو غيرهما فعليك بإتباع الحق فهو أحق بالإتباع.

يقول الله جل وعلا في كتابه العظيم : (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ). ويقول جل وعلا : (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) ويقول سبحانه : (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله)، ويقول صلى الله عليه وسلم : (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى) ، قيل يا رسول الله من يأبى؟ قال : (من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ).

فالواجب على أهل العلم تبليغ الناس وتبصيرهم وتفهيمهم ما يجب عليهم وهكذا طلبة العلم أن يتأسوا بأهل العلم وأن يسيروا على نهجهم في إيضاح الحق والحذر من التنازع والاختلاف وإتباع الهوى، وهكذا عامة المسلمين يجب أن يستقيموا على الحق وأن يسألوا علماءهم الذين يعرفونهم بالسنة ويعرفونهم بالاستقامة على دين الله ويعرفونهم بالحق عليهم أن يستقيموا وأن يسألوا عما أشكل عليهم.

كما قال عز وجل : (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) ومما يروى عن رسول الله صلى الله وسلم أنه قال لقوم أفتوا بغير علم : (ألا سألوا إذ لم يعلموا إنما شفاء العي السؤال)، وهكذا يجب على أهل العلم نشر العلم نشر الحق وإيضاحه للناس في المساجد وفي المجالس العامة وفي الإذاعة وفي الصحافة وبكل وسيلة يصل بها العلم، الناس بحاجة إلى العلم قال الله وقال الرسول، مع بيان الباطل والتحذير منه.

وما ذكره فضيلة الشيخ ربيع عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه هو الحقيقة، فإن الله من على هذه البلاد بهذه الدعوة المباركة وهي دعوة سلفية لكن شوه أعداء الله هذه الدعوة وقالوا وهابية المبتدعة التي فعلت وفعلت، وهو الضالون المبتدعون وهم ما بين جاهل أو من قلد جاهلا إما جاهل وإما مقلد لجاهل وإما ثالثهم متبع لهواء الذي يعصي الله على بصيرة، هؤلاء أعداء الدعوة السلفية، إما جاهل وإما مقلد لجاهل وإلا صاحب هوى متعصب لهواه يريد المآكل ويريد إرضاء الناس على حساب مأكله ومشربه وهواه نسأل الله العافية.

ودعوة الشيخ محمد رحمة الله عليه دعوة سلفية درج فيها على ما درج عليه الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم وأتباعهم بإحسان وتبعهم في ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير وأشباههم من أئمة الإسلام ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب في القرن الثاني عشر في النصف الثاني من القرن الثاني عشر رحمة من الله لهذه الأمة لهذه الجزيرة فأوضح لهم العبادة الشرعية التي تجب لله وأوضح لهم حقيقة التوحيد وما كان عليه المشركون وما كان عليه سلف الأمة وأوضح لهم طريقة السلف الصالح ودعاهم إلى الجهاد وألف كتاب التوحيد وكشف الشبهات والثلاثة الأصول لبيان الحق وهي كتب عظيمة مفيدة وهكذا.

نشر بينهم كتب شيخ الإسلام ابن تيمية لما فيها من الخير والعلم والدعوة إلى كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام فنفع الله بهذه الدعوة المسلمين وجمع الله عليها أهل هذه الجزيرة بأسباب أنصارها من آل سعود وغيرهم، ممن نصر الحق واستقام على الحق، فدعوا إلى الله ونصروا هذه الدعوة نصرا لدين الله نصرا لكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، حتى أيدهم الله وفتح عليهم الفتوح وجمع الله عليهم هذه الجزيرة من شرقها إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها على الحق وعلى إتباع شريعة الله وعلى الاستقامة على دين الله فالحمد لله على ذلك.

فالواجب التمسك بهذه العقيدة والدعوة إليها والحفاظ عليها ونشرها بين الناس بالحكمة بالأسلوب الحسن بالرفق لا بالعنف والشدة وبيان الأخطاء والضلالات والشبهات بالبيان الواضح بالرفق بالحكمة لا بالعنف والشدة ولا بالأساليب الملتوية ولكن بالبيان الواضح والأسلوب الواضح والرفق والحكمة كما قال الله جل وعلا : (ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة) يعني: بالعلم قال الله وقال رسوله ووضع الأمور في مواضعها (والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي أحسن) وقال صلى الله عليه وسلم : (ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه) والله وصفه بقوله سبحانه وتعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك).

فالواجب على الدعاة أن يتبصروا وأن يبصروا وأن يرفقوا وأن يعتنوا بالأساليب الواضحة البينة وأن يحذروا العنف والشدة وعدم التعصب لزيد أو عمرو.

نسأل الله أن يوفق الجميع للعلم النافع والعمل الصالح وأن يصلح أحوال المسلمين جميعا وأن يمنحهم الفقه في الدين وأن يولي عليهم خيارهم وأن يصلح قادتهم وأن يوفق ولاة أمرنا في هذه المملكة نسأل الله أن يوفقهم لكل خير وأن ينصر بهم الحق وأن يجعلهم من الهداة المهتدين وأن يصلح لهم البطانة وأن يعيذهم من بطانة السوء وأن يوفق صاحب الفضيلة الشيخ ربيع لكل خير وأن يجزيه عن كلمته خيرا.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين.




بارك الله فيك اخي عبد الرحمان

موفق ان شاء الله وشكرا على هذا الموضوع القيم




تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

الفرق بين العقيدة والمنهج لفضيلة الشيخ صالح بن سعد السحيمي

تعليمية تعليمية
الفرق بين العقيدة والمنهج لفضيلة الشيخ صالح بن سعد السحيمي


الفرق بين العقيدة والمنهج
لفضيلة الشيخ صالح بن سعد السحيمي

س/ ما الفرق بين العقيدة والمنهج؟

ج/المنهج الربَّاني النبوي يشمل العقيدة وزيادة، ويشمل كل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأما العقيدة فهي عقيدة التوحيد التي يُعقد عليها الولاء والبراء، والتي هي تحقيق العبودية لله –جلَّ وعلا-، تحقيق التوحيد من مظاهر الشرك والوثنية، تحقيق كلمة لا إله إلا الله، وأن يعتقد أنه لا معبود بحقٍ إلا الله.
فعلى المسلم أن يحقق ذلك، وأن يجتهد في ذلك؛ حتى يُهيأ الأسباب التي يُقدِره الله عليها فتعينه على أعباء هذه الحياة، بعد طاعة الله –جل وعلا-.

للحفظ والاستماع بالمرفقات

الملفات المرفقة تعليمية ما الفرق بين العقيدة والمنهج.mp3‏ (316.3 كيلوبايت)

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




بارك الله فيكِ و وفقكِ لكل خير







شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله كل خير