التصنيفات
العربية والعرب,صرف,نحو,إملاء...إلخ

هاجس اللفظ والمعنى

بسم الله الرحمن الرحيم
تعليمية
-يعد موضوع اللفظ والمعنى من الموضوعات التي شغلت بال القدامى من العرب وغيرهم فكان لليونان حظ السبق في استعراض حقيقة التعبير الأدبي وجمالياته سواء في الشعر أو النثر أنها ترتكز على الألفاظ ومعانيها وما لهما من صلة التواصل .
وقد أوعزوا جمال الاسلوب الى نظام الجملة وتوازي أجزائها كما نجد ذلك عند
*أفلاطون , وأرسطو * غير أن أرسطويذهب الى التحديد والدقة أكثر وهو يميز الفرق الكبير بين اللغة الجمالية ووظيفتها المنطقية وكأنه بذلك يرد على من يرى أنالقبيح يظل قبيحا مهما يكن التعبير عنه بل يرى أنه يمكن أن يدل عليها بكلمات تستر هذا القبح .
والكلمات عنده رموز للمعاني ووسيلة للمحاكاة , فيقول :" جمال الكلمات وقبحها ينشأ عن جرسها أو معناها " .
وكلمات " المجاز " عنده يجب أن تكون جميلة في الأذن وفي الفهم , وفي العين وفي كل حاسة من الحواس الأخرى . والألفاظ يراها تتفاوت فيما بينها
جمالا وقبحا من حيث دلالتها على المعنى وعلى جوانبه المختلفة .
-أما عند العرب :عالجوا مسألة اللفظ والمعنى على أساس المقابلة بين كل منهما , وانقسم النقاد في ذلك الى طوائف .
-1- طائفة تنظر الى مقومات العمل الأدبي من جانب المعنى غافلة اللفظ
-2- طائفة تنظر فقط الى الألفاظ
-3- طائفة ساوت بين اللفظ والمعنى
-4- طائفة نظرت الى الألفاظ من جهة دلالتها على معانيها في نظم الكلام
وهذه الفئة هي التي رجح رأيها للصواب .
فهذا *أبو عمرالشيباني * كان لا يحفل الا بالمعنى فمتى كان المعنى رائقا حسنا
لا يهم في أية عبارة وضع , وهناك من سار مساره ك * بن الرومي , والمتنبي
وغيرهم * ممن يطلبون صحة المعنى وقوته وليس معنى ذلك عدم الاهتمام باللفظ بل جعلوه في الدرجة الثانية بعد اللفظ وبالتالي هم يشبهون الألفاظ
بالمعرض أو الثوب للجارية الحسناء . التي تزداد حسنا في بعض الثياب دون أخرى . وكم من معنى حسن قبح بمعرضه الذي أبرز فيه وكم من معرض حسن ابتذل على معنى قبيح ألبسه .
-ترجح هذه الفئة الحديث الى أن المتأمل للكلام قد استفاد من آثار عقله أكثر
من استفادة آثار قوله ويمثل ذلك : * الآمدي ,وأبي تمام * وتتجلى قيمة هذا
الرأي حين التدقق في أصحاب التصنيع الذين اتخذوا الأدب صناعة لا يرون
فيه الا وصف الكلمات وجودة السبك دون العناية بالموضوع وأهمية الموقف.
فيأتي أدبهم خفيف الشأن لا يمس الا ظاهر الأمر , هذا الذي كان محل تذمر
العديد من النقاد وقد قال في هذا الصدد * ابن الأثير * في كتابه المثل السائر:
" قاتل الله القلم الذي يمشي في أيدي الجهال الأغمار " .

-وتعارض فئة أخرى هذا الرأي وترى أن مثلما يسير القصصي على نهج خاص في سرد حوادثه حتى تستكمل القصة قالبها الفني العام كذلك الكاتب والشاعر وهما يعالجان الأغراض لابد أن تستوفي الجمل والعبارات خصائص الصياغة الفنية ليدخل الكلام في باب الأدب , وبالتالي نادوا بأن قيمة الألفاظ فوق قيمة المعاني . ويقول الجاحظ في ذلك : " …والمعاني مطروحة في الطريق يعرفها العربي والعجمي , والبدوي والقروي والمدني , وانما الشأن في
اقامة الوزن , وتخير اللفظ , وسهولة المخرج , وكثرة الماء , وفي صحة الطبع
وجودة السبك , فانما الشعر صياغة وضرب من النسج وجنس من التصوير ."
من كتابه الحيوان ج2 , ص 131.
– ويوافق قدامة بن جعفر الجاحظ فيما ذهب اليه , وهو أن المعاني مادة الشعر
والشعر فيها كالصورة , فلا ينبعي الحكم على الشعر بمادته ( بمعناه) وانما
يحكم عليه بصورته , كما لا يعيب النجار في صنعه رداءة الخشب في ذاته .
– ويستخلص من هذا الرأي أن الأدب عبارة جميلة وكفى وكأني بهم يقزمون
المضمون ويعملقون اللفظ والدليل على ذلك ما ذهب اليه الأصمعي لما سئل
من أشعر الناس ؟ فقال : " من يأتي الى المعنى الخسيس فيجعله بلفظه كبيرا , أو الى المعنى الكبير فيجعله بلفظه خسيسا ". وهذا في كتاب *نقد الشعر
لقدامةبن جعفر ص101* .
-وسلك هذا المسلك بن خلدون الذي يرى أن العبرة بالألفاظ وأن المعاني تبع
لها , فهو يريد أن يثبت أن الألفاظ هي مقياس براعة الكاتب دون المعاني
والالفاظ عنده كالقوالب للمعاني ,فهي كالأواني التي يغترف بها الماء تتفاوت
فيما بينها من حيث نوعها ما بين أوان ذهبية أو فضية أو زجاجية أو خزافية
والماء واحد .
-وما يلاحظ على هؤلاء على حد رأي النقاد أن الصواب حليفهم الى حد كبير خصوصا في الأهتمام بالصياغة .هذه التي استطاع *ابن سنان الخفاجي * أن
يحوصل جمالها في :-فصاحة اللفظ البعيد عن تنافر الحروف ك"الهعخع" ,
وضبط حسن اللفظ في مدى وقعها على السمع مثل :" الغصن " أحسن من
" العسلوج " , وبعدها عن العامية والغرابة , وجريانها على قواعد اللغة العربية في التصريف .
وقد اعتنى كثيرا *قدامة بن جعفر * بذكر أوجه حسن الكلام الذي يتجلى في اللفظ أكثر من المعنى – ارجع الى كتابه المثل السائر- . وهذه الأولوية للألفاظ حملت البلاغيون على الأعتناء بحسن اللفظ و جودة السبك وقاد معظم الأدباء والنقاد
الى الأعتراف بأن الحلية اللفظية هي المجال الأكبر للتجديد حتى وان ناقضهم
بعض النقاد الذين يميلون الى الوسطية بين اللفظ والمعنى كما نجد ذلك عند *ابن قتيبة * الذي يرى بأن خير الشعر ما حسن لفظه وجاد معناه وكذا البحتري
وله في ذلك أشعار كقوله:
-حجج تخرس الألد بألفا *** ظ فرادى كا لجوهر المعدود
-ومعان لو فصلتها القوافي*** هجنت شعر جرول ولبيد
-أما ** عبد القاهر الجرجاني ** حاول أن يمحص هذه الآراء بشيئ من التعقل
واعمال الفكر فنراه لم يمل الى من رجحوا المعنى على اللفظ بل كان من
أنصار الصياغة هاته التي تعمل على اجلاء الصورة الأدبية وفي ذلك يقول :
" واعلم أن الداء الدوي والذي أعيا أمره في هذا الباب , غلط من قدم الشعر
بمعناه وأقل الأحتفال باللفظ….ما في اللفظ لولا المعنى ؟ وهل الكلام الا بمعناه ؟ " ثم يقول:"ان سبيل الكلام سبيل التصوير والصياغة , وأن سبيل المعنى
الذي يعبر عنه سبيل الشيئ الذي يقع التصوير ولصوغ فيه ".
ويعيب على الجاحظ تشدده للفظ وخفته بالمعاني الى درجة أنه جعل العلم بالمعاني متركا وسوى فيه بين العامة والخاصة .
-فعبد القاهر الجرجاني من جهة يثور على الجامدين الذين يغفلون شأن الصياغة في التقدير وما يسوقونه من صور تقليد لا ابداع فيه وهم خطر على
البلاغة في رأيه, ومن جهة ثانية يثور على أنصار اللفظ الذين يجهدون أنفسهم
في ايجاد حسن اللفظ على حساب تناسي قوة المعاني مع اغفال قيمة هذه الصياغة وربطها بدقائق الصور , فيجرون وراء الحشد اللفظي ذي النغم الموسيقي والصور المبهرة محاولين في ذلك ستر الفقر الفكري !!..
وكأنه بهذا المفهوم أراد أن يصل الى التحكيم في رأيه بالاعجاز القرآني الذي هو كل متكامل بين اللفظ والمعنى دون تفاضل , فأثبت بذلك أن جلاء الفكرة
بوسائل الصياغة اللغوية والفنية . واستطاع أن يصل الى أن لا أهمية للمعنى
دون لفظ ولا للفظ دون أدائه للمعنى .
-وهكذا بمثل هذه الآراء النقدية تمكن الأدب العربي ان يرقى ويأخذ مساره الى
مصاف العالمية ويحمل المحتوى العربي والتطور العالمي بايجابياته و سلبياته

__________________




جزاك الله كل خير اختي (غاية)
على هذا الموضوع القيم

يعطيكي الف عافية




مشكورة و الله يعطيك العافية على الموضوع




تعليميةبارك الله فيك




سررت لتواجدكم على صفحتي…

شكرا لردودكم الكريمة ووفقكم الله




التصنيفات
تعلم اللغة الإنجليزية

كلمات متشابهة في اللفظ مختلفه في المعنى والكتابه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

.
كلمات متشابهة في اللفظ مختلفة في المعنى والكتابة

هذه كلمات مهمة يجب التنبه لها كثيرا حتى لا تختلط في ذهن السامع فهي لها نفس اللفظ ،
لكن تختلف في كتابتها من حيث التركيب ، كما أنها تختلف من حيث المعنى لدرجة أن

السامع لا يستطيع التفريق فيما بينها إلا إذا تنبه للجملة و فهم مقصودها بالكامل .

و قد تختلف طريقة قراءة نطق هذه الكلمات من شخص لآخر، و سأستعرض بعض الكلمات المتشابهة في النطق و المختلفة في المعنى كالتالي :

وريث
Heir
هواء
Air
عَـمة
Aunt
نملة
Ant
رَاهَن
Bet
ضرَبَ
Beat
التصريف الثالث من(be)
Been
فاصوليا / فول
Bean
ولادة
Birth
رصيف ميناء
Berth
أزرق
Blue
هب / نفخ
Blew
فرامل
Brake
يكسر
Break
بواسطة
By
يشتري
Buy
يبـيع
Sell
خلية
Cell
بائع
Seller
قبو
Cellar
يغلق
يكلف
Close
Cost
مادة / بند ( في العقد )
ساحل
Clause
Coast
الفعل الماضي
من(dose-do)
Did
ميت
Dead
غزال
deer
عزيز
Dear
يصبغ
Dye
يموت
Die
أرض الغرفة / طابق
Floor
طحين
Flour
الرابع
Fourth
إلى الأمام
Forth
سلاح / مسدس
Gun
التصريف الثالث من(go)
Gone
ضمير الملكية
المفعول به من (she)
Her
شَعر
Hair
كعب
Heel
يشفي
Heal
كامل
Whole
حفرة / ثقب
Hole
ضمير الملكية من (we)
Our
ساعة
Hour

فندق على الطريق
Inn
في
In
يرفع
Lift
يسار / تَركَ ماضي(leave)
Left
الفعل الماضي من
(make)
Made
خادمة
Maid
مُذكر
Male
بريد
Mail
يُقابل
Meet
لحم
Meat
الفعل الماضي من
(know)
Knew
جديد
New
فارس
Knight
ليل
Night
يعرف
Know
لا
No
عُقدة / يعقد
Knot
ليس
Not
قطعة
piece
سلام
Peace
سهل / عادي
Plain
طائرة
Plane
الفعل الماضي من
(read)
Read
أحمر
Red
مطر
Rain
عنان / رسن
Rein
نيء
Raw
صف
Row
يُبحر
Sail
بيع / تصفية
Sale
لذلك
So
رأى
Saw
التصريف الثالث من
(see)
seen
منظر
Scene
بحر
sea
يرى
See
يتوقف
cease
يمسك / يحجز
Seize
قُرحة
sore
يُحلق في الجو
Soar
شمس
Sun
ابن
Son
مبلغ / كميةنقود
Sum
بعض
Some
قرطاسية
Stationery
ثابت / غير متحرك
Stationary
فولاذ
Steel
يسرق
Steal
ضمير المليكة من
(they)
Their
هناك
There
رمَى
Threw
خلال
Through
وريد
Vein
عَبثاً
Vain
نفايات
Waste
خصر
Waist
وزن
Weight
ينتظر
Wait
يزن
Weigh
طريق
Way
أسبوع
Week
ضعيف
Weak
طقس
Weather
سواء كان أم لا / فيما إذا
Whether
خشب
Wood
سوف
Would
يمين / حق / صحيح
Right

من

تحيتي




شكرا وبارك الله فيك على الموضوع القيم
جزاك الله كل خير

تحياتي الخالصة

أخوك يحيى




السلام عليكم…
بارك الله فيك عزيزتي…شكرا لك…
سلام..




التصنيفات
اسلاميات عامة

أهمية تقويم اللسان وتصحيح اللفظ

أهمية تقويم اللسان وتصحيح اللفظ

السـؤال:
ما حكمُ قولِ بعضِهم إنَّ تقويم اللسان وتصحيحَ اللفظ غيرُ مُهِمٍّ مع فهم المعنى وحُسن القَصْدِ وسلامةِ القلب؟
الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فالمعلومُ أَنَّ خطرَ اللِّسان عظيمٌ ولا نجاةَ منه إلاَّ بالنُّطق بالخير، فقد قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لمعاذٍ بن جبلٍ رضي الله عنه: «وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ»(١، لذلك كان تصحيحُ الألفاظ التي فيها لَحْنٌ أو نوعُ التباسٍ وتشويشٍ غيرُ لائقٍ مأمورًا به لتقويم اللسان عن الخطإ والابتعاد عن الوقوع فيما نهى اللهُ عنه، والعدولُ بالألفاظ المشوشة -بغضِّ النظر عن قصد صاحبها- إلى غيرها ممَّا لا تحتمل إلاَّ الحسن هو المطلوب شرعًا، لا سِيَّمَا في الدقائق اللفظية التي تتعلَّق بالله وصفاته أو التي يجب تَنْزِيهُهُ عنها، فالواجبُ الحذرُ عن الغفلة عنها والوقوعِ فيها.
ومثاله: أنَّ المسلمين كانوا يقولون عند مخاطبتهم للرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وحالَ تَعلُّمهم أمورَ الدِّين: «راعنا» أي: راقبنا واحفظنا وراع أحوالنا، فيَقصِدون بها معنًى صحيحًا، لكنَّ اليهودَ استعملوها في معنَى فاسدٍ فصاروا يخاطبون النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ويقصدون المعنى الفاسدَ، أي: مُظهرين أنّهم يريدون المعنى العربي، ومُبطنين أنَّهم يقصدون السبَّ الذي هو معنى اللفظ في لغتهم، فنهاهم الله عن هذه اللفظة، فقال سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُواْ وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [البقرة: 104]٢- ، فلو كان الاكتفاءُ بسلامة قلب المؤمنين دون تصحيح اللفظ ما نهاهم عن ذلك.
ومن ذلك -أيضًا- قولُه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ تَقُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ وَلَكِنْ قُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ شَاءَ فُلانٌ»(٣). أو أن يقول: «أعوذ بالله وبك» أو «مالي إلاَّ الله وأنت»، وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيُشْرِكُ حَتَّى يُشْرِكَ بِكَلْبِهِ فَيَقُولُ: لَوْلاَهُ لَسُرِقْنَا الليْلَةَ»(٤)، فالألفاظ هذه -بقطع النظر عن مقاصد أصحابها- تقتضي شركًا؛ لأنّ في العطف المطلق تشريكًا وتسويةًَ، وقريبٌ من ذلك إنكاره صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم على الخطيب عند قوله: «ومَن يَعْصِهِمَا فقد غَوَى»، فقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «قُلْ: وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ»()، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم قال: «لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمُ: أَطْعِمْ رَبَّكَ، وَضِّىءْ رَبَّكَ، وَلْيَقُلْ: سَيِّدِي، مَوْلاَيَ، وَلاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي، وَلْيَقُلْ: فَتَايَ، فَتَاتِي، غُلاَمِي»(٦)، ومنه قولُه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ: سَيِّدنَا، فَإنَّهُ إِنْ يَكُنْ سَيِّدَكُمْ فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ»(٧)، وقد ترد كلماتٌ وألفاظٌ تتضمَّن اعتراضًا على الشرع أو على القدر أو يؤتى بها للندم والتحسُّر، أو قد يستعملها في الاحتجاج بالقدر على المعصية، وهذا -أيضًا- يرد مع سلامة القلب وحسن القصد، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ﴾ [آل عمران: 156]، وقال تعالى: ﴿لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا﴾ [آل عمران: 168]، وقال تعالى: ﴿لَوْ شَاء اللهُ مَا أَشْرَكْنَا﴾ [الأنعام: 148]، وقال تعالى: ﴿وَقَالُوا لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم﴾ [الزخرف: 20].
ويدخل في ذلك المعنى خطأ اللسان في النحو فإن الواجب إصلاح اللسان وتقويمُه عن اللحن(٨)، بغضِّ النظر عن سلامة قلب صاحبه فإنّه يُعَدُّ عيبًا ونَقْصًا خاصَّةً في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، كمن يجعل الفاعل مفعولاً، والمفعولَ فاعلاً، فيَنصبُ الأوَّلَ، ويرفعُ الثاني، ويقرأ بها -على وجه غير مرضي-قوله تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ﴾ [البقرة: 124]، وقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ﴾ [فاطر: 28]، ونحو ذلك.
قال ابن تيمية -رحمه الله-: «وكان السلف يؤدِّبون أولادَهم على اللًَّحن، فنحن مأمورون -أمرَ إيجاب أو أمر استحباب- أن نحفظَ القانونَ العربيَّ؛ ونُصلحَ الأَلْسُنَ المائلةَ عنه، فيحفظَ لنا طريقةَ فهمِ الكتاب والسنّة، والاقتداءِ بالعرب في خطابها، فلو تُرك الناسُ على لَحنهم كان نقصًا وعيبًا»(٩).
وعليه، فإنَّ الخطأَ في محتوى الكلام ممَّا يرتبطُ بأمور الدِّين -مهما سَلِمَ قلبُ المتكلِّم وحَسُن قصدُه-، وكذا الخطأ في النحو وعموم خطاب الناس يُعَدُّ من المهالك والعيوب والنقصان، لذلك ينبغي للمتكلِّم أن يتنبّه إلى ما يدخل في الكلام مما هو من آفات اللسان مع مراقبةٍ لازمةٍ ومستمرَّةٍ لينجو من مثالبها، ويَسْلَمَ من خطرها، ويحذِّرَ الغافلين من الوقوع فيها، والله المستعان.
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.


الجزائر في: 16 من ذي القعدة 1443ﻫ
الموافق ﻟ: 26 نوفمبر 2022م






للشيخ ابي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
١ أخرجه الترمذي في «الإيمان»،باب ما جاء في حرمة الصلاة: (2616)، وابن ماجه في «الفتن»،باب كف اللسان في الفتنة: (3973)، والحاكم في «المستدرك»: (3548)، وأحمد في «مسنده»: (21511)، من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه. والحديث حسنه الألباني في «الإرواء»: (2/138).

٢- انظر: «تفسير الطبري»: (1/373)، و«تفسير ابن كثير»: (1/256).

٣- أخرجه أبو داود في «الأدب»، باب لا يقال خبثت نفسي: (4980)، من حديث حذيفة رضي الله عنه، والحديث صححه العراقي في «تخريج الإحياء»: (3/300)، والألباني في «السلسلة الصحيحة»: (137).

٤- قال محمد العلاوي في «تحقيق شرح كتاب التوحيد لابن باز -رحمه الله-»: «أخرجه ابن أبي حاتم في «التفسير» (229) من طريق شبيب بن بشر، ثنا عكرمة عن ابن عباس به، وشبيب مختلف فيه، قال الدوري عن ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: لين الحديث، حديثه حديث الشيوخ، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ كثيرًا، فهو إلى الضعف أقرب والله أعلم».

٥- أخرجه مسلم في «الجمعة»، باب تخفيف الصلاة والخطبة: (2010)، وأبو داود في «الصلاة»، باب الرجل يخطب على قوس: (1099)، والنسائي في «النكاح»،باب ما يكره من الخطبة: (3279)، وأحمد في «مسنده»: (17783)، من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه.

٦- متفق عليه: أخرجه البخاري في «العتق»،باب كراهية التطاول على الرقيق: (2414)، ومسلم في «الألفاظ من الأدب وغيرها»، باب حكم إطلاق لفظة العبد والأمة والمولى:(5877)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

٧- أخرجه أبو داود في «الأدب»، باب لا يقول المملوك ربي وربتي: (4977)، والبخاري في «الأدب المفرد»: (781)، وأحمد في «مسنده»: (23641)، من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه. والحديث صححه المنذري في «الترغيب والترهيب»: (3/359)، والنووي في «الأذكار»: (1/362)، والألباني في «صحيح الجامع»: (7405).

٨- اللحن: أي الخطأ. [«النهاية» لابن الأثير: (4/242)].

٩- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (32/252).




بارك الله فيك أخي موضوعك ذا يتمم الموضوع السابق حول مفاهيم الحج الخاطئة

نعم أخي علينا أن ندرس الكلام قبل أن ننطق به

بارك الله فيك على المواضيع القيمة و ننتظر المزيد

تحياتـــــــــــــــــــي




بارك الله فيك على المواضيع القيمة وتقبل مروري
khalouda




بارك الله فيك أخي




تعليمية




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




شكرا على الموضوع القيم وجزاك الله كل الخير




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

اللفظ بالقرآن هل يصح أن نقول: إنه مخلوق، أو غير مخلوق، أو يجب السكوت؟

تعليمية تعليمية
اللفظ بالقرآن هل يصح أن نقول: إنه مخلوق، أو غير مخلوق، أو يجب السكوت؟

لفضيلة الشيخ الفقيه الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

فصل في اللفظ والملفوظ
الكلام في هذا الفصل يتعلق بالقرآن فإنه قد سبق أن القرآن كلام الله غير مخلوق، لكن اللفظ بالقرآن هل يصح أن نقول: إنه مخلوق، أو غير مخلوق، أو يجب السكوت؟
فالجواب أن يقال: إن إطلاق القول في هذا نفياً أو إثباتاً غير صحيح وأما عند التفصيل فيقال: إن أريد باللفظ التلفظ الذي هو فعل العبد فهو مخلوق، لأن العبد وفعله مخلوقان، وإن أريد باللفظ الملفوظ به فهو كلام الله غير مخلوق، لأن كلام الله من صفاته، وصفاته غير مخلوقة، ويشير إلى هذا التفصيل قول الإمام أحمد رحمه الله: " من قال : لفظي بالقرآن مخلوق يريد به القرآن فهو جهمي " فقوله : يريد به القرآن يدل على أنه إن أراد به غير القرآن وهو التلفظ الذي هو فعل فليس بجهمي. والله أعلم.
كتاب فتح رب البرية بتلخيص الحموية (فتاوى ابن عثيمين ج4)

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




جزاكِ الله خيرا و نفع بكِ..




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا على المعلومات القيمة يا ام ليلى وجعل العمل في ميزان حسناتك




شكرا على المرور ويارب ينتفع الجميع