[فوائد مستخلصة] [منقول باختصار]طريقة عملية لحفظ القرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم
اختصرتُ هذا الموضوعَ من صفحة: http://www.tasfiatarbia.org/vb/showt…1370#post31370 وذلك للتّركيز على بعضِ النّقاط التي ينبغي لمريدِ حفظ القرآن الكريم أن يضعها نصب عينيه! "كيف تحفظ القرآن الكريم؟
لو أن المتحفظ لكتاب الله يراعي الأمور التي أذكرها -هنا- جميعًا، فإنّني أرجو له -بإذن الله تعالى- أن يحفظ القرآن حفظًا متقنًا، ولو طالت به المدة، وها هي إليك: أوّلاً: شحذ الهمة:
ويكون ذلك بمعرفة فضل قراءة القرآن وحفظه وقراءته، ومطالعة سير العلماء والحافظين، ومحاولة التشبه بهم في طلبهم للعلم، وتفرغهم له، وإعطائهم كل الوقت له أو أكثره، وصبرهم على نيله، وغيرها من المحفزات والمعينات على الحفظ التي ليست موضوعنا، والتي ينبغي معرفتها والتزامها حتى يتحقق المراد. ثانيًا: الإخلاص!
ولا بد أن يصاحب حفظ القرآن إخلاص لله عز وجل، ودعاء واستعانة منه سبحانه وتعالى، فالحفظ عبادة وقد أمرنا بالاستعانة على العبادة، قال تعالى: ((إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)) وقَمِن أن يوفق المخلص في أموره كلها ومنها (حفظ كتاب الله تعالى). ثالثًا: التقليل من المحفوظ:
ليكون أنفع وأضبط وأفيد للمتحفظ، فقد كان هذا ديدن السلف وعهدهم. رابعًا: اختيار وقت الحفظ ومكانه:
قال ابن الجوزي -رحمه الله-: "ينبغي لمن يريد (الحفظ) أن يتشاغل به في وقت جمع الهمّ، ومتى رأى نفسه مشغول القلب ترك التحفظ، ويحفظ قدر ما يمكن؛ فإن القليل يثبت والكثير لا يحصل، وقد مدح الحفظ في السحر لموضع جمع الهمّ، وفي البُكَر، وعند نصف الليل، ولا ينبغي أن يحفظ على شاطئ نهر، ولا بحضرة خضرة، لئلا يشتغل القلب؛ والأناظر العالية أحمد من السافلة، وينبغي أن يريح نفسه من الحفظ يوما أو يومين ليكون ذلك كالبناء الذي يراح ليستقرّ". ا.هـ [الحث على حفظ العلم 45]. خامسًا: الشّروع في الحفظ:
ويكون ذلك بالطريق الآتي: أ- أن يتلقن الآيات المراد حفظها فيقرأها على شيخ. ب- أن يشرع في الحفظ: فيحفظ الآية الأولى أو جزءًا منها إن كانت طويلة، ويكررها عددًا يستطيع أن يقرأها بعده من ذاكرته، فإذا علقت بذاكرته، قرأها عددًا كثيرًا منها دون نظر إلى المكتوب، كل ذلك ترسيخًا لها وتثبيتًا كأن يقرأها خمسين أو مائة أو ألفًا إن كانت له همّة! ثم ينتقل إلى الآية بعدها، ويفعل معها ما فعل بالأولى، ثم يجمع بينهما ويقرؤهما معا عددًا كبيرًا يستطيع بذلك ترسيخهما مع بعضٍ وتثبيتهما؛ ثم ينتقل إلى الثالثة فيفعل معها ما فعل مع صاحبتيها، ثم يضمها إليهما كذلك، وهكذا حتى يفرغ من محفوظه جميعه. سادسًا: المراجعة!
وهذه أهم المهمات! فلا حفظ دون تكرار ومراجعة، ومن استنزف جهده في الحفظ، ثم أهمله وعرّضه للنسيان، فقد حرم نفسه! وليس الصبر على الحفظ بأشد منه على المراجعة، ومن تصبر يصبره الله. عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهَا)) رواه مسلم* ثم إني أقول:
على الإنسان أن لا يفتر من قراءة القرآن في جميع أحواله، قائمًا أو قاعدًا أو على جنب! وليشغل نفسه به، وبمراجعة محفوظه اليومي؛ فإن ذلك أدعى للرسوخ والتثبيت في ذهنه ومن أهم ما يعين على ترسيخ الحفظ: صلاة الليل؛ فمن جربها علم فضلها في ذلك، ولا يزال مشايخنا يحثوننا على صلاة الليل، وقراءة الورد فيها لأجل تثبيت القرآن، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((وَإِذَا قَامَ صَاحِبُ الْقُرْآنِ فَقَرَأَهُ بِاللَّيْلِ، وَالنَّهَارِ ذَكَرَهُ، وَإِذَا لَمْ يَقُمْ بِهِ نَسِيَهُ)) رواه مسلم. ومن أفضل ما يعين على تثبيت القرآن -أيضًا- تعليمه للناس، فإن ذلك يشغل الحافظ بكتاب الله دائمًا، مما لا يدع مجالاً إلى هجرانه، مع ما فيه من الخيرية التي وعد الله بها ورسوله صلى الله عليه وسلم في قوله:
((خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ)). رواه البخاري. سابعًا: تفهّم المحفوظ!
لا شك أن حفظ الكلام عريًا عن الفهم أشد على القلب! فعامة الناس إنما يحفظون بقلوبهم ما وعته عقولهم، من أجل ذلك فعلى المهتم بحفظ كتاب الله التزام القراءة في تفسير مختصر؛ كالسعدي -مثلاً- ويحسن أن يضيف إليه بعض الأمور المتعلقة به كالصحيح المسند من أسباب النزول للوادعي، وغيرها. وبهذا يحصل للمرء حفظ القرآن مع تحصيل العلم سواء، وهو ما يسمى بالرواية والدراية. ثامنًا: الاستقامة والطاعة والعمل بمقتضى القرآن الكريم!
فإن الله أنزل القرآن ليعمل به، والمعاصي من أسباب تفلت القرآن ونسيانه، وما ذهب عن امرئ محفوظه -أيًّا كان- إلا بالذنب يحدثه!
عن الضحاك بن مزاحم رحمه الله قال:
|
||