مصفاة النفس:
لقد قطعنا أشواطا بعيدة في تصفية الأشياء وتطهيرها وصهرها وتكريرها وذلك حرصا منا على سلامة أجسادنا وراحتها
ورفاهيتها. إلا أنّنا لا نزال متخلفين في تصفية النفس من أدرانها فقلوبنا وأفكارنا تبدو مباءات لأنواع الأقذار فما من دقيقة
تمر إلا وفي فمها بوق ينفخ في قلوب الناس الحقد والكره وشهوة الفتك والبطش وينفخ في أفكارنا الحذر والقلق
والخوف مما نحن فيه.أفلا يدهشك من الناس( أن تراهم) يهتمون بالغ الاهتمام بتصفية ما يدخل أجوافهم وجيوبهم في
حين لا يلقون بالا إلى تصفية ما يدخل قلوبهم ولم يفطنوا إلى أن قلوبهم أكثر حاجة إلى مصاف ومصاهر وغرابيل
ومناخل .ولكي تحسن استعمال المصفاة التي( أحدّثك عنها) عليك أن تقيم من نفسك محاسبا لنفسك، كأن تخاطبها
هكذا:
يؤذيكِ يا نفسي أن تكوني عبدة للغير، فلا تستعبدي الغير.
ويؤذيكِ أن يذمّكِ النّاس ، فلا تذمي النّاس.
ويؤذيكِ أن تُمتَهَن كرامتُكِ ، فلا تمتهني كرامة إنسان.
أجل نحتاج اليوم حرّاسا على العيون والآذان والأفواه، فليس أبشع من العين التي لا تُسَرُّ إلا برؤية الأوساخ كالذبابة، ولا
أقطع من اللسان الذي تنزلق منه الكلمات الجارحة، ولا الآذانُ التي تتسقّط أخبار السّوء. ميخائيل نعيمة
1- البناء الفكري:
– هات فكرة عامة للنص.
– ما نص الحديث النبوي الشريف الذي يلخّص أفكار الكاتب؟
– اشرح المفردات التالية: أدران- يذمّك- تمتهن.
2- البناء الفني:
– في النص: استفهام ونهي، أهما حقيقيان أم مجازيان؟ وضّح ذلك.
– تمثّل هذه العبارة تشبيها ثمّ حدد أركانه: فليس أبشع من العين التي لا تسرّ إلا برؤية الأوساخ كالذبابة.
3- البناء اللغوي:
– أعرب ما تحته خط إعرابا تاما.
– بيّن محل الجمل التي بين قوسين من الإعراب.
– استخرج اسم تفضيل وحدد وزنه.
4- الوضعية الإدماجية:
حرّر نصا حجاجيا تردّ فيه على الكاتب وتبيّن له تشاؤمه ومبالغته في سوء أخلاق الناس.