التصنيفات
اسلاميات عامة

التوضيح والتبيان لكذب قصة توبة الصحابي ثعلبة بن عبد الرحمن

تعليميةبسم الله الرحمن الرحيم .السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اخواني كيف نفعل نحن بذنوبنا ؟؟؟؟؟؟
ادخلوا مع الرابط ولا تنسونا بالدعاء لاخيكم الفقير الى الله
http://www.4shared.com/document/I_DtXbIv/___online.html




التوضيح والتبيان لكذب قصة توبة الصحابي ثعلبة بن عبد الرحمن

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
فقد كتب أحد الإخوة الأفاضل مقالاً ذكر فيه قصة لأحد الصحابة يدعى ثعلبة بن عبد الرحمن الأنصاري –رضي الله عنه- فلما قرأت القصة استنكرتها ، لأنها أشبه بقصص الصوفية ، وما يحكى عن الرهبان ، ولما فيها من ألفاظ خارجة عن المعهود عن أحاديث الرسول –صلى الله عليه وسلم- ، ولما فيها من معارضة للصحيح الثابت عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- .
وقد رجعت إلى المصادر الحديثية التي خرجت هذه القصة فوافق الواقع ما كنت متوقعه .
ووجدت أنها قصة مكذوبة موضوعة لا أصل لها فكتبت هذا التخريج بياناً للحق ونصحاً للمسلمين.
أسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه.

لفظ القصة

عن جابر بن عبدالله –رضي الله عنهما- أن فتى من الأنصار يقال له: ثعلبة بن عبدالرحمن أسلم ، فكان يخدم النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وأن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بعثه في حاجة ، فمر بباب رجل من الأنصار فرأى امرأة الأنصاري تغتسل ، فكرر النظر إليها ، وخاف أن ينزل الوحي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فخرج هارباً على وجهه ، فأتى جبالا بين مكة والمدينة فولجها ، ففقده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربعين يوما -وهي الأيام التي قالوا ودعه ربه وقلى- ،
ثم إن جبريل عليه السلام نزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك: إن الهارب من أمتك بين هذه الجبال يتعوذ بي من ناري . فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((يا عمر ويا سلمان انطلقا فأتياني بثعلبة بن عبدالرحمن)) ،
فخرجا في أنقاب المدينة فلقيهما راع من رعاء المدينة يقال له: ذفاقة ، فقال له عمر : يا ذفاقة هل لك علم بشاب بين هذه الجبال؟ فقال له ذفاقة: لعلك تريد الهارب من جهنم؟
فقال له عمر: وما علمك أنه هارب من جهنم؟
قال: لأنه إذا كان جوف الليل خرج علينا من بين هذه الجبال واضعاً يده على رأسه ، وهو يقول: يا رب ليتك قبضت روحي في الأرواح ، وجسدي في الأجساد ، ولا تجردني في فصل القضاء.
قال عمر: إياه نريد.
قال: فانطلق بهم ذفاقة ، فلما كان في جوف الليل خرج عليهم من بين تلك الجبال واضعا يده على أم رأسه وهو يقول: يا ليتك قبضت روحي في الأرواح ، وجسدي في الأجساد ، ولم تجردني لفصل القضاء.
قال : فعدا عليه عمر فاحتضنه ، فقال: الأمانَ الأمانَ ، الخلاصَ من النار.
فقال له عمر: أنا عمر بن الخطاب ، فقال: يا عمر هل علم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذنبي؟
قال: لا علم لي إلا أنه ذكرك بالأمس فبكي رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فأرسلني وسلمان في طلبك .
فقال: يا عمر لا تدخلني عليه إلا وهو يصلي ، أوبلالاً يقول: قد قامت الصلاة . قال: أفعل.
فأقبلا به إلى المدينة فوافقوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في صلاة الغداة ، فبدر عمر وسلمان الصف ، فما سمع قراءة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى خر مغشياً عليه ،
فلما سلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((يا عمر ويا سلمان ما فعل ثعلبة بن عبدالرحمن؟))
قالا: هو ذا يا رسول الله ، فقام رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فأتاه فقال: ((يا ثعلبة!)) . قال: لبيك يا رسول الله .
فنظر إليه ، فقال: ((ما غيبك عني؟)) .
قال: ذنبي يا رسول الله .
قال: ((أفلا أدلك على آية تمحوا الذنوب والخطايا؟)). قال: بلى يا رسول الله.
قال: ((قل: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)).
قال: ذنبي أعظم يا رسول الله . فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ((بل كلام الله أعظم)).
ثم أمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالانصراف إلى منزله ، فمرض ثمانية أيام ، فجاء سلمان إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله هل لك في ثعلبة نأته لما به ؟
فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ((قوموا بنا إليه)) .
فلما دخل عليه أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأسه فوضعه في حجره
فأزال رأسه عن حجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (( لِمَ أزلت رأسك عن حجري؟)).
قال: إنه من الذنوب ملآن. قال: ((ما تجد؟)).
قال: أجد مثلَ دبيب النمل بين جلدي وعظمي.
قال: ((فما تشتهي؟)). قال: مغفرة ربي .
قال: فنزل جبريل –عليه السلام- على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ، فقال: ((إن ربك يقرأ عليك السلام ، ويقول: لو أن عبدي هذا لقيني بقراب الأرض خطيئة للقيته بقرابها مغفرة)).
فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أفلا أعلمه ذلك؟)) .
قال: بلى. قال: فأعلمه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بذلك ، فصاح صيحة ، فمات ، فأمر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بغسله وكفنه وصلى عليه ، فجعل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يمشي على أطراف أنامله ،
فقالوا: يا رسول الله! رأيناك تمشي على أطراف أناملك؟
قال: ((والذي بعثني بالحق نبياً ، ما قدرت أن أضع رجلي على الأرض من كثرة أجنحة من نزل لتشييعه من الملائكة)).

تخريجه

رواه ابن شاهين -كما في الإصابة(1/405)- والشجري في الأمالي(1/149) وعثمان بن عمر الدراج في جزئه-كما في تنزيه الشريعة(2/285)- والخرائطي في اعتلال القلوب-كما في اللآلئ المصنوعة(2/260)- وأبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة(1/498رقم1410) وفي حلية الأولياء(9/329-330) وابن منهد مختصراً –كما في الإصابة- وابن الجوزي في الموضوعات(3/346-349رقم1587) من طريق عن منصور بن عمار ثنا أبي عن المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر بن عبدالله –رضي الله عنهما- به.

الحكم عليه

هذه قصة موضوعة ، علامات الوضع ظاهرة عليها . فالمتن فيه نكارة ظاهرة وكذا السند ففيه آفتان:
الآفة الأولى: منصور بن عمار الواعظ الزاهد : منكر الحديث .
قال أبو حاتم : ليس بالقوي ، وقال ابن عدي: منكر الحديث .
وذكره العقيلي في الضعفاء وقال: فيه تجهم . وقال الدارقطني : يروي عن ضعفاء أحاديث لا يتابع عليها .
قال أبو بكر بن أبي شيبة: كنا عند بن عيينة فجاء منصور بن عمار فسأله عن القرآن فزبره وأشار اليه بعكازه فقيل يا أبا محمد انه عابد فقال ما أراه الا شيطاناً.
الآفة الثانية: المنكدر بن محمد بن المنكدر : ضعيف .
وثقه أحمد ، وقال ابن معين في رواية عنه: لا بأس به .
وقال ابن معين في الرواية الأخرى: ليس بشيء.
وقال أبو زرعة: ليس بقوي ، وقال أبو حاتم: كان رجلا صالحاً لا يفهم الحديث وكان كثير الخطأ ، لم يكن بالحافظ لحديث أبيه .
وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عن منكدر بن محمد أهو ثقة ؟ قال: لا .
وقال الجوزجاني والنسائي والعجلي : ضعيف.
وروى له أبو أحمد بن عدي أحاديث ؛ وقال: هذه نسخة حدثنا بها ابن قديد عن عبيد الله بن عبد الله بن المنكدر بن محمد عن أبيه عن جده عن الصحابة وغيرهم وعامتها غير محفوظة . قال ابن حبان: كان من خيار عباد الله ممن اشتغل بالتقشف وقطعته العبادة عن مراغاة الحفظ والتعاهد في الإتقان فكان يأتي بالشيء الذي لا أصل له عن أبيه توهما فلما ظهر ذلك في روايته بطل الاحتجاج بأخباره
وقال أبو الفتح الأزدي: لا يكتب حديثه.
رَ: تهذيب الكمال(28/562فما بعدها).

وأما نكارة المتن فمن وجوه عديدة منها: أن الصحيح المعروف عند أهل العلم والمتفق عليه بينهم أن سورة الضحى نزلت في مكة قبل الهجرة ومنها قوله تعالى: {ما ودعك ربك وما قلى} . وفي هذا الحديث زعم واضع القصة أنها نزلت وقت غياب ثعلبة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.
ومنها: أن خادماً للرسول –صلى الله عليه وسلم- يبعثه النبي في حاجة ويغيب أربعين يوما لا يفتقده حتى ينزل عليه جبريل ويذكره به هذا مخالف لما عليه النبي –صلى الله عليه وسلم- والواقع يكذبه .
بل لما غاب ثابت بن قيس بن شماس خطيب النبي –صلى الله عليه وسلم- أياماً قلائل بسبب آية في سورة الحجرات افتقده النبي –صلى الله عليه وسلم- وأرسل في طلبه .
ومنها : أن الذنب الذي ارتكبه ثعلبة لا يستوجب كل هذا الخوف والهرب فهو –على ما في القصة المكذوبة- أذنب بنظره إلى مرأة عارية فغاية ما يقال : إنه ارتكب كبيرة تذهب بالتوبة والندم لا بالهرب بين الجبال وترك الجمع والجماعات .
ففيه علاج الذنب بذنب أكبر منه وأعظم .
ومنها : أن ثعلبة خر مغشياً عليه لما سمع قراءة القرآن وهذا ليس من هدي النبي –صلى الله عليه وسلم- ولا فعله أحد من الصحابة بل قد أنكرت عائشة –رضي الله عنها- على من فعل ذلك من التابعين.
إلى غير ذلك من الأمور التي تشهد ببطلان هذه القصة أكتفي بما ذكرته.

من أقوال العلماء في هذه القصة(الحديث)

قال الحافظ ابن الجوزي في كتاب الموضوعات(3/349) : هذا حديث موضوع شديد البرودة ، ولقد فضح نفسه من وضعه بقوله : وذلك حين نزل قوله:{ما ودعك ربك} وهذا إنما نزل بمكة بلا خلاف ، وليس في الصحابة من اسمه دفافه ، ولقد اجتمع في إسناده جماعة ضعفاء منهم المنكدر – قال يحيى: ليس بشيء ، وقال ابن حبان: كان يأتي بالشيء توهماً فبطل الاحتجاج بأخباره- ومنهم سليم بن منصور فإنهم قد تكلموا فيه ، ومنهم أبو بكر المفيد قال البرقاني: ليس بحجة قال: وسمعت عليه الموطأ فقال لي أبو بكر بن أبي سعد : أخلف الله نفقتك فأخذت عوضه بياضاً ، وقد روى هذا الحديث أبو عبد الرحمن السلمي عن جده إسماعيل بن نجيد عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي عن سليم وهؤلاء لا تقوم بهم حجة . انتهى كلام ابن الجوزي.
وإعلال ابن الجوزي الحديثَ بأبي بكر المفيد وسليم بن منصور فيه نظر لأنهما توبعا فخرجا من عهدة الحديث والله أعلم. وقال الذهبي: من وضع الطرقية ، وفضح نفسه الذي وضعه إذ يقول: وذلك أيام ودعه ربه وكان ذلك بمكة…
تلخيص كتاب الموضوعات(ص/296رقم807).
قال الحافظ ابن حجر : قال بن منده بعد أن رواه مختصرا تفرد به منصور .
قلت[القائل: ابن حجر]: وفيه ضعف وشيخه أضعف منه وفي السياق ما يدل على وهن الخبر لأن نزول ما ودعك ربك وما قلى كان قبل الهجرة بلا خلاف. الإصابة(1/405).
ولم يتعقب السيوطي ابنَ الجوزي بشيء سوى زيادة ذكر الخرائطي فيمن خرج الحديث .
ولكن تعقبه ابن عراق في تنزيه الشريعة(2/285) فقال بعد نقله لخلاصة كلام ابن الجوزي السابق: قلت: سليم توبع فقد رواه عثمان بن عمر الدراج في جزئه فقال: حدثنا أبو نصر أحمد بن محمد بن هشام الطالقاني حدثني جدي حدثنا منصور بن عمار وهذا الطالقاني ما عرفته وتقدم في المقدمة أحمد بن محمد الطالقاني وأنه مجهول متهم فما أدري أهو هذا أم غيره ، -ثم نقل كلام الحافظ ابن حجر من الإصابة ثم قال: – وقضيته أن الخبر ضعيف لا موضوع والله تعالى أعلم . انتهى كلام ابن عراق .
وفيما قال نظر من وجهين :
الوجه الأول: أن أحمد بن محمد بن هشام الطالقاني ثقة معروف وهو من رجال تاريخ بغداد.
الوجه الثاني: أن الحديث موضوع وليس ضعيفاً فحسب لما تقدم ولما قاله ابن الجوزي والذهبي والحافظ ابن حجر .
وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة(ص/234) :

هو موضوع.


والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

كتبه:
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي وفقه الله وأعانه
تاريخ كتابة المقال: 3/4/1422هـ الموافق 25/6/2001م




بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد
اختي المشرفة ام عبيد الله اشكرك جزيل الشكر على هذا التنبيه وما قصدت الاتعميم الفائدة، ونظرا لقلة خبرتي في المشاركات بالمنتديات لم اطلع على القانون العام لقسم ديننا الاسلام
وانما الاعمال بالنيات ولكل امرء ما نوى ،او كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبالتالي فاني قمت بحذف الرابط
وادامكم الله لخدمة الاسلام




و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك ، يُرجى الانتباه لما ينشر على صفحات الانترنت فليس كل ما يُكتب صحيح .
وفقكم الله





ا شكرا لك ننتضر جديدك




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




جزاك الله كل خير




التصنيفات
اسلاميات عامة

العبر و الدروس من فتنة عبد الرحمن بن الأشعث.

العبر من فتنة عبد الرحمن بن الأشعث:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد
ففي قصص من سبقنا عبرة ومزدجر ( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم.)
يسمع الناس بالفتن وخطرها وسوء عاقبتها ، ولكن كما قيل بالمثال يتضح المقال .
من الفتن التي هزت الأمة الإسلامية ، وكادت تطيح بالخلافة زمن بني أمية ؛ فتنة عبد الرحمن بن الأشعث.
وكان ابتداؤها سنة إحدى وثمانين .( للهجرة)
قال الحافظ ابن كثير : وكان سبب هذه الفتنة أن ابن الأشعث كان الحجاج يبغضه ، وكان هو يفهم ذلك ، ويضمر للحجاج السوء وزوال الملك عنه، ثم إن الحجاج بن يوسف نائب الخليفة عبد الملك بن مروان على العراق جهز جيشا من البصرة والكوفة وغيرهما لقتال رتبيل الكافر ملك الترك ، الذي آذى أهل الإسلام وقتل فئاما منهم، وأمر الحجاج على ذلك الجيش ابن الأشعث ، مع أنه كان يبغضه كما تقدم ، حتى إنه كان يقول : ما رأيته قط حتى هممت بقتله.
ودخل ابن الأشعث يوما على الحجاج وعنده عامر الشعبي، فقال الحجاج انظر إلى مشيته !! والله لقد هممت أن أضرب عنقه.
فأخبر الشعبي ابن الأشعث بما قال الحجاج ، فقال ابن الأشعث : وأنا والله لأجهدن أن أزيله عن سلطانه إن طال ببي البقاء .
فسار ذلك الجيش بإمرة ابن الأشعث ، حتى وطئ أرض ( رتبـيل ) ، ففتح مدنا كثيرة ، وغنم أموالا كثيرة ، وسبى خلقا من الكفار ، ورتبيل ملك الكفار يهرب منهم من مدينة لأخرى .
ثم إن ابن الأشعث رأى لأصحابه أن يوقفوا القتال، حتى يتقووا إلى العام المقبل، ولتستقر الأمور في البلاد التي فتحوها .
فكتب إليه الحجاج يأمره بالاستمرار في القتال، ويذمه ويعيره بالنكول عن الحرب ، فغضب ابن الأشعث، ثم سعى في تأليب الناس على الحجاج .
وقام والد ابن الأشعث _ وكان شاعرا خطيبا، فقال : إن مثل الحجاج في هذا الأمر ومثلنا كما قال القائل : ( احمل عبدك على الفرس ، فإن هلك هلك ، وإن نجا فلك )، إنكم إن ظفرتم كان ذلك زيادة في سلطان الحجاج ، وإن هلكتم كنتم الأعداء البغضاء .
ثم قال : اخلعوا عدو الله الحجاج ، ولم يذكر خلع الخليفة ، اخلعوا عدو الله الحجاج وبايعوا لأميركم عبد الرحمن بن الأشعث، فإني أشهدكم أني أول خالع للحجاج .
فقال الناس من كل جانب : خلعنا عدو الله الحجاج _ وكانوا يبغضونه _ ووثبوا إلى ابن الأشعث فبايعوه ، ولم يذكروا خلع الخليفة .
وبعد بيعة الفتنة تلك تبدلت الأمور، ووقع ما لم يكن في الحسبان، فقد انصرف ابن الأشعث عن قتال الترك الكفرة !! وسار بجيشه المفتون مقبلا إلى الحجاج ليقاتله ويأخذ منه العراق ، فلما توسطوا في الطريق ، قالوا : إن خلعنا للحجاج خلع لابن مروان ، فخلعوا أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان ، وجددوا البيعة لابن الأشعث ، فبايعوه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وخلع أئمة الضلالة وجهاد الملحدين .
فلما بلغ الحجاج ما صنعوا من خلعه وخلع أمير المؤمنين ، كتب إلى الخليفة بذلك يعلمه ، ويستعجله في بعثه الجنود إليه ، فانزعج الخليفة واهتم .
وسعى الناصحون المصلحون في درء الفتنة .
فكتب المهلب بن أبي صفرة إلى ابن الأشعث يحذره ، وينهاه عن الخروج على إمامه وقال :
إنك با ابن الأشعث قد وضعت رجلك في ركاب طويل ، أبق على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، الله الله !! انظر لنفسك فلا تههلكها ، ودماء المسلمين فلا تسفكها ، والجماعة فلا تفرقها والبيعة فلا تنكثها ، فإن قلت أخاف الناس على نفسي ، فالله أحق أن تخافه من الناس ، فلا تعرضها لله في سفك دم أو استحلال محرم ، والسلام عليك.
ثم أخذ الخليفة عبد الملك في تجهيز الجنود في نصرة الحجاج في قتاله الخارجين على الجماعة ، وجعل المفتونون يلتفون على ابن الأشعث من كل جانب ، حتى قيل إنه سار معه ثلاثة وثلاثون ألف فارس ومائة وعشرون ألف راجل !!!
حتى دخلوا البصرة ، فخطب ابن الأشعث وبايعهم، وبايعوه على خلع الخليفة ونائبه الحجاج بن يوسف ، وقال لهم ابن الأشعث :
ليس الحجاج بشيء ، ولكن اذهبوا بنا إلى عبد الملك الخليفة لنقاتله ، ووافقه على خلعهما جميع من بالبصرة من الفقهاء والقراء والشيوخ والشباب.
قال الحافظ ابن كثير : وتفاقم الأمر وكثر متابع ابن الأشعث على ذلك ، واشتد الحال وتفرقت الكلمة جدا ، وعظم الخطب واتسع الخرق ا.هـ

ثم التقى جيش الخليفة وجيش ابن الأشعث ، فقال القراء الذين خلعوا البيعة : أيها الناس قاتلوا عن دينكم ودنياكم .
وقال عامر الشعبي _ وكان من الأئمة ، لكن ابن الأشعث فتنه _ قال : قاتلوهم على جورهم ، واستـغلالهم الضعفاء !! وإماتتهم الصلاة .

ثم بدأ القتال ، ما بين كر وفر ، يقتتل الناس كل يوم قتالا شديدا ، حتى أصيب من رؤوس الناس خلق كثير ، واستمر هذا الحال مدة طويلة ، ثم كتب الخليفة إلى ابن الأشعث ومن معه يقول :
إن كان يرضيكم مني عزل الحاج خلعته ، وأبقيت عليكم أعطياتكم ، وليـخير ابن الأشعث أي بلد شاء يكون عليه أميرا ما عاش وعشت .
فلما بلغ ذلك ابن الأشعث خطب الناس وندبهم إلى قبول ما عرضه عليهم أمير المؤمنين من عزل الحجاج وإبقاء الأعطيات ، فثار الناس من كل جانب ، وقالوا: والله لا نقبل ذلك ، نحن أكثر عددا وعدة !!
ثم جددوا خلع الخليفة عبد الملك واتفقوا على ذلك كلهم ، واستمر القتال بين الفئتين مائة يوم وثلاثة أيام على ما قاله ابن الأثير .

وصبر جيش الخليفة بقيادة الحجاج ، بالحرب ، فأمر بالحملة على كتيبة القراء الذين خلعوا الخليفة ، لأن الناس كانوا تبع لهم ، وهم الذين يحرضونهم على القتال ، والناس يقتدون بهم.
فحمل جيش الحجاج عليهم ـ، فقتل منهم خلقا كثيرا ، وبعدها انهزم ابن الأشعث ومن معه ، فلحقهم جيش الحجاج يقتلون ويأسرون ، وهرب ابن الأشعث ومعه جمع قليل من الناس، فأرسل الحجاج خلفه جيشا كثيفا ليقتلوه ويأسروه.
ففر ابن الأشعث حتى دخل هو ومن معه إلى بلاد رتبيل الكافر ملك الترك !!! .
فأكرمه وأنزله عنده وأمنه وعظّمه كيدا للمسلمين.
هرب ابن الأشعث بعد أن أثار فتنة أهلك الحرث والنسل فقتل من أتباعه من قتل، وأسر كثير منهم، فقتلهم الحجاج بن يوسف، وهرب من بقي منهم .
ومنهم عامر الشعبي الإمام الثقة، فأمر الحجاج أن يؤتى بالشعبي فجيء به حتى دخل على الحجاج .
قال الشعبي : فسلمت عليه بالإمرة ، ثم قلت :
أيها الأمير ، إن الناس قد أمروني أن أعتذر إليك بغير ما يعلم الله أنه الحق، ووالله لا أقول في هذا المقام إلا الحق ، قد والله تمردنا عليك وحرضنا، وجهدنا كل الجهد، فما كنا بالأتقياء البررة، ولا بالأشقياء الفجرة، لقد نصرك الله علينا، وأظفرك بنا ، فإن سطوت فبذنوبنا، وما جرت إليك أيدينا، وإن عفوت عنا فبحلمك ، وبعد فالحجة لك علينا .
فقال الحجاج لما رأى اعترافه وإقراره : أنت يا شعبي أحب إلي ممن يدخل علينا يقطر سيفه من دمائنا ، ثم يقول ما فعلت ولا شهدت ، قد أمنت عندنا يا شعبي .
ثم قال الحجاج : يا شعبي كيف وجدت الناس بعدنا يا شعبي ؟ وكان الحجاج يكرمه قبل دخوله في الفتنة .
فقال الشعبي مخبرا عن حاله بعد مفارقته للجماعة : أصلح الله الأمـير ؛ قد اكتحـلت بعدك السـهر !! واستـوعرت السـهول !! واستجلـست الخوف !! واستحليت الهم !! وفقدت صالح الإخوان !! ولم أجد من الأمير خلفا !!
فقال الحجاج : انصرف يا شعبي ، فانصرف آمنا .

ثم شرع الحجاج في تتبع أصحاب ابن الأشعث ، فقتلهم مثنى وفرادى !!! حتى قيل إنه قتل منهم بين يديه مائة ألف وثلاثين ألفا !!! منهم محمد بن سعد بن أبي وقاص ، وجماعات من السادات ، حتى كان آخرهم سعيد بن جبير رحمه الله .
وكان ممن تبع ابن الأشعث طائفة من الأعيان منهم مسلم بن يسار وأبو الجوزاء ، وأبو المنهال الرياحي ومالك بن دينار والحسن البصري رحمه الله.
وكان ممن خرج أيضا سعيد بن جبير وابن أبي ليلى الفقيه وطلحة بن مصرف وعطاء بن السائب ، وغيرهم.
قال أيوب : فما منهم من أحد صرع مع ابن الأشعث إلا رغب عن مصرعه ، ولا نجا أحد منهم إلا حمد الله أن سلمه !!!
ثم إن الحجاج كتب إلى رتبيل ملك الترك الذي لجأ إليه ابن الأشعث ، أرسل إليه يقول : والله الذي لا إله إلا هو ، لئن لم تبعث إلي بابن الأشعث لأبعثن إليك بألف ألف مقاتل ولأخربنها.
فلما تحقق الوعيد من الحجاج استشار في ذلك بعض الأمراء فأشار عليه بتسليم ابن الأشعث قبل أن يخرب الحجاج دياره ، ويأخذ عامة أمصاره ، فعند ذلك غدر رتبيل بابن الأشعث فقبض عليه وعلى ثلاثين من أتباعه ، فقيدهم بالأصفاد وبعثهم مع رسل الحجاج إليه.
فلما كانوا ببعض الطريق بمكان يقال له ( الرخج ) صعد ابن الأشعث وهو مقيد بالحديد إلى سطح قصر ، ومعه رجل موكل به لئلا يفر فألقى ابن الأشعث بنفسه من ذلك القصر ، وسقط معه الموكل به فماتا جميعا ، فعمد الرسول إلى رأس ابن الأشعث فاختزه ، وقتل من معه من أصحابه ، وبعث برؤوسهم إلى الحجاج فأمر فطيف برأس ابن الأشعث في العراق ، ثم بعثه إلى أمير المؤمنين عبد الملك فطيف به في الشام ، ثم بعث به إلى أخيه عبد العزيز بمصر فطيف برأسه هناك ، ثم دفن .
قال الحافظ ابن كثير : والعجب كل العجب من هؤلاء الذين بايعوه بالإمارة : كيف يعمدون إلى خليفة قد بويع له بالإمارة على المسلمين من سنين ، فيعزلونه وهو من صليبة قريش ، ويبايعون لرجل هندي بيعة لم يتفق عليها أهل الحل والعقد !!!
ولهذا لما كانت هذه زلة وفلتة نشأ بسببها شر كثير ، هلك فيه خلق كثير ، فإنا لله وإنا إليه إليه راجعون ا.هـ

ذكر ابن الأثير في تاريخه : أن رجلا من الأنصار جاء إلى عمر بن عبد العزيز فقال : أنا ابن فلان بن فلان ، قتل جدي يوم بدر ، وقتل جدي فلان يوم أحد ، وجعل يذكر مناقب سلفه ، فنظر عمر إلى جليسه فقال : هذه المناقب والله ، لا يوم الجماجم ويوم راهط، من الخروج وحمل السلاح على المسلمين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله رب العالمين .

الفوائد والعبر :
إن فتنة ابن الأشعث كانت فتنة عظيمة فرقت الكلمة ، وقتل فيها أكثر من مائة ألف مسلم ، وفي هذه الحادثة فوائد منها :
أولها :
أن للفتن في أول نشوئها لذة وحلاوة تستهوي كثيرا من الناس ، إلا من عصمه الله ونجاه ، وقد خرج كثير من القراء مع ابن الأشعث ، فضلا عن عامة الناس ، كان كلامهم في أول الفتن قويا ومهيجا ، تكلم متكلموهم ، وأبدع خطباؤهم ، في التحريض على قتال جند الخليفة .

قال أبو البختري : أيها الناس قاتلوهم على دينكم ودنياكم ، فوالله لئن ظهروا عليكم ليفسدن عليكم دينكم ، وليملن على دنياكم .
قوال عامر الشعبي : أيها الناس قاتلوهم ، ولا يأخذكم حرج من قتالهم ، والله ما أعلم على بسيط الأرض أعمل بظلم ولا أعمل بجور منهم.
وقال سعيد بن جبير نحو ذلك.
ووالله لو كانوا يعلمون ما ستـؤول الأمور إليه لما قالوا ما قالوا، ولكنها الفتن تعمى فيها الأبصار .
ثانيا : إذا وقعت الفتن فإن ضحاياها الأبرار والفجار ، قال الله تعالى ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة )
ذكر ابن الأثير في تاريخه أن الحجاج لما غلب جيش ابن الأشعث أخذ يبايع الناس وكان ظالما، وكان لا يبايع أحدا إلا قال له اشهد على نفسك أنك كفرت، يعني بنقضك البيعة وحملك السلاح، فإن قال نعم بايعه ، وإلا قتله .
فأتاه رجل من خثعم كان معتزلا للناس كلهم ، فسأله الحجاج عن حاله فأخبره باعتزاله ، قال الحجاج ، بل أنت متربص بنا ، أتشهد أنك كافر ؟
قال الرجل : بئس الرجل أنا أعبد الله ثمانين سنة ، ثم أشهد على نفسي بالكفر
قال الحجاج : أقتلك إذا ؟
قال الرجل : وإن قتلتني.
فقتله الحجاج ، ولم يبق أحد من أهل الشام والعراق إلا رحمه ، وحزن لقتله.

ثالثا : إذا ولت الفتنة مدبرة عند ذلك يندم من دخل فيها لما يراه من الفساد والشرر الذي نتج عنها ، واستمع إلى أهلها وقد جيئ بهم حتى أوقفوا بين يدي الحجاج بن يوسف.

هاهو فيروز بن الحصين أسر فأتي به إلى الحجاج فقال له : أبا عثمان !! ما أخرجك مع هؤلاء ، فوالله ما لحمك من لحومهم ولا دمك من دمائهم.
فقال : أيها الأمير فتنة عمت ، فأمر به الحجاج فضربت عنقه.

ثم دعا الحجاج بعمر بن موسى فجيء به موثقا، فعنفه الحجاج ، فاعتذر، وقال أصلح الله الأمير !! كانت فتنة شملت البر والفاجر، فدخلنا فيها ، فقد أمكنك الله منا، فإن عفوت فبفضلك ، وإن عاقبت ظلمت مذنبين.
فقال الحجاج : أما إنها شملت البر والفاجر ، فقد كذبت ، ولكنها شملت الفاجر وعوفي منها الأبرار ، وأما إقرارك فعسى أن ينفعك .
فرجى له الناس السلامة ، لكن الحجاج أمر به فضربت عنقه.

ثم دعا الحجاج بالهلضام بن نعيم فقال : ما أخرجك مع ابن الأشعث ؟ وما الذي أملت ؟
فقال الرجل : أملت أن يملك ابن الأشعث فيوليني العراق ، كما ولاك عبد الملك.
فقتله الحجاج.

ثم دعا بأعشى همدان وقد تبع ابن الأشعث ، وعمل الشعر في التحريض على قتال الخليفة ، فلما دخل على الحجاج أنشد يعتذر :
أبى الله إلا أن يتمم نوره *** ويطفئ نار الفاسقين فتخمدا
فقتلاهم قتلى ضلال وفتنة *** وجيشهم أمسى ذليلا ممردا
فما لبث الحجاج أن سل سيفه *** فولى جيشــنا وتبددا
جنود أمير المؤمنين وخيله *** وسلطانه أمسى عزيزا مؤيدا
ليهنأ أمير المؤمنين ظهوره *** على أمة كانوا سعاة وحسدا
نزلوا يشتكون البغي من أمرائهم *** وكانوا هم أبغى البغاة وأعندا

فقال الحجاج : والله يا عدو الله لا نحمدك ، وقد قلت في الفتنة ما قلت ، وحرضت الناس علينا، فصربت عنقه وألحق بأصحابه .


رابعا : إذا وقعت الفتنة سعى أهلها في استدراج بعض الخواص إليهم ليحتجوا بهم عند العامة ، وقد قيل لابن الأشعث : إذا أردت أن يقاتل الناس حولك كما قاتلوا حول هودج عائشة فأخرج الحسن البصري معك ، فأخرجه .
وخرج مع ابن الأشعث بعض الأئمة ، كسعيد بن جبير ، ومالك بن دينار وغيرهما ، ففتن الناس والمعصوم من عصمه الله .
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الفتن ويأمر بذلك في كل صلاة ، لأن بعضها يجعل الحليم حيرانا ، ذلك أن أهل الفتنة يزينون فعلهم بكثرة موافقيهم .
فابن الأشعث قاتل معه أكثير من مائة وخمسين ألفا ، وتبعه جماعة من السادات ، لكن فعلهم لم يكن مرضيا ، إذ هو خلاف النصوص الآمرة بالجماعة والصبر الناهية عن الخروج والفرقة والمنازعة .

قال أيوب : ما منهم من أحد صرع مع ابن الأشعث إلا رغب عن مصرعه ، ولا نجا من نجا منهم إلا حمد الله وسلمه .

قال الإمام ابن بطة العكبري في التحذير من الاغترار بالكثرة : والناس في زماننا أسراب كالطير يتبع بعضهم بعضا !! لو ظهر فيهم من يدعي النبوة _ مع علمهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء _ أو من يدعي الربوبية لوجد على ذلك أتباعا وأشياعا.

خامسـا : أن عاقبة الفتن وخيمة ، ومآل أهلها الخسران ، فهاهو ابن الأشعث خرج على جيش إسلامي مجاهدا في سبيل الله ، ثم صار رأسا في الفتنة ، فترك قتال الكفار وهجم على أهل الإسلام !! وقتل بسببه جمع كثير، واضطربت الأمور وكثر الشر، ثم آلت به الحال أن يلجأ إلى ملك الكفار الذي كان يقاتله بالأمس، ففرح به الكافر وأكرمه إغاظة للمسلمين.
وهكذا الفتن تقود صاحبها إلى ما لا يريد .
وليت ابن الأشعث وقف عند هذا لكان هينا، وما هو وربي بهين.
لقد غدر به الملك الكافر وأرسله موثقا إلى الحجاج، فأسقط في يده ، فلما كان ببعض الطريق ، صعد قصرا فألقى نفسه ، فمات، فمن كان يظن أن نهايته تكون كذلك.

سـادسـا : لقد ألبس ابن الأشعث فتنته هذه لباس الشرع ، وأوهمهم أنها إنكار للمنكر ونصرة للدين ، لكن الباطن خلاف ذلك ، قد ذكر ابن الأثير أن الحجاج كان يبغض ابن الأشعث ، ويقول : ما رأيته قط إلا وأردت قتله ، وهو يعلم ذلك ، وكان يهدد ويقول : وأنا والله لأجهدن أن أزيل الحجاج عن سلطانه إن طال بي البقاء .
ونص ابن كثير على أن سبب تلك الفتنة كره ابن الأشعث للحجاج ، ثم جمع حوله من يبغضون الحجاج ، فانظروا كيف استغل كره الناس ليثأر منه وينكد عليه !!
ولهذا فمن دعا إلى مفارقة الجماعة وإثارة الفتنة فهو صاحب هوى مريض قلب ، مخالف للسنة ، وإن ظهر فعله ذلك في صورة إنكار للمنكر.

سابعا : إذا وقعت الفتنة ، فإن أول من يصطلي بنارها من أوقدها ، فتنقلب الأمور عليهم ، ويتسلط الجهال من أتباعهم حتى يكون الأمر والنهي عليهم .
وقد كتب الخليفة إلى ابن الأشعث عزل الحجاج وتوليته مكانه، وبقاء أعطيات الناس ، فمال إلى ذلك ابن الأشعث، فخطب الناس وقال : اقبلوا ما عرض عليكم ، وأنتم أعزاء أقوياء ، فوثب الجهال من كل مكان يقولون : لا والله لا نقبل نحن أكثر منهم عددا وعدة ، وأعادوا خلع الخليفة ثانية ، وبايعوا ابن الأشعث ، فانصاع لأمرهم ووافقهم حتى آل أمره إلى ما آل إليه .

ثامنا : من فارق الجماعة ودخل في الفتنة فهو في غربة ووحشة ، ومآله أن يتخلى عنه أحبابه وأعوانه .
هاهو الشعبي يصف حاله بعد أن خلع البيعة ودخل مع ابن الأشعث، فقدت صالح الإخوان ولم أجد من الأمير خلفا .
من أجل ذلك كان الأئمة يحرصون على الاجتماع زمن الفتن.

يقول حنبل : اجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلى أبي عبد الله _ يعني الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله _ يقولون له : إن الأمر تفاقم وفشا _ يعنون إظهار القول بخلق القرآن ، ولا نرضى بإمرته ولا سلطانه ، فناظرهم الإمام أحمد في ذلك وقال : عليكم بالإنكار في قلوبكم ، ولا تخلعوا يدا من طاعة ، لا تشقوا عصا المسلمين ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم ، وانظروا في عاقبة أمركم ، واصبروا حتى يستريح بر ويسترح من فاجر .

وقال لهم : ليس هذا _ يعني نزع أيديهم من طاعتهم _ صوابا ، هذا خلاف الآثار ا.هـ

الإمام أحمد يقول هذا ، وقد آذاه السلطان وجلده وسجنه ، ثم منعه من لقيا الناس ، لكن أهل السنة أهل عدل واجتماع ومتابعة للنصوص يرجون ما عند الله تعالى.

وآخرها : أن هذه الفتنة تدل على أهمية التمسك بالآداب الشرعية زمن الفتن ، فمن تلك الآداب :

*
الحذر من الفتن وعدم الاستشراف لها واعتزال أهلها .
*
ومنها الحلم والرفق ، فلا تعجل في قبول الأخبار ، والأفكار والآراء ، والحكم على الناس تخطئة وتصويبا ، فما كان الرفق في شيء إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه .
*
ومنها لزوم جماعة المسلمين وإمامهم والحذر من التفرق ، لقول حذيفة رضي الله عنه لما ذكر له النبي صلى الله عليه وسلم الفتن ، قال فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟
فقال : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم.
*
ومنها الالتفاف حول علماء السنة أهل التوحيد ، والحذر من التفرق عليم ومنازعتهم ، والصدور عن آرائهم والاستجابة لنصحهم.
ووالله ، وتالله ، وبالله : إن أول باب يلج الرجل منه إلى الفتنة الطعن بالعلماء ، والاستبداد بالرأي دونهم .
ومن رأيتموه يقدح في علمائنا فاعلموا أنه مفتون ، فإن من علامة أهل البدع الوقيعة في أهل السنة.
*
ومنها أن الفتن إذا وقعت فما كل ما يعلم يقال، وليت بعض الناس يتركون الأمور العظام للعلماء الكبار حفاظا على اجتماع الكلمة، لأن مرد الناس في آخر أمرهم للعلماء، فمن كان عنده رأي فليعرضه عليهم ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )


مقال منقول _ بتصرف _ من خطبة جمعة للشيخ سلطان العيد حفظه الله وسدده ووفقه .
هذا رابط تنزيل الخطبة لمن يفضل الاستماع. فتنة ابن الأشعث.


(1)
العنوان من تصرفي.




|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||

بارك الله فيك في ميزان حسناتك ان شاء الله

|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||




موضوع قيم ومفيد

بارك الله فيكم

وجزاكم الخير المديد




و فيكما بارك الله.




نتمنى أن تكون في هذه القصة للمعتبرين.




للرفع رفع الله قدركم.




التصنيفات
القران الكريم

[كتاب مصور] فوائد مستنبطة من قصة يوسف عليه السلام للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله |

تعليمية تعليمية

عنوان الكتاب: فوائد مستنبطة من قصة يوسف عليه السلام
المؤلف: عبد الرحمن بن ناصر السعدي
المحقق: أشرف بن عبد المقصود أبو محمد
حالة الفهرسة: مفهرس فهرسة كاملة
الناشر: أضواء السلف
سنة النشر: 1420 – 2000
عدد المجلدات: 1
رقم الطبعة: 1
عدد الصفحات: 68
الحجم (بالميجا): 1
تعليمية
تعليمية تعليمية




نبذة عن الكتاب: يحتوي على:
مقدمة المعتني
مقدمة المصنف
1فمن فوائد هذه السورة : أن فيها أصولاً لعلم تعبير الرؤيا
الفصل الإول : وأما رؤيا الفتيين
الفصل الثاني : وأما رؤيا الملك
الفصل الثالث : ومن فوائد القصة
2أنه يتعين على الإنسان أن يعدل بين أولاده
3ومن الفوائد :الحث على التحرز مما يخشي ضؤه
4ومنها : أن من الحزم إذا أراد العبد فعلاًمن الأفعال أن ينظر إليه من جميع نواحيه ويقدر كل احنمال ممكن
5ومنها : الحذرمن الذنوب
6ومنها:أن يعض الشر أهون من بعض
7ومنها : أن العبرة في حال العبد بكمال النهاية لا ينقص البداية
8ومنها:تكميل يوسف صلوات الله عليه لمراتب الصبر
الفصل الرابع
9ومنها : أن الإخلاص لله تعالى أكبر الأسباب لحصول كل خير واندفاع كل شر
10ومنها:ما دلت عليه القصة من العمل بالقرائن من عدة وجوه
11ومنها:أنه ينبغي للعبد أن يبعد عن أسباب الفتن ويهرب منها عند وقوعها
12ومنها:ما عليه يوسف صلوات الله عليه من الجمال الظاهر الذي أخذ بلب امرأة العزيز وشغفها حبا
13ومنها : أنه ينبغي للعبد أن يلتجئ إلى الله عند خوف الوقوع فيتن المعاصي والذنوب
الفصل الخامس
14ومنها : فضل الإيمان الكامل واليقين والطمأنينة بالله وبذكره
15ومنها : أنه لا بأس بالاستعانة بلمخلوق في الأمور العادية التي يقدر عليها بفعله أو قوله وإخباره
16ومنها : أن الإنسان إذا وجهت له تهمة هو بريئ منها لا يلائم على طلب الطرق والوسائل التي يحصل بها الوضوح والييان العام للناس
الفصل السادس
17ومن ذلك : أن يوسف صلى الله عليه وسلم جمع لهم بين تعبير رؤيا الملك وبين ما ينبغي لهم أن يفعلوه ويديروه في سنين الخضب للاستعداد لسنين الجدب
18ومنها : مشروعية الضيافة
19ومنها : أن استعمال الأسباب الواقية من العين أو غيرها غير ممنوع بل جائز أو مستحب بحسب حاله
20ومنها :جواز استعمال الحيل والمكائد التي يتوصل بها إلى حق من الحقوق الواجبة والمستحبة أو الجائزة
21ومنها : استعمال المعاريض عند الحاجة إليها فإن في المعاريض مندوحة عن الكذب وذلك من وجوه
22ومنها : أن الإنسان لا يحل له أن يشهد إلابما يعلم
23وفيها : أن وجود المسروقي بيد السارق وقرينة على أنه السارق
24ومنها : هذه المحنة العظيمة التي امتحن الله بها نبيه وصفيه يعقوب عليه السلام
25ومنها : إن الفرج مع الكرب
26ومنها:أن الله يبتلي أنبيائه وأصفيائه بالشدة والرخاء
27ومنها :جواز إخبار الإنسان بما يجد وما هو فيه من مرض أو فقرأو غيرهما على غير وجه التسخط
28ومنها : فضيلة التقوى والصبر وأن كل خير في الدنيا والآخرة فمن آثارهما
29ومنها : أنه ينبغي أن يتضرع إلى الله دائماً في تثبيت إيمانه ويعمل الأسلاب لذلك
30ومنها : ما من الله به على يوسف من حسن عفوة عن إخوته
31ومنها : ما في هذه القصة العظيمة من البراهين على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم
الفصل السابع
دليل على أن هذا وصف النفس من حيث هي 32وفي قوله تعالى : ( إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي )
33وفي تضاعيف القصة فضيلة العلم من وجوه كثيرة
34وفيها : أن شفاء الأمراض كما يكون بالأدوية الحسية يكون بأسباب ربانية
35ومنها : جواز سؤال الخلق خصوصاً الملوك عند الضرورة
36ومن فوائد القصة : أن الجهل كما يطلق على عدم العلم فإنه يطلق على عدم الحلم وعلى ارتكاب الذنب
37ومنها : قوله تعالى :ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم
38ومنها : أن العمل بالشريعة فيه إصلاح الأرض والبلاد
39ومنها : الدلالة على الأصل الكبير الذي أعاده الله وأبداه في كتابة :أن لكل نفس ما كسبت من الخير والثواب وعليها ما اكتسبت من الشر والعقاب وأنه لا تزر وازرة وزر أخرى
40ومنها : الحث على فعل الأسباب الجالية للخيرات والحافظة من الكريهات
الفصل الثامن
41ومن فوائد القصة: الإرشاد إلى طريق نافع من طرق الجدال والمقابلة بين الحق والباطل
42ومنها: أن الدين المستقيم الذي عليه جميع الرسل واتباعهم هو عبادةالله وحده لا شريك له
43ومنها : وجوب الاعتراف بنعم الله الدينية والدنيوية
44ومنها : أن الإحسان في عبادة الله والإحسان إلى العباد سبب ينال به العلم وتنال به خيرات الدنيا والآخرة
45ومنها : أن النظر إلىالغايات المحبوبة يهون المشاق المعترضة في وسائلها
46ومنها : أن العقود بما يدل عليها من قول وفعل لا فرق بين عقود التبرعات وعقود المعاوضات
الفصل التاسع
47إذا قيل : كيف خفي موضع يوسف على يعقوب وما بينه إلا مسافة قليلة مع طول المدة وقوة الداعي الملح وعلمه أنه على الوجود وحرصه الشديد على لقياه
الفصل العاشر
48قوله تعالى عن يعقوب في أول ما صنع أبناؤه بأخيهم يوسف :بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون
49ومنها : قوله تعالى : معذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون
50ومنها : أن آيات الله أنما ينتفع بها السائل المستهدي الذي قصده معرفة الحق واتباعه
51ومنها : أن المشاورة نافعة في كل شي حتى في تخفيف الشر
الفصل الحادي عشر
52إنما لم يصدق يعقوب بنيه حين قالوا :أكله الذئب وعملوا تلك القرائن المبررة لقولهم
53وتدل القصة على : أن الولايات الكبار والصغار لا بد لمتوليها أن يكون كفوا في قوته وأمانته وعمله بأمور الولاية
الفصل الثاني عشر
54لما قص الله تعالى علينا هذه القصة العجيبة بتفاصيلها قال آخرها : ما كان حديث يفترى
حمل الكتاب من المرفقات صيغة pdf

الملفات المرفقة تعليمية 45780.pdf‏ (1.02 ميجابايت)




التصنيفات
القران الكريم

تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان

تعليمية



الكتاب :

تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان

تعليمية


المؤلف :

عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي

تعليمية

المحقق :

عبد الرحمن بن معلا اللويحق

تعليمية

الناشر :

مؤسسة الرسالة

تعليمية

الطبعة :

الأولى 1420هـ -2000 م

تعليمية

عدد الأجزاء : 1

تعليمية

مصدر الكتاب :

موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف

تعليمية

التحميل :



هـــنـــا

تعليمية




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




التصنيفات
القران الكريم

[فتاوى] حكم الوقفات في كتاب الله التي تفيد معنى جديدا ؟ للعلامة بقية السلف عبد الرحمن

تعليمية تعليمية

[فتاوى] حكم الوقفات في كتاب الله التي تفيد معنى جديدا ؟ للعلامة بقية السلف عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله تعالى

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

عنوان الفتوى :
حكم الوقفات في كتاب الله التي تفيد معنى جديدا

رقم الفتوى : 39163

تاريخ الفتوى : 1/4/1432 هـ — 2022-03-06

السؤال : نسمع من بعض القراء الكبار بعض الوقفات والبداءات في كلام الله تفيد معنى جديدا صحيحا ، ومن أمثلة ذلك :
– الوقف على قوله: (لمن الملك اليوم)، ثم يبدأ: (الملك اليوم لله الواحد القهار).
– الوقف على قوله: (تمشي على استحياء)، ثم يبدأ: (على استحياء قالت)، فصفة الاستحياء في الأول للمشي وفي الثاني للقول.
– الوقف على قوله: (ولم يمسسني بشر قال كذلك)، أي : أن نعم لم يمسسك بشر، ثم يبدأ: (الله يخلق ما يشاء) أو يبدأ: (كذلك الله يخلق ما يشاء) .
– الوقف على قوله: (فيم أنت من ذكراها)، ثم يبدأ: (أنت من ذكراها)، أي: أنت من علاماتها.
– الوقف على قوله: (أأنتم تزرعونه أم نحن) ثم يبدأ: (نحن الزارعون).
– الوقف على قوله: (قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم)، ثم يبدأ: (يا إبراهيم لئن لم تنته).
– الوقف على قوله
(أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار) ثم يبدأ (الله الواحد القهار)، وهكذا في آيات أخر .
والسؤال يا فضيلة الشيخ : ما حكم الوقف والابتداء اللذين يفيدان معنى جديدا صحيحا ( سواء كان متبادرا أو غير متبادر )، وهل يتسع الخلاف في هذا؟
– وهل نقول بأن الجميع مراد لله؟ وأن الله تعالى تكلم به على هذه الصفة؟ أو يحتمل أن يكون تكلم به على هذه الصفة؟
– وهل تجوز القراءة به ولفت النظر إليه؟
– وما حكم البداءة المخلة بالإعراب، مثل الوقف على قوله: (ألا لعنة الله على الظالمين)، ثم البدء بقوله: (الظالمين الذي يصدون …)؟
أفيدونا أثابكم الله؛ فقد وقع الخلاف، وانتشر، وكثر السؤال عن هذا؛ خصوصا أنه في قراءة بعض القراء الكبار.

الإجابة :

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن القراءة بهذه الطريقة المذكورة لا تجوز؛ والوقف والابتداء من أحكام القراءة، فيجب أن يتبع فيها ما درج عليه علماء القراءات، وما يتفق مع مقتضى اللسان العربي، وما ذكر في السؤال من الأمثلة، منه ما لا يفيد معنى جديدا، بل يخالف قاعدة اللسان العربي، ويتضمن الزيادة في القرآن:

  1. فقوله تعالى: (لمن الملك اليوم)، الجملة استفهام، وقاعدة اللغة أنها لا تعاد جملة الاستفهام في الجواب، فإذا قال القارئ: (لمن الملك اليوم)، ثم قال : (الملك اليوم لله الواحد القهار)، زاد في القرآن جملة؛ مرة في السؤال ومرة في الجواب، إذ يكون التقدير: لمن الملك اليوم؟ الملك اليوم لله الواحد القهار.
  2. وكذا قوله تعالى: (تمشي على استحياء)، فإن إعادة الجار والمجرور (على استحياء) يتضمن أنها تمشي على استحياء، وقالت ما قالت على استحياء، وهذا معنى محدث، لم يدل عليه القرآن، ويلزم منه أن يكون المعنى: مشت على استحياء، وقالت على استحياء، والتقدير: تمشي على استحياء، على استحياء قالت.
  3. وكذلك قوله تعالى عن مريم : (ولم يمسسني بشر قال كذلك)، الوقف على اسم الإشارة، ثم الابتداء بقوله: (قال كذلك) يتضمن استعمال اسم الإشارة في معنيين؛ أولهما: قول مريم: (لم يمسسني بشر)، وهذا معنى محدث، لم يقل به أحد من المفسرين، والمراد من اسم الإشارة المعنى الثاني، وهو الإشارة إلى خلق المسيح.
  4. وقوله تعالى: (فيم أنت من ذكراها)، إعادة (أنت من ذكراها)، يتضمن معنى محدثا لم يُرد من الآية، وهو أن الرسول صلى الله عليه وسلم ــ شخصه أو بعثته ــ ذكرى للساعة، ويزعم من يقرأ كذلك أن معنى (ذكرى) علامة، وهذا خلاف ما يقتضيه سياق الكلام، وهو أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس في شيء من العلم بموعد الساعة.
  5. قوله تعالى: (أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون)، الاستفهام في الآية للإنكار؛ فتفيد الآية نفي الزرع عن المخاطبين، وإضافته إلى الله العظيم، فالوقف على الضمير، ثم الابتداء به لا يفيد معنى جديدا، بل يؤدي إلى الزيادة في القرآن بتكرار الضمير، والتطويل المنافي للفصاحة.
  6. وقوله تعالى: (قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم)، الوقف على إبراهيم ثم إعادة جملة النداء يتضمن دعوى باطلة في خبر الله عن أبي إبراهيم، وهو أنه قال: (يا إبراهيم) مرتين، مرة مع جملة الاستفهام الإنكاري، ومرة مع جملة التهديد، والله إنما ذكر جملة النداء مرة واحدة، كما أنه يتضمن الزيادة في القرآن، وليس فيه معنى جديد، وجملة التهديد لا تفتقر إلى إعادة جملة النداء.
  7. قوله تعالى: (أم الله الواحد القهار) وردت الآية لبيان من هو خير، وهو الله الواحد القهار، وفي الوقت نفسه تفيد أن الله هو الواحد القهار، وإعادة الجملة يتضمن أنها جواب لاستفهام عن تعيين الواحد القهار، وهذا معنى محدث في الآية، كما يتضمن الزيادة في القرآن؛ فإن مقتضى الوقف والابتداء المذكور يجعل التقدير: أأرباب متفرقون خير أم الواحد القهار، الله الواحد القهار. والحاصل أن الحامل على هذه الطريقة هو الاستحسان، وهو أصل البدع في الدين، فالواجب ترك هذه الطريقة، ومناصحة من يقرأ بها.
  8. قوله تعالى: (ألا لعنة الله على الظالمين)، من يعيد المجرور (الظالمين) لا يريد أن تكون جملة مستأنفة ؛ فيجب الرفع، ومعلوم أن هذا لا يجوز في الآية، وإنما يريد بناء الوصف (الذين يصدون)، وكان الذي ينبغي إذا وقف اضطرارا أن يعيد حرف الجر (على)، مع أنه لا موجب لإعادة المجرور، ولا الجار والمجرور، وليس في الوقف على (الظالمين) إشكال، كالوقف على (المصلين) من قوله تعالى: (فويل للمصلين. الذي هم عن صلاتهم ساهون).

والله أعلم.
رابط الفتوى : من الموقع الرسمي
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
القران الكريم

[فوائد مستخلصة] من تفسير القرآن للإمام العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تع

تعليمية تعليمية

[فوائد مستخلصة] من تفسير القرآن للإمام العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سأفتح هذه الصفحة لإستخلاص الفوائد من تفسير القرآن للإمام السعدي رحمه الله تعالى . نسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم و أن ينفعنا و إياكم به.

فوائد مستخلصة من تفسير سورة الفاتحة :

{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿5﴾ }
*تقديم المعمول يفيد الحصر، و هو إثبات الحكم للمذكور – أو كما قال الشيخ العثيمين رحمه الله تقديم ما حقه التـاخير يفيد الحصر أي تحصر العبادة و الإستعانة فلا تكونان إلا لله تعالى – فكأنه يقول نعبدك و لا نعبد غيرك و نستعين بك و لا نستعين بغيرك .
* و تقديم العبادة على الإستعانة من باب تقديم العام على الخاص، و اهتماما بتقديم حق الله تعالى على حق عبيده.
* العبادة هي إسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال و الأعمال الظاهرة و الباطنة.
* الإستعانة هي الإعتماد على الله تعالى في جلب المنافع و دفع المضار، مع الثقة به تعالى في تحصيل ذلك .
* القيام بعبادة الله و الإستعانة به هو الوسيلة لتحصيل السعادة الأبدية و النجاة من جميع الشرور.
* تكون العبادة عبادة، إذا كانت مأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مقصودا بها وجه الله .
* و ذكر الإستعانة بعد العبادة مع دخولها فيها، لإحتياج العبد في جميع عباداته إلى الإستعانة بالله تعالى، فإنه إن لم يعنه الله لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر و اجتناب النواهي.
* الهداية إلى الصراط : لزوم دين الإسلام.
* الهداية في الصراط : تشتمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما و عملا.
* المغضوب عليهم : الذين عرفوا الحق و تركوه كاليهود و نحوهم .
* الضالين : الذين تركوا الحق على جهل و ضلال، كالنصارى و نحوهم.
هذه السورة على إيجازها ، فقد احتوت على ما لم تحتو عليه سور من سور القرآن :
* تضمنت أنواع التوحيد الثلاثة : توحيد الربوبية مأخوذ من قوله تعالى { رَبِّ الْعَالَمِينَ }و توحيد الألوهية مأخوذ من قوله تعالى : { الله } . و توحيد الأسماء و الصفات مأخوذ من قوله تعالى : { الْحَمْدُ}
* و تضمنت إثبات النبوة في قوله : {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } ، لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة.
* إثبات الجزاء على الأعمال في قوله تعال : {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } و أن الجزاء يكون بالعدل، لأن الدين معناه الجزاء بالعدل. و تضمنت إثبات القدر و أن العبد فاعل حقيقة بخلاف القدرية و الجبرية.
* بل تضمنت الرد على جميع أهل البدع و الضلال في قوله تعالى {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} لأنه معرفة الحق و العمل به و كل مبتدع فهو مخالف لذلك.
* تضمنت إخلاص الدين لله تعالى ، عبادة و استعانة في قوله تعالى { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} . فالحمد لله رب العــالمــــين.


تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان. للإمام السعدي رحمه الله تعالى .

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
القران الكريم

[صوتية] قراءة صوتية للقارئ محمد علي العرفج لتفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله ت

تعليمية تعليمية

[صوتية] قراءة صوتية للقارئ محمد علي العرفج لتفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

قراءة صوتية لتفسير السعدي كاملا ً بصوت الشيخ محمد العرفج

بسـم الله الرحمـن الرحيـم
الناشر : المكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات بالربوة بمدينة الرياض

نبذة مختصرة: تفسير السعدي : يعتبر كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، من أفضل كتب التفسير؛ حيث يتميز بالعديد من المميزات منها سهولة العبارة ووضوحها، ومنها تجنب الحشو والتطويل، ومنها تجنب ذكر الخلاف، ومنها السير على منهج السلف، ومنها دقة الاستنباط، ومنها انه كتاب تفسير وتربية.

وقد يسر الله لنا – ولله الحمد – الحصول على قراءة صوتية لهذا الكتاب النفيس بصوت الشيخ محمد بن علي العرفج – أثابه الله – وأحببنا أن نوفرها لزوار الشبكة العنكبوتية – حصريا – عبر مجموعة مواقع www.Islamhouse.com

رابط الوصول : قراءة صوتية لتفسير السعدي – عربي
http://www.islamhouse.com/p/200110

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||

بارك الله فيك في ميزان حسناتك ان شاء الله

|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||