التصنيفات
اسلاميات عامة

احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ

احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ
خطبة جمعة
للشيخ
صالح بن عبد العزيز آل الشيخ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله، هو البشير النذير بشّر بالجنة وأنذر من النار، فصلى الله عليه دائما وأبدا كلما تعاقب الليل والنهار وكلما ذكره الذاكرون وغفل عن الصلاة عليه الغافلون كِفاء ما أرشدنا وكفاء ما بشّر وأنذر وكفاء ما هدى وعلم، وصلى الله على آله وصحبه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها المؤمنون: اتقوا الله حق التقوى.
عباد الله ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال «احرص على ما ينفعُك» هذه الجملة من ذاك الحديث العظيم قاعدة من القواعد التي يمشي عليها المسلم في حياته؛ الحرص على ما ينفعه، «احرص على ما ينفعك» يعني لتكن حريصا، لتكن شَغُوفا، لتكن مُقبلا على الذي ينفعك، على الذي ينفعك في آخرتك، على الذي ينفعك فيما ستؤول إليه حياتك وما يتبع ذلك من أمر الدنيا، ذلك -أيها المؤمنون- أنّ الحرص مركّب في النفس البشرية ركَّب الله جل وعلا العباد وفَطَرهم على أن يكونوا حريصين فالحرص موجود في النفس، ولهذا كان من توجيهات الشّرع الحكيم أن يوجّه حتى ما هو من شؤون النّفس، حتى تتوجه نفسُ العبد قلبا وقالبا، صورة وروحا، حتى تتوجه إلى الله، حتى تتوجّه إلى ما يستقبلها بعد الممات.
إنّ الحرص مركب في الأنفس كل امرئ تجد عنده حرص، فتجد الناس متنوعين:
هذا يحرص على جمع المال، هذا يحرص على جمعه من شتى ميادينه وبشتى أنواع الجمع، وهذا حرص يجده في نفسه مركّبا.
والثاني تجده يحرص على تتبع شهواته، على تتبع ما فيه ملذاته، على تتبع ما فيه راحته في هذه الدنيا، تارة بحلال، وتارة بأنواعٍ من الحرام.
وآخر تجد أنه يحرص على تتبع أنواعٍ من الأخبار إمّا الأخبار السياسية وإما الأخبار العلمية النّظرية.
وهكذا في أنواع من الناس تجدهم يحرصون على أنواع من الثّقافات، ليَغْذُوا يذلك عقولهم -كما يقولون- ولكي يتنوَّرُوا، تجد أنهم في حرص في ذلك يسعون إليه وفي قلوبهم شغف له.
وإذا نظرت إلى الشباب وجدت أن حرصهم وشغفهم على أنحاء متنوعة:
فمنهم من حرصه على مجالس الزملاء وعلى مجالس الأصدقاء، يقضون فيها بعض ليل وبعض نهار في حرص منهم على تلك اللقاءات وتلك الاجتماعات، وهذا لأجل أنه شيء يجدونه في أنفسهم، يترجم بتصرف منهم تارة لا يكون موزونا بميزان الشرع ولا بميزان العقل الصريح.
وهكذا إذا نظرت إلى النساء وجدت عندهم أنواعا من الحرص بما ركّب الله جلّ وعلا في طبيعة النساء من أنواع الحِرص، فهذه تحرص على ملابس، وتلك تحرص على قيل وقال، وتلك تحرص على أولاد، وتلك تحرص على أنواع من الأغذية، وهكذا في أنواع من النساء كلٌّ يحرص على ما يواكب نفسَه، كل يحرص على ما تميل إليه نفسُه وتجد عند تلك الأصناف جميعًا مِن تتبع ما تشغف به وما تحرص عليه ما لو نظرَه الناظر المتجرد لتعجّب من الفعل.
هذا الذي يلهث وراء المال ليلا ونهارا تارة في هذا البلد وتارة في ذلك البلد، إذا تأمل حالَه من ينظر إلى الآخرة ومن ينظر إلى أنه ليس لامرئ إلا ما كُتِب له تعجب من حاله ومن حرصه.
إذا نظر المرء إلى الذين يحرصون مجالس اللهو ومجالس القيل والقال، نظر إليهم بتجرُّد وجد أن حرصهم يُتعجّب منه، ولأجل هذا لأجل أنّ الناس لابد أن يكون عندهم حرص وجَّه المصطفى ( هذه الأمة إلى أنَّ هذا الحرص الذي ركب في الأنفس أنه لابد أن يُوجه التوجه الصحيح وأن يُجعل في المسار الصحيح، يقول عليه الصلاة والسلام لهذه الأمة معلّما ومرشدا (احرص على ما ينفعك).
إذا نظرت إلى أولئك الناس على اختلاف أصنافهم، وجدت أنهم إذا حرصوا فإنهم أبعد ما يكون عن الحرص على ما ينفعهم في دارهم الآخرة فيما يأتيهم بعد الموت، فيما سيستقبلون من الحياة الباقية التي لا تنقضي آمادها ولا تتقطع آجالها، إنما هي حياة بلا موت وبقاء بلا انقطاع.
إنّ الحرص على تلك الحياة وعلى منزل المرء في تلك الحياة هو الحرص على ما ينفع، هو الحرص على ما ينفع المرء؛ لأنّ العاقل ينظر إلى ما ينفعه، هل سينفعه هذا الذي يلهيه في هذه الدّنيا؟ لا؛ إنه لا ينفعه، إنما الذي ينفعه نفعا حقيقيا باقيا إنما هو النفع الأخروي، وإذا انتفع بشيء في هذه الحياة الدنيا فهو إما أن يكون سببا في إعراضه عن الآخرة فهذا يكون مذموما، وإما أن يكون ليس بسبب جالب له الإعراض عن الدار الآخرة، فهذا له حكمه بحسبه.
وهكذا الذين يحرصون على أنواع العلوم والثقافات والأخبار التي تُنشر ها هنا وها هناك يقرؤون كثيرا ويسمعون كثيرا، إذا تأملت حرصهم هذا كيف سيكون لو وُجِّه إلى الحرص على العلم النافع، إلى الحرص على ما به تُصَحَّح قلوبهم، ما به تصحح عقائدهم، ما به يقوى يقينهم بالله جل جلاله، ما به تُصَحَّح صلواتهم، تجد أولئك الحريصين إذا رأيت منهم قصورا في صلاتهم، قصورا في معرفتهم بالدين، في معرفتهم بالشرع، سألتهم لم هذا القصور؟ كيف تستغلّون الأوقات الكثيرة في قراءة أخبار، في قراءة ثقافات متنوعة، إما بالعربية أو بغير العربية؟ ستسألهم عن ذلك، فسيقولون إنهم قد عرفوا دينهم، وإذا ظنّ المرء أنه عالم فقد تدرّج في سلّم الجهل؛ لأن العالم الحق لا يشبع من العلم الذي يعلم معلومَة، فإنه لا يشبع من أُخرى، وهكذا الذي يحرص على ما ينفعه تجد أنه يحرص على ما يكون به قلبه على يقين صحيح بالله وعلى معرفة حقة بالذي خلق السموات والأرض وخلق ما بينهما وخلق الثرى، تجد الذي عنده عقل صحيح، تجد الذي عنده عقل صريح، تجد الذي عنده بصيرة نافذة يحرص على أن تكون عبادته بعلم نافع، إذا سألت كثيرين ممن يهتمون بالقراءة لم لا تقرؤون في العلم لم لا تقرؤون في الأحكام التي فيها تصحيح لأعمالكم الدينية؟ وجدت عندهم أجوبة مختلفة؛ لكن الجواب الحق أنهم لم يحرصوا على ما ينفعهم.
أيها المؤمنون: إن الشيطان يدخل على كل نفس بما رُكِّب فيها فيدخل عل من يهتم في بعض أمور الحياة الدنيا، بذلك البعض ويجب على المرء أن يكون متذكّرا بقول النبي ( (احرص على ما ينفعك) وإن أعظم ما ينفعك أن تكون في هذه الحياة في الدنيا حريصا على ما تُكتب لك به الحسنات في قولٍ تقوله وفي عملٍ تعمله.
إذا دخلت البيت احرص على ما ينفعك بما تكسب به الحسنات.
إذا خرجت من البيت احرص على ما ينفعك بما تكسب به الأجر وتكسب به الحسنات، وتكسب به القرب من الذي يحفظك بحفظه، الذي يكلؤك بالليل والنهار.
أينما توجهت تذكر وصية المصطفى صَلَّى الله عليه وسلم (احرص على ما ينفعك).
أسأل الله الكريم بأسمائه الحسنى وبصفاته العلى أن يجعلنا من الذين يحرصون على ما ينفعهم، يحرصون على ما به إنارة قبورهم، يحرصون على به رفعة درجاتهم عند الله، يحرصون على أن يتباعدوا عما يقرّبهم من دار الهوان والجحيم.
واسمعوا قول الله جل جلاله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ?إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي المَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ?[يس:12].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المؤمنين من كل ذنب، فاستغفروه حقا وتوبوا إليه صدقا إنه هو الغفور الرحيم.




اقتباس:
أسأل الله الكريم بأسمائه الحسنى وبصفاته العلى أن يجعلنا من الذين يحرصون على ما ينفعهم، يحرصون على ما به إنارة قبورهم، يحرصون على به رفعة درجاتهم عند الله، يحرصون على أن يتباعدوا عما يقرّبهم من دار الهوان والجحيم.

اللهم آمين

بارك الله فيكم




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبيد الله تعليمية

اللهم آمين

بارك الله فيكم

وفيكم بارك الله




جزاكم الله كل خير




التصنيفات
اسلاميات عامة

فضل الذكر

فضل الذكر

أوقات وأحوال يستجاب فيها الدعاء بإذن الله سبحانه وتعالى

1- ليلة القدر.

2- جوف الليل الآخر.

3- ودبر الصلوات المكتوبات.

4- عند النداء للصلوات المكتوبة.

5- عند نزول الغيث.

6- عند زحف الصفوف في سبيل الله.

7- عند شرب ماء زمزم مع النية الصادقة.

8- إذا نام على طهارةٍ ثم استيقظ من الليل ودعا.

9- بين الأذان والإقامة.

10- ساعةٌ من كلِّ ليلةٍ.

11- عند الدعاء بـ "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".

12- ساعةٌ من يوم الجمعة.

13- وأرجح الأقوال فيها أنها آخر ساعةٍ من ساعات العصر يوم الجمعة وقد تكون ساعة الخطبة والصلاة.

14- دعاء الناس عقب وفاة الميت.

15- الدعاء بعد الثناء على الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير.

16- عند دعاء الله باسمه العظيم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.

17- الدعاء في شهر رمضان.

18- عند اجتماع المسلمين في مجالس الذكر.

19- في السجود.

20- عند الاستيقاظ من النوم ليلاً والدعاء بالمأثور في ذلك.

21- دعاء الصائم حتى يفطر.

22- دعاء الصائم عند فطره.

23- دعاء الإمام العادل.

24- دعاء الإمام الولد البار بوالديه.

25- الدعاء عقب الوضوء إذا دعا بالمأثور في ذلك.

26- عند الدعاء في المصيبة بـ :"إِنا لله وإِنا إِليه راجعون اللهم أجُرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها".

27- الدعاء حالة إقبال القلب على الله واشتداد الإخلاص.

28- دعاء المظلوم على من ظلمه.

29- الدعاء على الصفا.

30- الدعاء على المروة.

31- الدعاء عند المشعر الحرام.

32- دعاء الوالد لولده وعلى ولده.

33- دعاء المسافر.

34- دعاء المضطرِّ.

35- الدعاء بعد رمي الجمرة الصغرى.

36- الدعاء بعد رمي الجمرة الوسطى.

37- الدعاء داخل الكعبة ومن صلى داخل الحجر فهو من البيت.

38- دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب.

39- دعاء يوم عرفة في عرفة.

والمؤمن يدعو ربه دائماً أينما كان {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أُجيب دعوة الدَّاعِ إِذا دعانِ} ولكن هذه الأوقات والأحوال، والأماكن تخصُّ بمزيد من العناية ..

فضل الدعاء وأهميته

{وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60]

{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].

وقال صلى الله عليه وسلم: "الدُّعاءُ هو العبادة قال ربكم: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.

وقال صلى الله عليه وسلم: "إن ربكم تبارك وتعالى حييُّ كريمٌ يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً".

وقال عليه الصلاة والسلام: "ما من مسلم يدعو الله بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاثٍ: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها" قالوا: إذاً نكثر. قال: "الله أكثر". رواه الترمذي وأحمد.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من ذلك ومن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كان مثل زبد البحر

وفي الصحيحين أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

وخرج الترمذي وغيره بإسناد حسن عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنه عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ما قعد قوم مقعدا لم يذكروا الله فيه عز وجل ولم يصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم ترة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم وقالت عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه خرجه مسلم في صحيحه .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا ونزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله في من عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه خرجه مسلم في صحيحه .

وفي الصحيحين واللفظ لمسلم عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي وفي بيتي قال قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : الدعاء هو العبادة أخرجه أصحاب السنن الأربعة بإسناد صحيح .

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك رواه مسلم في صحيحه . وعنه رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة الأعداء رواه النسائي وصححه الحاكم .

وعن بريدة رضي الله عنه قال : سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد سأل الله باسمه الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب أخرجه الأربعة وصححه ابن حبان .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر أخرجه مسلم .

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير متفق عليه .

وعن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وارزقني علما ينفعني رواه النسائي والحاكم .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة رواه البخاري . وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح .

وعن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : سيد الاستغفار أن يقول العبد اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت رواه البخاري في صحيحه .
والآيات والأحاديث في فضل الذكر والدعاء والاستغفار كثيرة ومعلومة .

منقـــولة وجزء منها مأخوذ من موقع ابن باز رحمه الله فجزى الله خيراً من كتبها وأعدها ونشرها




شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله خيرا




بارك الله فيك على الموضوع وجعله الله في ميزان حسناتك

وقد وجه سؤال الى الشيخ العثيمين رحمه الله حول آداب الدعاء فاجاب

الجواب
الشيخ: رفع اليدين بالدعاء من أسباب إجابة الدعاء ومن آداب الدعاء كقول النبي عليه الصلاة والسلام "إن الله حيي كريم يستحي من عبده إ ذا رفع يديه أن يردهما صفرا ً" ولأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى الله يا رب يا رب وهذا يدل على أن رفع اليدين في الدعاء من آداب الدعاء ومن أسباب الإجابة، وعلى هذا فالأصل، الفصل أنه يسن لكل من دعا الله عز وجل أن يرفع يديه إلا ما دل الدليل على خلافه، فمما دل الدليل على خلافه وأنه لا يرفع يديه في الدعاء، الدعاء في خطبة الجمعة فإن الدعاء في خطبة الجمعة لا ترفع فيه الأيدي لا من الإمام ولا من المستمعين للخطبة إلا في حال الإستسقاء فإنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رفع يديه وهو يخطب يقول اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، ورفع الصحابة أيديهم معه، وكذلك في الإستصحاء فإنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم حين جاءه الرجل يشكو إليه أن المطر هدم البناء وأغرق المال رفع يديه صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الناس يوم الجمعة فقال اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر، أما إذا دعا في خطبة الجمعة بغير ذلك فإنه لا يرفع يديه ولهذا أنكر الصحابة رضي الله عنهم على بشر بن مروان حين دعا في خطبة الجمعة ورفع يديه وقالوا قبح الله هاتين اليدين فنهوه عن ذلك، ومن المواضع التي لم يرد رفع اليدين فيها بل الظاهر فيها عدم الرفع الدعاء في الصلاة بين السجدتين والدعاء في الصلاة في أخر التشهد وأما دعاء القنوت فإنه ترفع فيه الأيدي لأن ذلك جاء عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وأما الدعاء بعد الصلاة فإننا نقول الأصل أنه لا دعاء بعد الصلاة وأن الدعاء إنما يكون قبل السلام، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر التشهد في حديث ابن مسعود رضى الله عنه قال ثم ليتخير من الدعاء ما شاء وليدعو به، فالدعاء إنما يكون قبل أن تسلم ما دمت بين يدي الله عز وجل تناجي ربك فهذا أقرب إلى الإجابة مما لو دعوت بعد الانصراف من الصلاة، لأنه إذا انصرف الإنسان من صلاته انقطعت المناجاة بينه وبين ربه ولا شك أن دعائه حال المناجاة لربه عز وجل أقرب إلى الإجابة من الدعاء بعد انقطاع المناجاة، حتى إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال إنما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل حين قال له لا تدعنَّ أن تقول دبر كل صلاة مكتوبة اللهم اعني على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك، قال إن هذا يكون قبل السلام في آخر الصلاة وقال إن المراد بدبر الصلاة آخرها، لأن دبر كل شيء منه ولهذا يقال دبر الحيوان لمؤخره، أو مؤخره منه، وما ذهب إليه شيخ الإسلام رحمه الله من أن الدعاء إنما يكون قبل السلام في أخر الصلاة هو الأقرب، وبناء على ذلك نقول ما قيد بدبر الصلاة فإن كان ذكراً فمحله بعد الصلاة، وإن كان دعاء فمحله قبل السلام، فيكون حديث معاذ بن جبل رضى الله عنه قبل السلام في آخر الصلاة لأنه دعاء، ويكون التسبيح والتحميد والتكبير المقيد بدبر الصلاة يكون بعد السلام لأنه ذكر، وقد قال الله تعالى (فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم)، فمحل الذكر بعد السلام فإذا ورد ذكر مقيد بدبر الصلاة فإنه يكون بعد السلام، ومحل الدعاء قبل السلام في آخر التشهد لحديث ابن عباس الذي ذكرناه أنفاً فيكون ما قيد بدبر الصلاة من الدعاء قبل السلام، أما ما يعتاده بعض الناس من كونهم إذا سلموا من الصلاة الفريضة أو النافلة رفعوا أيديهم بصفة مستمرة فهذا بلا شك ليس من السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واتخاذه قربة يتقرب بها الإنسان إلى ربه ويجعل هذا المكان موضعاً له على سبيل التقييد لا شك أنه بدعة وأنه ينبغي للإنسان أن يتجنبه، لكن لو دعا أحياناً ورفع يديه بعد النافلة أو بعد الفريضة فأرجو أن لا يكون في ذلك بأس لأنه فرق بين الأمور الراتبة التي يجعلها الإنسان سنة يستمر فيها وبين الأمور العارضة، فالأمور العارضة قد يتسامح فيها بخلاف الأمور المستمرة الدائمة فلابد من ثبوت أنها سنة.

وهاته محاضرة القاها الشيخ عبد الرزاب ابن محسن البدر بعنوان

فقه الدعاء لمن ارد تحميلها والانتفاع بها




بارك الله فيكم على الموضوع القيم وهذه اضافة بسيطة ايضا ليصبح الموضوع غنيا

أحاديث في فضل الذكر من كتاب صحيح الترغيب والترهيب للشيخ الألباني

صحيح الترغيب والترهيب [ جزء 2 – صفحة 95 ]
1487 – ( صحيح )
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته فينفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعاوإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه

صحيح الترغيب والترهيب [ جزء 2 – صفحة 95 ]
1490 – ( صحيح لغيره )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل يقول أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحركت بي شفتاه
رواهابن ماجه واللفظ له وابن حبان في صحيحه

صحيح الترغيب والترهيب [ جزء 2 – صفحة 95 ]
1491 – ( صحيح )
وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسولالله إن شرائع الإسلام قد كثرت فأخبرني بشيء أتشبث به قال لا يزال لسانك رطبا منذكر الله
رواه الترمذي واللفظ له وقال حديث حسن غريب وابن ماجه وابن حبان فيصحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد

صحيح الترغيب والترهيب [ جزء 2 – صفحة 96 ]
1492 – ( حسن صحيح )
وعن مالك بن يخامر أن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال لهمإن آخر كلام فارقت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قلت أي الأعمال أحب إلىالله قال أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني واللفظله والبزار إلا أنه قال أخبرني بأفضل الأعمال وأقربها إلى الله
وابن حبان فيصحيحه

صحيح الترغيب والترهيب [ جزء 2 – صفحة 96 ]
1493 – ( صحيح )
وعنأبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بخيرأعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير من إنفاق الذهب والورق
وخيرلكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا بلى
قال ذكرالله
قال معاذ بن جبل ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله
رواه أحمد بإسنادحسن وابن أبي الدنيا والترمذي وابن ماجه والحاكم والبيهقي وقال الحاكم صحيح الإسناد

صحيح الترغيب والترهيب [ جزء 2 – صفحة 96 ]
1495 – ( صحيح لغيره )
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كانيقول إن لكل شيء صقالة وإن صقالة القلوب ذكر الله وما من شيء أنجى من عذاب الله منذكر الله
قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال ولو أن يضرب بسيفه حتىينقطع
رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي من رواية سعيد بن سنان واللفظ له

صحيحالترغيب والترهيب [ جزء 2 – صفحة 96 ]
1496 – ( صحيح لغيره )
وعن ابن عباسرضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عجز منكم عن الليل أنيكابده وبخل بالمال أن ينفقه وجبن عن العدو أن يجاهده فليكثر ذكر الله
رواهالطبراني والبزار واللفظ له وفي سنده أبو يحيى القتات وبقيته محتج بهم في الصحيحورواه البيهقي من طريقه أيضا

صحيح الترغيب والترهيب [ جزء 2 – صفحة 97 ]
1497 – ( حسن لغيره )
وعن جابر رضي الله عنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال ما عمل آدمي عملا أنجى له من العذاب من ذكر الله تعالى
قيل ولا الجهادفي سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع
رواهالطبراني في الصغير والأوسط ورجالهما رجال الصحيح

صحيح الترغيب والترهيب [ جزء 2 – صفحة 97 ]
1500 – ( صحيح )
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت
رواهالبخاري ومسلم إلا أنه قال مثل البيت الذي يذكر الله فيه

صحيح الترغيب والترهيب [ جزء 2 – صفحة 97 ]
1501 – ( صحيح )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقالسيروا هذا جمدان سبق المفردون
قالوا وما المفردون يا رسول الله قال الذاكرونالله كثيرا
رواه مسلم واللفظ له




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وحتى يكون الموضوع اكثر نفعا باذن الله
قد جاء في تفسير الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير الاية
(الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد : 28 )

ذكر تعالى علامة المؤمنين، فقال: {الذين آمنوا وتطمئنُّ قلوبُهم بذكر اللّه}؛ أي: يزول قلقها واضطرابها، وتحضُرُها أفراحها ولذَّاتها. {ألا بذكرِ اللّه تطمئنُّ القلوب}؛ أي: حقيق بها وحريٌّ أن لا تطمئنَّ لشيءٍ سوى ذكره؛ فإنَّه لا شيء ألذ للقلوب ولا أشهى ولا أحلى من محبة خالقها والأنس به ومعرفته،
وعلى قَدْرِ معرفتها باللّه ومحبَّتها له يكون ذِكْرُها له، هذا على القول بأنَّ ذكرَ اللّه ذِكْرُ العبد لربِّه من تسبيح وتهليل وتكبير وغير ذلك، وقيل: إن المراد بذِكْر اللّه كتابُه الذي أنزله ذكرى للمؤمنين؛ فعلى هذا معنى طمأنينة القلب بذكر اللّه أنها حين تَعْرِفُ معاني القرآن وأحكامه تطمئنُّ لها؛ فإنَّها تدل على الحقِّ المبين المؤيَّد بالأدلة والبراهين، وبذلك تطمئنُّ القلوب؛ فإنَّها لا تطمئنُّ إلا باليقين والعلم، وذلك في كتاب اللّه مضمونٌ على أتمِّ الوجوه وأكملها، وأما ما سواه من الكتب التي لا ترجِعُ إليه؛ فلا تطمئنُّ بها، بل لا تزال قلقةً من تعارض الأدلَّة وتضادِّ الأحكام، {ولو كان من عندِ غيرِ اللّه لَوَجَدوا فيه اختلافاً كثيراً}، وهذا إنما يعرفه من خَبَرَ كتابَ اللّه، وتدبَّره، وتدبَّر غيره من أنواع العلوم؛ فإنَّه يجد بينها وبينه فرقاً عظيماً.




التصنيفات
اسلاميات عامة

الذب عن رسالة محمد صلى الله عليه وسلّم

الذب عن رسالة محمد
صلى الله عليه وسلّم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فقد اطلعت على تصريح نشرته جريدة المدينة (العدد /15640) في ملحقها المسمّى بالرسالة في يوم الجمعة 18/محرم/1427هـ، الموافق 17/فبراير/2006م.
للمفكر الدكتور أحمد كمال أبو المجد نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، تحت عنوان "احترام الأديان ضرورة وعلى العرب التخلص من معاداة الإسلام ".
ومما قاله في هذا التصريح :
أولاً – قوله : " بضرورة فتح مجالات مختلفة وحديثة للحوار بين الإسلام والديانات الأخرى من خلال المفكرين والعلماء والباحثين من أجل التقارب وحل المشكلات والاختلافات ".
نسأل نائب رئيس المجلس القومي :
1- ما هي المجالات المختلفة التي تدعو إلى فتحها ؟ وما المراد بقولك حديثة ؟ وهل نصوص القرآن والسنة تدخل في هذه المجالات الحديثة ؟.
2- وما هي القواعد والأصول والضوابط التي يتحتم الرجوع إليها في القضايا الكبرى التي يختلف فيها أهل الديانات وتدور حواراتهم حولها ؟.
3- ما هو التقارب الذي تدعو إليه ؟ بيّنه لنا !.
ليدرك المسلمون هل الإسلام كتاباً وسنة وإجماعاً يسلم به ويقره أو يرفضه لأنه باطل -ولا يكون إلا كذلك-؟ لأنه لا يمكن إلا بالتنازل عن نصوص لا تحصى من الكتاب والسنة وعن أصول من الضروري في الإسلام التمسك بها والثبات عليها.
ثانياً – قوله : "إن الحوار يفتح الطريق أمام أهل الديانات السماوية في العالم للتعاون والحوار الهادئ البناء من خلال أنشطة مختلفة ومشتركة لمقاربة الأخطار التي تتعرض لها الإنسانية ومواجهة العنف والإرهاب ومشاكل ازدراء الأديان ".
أقول : إن المسلمين يؤمنون بكل الأنبياء وكل الكتب التي أُنزلت عليهم من السماء، وذلك من أركان دينهم التي من أخل بواحد منها لا يكون مؤمناً أبداً، ومن هذه الكتب (التوراة) التي أنزلها الله على موسى، و(الإنجيل) الذي أنزله الله على عيسى -عليهما الصلاة والسلام-، ونحن نسأل الدكتور أحمد كمال.
1- هل اليهود يؤمنون بمحمّد وعيسى -عليهما الصلاة والسلام- و(بالقرآن) المنزّل على محمد -صلى الله عليه وسلم-، و(بالإنجيل) المنـزّل على عيسى -صلى الله عليه وسلم-؟ أو هم كافرون جاحدون بمحمّد وبما أنزل عليه؟.
ما أخال الدكتور ومن يسير على دربه إلا أنهم سيعترفون بأن كلاً من اليهود والنصارى قد كفروا بمحمّد ورسالته السماوية، وأن اليهود قد كفروا بعيسى ورسالته السماوية.
وإذا كان هذا هو واقع أتباع الديانات؛ فما هو المرجع الذي يرجعون إليه في حل الخلافات العقائدية التي هي أساس كل الخلافات والعداوات والحروب؟ وما هو المرجع أيضاً في سائر الخلافات من سياسية واجتماعية واقتصادية… الخ.
2- هل يعرف الدكتور أو يعترف بأن كلاً من اليهود والنصارى قد كفروا بما في التوراة والإنجيل من توحيد الله وإخلاص الدين له وتنـزيهه عن الشركاء والأنداد، فجعلوا لله أبناء وأنداداً وشركاء؟.
قال تعالى : (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) ( التوبة : 30 -32).
3 – وهل يعترف بأن اليهود والنصارى قد كفروا كذلك بما في الكتابين من وجوب الإيمان بمحمّد -صلى الله عليه وسلم- ورسالته ووجوب اتباعه, بل تعدوا ذلك إلى الطعن فيه وتشويهه والطعن في رسالته وشن الحروب على أتباعه، حسداً منهم وعداوة وبغضاً؟.
4 – هل يعترف الدكتور بما جاء في القرآن والسنة من تحريف اليهود والنصارى للتوراة والإنجيل والتلاعب بكثير من نصوصهما في التوحيد وغيره ؟.
5- وهل يعرف ما سجله عليهم علماء الإسلام من كفر وشرك وتحريف في دواوين معروفة؟ بل بعض علماء النصارى يدينونهم بالتحريف!.
وإذا كان الأمر كذلك, فهل يصح شرعاً وعقلاً قوله عن اليهود والنصارى إنهم من أهل الديانات السماوية؟، أي أنهم على دين سماوي يقف مع الإسلام المحفوظ كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وبيانه السنة من التحريف والتبديل.
ثالثاً – قال الدكتور أحمد خلال استقباله لوفد مجلس الشيوخ الأسباني : " إن الاحترام بين الديانات ومقدساتها ضرورة ملحة وضمان لحقوق الأقليات الدينية، وحرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية والتخلص من ظاهرة معاداة الإسلام والتهجم على شخص الرسول والمسلمين المقيمين في أوربا".
أقول :
لا أدري عن هذا الوفد الأسباني هل جاء لمقابلة الدكتور وحده أو قصده بالزيارة مع آخرين يحملون اتجاه الدكتور!, ولا ندري عن أهداف هذا الوفد!, وكيف كان يدور الحوار بينهم إن كان هناك حوار!, وما أظن أنّ الدكتور حاول إقناع هذا الوفد بالإسلام!, لأن لهم ديناً سماوياً ومقدسات يجب احترامها كما صرّح بضرورة احترامها.
ونطلب من الدكتور أن يبين لنا بالتفصيل هذه المقدسات في هاتين الديانتين التي من الضروري احترامها، وما هو نوع هذا الاحترام الذي يجب على المسلمين تجاه هذه المقدسات؟ ولعل منها الصلبان والصور والقبور المعبودة.
ونسأل الدكتور: ما هي الطرق التي تخلّص اليهود والنصارى من ظاهرة معادات الإسلام؟ ألا يعلم أنّه لا يمكنهم التخلّص من هذا الداء المهلك إلا أن يتركوا ديانتهم المحرفة… الخ، ويعتنقوا الإسلام دين الله الحق؟ ألا يعلم الدكتور أن الله قال عن اليهود: (بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) (الحشر: الآية 14)، وقال عن النصارى: (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) (المائدة:14).
فمن هذا حالهم فيما بينهم كيف يتخلصون من معادات الإسلام ويصبحون من المحبين للإسلام وأهله ؟!
لقد سرد لنا الدكتور في هذا التصريح الموجز عدداً من العبارات التي يطلقها كثير من المفكرين الذين يدعون أهل الديانات إلى وحدة الأديان ألا وهي :
1- الحوار بين الأديان.
2- التقارب بين الأديان
3- الديانات السماوية.
4- الديانات ومقدساتها.
5- حرية الاعتقاد.
ولهم عبارات أخرى لم يذكرها الدكتور.
ولا أدري هل هو ممن يقول بوحدة الأديان أو هو ممن يحاربها, ولكنّ التقليد والجهل بما يرمي إليه دعاة وحدة الأديان من إطلاق هذه العبارات دفعه إلى سردها خلال هذا التصريح.
وأخيراً:
أرى أن لي الحق أن أذبّ عن رسالة محمّد -صلى الله عليه وسلم-, بل أرى من الضروري الذبّ عنها، وأن ذلك من واجبي وواجب المسلمين جميعاً.
فكما هبّ الكثير من المسلمين للذبّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجب عليهم أن يذبّوا عن رسالته، ولا يجوز لهم السكوت عن تشويه هذه الرسالة العظيمة وتحقيرها بالتسوية بينها وبين الديانات الوثنية أو الديانات المحرّفة المبدّلة التي استحال فيها التوحيد إلى الشرك والكفر، واتخاذ البشر والأخشاب والصور أنداداً لله.
وتحولت المحرّمات فيها إلى الحلال والعذب الزلال، بالإضافة إلى ما فيها من كفر وتكذيب لمحمّد -صلى الله عليه وسلم- ولرسالته، إلى ضلالات وأعمال تنـزّه عنها رسالة محمّد -صلى الله عليه وسلم- وجميع الرسالات.
فهل يجوز المساواة بين الظلمات والنور؟! وبين الإيمان والكفر؟! وبين التوحيد والشرك؟!.
اللهم إننا نبرأ إليك مما يدور في الساحة وفي بعض الصحف ووسائل الإعلام الأخرى من هذا اللون من الفكر المدمّر والمدندن حول وحدة الأديان تحت ستار الدفاع عن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- وباسم الإسلام.
اللهم انصر دينك واحمه وأظهره على الدين كلّه، وانتصر لرسولك انتصاراً ظاهراً مؤزراً يا قوي يا عزيز.

كتبه :
ربيع بن هادي عمير المدخلي
في 19/محرم/1427هـ




شكرا على مجهود رائع




بارك الله فيك اخي




بارك الله فيك اخي الكريم …وزاد الله ذلك في ميزان حسناتك..ولا شك ان الكفار يخططون ..و يخططون..ثم يخططون للنيل من ديننا الحنيف …و رسولنا الحبيب..تحت مسميات توحي و كانها بريئة..لكن..نتذكر قول الله عز و جل..: ( ولن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم )…اشكرك اخي الشكر الجزيل على مجهوداتك المباركة ان شاء الله…الهادفة الى الذود عن الاسلام و اهله…




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ala40 تعليمية
شكرا على مجهود رائع

لا شكر على واجب اخي وبارك الله فيك على المرور




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جزائري تعليمية
بارك الله فيك اخي
وفيك بارك الله اخي




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعدي فريطاس تعليمية
بارك الله فيك اخي الكريم …وزاد الله ذلك في ميزان حسناتك..ولا شك ان الكفار يخططون ..و يخططون..ثم يخططون للنيل من ديننا الحنيف …و رسولنا الحبيب..تحت مسميات توحي و كانها بريئة..لكن..نتذكر قول الله عز و جل..: ( ولن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم )…اشكرك اخي الشكر الجزيل على مجهوداتك المباركة ان شاء الله…الهادفة الى الذود عن الاسلام و اهله…

وفيك بارك الله اخي وشكرا لك على المداخلة نعم اخي يريدون ان يمخقول هذا الدين بكل ما اوتو من سبل لكن لا ننسى قول المولى عز وجل (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (الصف :8_ 9 ) لقد سخر الله رجالا لحماية هاته الرسالة ووعد على الله ان يحمي هاته الرسالة ويعلى الحق وينصر كل انتسب الى هذا الدين
نسال الله يشتت شملهم ويشعل الفتنة فيما بينهم ويذلهم الى يوم الدين




التصنيفات
اسلاميات عامة

التقوى وبيان حدها وفوائدها

التقوى وبيان حدها وفوائدها

الحمد لله المتفرد بعظمته وكبريائه ومجده ، المدبر للأمور بمشيئته وحكمته وحمده ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ألوهيته وربوبيته وفضله ورفده ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، خير داع إلى هداه ورشده ، اللهم صل وسلم وبارك على محمد ، وعلى آله وأصحابه وأتباعه وجنده . أما بعد : أيها الناس ، اتقوا الله تعالى ، فإن تقوى الله خير لباس وزاد ، وأفضل وسيلة إلى رضى رب العباد ، قال تعالى : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا }{ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } فوعد المتقي بالفرج والخروج من كل هم وضيق ، وبالرزق الواسع المتيسر من كل طريق ، وقال تعالى : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا } ، { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا } فوعد من اتقاه أن ييسره لليسرى في كل الأمور ، وأن يكفر عنه السيئات ويعظم له الأجور ، وقال تعالى : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } فبشر


المؤمنين إذا اتقوه بالفرقان ؛ وهو العلم النافع ، المفرق بين الحلال والحرام ، وبتكفير السيئات ومغفرة الآثام ، وبالفضل العظيم من الملك العلام . فإن سألتم عن تفسير التقوى التي هذه آثارها ، وهذه ثمراتها وفوائدها ، فإن أساسها التوبة النصوح من جميع الذنوب ، ثم الإنابة منكم كل وقت إلى علام الغيوب ، وذلك بالقصد الجازم إلى أداء الفرائض والواجبات ، وترك جميع المناهي والمحرمات ، وهو القيام بحقوق الله ، وحقوق المخلوقين . والتقرب بذلك إلى رب العالمين .


علامة المتقي أن يكون قائما بأصول الإيمان ، متمِّمًا لشرائع الإسلام وحقائق الإحسان ، محافظا على الصلوات في أوقاتها ، مؤديا الزكاة لمستحقيها وجهاتها ، قائما بالحج والصيام ، بارا بوالديه واصلا للأرحام ، محسنا إلى الجيران والمساكين ، صادقا في معاملته مع جميع المعامَلين ، سليم القلب من الكبر والغل والحقد والحسد ، مملوءا من النصيحة ومحبة الخير لكل أحد ، لا يسأل إلا الله ، ولا يستعين إلا بالله ، ولا يرجو ولا يخشى أحدا سواه . وقد وصف الله المتقي وبين ثوابه ، في قوله تعالى : { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ } إلى قوله : { وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ } .
من الله علي وعليكم بتحقيق التقوى ، وجعلنا وإياكم ممن استمسك بالعروة الوثقى ، وبارك لي ولكم في القرآن العظيم .

الفواكه الشهية في الخطب المنبرية
للشيخ السعدي رحمه الله




جزاكم الله خيرا على النقل الطيب

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :((التقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل)).

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله تعال عنه: أن (( تقوى الله أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر)).

وسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي بن كعب عن التقوى فقال له: (( أما سلكت طريقاً ذا شوك، قال:بلى فقال:فما عملت ؟ قال:اجتهدت وشمرت قال: فذلك التقوى)).

وقد عرف التقوى طلق بن حبيب فقال (( إذا جاءت الفتنة فادرؤها بالتقوى فقيل له:وما التقوى؟ قال: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن ترك ما حرم الله على نور من الله تخاف عقاب الله)).

قال ابن القيم رحمه الله تعليقاً على هذا التعريف ((وهذا أحسن جد قيل في معنى التقوى))، وقال الذهبي كذلك تعليقاً على هذا التعريف ((أبدع وأوجز)).

ويقول الألباني رحمه الله ((هذا الأثر صحيح لطلق بن حبيب التابعي العابد الجليل)).




بارك الله فيك




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبيد الله تعليمية
جزاكم الله خيرا على النقل الطيب

وجزاك الله بالمثل وبارك الله فيك على تلك الدرر
نسال الله ان يجعلنا من عباده المتقين




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوطيغان سلمى تعليمية
بارك الله فيك

وفيك بارك الله




التصنيفات
اسلاميات عامة

عشر ذي الحجة و فضائلها

عشرذي الحجة فضائلها
والأعمال المستحبة فيها

فمن فضل الله تعالى على عباده أن جعل لهم مواسم للطاعات
يستكثرون فيها من العمل الصالح، ويتنافسون فيها فيما يقربهم
إلى ربهم، والسعيد من اغتنم تلك المواسم، ولم يجعلها تمر عليه
مروراً عابراً. ومن هذه المواسم الفاضلة عشر ذي الحجة
وهي أيام شهد لها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام الدنيا
وحث على العمل الصالح فيها؛ بل إن لله تعالى أقسم بها
وهذا وحده يكفيها شرفاً وفضلاً، إذ العظيم لا يقسم إلا بعظيم

وهذا يستدعي من العبد أن يجتهد فيها، ويكثر من الأعمال الصالحة

تعليمية
وأن يحسن استقبالها واغتنامها. وفي هذه الرسالة بيان لفضل عشر
ذي الحجة وفضل العمل فيها، والأعمال المستحبة فيها
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الاستفادة من هذه الأيام
وأن يعيننا على اغتنامها على الوجه الذي يرضيه

بأي شيء نستقبل عشر ذي الحجة

حري بالسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة

ومنها عشر ذي الحجة بأمور

التوبة الصادقة

فعلى المسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة بالتوبة الصادقة

والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله، ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة
يقول تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) النور:31

العزم الجاد على اغتنام هذه الأيام

فينبغي على المسلم أن يحرص حرصاً شديداً على عمارة

هذه الأيام بالأعمال والأقوال الصالحة، ومن عزم على شيء أعانه
الله وهيأ له الأسباب التي تعينه على إكمال العمل، ومن صدق الله
صدقه الله، قال تعالى 🙁 والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)
العنكبوت

البعد عن المعاصي

فكما أن الطاعات أسباب للقرب من الله تعالى، فالمعاصي أسباب

للبعد عن الله والطرد من رحمته، وقد يحرم الإنسان رحمة الله بسبب
ذنب يرتكبه فإن كنت تطمع في مغفرة الذنوب والعتق من النار فأحذر
الوقوع في المعاصي في هذه الأيام وفي غيرها؟
ومن
عرف ما يطلب هان عليه كل ما يبذل

فاحرص أخي المسلم على اغتنام هذه الأيام، وأحسن

استقبالها قبل أن تفوتك فتندم، ولات ساعة مندم
تعليمية

فضل عشر ذي الحجة

أن الله تعالى أقسم بها

وإذا أقسم الله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله

إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم، قال تعالى (والفجر، وليال العشر) . والليالي
العشر هي عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور المفسرين والخلف
وقال ابن كثير في تفسيره: وهو الصحيح

أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره

قال تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم

من بهيمة الأنعام) [الحج:28] وجمهور العلماء على أن الأيام
المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لها بأنها افضل أيام الدنيا

فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فضل

أيام الدنيا أيام العشر ـ يعني عشر ذي الحجة ـ قيل: ولا مثلهن في سبيل الله
قال : ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب
رواه البزار وابن حبان وصححه الألباني

أن فيها يوم عرفة

ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران

ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلا
وقد تكلمنا عن فضل يوم عرفة وهدي النبي صلى الله عليه
وسلم فيه في رسالة الحج عرفة

أن فيها يوم النحر

وهو أفضل أيام السنة عند بعض العلماء، قال صلى الله عليه

وسلم أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر
رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني

اجتماع أمهات العبادة فيها

قال الحافظ ابن حجر في الفتح: والذي يظهر أن السبب في

امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي
الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره




أحسنت النقل يا أحمد أمين !

جزاك الله خيرا و بارك فيك

بالتوفيق إن شاء الله




التصنيفات
اسلاميات عامة

الدياثة



السؤال :
كثيراً من الرجال في بعض الأسر يسمح لزوجته أو بنته أو أخته بالظهور أمام الرجال غير المحارم، كجماعته وأصدقائه وزملائه والجلوس معهم والتحدث إليهم كما لو كانوا محرماً لها، وإذا نصحناهم قالوا: إن هذه عادتهم وعادات آبائهم كما أنهم يزعمون أن قلوبهم نظيفة، ومنهم أيضاً المكابر والمعاند، وهو يفهم هذا الحكم، ومنهم من يجهله، أرجو أن تتوجهوا بنصيحة إلى إخواننا حول هذا الموضوع؟

الواجب على كل مسلم أن يعلم أن العادات يجب أن تعرض على الشرع المطهر, وأنها يكون فيها الخير الطيب ويكون فيها الشيء الرديء, وليس اعتياد الناس للشيء يدل على حله, وليس اعتيادهم له يحله أيضاً, فتجمع العادات التي يعتادها الناس في بلادهم أو في قبائلهم يجب عرضها على كتاب الله وسنة رسوله-عليه الصلاة والسلام-, فما أباحه الله ورسوله فلا بأس فهو مباح والحمد لله, وما نهى عنه الله ورسوله- عليه الصلاة والسلام- وجب تركه وإن كان عادة للناس, فإذا اعتاد الناس بالتساهل بالخلوة بالأجنبية, أو اعتاد الناس أنها تكشف وجهها لغير محارمها هذه عادة باطلة يجب أن تزال, كما لو اعتاد الناس الزنا, واللواط, وشرب المسكر وجب عليهم تركه, وليس للعادة حجة لهم في ذلك بل الشرع فوق الجميع, فعلى من هداه الله للإسلام أن يبتعد عما حرم الله عليه من الخمر, والزنا, والسرقة, العقوق, والقطيعة وسائر ما حرم الله- عز وجل-, وهكذا يجب على الأسرة أن تحترم أمر الله ورسوله, وأن تبتعد عما حرم الله ورسوله, فإذا كان من عادتهم كشف نسائهم لهم هذه عادة سيئة يجب أن تزول, فليس للمرأة أن تكشف لابن عمها, ولا لزوج أختها, ولا لإخوان زوجها, ولا لأعمامه, ولا لأخواله بل يجب عليها الاحتجاب, وأن لا يرى منها شيئاً تستر بدنها, تستر وجهها, تستر رأسها, تستر جميع بدنها حتى لا يبقى منها شيء مكشوف, أما الكلام فلا بأس أن تكلمه في الحاجات ترد عليه السلام, تبدأه بالسلام لا بأس لكن مع الصيانة, ومع الحجاب, ومع البعد عن الخلوة قال الله-سبحانه: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ, وكذلك لا بد من كلام عادي كلام متوسط ليس فيه تغنج, ولا تكسر, ولا خضوع بل يكون كلامها كلاماً عادياً لقول الله- سبحانه-: يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ فنهى- سبحانه وتعالى- نساء النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يخضعن بالقول, وتليينه وتكسيره حتى يطمع فيها من في قلبه مرض الشهوة, ويظن أنها مواتية وأنه لا مانع عندها, فالواجب أن يكون قولها قولاً وسطاً, لا منكر وعنف, ولا خضوع وتكسر وتغنج ولكن بين ذلك قول عادي, في سلامها, وكلامها ونحو ذلك ليس فيه شيء من التكسر والخضوع, وليس لها الخلوة بأخ زوجها, أو عمه, وليس لها أن تكشف له وجهها, ولا يديها, ولا قدميها, ولا رأسها بل تستر بدنها لعموم قوله- سبحانه-: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ, فأخبر- سبحانه- أن الحجاب أطهر لقلوب الجميع, قال –سبحانه-: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا, والجلباب ثوب يطرح على الرأس والبدن تطرحه المرأة على رأسها تغطي به وجهها وبدنها فوق ثيابها, وقال سبحانه في سورة النور: وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ) الآية، هؤلاء هم المحارم الذين يباح إبداء الزينة لهم كالوجه, والكفين, والقدمين, والرأس, ونحو ذلك, أما أخو الزوج, وزوج الأخت, وزوج العمة, وزوج الخالة, وعم الزوج, وخاله كل هؤلاء أجناب لا تبدى لهم الزينة, لا يجوز إبداء الزينة لهم بل تكلمهم عند الحاجة من وراء حجاب, تسلم عليهم من وراء حجاب, ترد عليهم السلام, تسألهم عن الحاجة التي تريد لكن مع الحجاب, ومع التستر, ومع الحشمة, وهكذا يجب الحذر, من التبرج, وهو إظهار المحاسن والمفاتن لقوله- جل وعلا-: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ, فالواجب على النساء تقوى الله- سبحانه وتعالى-, والحذر مما حرم الله من إبداء الزينة لغير المحارم, والتبرج الذي حرمه الله يجب الحذر من ذلك؛ لأن هذا أطهر للقلوب, وأسلم للمجتمع من الفتن, وأبعد عن وقوع الفواحش وعن التهم, إلا العجوز التي لا تشتهي النكاح ولا يطمع فيها, ولا تتزين فلها أن تكشف وجهها لقوله- سبحانه وتعالى-: وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ, فالقواعد هن العجائز التي لا يرجون نكاحاً يعني ما عندهن رغبة في النكاح لكبر سنهن وتقدم سنهن, ومع ذلك غير متبرجات بزينة, أما إن يكن متبرجات فلا ليس لهن الكشف, أما إذا كن عجائز لا يرجين النكاح, ومع ذلك غير متبرجات بزينة فلا حرج من وضع الحجاب عن وجهها ويديها؛ لأنه لا مطمع للناس فيها, ولكن استعفافها أولى حتى ولو كانت عجوز استعفافها وتسترها أولى وأفضل, ولهذا قال-سبحانه-: وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ؛ لأن كل ساقط له لاقط, قد يطمع فيها من هو من جنسها من الكبار قد يقع شيء من الفتنة, فإذا استعفت واحتجبت كان وأفضل وأصلح, فإذا كان هذا في العجائز غير المتبرجات يكون الحجاب لهن أفضل فكيف بحال الشباب من الفتيات, فالرغبة فيهن أشد وأعظم, ولهذا وجب عليهن الحجاب والبعد عما حرم الله- عز وجل- ومن وسائل الشرع, والحرص على أن تكون بعيدة عن كل فتنة وعن سبب كل فتنة, تكون كاملة الستر, كاملة الحجاب, لا تخلو بالرجل, ولو كان أخا زوجها, ولو كان عم زوجها, ولهذا قال – صلى الله عليه وسلم -: (إياكم والدخول على النساء ، فقال رجل: يا رسول الله أرأيت الحمو؟ قال – صلى الله عليه وسلم -: الحمو الموت) يعني يخشى منه أكثر؛ لأن المرأة قد تتساهل عنده, وقد يدخل عليها ولا يستنكر؛ لأنها زوجة أخيه, أو زوجة عمه, فربما أبدت له شيئاً من محاسنها وتساهلت فيقع الشر, فلهذا قال – صلى الله عليه وسلم – لما سألوه عن الحمو قال: (الحمو الموت), يعني يجب الحذر من الخلوة به, أو إبداء الزينة له؛ لأن الخطر منه أكثر, أما أبو زوجها فهو محرم لها, أبوه, وجده, وابنه, وأولاد ابنه كلهم محارم, فأبو الزوج, وجد الزوج كلهم محارم, أما زوج أمه فليس محرماً, وإنما أبوه أبو الزوج, وجد الزوج, وابن الزوج, وابن بنته, وابن ابنه كلهم محارم, ولكن بعض المحارم قد يخشى شره, فينبغي للمرأة أن تحذر أيضاً ولاسيما في عصرنا هذا بعض المحارم قد لا يكون عنده من التقوى والعفة ما يصونه, فينبغي للمرأة أن تكون حذرة, وأن تكون فطنة, وأن تحذر أسباب الشر, فإذا كان المحرم كابن الزوج, أو أبي الزوج, أو ابن الزوج يخشى منه شر, فلتكن على حذر ولا تخلو به, ولا تبدي له محاسنها بل يكفي وجهها ونحوه من دون توسع في ذلك, ومن دون خلوة إذا خافت من شره, فإن بعض المحارم يخشى شره, فينبغي لها أن تكون حذرة, وأن تكون بعيدة عن أسباب الشر نسأل الله للجميع العافية. جزاكم الله خيراً

المصدر

http://www.binbaz.org.sa/mat/20131




رحم الله شيخنا ابن باز رحمة واسعة و نفعنا بعلمه ، اللهم ردنا إلى الإسلام ردًّا جميلاً

جزاكم الله خيرا و نفع بكم




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبيد الله الأثرية تعليمية
رحم الله شيخنا ابن باز رحمة واسعة و نفعنا بعلمه ، اللهم ردنا إلى الإسلام ردًّا جميلاً

جزاكم الله خيرا و نفع بكم

وجزاك الله بالمثل نسال الله السلامة في الدنيا والدين




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




التصنيفات
اسلاميات عامة

الابتـــــــلاء

الابتـــــــلاء



اعلم رحمني الله وإياك أن الدنيا دار بلاء وفتنة، لا تثبت على قدم ولا يدوم لها حال، ولا يطمئن لها بال، ومن عرف الدنيا حق المعرفة لم يفرح فيها برخاء ولم يحزن على بلوى.


قال ابن القيم رحمه الله:
"إذا ابتلى الله عبده بشىء من أنواع البلايا والمحن، فإن ردّه ذلك الابتلاء والمحن إلى ربه وجمعه عليه وطرحه ببابه فهو علامة سعادته وإرادة الخير به، والشدة بتراء لا دوام لها وإن طالت، فتقلع عنه حين تقلع وقد عوض منها أجل عوض وأفضله، وهو رجوعه الى الله بعد أن كان معرضا، وللوقوف على أبواب غيره متعرضا، وكانت البلية في حق هذا عين النعمة وإن ساءته وكرهها طبعه ونفرت منها نفسه، فربما كان مكروه النفوس أن محبوبها سبب ما مثله سبب، وقوله تعالى فى ذلك هو الشفاء والعصمة: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}، وإن لم يرده ذلك البلاء إليه بل شرد قلبه عنه ورده إلى الخلق وأنساه ذكر ربه والضراعة إليه والتذلل بين يديه والتوبة والرجوع إليه فهو علامة شقاوته وإرادة الشرّ به فهذا إذا أقلع عنه البلاء ردّه إلى حكم طبيعته وسلطان شهوته ومرحه وفرحه، فجاءت طبيعته بأنواع الأشر والبطر والإعراض عن شكر المنعم عليه بالسراء كما أعرض عن ذكره والتضرع إليه في الضراء، فبلية هذا وبال عليه وعقوبة ونقص في حقه، وبلية الأول تطهير له ورحمة وتكميل".



وبالابتلاء يعلم العبد أنه لا يستغني عن تثبيت الله له طرفة عين، فإن لم يثبته وإلا زالت سماء إيمانه وأرضه عن مكانهم، وقد قال تعالى لأكرم خلقه عليه عبده ورسوله:{ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا}.


فكلنا ضعيف، ولولا فضل الله جل وعلا على عباده ورحمته بهم لما قويت قلوبهم على ثقل الحمل، مع ما يمر لهم عليهم في هذه الدنيا من أصناف الهموم والمنغصات.


فلا تستطيل البلاء فلعله أن يكون سبباً لك في الخير إذا ما اقترن بصدق التوبة واللجوء إلى الله، وتأمل كم سيعيش المرء في هذه الدنيا وماذا يأمل؟


إن الدنيا طويلها قصير، وكثيرها حقير، ومتأمل السعادة فيها إنما يعيش في غرور، فمن نجا من البلاء ومن سلم من الابتلاء..؟، ولكن السعيد من لجأ الى ربه وخالقه عند حلول الابتلاء ووقوع النقم.


قال ابن القيم رحمه الله:
"إذا أراد الله بعبده خيرا فتح له أبواب التوبة والندم والانكسار والذل والافتقار والاستعانة به، وصدق اللجأ إليه ودوام التضرع والدعاء والتقرب إليه بما أمكن من الحسنات ما تكون السيئة به سبب رحمته حتى يقول عدوّ الله ياليتني تركته ولم أوقعه، وهذا قول بعض السلف: "إن العبد ليعمل الذنب يدخل به الجنة ويعمل الحسنة يدخل بها النار. قالو: كيف؟ قال: يعمل الذنب فلا يزال نصب عينيه خائفا منه مشفقا وجلا باكيا نادما مستحيا من ربه تعالى ناكس الرأس بين يديه منكسر القلب له، فيكون ذلك الذنب أنفع له من طاعات كثيرة بما ترتب عليه من هذه الأمور التي بها سعادة العبد وفلاحه حتى يكون ذلك الذنب سبب دخول الجنة، ويفعل الحسنة فلا يزال يمن بها على ربه ويتكبر بها ويرى نفسه شيئا ويعجب بها ويستطيل بها ويقول فعلت وفعلت، فيورثه من العجب والكبر والفخر والاستطالة ما يكون سبب هلاكه".


فإذا أراد الله بهذا المسكين خيرا ابتلاه بأمر يكسره به ويذلّ به عنقه ويصغر به نفسه عنده، وإذا أراد به غير ذلك خلاّه وعجبه وكبره، وهذا هو الخذلان الموجب لهلاكه، فإن العارفين كلهم مجمعون على أن التوفيق هو ألا يكلك الله إلى نفسك، والخذلان أن يكلك الله إلى نفسك.


فمن أراد الله به خيرا فتح له باب الذل والانكسار ودوام اللجأ إلى الله تعالى والافتقار إليه ورؤية عيوب نفسه وجهلها وعدوانه، ومشاهدة فضل ربه وإحسانه ورحمته وجوده وبره وغناه وحمده.


فالعارف سائر إلى الله تعالى بين هذين الجناحين، لايمكنه أن يسير إلا بهما، فمتى فارقه واحد منهما فهو كالطير الذى فقد أحد جناحيه، قال شيخ الاسلام: "العارف يسير إلى الله بين مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس، فمشاهدة المنة توجب له المحبة والشكر لولى النعمة، ومطالعة عيب النفس والعمل توجب له الذل والانكسار والافتقار والتوبة في كل وقت، وألا يرى نفسه إلا مفلساً".


أسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، وأن يرزقنا من اليقين ما يهون به علينا مصائب الدنيا.


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

للشيخ سالم العجمي حفظه الله




جزاكم الله خيرا و جعل ما تنقولون في ميزان حسناتكم

وفقكم الله




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبيد الله الأثرية تعليمية
جزاكم الله خيرا و جعل ما تنقولون في ميزان حسناتكم

وفقكم الله

اللهم امين ونسال الله ان يوفقنا الى ما يحبه ويرضاه ويعفو عنا ويغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا




بارك الله فيك و جزاك خيرا




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رنين تعليمية
بارك الله فيك و جزاك خيرا

وفيك بارك الله وجزاك الله خير الجزاء
ونسال الله ان يثبتنا عند الابتلاء ويقوي ايماننا




التصنيفات
اسلاميات عامة

هل تبحث عن وظيفة

تعليمية تعليمية
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و صلى الله و سلم و بارك على رسول الله و بعد :

نعم.. أكثر الناس يحرصون على الوظائف.. ويتسابقون إليها..

فما يُعلن عن وظيفة شاغرة إلا ويتسابق إليها الآلاف
..

ولكن هناك وظائف شاغرة
.. وظائف ربانية.. عرضها الله تعالى على العالمين.. لا يوفق إليها إلا من أحب.. قال صلى الله عليه وسلم :{إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله قبل موته..فسأله رجل من القوم ما:استعمله يا رسول الله؟! قال صلى الله عليه وسلم يوفقه الله عز وجل إلى العمل الصالح قبل موته ثم يقبضه على ذلك}
(1).. ولهذا.. كان الصالحون يتحسرون على فواتها..

وانظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث أصحابه عن يوم القيامة
.. ويخبرهم.. أن من أمته سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب..

فيعجب الصحابة بهذا الفضل العظيم
.. ويقفز عكاشة بن محصن رضي الله عنه .. سريعاً.. يبادر الموقف وينتهز الفرصة قبل أن تفوت.. ويقول :(يا رسول الله أدعْ الله ان يحعلني منهم.. قال :(أنت منهم).. ويفوز بها عكاشة.. ثم يغلق الباب.. ويقال لمن بعده : سبقك بها عكاشة.. نعم.. كانوا يعيشون حالة سباق في جميع أبواب الخير..

وأنت ترى نفسك لا تهشّ إلى مسابقة الأخيار في ميدان العمل الصالح
.. فحاسب نفسك.. فلعل ذنوبك هي السبب..وتذكر أولئك.. الذين كرههم الله فلم يستعملهم في خير أبداً.. قال الله تعالى عن المنافقين : (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين..) .

وقد اجتهدت في جمع بعض الوظائف ذات الأجور العظيمة
.. ونثرتها في هذه الورقات.. فما كان فيها من صواب فهو من توفيق الله وإحسانه وفضله.. وما كان فيها من خطأ فهو من نفسي والشيطان.. وأنا تائب إلى الله ومستغفر منه.. وقابل للتنبيه والنصح.. وشاكر وداع لمن أشار ونصح..

أسأل الله أن ينفع بها المسلمين والمسلمات.. آمين ..

تعليمية تعليمية




جزاك الله خيرا هيثم على الطرح الطيب، و نفع بك الإسلام و المسلمين.




شكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري




التصنيفات
اسلاميات عامة

ماذا تعرف عن قصيدة البردة ؟ و من هو ناظمها ؟

تعليمية

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده .أما بعد

إخواني في الله


أضع بين يديكم هذه المادة العلمية ، و التي تتناول بعض ما جاء في قصيدة البردة للبوصيري ، التي نظمها في الغلو في النبي عليه الصلاة و السلام ، و الدافع إلى كتابة هذه المادة أمور منها :

• تحذير المسلمين من ترديد و حفظ هذه القصيدة .

• انتشار هذه القصيدة بين المسلمين و للأسف الشديد .

• جهل الكثير بالطوام التي جاءت في هذه القصيدة .

• تزكية بعض علماء السوء لهذه القصيدة .

فقد سئل البوطي الصوفي السؤال التالي : ( ماذا نقول لمن ينكرون مدح النبي صلى الله عليه وسلم‏؟‏ كمن ينكرون قراءة ما يعرف عندنا في ليبيا بالبغدادي والبهلول وكذلك قصيدة البردة للإمام البوصيري والقصيدة القبولة للشيخ صالح الجعفري وغيرها‏،‏ خصوصاً ونحن نقرؤها في هذه الأيام أيام المولد النبوي الشريف‏؟‏ ) .

فأجاب البوطي بقوله : ( أما قصيدة البردة‏،‏ فلا حرج في قراءتها‏،‏ بل هي عمل مبرور‏،‏ وأما ما تسميه البغدادي والبهلول‏،‏ والقصائد الأخرى‏،‏ فلا أعرفها. والاحتفال بمولد رسول الله عمل مبرور‏،‏ وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتفل بيوم مولده بصومه‏،‏ ولما سئل عن ذلك‏،‏ قال‏:‏ ذلك يوم ولدت فيه. ) .

المصدر : موقع البوطي – قسم الفتاوى ، إبحث عن كلمة ( البردة ) .

و غيرها من الدوافع

و أرى من اللائق- و قبل الخوض في هذه المادة – أن ألقي الضوء على صاحب هذه القصيدة حتى يتعرف القارئ الكريم على حقيقته ، فأقول مستعيناً بالله وحده :

اعلم – وفقني الله و إياك لمرضاته – أن صاحب قصيدة البردة مصري صوفي جلد غارق في التصوف إلى أخمص قدميه ، اسمه محمد سعيد البوصيري ، أصله من المغرب ، ولد عام 608 هـ في قرية( دلاص ) ، و لُقّب بالبوصيري نسبة إلى ( بوصير قوريدس ) من قرى بني سويف ، حيث نشأ فيها و أمضى جزءاً من عمره إلى أن أقام بالإسكندرية آخر عمره . و كان من أكابر المتصوفة في الإسكندرية حيث درس التصوف و تعمق فيه ، و سار على نهج أبي العباس المرسي الصوفي ، و أخذ عنه الحقائق و الأسرار كما يزعمون .

و قد عرف عن البوصيري أنه شاعر ناظم ينظم الشعر بطلاقة ، و لقد تناقل المتصوفة أشعاره عامة و قصيدة البردة خاصة ، و السبب الذي دفعه إلى نظم هذه القصيدة هو أنه لما أُصيب بمرض الفالج أخذ على نفسه عهداً لئن شُفِيَ لينظُمنّ قصيدة في مدح الرسول عليه الصلاة و السلام ، و قد سميت ( الكواكب الدرية في مدح خير البرية ) .

و لعل البعض يتساءل لماذا سُميت بالبردة إذاً ؟

و الجواب : قيل أن السبب في تسميتها بالبردة هو أن البوصيري لما شرع في نظم هذه القصيدة رأى في المنام النبي صلى الله عليه و سلم و قد مسح بيدة الشريفة على جسد البوصيري ، فشُفيَ ثم أجازه النبي عليه الصلاة و السلام بأن أعطاه بردته ، لذلك سُميت بقصيدة البردة . و لتعلم أخي الكريم أن البعض يروق له تسميتها بالبرأة ، لأن البوصيري برأ بسببها .

و لقد تسابق المتصوفة إلى حفظ و شرح هذه القصيدة ، و نسجوا حولها و بسببها الكرامات العجيبة كعادتهم ، و من جملة تلكم الكرامات التي يحكيها المتصوفة هي شفاء صاحب كتاب ( طراز البردة ) و اسمه الشيخ الحملاوي .


و السؤال الذي قد يتبادر إلى الأذهان

يا تُرى ماذا جرى مع الشيخ الحملاوي و قصيدة البردة ؟

و لمعرفة الجواب


اسمحوا لي أيها الأفاضل بأن أنقل لكم ما ذكره الصوفي مجدي كامل في كتابه ( أحلى قصائد الصوفية ) ، قال هذا الرجل في الكتاب المذكور ص 107 ( و الصحيح ما ذكر من قصة الشيخ الحملاوي حين أصيب بخراج في بطنه استعصى على الأطباء شفاؤه ، فأرسل من يحج عنه على حسابه الخاص ، و أمره أن يقرأ البردة أمام قبر الرسول متجهاً له بالشفاء ) ا هـ .


و للقراء الأفاضل أن يسألوا : و ماذا حدث لهذا الحاج و لهذا الشيخ ؟


قلتُ – أي المقتدي بالسلف – قال مجدي كامل ( و في هذه الساعة التي قرئت فيه البردة أمام قبر الرسول انفجر الخراج من قلب الشيخ الحملاوي ، و خرج الدم بكثرة حتى ملأ الحجرة ثم شفي بعدها .
و لما عاد الحاج من رحلته أخبره أنه قرأها الساعة كذا ، في يوم كذا ، أي نفس الموعد الذي انفجر فيه الخراج و خرج الدم من قلب الشيخ الحملاوي ) ا هـ .

هذه أحد كرامات قصيدة البردة التي يتناقلها الصوفية ، و إليكم كرامة أخرى ، جاء في الكتاب آنف الذكر و في نفس الصفحة ( و الصحيح أيضاً ما روى عن رجل أنه كان يقرأها و يواظب على قراءتها و أن بعض جيرانه كانوا يشمون رائحة جميلة تخرج من حجرته أثناء قراءته للبردة ، و تهب عليهم بين الحين و الاخر ) ا هـ

و من الجدير بالذكر أن البوصيري توفي عام 696 هـ و دُفن في قبره الذي شُيّد عليه مسجده المسمى باسمه .



إخواني في الله

لعلي قد أطلتُ عليكم بهذه المقدمة الطويلة ، فأستسمحكم عذرا .

و لتعلموا أن هذه القصيدة نُظمت في 160 بيتاً ، و قد جاء في بعض أبياتها أمور تخالف أصول الدين و الشريعة ، و سأتعرض لهذه البيات مع بعض التعليقات المختصرة و السريعة .

و سأبدأ ببيت أعتقد أنه أساس الطوام التي جاءت في هذه القصيدة

* قال البوصيري في البردة و هو يغلو في النبي عليه الصلاة و السلام


دع ما ادعته النصارى في نبيهم *** و احكم بما شئت مدحاً فيه و احتكم


و انسب إلى ذاته ما شئت من شرف *** و انسب إلى قدره ما شئت من عظم

قلت – أي المقتدي بالسلف – في هذه الأبيات دعا البوصيري إلى ترك ما ألصقته النصارى بالمسيح عليه السلام من التهم الباطلة مثل زعمم أنه الله – تعالى الله عن هذا الإفك علواً كبيراً – و أنه ابنه و غيرها من الأباطيل .

فالبوصيري لسان حاله يقول ( لا تزعم أن النبي عليه الصلاة و السلام هو الله أو هو ابنه ….لا ، و انسب إليه غير الذي زعمته النصارى في عيسى ) ، لذلك ترى المتصوفة ينسبون إلى النبي عليه الصلاة و السلام أشياء لا تجوز نسبتها إلا لله سبحانه فزعموا أنه يعلم الغيب – و سيأتي هذا من كلام البوصيري لاحقاً فترقب – و زعموا أنه كاشف الكروب و غيرها من الأراجيف – و سيأتي ذكر بعض ٍمنها – التي زينها الشيطان في عقولهم بدافع تعظيم قدره و شرفه عليه الصلاة و السلام . و لا أجد أروع ما جاء في صحيح البخاري يهدم ما قد قرره البوصيري .

لقد نهانا رسول صلى الله عليه و سلم عن اطرائه فقال ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله و رسوله ) رواه البخاري .

فالنبي عليه الصلاة و السلام ينهى عن اطرائه و البوصيري يدعو إلى نسبة أي شئ إليه إلا ما ادعته النصارى في عيسى بن مريم عليه و على جميع رسل الله الصلاة و التسليم .

* و قال البوصيري في البردة و هو يغلو في النبي عليه الصلاة و السلام

ما سامني الدهر ضيماً و استجرت به *** إلا و نِلتُ جواراً منه لم يُضم


قلت – أي المقتدي بالسلف – يزعم البوصيري في هذا البيت أنه كلما ساءه الدهر من مرض و كربة – و غيرها – ذهب و استجار بالنبي عليه الصلاة و السلام و بعد استجارته تلك تنفرج كربته ، و هذا يا عباد الله شرك بالله سبحانه و تعالى لأنه صرف الدعاء لغير الله سبحانه و تعالى، و استجار بالذي أُمر أن يقول ( قل لا أملك لنفسي نفعاً و لا ضراً إلا ما شاء الله ) الأعراف : 188 ، فالصادق المصدوق يُخبرنا بأنه لا يملك و لا يستطيع جلب الخير لنفسه فكيف لغيره يا متصوفة ، و كذلك لا يملك و لا يستطيع دفع الضر عن نفسه فكيف بغيره يا متصوفة .

يا قومنا ألا تعقلون ، ألا تتدبرون كتاب الله و سنة رسوله عليه الصلاة و السلام .

و قد أُمِرَ كذلك أن يقول ( قل إني لا أملك لكم ضراً و لا رشدا . قل إني لن يُجيرني من الله أحد و لن أجد من دونه ملتحداً ) الجن : 21-22 ، و في هذه الآيات تدعيم لما سبق أيضاٌ أفلا تتدبرون يا متصوفة .

اللهم اهدهم فإنهم قوم يجهلون .

* بل إن البوصيري في حالة الشدة ينسى الإستغاثة بالله و التضرع إليه و يلتجأ إلى رسول الله صلى الله عليه و سلام ، و هذا المعنى تجدونه جلياً في قوله :

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم
و لن يضيق رسول الله جاهك بي *** إذا الكريم تجلى باسم منتقم


و كلام البوصيري هذا يُذكرني بكلام للبرعي – السوداني الصوفي – يشبه تماما مع الفارق الزمني بينهما ، فيا سبحان الله تشابهت قلوبهم ، و أما كلام البرعي المشابه لكلام البوصيري فهو قوله :

إليك رسول الله أشكو مصائباً *** يضيق لها صبر الحليم المصابر
فأنت رجائي في الخطوب و عُمدتي *** و أنت ملاذي يوم تُبلى سرائري
و أنت لنا غوث و عون و ملجاً *** و ركن و مفتاح لعين البصائر
و أنت لمرضانا شفاءٌ و رحمةٌ *** و أنت دليل هدى كل حائر


فالله المستعان و عليه التكلان



و ما أجمل قول من قال

قولوا لمن يدعو سوى الرحمن *** مُتَخشِّعاً في ذلة العبدان
يا داعياً غير الإله ألا اتّئِد *** إنّ الدعاء عبادة الرحمن
أّنَسيت أنك عبده و فقيره *** و دعاؤه قد جاء في القرآن
الله أقرب مَن دعوت لِكربة *** و هو المجيب بلا توسط ثان
هل جاء دعوة غيره في سُنّة *** أم أنت فيه تابع الشيطان؟
إن كنت فيما تدّعيه على هدىً *** فلتأتنا بسواطع البرهان
و الله ما دعت الصحابة غيره *** يتقربون به كذِي الأوثان


* و قال البوصيري في البردة و هو يغلو في النبي عليه الصلاة و السلام


لو ناسبت قدره آياته عظماً *** أحيا اسمه حين يدعى دارِس الرِّمم

قلت – أي المقتدي بالسلف – يزعم البوصيري أنه لو كانت معجزات النبي عليه الصلاة و السلام تناسب مع قدره و مكانته ، لأَحْيَ المقبور إذا ذكر اسمه صلوات ربي و سلامه عليه ، و هذا بلا شك تخريف مردود .

* و قال البوصيري في البردة و هو يغلو في النبي عليه الصلاة و السلام


أقسمتُ بالقمر المنشق إن له *** من قلبه نسبةٌ مبرورة القسم


قلت – أي المقتدي بالسلف – يقسم البوصيري في هذا البيت بالقمر ، و هذا من الشرك الأصغر لأنه حلف بغير الله ، قال عليه الصلاة و السلام كما في الحديث الصحيح ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) .

* و قال البوصيري في البردة و هو يغلو في النبي عليه الصلاة و السلام


فإن لي ذمة منه بتسميتي محمداً *** و هو أوفى الخلق بالذِّمم


قلت – أي المقتدي بالسلف – دعونا نسمح للشيخ الفاضل محمد جميل زينو السلفي ثم الحلبي أن يُتحفنا بتعليق له على كلام البوصيري السابق ، قال الشيخ حفظه الله ( يقول الشاعر : إنّ لي عهداً عند الرسول أن يُدخلني الجنة ، لأن اسمي محمداً ، و من أين له هذا العهد ؟ و هل التسمية بمحمد مبرر لدخول الجنة ؟ و الرسول صلى الله عليه و سلم قال لبنته فاطمة رضي الله عنها : سَليني من مالي ما شئتِ ، لا أُغني عنك من الله شيئاً . رواه البخاري ) ا هـ كلام الشيخ حفظه الله

قلت – أي المقتدي بالسلف – صدق الشيخ ، فمِن أين للبوصيري بهذا العهد من النبي عليه الصلاة و السلام ، اللهم إلا هواتفهم الربانية أو مناماتهم الشيطانية . نسأل الله العافية و السلامة .

* ثم قال البوصيري – بعد البيت السابق مباشرة – و هو يغلو في النبي عليه الصلاة و السلام


إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي *** فضلاً و إلا فَـ قُلْ يا زلة القدم
حاشاه أن يحرم الراجي مكارمه *** أو يرجع الجار منه غير محترم


قلت – أي المقتدي بالسلف – يُخبر البوصيري في هذه الأبيات أنه سيخسر و تزل قدمه إن لم ياخذ النبي عليه الصلاة و السلام بيده ، و هذا الكلام باطل ، لأن فلاح الإنسان و خسارته يعتمدان على رحمة الجبار و على ما فعله في هذه الدنيا ، و ليس على أخذ النبي عليه الصلاة و السلام باليد .

* و قال البوصيري في البردة و هو يغلو في النبي عليه الصلاة و السلام

و كيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من *** لولاه لم تخرج الدنيا من العدم


قلت – أي المقتدي بالسلف – في هذا البيت غلو واضح في النبي عليه الصلاة و السلام ، حيث زعم الشاعر أن الدنيا ما خُلقت من العدم إلا بسبب عليه الصلاة و السلام .

و هذا الإعتقاد مترسخ عند كثير من الصوفية ، و لعل السبب في ترسخ هذا الإعتقاد جهل كثير من المتصوفة بحقيقة النبي عليه الصلاة و السلام ، إضافة إلى شيوع الأحاديث الضعيفة و الموضوعة في أوساط المتصوفة ، فأدلة المتصوفة – و غيرهم من أهل البدع – على باطلهم لا تخرج عن نوعين من الأدلة :

النوع الأول : صريح الدلالة و لكنه ضعيف السند .

النوع الثاني : صحيح السند و لكنه غير صريح الدلالة .

و المتأمل في ديوان عبد الرحيم البرعي ، يجد أن هذا البرعي قد ذهب إلى أبعد ما ذهب إليه البوصيري ، فلقد زعم البوصيري أن الدنيا خُلقت من أجل النبي عليه الصلاة و السلام ، و لكن البرعي ذهب إلى أن آدم و الملائكة و العرش و النار و الجنة لم تُخلق لو لا هذا المعصوم ، بل ذهب إلى أبعد من ذلك فزعم أن الأكوان – و ليس الكون – لم تخلق لولا النبي عليه الصلاة و السلام .

فتدبر يا رعاك الله قول هذا البرعي الصوفي هذه الأبيات التي جاءت في ديوانه :


توسّل للمولى بجاهه آدم *** فتاب عليه جابراً للخواطر

و لولاه لم يُخْلق و لم يكن عالماً *** بأسماء كل الكائنات الظواهر


و لم تسجد الأملاك بل و لا و لم *** يكن الله في الذكر الحكيم بذاكر

و لولاه لا نار و لم تكن جنة *** و ما الله للأكوان كلاً بفاطر

و قال أيضاً :
الرسل و الأملاك *** و العرش و الأفلاك

قاصرين عن سامي عُلاك *** لم يُخلقوا لولاك


و من أبرز أدلة المتصوفة التي وقفت عليها ، و التي يستدلون بها على أن الخلق بل و الكون لم يخلقوا إلا بفضل النبي عليه الصلاة و السلام ، هذين الحديثين ( إنّ الله خلق الكون من نور نبيك يا جابر ) و حديث( لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب بحق محمد إلا غفرت لي . فقال الله : يا آدم و كيف عرفت محمداً و لم أخلقه ؟ قال آدم : يا رب لما خلقتني بيدك و نَفَختَ فيّ مِن روحك ، رَفعتُ رأسي فرأيتٌ على قوائم العرش مكتوباً لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فَعلمتُ أنك لم تُضِف إلى اسمك إلا أَحَبّ الخلق إليك ، فقال الله : غفرتُ لك ، و لو لا محمد ما خلقتك ) ، و لا شك أن الحديثين السابقين لا يصحا عن رسولنا الكريم صلوات ربي و سلامه عليه .

* و قال البوصيري في البردة و هو يغلو في النبي عليه الصلاة و السلام


فإن من جودك الدنيا و ضرتها *** و من علومك علم اللوح و القلم


قلت – أي المقتدي بالسلف – يزعم البوصيري أن الدنيا و الآخرة من جود النبي عليه الصلاة و السلام ، كما أن من – و لاحظ لحرف التبعيض ( من ) – علوم النبي عليه الصلاة و السلام علم اللوح و القلم ، و هذا الكلام يا عباد الله ظاهر البطلان ، لأن الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه و تعالى ، و الأدلة على ذلك كثيرة . فلتُراجع بارك الله فيكم


هذه يا عباد الله


بعض المخالفات العقدية التي جاءت في قصيدة البردة للبوصيري ، و هناك أمور أخرى غير الذي ذكرت ، و أرجو المعذرة على التعقيبات المختصرة جداً ، و لعل من إخواننا الأفاضل من يتولى تفنيد هذه الدعاوى الباطل بشئ من التفصيل .

و لتعلموا أيضاً بوجود بوصيريٍّ آخر غير الذي ذكرته لكم ، فالذي أسلفتُ عنه الذكر شاعر صوفي اسمه محمد بن سعيد بن حمّاد الصنهاجي البوصيري ، و يوجد أيضا المحدث الكبير أحمد بن أبي بكر الكناني البوصيري ، الذي تلقى العلم من فحول علماء الإسلام لا سيما المحدّثين الكبيرين ابن حجر و الحافظ العراقي رحمهما الله .وقد توفي هذا المحدث سنة 840 هـ ، و له عدة تصانيف منها ( زوائد ابن ماجه ) .

فليتبه إلى هذا .


وأشير إلى عدة أمور منها :


* أنني استفدت من كلام الشيخ محمد جميل زينو في توجيهاته ، فجزاه الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء ، وأمد الله عمره – والمشايخ والعلماء – في طاعته .


* كنت قد كتبت هذا المقال قبل زمن في أحد المواقع بنفس الإسم ، ورأيت إنزاله على شبكة سحاب الخير ، مع بعض الإضافات .

* لقد حذر أهل العلم السلفيين من هذا القصيدة ، وكلامهم معروف مشهور ، وقد جمعه الآخ الفاضل سلطان الجهني – جزاه الله خيرا – في بحث بعنوان ( أقوال علماء السنة في قصيدة البردة )


و في الختام


أسال الله سبحانه و تعالى أن ينفعكم بما ذكرت ، و أن يدخره لي عملاً صالحاً خاصاً لوجهه ،صواباً على سنة رسوله عليه الصلاة و السلام . إنه ولي ذلك و القادر عليه .

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

كتبه الفقير إلى رحمة ربه

المقتدي بالسلف

أبو عمران أسعد بن أسامة

غفر الله له و لوالديه و لجميع المسلمين

المشرف الدعوي على مؤسسة رياض السكينة
(مؤسسة السنة الخيرية سابقا ) في جمهورية ملدوفا
إحدى جمهوريات الإتحاد السوفييتي الملحد لا رده الله




يارك الله فيك ام عبد الله على هذا الموضوع المميز
نعم كما ذكرتي ان كل الصوفية يخفضون هته البردة ويرددونها في احتفلاتهم واجتمعاتم وحتى منهم من يقوم بالشطح عليها مع العلم انها لا تخلو من كلام الشرك والغلو في حق الرسول عليه الصلاة والسلام
بارك الله فيك على هاته الافادة




جزاك الله خيرا يا ام عبد الله

موضوع مميز




التصنيفات
اسلاميات عامة

اسلاميات

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

الناس ثلاثة:عاقل و أحمق و فاجر
*العاقل:الدين شريعته ، الحلم طبيعته، و الرأي الحسن سجيته.غن سئل اجاب و إن نطق أصاب ،وإن سمع العلم وعى و إن حدّث روى.
*الأحمق:إن تكلم عجل،و إن حدّث وهل ،وإن استنزل عن رأيه نزل.
*الفاجر:إن ائتمنته خانك ،وإن حدّثته شانك وإن ثقت به لم يرعك ،و إن استكتم سرا لم يكتم ، و إن عَلم لم يُعلم ، و إن حدّث لم يفهم ، و إن فقه لم يفقه.


*قال أحد الحكماء: ليس ما يجعل الناس أصحاء أقويا هو ما يأكلونه ، وإنما ما يهضمونه . وليس ما يجعلهم أغنياء هو ما يربحونه و إنما ما يدخرونه ، و ليس ما يجعلهم علماء هو ما يقرأون و إنما ما يستوعبون ، و ليس ما يجعلهم أفاضل هو ما يتشدقون به او يتظاهرون وإنما ما يفعلون.

حكمة:
دع هذه الدنيا عداك زمانه ، و ازهد فعمرك مرّ منه الأطيب ، ذهب الشباب فماله من عودة و أتى المشيب فأين منه المهرب.

تعليمية

**عِظ الناس بفعلك و لا تعِظهم بقولك ، واستح من الله بقدر قربه منك و خشية بقدرته عليك.

تعليميةتعليميةتعليمية:bar _4:تعليميةتعليميةتعليمية

** اذا امتلأ القلب بالمحبة أشرق الوجه واذا امتلأ بالحكمة استقام التفكير ، و اذا امتلأ بالهوى ثار البطن و الفرج




شكرا على الموضوع

* تميــز +-+ تالــق +-+ ابــداع *

ننتظر منك الاجمل والافضل تستحق التيميز

سلمــــــــــى




شكرا وبارك الله فيك على الموضوع القيم
جزاك الله كل خير
تحياتي الخالصة

أخوك يحيى




و الله بارك الله فيك