[مطوية] تنبؤات استحال تحقيقها في الكتاب المقدس !
المطويات الدعوية …167
تنبؤات استحال تحقيقها في الكتاب المقدس !
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذه مطويات ملخصة في الرد على النصرانية أعددتها من كتاب "مناظرة بين الإسلام والنصرانية" والتي انتهت بإسلام كل علماء النصارى المناظرين وهذا بفضل الله أولا ثم بفضل المناظرين المسلمين وعلى رأسهم العلامة محمد جميل غازي رحمه الله.
إن المتفق عليه بين علماء الديانات وخاصة ديانات الكتب المقدسة أن أحد تعاريف النبي أنه الشخص المرسل من عند الله سبحانه وتعالى أو الذي يتكلم بوحي من خالقه ولا يدخل الخلف (أي الإختلاف والتناقض –أبو أسامة-) في أخباره . فمن المؤكد أن النبي الذي يصدقك فيما حدث في الدنيا ، لا بد أن يصدقك ما وعد به في الآخرة . لكن عندما تنسب نبوءة لنبي ما ، بل وأكثر من نبوءة تثبت أن الحياة الدنيا التي نعيشها قد انتهت ، فماذا يكون المصير بالنسبة لتنبؤات الحياة الأخرى ؟ من المؤكد أن ما وعد به لن يتحقق أيضا . أعتقد أن هذه قاعدة متفق عليها . وبالنسبة لموضوع التنبؤات في الأناجيل نجد الآتي : (1) التنبؤ بأن نهاية العالم تحدث في القرن الأول الميلادي : 1- تقول الأناجيل إن السيد المسيح " دعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانا على أرواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض . . وأوصاهم قائلًا . . ها أنا أرسلكم كغنم وسط ذئاب فكونوا حكماء كالحيات !! وبسطاء كالحمام . . ومتى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى . فإني الحق أقول لكم لا تكملون مدن إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان ( المسيح ) " ( متى 10 : 1- 23 ) .
أي أن عودة المسيح ثانية إلى الأرض تحدث قبل أن يكمل تلاميذه التبشير في مدن إسرائيل . 2- كذلك تحدث قبل أن يكون معاصري المسيح الذين عاشوا في النصف الأول من القرن الأول الميلادي- قد ماتوا : " إن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازى كل واحد حسب عمله . الحق أقول لكم إن من القيام هاهنا قوم لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيا في ملكوته " ( متى 16 : 27-28 ) . 3- وبصورة أخرى تؤكد ما سبق فإن نهاية العالم وعودة المسيح ثانية إلى الأرض لا بد أن تحدث قبل أن يفنى ذلك الجيل الذي عاش في القرن الأول من الميلاد : " بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السماء تتزعزع . وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء . . ويبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير . . الحق أقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله " ( متى 24 : 29- 34 ) .
ويتفق كل من إنجيلي ( مرقس 13 : 24- 30 ) و(لوقا 21 : 25-32 ) مع ذلك التقرير الخطير الذي قرره متى . هذا ومن الواضح- كما يقول جون فنتون – : " إن شيئا من هذا لم يحدث كما توقعه متى " تفسير إنجيل متى : ص21. وعلى ذلك تكون التنبؤات التي نسبتها الأناجيل للمسيح عن حدوث نهاية العالم في القرن الأول الميلادي استحال تحقيقها ولا يمكن لأحد الدفاع عنها . (ب) التنبؤ باصطحاب يهوذا الخائن للمسيح في العالم الآخر : في حوار جرى بين المسيح وتلاميذه عمن تكون له النجاة في العالم الآخر ، سأل بطرس معلمه عن أجر المؤمنين به فقال : " ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك فماذا يكون لنا ؟ " فأجابه المسيح : " متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضا على اثني عشر كرسيا ، تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر " ( متى 19 : 27- 29). 1- لقد كان يهوذا الإسخريوطي أحد التلاميذ الاثني عشر الذين قيلت لهم هذه النبوءة وبعد خيانته أصبح يعرف (بابن الهلاك) لأنه طرد من صحبة المسيح في الدنيا والآخرة . وبهذا استحال تحقيق هذه النبوءة .
2- وإذا رجعنا إلى نظير هذه الفقرة في إنجيل لوقا لوجدنا– كما يقول جون فنتون – " أنه حذف العدد الاثني عشر ، ولعل ذلك يرجع إلى أنه كان يفكر في يهوذا الإسخريوطي "!! تفسير إنجيل متى : ص317. (جـ) التنبؤ بدفن المسيح في الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال : حاول قوم من اليهود تعجيز المسيح فقالوا له : يا معلم نريد أن نرى منك آية . فأجاب وقال لهم : جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبي . لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال يكون هكذا ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال ( متى 12 : 38- 40 ) . 1- إن هذا القول شائع في الأناجيل وتكرر ذكره في أغلبها وفي أكثر من موضع . وقد ذكر في إنجيل ( مرقس في 8 : 31 ، 9 ، 31 ، 10 : 34 ) . وذكر في إنجيل لوقا مع اختلاف هام يلحظه القارئ ، وذلك في قوله : " هذا الجيل شرير يطلب آية ولا تعطى له إلا آية يونان النبي . لأنه كما كان يونان آية لأهل نينوى كذلك يكون ابن الإنسان أيضا لهذا الجيل ( 11 : 29- 30) . وذكرت الأيام الثلاثة في إنجيل ( يوحنا 2 : 19) .
2- ونقرأ في سفر يونان ( يونس ) ما حدث له فقد " أعد (الرب) حوتا عظيما ليبتلع يونان . فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال . . فصلى يونان إلى الرب إلهه من جوف الحوت . . وأمر الرب الحوت فقذف يونان إلى البر- ( 1 : 17 ، 2 : 1- 10 ) . ومن الواضح إذن أنه لكي تتحقق هذه النبوءة فيجب أن يبقى المصلوب في بطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال . ولكن إذا رجعنا إلى ما تذكره الأناجيل عن أحداث الصلب والقيامة لوجدنا أن المصلوب أنزل من على الصليب مساء الجمعة (يوم الصلب) : " ولما كان المساء إذ كان الاستعداد أي ما قبل السبت جاء يوسف الذي من الرامة . . ودخل إلى بيلاطس (الحاكم) وطلب جسد يسوع . . فدعا قائد المائة وسأله هل له زمان قد مات . ولما عرف من قائد المائة وهب الجسد ليوسف .
فاشترى كتانا فأنزله وكفنه بالكتان ووضعه في قبر كان منحوتا في صخرة ودحرج حجرا على باب القبر ( مرقس 15 : 42-46 ) . ولقد اكتشف تلاميذ المسيح وتابعيه أن ذلك القبر كان خاليا من الميت في الساعات الأولى من فجر يوم الأحد . وفي هذا يقول إنجيل متى : " وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر . . فأجاب الملاك وقال للمرأتين . . ليس هو هاهنا لأنه قام كما قال ( 28 : 1- 6 ) . كذلك يقول إنجيل يوحنا : " في أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكرا والظلام باق فنظرت الحجر مرفوعا عن القبر ( 20 : 1 ) . وبعملية حسابية سهلة نجد أن : عدد الأيام التي قضاها الميت في بطن الأرض (في القبر)= 1 يوما (يوم السبت) . عدد الليالي التي قضاها الميت في بطن الأرض (في القبر)= 2 ليلة (ليلة السبت وجزء من ليلة الأحد على أحسن الفروض) .
وبذلك استحال تحقيق هذه النبوءة التي قالت ببقاء الميت في بطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال . أعد المطويات: أبو أسامة سمير الجزائري
قدم لها الشيخ: علي الرملي حفظه الله المشرف العام على شبكة الدين القيم مدونة المطويات للامانة العلمية الموضوع منقول |
||
شكرا لك….