"]من المؤلم جدًا تكرر هذا الخطأ الشنيع في المنتدى عند
مخاطبة الإناث ، ولما كان اللسان مرآة الإنسان، رأيتُ أن أضع شرحًا
مدعمًا بالأمثلة، لمن يريد حفظ ماء وجهه، وعدم الوقوع في ذاك الخطأ
المحرج حقـًا.
نقرأ كثيرًا
(بوركتي، شكرًا لـَكي، عنكي، فيكي، كتبتي، صرتي، أصبحتي،
فعلتي، أتيتي….)
وقد سبق الحديث عن ذلك مرارًا، ولكن من يكتب هذه الكتابة،
ينقصه معرفة سبب الخطأ، و معرفة طريقة الإصابة، حتى يمتنع عن
الخطأ و يصوِّبَ كتابته، ولذلك كان هذا الموضوع.
نرى الخطأ بإضافة الياء الطفيلية مع ما يلي:
1- الأفعال: وخاصة المنتهية بتاء الفاعل المتحركة بالكسرة (ــتِ)
مثل "كتبتِ"، فيرسمها البعض "كتبتي" خطأ ً.
2- الأفعال الماضية الناقصة: (كان، صار، أصبح، ظلَّ….) فعند
مخاطبة الأنثى تصير (كنتِ، صرتِ، أصبحتِ، ..) بينما يكتبها البعض
(كنتي، صرتي، أصبحتي..).
3- حروف الجر: (في، عن، على، إلى، بـ) عندما تتصل بالضمير
(الكاف: ــك)،
فتصير عند مخاطبة الأنثى (فيكِ، عنكِ، عليكِ، إليكِ، بكِ)،
لكن يرسمها البعض خطأ ً (فيكي، عنكي، عليكي، إليكي، بكي).
4- الأسماء: (قلم، كتاب، أخلاق..) عندما تتصل بالضمير
(الكاف : ــك)،
فتصير عند مخاطبة الأنثى (قلمكِ، كتابكِ، أخلاقكِ..)
في حين يرسمها البعض خطأ ً (قلمكي، كتابكي، أخلاقكي..).
فلنبدأ بتفصيلها على بركة الله:
1- الأفعال:
في الأفعال، لا تتصل ياء المؤنثة المخاطـَبَة مع الفعل الماضي مُطلقـًا.
مثال:
الفعل (ذهب) فعل ماضٍ فإذا خاطبتُ الذكرَ به أضيف تاء الذكر المفتوحة
(ـتَ) فتصبح (ذهبتَ)، و إذا خاطبتُ الأنثى أضيف تاء الأنثى
المكسورة (ـتِ) فتصبح (ذهبتِ)، ولا يمكن أن نكتبها (ذهبتي)!
أمثلة إضافية في مخاطبة الأنثى:
سأضع الأفعال في الأمثلة بالتسلسل التالي:
الفعل الماضي، ثم المضارع المرفوع، ثم المجزوم بـ لا الناهية، ثم فعل الأمر.
الفعل ( شرب ) :
شربْتِ، تشربين، لا تشربي، اشربي. (لاحظوا المجزوم "النهي وفعل
الأمر" أي الكلمة الثالثة "تشربي" و الرابعة "اشربي" فقد حُذِفت
النون علامة للجزم "كانت تشربين فصارت تشربي").
(الماضي عند الذكر: شربْتَ )
(ضرَبَ)
ضربْتِ، تـَضْربين، لا تـَضربي، اضربي. (الماضي عند الذكر: ضربْتَ)
(قتلَ)
قتلتِ، تقتـُلين، لا تقتـُلي، اقتلي. (الماضي عند الذكر: قتلـْتَ)
إذن :
عندما أكتب فعلاً ماضيًا عن الأنثى، لا أضيف ياء المؤنثة المخاطبة (ـي)،
لوجود تاء الفاعل المؤنثة المتحركة بالكسر (ــتِ ).. أي (كتب /
كتبْتِ / وليس كتبتي) بخلاف الأفعال الأخرى.
لاحظ أيضًا كيف خاطبتُ الذكر بالفعل الماضي:
شربتَ، ضربتَ، قتلتَ
فالفرق بين الذكر والأنثى في الفعل الماضي عند المخاطبة، هو حركة تاء الفاعل
المتحركة (ــت):
مثال: ( ذهبت)
فتحة للذكر: ذهبْتَ،
وكسرة للأنثى: ذهبْتِ،ولا تضاف الياء خلفها (ذهبتي).
2- الأفعال الماضية الناقصة:
لا حاجة للتفصيل إذ يُقال فيها ما قيل في الأفعال الماضية.
3– حروف الجر:
(من، في، على، إلى، بـ)
عند استخدام حروف الجر في المخاطبة، نضيف إليها ضمير المخاطـَب
(حرف الكاف: ـك )، ونقول في حرف الكاف ما قلناه عن تاء الفاعل
المتحركة ( فالفتحة للذكر، والكسرة للأنثى)
كيف نخاطب الذكر:
منكَ، فيكَ، عليكَ، إليكَ، بكَ
وكيف نخاطب الأنثى:
منكِ، فيكِ، عليكِ، إليكِ، بكِ
ومن الخطأ أن نقول
منكي ، فيكي، عليكي، إليكي ، بكي
4– الأسماء المتصلة بالكاف:
سيف، علم، أخت، بيت
هذه أسماء بسيطة لكلمات نستعملها في حياتنا
كيف أخبر شخصًا ما ذكـَرًا، بأن هذه الأشياء تخصه، أو مِلكه:
هذا سيفكَ ، وعلمكَ، وأختكَ، وبيتكَ. (هذه الكاف المفتوحة "ــكَ"
ضمير متصل تدل على المُخاطـَب الذكر)
و كيف أخبر فتاة ما بأن هذه الأشياء تخصها، أو ملكها
(قارنوها بمخاطبة الذكر )
هذا سيفكِ، وعلمكِ، وأختكِ، وبيتكِ (هذه الكاف المكسورة "ــكِ"
ضمير متصل تدل على الأنثى المُخاطبة)
إذن لا مبرر لوضع الياء بعد كاف المؤنثة المخاطبة (سيفكي، علمكي..)
لأنه لو صح هذا لقلنا للذكر (سَيفـُكا، علمُكا، بيتكا …)
إذن:
عندما أنسبُ إلى الأنثى شيئًا، سيكون متصلاً بالكاف المكسورة،
فلا أضيف الياء، فتكون: (سيفكِ) وليس (سيفكي)
وعندما أحدِّثُ الأنثى عن فعل ماضٍ فعَلـَتـْهُ (أو فـُعِل بها)،
سيكون متصلاً بتاء الفاعل المتحركة المؤنثة المكسورة (ــتِ)،
فلا أضيف الياء (قرأتِ، بوركتِ) وليس (قرأتي، بوركتي)
على النقيض، نقص الياء!!
إن خوف البعض من الوقوع في خطأ إضافة الياء الطفيلية
وما يسببه من حرج، جعلهم يحذفون بعض الياءات التي لا بد من
وجودها، وهي أساسية، وأهمها ياء المتكلم، فقد كثرت رؤيتي لمن
يكتب (يا أختِ الكريمة) و الصواب (يا أختي الكريمة)
لأن التاء هنا من أصل الكلمة، وليست تاء الفاعل، وأنا أنسبها لنفسي،
فأضيف ياء المتكلم، وبعض من يفعل هذا الخطأ من المثقفين في المنتدى!!
فدعونا نتكلم قليلاً عن هذه المسألة:
عندما أكون أنا المتكلم، والشيء الذي أتحدث عنه يخصني، أو مِلكي،
أو أنسبه إلي، فلا بد من وجود "ياء المتكلم" وهذه أساسية،
ولنعطِ الأمثلة فورًا كما سبق:
سيف، علم، أخت، بيت.
كيف أخبركم بأن هذه الأشياء تخصني، أو مِلكي:
هذا سيفي، وعلمي، وأختي، وبيتي (هذه الياء إذن ضمير متصل
يدل على ملكية المتكلم لهذا الشيء، وتدعى ياء المتكلم)
إخواني ..أخواتي:
أعلمُ أن الموضوع طويل، وهذا مما لا أحبه، ولكن لا سبيل لاختصاره،
ولا فائدة في تقطيعه.
مَنْ وَصَلَ في قراءة هذا الموضوع إلى هنا، فهذا يعني أنه مهتم بتصويب
لسانه، وسلامة لغته، وجمال صورته، فأنصحه أن يعود فيقرأ الموضوع
مرة ثانية غدًا (وليس الآن) حتى ترسخ هذه المعلومات في ذهنه، فهي
سهلة الفهم، لكن حفظها يحتاج التركيز، والتكرار خير وسيلة.
ملحوظة:
كتابة الكسرة والفتحة على لوحة المفاتيح أمر سهل يجهله البعض:
الكسرة: Shift + A أو c +shift = كتبْت ِ / الكسرة
الفتحة: Shift + Q أو shift+ A = كتبت َ / الفتح
منقول للفائدة
ملخص سريع لما سبق:
– عندما نخاطبُ أحدًا بالأفعال الماضية (كـَتـَبَ) أو الماضية الناقصة
(كان، صار..):
فتكون مخاطبة الذكرِ بإضافةِ تاء الفاعل المفتوحة (ـتَ) هكذا: كتبتَ،
كنتَ، صرتَ.
وتكون مخاطبة الأنثى بإضافةِ تاء الفاعل المكسورة (ـتِ) هكذا:
كتبتِ، كنتِ، صرتِ.
– عندما نستخدم حروف الجر في المخاطبة (في، عن، إلى، بـ..):
فتكون مخاطبة الذكرِ بإضافةِ حرف الكاف المفتوح (ــكَ) هكذا: فيكَ،
عنكَ، إليكَ، بكَ.
وتكون مخاطبة الأنثى بإضافةِ حرف الكاف المكسور (ـكِ) هكذا:
فيكِ، عنكِ، إليكِ، بكِ.
– عندما ننسبُ الأسماء إلى
الآخر(سلاح، راية، هدف):
فتكون مخاطبة الذكرِ بإضافةِ حرف الكاف المفتوح (ــكَ) هكذا:
سلاحكَ، رايتكَ، هدفكَ.
وتكون مخاطبة الأنثى بإضافةِ حرف الكاف المكسور (ـكِ) هكذا:
سلاحكِ، رايتكِ، هدفكِ.
– عندما ننسبُ الأسماء إلى أنفسنا (سلاح، راية، هدف):
نضيف ياء المتكلم (تفيد الملكية): سلاحي، رايتي، هدفي.[/SIZE]