التصنيفات
بلدان ومدن

مدينة باتنة

تؤكد بعض المصادر أن منطقة باتنة كانت من المناطق المأهولة منذ أقدم العصور فهي كانت ضمن أهم مناطق المملكة النوميدية التي كانت عاصمتها سيرتا. وهناك الكثير من الآثار النوميدية التي تقع بالقرب منها كضريح ايمدغاسن مما يدل على أن إنسان المنطقة عرف تطورا حضاريا كبيرا وبعد أن استولى الرومان على نوميديا في القرن الأول الميلادي قام هؤلاء بإنشاء ولأغراض عسكرية وإستراتيجية عدة طرق ومسالك حربية كانت تربط بين سلسلة الحصون الدفاعية التي شيدوها للاحتماء بها حين يهاجمون من قبل الثوار من أبناء نوميديا، والمعروف أن هذه المسالك أو الطرق كانت في القرن الميلادي الأول تمر شمال جبال النمامشة وجبال الأوراس وجبال ونوغة.
ثم بعد ذلك أي في القرن الثاني الميلادي خصوصا في عهد الإمبراطورين الرومانيين تراجان وهادريان تقدمت خطوط الليمس الرومانية شيئا فشيئا وهذا ما أدى إلى ضرورة صيانة هذه المسالك وقد قام الأباطرة الرومان من بعدهم بتجديدها وتحسينها على مدى فترة ثلاثة قرون وكانت الفرق الرومانية تستعملها عند الحاجة لحماية حدود المستعمرة من هجمات قبائل الجيتول المتواجدة بالجنوب أو السكان الجبليين الذين ضلوا يهاجمون الحصون الرومانية فقد تعرضت مدينة تيمقاد للحرق والتخريب عدة مرات.ومن أهم هذه المسالك نذكر طريقا رئيسيا كان ينطلق من إقليم الجريد بالجنوب التونسي ويمر ببسكرة لينقسم بعد ذلك إلى فرعين احدهما يمر بالقنطرة وباتنة لينتهي في معسكر لمبازيس— تازولت —. حيث كانت ترابط الفرقة الرومانية الثالثة الشهيرة.
أما الطريق الثاني فكان يشق الحضنة لينتهي في – عوزية—سور الغزلان و شلالة العذاورة ، بعد أن يمر بطبنة ومقرة وقد ضلت هذه المسالك مستعملة لمدة طويلة حثي بعد الفترة الرومانية حيث داومت القوافل التجارية والعسكرية على عبورها.
فباتنة كانت في تلك الفترة منطقة واقعة ضمن المناطق المحروسة من طرف الفرقة الرومانية الثالثة المقيمة بحصن لمبازيس وقد انتشرت من حول لمبازيس عدة ضيعات كان يمتلكها جنود رومانيون جلهم تم تسريحهم من الخدمة وربما تحت تراب باتنة اليوم تقبع أثار لو اكتشفت فستساعدنا على معرفة المزيد عن تاريخ المكان الذي بنيت به. وكانت إقامة العسكريين القدامى والذين تم تسريحهم من الخدمة مألوفة في بدايات الاحتلال الروماني فقد ادخل أغسطس مثل هذه المستوطنات في مملكة يوبا الثاني الحليفة أما كلود فقد أقام لجنوده في ابيدوم نوفوم. ونيرفا في سطيف أما تراجان فقد أقام جنوده في تيمقاد..لكن وعلى ما يبدو كانت هناك ناحية مفضلة في هذا الشأن بصفة خاصة ففي عهد الانطونيين ََANTONINS.
وفي السهول التي تحيط بحصن لامبازيس من الشمال والشمال الغربي أقام عدد كبير من الجنود المسرحين في ديانا – زانة حاليا – ولاماسبا – مروانة وفي لامبيريدي وكذلك كازا CASAE المعذر حاليا وهناك آثار كثيرة لا تزال قائمة إلى يومنا هذا كدليل على تلك المكانة الخاصة التي كانت تحضي بها المنطقة حينها ومدي أهمية موقعها.
أما في الفترات اللاحقة فقد ضلت باتنة من أهم النقاط التي تمر بها القوافل التجارية القادمة من قسنطينة والمتجهة نحو أعماق إفريقيا وقد ذكر الأستاذ العربي الزبيري في كتابه(التجارة الخارجية للشرق الجزائري في الفترة ما بين 1830-1792) ما يلي (….فإن طريق قسنطينة يمر بعين مليلة وباتنة وبسكرة قبل أن يصل إلى محطة الفيض حيث تنقسم القافلة فيذهب الجزء الأول إلى غدامس ويسلك نفس طريقها إلى كانو. ويتجه الثاني إلى ورقلة عبر تماسين ثم ياخذ مسلكها إلى تمبكتوا أو كانو….)
وبعد أن تمكن الأتراك من بسط نفوذهم على الشرق الجزائري حاولوا أن يخضعوا منطقة الأوراس لسلطتهم إلا أنهم فشلوا وبقيت المنطقة محافظة على استقلالها الداخلي ورغم أن البايات الأتراك قاموا بشن عدة هجمات إلا أنهم لم يفلحوا في فرض سلطتهم على سكان الأوراس بالقوة لذلك نجدهم قد غيروا استراتيجيهم وقاموا بانتهاج سياسة المهادنة وعقد تحالفات مع بعض القبائل والعشائر الاوراسية ومنحوها امتيازات كبيرة وبذلك تمكنت سلطة البايلك من تحويل هذه القبائل إلى ما يعرف بقبائل المخزن ومع مرور الوقت أصبحت قبائل المخزن هذه قوة حربية هامة ساهمت في تطبيق سياسة بايات قسنطينة ومن أهم القبائل المخزنية التي اشتهرت بالمنطقة قبيلة الزمول التي اقتطعت الأراضي الصالحة للزراعة والرعي وتولت حراسة الممرات الجبلية بداية من عين مليلة إلى غاية القنطرة مرورا بباتنة وكذلك كتلة بلزمة برمتها والزمول عبارة عن خليط من العشائر وبعض الزنوج استقدموا إلى المنطقة من طرف الأتراك وكلمة الزمول مأخوذة من لفظ الزمالة والذي هو في أصله كلمة أو لفظ أمازيغي يعني معسكر أو جيش – تازمالت-ومنها زمالة الأمير عبد القادر وهذا التفسير وارد في القاموس العربي الأمازيغي للأستاذ محمد شفيق.
والى جانب هذه القبائل المخزنية أقام الأتراك عدة حاميات عسكرية بالمدن الرئيسية آنذاك مثل تبسة وبسكرة وكانت حامية بسكرة تتولي مراقبة الجهات الجبلية مثل مشونش منعة والخنقة والقنطرة. أما حامية تبسة فكانت تقوم بمراقبة تحركات النمامشة إلى جانب ما كانت تقوم به الحامية الرئيسية والمتمركزة بقسنطينة من خرجات منتظمة كانت تعرف عند الأهالي بمحلة الخريف والربيع. كما أن الأتراك لجئوا إلى استمالة مشيخات الأوراس التي كانت شبه مؤسسات حاكمة لها نفوذها وتأثيرها على الأهإلى بالجهة ومن ابرز تلك المشيخات نذكر مشيخة أولاد بن بوعزيز-.مشيخة أولاد بن بوضياف.وكذلك مشيخة أولاد عبدي وغيرها.
ضف إلى ذلك تلك الأحلاف القبلية التي كانت قائمة حينها كحلف قبيلتي الحراكتة وأولاد عبد النور وحي كشيدة وقد تولي قيادة مثل هذه الأحلاف بعض القادة من رجال البايلك مثلما هو الشأن بالنسبة لصالح باي الذي كان قد عين قائدا لحلف الحراكتة قبل أن يصبح بايا على قسنطينة. ولم يهمل الأتراك الزوايا المحلية نظرا لدورها الهام ومكانتها عند الأهإلى فشيوخ هذه الزوايا كانوا يقومون بعدة خدمات اجتماعية وثقافية كإقرار أحكام الشريعة وفض النزاعات والتوسط بين الأعراش المتخاصمة إلى جانب تعليم القرآن وهذا ما جعل حكام البايلك يمنحون امتيازات لشيوخ هذه الزوايا ويرسلون إليهم هدايا ومن الزوايا الشهيرة آنذاك نذكر زاوية بن عباس بمنعة وزاوية أولاد سيدي يحي بواد بني فضالة آخر شيوخها أثناء الحقبة العثمانية هو سيدي أحمد الزروق وزاوية سيدي أحمد بن بوزيد المعروفة بمولي القرقور بالقرب من سريانة آخر شيوخها قبل الاحتلال هو سيدي محمد بن سي بلقا سم كذلك زاوية بلقاضي التي يعود تأسيسها إلى أحد أبناء بلقاضي الشهير وتقع هذه الزاوية بناحية جرمة عرفت فيما بعد بزاوية بلحاج أخر شيوخها سي محمد بلقاضي ابن سيدي بلقا سم بلقاضي.
إلى جانب الزوايا كان هناك شبه نظام إداري أساسه ما يسمي بشيخ الخلعة حيث كان الشيخ يتسلم منصبه كقايد من طرف سلطة البايلك وفي مقابل هذه التولية يقد م مبلغا ماليا للبايلك وقد قدر في أواخر العهد العثماني بثلاثة آلاف بوجو ريال فضة وكان شيخ الخلعة يمارس صلاحياته بمساعدة قوة مسلحة تتكون في مجملها من فرسان مسلحين ببنادق وسيوف ويعرفون باسم المزارقية وتكمن مهمتهم أساسا في استخلاص الضرائب وفرض الغرامات إلى جانب مهمتهم الرئيسية والمتمثلة في تنفيذ أوامر البايلك.
[عدل] المناخ

مناخ مدينة باتنة شبه رطب ورطب في المرتفعات. تتراوح درجات الحرارة بين 0 و 4درجات مئوية في جانفينهاراو في المناطق الجبلية تتراوح بين -5 و0 و3او4 درجات مئويةنهارا و35 درجة في جويليةنهارا وفي المناطق الجبلية كشيليا واشمول تتراوح بين 25 و30 درجة نهاراوفي بعض الأحيان تتراوح بين 13و20 درجة نهارا. خلال ((الشتاء]] تنزل الحرارة إلى أقل من الصفر ليلا مع تكون الجليد تصل إلى -6. وفي المناطق الجبلية كاشمول اريس ثنية العابد اينوغيسن تتراوح بين -10و-15 درجة ليلا وهي ابرد المناطق في الجزائر حيث تصعب الحركة والعمل أما في فصل الصيف فيمكن أن تصل إلى 25درجة مئوية في الظل وتتراوح بين 10و15 درجة تصل إلى20درجة ليلا في المناطق الجبلية اما باتنة تتراوح بين 15و22 درجة ليلا. متوسط سقوط المطر فيبلغ حوالي 800مم في السنة، وفي المناطق الجبلية تتعدى 1000مم أما الثلج فيسقط خلال أيام الشتاءمن اواسط أكتوبر أو اواخره إلى شهر اواخر افريل ويمتد إلى شهر ماي في بعض الأحيان.فيبق الثلج إلى غاية وقت الحصاد

[عدل] المواصلات

لموقع مدينة باتنة ميزات ذات قيمة، فهي تقع في ملتقى طرق هامة: المحور شمال-جنوب الذي يربط الشمال بالجنوب ومحور شرق-غرب الذي يمر عبر الهضاب العليا. كما استفادت باتنة بالمطار الدولي مصطفى بن بولعيد الذي يبعد عنها بـ25 كم والذي يربط الولايات الداخلية للوطن وبعض المدن الأوروبية كباريس، ليون، مرسيليا وإسطنبول.
[عدل] واقع التنميــة

خلال السبعينات فضل التوجه الاقتصادي السائد الصناعة وإقامة الهياكل القاعدية الكبيرة (المخطط الخاص لسنة 1969)، مما سمح بإنشاء العديد من المركبات (الجلود، النسيج، الصلب،…) والتي تعرف صعوبات جمة الآن. أما اليوم فتحاول مدينة باتنة النهوض بواقع التنمية بمختلف فروعه وذلك بتنشيط كل الفاعلين والعمل على خلق الفرص الاقتصادية لمختلف شرائح المواطنين.
[عدل] مهرجانات باتنة

ومن المعروف أن ولاية باتنة تستضيف مهرجان تيمقاد كل صيف في تموز / يوليو. هو مشهور دوليا بمهرجان تيمقاد. ويدعى في هذا المهرجان العديد من الفنانين يأتون من جميع أنحاء العالم معظمها افريقيا وأوروبا وأمريكا (فرنسا، بريطانيا، كندا، المكسيك، الخ.).

  • وتمثل الموسيقى العربية في جميع بهاؤها من فنانين من مصر ولبنان وفلسطين والعراق والمغرب وتونس وتركيا… كل هذا يجعل من هذا المهرجان لحظة من الفرح ومرح وودّ. لكل من الباتنيون والسياح الذين يسافرون لهذه المناسبة. *المهرجان يقام في مسرح أنقاض جالو الرومانية تيمقاد، والتي تصنف ضمن التراث العالمي من قبل اليونسكو، مما يسهم في ارتفاع أسهمها في نظر السياح.

[عدل] السياحة

  • باتنة فيها أكثر الأماكن سياحية يقصدها السياح في الجزائر والذي يشاهدها يقع في حبها وتاريخها الطويل ومنها مانجد:
  • غوفي

يقع الموقع الطبيعي غوفي في قلب الأوراس ليس بعيدا من مدينة باتنة وباتجاه مدينة بسكرة تقع شرفات غوفي وسط ديكور طبيعي خلاب حيث يشبهها العارفون في أمور السياحة بمنطقة الكولورادو الأمريكية، لكن ديكور شرفات غوفي أكثر تنوعا وجمالا، حيث تمتد سلاسل صخرية في تموجات بديعة ترتفع من أسفل الوادي بعلو 60 مترا، وقد حفرت العوامل الطبيعية أخاديد وبيوتا حجرية بديعة في الصخرالمتناظرعلى ضفتي الوادي.

  • الحظيرة الوطنية بلزمة:

هي عبارة عن متحف حقيقي على الهواء الطلق تعطي ثروة سياحية هامة بالنظر إلى موقعها الجغرافي وغنائها الطبيعي، تقع على بعد 7كم شمال غرب مدينة باتنة في منطقة تسمى بلزمة أين توجد فيها قمم جبلية وتتربع على مساحة 26250 هكتار، الحظيرة تحتوي على ثروات نباتية وحيوانية فريدة من نوعها حيث تحتوي على حديقة حيوانات "جرمة".

  • جبال الأوراس:

ارتبطت جبال الاوراس بالثورة التحريرية الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي فهي المدينة التي انطلقت بها أول رصاصة لاعلان الثورة التحريرة. وهي منطقة تجمع التنوع الطبيعي بين الجبال الصخرية والطبيعة الخضراء وبين الثلوج في لوحة لا تكتمل ملامحها الا في الاوراس الشامخ. أهم جبالها: جبال شليا2300م وإشمول 2100م المتميزتين بكثافة غاباتهما وثلوجهما شتاءا والإخضرار ربيعا وصيفا وخريفا. وفيها أيضا عدة أودية أهمهما واد عبدي الذي يبرز من جبال المحمل الشامخة 2000م إلى أدنى الصحاري في بسكرة والوادي الأبيض من شلياوإشمول إلى الصحاري.

  • لمبازيس:

بين تيمقاد ومدينة باتنة وعلى نفس الطريق الوطني 88 المؤدي إلى تيمقاد تقع مدينة لمباز أو لمبازيس التي كانت فيما مضى قاعدة الفيلق الثالث وعاصمة نوميديا العسكرية الرومانية.

  • مدغاسن:

على بعد حوالي 35 كم شمال شرق مدينة باتنة يقع ضريح مدغاسن الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى القرن لثالث قبل الميلاد يتواجد ضريح (مدغاسن) ببلدية بومية دائرة المعذر ولاية بـاتنة فوق هضبة. مما جعـله يتراءى من بعيـد ويتوسط مقبرة.. فمدغاسن ضريح يمتد على 59 مترا والارتفاع الإجمالي للمبنى يبلغ 19 مترا وقد استخدم في عمارة البناء عناصر معمارية ممتزجة بالطابع الشرقي الإغريقي وفقا للعلاقات التي كانت تربط شمال إفريقيا بالعالم الخارجي.
[عدل] أهم معالم وسط المدينة

مسجد أول نوفمبر:

  • تكاد منارات هذا المسجد أن تعانق قمةالشلعلع بارتفاعها الشاهق يتمكن الناظر من رؤية جميع أحياء المدينة وضواحيها، ومن شرفاتها ترتفع كلمة الله أكبر تدوى في أرجاء المدينة فتهتز لها مشاعر المؤمنيين، وتردد صداها الجبال التي إحتضنت مجاهدي ثورة نوفمبرالذين جاهدوا وإستشهدوا في سبيل العقيدة الإسلامية والوطن، كما يستمد الجامع جماله من قببه ومآذنه الأربع. تعطي الأشكال الهرمية الخضراء التي تعلو أقسام الدراسة صورة عن شجرة الأرز المميزة للغابات الأوراسية. أما القبب الثلاثة التي تعلو المرافق الملحقة بالمسجد فما هي إلا لتزيد إثبات للطابع الإسلامي للجامع.

مطار مصطفى بن بولعيد:

  • المطار الدولي لباتنة يبعد عن الولاية بـ 25كم ويحتل المرتبة 21، سعته تصل إلى 80000 مسافر في العام وفق برنامج 4 رحلات في الأسبوع من وإلى العاصمة و5 رحلات خارجية. وعدد الرحلات في تزايد مستمر.

جامعة الحاج لخضر:

  • تتألف جامع الحاج لخضر من سبع كليات ومعهد واحد، تتضمن هذه الكليات 38 قسم متوزعة على مختلف مواقع الجامعة. يدرس فيها أكثر من 50000 طالب يقوم بتأطيرهم 1494 أستاذ. ونظرا للعدد المتزايد للطلبة فإن هناك قطب جامعي جديد في طور الإنجاز في بلدية فسديس على بعد 10كم من الولاية.

متحف المجاهد: يقع المتحف في طريق تازولت، وقد تم تدشينه في سنة 1997م، ويضم شواهد حية عن ثورة نوفمبر الخالدة والمقاومة الشعبيةالباسلة للاستعمار الفرنسي. المسرح الجهوي:

  • تعود نشأت مسرح مدينة باتنة إلى القرن العشرين والذي تحول إلى مسرح جهوي سنة 1987م مع تأسيسه لفرقته المحترفة التي فازت بالجائزة الكبرى لمهرجان قرطاج الدولي الذي يقام بتونس.

الفنادق:

  • أهمها فندق شليا 4 نجوم والذي يقع في ممرات بن بولعيد ويتوسط وسط طبيعي خلاب، يحتوي على 71 غرفة ويقدم خدمات متميزة.

سوق الرحبة:

  • تقع في وسط المدينة تعتبر أقدم سوق شعبية في باتنة تختص أساسا في بيع التوابل والأعشاب الطبية. وكل لوازم الطبخ الباتني.

[عدل] الثقافة

الصناعات التقليدية: تشكل التلاليس والزرابي المصنوعة من شعر الماعز والصوف، المزخرفة بخطوط عرضية وبأشكال فنية رائعة أهم الصناعات النسيجية. في حين تشكل الحلي الفضية المرصعة بالجواهر أهم مصوغ المرأة الأوراسية تتزين به في الأعراس، الحفلات والمناسبات. النساء الأوراسيات: ستقف مندهشا أمام الأوراسيات ذوات اللون الخمري، اللائي يتزين بالقطع الفضية العديدة المزينة بالأشكال الفنية ذات القيم الرمزية، لباسهم الجميل الذي يتمثل في الملحفة المزخرفة بألوان الورود الزاهية وأناملهم الذهبية التي تصنع الكسرة والبربوشة وما لذ من الطعام التقليدي. الفلكلور: يشكل الفلكلور اللوحة الفنية الأوراسية الأصلية فمن فن الفروسية وكيفية إسراج الخيل العربي إلى فن الصيد. تتميز الفرق الفلكلورية بأغانيها الشعبية بطرب الناي، البندير وحتى الزرنة التي ترقص على أنغامها راقصات أوراسيات.




marcccccccccccccccccccccc ccccccccccccccccccci




شكرا على الموضوع

ان كان مدعوم بصور لكان اجمل وافضل

لمدينة وعاصمة الاوراس الاشم باتنة

تقبل مروري

اختك هناء




بارك الله تعالى فيك اخي الكريم…….
وثقل ميزانك بما تفعله من مجهود




التصنيفات
بلدان ومدن

تعرف على مدينة جانت عاصمة التاسيلي

تقع مدينة جانت في أقصى الجنوب الجزائري يحدها من الشرق ليبيا بحوالي 200 كم و من الجنوب نيجر بحوالي800 كم و تشاد ومن الغرب و تبعد جانت عن العاصمة بحوالي 2300 كم المنطقة مأهولة بالطوارق أهل الجود والكرم يتكلمون اللغة الترقية فيما بينهم والفرنسية مع السواح الأجانب والعربية مع غيرهم سواء كانت الفصحة أو الدارجة الأمر سواء لديهم فهناك من يقول لا يستطيع التفاهم معهم بل العكس .

يتواجد بالمنطقة أكبر متحف للهواء الطلق على مستوى الجزائر بأكملها و الذي يحوي عجائب و غرائب و أكبر حضارة على مستوى الوطن و هي الحضارة الفينيقية ففي المتحف تجد رسومات و نقوشات و كتابات قديمة جدا و آثار تعود إلى3000سنة فبل الميلاد بالرغم منعراقتها لكن الإنسان التارقي إستطاع الحفاظ عليها وفي المتحف أيضا أكبر محمية تجد فيها الغزلان و الأروي و الجمال…الخ بينما في الجهة الأخرى نجد الحيوانات الأليفة مثل الظباع و الدئاب و النمور و الفهود و الفنك أما الطيور فنجد الصقور البضياء و الحمراء و النسور و النعامة و الغربان …الخ.

أما الأثار فنجد غابات من السلاسل الجبلية و نجد عليها رسومات وكتابات و نقوش قديمة لكن الذي يراها يقول قد رسمت اليوم و صور للإنسان القديم وتمثل المراحل التي مر بها الإنسان في هذه المنطقة و الحضارات القديمة وبها برك كبيرة للمياه و السباحة

وعميقة جدا جدا .
فإن كنتمتسألون عن السياحة في المنطقة فالمنطقة تتميز بطابع سياحي متقن من الدرجة الأولى فتدعمه منضمة اليونيسكو .
توجد بالمنطقة أكثر من وكالة للسفر و السياحة فلا تعد ولاتحصى فكلها تهتم بشؤون السياح ولا تبخل .
أتمنى ان تكون هذه الملومات قد أفادتكم بشكل جيد




شكرا على النبذة والموضوع المميز

نترقب موضوع مرفق بالصور والفيديو ان امكن حتى يظهر مدى جمال بلادنا




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




بارك الله فيك




شكرا جزيلا مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




التصنيفات
بلدان ومدن

صور الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد

[IMG]http://http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQ5tbkT Ne5IZinTSfE63rpq3eBSxgllL eUylNCrEBcizktS
تعليمية
تعليمية
تعليمية
[IMG]http://data:image/jpeg;base64,/9j/4AAQSkZJRgABAQAAAQABAAD/2wCEAAkGBhQSERUUExQUFBUUF xcVGBcXFRgZFhcXFRQVFBYVGB gYHCYeFxsjGRUVHy8gIycpLCw sGB4xNTAqNScrLCkBCQoKDgwO Gg8PGiwkHyQsKSwsKiwpLC0sL CwsKSksLCwsLCwsLCwsLCwsLC wpLCwsLCwsLCwsLCwpLCwsLCw sLP/AABEIAMIBAwMBIgACEQEDEQH/xAAcAAABBQEBAQAAAAAAAAAAA AAAAwQFBgcCAQj/xABLEAACAQIDBAUHCQUGBgIDA QABAgMAEQQSIQUGMUETIlFhcQ cUMlKBkbEWI0JUcnOSodEzNGK ywRUkU4Ki8CU1Q2Oz4cLxRHSj F//EABsBAAEFAQEAAAAAAAAAAAAA AAQAAQIDBgUH/8QANBEAAQQABAMGBQMEAwAAAA AAAQACAxEEEiExBUFREyJhcZG xMjNSgcEGFKEjQtHwFeHx/9oADAMBAAIRAxEAPwCblweFXA QExKZ5Rcm5vYMQSRfnYD30ruz unFPKM0QyL1m469i8eZ/IGovdrZrzCPizMLC/AKCfcBrTXYvlebDr0bRR6E62c Zuw3BPK3KhAWii4LvuZM4vZE6 zZ59StR+ROD+rp72/Wj5E4P6unvb9ap+F8t0J9OK3h J/RlHxqXwnlZwb8c6+xW/lYn8qsD4j0QbsNjW/V9jf5Uz8icH9XT3t+tHyJwf1d Pe361xBv3gm4TqPtBl+IqSw+2 4H9CaJvCRf1qYyHohnHEt+LMP VZp5Wd3xhoYpcNEEQMwlK3JFw OjJuTZb5h4kVTPJzEJ9pQxuud G6TMpvawiduXeBX0O6K6kEBlI sQQCCDxBHAioXZ+42DgxAxEMC xSAMOoWC2bQ9S+UewVAxAutEx 8Qe2Ixm/O118icH9XT3t+tHyJwf1dPe36 1OUVblb0QPby/UfVQfyJwf1dPe360fInB/V097frU5RSyN6JdvL9R9SoP5E 4L6unvb9aPkTg/q6e9v1rzGb0dHjY8J0MrGVQ4d bZALsGJ7AMouf4h7Z2mDWnkpu kmbVuOvioP5E4P6unvb9aj9r+ THBTrYIYmHBo2N/Ahrgj2VbKKRY08kzcTM02Hn1V U2L5N8JBEEZOma5Jd7gm50FlN hYWFP/kTg/q6e9v1qcvRenDG9EnYmVxsuPq oP5E4P6unvb9aq+1MBHFtCPDJ s5ZY5FRs4LjLdyHYm5UBQOBtr bXWtEotTFgTsxMjTqSfuVB/InB/V097frR8icH9XT3t+tTlFPkb0 UO3l+o+pUH8icH9XT3t+tHyKw X+Anvb9anDWZ4LCbUbbEimSVc Ks3SsxPzbR2JSNL9ospA4WJOt rxIA5K1j5H33yK8Srh8icH9XT 3t+tHyJwf1dPe361OCvRUsjei r7eX6j6lQXyIwf1dPe360fIjB/V097frU7RSyN6Ju3l+o+qgvkR g/q6e9v1o+ROC/wE97frXG++158NhWlw6CRlZcw ILZU1zNYam2nhe/Kqp5Ldv4nF4jEySuzR2Btfqq5 bqqg+iMobTwqslocG1/CLZHO+F02fQeOqt3yJwf1dPe3 60fInB/V097frUem1Xfas8cZzCHDxZkJ srMZGYjubK62PsPG4s2GxiyA5 TqNCPpKexhxBqYa08kO6WVu7j 6lYjvJhljxUyIMqq7AAcgDw1r 2lN7f33EfeN8aK57tythASYmm +Q9lo+4uAVMBGwHWdGJPtbTwr 5zxXLwr6V3P/wCXQ/dt/M9fL2K2qpIA1tp2URI0kNpcbB zNZJKXnn+SlqLU3XHLa/f/AL/pSySA2trVBYRuuqyaN+xSyORw JHgbU7faDWFmPx+NM7V0BUCEU 1xApSGH2/OnoyMPA2+FqlsL5RManCeT2ux/mJqtUA04JGyg5jXfEAfOlfcB5 XsbmRSytdlXrIp4sByAPOt3r5 SwY+dj+8T+da+raMgJINrO8Wj YxzcgA32RRRUFt/fXC4MHpZRn/wANetIf8o4eJsKvJpchrS400W py1Mtq7cgwy5p5UjH8RsT4Di3 sFZ38tdobScpgIugj4GVtSPFy MqnuUE1Yt3vJtDC3TYhmxWI4l 5LsoP8ACrE+9r+yoh17K8wiP5 h16Df/AKT7C71PidcJhndOU0x6GI963 Bkf2LbvpaXAY2TjiYoR2RQZm/HKxH+mpwCipUqcw5BV35JyH08 fjT9l40H+mOm2K3JmP7LaONQ/xOJB7rD41a69FLKE4lcP/Asw2rszbmH60WJOJUeqqZ/ajrr7CarsPlc2hExWURsVNirx FWHccpW3urcbVD7f3Tw2MW08Y Y8nGki+DDX2G47qrLDyKKjxLN pWA+IGqouzvLepsJ8Oy9rRuG/0sB8auWxt+sHiiBFMuc/QfqP4ANx9l6zDefySYjD3fD3x EY1sBaVR3r9PxXXuqoYHYc81z HEzAGxY2VQewsxAuKrzvboQin wYV7c7XV9/8r6dotWJ7v7d2hg9DiMOYx/05pg48FMeZl99u6rrsvfJ5w7d InVIFo0uouL2DyEF/HKPCrmvBXHeYw7K14PkrvRVAx G9kqaZ5W7yYhf2CKwpODfCbNf pGAsRlaNJBc8G6uQgjsuR3VNJ aHevazWaTp5RIwMkgGUNJlIVS SbLGoCjidTc99Ol2SpUAxqbDK LlmCgm5CBiRGL29G1JJX+onbm 1IcDh5J2VVHGygAyORZRpxJsB fs8Kz3fTeLFYRIhEzortkMheR ylhpZWazE99xwvSM+xcftqZXm RsNhl9HOLGx4sq8Xc9pAA4eMH Gtt0RDGHG3Gm81L+SGKSU4vGS 6tO4W/bluzW7gWUf5auO8W7y4mJ1DdF Iy5VlW4ZdQQDYgstx6JNPNl7M jw8KQxDKkYygfEk8yTck9pp0T TtbQoqMkuaTO3TosI21hTFiJY y7SFHILvqzEcWJ7aKcb2n++4j 7xvjRXOcBZW0gcTG0noPZaluU L4CD7B/maoqbyPbKbjg1H2XlX4PUtuT+ 4QfZP87VOV0W/CFi5/mu8z7rO5/IdsstYRSJcEjLPJyOvpX7RWO7 xbAjwm0MVh4s3RxFQuY3bVFbU 2F9Sa+pJI7/AB9tfOHlAX/i2M11zL/4k1quY01G8MbmnCrQFdA0AV2B QC1QC507qsE3kixIFxjdnEHXW fL8UqFjjBOovW6//wCR4BwpySJcA9WVrcB616Ig50 uVxQhoYXEjfb7LL9ibi4WBlkx u0oAUIbo8NeUnKb2L2sOHJT41 oO1/LbhowehiklPItaNfzu35VIP5K 9nxRuxRjlVjmeRyBZSbkAgEDj asSWTOS+VVzcAq2UC3Ia299Tl e6MIbBYWLGOokmuqsu1/KZj8X1VboUPKO6e9z1j7CKZbA jgjlD4uMzre5VXy69puOv4XHt qNDUpGL0EZnE2tKzhkDWFoHpo voTdzauGnhBwxUIumRQFyfwlP o1xvBvXBg1vK/WPoxrq7eA5DvNhWJ7KxcmHcSQ uUcaXHAjsI4MO402xzPIzSSMX dtSzG5NEfujl21XGbwFpm1f3P 5V7xPlglLfNwxKv8AGWY/6bCnWzvLCM1sRDYetEb28Ub+h rLLVzINKo/cyXuuq7guDLay/eyvpTZ20o541kicOjcCPgew9x p2Kw/yTbxtDjBAT83P1bdkgF1YeNsv tHZW4CujFJ2jbWNx+EOEmLLsb g+CKr+1d8I4XZAM5S3SMWCxoS LhS2pL8DlAOh1tpeF313rmw8x i66RlFZHRRmc3IkHSNcJa6aAZ tb3FZ3i9pdJYWCot7KL2BJuSS dWYnUsdTSfJl0WfxuOGHFDVyt 28e+gmAF1IW5Ea5yjE6KZGYLm ABPUy2JPE2qnY7HvJbO1wNAOC gdgUaCkqTehXPLt1nJsZLOe8f sms1W3cAfNTfbX+U1VJRVx8ni fNTfbX+WrYt0fw0/1R9052jFrXmCwZY1LYrC3NSWy dngUUtMlNl7H0qfh2cAKWwsIA pzSSVC3y2ePP9mXuF6Zz3Zwl1 H5Gr3VH38xubG7OgQgv05lYX1 CqpF7d9z7qvFJJFFROIwmJOMj dZguGVGDxZRmaTUKc1r2s1+P0 B2mpaknIpYfvd++4j7xvjRRvd ++4j7xvjRXMduVt8P8AKb5D2V w3I30jjw8UU46Kw6sp/ZNdj6R/6Z156d/Kr+rAi41BrPdhbsNJgoWGVgVO nA8SOenLtpJMFi8F+wZkXj0bq Wh9g+h/lIo5hIaLWWnjY+R2U0bPutIr5 x8oQ/4tjPtL/wCNK1jCeUfLpicO6fxxfOJ45d HHuNZBvpj0m2liZY2zI7AqbEX 6iDgwBGoNVzuBboi+FxObMcw5 KCWlBSa0otBLTBKQjWvqXDegv 2R8BXy3GNa+oEk+bUA6lRa3HU WB7tefKisNuVw+N/DH9/wmW9xPmGKtx83m/wDE1fOEHoDxr6ZxMWeJo5BYOh RjcWsyWJ11tqa+YJEMReJ/SjYofFDlP5iliRdKPBJA0vBTt TXYamC4iujiaCLFqWYgUpNMQa DKxqNTEmnCTXFRylWCZp5JY95 pLESi1eMabSvpSDUz5Sn27WIK 4yBhxE0R/wD6LX0E+3W5KB3m5+BFYPuHgD LjY+yO8hvwsg0/1FRWx3/3y9ldHDigVkOMOD5WjoPyoTyi 48yYYFst1Y2IB0vG9+J7h7qyd caw51qe+yg4NiQTlZT3C5yX79 GrIHcAXJtTyalZfFQNe4WFJJt E9tKnaGmpA8bUyTZj5Q8x83Q6 jMLyOP4E4+02HfXnnkMf7KIMf 8Sazse8J6C+41S6hur8P+n3Yj XLQTkbRDejme3qoW+Aqzbpbyi CNw8UvWYN+yk4Bbdhqq/21M3GR/AHKPcthQ08nHM/4j+tVCcNK0eG/SbGd8O18lpcW/OGY2Zsh/iFv5rVbdi7UhcDJIhv3/rWB/2nMOLue4nMPzvSkG1SpvlAPal 4z/p0PtFEDFDmpycDePhK+nYTpUF vzvT5jhTIqGSRmEcajm7Xt8Ky zYPlCmisOkZh2G1/w+i3ssase3t5xjMKOqDJE6TRs p6ueMg5WU6rcXB151e2VrlyJs FNCacFI7h7kyCQ47GsXxUmoB4 Rg8h320/IaVf6jti7ehxSXia5W2ZSCGQk XsynUc9eGh7KkatQWyKKKKSSw/e799xH3jfGije799xH3jfGiuY 7crcYf5TfIey1Tcn9wg+yf52r 3fPeE4LByYgKGKZQAb2JZgutv GvNyf3CD7J/namu+u7P9oxRxLIURZVd7C4ZA rAqD23I1F7Ufrk06LInL+4Ofb Mb9VNjCxyorNGhzANqoJFwD2V 88b/YZV2pi1VQFDCwHAfNoa+jFgIF sxAAsAANBYW434W/Ovnfyh/81xf2x/40quf4UfwnWY+X5VaVBXWTvNc rSqtQK0wAXIB7TWxxbNlIAbEY g6Xt0zqNdbWUi1Y/evqPolMQLKGAQHUA6Bb0TALtc biz8mSud/hUGHYacxc9rFmJ9rHWqb5Q91M v95iHVsBKAOFtFk8OAPsPbV/2JvjgcXLHEiSpJJmsDwBUFrE3 I1AJ0FWeTd6Mgi7WOhHVtY6EW y8KvprxouX2suGkGcEHoei+XB/v2V0r1fvKL5NjgicRh7th/pDiYSe23/T5A8uB5E5+9gdP/qg3NLTRWjgnZKwPYUutLRtTVW oaSq6RgdSeSzaU1Z+A5n3691N pJeXEnTtOvK3bW0+S7yXmDLi8 Yvz3GKI/9Hsdv+53fR8eFscRcgMZj2wjx 6J/5PvJ6+Hw+eUhJZgCwIuUX6MZ4 ai5J7z3Vb12FGPSYnxIH/v86Yb5b0HBIjWGVi2YlWa2UAh QAQLm/M/RPGsi3m8oskpzIWzaDMyJwF7K iWOUEsSdST7AKN0aKCxuIxZL8 zjqVtWPwOECFZuiyyAoekcagj UXY8bdlYxt/YcGzT00RGId3dYWks6xIp9IAd V35Zj2XtemWK25NhUCsyti5bP IWRD0CWukSgiytrdrDsHKoLaO 2ZsRbppGfLwvwHgBoKolmFUF3 uHcNc8tlk26FI4rFPI5d2Z2bU sxuT7aRIr0UthsNnGZriO9tNG cjiFPIDm3sGvANrS4rRYvFQ4O LtJDQXmDgdyQgvbixOVF+0x0H hqe6tD3H8nMeMR3lxElkbKViU ID1QfTcFiNewVSemvYaBV9FRo o8B/Xiedax5HpvmZh/wBxf5BRTIm3qFhX/qPFYibJGcrNdt/VeYjya4CM26Bn72mmJ/JwPypvJuJs4f8A47DvE84+Lmr xteDnUDjhbWi8jeiX7iXfMfVV XG+TLDuPmZZoTyDFZU/MK3+qq1tDd7F4I5n68XOaK7AD/uIbMo8dO+tLilpQyG+lQMTTto iWY+ZujjmHQqgbM2djg3neCkD jKFbJckC9xmjsc6+APhWl7t72 yvFmxUWQKNZomWSE243yEmI9o bQdo4U1w+7bYRvOsKCAdZoFHV YcS8a8m55RoeVjoVtjY4f2pOq/s8Rh4cQthozLdGa/bYoD4eNO1tKqaYScv8qz4LaMU wzRSJIO1GDD8jTiqBvf5Ng7ec 4I9DODmZVORZO0gi2RvyPO3Gm e72++IiOTEXkCnKwYWkUjQ68z 3H30+ajRTCDO3Mw34c1Wt7v33 EfeN8aKS3lxKyYuZ1OjOxHLjR QDtytfBpE0eA9lqW5zjzGDMQq 5eZtc52Pstb21YltyqvblYNPM YTkU5l61wDezMBepJ5Vju2aNe sASzWGUHhysRc28LUe34QsfML ldXU+6kK+cvKJ/zXF/bH/jSt1xm9mFjGuJgB+8Q27yM16w LffEpLtDEyRsHjdgVcG4bqKDb 2g+6qZ3DKunwmJ4lLiDVdFAKa UQXpEGuwaDK0YK7ZtDX1Xh/QX7I+Ar5Qm9E1oh8sGNIAVYUA AGkbE/m1XRSNju1zsdgpsWWiKtOq0HY nk6iw+NfEqSV1Mcdv2bOCHN+Y sSB2Anuq31l+7HleJITGR2JsB LGNLk2GZL6eI91aYJxcrzFr6H nw14GionMI7i4OOixEcgGI3rQ +AXUkYYEMAQQQQRcEHQgg8RWH +UnyWNh82IwiloNWaMatDzJHM x/mvhqNrhxGYnUXFrrcFl+1YniL EURYoNoQVI1sey5A1Fxy4XvUn NDhRQ8E74XZmr5LjlrwZmIVVL MxsAouzE6AADUnurbd8/I7BiHMuFdcNK5N0I+Zc8SQBqh 4nq3HdzpTdHdnA7NUyo3nmJBK F1Gim+Vljv1IwNbsWvYHXlQ/Y667LsP4q0RXzXPkz8lQwuXFY sBsRxROKw9/Y0nfwXlrrV32pvLFAxQ5ncLmK rbQG9izMQqA2NrmoDH+UiMKch iDdrOWA7wqC7HuuB31me8+8hn JAZ2BYszNYFjaw6o0VQBYLy7y SauzBooLL4nHtNuuyrBvrv1Hi E6OQK2VswWO7AMAyjNKxAYWbU KvLjVB2JGql8U4BTDkCNTwedv Q8QvpHwHbTPEvZSewU72wOjig w406NBI/fLL1jfvC5R7Kqe+haI4PAcbiM z9gouadnYsxJZiSSeJJNya5Br y1ekUEdV6MBlCWgizmxuFAuxH G3JR3k6e88qeO9+4DQAcABwA7 qTggyoBzPWbxPAexbe0muxHRb W5RS8u41xE4ucgHut0C8rQfJf tLIJR/Eh94Yf0qgiOrduViFhVmeOVw8 ioOjTMQVRn11HEXsBqbaVYzdc 7B6zBbGZ1eO9V3aD9U0ku92GZ ejikAb1HBRx/lcA0uYwyG/OiF3iKUBNtdIkZ3NlQEk+FS+5 sUmITpJVVDmIyAklAACFf+OzC 45cKoO1McpYyaNFC5WIcpsQvF ++OI+wtbsrQPI9ITgGZjdjiJi SeJJKkmqxIC7KEU7CvbAJ3DQm gruFCjuFUnHgRbXwknBZY5oLA aZv2w99jVsxmKFrCqLtLB59sY J5Cyxqj9Gb2Uza9U95W9hztVi EWi1Vd8t2xIpnjHziDrAfTUf/ACA4do07KtVBpiLU2PLDYXzlt M/Ov9o0VIb2YDLjcQEsFEjWHZrw orluBsrcxOBY0+AWu7of8ui+7 b+Z6+fcpbUkHxN6+gd0W/4dD9238z183YmTQdw+OtX4hth q5vCJeylmNc/yU+IUcXUUjPIltGufCo4GvRQw jAXbfi3PFUlBXt65WgGpoW12j +Htpfz5jzt7qa5h/s1wcUvM3Pd/6pZbS7YM/upPoMQS6Akn5xPD0xX0dhttCT MwsVzMFYNfNlYq2lhbrAjnXzb gcLLI69HFK3WU3CGwswN7nSto 2VhGRQoJUZme1wdXZnI8LsaLg aWhZ/iszJXCjZVtfHjhxvpwJHDn2Dx pvitqiKO4UkLYKigC5JCqo4Aa kdwphCxt1hY9xvpyPAU026/zDeKfzrRBOlrhuNAqvbZ3wc3V 26Qm+ZFYrAoP0OrZptNCWNj2C qptDbbv6TG1rBRooA4AKNAKjZ pzTc60KSXbrLySSTG3nTolJMS TSN6K6WImlskAGpIxZ3jT15ET 3sK625iOkxErdrtbwBsPyFPNn 4a2Jw1/8S/4VLf0po0FyT2kn3mqJ3gAL0X9 H4ftYnvb1TJY6WTC5mVTwZlB8 L3P5A05yAUJiAHTuJP+hqGY63 Ba7icXYYOV4Ooaa9E/83ubnnr7696AU1faBPCm8mIY8 6OorwURPduVIM6irPuntFGw88 LAFXZSfwmxHYQVvVBaSrZuJhW k6QAc0+DVYxuq6WBiySg2o3bG KngfIzdLH9ESKHW3dmGnspXB7 w3UpeeFWBB6GS62PGyS3y+KkW q6b3bvxjDIjXM8rhYlFrk8XJv wQLck8rCs9eAIxAIYAkAjgbG1 6Gnc6E90r1HhEEXEmETN1bzS+ OxfSMLLkjQBI0HBEHAd55k8yT WheTXb8UWC6J5USRppWCswUkH LYi/HnWYyPSmG2pIgyhrpzRgGT8LC 1DwTFji4812uLcOGIw7YIjWXZ fQeGjLm/bTHygRBNmYhgBmRA6nmrqylWB 5EGxvWUbu7yS58uFTEZ+zCksv +aNw0YH4av21mxsmy8WuLVEJi OTRQ9h1jnCMyg6cj7BXWZIHiw vPcVhXYZ2VxB8javGzsQXijc8 WVWPtF6cVSNtbxz4fZEGJwyq1 lhZwwLARlesdCOBygnkLmlNwf KCdovKph6PowrAhswOYkWOgsd D/sVLMLpViB5jMo2CoW9377iPvG +NFG9377iPvG+NFc525Wxw/ym+Q9lPvvS2G2bEbNquRQq5mL MXsBoew1h+JlueubC+ik9YD+l fSu6mDDYGC4B6h/nam8m6OHjbMuHQXJuVRbi92LM ALnUAaa60ZksArNjEdm97QOZ/K+eoMPJJ+zjkfwQ29/Cn8O7GLYX6HKO12A/wDdfQH9joOXsA7O4eIqH2vsgS OsYjfLm6xAsCOd7a8B8KYxNAV jMbLK6tgspwnk9xDgEyRqP4QW +NqlsN5Lh9OSRvCyj4E/nWs4bYyqAF0AsLAD+uteSbEzO pLyDKOCtlRjp6YA1PYL241YGg ckG/ESPJtxpZ7hfJrAv/TDfaJb4m1TeD3QjT0UVfBQPgK uHmwvYWuO/wAeQ142ogwLZiSxtwyZVsCOJB 9I376nohjmO5VfTZVlPRhGYaC 7WF+8gG3up6uz2KAMSjEC5Q8D zyll4eypmDZyoLKqqLk2UAC54 mw50QbMRCxVQC5zNx1J5m9JKw NlGYfZ4QWUG3HUk/mxJqJ3g2dIYZG6JJHSxiC/tLZlLC72ANhwHZVpw+WQGwYAE qcyshuNDbMASO8adhpjBu+EkU xyzKguejDBo2J4li4Ln8WltLU xTgAghxWBxzg3FiGHFSCGB7CD wpZISa2HejcHC43O98k69XpUa 7KQLqrrex4g2IBrMNqbOnwT5M QnVJskyXMb+36Ldxql7SNln8V gnxjNGLCbR4MDjSuZVpF5yeFI FCapq91yMpd8RTuDEDp4D2SAf jBT+oqImxBuR2E08bDtxHEWI8 RqPzrjaeF+cLD0Xs48HGa3sva qZgKBXpX6MnOSSBh8VHs5NEQs ynvH56f1pwMLXYwlUNkAK2+Iw Mk8TmHmCF6VNcGA1JhRYHt+PP 8AOkGN+FHh1rwl5dHI5hFEGim keFua1LyYwxw4XETykKkbAsx4 BVS5+P51n8MVqum7G7U2Nw3Rp JGkKz55FZWbpGVE6MEAjMgPWK 3FyBrU2O7yvwEmfEAHbVRW8e3 2kZp36sky5Y0PGDC3uq90kmjN 3WFVGTGrwGtuzW3jbhWp4nyd4 ZJSZ3kxUmjMZGspY6+glgBa3E kcqd7tbvxzzP8ANoIMOQoQKAj SkZusB6QUEGx5sOyqX4cyOtxX puF4wzCQZIGeZPMrHlkzdtaT5 Ltw8Li4HxGIQyssrxhWY9GAoQ jqi1z1jxvUNv5uicHPdQehkuU PYeaHvHwt31fPIx+4P/8AsS/COoYePLKWkK7i2N/cYFkrHbnX02V2wmBSJQkaJGo4 KihVHsGlQe+wBweI+5k/kNTeJmtWf+UPbE5EeFw6Aviy0 WZuCjLqPEi9dJY1WLc2Rf7Mg6 TLkEC5s1suXJ1r30ta96e7s4b CJAPMhEIWJIMfAm9iSeJPLXsp DZ27v/Dlwkp4wdC5X+JMhK38aZblbjt s8uPOpJom9GNlCqpvctoTqeGl qjratblyGzr05FZ1vd++4j7xv jRRvd+/Yj7xvjRXOduVs8P8pvkPZXPdn ffCRYfDQNIc5AU5VJClnNsx5c RVn2nu8J3VmlnVV4xpJkR/tAC599Zj5ONynnkTESrlhQhlv xkZTpYeqCLk87W7bbJajIS5ze 8Fm+IsihmqF1nW/MpkYCl7DMoACqPS00OpNjpUdL i0SYaEsSI242UEFgbflepyS9t Ki9pRyECMKsmdusWAsq8b251a 5BREE6pafZ6MpVkDxtxW1+Y0s OIvc91dNGmUWKi1svDS2gA7L2 K1xjMQuHiaRpAiKFvnPUFtNLC 4J9uvKkoNopPlaO7K3C6nKRoQ 1yPdStRDSdeSbYbCQ9K00aJ0h zBmt12uy2FxyBAvoeXjUlhluC SCCSTbTw5cdAKI8JYuCTd9bi4 0tl9nv505SEC3MgWuaQTOIKTF rXuLdp04caTwmJjlBMbpIAcpK MGAI5XHPWmG3enVCIIYpS3pdI 5C24EZcpzXGltPbTjZ+HWOICK NIFuDlChRra5svM0r1T5BltOJ 4Sb2uPDia6y2QnKbgE5Ra57hf S5pLAbOWNpHGe8pu2aRmGl/RDEhRrwFqfA06gTyUTh9oRMVR 8sMkwLdDIUEp1IuVBN+B5mvdo bLWZTFJHG8baMrLcMt9OPMGpE 4ZCwcquYCwawzAdgPG1KGlSfM OSxzeryUSYe8uBzSx3u2HJu66 6mJj6QHqnXvPCqjg5Uk4aEaFS LMD2EHUVt+C2rnn+ZRjEGZZWf PGVfQjKjpdge0ECme+Hk3gxvz i/MYgcJkHHukXg40569hqpzA7Zc 7HcNbJqND/u6ydYhSOIg6g/gJA+yxuPcxPvFL7Rws+DkEOMT o2PoyDWKSwuSrduvDiKRlxIHH gdPfQj4yRlKC4LjJuEY9r3jTY +SZMQKazYscq4xqFWseHEHtFN 1Sgezo6r3VmNE7A6HUHmnmFfP cHlqPDmP607RAKjUexBGhFSCS ZxmXiNWUcR/Eo5jtHLw4FRP/ALSvN/1TwF5ccXBrfxD8pYGtV8kg/u8v3v8A8FrJFxHOtI8l+1wkMw/7gPvS39KLjHeWH4e0jEC/FTO3cTbEzLzGQ+wxrb8wal9xc NlwaNzlZ5T35nOX/SFqp7544CZZh9OMxt9pCWT3hn/CKtWxttpHh4UserFGPcgvV4+J bCT5QrmpHb+wkxcDwycG4HmrD 0WHeP1qG8nGwpcHhpIZhZhPIw I1DKwSzDu/91KHeaPnSE298K8/zqVC7VGd2XJem6kcVrVV2/gOljK+1WHFWGqupHAggG/dUFvN5QnxIaDCHIuiy4jiEzaC OP1pG1sPHgASEZt48saxxiyRq FFzyGlyTxJPPmT30lGlc9yN4J 8XFmlWIBS0ZZHJYyRtlYMhUBb gBtCfSqzVmG5O2DhjKCVZJWMm ViVZXNgbEKQykAaGxBHO+l12b vTHK4jZWidr5MxBR7a9RxoTbX KbHjppSSJtZNvfCpx2IuoPzjc h20Uy3p2iZMZO8dmQyNlPaL2u O6iuY4iytxAHCJunIey1/conzGD7B/marAKqO6m8uGiw2GhkmjWRl0U nXVmtc8Fvyvx5Vb66LD3QsbiG uEjrHM+6iMFjMU0sglgSOJL5G Eud5DfQ2AAUW7daXXEgOgA/aXY68NB76czyX6oYA3H/ANe6oXeZpogssETzsNAgZVVdD 1mvqRe2g/KkdAnYA91bX/vNT0i3BplhWEoBIOZCbE6G/C+nI9lMt15sY0DHGoiyZjlC2H UsLXsSAb351IwSN0hvYKVGUD8 zenu9VEtyW2wa5grouSlwAZEH og6ZrXy37wefaDTDYm0MSxk86 hSAXHRhXzkrYk5iNLi3Lvp3tL GJh1MzsqRr+0JBvyC8Nb3Nrd9 JbE3jgxYYwPnCEA9Vltfh6QF+ FLS6tMGnITl069FJK16ZbZ2UM TE0TO6K3EobNa9yL8geFPqKkQ qw4tNhMcFsdI4Og67pYqekcux DaEEnW1ja3KvVWHCQ6ZIoYwT2 Ko4n86cST2ZRpZr63HEWIAHO4 v7q8xeESVGSRQ6MLFWFwR2EU3 kpXZ7yT2ftOKdc8UiyL2qQbXA Nj2GxGhp1TfBbPjhXLEiRrxsi hRftsOdOKcKLqvu7JvI2pAIuL E+FeQbRic2SSNiNCFdSR7jXjJ dwQB2MTxtyAphhNz8HE+dMPGr B+kBy3Kta11v6PgNKjryVndrv Wnu1dkQ4mMxzxrIh+iwuL9o7D 3isg3t8mE2DvJhQ2Iw/Ex8Zoxzt/iL4a+PGtrqN2lvDBBJFHK+Vpi QmhsSLDUgWGpA17aTgDuh3wiY ZSLXztHiI5Vyk2t6JP0T2EdlM MQpRsr6H8iORB5jvrV/KbunhZJUKxzQzyFR08cWaAljl AmAIudPo9bXnwrN9p7Pmwr+bY 2IjjlN9DqevDINOXD3gULJCHI/h2On4WAD3oz/CijKO2vUxeUggkEcCK7l2QT1o W6ZewaSr4pz8Vv7KjjOB+lDGE ha+LisU7czSFNptGN/T+bc/TUXU97p2/wAS2PberNuvtJ8OslxnVipDxf OLoCDmA668uK1nZxPZXsWKZTd WZT2gkH3ir2Fzd1w8TgMJK/tIxTvDZaJvFvLHLCVEq5lIYC9 jcHhY68CRXUe9yFBeRV0AsWGl haqWN5cSVytIXBFuuqvpa3FgT XkW3pEII6MEC37KP+q61b2utq n/AI9xjykq2neIynLD0kzerEjN7 yBYUzxUbZguJkILaLhYGEmIc+ q7i6RDtvc91NcO+OxVlkneKJu b3RD3LGoGY+Nh31dN2Nm4LDRK y9dpSqhyVzyF8xUXYgIpytpzt brGrQ4uQUkLYtLs+GyhkwzImZ kChA2WKIXSMH0gnOWQj0pDqbE DTQk0ylCFKuJAyLlOuYQl7EH6 XSACxta6jjVgwvT4s5UVVRwbB RdVDwyAXPGQjpIm5C6ta3CrJj Ni4PDDpJzHG5AYgniyi1wo6x0 AGl+A7Kkqf5KjNlbJHRqe0CoD f3bMccfQq3zgZW04qV1UC2uYm 3gPEUbW36lxT+b7Oja5OUyEai/qj6Px7hUtup5NkiPS4i08zEtc nqC3Gx9UX6z/AOUXvSJvZO1oZq70VLxdmYkLl BAIXQZbqDl1HLhRUhvKn97msA eu2p0J1425DsHZaiuc4albKJ1 xtPgFpm427+HGGhnEMfSsCTIV u18zC4J4adlWXE4rIL2vbj3Dm agd15JBsyIxKrSBDkVmyqTna1 zbQVFbuRbUnxJbFkRQIWvGqqB IdQAOLFb63J1sKOBoAALKvYZH ve5w0J3Op15K1yYhSqyIucva1 hr4nuAofGAyrGQb66300AOtKO RCjMxJA18B2DupHZmBKtI5IPS NnGmouOFT1Q4y0T6KRApobl7a aWNu7tHfTuuXHZa9OVSDSRxuB SZGjkUOjCxU8Drf42pLCYAQKE hUBARZL2VVtY5dPbY99etiSuc keja+p4cz8acQzhgCOdj76Wlq feDa5Lnzxed11y9YEXPdfjUVv FhpJ48uHxDwOrgFo1zeKtzGnO 476m6KRFpmuymwmWFwJsnSdcx 6KxN2NgBnblmNr6DS9Lph7Wsz aEnUg3vyuRe1LUU9KJJKKiF2d ImJeY4iRkcZRCVXo0NhYg8b3v 431qWZgONJohuetfu00pipNNW kcHhMrM2Ym/EHup3RRT7KLjZsorwivb1HbwP iBAxwoRphYqH9Ei4zDiNbXtrT FJos0pG1R23d34MZEYsRGHQ6i/FTawZTxVhfiKW2U0xiXpwglt1 hGSUv3X14WqmYzeqXD7aELFzB OsagMLqHIsHj7s2h9p5VFzgKt XRYd0pc1vIE+nRZ9vh5I8RgmM uGzzwjXT9tH4qvpjhquvdzqtx bQMg+cWKcdsiAv4Z1s3519L7V 2h0MTSCOSXL9CMXc+ArLPKDu7 0kKY7C4UqJFzTrbLIuU6OY7an 0gxGugOvGmcOiBnifkzx6LPPN cMeOHZfu52t7nDVO7t7k4XFBz nxKZCBbPEb3BPHo+6oRACLgg3 q8+T3Djo5jf6aj3Kf1qtupooT CY/EGUMLipHAeSbA8+mk+3MQPdGF +Nc43cqPCM5iiQDKXSw62i3yB 2uw1HHvB7xNdJl4NSv9o5hlY3 Hv8Aj8KuyjkuyJ3k94kqi7P2g srKALsxPDMdFY2I0vwMba20kG p40jsvZZdrA2TWM5TYkLISp+b 1bTKRf89DVq2buqIUUvqFB6xA seqqqbkZQcqgWIXho2lVfaW23 klOGwKmWS+rAFlS5sSQS49o9l 6alPN0Vj2njsLs+MF5Zi1urF0 2Iu3Z1WGUDxqFwO7uJ2m2eQeb 4f8Aw0BMjD+M6D2sR7KsG6/k4jgIlnJmxB1LHPYE9gMRt41c miPMEgdqsQPAzFUHsWnpQLyo7 ZGw4cNHliRVXhfke5nHpXP0I+ PMm9SeXiLcgSGsNBwaW2iRjkg 48+dEQLG63Y8Lqcx8OkICIO5R T2HZ/rWsDcKL5b+sxOrt3n3c6dVErF d5xfGTn0ryNqdCdeNuVFL72/vuI+8b40VzXblbaADsm+Q9lpu 6OGz4DD3JAC3sDa9nap+SdVIB IBPDXj4VWd2Z5RgsMsSA3U3Y8 F67cudWOXBK5VmUFk1B7D3V0G 7LITj+oc21n3XkYLFs1iptYW9 9OAKLUVNDk2iiiikmXEkQPGvJ IzYWNrd1KUUk9qs7rbEngZ2xG LlnZiRlN+iXXMCubW9uyw1tVm rno9b68Ld3upsrFASe893HtqI GUUrHuMhzHdO6KTM4BF+fu8K5 xJa3Ute448Lc6e1XS5xM9tCpP ZYXvSsUQA07vH21zAG1zez3Ur STnoiiiinUVSNrboY18e08GL6 GNwgOrEgKACoS2UjS/Hmauwr2iohoCtkmdIAHchW3+2 iuTGCQbC44HmPCuqKkqkUWoop JKg7y+R/Cz5nw/wDdpiSwZBdCTckMl7WJPK1qqe B3ax2z3ZJVSRJOsroTxQ2sQRo SHB9h7K2qqxvpsfFzBDhJI0ZQ 6t0gJ0cx9ZeVxlI19ampQyNvN WqqGHErcUt4mnjbUiw4zSSYdb ci4LfhFzSUXklxE2uLx0rX4qn VWp3ZfklwEOpi6Ru2Qlu/gadTVOj2jjtsuYsP/d8INGkAsXF7EA8+fd234VbEwO z9jQRq4sXJGcKTI5GrEldba/nVyw2FSNQqKFUcgLCorevdSLH xCOW6lTmR19JTax46EHmKi660 3VsOTOO0vLzrdVbYe/0eKx/m6xnonzCN+lkzEqpa7KTYAhTp y0q+JgIx9BfEi5951qmbmeTMY HEtM8glsuWOyFSub0idTrbTTt NXuoRZq7+6Ixpg7SsP8ND1VF2 95UUwuMbCmCRyOiVSrC7NJlNs p5WYW7TpV5qMm3aw74lcU0Smd FyK55AEkEDhmFz1uIBprvdvSu AiSRo2dWkEZy2GUEE3148OHOp 7WSqaEha2Ma+5WW72/vuI+8b40Uht7F9LiJZMrJnbPl cWYZtbMOR1ornu3K2UAqNoPQe yaDFONAzAdgY0eeP67/iNFFNaZzRZ0R54/rv+I0eeP67/AIjRRSsqOUdEeeP67/iNHnj+u/4jXlFKyllHRe+eP67/AIjR54/rv+I0UUrKWUdEeeP67/iNeNi39dvxGiilacNF7LxsW9v Tb8RrmHGPr12/EaKKVqeUZdkp54/rv+I0eeP67/iNFFKyq8o6I88f13/EaPPH9d/xGiilZSyjojzx/Xf8Ro88f13/ABGiilZSyjojzx/Xf8Ro88f13/EaKKVlLKOiPPH9d/xGjzx/Xf8AEaKKVlLKOiPPH9d/xGvRjH9d/wARryilZT5R0Xvnj+u/4jR54/rt+I0UUrKWUdEeeP67fiNHnj+ u/wCI0UUrKfKOiPPH9d/xGg4x/Xf8RoopWUsreiPPH9dvxGvDOz cWY89STqNQaKKVpBovZeFidTq aKKKZEDZf/9k=[/IM

G]




رااااااااائع




التصنيفات
بلدان ومدن

عادات وتقاليد الأعراس القسنطينية

عادات تقاليد الأعراس القسنطينية

تتضمن الأعراس القسنطينية عادات و تقاليد متميزة جدا و ذات نكهة خاصة بمزيج من الأفراح النابعة عن الأصالة و ما يتطلبه الحاضر ، و يمكن أن تمر بالمراحل التالية :
1/ الطلب و القبول
إذا أعجب شاب بفتاة و رأى فيها ما يسره لقوله صلى الله عليه و سلم (تنكح المرأة لأربع ، لجمالها و مالها و حسبها و دينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) و كانت له نية الإرتباط بها على سنة الله و رسوله فعليه أن يسأل عنها فيما إذا كانت مخطوبة أم لا ، و عن إسمها ، فان لم تكن مخطوبة أخبر والديه برا بهما و إكبارا لهما عن نيته في الزواج ليبارك الله له زواجه ، ثم قصد أباها ، و ربما فوض الأمر لوالده ، و ربما ذهب برفقته و هو الأفضل حتى تكون نظرة أبيها أوضح عن الفرع و الأصل ، ليدخل والد الشاب في الموضوع مباشرة و يخبر والد الفتاة أنهما قصداه طلبا إبنته فلانة للزواج بابنه فلان الحاضر معهما ، عندئذ يسال والد الفتاة عن أخلاق الشاب و سيرته و فيما إذا كان يشتغل أم لا حرصا منه على مستقبل إبنته ، فإن كان الشاب متخلقا و يشتغل قبل والد الفتاة عملا بحديث النبي صلى الله عليه و سلم (إذا جاءكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض و فساد كبير) ، في حين تبقى الكلمة الأخيرة لصاحبة الشأن أي الفتاة ، لأنه في عقد الزواج لابد من توفر ركن جوهري ألا و هو الرضا ، لينفض المجلس المبارك و يذهب كل لشأنه ، و لدى رجوع والد الفتاة إلى البيت فاتح أهله (زوجته) بالموضوع و أخبرها بأن هناك شابا جاء رفقة أبيه طلبا البنت للزواج و أنه رأى منهما ما يجعله راضيا عن الزواج من الأدب و حسن الخلق و الاحترام ، لتخبر الزوجة إبنتها بالموضوع منتظرة ردها بعد التفكير، إذ على الأرجح أنها عرفت هذا الشاب طالما رآها و أعجب بها ، فان لم تكن قد عرفته فلا بأس أن يتم إعداد لقاء بينهما تحت حرمة أبيها ، و في كلا الحالتين إن قبلت أخبرت أمها فتخبر الأم زوجها ليرد الزوج على من قصداه ، و بعد الاستبشار برد الفتاة يسأل والد الشاب والد الفتاة عن الشرط فيخبره بذلك مراعيا في ذلك حديث النبي صلى الله عليه و سلم (أعظم الزواج بركة أيسرهم مهرا) ، مع العلم أن الشرط يضم المهر و شيء من الحلي للحناء و العشاء ، و بعد الاتفاق بشان الشرط يتم الاتفاق حول موعد الخطبة.
2/ الخطبة
تقوم أم الشاب بدعوة الأقارب المقربين (العمات و الخالات و زوجات الأعمام و الأخوال و …. ، و بعض الرجال من الأقارب كالأعمام و الأخوال و ….) مسبقا من أجل حضور مراسيم خطبة إبنها في اليوم المتفق عليه ، و بحلول ذلك اليوم تكون الأم قد حضرت وليمة الغذاء للمدعوين بمساعدة بناتها أو من طلبت الأم حضوره مسبقا من الأقارب المقربين ، و تضم وليمة الغذاء عرفا (المقبلات ، الغرايف ، الجاري ، طاجين الشواء و التحلية عصير و فاكهة موز أو تفاح أو عنب أو …) أين يأتي الشاب مرتديا لباسا رسميا مرحبا بالحاضرين ، ثم يتناول وجبة الغذاء مع الرجال ، و لدى انتهاء الجميع من تناول الغذاء ينطلقون على بركة الله إلى بيت الفتاة و يتقدمهم الشاب و والداه حاملين معهم خاتم الخطوبة و باقة من الورد و قالب من الحلوى معد خصيصا للخطبة ، و النساء من خلفهم يزغردن و الأفراح تغمر الجميع ، و عند وصولهم يستقبلهم أهل الفتاة بكل رحابة و تقدير، و يجلسون في غرفة الاستقبال فرحين مسرورين مع الأقارب المقربين لأهل الفتاة ، فيجلس الرجال في غرفة معدة للرجال متأنقين يتجاذبون أطراف الحديث ، و النساء في غرفة معدة للنساء لابسات أحلى الفساتين الساترة و الحلي فمنهن من تتجاذب أطراف الحديث و منهن من أطربها الغناء ففضلت الرقص ، ثم تأتي الفتاة مع قريباتها مرتدية فستانا جميلا عفا واضعة خمارا على رأسها اعتزازا بدينها و شرفها ، فتجلس في المكان المعد لها ، ثم ينادى على الشاب الجالس مع الرجال ليجلس بالمكان المعد له بالقرب منها ، ثم يقوم بإلباسها الخاتم تحت وقع الزغاريد و الأفراح ، و بعد ذلك يقومان معا و بسكين واحدة بقطع الحلوى إلى نصفين ، فيأخذ كل واحد منهما من كل نصف قطعة بحجم ملعقة صغيرة و يطعمها للآخر تحت وابل من الزغاريد ، ثم يؤتى إليهما بكاسين من العصير ، فيشرب كل منهما الآخر جرعة منه و الزغاريد تكاد لا تنقطع ، فيجلس الجميع ليلتقطوا صورا تذكارية مع الخطيبين ، و يهنئوهما و يباركون لهما ، ثم يرجع الخاطب ليجلس مع الرجال ، فيشربوا القهوة جميعا في جو بهيج من الغناء و الفرح و غيرها من مظاهر البهجة و السرور ، و بعد شرب القهوة و التعارف أكثر تتفق أم الخاطب مع أم المخطوبة بشأن موعد الدخول من أجل التحضير للعرس ، و بعد ذلك يغادر الخاطب و أهله و أقاربه و معهم نصيب من قالب الحلوى ليحتفلون في بيتهم مع الأحباب بين غناء و رقص.
3/ تسليم المهر
خلال البضع أيام التالية للخطبة يتقدم والد الخاطب إلى والد المخطوبة بعلبة حلوى و مبلغ المهر المتفق عليه ، و هو ما يسمى بمقدم الصداق ، أي قبل الدخول ، و ذلك لتجهز الفتاة نفسها بشرائها حاجياتها و أمتعتها و ألبستها و مستلزماتها و مستلزمات بيت الزوجية من أثاث محدد عرفا.
4/ العيدين
ا/عيد الفطر
إذا كان ما بين موعد الخطبة و الدخول عيد الفطر المبارك فان العادات القسنطينية تملي على الخاطب أن يأتي في اليوم الثاني من العيد بعد الغذاء رفقة والديه و أخواته إلى بيت خطيبته حاملا إليها الهدايا و هي حلي (عقد أو قرطين أو خاتم) إذا أمكن ، صينية بقلاوة ، فستان ، فستان داخلي ، حذاء ، حقيبة ، قارورة عطر ، صابون عطر ، شمبو ، فيشربوا القهوة ، و يتجاذبوا أطراف الحديث ، ثم يغادروا و معهم نصيب من صينية البقلاوة و الحلويات التي أعدتها الفتاة بنفسها.
ب/ عيد الأضحى
و كذلك الحال بالنسبة لعيد الأضحى المبارك ، غير أنه بدلا من صينية بقلاوة يأخذ الخاطب فخذا من الخروف الذي ضحت به عائلته ، كما أنه قبل شرب القهوة يتناولوا الشواء في وجبة الغداء ، و بعد شرب القهوة و الحديث يغادروا.
5/ الجرية
هي عبارة عن هدية تقدم من طرف الخاطب لخطيبته ، و ينوب عنه في تقديمها أهله من النساء و قريباته لابسات القطيفة و الحلي في جو بهيج بالغناء و الرقص و غيرها من مظاهر الفرح و السعادة ، حيث تحضرها قريباتها لابسات القطيفة و الحلي ، كما أن الخطيبة أيضا تلبس القطيفة و تضع على رأسها الدراية و ما يتبعها من الحلي ، و تتضمن الجرية عرفا شموع ، حنة ، تبديلتين بجميع لوازمها من الرأس إلى الرجلين بحيث يكون ثوب أبيض و آخر وردي أو أزرق فاتح بالإضافة إلى لوازم الحمام من منشفات و حذاء و … ، بالإضافة إلى صينية بقلاوة و صندوق من تمر الدقلة و المقشقشة هذا بالإضافة إلى الحلي (عقد ، سوار ، قرطين ، خاتم ، … حسب المستطاع) ، أما مراسيم الجرية فتكون مثل مراسيم حناء العروس التي سنتطرق إليها لاحقا ، و تجدر الإشارة إلى أن الجرية ليس لها وقت محدد فقد تكون قبل العيدين ، و قد تكون بعدهما ، و قد تكون قبل العقود و الفاتحة ، و قد تكون بعدهما ، المهم تكون بعد الخطبة و قبل الحناء.
6/ العقود
قبل موعد الدخول بمدة محددة يذهب الخطيبان رفقة أهليهما و بعض من أقاربهما المقربين إلى مصلحة الحالة المدنية ، بحيث يكون الخطيب مرتديا لباسا رسميا و الخطيبة مرتدية ثوبا جميلا عفا فاتح اللون مع حقيبة و حذاء فاتحي اللون أيضا (ابيض أو باج المهم متناسقين) من أجل تسجيل الزواج في عقد رسمي ، و ذلك بحضور شاهدين على الزواج ، و بعد المناداة على الخطيبين و على الأبوين و الشاهدين و ما أن يشرع الخطيبان في التوقيع على الوثيقة المقدمة من مصلحة الحالة المدنية حتى تنطلق الزغاريد و البشرى بزوج جديد ، ثم يسلم أهل الزوج لأهل زوجته علبة من الحلوى و باقة من الورد ، و بعدها تلتقط صور تذكارية لهما مع الأهل و الأقارب بمناسبة العقود.
7/ الفاتحة
بعد الحصول على الدفتر العائلي يتفق الزوجان و أهليهما عن موعد الفاتحة ، حيث يأتي الزوج مرتديا لباسا رسميا رفقة أهله و أقرباؤه من الرجال ، و كذلك أهل الزوجة و أقرباؤها من الرجال إلى المسجد المزمع إجراء الفاتحة به ، فيتولى ممثل عن أهل الزوج و ممثل عن أهل الزوجة الإشراف على الحلوى و المشروبات التي جاء بها الزوج كباروك ، فتوضع في عتبة المسجد ، أما البقية فيدخلون المسجد لأداء صلاة تحية المسجد ، و من ثم الإنصات إلى الإمام الذي يتولى إلقاء مقدمة عن فضل الزواج و مقاصده ثم يقوم بقراءة الفاتحة و الدعاء للزوجين بالسعادة و الهناء بعد إيجاب و قبول من والديهما ، و بعدها يخرج الجميع لتناول الحلوى و شرب العصير ، و يأخذ الإمام حصته ، و ما بقي يقتسم بين أهل الزوج و أهل الزوجة ليحتفل كل في بيته مع الأحباب ، كما يقوم الأهل بالبيت بإعداد الغرايف لتتعالى أصوات الزغاريد لدى رجوع الرجال من المسجد.
8/ الشورة
إن المهر الذي تأخذه الفتاة عقب خطبتها تقوم بشراء حاجياتها و أمتعتها و ألبستها و مستلزماتها و ما يلزم بيت الزوجية كما سلف الذكر ، غير أنه في كثير من الأحيان ما يكون هذا المهر غير كاف ، الأمر الذي يجعل والد الخطيبة يتدخل فيزيدها المال تكملة لما ينقصها ، و إن كان أبوها لا يملك المال فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها فكل حسب مستطاعه ، إن هذه الحاجيات و الأمتعة و الألبسة و المستلزمات هي ما يسمى بالشورة ، و تضم عرفا مجموعة من الفساتين و الأثواب و الأثواب الداخلية و الأحذية و غيرها من الملبوسات ، بالإضافة إلى لوازم الزينة كالكحل و احمر الشفاه و العطور و الصابون و غيرها ، بالإضافة إلى مستلزمات بيت الزوجية كالمضربة و مطرحين و ست وسادات و الأغطية و الافرشة و الستائر و الأواني النحاسية ، بالإضافة إلى الحلي حسب مستطاعها لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، حيث يفترض أن تكون الزوجة قد أنهت التسوق قبل موعد الدخول ، ليأتي أهل الزوج قبل الدخول ببضعة أيام من أجل نقل هذه الشورة من بيت والد الزوجة إلى بيت الزوجية ، و يساعدهم في ذلك أهل الزوجة تحت الزغاريد و الأفراح ، و عند الإنتهاء من وضع الشورة في الشاحنة يقوم أهل الزوجة بدعوة أهل الزوج لشرب القهوة ، فيشربوا القهوة ، و بعد ذلك و لدى الانتقال إلى بيت الزوجية يأتي والد الزوجة و بعض أهلها و أقاربها من الرجال كالأخ و العم و الخال للمساعدة في نقل الشورة إلى مكانها ، كما تأتي بعض النساء من أهلها و أقاربها كالأخت و العمة و الخالة ليتولين تنظيم و توضيب الشورة في مكانها المحدد ، و عند وصولهم تخرج النساء من أهل الزوج كالأم و العمة و الخالة لاستقبالهم ، و بعد وضع الشورة في مكانها و تنظيمها و توضيبها تحت الزغاريد و الأفراح يشرب الجميع القهوة ، الرجال مع الرجال و النساء مع النساء ، ثم يغادر أهل الزوجة و أقاربها بعد أن يتفقوا عن يوم استلام العشاء.
9/ العشاء
يأتي بعض أهل الزوج من الرجال في اليوم المتفق عليه و معهم نعجة تملأ العين و كيس من الطحين و السمن ، و يقوموا بتسليمها لأهل الزوجة ، ليقوم هؤلاء بدعوتهم لشرب القهوة فيشربوا القهوة ثم يغادروا ، ليشرع بعد ذلك أهل الزوجة في ذبح النعجة و إعداد وليمة العشاء للأحباب المدعوين من أهل الزوجة الذين يأتون فرحين مباركين حاملين معهم الهدايا و أحلى الأماني و أعذب التهاني ، و يضم العشاء عرفا (المقبلات ، الجاري ، طاجين لحلو ، الشخشوخة القسنطينية ، و طاجين الشواء ، أما التحلية فتضم عصير و فاكهة موز أو تفاح أو عنب أو …) ، فيسهر الجميع فرحين مسرورين بين غناء و رقص حتى ساعة متأخرة من الليل ، و عند الصباح نكون أمام يوم الحناء.
10/ الحناء
ا/حناء العروس
يوم الحناء هو اليوم الذي يسبق يوم العرس ، حيث تقوم أم العريس بدعوة الأقارب المقربين قبل العرس ببضعة أيام من أجل المساعدة في صنع الحلويات و غير ذلك من التحضيرات ، و بحلول يوم الحناء يذهب والدا العريس مع بضع من النساء اللائي جئن للمساعدة لابسات القطيفة و الحلي ، حاملين صينية بقلاوة أو سلة مملوءة بالمقشقشة و شمعيين و صينية معدة للحناء و الحناء و مرش و كروانة نحاسية صغيرة و معهم حقيبة بها ما اتفقا عليه مسبقا من الحلي (سوار أو عقد أو قرطين …حسب المستطاع) متجهين إلى بيت العروس ، أين يتم استقبالهم بكل رحابة و تقدير ، فتدخل النساء إلى غرفة الاستقبال حيث تجلس المدعوات من قريبات العروس لابسات القطيفة و الزغاريد تملئ الغرفة ، و أجواء الفرحة و السرور تعم أرجاء البيت العامر الحافل بالغناء و الرقص ، و بعدما يجلس الجميع تأتي العروس و كأنها إحدى الحور الحسان في فراديس الجنان ، لابسة القطيفة في أبها طلعتها مرصعة بمختلف الحلي ، و حولها قريباتها حاملات شموع طويلة مضاءة ، فتجلس العروس في المكان المعد لها و تجلس بالقرب منها أمها أو عمتها أو خالتها و من تحني لها (أم العريس أو من تختارها لذلك عمته أو خالته أو …) ، فتقوم هذه الأخيرة بتحضير الحنة فتبللها و تحضرها جيدا بالحليب المحلى بقطعتين من السكر و ترشها بقليل من ماء الزهر و تضيف إليها القليل من حلوة الدراجي أو التمر ، لتقوم بعد ذلك بوضع الحناء في يد العروس اليمنى على شكل قرص صغير ثم تغطيها بالقماش المخصص لذلك ثم بقفاز الحناء ، و كذلك الشأن بالنسبة لليد اليسرى و كل ذلك تحت وقع هائل من الزغاريد و الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم قائلات :
صلوا على محمد صلوا عليه و زيدوا
حبيبنا و شفيعنا يربح من صلى عليه
يا الحنة الحنينة جابوها الرجال
تحني بيها بنتنا صبيعات الغزال
صلوا على محمد صلوا عليه و زيدوا
حبيبنا و شفيعنا يربح من صلى عليه
يا الحنة الحنينة جابوها العربان
تحني بيها بنتنا صبيعات المرجان
صلوا على محمد صلوا عليه و زيدوا
حبيبنا و شفيعنا يربح من صلى عليه
يا الحنة الحنينة في صحن ذهبي
تحني بيها بنتنا في حمى ربي
و بعد الإنتهاء من وضع الحناء تعطي أم العريس الهدية الذهبية المتفق عليها من قبل (عقد أو سوار أو قرطين أو خاتم أو …) ، كما أن قريبات العريس يقمن بإعطاء العروس أوراق مالية ، و كذلك الشأن بالنسبة لقريبات العروس ، و هو ما يسمى عرفا بالرشق ، هذا دون أن ننسى أن أم العروس أيضا تهدي إبنتها عقب حنائها شيئا من الحلي حسب مستطاعها إكراما لابنتها ، فان لم تكن تملك فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، و بعد ذلك توضع القهوة للمدعوين مرفقة بمرشات الورد أو الزهر مع أصناف مختلفة من الحلويات مثل البقلاوة أو القطايف و المقرود و الغريبية و … ، و بعد الإنتهاء من شرب القهوة يغادر من جاءوا للحناء و معهم غداء أو عشاء العروس ، يسلمه لهم أهل العروس من أجل إعداده من طرف أهل العريس كوليمة ليوم الزفاف (في الغد) ، و يضم الدجاج و اللحم المفروم و الخبز.
ب/حناء العريس
و طبقا لعادات و تقاليد الأعراس القسنطينية فإن الزوج أيضا معني بالحناء ، حيث بعد رجوع والدي العريس و الأقارب من بيت العروس مساءا يكون الأقارب المدعوون من أجل المساعدة على وشك الانتهاء من إعداد وليمة العشاء ، كما يكون المدعوون لحضور حناء العريس قد وصلوا فرحين مستبشرين و مباركين ، فيجلس الرجال مع بعضهم يتجاذبون أطراف الحديث ، و النساء مشغولات بالرقص و الغناء و الفرح ، إلى أن يحين وقت العشاء ، و بعد الإنتهاء من تناول العشاء الذي يضم عرفا (المقبلات ، الجاري ، الشخشوخة القسنطينية ، التحلية عصير و فاكهة موز أو تفاح أو عنب أو …) يأتي العريس مرتديا لباسا رسميا رفقة أصدقائه و أقاربه ، فيجلس في المكان المعد له ، لتقوم أمه أو من تختارها من الأقارب لذلك بوضع الحناء على رأس سبابته اليمنى تحت وابل من الزغاريد و الأفراح ، فيتلقى أحلى التهاني و أخلص الأمنيات و الدعاء بالخير و البركات من الأحباب ، و يقوموا بإعطائه الرشق ، و يلتقط الجميع صور تذكارية معه ، ثم يخلد هو للنوم في غرفته ليأخذ قسطا من الراحة إستعدادا لليوم الموالي و هو يوم سعده ، في حين يسهر الأهل و الأقارب و الأحباب فرحين مسرورين بين غناء و رقص حتى ساعة متأخرة من الليل ، و كذلك الحال في بيت العروس ، حيث تكون ليلة متميزة بمختلف مظاهر البهجة و الأفراح ، لأنها آخر ليلة تقضيها في بيت أبيها بصفتها بنتا مدللة.

11/ العرس
اليوم الموالي ليوم الحناء هو يوم العرس أي يوم الدخول ، حيث يعد أهل الزوج وليمة غذاء أو عشاء ، و لنفترض انه غذاء و الذي يضم عادة (المقبلات ، جاري ، طاجين الشواء ، رشته أو نعمة أو الرفيس و اللبن ، شباح الصفرة أو طاجين العين ، التحلية عصير و فاكهة موز أو تفاح أو عنب أو …) كل حسب رغبته ، بالإضافة إلى القهوة و التي تضم القهوة و المشروبات و مختلف أنواع الحلويات و التي من بينها (المقرود ، البقلاوة ، الغريبية و…) ، يتوافد الأقارب و الأحباب الذين تم دعوتهم مسبقا ليحضروا أنفسهم فرحين مباركين حاملين معهم الهدايا و أحلى الأماني و أعذب التهاني ، فتجلس النساء مع النساء يصفقن و يغنين و يرقصن فرحا و سرورا مع أهل العريس ، و الرجال مع الرجال متأنقين يتحدثون و يمرحون ، و بعد الانتهاء من تجهيز ركب السيارات تتقدمهم سيارة العروسين المرصعة بالورود و الأزهار التي يركبها العريس ، بينما يركب في السيارات الأخرى بضع نساء من أهله و أقاربه لابسات القطيفة و الحلي ، فينطلقوا على بركة الله متجهين إلى بيت العروس من أجل إحضارها إلى بيتها الجديد ، بعدما تكون قد ذهبت عند الحلاقة و حضرت نفسها و ارتدت ثوب الزفاف الأبيض المحتشم ، فيصلون إلى بيتها ، فينزل العريس و من معه من النساء ليمكثوا هناك قليلا و يلتقطوا صورا تذكارية للعروسين تحت الزغاريد و البشائر و الأفراح ثم يخرجان و هي ممسكة به ، و تحمل بنت من أهله و بنت من أهلها ذيل ثوب العروس و في يد كل منهما شمعا مضاء تحت الزغاريد و الأفراح ، فيركب العروسان في السيارة المعدة لهما ، كما يركب أبوها بجانب السائق ، و يركب الأقارب و الأحباب جميعا من أهله و من أهلها في السيارات الأخرى ، و يرجع الركب في فرح و سرور ، فالسيارات بأضوائها الغمازة و أحلى رناتها و الأغاني تطرب من بداخلها و الكل يصفق و يغني فرحا مع العروسين إلى غاية وصولهم إلى بيت العريس ، فينزل أهل العروس و أقرباؤها حاملين معهم صينية بقلاوة و يحضون باستقبال بهيج ، كما ينزل العريس من السيارة و يفتح الباب جهة العروس لتنزل و تمسك به تحت دوي البارود و الزغاريد و الأفراح ، و عند دخولهما تخرج أم العريس و قريباته لاستقبال العروسين بأحلى الأغاني و الأماني و رميا بأوراق الورد و الزينة ، ثم يوصل العريس عروسه و خلفها البنتين و الشمعيان مضاءان إلى حيث تجلس النساء في مكان معد لهما بغرفة الاستقبال ، حيث يتم التقاط الصور لهما ، و يتلقيا أحلى الأماني و أعذب التهاني ، بعد ذلك يتناول الجميع وليمة الغذاء ، فان انتهوا عادوا إلى الرقص و الغناء و التصفيق و الزغاريد إلى أن يحين موعد القهوة ، فيشربوا القهوة جميعا ، بعد ذلك يجهز العروسان نفسيهما للذهاب في رحلة (شهر العسل) ، حيث تدوم هذه الرحلة مدة أسبوع كامل ، و بعد مغادرة العروسين يبدأ الجميع بالمغادرة بعد الرشق لام العريس (لمن لم يقدم هدية و لم يرشق في الحناء) بعد الدعاء بالخير و البركة.
12/ شهر العسل
تعتبر رحلة شهر العسل بمثابة فرصة لأخذ قسط من الراحة بعيدا عن أتعاب العرس ، كما تعتبر فرصة للتعارف أكثر و التناغم و الإنسجام ، حيث يذهب العروسان للإقامة بأحد الفنادق الفخمة في مدينة سياحية آمنة ، فتكون فرصة لهما لزيارة المناطق السياحية و المناظر الجميلة و الأماكن الخلابة و التقاط صور تذكارية بها ، كما تكون فرصة للذهاب إلى المطاعم الفاخرة و التسوق و شراء بعض الهدايا التذكارية للأهل و الأحباب ، هذا دون أن ننسى ما أحله الله لهما في غرفة النوم و غيرها من الأجواء الرومانسية في حالة طهر العروس.
13/ السابع
قبل عودة العروسين من رحلتهما تقوم أم العريس بدعوة الأقارب المقربين و أهل العروس للحضور يوم عودتهما ، كما تدعو أيضا من الأقارب المقربين من يحضر قبل عودة العروسين بيوم من أجل المساعدة في تحضير بعض الأطباق لتقديمها كوليمة غذاء للمدعوين ، و هذه الأطباق محددة وفقا لعادات و تقاليد الأعراس القسنطينية و التي تضم (المقبلات ، الغرايف ، الشرشم ، الجاري ، الرفيس و اللبن ، التحلية عصير و فاكهة موز أو تفاح أو عنب أو …) ، يدخل العروسان تحت الزغاريد و الأفراح ، ليتلقيا أحلى تهاني و أماني الأقارب و الأحباب ، ثم يرتاحا قليلا في غرفة الاستقبال ، و يتناولوا جميعا وجبة الغذاء النساء مع النساء و الرجال مع الرجال ، ثم يشربوا القهوة ، ثم يغادر الضيوف ، و عندئذ تصبح العروس فردا من أفراد عائلة زوجها ، و كل يوم تطلع عليهم بواحد من فساتينها السبع التي اشترتها ضمن شورتها ، بحيث تختلف هذه الفساتين عن بعضها لونا و تطريزا (أبيض ،وردي ،تبني ،فضي ،فريكي ،طرطري ،بطاطي أو …) و ذلك مدة سبع أيام وفقا لما تقتضيه عادات و تقاليد الأعراس القسنطينية.

14/ العيدين
ا/ عيد الفطر
يأتي أهل الزوجة في اليوم الثاني من أول عيد فطر مبارك يمر على ابنتهم في بيت الزوجية بعد الغذاء حاملين إليها أصنافا من الحلويات و الهدايا إكراما لها ، و تضم الهدايا عرفا حلي (عقد ، قرطين ، خاتم) إذا أمكن ، فستان ، فستان داخلي ، حقيبة ، حذاء ، عطر ، صابون ، فيشربوا القهوة و يتجاذبوا أطراف الحديث ثم يغادروا.
ب/ عيد الأضحى
و كذلك الحال بالنسبة لعيد الأضحى المبارك ، غير أنه بدلا من الحلويات يأخذ أهل الزوجة فخذا من الخروف الذي ضحوا به ، كما أنه قبل شرب القهوة يتناولوا الشواء في وجبة الغداء ، و بعد شرب القهوة و تجاذب أطراف الحديث يغادروا.
15/ الاستضافة
يقوم الأقارب من أهل العروسين العمة ، الخالة ، زوجة العم ، زوجة الخال ، بإعداد وليمة غذاء أو عشاء و استضافة العروسين بصفتهما زوجا جديدا (بحضور أهل العريس) إكراما لهما ، كما تعتبر فرصة لتعارف الزوج بأقارب زوجته و تعارف الزوجة بأقارب زوجها من أجل تقوية الروابط الأسرية ، و بعد التعارف و تناول الغذاء أو العشاء و تجاذب أطراف الحديث و عند مغادرة الضيفين يقدم لهما المستضيفون هدايا فخرية كالعطر و الصابون و …
ملاحظات هامة
1/ لقد تحدثنا عن العرس في حالة ما إذا فضل العروسان الذهاب في رحلة (شهر العسل) ، أما إذا فضلا البقاء فالأفضل تحضير وليمة عشاء بدلا من وليمة الغذاء من أجل السهرة ، مع العلم أن بعض الأطباق تختلف من الغذاء إلى العشاء و خاصة منها ما يثقل المعدة مثل الرفيس و اللبن ، و في هذه الحالة فان مراسيم العرس تتغير قليلا و لكن بدءا من حناء العريس فقط ، حيث أنه في حالة عدم الذهاب في رحلة فان العريس لا يحني إلا بعد حضور العروس ، حيث يتم إحضارها وفقا للمراسيم السابقة و يستقبلونها كما تقدم ، ثم يشربوا القهوة و بعد مختلف مظاهر الفرح و السرور يحين موعد العشاء ، فيتناول الجميع وليمة العشاء و في السهرة ينادى على العريس للحناء ، فيحني كما أشرنا سابقا ، ثم يخرج مع أصحابه و أقاربه في ركب السيارات يتجولون فرحين في مختلف أرجاء مدينة قسنطينة ، بينما السهرة مستمرة في بيته على وقع الغناء القسنطيني و الرقص و التصفيق و الزغاريد ، في حين تذهب العروس بثوب الزفاف الأبيض رفقة أمها إلى غرفة النوم من أجل الدعم النفسي ، و لدى عودة العريس إلى البيت يسهر معهم في ذلك الجو البهيج و من ثم يذهب رفقة واحد من أقاربه ليوصله إلى باب غرفة النوم ، (ربما من أجل الدعم النفسي أيضا إن كان العريس خجولا) ، فيدخل العريس على بركة الله و يغلق الباب ، ثم يجلس بالقرب من عروسه و يرفع عن وجهها وشاح ثوب الزفاف ، ثم يقوما بما أحله الله لهما في حالة طهر العروس ، بينما تبقى السهرة مستمرة حتى ساعة متأخرة من الليل ، و في الصباح يستيقظ الأهل و الأقارب و الأحباب فيغسلوا و يتناولوا الفطور ثم يغادر الضيوف ، و تصبح العروس فردا من أفراد العائلة كما سلف الذكر و تطلع كل يوم بواحد من فساتينها السبع ، و بعد ذلك يقام السابع كما أشرت سابقا ثم العيدين ثم الاستضافة.
2/ عادات و تقاليد الأعراس القسنطينية هي عبارة عن عرف مرن يمكن مخالفته حسب ظروف و إمكانيات القسنطينيين ، فمنهم من يفضل خطبة بسيطة فيذهب هو و والداه فقط ، و منهم من يفضل إجراء الفاتحة في البيت ، و منهم من يفضل إجراءها قبل العقود ، و منهم من يفضل عدم أخذ العيدين بالإتفاق مع أهل الخطيبة ، و منهم من يفضل أخذ العيدين في اليوم الثالث ، و منهم من يفضل عدم تكليف الخطيبة و أهلها عناء التسوق فلا يكترث بالشورة ، و منهم من يفضل الإستغناء عن الجرية كونها مكلفة بالإضافة إلى الحناء و العرس ، و منهم من يفضل عدم الذهاب في رحلة شهر العسل ، و منهم من يفضل تقديم وليمة غذاء بدلا من وليمة عشاء ، و منهم من يستغني عن السابع ، و هكذا ، المهم أن يكون هناك اتفاق و تراض بين الطرفين.
3/ أنصح بعدم المغالاة في المهور، لان في ذلك مشقة على الشباب و يزيد من نسبة العزوبية ، كما أنصح أولياء الشابات بجمع المعلومات الكافية عن طالبي الزواج و أن يجعلوا الدين و الأخلاق في المقام الأول ، كما أنصح من يتبع العادات و التقاليد السالف ذكرها بالعمل حسب مقدوره فمن لم يجد أن يقدم إلا خمارا أو منديلا فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، لأنه إن كان ذلك الخمار أو المنديل أقصى ما يستطيع تقديمه فان ذلك يعني الكثير ، كما أنصح أصحاب الأعراس بعدم تبذير الطعام و المأكولات و أن يتذكروا الفقراء ، و في الأخير أنصح الأزواج بالصبر على عيوب أزواجهم لان الكمال لله وحده .

و في الختام أرجو أن أكون قد وفقت في إعطاء فكرة واضحة عن مراسيم الأعراس القسنطينية ، راجيا من الله تعالى أن يرزق المؤمنين بالزوجات الصالحات ، و يرزق المؤمنات بالأزواج الصالحين ، و يغنينا بحلاله عن حرامه و يغنينا بفضله عمن سواه و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على أاشرف المرسلين.




يويويويوووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووي




عقبالك و لجميع المؤمينات




هادوما عادات ىبكري

درك كل شيء نحاوه تقريبا

ولي تعليق على شيء فقط انو حنااي عندنا اب العريس لي يركب فالطوموبيل ميش اب العروس

بالعكس اب لعروس يقعد فالدار ميمشيش معاها

شكرا لكي كثيرا على الموضوع




شكرا لمرورك على موضوعي لكن كل منطقة لها عادات خاصة بها




موضوع مميز شكرا اختي




و ردك المميز شكرا لكي




التصنيفات
بلدان ومدن

__رحلة الي اندنوسيا بالضبط الي الجزيرة المجهولة__

بسم آلله آلرحمن آلرحيم

__رحلة الي اندنوسيا بالضبط الي الجزيرة المجهولة__

الجنة المجهولة

ايميلات – جزيرة بالي ربما تكون أكثر وجهة سياحية ظلمت من قبل الناطقين باللغة العربية فسوف تبحث في مواقع الانترنت العربية وتبحث حتى تمل ولن تجد مايشفي نهمتك عن هذه الجزيرة الساحرة ….. لن تجد دليلا دقيقا لهذه الجزيرة سوى بعض المواضيع التي تم نسخها هنا وهناك فهذه الجزيرة التي عشقها الغرب حتى خلدوها بآلاف المواقع عبر الانترنت متفوقة بذلك على العديد من الوجهات السياحة الشهيرة في آسيا ….
وإذا أردت الحقيقة فإن الباحث في الانترنت سيصاب بالدهشة من كثرة المواقع عن جزيرة بالي ولكن مع الاسف اغلبها بغير اللغة العربية …..جزيرة بالي حازت على أجمل جزيرة للرومانسية والمغامرات في آسيا بحسب موقع Tripadvisor
وسوف تجد بها المغامرات والترفيه للشباب والعوائل ..
وستجد بها التنوع الجغرافي والطبيعة الخلابة ….
إضافة الى الابتسامة المعهودة من شعب بالي المثقف الذي اصبح كل واحد فيهم بمثابة وزير السياحة لبلده ..

صور من الجزيرة

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

____وتقبلو مني فائق الاحترام والتقدير____




بارك الله فيك على الصور الرائعة




انا من الناس المحبين لاندونيسيا شكرا على هده الصور الرائعة




دائما مواضيعك مميزة بارك الله فيك




التصنيفات
بلدان ومدن

جنوب افريقيا

تعليمية

تحية طتحية طتحية طتحية ط

بعد التحية و السلام اخواني اخواتي اعضاء منتديات خنشلة التعليمية في هذا الموضوع سنتطرق الى بلد افريقي انه جنوب افريقيا العديد منا يجهل هذا البلد الثري بتقاليده و اسراره و تاريخه المليئ بالثورات و التمييز العنصري
لنقف لحظة مع معلومات عن هذا البلد جنوب افريقيا.
تعليمية

جمهورية جنوب أفريقيا، هي دولة كبيرة في أقصى جنوب أفريقيا. تقع الطرف الجنوبي للقارة ويحدها كل من ناميبيا، بوتسوانا، زمبابوي، موزمبيق وسوازيلاند. كما أن دولة ليسوثو محاطة بالكامل بأراضي جنوب إفريقيا. إقتصادها الأكبر والأكثر تطورا بين كل الدول الأفريقية، والبنية التحتية الحديثة موجودة في كل أنحاء البلاد تقريباً.
في جنوب أفريقيا أكبر عدد السكان ذوي الأصول الأوروبية في أفريقيا، وأكبر تجمع سكاني هندي خارج آسيا، وأكبر مجتمع ملّون (ذوي البشرة السوداء) في أفريقيا، مما يجعلها من أكثر الدول تنوعاً في السكان في القارة الأفريقية. النزاع العرقي والعنصري بين الأقلية البيضاء والأكثرية السوداء شغل حيزاً كبيراً من تاريخ البلاد وسياساته، وبدأ الحزب الوطني بإدخال سياسة الفصل العنصري بعد الفوز بالإنتخابات العامة لعام 1948 وكذلك كان ذات الحزب هو الذي بدأ تفكيك هذه السياسة عام 1990 بعد صراع طويل مع الأغلبية السوداء ومجموعات مناهضة للعنصرية من البيض والهنود.
جنوب أفريقيا من الدول الأفريقية القليلة التي لم تشهد إنقلاباً على الحكم، والإنتخابات والحرة والنزيهة يتم تنظيمها منذ 1994، مما يجعل البلاد قوة مؤثرة في المنطقة وواحدة من أكثر الديمقراطيات إستقراراً في القارة الأفريقية.

تعليمية

و هذه بعص الصور لجنوب افريقيا

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

و هذه صورة اخدت مع الصديق بيابو

هناك بعض القرى مازالت تعيش بالاساليب التقليدية حتى الان و تحية الى كل اعضاء منتديات خنشلة التعليمية

تعليمية

[youtube]




التصنيفات
بلدان ومدن

صور مدن و معالم

السلام عليكم

اليوم جبتلكم صور بعض المدن و المعالم آملة ان تنال اعجابكم

ملاحظة:
لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي يرجى الضغط عليها
تعليمية


تعليمية


تعليمية


تعليمية


تعليمية


تعليمية


تعليمية


تعليمية


تعليمية


تعليمية


تعليمية


تعليمية


تعليمية

تعليمية


تعليمية


تعليمية


تعليمية


تعليمية


تعليمية


تعليمية


تعليمية


تعليمية


تعليمية


تعليمية


تعليمية

للأمــــــانة
م…ن…ق…و…ل




موضوع قيم ماشاء الله

صور رائعة اختي اشكرك على مشاركاتك المميزة

موفقة ان شاء الله

في انتظار ابدعاتك و موضيعك




شكرا لك اختي على هذا الموضوع الرائع

والصور الجميلة

في انتظار ابداعاتك

دمتي لنا ودام قلمك




شكرا لك اختي مرام على المجموعةو التشكيلة ادامك الله لنا.




تعليمية

تعليمية




التصنيفات
بلدان ومدن

صور من أحد مناطق ولاية سطيف .1

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه الصور ملتقطة من منطقة القرقور بلدية حمام قرقور ولاية سطيف

أتمنى أن تعجبكم

تتبع في الجزء الثاني




مشكور أخي عبد الكريم على الصور الرائعة

بانتظار جديدك




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد أسعدني مرورك رنين

لكي مني أجمل تحية




التصنيفات
بلدان ومدن

موسوعة تاريخ الدول

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني اخواتي اعضاء منتديات خنشلة التعليمية
اقدم لكم هذه الموسوعة العالمية
حيث اليوم نتاول :
قارة أفريقيا
هي القارة التي تتوسط قارات العالم القديم، وهي ثانية قارات العالم مساحة إذ تبلغ مساحتها حوالي 30 مليون كلم2. وتملك دولها التي يصل عددها إلى 54 دولة خصائص مشتركة لكنها تختلف اختلافا بينا في المساحة وعدد السكان والموارد الاقتصادية. فنيجيريا هي أكبر دولة من حيث عدد السكان الذين يقدر عددهم بحوالي 111.5 مليون نسمة (عام 2000) في حين توجد سبع دول مستقلة في القارة لا يتجاوز عدد سكان كل منها مليون نسمة، وتعد سيشيل هي الدولة الأصغر من حيث عدد السكان الذين قدروا بحوالي 77 ألف نسمة. أما إجمالي عدد سكان القارة فيصل إلى حوالي 783.5 مليون نسمة (عام 2000).
ويعيش ثلثا سكان القارة الأفريقية على الزراعة. ورغم أنها قارة ضخمة المساحة حيث تبلغ كثافتها السكانية 22 نسمة لكل كلم2، فإن هذه الكثافة في الأراضي الزراعية تصل إلى 163 نسمة لكل كلم2، ومتوسط معدل الزيادة السكانية في القارة يصل إلى حوالي 2.9% سنوياً مما يمثل ضغطا سكانيا على الأراضي الزراعية ويدفع الشباب إلى الهجرة إلى المدن حتى لو كانت فرص العمل ضعيفة.


تعليمية

الفهرس الخاص بمواضيع القارة :





القيروان "اجمل المدن التونسيه والتاريخ الاسلامي"

فاس المغربيه"حضاره…تاريخ..ع لم..ثقافه"

تاريخ المغرب

تاريخ الجزائر

تاريخ تونس

تاريخ ليبيا

مدينه قسنطينه "صور قديمه وحديثه "

تاريخ الاسكندريه منذ نشاتها

الاسكندريه الامبراطوريه الضائعه

صفحه من تاريخنا المضئ دوله المرابطين

القاهره

موسوعه تاريخ وحضاره مصر الفرعونيه

بدايات الدوله العثمانيه حتي عهد السلطان محمد الفاتح"بالتفصيل "

دول منسلخه عن الخلافه العباسيه




القيروان …اجمل المدن التونسية و التاريخ الاسلامي

يعود تاريخ القيروان إلى عام 50 هـ / 670 م، عندما قام بإنشائها عقبة بن نافع. وكان هدفه من هذا البناء أن يستقر بها المسلمون، إذ كان يخشى إن رجع المسلمون عن أهل إفريقية أن يعودوا إلى دينهم. وقد اختير موقعها على أساس حاجات إستراتيجية واضحة. وقد اختار لها موضعا بعيدا عن البصر في وسط البلاد ولئلا تمر عليها مراكب الروم فتهلكها.

لعبت مدينة القيروان دورا رئيسيا في القرون الإسلامية الأولى، فكانت العاصمة السياسية للمغرب الإسلامي ومركز الثقل فيه منذ ابتداء الفتح إلى آخر دولة الأمويين بدمشق . وعندما تأسست الخلافة العباسية ببغداد رأت فيها عاصمة العباسيين خير مساند لها لما أصبح يهدد الدولة الناشئة من خطر الانقسام والتفكك. ومع ظهور عدة دول مناوئة للعاصمة العباسية في المغرب الإسلامي فقد نشأت دولة الأمويين بالأندلس، ونشأت الدولة الرستمية من الخوارج في الجزائر، ونشأت الدولة الإدريسية العلوية في المغرب الأقصى.

وكانت كل دولة من تلك الدول تحمل عداوة لبني العباس خاصة الدولة الإدريسية الشيعية التي تعتبرها بغداد أكبر خطر يهددها. لهذا كله رأى هارون الرشيد أن يتخذ سدا منيعا يحول دون تسرب الخطر الشيعي. ولم ير إلا عاصمة إفريقية قادرة على ذلك، فأعطى لإبراهيم بن الأغلب الاستقلال في النفوذ وتسلسل الإمارة في نسله.

وقامت دولة الأغالبة (184-296هـ / 800 -909م) كوحدة مستقلة ومداف عة عن الخلافة. وقد كانت دولة الأغالبة هذا الدرع المنيع أيام استقرارها، ونجحت في ضم صقلية إلى ملكها عام 264 هـ / 878 م، وقام أمراؤها الأوائل بأعمال بنائية ضخمة في القيروان ذاتها ومنها توسيع الجامع في القيروان، وتوسيع الجامع في تونس، كما عمل الأغالبة على الاهتمام بالزراعة والري في المنطقة، وأقاموا الفسقية المشهورة.

وقد استغل الأمراء الأغالبة تلك المكانة واتخذوها سلاحا يهددون به عاصمة بغداد كلما هم خليفة من خلفائها بالتقليل من شأن الأمراء الأغالبة أو انتقاص سيادتهم. وهذا ما فعله زيادة الله بن الأغلب مع الخليفة المأمون العباسي. فقد أراد هذا الأخير إلحاق القيراون بولاية مصر، وطلب من زيادة الله أن يدعو لعبد الله بن طاهر بن الحسين والي المأمون على مصر فأدخل زيادة الله رسول المأمون إليه، وقال له: إن الخليفة يأمرني بالدعاء لعبد خزاعة. هذا لا يكون أبدا ثم مد يده إلى كيس بجنبه فيه ألف دينار ودفعه للرسول. وكان في الكيس دنانير مضروبة باسم الأدارسة في المغرب ؛ ففهم المأمون مقصد الأمير الأغلبي فكف عن محاولته ولم يعد إليها.

وبسبب هذه المكانة فقد عمل على التقرب منها أكبر ملك في أوروبا إذ بعث الإمبراطور شارلمان بسفرائه إلى إبراهيم بن الأغلب فقابلهم في دار الإمارة بالعباسية في أبهة عجيبة بالرغم من الصلات الودية التي كانت بين هذا الإمبراطور والخليفة العباسي هارون الرشيد.

وفي عهد ولاية إبراهيم بن أحمد بن محمد بن الأغلب (261 – 289هـ / 875 -902م) بدأت الفتن تدب بين أمراء الأغالبة. وكان إبراهيم بن أحمد سفاحا لم تسلم منه عامة الناس ولا أقرب الناس إليه وكان غدره بسبعمائة من أهل بلزمة سنة 280هـ / 894 م سببا من أسباب سقوط دولة بني الأغلب. وفي نفس السنة شقت عصا الطاعة في وجه هذا الأمير مدن تونس، وباجة، وقمودة، وغيرها. وعمت الفوضى أرجاء البلاد بينما الخطر العبيدي الشيعي يزداد يوما بعد يوم. ولما أيقن إبراهيم بن أحمد بخطر بني عبيد حاول سنة 289هـ /902 م تغيير سياسته، فرفع المظالم، واستمال الفقهاء، وبذل الأموال للشعب ولكن بدون جدوى. وفي عهد حفيده زيادة الله ازداد خوف بغداد واشتد جزعها من الزحف العبيدي فبعث الخليفة العباسي المكتفي بالله يحث أهل إفريقية على نصرة زيادة الله فلم يكن لذلك صدى في النفوس وبذل زيادة الله الأموال بلا حساب ولكن دون جدوى. فلم يمض على هذا الحادث سوى ثلاث سنوات حتى جاءت معركة الأربس الحاسمة سنة 296هـ / 909 م وفر على إثرها زيادة الله إلى المشرق ومعه وجوه رجاله وفتيانه وعبيده. وباستيلاء العبيديين على القيروان جمعوا كل المغرب تحت سيطرتهم فشجعهم ذلك على متابعة السير نحو المشرق. و ‎ أمكن لهم فيما بعد أن يستولوا على مصر والشام والحجاز. ولولا الظروف السياسية والوضع الداخلي للفاطميين لاستولوا على بغداد نفسها.

وعندما انتقل بنو عبيد إلى مصر ووصل المعز لدين الله الفاطمي القاهرة عام 362هـ / 973 م اهتموا بالقيروان واتخذوها مركزا لنائبهم في إفريقية، وعهدوا إليه بالسهر على حفظ وحدة المغرب والسيطرة عليه. واستخلف المعز الفاطمي بلكين بن زيري الصنهاجي على إفريقية، وكتب إلى العمال وولاة الأشغال بالسمع والطاعة له فأصبح أميرا على إفريقية والمغرب كله، وقام بلكين وخلفاؤه بقمع الثورات التي حصلت خاصة في المغرب في قبائل زنانة. واستمر المغرب في وحدته الصنهاجية وتبعيته إلى مصر الفاطمية إلى أن انقسم البيت الصنهاجي على نفسه فاستقل حماد الصنهاجي عن القيروان متخذا من القلعة التي بناها قاعدة لإمارته. وكان هذا الانقسام السياسي خير ممهد لظهور دولة المرابطين في المغرب الأقصى. كما كان لهذا الانقسام نتائجه الأليمة فيما بعد عندما أعلن المعز ابن باديس الصنهاجي استقلاله عن الفاطميين، فبعثوا إليه بقبائل الأعراب من الهلاليين فمزق شمل الدولة، وقضى على معالم الحضارة، وخربت القيروان، ولم تعد العاصمة السياسية القوية أو مركزا تشع منه المعارف والعلوم والآداب

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية




2-فاس المغربية :: حضارة تاريخ علم و تراث::

مدينة فاس المدينة العريقة والتي تسمى العاصمة العلمية والروحية بسبب عدة امتيازات خاصة بها

فاس مدينة مغربية : ثالث اكبر مدن المملكة المغربية (بعد الدار البيضاء والعاصمة الرباط )، وهي واحدة من المدن الاربعة العتيقة بالمغرب (مراكش ،الرباط ،مكناس وفاس)

تأسست مدينة فاس يوم 4 يناير/كانون الثاني سنة 808 ميلادي/182 هجري، على يد إدريس الأول الذي جعلها عاصمة الدولة الإدريسية بالمغرب ،حيث ستحتفل المدينة سنة 2022 بعيد ميلادها ال1200. تنقسم فاس إلى 3 أقسام، فاس البالي وهي المدينة القديمة وفاس الجديد وقد بنيت في القرن الثالث عشر الميلادي والمدينة الجديدة التي بناها الفرنسيون إبان فترة الاستعمار الفرنسي.

تقع مدينة فاس في أقصى شمال شرق المملكة المغربية.

تعليمية

اختيرت مدينة فاس كأحد مواقع التراث العالمي من قبل اليونسكو عام 1981 م. تعد المدينة القديمة في فاس أكبر منطقة خالية من المركبات والسيارات في العالم.
والتي لم تتغير منذ القرن الثاني عشر

تعليمية

وهي اكبر مدينة قديمة في العالم وتعتبر كذلك احدى العواصم العربية المسلمة للثقافة بجانب دمشق وبغداد ..
وترجع تسمية المدينة " فاس " الى العثور على فأس اثناء تشييد المدينة

واكثر ماتشتهر المدن المغربية القديمة هي الابواب وتعتبر فاس اكثرها :

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

فاس ايضا مشهورة بجامع القرويين الذي بني عام 245 هـ/859 م.قامت ببنائه فاطمة الفهرية حيث وهبت كل ما ورثته لبناء المسجد. كان أهل المدينة وحكامها يقومون بتوسعة المسجد وترميمه والقيام بشؤونه. أضاف الأمراء الزناتيون بمساعدة من أمويي الأندلس حوالي 3 آلاف متر مربع إلى المسجد وقام بعدهم المرابطون بإجراء توسعة أخرى.

لا تزال الصومعة المربعة الواسعة في المسجد قائمة إلى الآن من يوم توسعة الأمراء الزناتيين عمال عبد الرحمن الناصر على المدينة، تعد هذه الصومعة أقدم منارة مربعة في بلاد المغرب العربي.

تعليمية

جامعة القرويين هي أول جامعة أنشئت في تاريخ العالم، وأقدمها على الإطلاق. بنيت الجامعة كمؤسسة تعليمية لجامع القرويين .

تخرج فيها العديد علماء الغرب، وقد بقي الجامع والجامعة العلمية الملحقة به مركزا للنشاط الفكري والثقافي والديني قرابة الألف سنة. درس فيها سيلفستر الثاني (غربيرت دورياك)، الذي شغل منصب البابا من عام 999 إلى 1003م، ويقال أنه هو من أدخل بعد رجوعه إلى أوروبا الأعداد العربية. كما أن موسى بن ميمون الطبيب والفيلسوف اليهودي قضى فيها بضع سنوات قام خلالها بمزاولة التدريس في جامعة القرويين.

درّس فيها الفقيه المالكي أبو عمران الفاسي وابن البنا المراكشي وابن العربي وابن رشيد السبتي وابن الحاج الفاسي وابن ميمون الغماري، زارها الشريف الإدريسي ومكث فيها مدة كما زارها ابن زهر مرات عديدة ودون النحوي ابن آجروم كتابه المعروف في النحو فيها.

تعليمية

ننتقل الآن الى المدينة الحديثة

تعليمية

تعليمية

تعليمية




۞۞ تاريخ المغرب ۞۞

السكان الأصليون بالمغرب هم الأمازيغ، وعرف المغرب خلال فترات ما قبل التاريخ حتى يومنا هذا تعاقب عدة حضارات أمازيغية، منها: الحضارة الآشولية، الموستيرية، العاتيرية، الإيبروموريزية، الموريتانية الطنجية، و الحضارات الإسلامية بالمغرب.

تعليمية

قوس النصر بمدينة وليلي (فوليبليس) الاثرية

حضارات فترة ما قبل التاريخ

العصر الحجري القديم
الحضارة الآشولية: تعود بقايا هده الحضارة إلى حوالي 700.000 سنة وأهم الاكتشافات تمت بمواقع مدينة الدار البيضاء( مقالع طوما وأولاد حميدة، وسيدي عبد الرحمان…). الأدوات الحجرية الخاصة بهده الحضارة تتكون من حجر معدل، حجر ذو وجهين….

العصر الحجري الأوسط
الحضارة الموستيرية:عرفت هده الحضارة في المغرب بين حوالي 120.000و 40.000 سنة ق.م و من أهم المواقع التي تعود إلى هده الفترة حيث نذكر موقع جبل "يعود" والذي عثر فيه على أدوات حجرية تخص هذه الفــترة ( مكاشط…) وكذلك على بقايا الإنسان والحيوان.

الحضارة العاتيرية: –
تطورت هذه الحضارة في المغرب بين 40.000 سنة و 20.000سنة وهي حضارة خاصة بشمال إفريقيا وقد عثر عليها في عدة مستويات بعدة مغارات على الساحل الأطلسي: دار السلطان 2 ومغارة الهرهورة والمناصرة 1و2….

العصر الحجري الأعلى
الحضارة الإيبروموريزية: ظهرت هده الحضارة في المغرب واوروبا مند حوالي 21.000 سنة وتميزت بتطور كبير في الأدوات الحجرية والعظمية. أهم المواقع التي تخلد هده الفترة نجد مغارة تافوغالت والتي تقع في نواحي مدينة وجدة.

العصر الحجري الحديث
يلي هدا العصر من الناحية الكرونولوجية الفترة الإيبروموريزية وقد تطور في المغرب حوالي 6000 سنة ق م. تتميز هذه الحضارة بظهور الزراعة واستقرار الإنسان وتدجين الحيوانات وصناعة الخزف واستعمال الفؤوس الحجرية… في المغرب هناك عدة مواقع عثر فيها على هده الحضارة ونذكر مثلا: كهف تحت الغار وغار الكحل ومغارات الخيل ومقبرة الروازي الصخيرات….

عصر المعادن
يرجع هدا العصر إلى حوالي 3000 سنة ق.م وأهم مميزاته استعمال معدني النحاس ثم البرونز وأهم خصائصه ما يعرف بالحضارة الجرسية ثم حضارة عصر البرونز.

حضارات العصر الكلاسيكي بالمغرب

الفترة الفينيقية
يرجع المؤرخ Pline l’ancien بدايات تواجد الفينيقيين بالمغرب إلى حوالي نهاية القرن الثاني عشر ق.م مع ذكر موقع ليكسوس كأول ما تم تأسيسه بغرب المغرب. لكن بالنظر إلى نتائج الحفريات الأثرية نجد أن استقرار الفينيقيين بالمغرب لا يتجاوز الثلث الأول من القرن الثامن ق.م. بالإضافة إلى ليكسوس نجد موكادور التي تعتبر أقصى نقطة وصلها الفينيقيين في غرب المغرب. الاكتشافات الأخيرة أغنت الخريطة الأركيولوجية الخاصة بهذه الفترة بالمغرب حيث تم اكتشاف عدة مواقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط. و مكان تواجدها هو مدينة العرائش.

تعليمية
ليكسوس الاثرية

الفترة البونيقية
في القرن الخامس ق م قام حانون برحلة استكشافية على طول شواطئ المغرب حيث قام بتأسيس عدة مراكز، التأثير القرطاجي يظهر

بالخصوص في عادات الدفن وانتشار اللغة البونيقية. ومنذ القرن الثالث ق.م ، مدينة وليلي الموريطانية كانت تخضع لحكم يشبه حكم قرطاج.

الفتره الموريتانية الطنجية
أقدم ما ذكر حول الملوك الموريتانيين يعود إلى الحرب البونيقية الثانية حوالي 206 ق م و ذلك حين وفر الملك باكا حماية للملك الأمازيغي ماسينسا تتمثل في 4000 فارسا. أما تاريخ المملكة الموريطانية فلم تتضح معالمه إلا مع نهاية القرن الثاني ق.م و ذلك مع الاهتمامات التي أصبحت توليها روما لهذا الجزء من أفريقيا. في سنة 25 ق م، نصبت روما الملك يوبا الثاني علـــى رأس المملكة. و بعــد اغتيال" الملك بتوليمي" من طرف الإمبراطور كاليكيلا سنة 40 ق م تم إلحاق المملكة الموريتانية بالإمبراطورية الرومانية.

الفترة الرومانية
بعد إحداث موريتانيا الطنجية، قامت روما بإعادة تهيئة لعدة مدن: تمودة، طنجة، تاموسيدة، زليل، بناصا، وليلي، شالة… كما قامت بإحداث عدة مراكز ذات أهداف عسكرية، و خلال هذه الفترة عرف المغرب انفتاحا تجاريا مهما على حوض البحر الأبيض المتوسط. في سنة 285 بعد الميلاد تخلت الإدارة الرومانية على كل المناطق الواقعة جنوب اللكوس باستثناء سلا و موكادور. مع بداية القرن الخامس الميلادي، خرج الرومان من كل مناطق المغرب.

تعليمية

الحضارات الإسلامية بالمغرب

باعتناق المغاربة للإسلام ظهرت أول دولة إسلامية بالمغرب هي دولة الأدارسة سنة 788م. وقد كان مؤسس هذه الدولة مولاي ادريس ابن عبد الله الازدي الفارسي، الذي حل بالمغرب الأقصى فارا من موقعة فخ قرب مكة (786). استقر بمدينة وليلي حيث احتضنته قبيلة آوربة الأمازيغية و دعمته حتى انشأ دولته.

تعليمية

الدولة الإدريسة
خلافا لأقاليم و بلدان المشرق لم يكن فتح المغرب بالشيئ الهين، فقد استغرق الأمر نصف قرن من 646م إلى 710م. باعتناق المغاربة الإسلام ظهرت بوادر انفصال هذا الإقليم عن الخلافة بالمشرق. عقب عدة محاولات تحققت هذه الرغبة بظهور أول دولة إسلامية بالمغرب هي دولة الأدارسة سنة 788م. وقد كان مؤسس هذه الدولة المولاى إدريس بن عبد الله المحض العلوي الهاشمي، الذي حل بالمغرب الأقصى فارا من موقعة فخ قرب مكة (786). استقر بمدينة وليلي حيث احتضنته قبيلة آوربة الأمازيغية و دعمته حتى انشأ دولته. هكذا تمكن من ضم كل من منطقة تامسنا، فزاز ثم تلمسان. اغتيل المولى ادريس الأول بمكيدة دبرها الخليفة العباسي هارون الرشيد ونفذت بعطر مسموم. بويع ابنه ادريس الثاني بعد بلوغه سن الثانية عشر. قام هذا الأخير ببناء مدينة فاس كما بسط نفوذه على وادي الربيع ونواحي فاس بالمغرب. المغرب.

دولة المرابطين
في حدود القرن الحادي عشر الميلادي ظهر في ما يعرف اليوم بموريتانيا مجموعة من الرحل ينتمون لقبيلتي لمتونة وجدالة واستطاع عبد الله بن ياسين، وهو أحد المصلحين الدينيين أن يوحد هاتين القبيلتين و ينظمهما وفق مبادئ دينية متخذا اسم المرابطين لحركته. و هكذا سعى المرابطون إلى فرض نفسهم كقوة فاعلة ، وتمكنوا من إنشاء دولتهم عاصمتها مراكش التي أسسوها سنة 1069م. بسط المرابطون سلطتهم على مجمل المغرب الحالي وبعض جهات الغرب الجزائري و الأندلس ابتداء من 1086م.

الدولة الموحدية
المدرسة البوعنانية في مكناسفي بداية القرن 12م تعاظم بالمغرب شأن المصلح الديني و الثائر السياسي المهدي بن تومرت. حيث استقر بقرية تنمل بجبال الأطلس الكبير جنوب شرق مراكش. و نظم قبائل مصمودة من حوله بغرض الإطاحة بدولة المرابطين التي اعتبرها زائغة عن العقيدة الصحيحة للإسلام، كما سمى أتباعه بالموحدين. استطاع الموحدون بقيادة عبد المومن بن علي من السيطرة على المغرب الأقصى كله بحلول سنة 1147م. كما تمكن من بسط نفوذه على شمال إفريقيا كلها والأندلس مؤسسا بذلك أكبر إمبراطورية بغرب المتوسط منذ الإمبراطورية الرومانية.

الدولة المرينية
ينحدر المرينيون من بلاد الزاب الكبير في الشرق الجزائري (السفوح الغربية لجبال الاوراس امتدادا حتى منطقة المدية ،ومعنى كلمة المرينيون: القبائل التي هلكت ماشيتها، وهم قبائل بدوية كان أول ظهور لهم كمتطوعين في الجيش الموحدي ،واستطاعوا تشكيل قوة عسكرية وسياسية مكنتهم من الإطاحة بدولة الموحدين سنة 1269م. حكم المرينيون المغرب لمدة قرنيين لم يستطيعوا خلالها الحفاظ على الإرث الكبير الذي خلفه الموحدون. مما أجبرهم في نهاية الأمر على توجيه اهتمامهم على الحدود الترابية للمغرب الأقصى.ستتميز نهاية حكمهم بانقسام المغرب إلى مملكتين: مملكة فاس ومملكة مراكش، إضافة إلى سقوط مجموعة من المدن في يد المحتل الإيبيري، كسبتة 1415م و القصر الصغير 1458 و أصيلا و طنجة 1471 و مليلية 1497,ومن بعدهم حكم المغرب الوطاسيون وتنحدر اصولهم ايضا من الشرق الجزائري.

الدولة السعدية
انطلقت حركة الشرفاء السعديين من جنوب المغرب تحديدا من مناطق درعة. وقد اتخذت شكل مقاومة جهادية ضد المحتل الإيبيري للمدن الساحلية.
غير أن السعديين ما فتؤوا يتحولون إلى قوة عسكرية وسياسية تمكنت من فرض نفسها في غياب سلطة مركزية قوية قادرة على توحيد البلاد ودرء الاحتلال. وقد ساعد في بروز دولة السعديين سلسلة الإنتصارات المتلاحقة التي حققوها والتي كللت بدخولهم مراكش سنة 1525م تم فاس سنة 1554م. وقد كان هذا إيذانا بقيام حكم الدولة السعدية بالمغرب. لقد كان الإنتصار المدوي للسعديين على البرتغال في معركة وادي المخازن (معركة الملوك الثلاث) سنة 1578م بالغ الأثر على المغرب،
حيث أعاد للمغرب هيبته في محيطه الجييوستراتيجي، كما مكنه من الإستفادة اقتصاديا خاصة في علاقته مع إفريقيا. كانت وفاةالمنصور الذهبي سنة 1603م إيذانا باندحار دولة السعديين بفعل التطاحن على السلطة بين مختلف أدعياء العرش.

الدولة العلوية
النزاع السياسي الذي خلفه السعديون سيدوم 60 سنة انقسم أثناءها المغرب الأقصى إلى كيانات سياسية جهوية ذات طابع ديني مثل إمارة تازروالت بسوس. هكذا وابتداءا من سنة 1664 ظهر الشريف مولاي رشيد بتافيلالت وانطلق في حملة عسكرية هدفها توحيد البلاد من التشرذم وتأسيس سلطة مركزية قوية، بسط مولى رشيد سلطته مؤسسا بذلك دولة العلويين. وقد كان على خلفه السلطان مولاي إسماعيل دور تثبيت سلطة الدولة الناشئة وفرض هيبتها. استمر عهد السلطان المولى إسماعيل 50 سنة تمكن خلالها من بناء نظام سياسي للدولة. تولى السلاطين العلويون على الحكم متحديين أزمات متعددة داخلية وأخرى خارجية من أبرزها فرض الحماية الفرنسية على المغرب سنة 1912م. وبفضل التضحيات استعاد المغرب استقلاله سنة 1956 معلنا عن ميلاد عهد جديد بالمغرب.

التاريخ الحديث

عهد الحماية
فرض على المغرب نوع من الحماية، جعل أراضيه تحت سيطرة فرنسا وإسبانيا بحسب ما تقرر في مؤتمر الجزيرة الخضراء (أبريل 1906)، وهي تتيح للدول المشاركة المشاركة في تسيير المغرب مع احتفاظه ببعض السيادة ورموزه الوطنية، بعثت فرنسا بجيشها إلى الدار البيضاء في غشت 1907، انتهى الأمر بالسلطان إلى قبول معاهدة الحماية في 3 مارس 1912. وقتها أصبح لإسبانيا مناطق نفوذ في شمال المغرب (الريف) وجنوبه (إفني وطرفاية). في 1923 أصبحت طنجة منطقة دولية. أما باقي المناطق بالمغرب فقد كانت تحت سيطرة فرنسا.
1920 إلى 1927: ثورة الريف في الشمال – حرب الريف – وقيام جمهورية الريف بقيادة الأمير محمد عبد الكريم الخطابي إلى المغرب، خاصة في سنتين 1921 و1926. وتقوت المعارضة ذات النزعة الوطنية، وشرع في المقاومة، في الجبال وفي المدن؛ في 1930، ظهر أول تنظيم سياسي مغربي، بزعامة كل من علال الفاسي و الاوزاني ، وهم الذين سيؤسسون لاحقا حزب الاستقلال. وفي الحرب العالمية الثانية، كانت الحركة المعارضة للحماية قد تقوت، وكانت الجامعة العربية والولايات المتحدة يساندونها. وكان السلطان محمد الخامس يدعمها بدوره ( خطاب طنجة 1947). وقد أكد موقفه المناوئ للحماية أثناء الاحتفال بعيد العرش سنة 1952. وتجاوب معه الشعب على نطاق واسع، فنظمت مظاهرات مساندة لمساعيه ( في الدار البيضاء على الخصوص)، وواجهت سلطات الاحتلال المتظاهرين بالقمع العنيف، وقد عملت سلطات الاختلال على كسب دعم الاقطاعيين، خاصة، لخلع ملك البلاد الشرعي، واحلال ابن عمه ( ابن عرفة ) محله، وكرد فعل على ذلك، دعا رجالات الحركة الوطنية إلى الكفاح المسلح ضد الفرنسيين، وأعلن على استقلال المغرب في 3 مارس 1956. كما ان إسبانيا سلمت بدورها باستقلال هذا البلد في 7 ابريل 1956.

مسيرة الاستقلال
لمزيد من المعلومات، راجع المقال الرئيسي عن استعمار إنجليزي للمغرب، الاحتلال الإسباني للمغرب، الظهير البربري، مبدأ الحماية، حرب الريف والمسيرة الخضراء.
في 18 نوفمبر عام 1927، تربع الملك محمد الخامس على العرش وهو في الثامنة عشرة من عمره، وفي عهده خاض المغرب المعركة الحاسمة من أجل الاستقلال عن الحماية. في 11 يناير 1944 تم تقديم وثيقة المطالبة بإنهاء حماية المغرب واسترجاع وحدته الترابية وسيادته الوطنية الكاملة. في 9 أبريل 1947 زار محمد الخامس مدينة طنجة حيث ألقى بها خطاب طنجة الذي أدى إلى تصعيد المقاومة (جيش التحرير) لإنهاء الحماية. في 20 غشت 1953 نفي محمد الخامس والأسرة الملكية إلى مدغشقر واندلع بالمغرب ما يعرف بثورة الملك والشعب.

في 16 نونبر 1955 عاد محمد الخامس والأسرة الملكية من المنفى. وفي 2 مارس 1956 اعترفت الحكومة الفرنسية باستقلال المملكة المغربية في التصريح المشترك الموقع بين محمد الخامس والحكومة الفرنسية، وفي 7 أبريل 1956 تم التوقيع مع اسبانيا على اتفاقيات تم بموجبها استرجاع المغرب لأراضيه في الشمال، وفي اليوم 22 من نفس الشهر انضم المغرب إلى منظمة الأمم المتحدة، وفي عام 1958 استرجع المغرب إقليم طرفاية من الاحتلال الأسباني وتم إلغاء القانون الذي تم بمقتضاه تدويل مدينة طنجة. وفي 26 فبراير 1961 توفي محمد الخامس.

في عهد الحسن الثاني
تربع الحسن الثاني على العرش كملك للمغرب في 3 مارس 1961، في دجنبر 1962 تمت المصادقة بواسطة الاستفتاء على أول دستور يجعل من المغرب ملكية دستورية، في عام 1969 تم استرجاع سيدي إفني. في 6 نونبر 1975 انطلقت المسيرة الخضراء بـ350 ألف متطوع ومتطوعة عبروا الحدود الإستعمارية ودخلوا الصحراء الغربية. في 14 نونبر 1975 تم التوقيع على معاهدة مدريد التي تم بموجبها استرجاع المغرب للأقاليم الصحراوية، في 23 يناير 1987 اقترح الحسن الثاني على العاهل الأسباني خوان كارلوس الأول إنشاء خلية للنظر في قضية سبتة ومليلية والجزر الجعفرية (جزر باديس ونكور وملوية) التي لا زالت تحت الاحتلال الإسباني. في 17 فبراير 1989 تم التوقيع بمراكش على المعاهدة التأسيسية لاتحاد المغرب العربي.
كما ترأس الحسن الثاني لجنة القدس منذ انعقاد المؤتمر العاشر لوزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي بفاس في جمادى الآخرة 1399هـ، مارس 1979م إلى حين وفاته في عام 1999م، وتم اختيار الملك محمد السادس رئيسا للجنة. وفي عام 1992م، ترأس الملك الحسن اجتماعات قمة منظمة المؤتمر الإسلامي التي عقدت بالدار البيضاء، كما شارك في قمة (صانعي السلام) بشرم الشيخ بمصر. وفي 23 يوليوز 1999م، توفي الملك الحسن الثاني بعد أن عمل على توحيد المغرب ودعم استقلال جميع أراضيه، وبذل جهوداً كبيرة من أجل تشجيع المبادرات الإسلامية والعربية والإفريقية. وفي اليوم نفسه تلقى الملك محمد بن الحسن البيعة في قاعة العرش بالقصر الملكي بالرباط.

الأحداث الرئيسية

قبل الميلاد: الأمازيغ هم السكان الأصليون للبلاد، أسسوا اتحادات قبلية وممالك مثل "مملكة مازيليا" و "مملكة موريطانيا" و "مملكة نوميديا".
القرن 2 قبل الميلاد: الحملة الرومانية لجزء من شمال المغرب ووجهت بالمقاومة.
القرن 3: عبور الوندال ثم البيزنطيين للأجزاء الشمالية.
القرن 7:الفتح الإسلامي للمغرب.
من القرن 8 إلى القرن 17: تعاقبت عدة أسر على حكم المغرب ومنها: المرابطون، الموحدون، المرينيون والسعديون.
1660: تأسيس الدولة العلوية.
1822-1859: حكم مولاي عبد الرحمن الذي ناصر المقاومة الجزائرية بزعامة الأمير عبد القادر ضد الاستعمار الفرنسي.
1894-1908: خلال حكم مولاي عبد العزيز تمت معاهدة سرية بين فرنسا وإسبانيا حول تقسيم الصحراء الغربية. وهجوم القوات البحرية الفرنسية على مدينة الدار البيضاء سنة 1907.
1912: توقيع معاهدة الحماية وتقسيم المغرب إلى ثلاثة مناطق.
1920 إلى 1927 : ثورة الريف في الشمال – حرب الريف – وقيام جمهورية الريف بقيادة الأمير محمد عبد الكريم الخطابي.
1927: اعتلاء محمد الخامس العرش وهو في سن الثامنة عشر.
1947: زيارة محمد الخامس مدينة طنجة (الخاضعة للحماية الدولية أنذاك) في خطوة مهمة عبر فيها المغرب عن رغبته في الاستقلال وانتمائه العربي الإسلامي في خطاب طنجة.
1953: نفي الملك محمد الخامس وعائلته إلى مدغشقر من طرف فرنسا لمطالبته باستقلال المغرب ودعم حركات المقاومة.
1955: سماح فرنسا بعودة العائلة الملكية إلى البلاد بعد الهجمات المتصاعدة للمقاومة والغضب الشعبي.
1956: استقلال البلاد مع بقاء سبتة ومليلية والجزر الجعفرية وإفني والأقاليم الصحراوية تحت السلطة الإسبانية.
1957: استرجاع رأس جوبي (طرفاية) بعد حرب إفني مع إسبانيا وفرنسا.
1961: وفاة الملك محمد الخامس واعتلاء الحسن الثاني العرش.
1963: المغرب يدخل في حرب مع الجزائر بسبب الصراع على الحدود المغربية الجزائرية بمنطقة تندوف وتسمى حرب الرمال، تدخلت الجامعة العربية للصلح.
1972:الجنرال أحمد أوفقير ينفذ عملية انقلاب فاشلة ضد الملك الحسن الثاني.
1975: القيام بالمسيرة الخضراء بعد اعتراف محكمة العدل الدولية بوجود روابط البيعة بين الصحراويين وملوك المغرب و ثم توقيع معاهدة مدريد بين المغرب وإسبانيا وموريتانيا تم بموجبها رسميا استرجاع الصحراء مع بقاء جزء منها تحت الإدارة الموريتانية.
1979: موريتانيا تتخلى رسميا عن الجزاء الخاص بها من الصحراء .
1984: الاتحاد العربي الأفريقي (اتفاقية وجدة) مع ليبيا .
1989: الإعلان في مراكش عن تأسيس اتحاد المغرب العربي.
1999: وفاة الملك الحسن الثاني.
1999: اعتلاء الملك محمد السادس العرش.
2022: ميلاد ولي عهد الملك محمد السادس الأمير الحسن.




تعليمية

كتاب تاريخ الجزائر في القديم والحديث للشيخ السلفي مبارك بن محمد الميلي

http://www.archive.org/details/Tarikh-Jazair

شعب الجزائر مسلم و الى العروبة ينتسب
من قال حاد عن أصله او قال مات فقد كذب
يا نشؤ أنت رجاؤنا
و بك الصباح قد اقترب

التاريخ المبكر للجزائر

دلت الآثار التي تم اكتشافها بولايات مستغانم وتبسة (بئر العاتر) وقسنطينة (مشتى العربي) على أن الجزائر كانت آهلة بالسكان قبل 500,000 عام. ومع بداية الفترة الألفية الأولى قبل الميلاد، انتظم سكان المنطقة في قبائل استغلت الأراضي والمراعي جماعيًا، وكونت إمارات مثلت المراحل الفينقية الأولى ثم تأسست الدولة الجزائرية الأولى في القرن الثالث قبل الميلاد بقيادة سيفاكس ثم مسينيسا، وكانت الحروب البونية قد بدأت بين روما وقرطاج في ذلك الوقت وقد فتح سقوط قرطاج عام 146 ق.م الطريق أمام روما للتوسع خاصة وأنها كانت لا تستطيع تحمل وجود دولة قوية مستقلة وموحدة كالتي تركها مسينيسا وقد ساعد تفتت الدولة النوميدية وانقسامها بين الحلفاء المتنافسين روما لاحتلال نوميديا رغم المقاومة الطويلة التي أبداها يوغرطة (يوجورثا) وجوبا الأول، وكان ذلك في عام 25 ق.م لم يهادن شعب نوميديا الاحتلال لفترة خمسة قرون، وفشلت روما في التوغل أكثر من 150كم من ساحل نوميديا، رغم قوتها في الفترة البيزنطية، وتمكنها من طرد الوندال في عهد جستنيان حتى انحنت أمام الفتح الإسلامي.كانت الجزائر جزءًا من ولاية بلاد المغرب، التي كانت مدينة القيروان قاعدة لها، ضمن الدولة الإسلامية في العهد الأموي وفي مطلع العهد العباسي. لكن استقلال الأندلس عن بني العباس، ولجوء أصحاب المذاهب المناوئة لهم إلى الشمال الإفريقي، فتح الباب لظهور دويلات مستقلة في تلك الربوع النائية عن مركز الخلافة، وقد عرف تاريخ الجزائر في فترة ما بين منتصف القرن الثاني ومطلع القرن العاشر الهجري (آخر القرن التاسع إلى مطلع القرن السادس عشر الميلادي) بوقوعه تحت حكم دويلات مستقلة بالمغرب إمارات الخوارج. في سنة 160هـ، 777م نشأت في وسط المغرب الأوسط دولة صغيرة خارجية إباضية، خارجة عن القيروان التي كانت تحت حكم بني الأغلب الذين ظلوا مخلصين لبغداد. واستمرت هذه الدويلة قائمة بذاتها حتى سنة 296هـ، 909م، ليدخل المغرب الأوسط بعدها ضمن الدولة الفاطمية، التي ظهرت دعوتها قبيل هذا التاريخ في شرقي المغرب الأوسط نفسه، وامتدت إلى المغرب الأدنى لتخضع القيروان ثم تتخذ من مدينة المهدية عاصمة لها.وبقي المغرب الأوسط جزءًا من الدولة الزيرية التي انفصلت عن الخلافة الفاطمية سنة 435هـ، 1043م بعد انتقال مركزها إلى القاهرة المعزية. وقد دامت هذه الحالة من سنة 296هـ، 909م إلى 405هـ، 1014م، لينفصل فرع من بني زيري وهم بنو حماد بجزء من شرقي المغرب الأوسط عن القيروان، ويستقلوا بدويلة استمرت إلى سنة 547هـ، 1152م. وفي هذه الفترة كان الجزء الغربي من المغرب الأوسط قد دخل تحت سلطة المرابطين، الذين قامت دولتهم في المغرب الأقصى وامتدت شرقًا بهدف ضم كل بلاد المغرب وحمايته من الأخطار الأوروبية النصرانية، التي بدأت تهدد وجوده الإسلامي، وبخاصة من النورمنديين والأسبان والبرتغاليين. وقد واصلت دولة الموحدين هذا الدور، وكانت قد نشأت هي الأخرى بالمغرب الأقصى حوالي سنة 518هـ، 1124م، ونجحت في ضم كل المغرب العربي تحت سلطانها سنة 555هـ، 1160م. واستمرت هذه المرحلة إلى سنة 633هـ، 1235م، حيث قامت بتلمسان دولة بني عبد الواد، وهي دويلة انفصلت عن الدولة الموحدية واستمرت باسم الدولة الزيانية إلى حدود سنة 796هـ، 1394م. وتلت ذلك فترة من الاضطرابات امتدت إلى نهاية الثلث الأول من القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي) وانضواء البلاد تحت الخلافة العثمانية. وفي تلك الفترة خضعت أجزاء من بلاد المغرب الأوسط إلى الحفصيين تارة وإلى المرينيين تارة أخرى، واستعاد بنو زيان استقلالهم بتلمسان أحيانًا.الدولة الرستمية. . عندما بلغت آراء أصحاب النِّحَل من الخوارج بالمشرق العربي إلى الشمال الإفريقي، اغتنمت بعض القبائل البربرية، فرصة انشقاق كلمة المسلمين لحمل راية العصيان في وجه أمراء القيروان. وقد انتشرت حركة الخوارج بسرعة في كافة بلاد المغرب والأندلس التابعة لإمارة القيروان إذ ذاك، ومن أشهر انتفاضاتهم في العصر الأموي انتفاضة عكاشة الأصفري سنة 124هـ، 771م التي حاصرت مدينة القيروان.وفي سنة 160هـ، 777م أسس الخوارج دولتهم على جزء من المغرب الأوسط، متخذين من مدينة تاهرت عاصمة لها. وقد اختاروا عبد الرحمن بن رستم الفارسي الأصل إمامًا لهم، فسار سيرة حسنة وعرفت البلاد في عهده استقرارًا وازدهارًا. فلما مات سنة 171هـ، 788م اختارت القبائل الإباضية ابنه عبد الوهاب إمامًا، وخرجت عن تأييده بعض القبائل البربرية. وتولى بعده ابنه أفلح سنة 190هـ، 807م فحكم خمسين سنة رأى فيها الناس ما رأوا في عهد جده عبد الرحمن. وازدهرت الحركة الصناعية والتجارية.وقد أقام بنو رستم علاقات حسنة مع بني أمية بالأندلس وعقدوا معهم اتفاقيات، لكن علاقاتهم مع جيرانهم السنة بإفريقية والأدارسة بالمغرب الأقصى كانت مضطربة. وقد نازع بنو رستم الأدارسة عندما أعلنت قبيلة زناتة عصيانها للرستميين واحتماءها بالأدارسة، كما حاربوا الأغالبة الذين لم يكفوا عن محاولاتهم لإعادة توحيد بلاد المغرب العربي تحت سلطتهم باسم العباسيين. وتمكن الفاطميون من التغلب على تاهرت واحتلالها سنة 297هـ، 909، فتفرق الخوارج في مناطق مختلفة من إفريقيا والمغرب الأوسط كجبال نفوسة وجزيرة جربة وورفلة ومزاب.دولة بني عبد الواد. ظهرت هذه الدولة في نهاية الثلث الأول من القرن السابع الهجري (نهاية الثلث الأول من القرن الثالث عشر الميلادي)، واتخذت من تلمسان حاضرة لها. وأول من استقل بها أبو يحيى يغمراسن بن زيان، الذي بويع بعد مقتل أخيه زيان سنة 633هـ. وكانت الدعوة في تلمسان للموحدين، وقد ضعف أمرهم وثار عليهم صاحب إفريقية أبو زكرياء الحفصي ووصل بجيشه تلمسان، فخرج منها أبو يحيى يغمراسن ثم انتهى الأمر بينهما بالصلح. وأقبل بعد ذلك السعيد المؤمني من مراكش سنة 646هـ، 1248م يريد حرب الحفصي بإفريقية، فقاتل أبا يحيى يغمراسن لكن النصر كان لهذا الأخير، فقتل السعيد وغنم ما كان معه من ذخائر الدولة الموحدية وما كان لجيشه من متاع ومال. وكان ذلك بدء استقلال بني عبد الواد في تلمسان وما حولها من وسط غربي المغرب الأوسط. وكان يغمراسن أول من خلط زي البداوة بأبهة الملك في تلك الدولة، فكان محبًا للعلم ومجالسة العلماء، وقد استمرت إمارته أكثر من أربع وأربعين سنة (ت سنة 681هـ، 1283م).برزت تلمسان في ظل دولة بني عبد الواد كمركز ثقافي له أهميته، كما اشتهرت ببساتينها الغناء التي كانت منتجاتها تصدر عن طريق الموانئ الساحلية. وقد طمع جيرانها المرينيون والحفصيون في الاستيلاء عليها، فقد حاصرها أبو زكرياء الحفصي ودخلها سنة 640هـ، 1042م، وفرض عليها الولاء للحفصيين. وضمها المرينيون فعلاً بعد ذلك في سنة 737هـ، 1337م إلى أن أحيا الدولة أبو حمو الثاني 760هـ -791هـ، 1359- 1389م وأصبحت تُعرف بالدولة الزيانية، نسبة لبني زيان.وفي الوقت الذي كانت فيه تلمسان حاضرة المغرب الأوسط، كانت المدن الساحلية تكوّن دويلات مستقلة شبيهة بالدويلات القائمة بإيطاليا. وقد أدى ذلك إلى طمع القوى الأوروبية النصرانية في البلاد، فغزا الصقليون بعض مدنها الساحلية واحتلوها فترة خلال القرن السابع الهجري (الرابع عشر الميلادي)، واشتد الخطر الأسباني عليها منذ بداية القرن العاشر الهجري (نهاية القرن الخامس عشر الميلادي). وقد كان الأسبان آنذاك يحتلون سبتة ومليلة، فاتجهوا بحملاتهم البحرية العدوانية شرقًا من ساحل الجزائر إلى طرابلس الغرب. وترجع هذه الحملات، بالإضافة إلى تمكن الروح الصليبية في الأسبان، إلى هجرة مسلمي الأندلس إلى موانئ المغرب العربي ومساهمتهم في تنشيط حركة الجهاد البحري وفي شن الغارات على ساحل أسبانيا. وقد شنت القوات البحرية الأسبانية حملة على ميناء المرسى الكبير في غرب الجزائر سنة 1505م، واستولت على حجر باديس سنة 1508م، وعلى وهران وبجاية سنة 1509م، وأجبرت ميناءي دلس والجزائر على دفع إتاوة، وأقام الأسبان أمام هذه الأخيرة حصنًا على صخرة مواجهة عُرف بالبينون.وعجزت مملكة تلمسان الزيانية عن مواجهة الخطر الأسباني، بسبب ضآلتها وتعرضها في تلك الفترة لتفكك جديد واضطرابات داخلية. فانتهى بها الأمر إلى عقد صلح مع الأسبان سنة 1512م، اعترفت فيه باستيلائهم على عدة موانئ في غربي البلاد. ولم ينقذ هذه الأخيرة من الهاوية التي تردت فيها، إلا ظهور الأسطول العثماني في غربي البحر المتوسط، كقوة قادرة على وقف الخطر الأسباني وعاملة، فيما بعد، على توحيد المغرب الأوسط سياسيًا.الجزائر ولاية عثمانيةاجتذب الصراع بين الإسلام والنصرانية (الأسبانية خصوصًا) في الحوض الغربي للبحر المتوسط في أوائل القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي) عددًا كبيرًا من البحارة المغامرين، الذي نشأوا في خدمة الأسطول العثماني، ثم راحوا يكوّنون أساطيل صغيرة تعمل لحسابهم الخاص وتجاهد ضد أعداء الدين. ومن هؤلاء الأخوان عروج وخير الدين الذي عُرِف ببربروسة، أي (ذي اللحية الحمراء). فقد بدأ الأول نشاطه في غربي البحر المتوسط حوالي سنة 916هـ، 1510م، وفتح له الأمير الحفصي موانئ إفريقية. ولما سمع أهل المغرب الأوسط بغاراته الناجحة على الأسبان استقدموه إلى بلادهم، ليساعدهم على استرداد بجاية أكبر موانئ شرق الجزائر آنذاك. ثم استدعاه حاكم ميناء الجزائر، فنجح مع قوة عثمانية صغيرة في صد هجوم أسباني عن المدينة سنة 922هـ، 1517م. وحين خان بعض أهل تلمسان عروجًا اضطر للفرار فتتبعته القوات الأسبانية وقتلته وهو في طريقه إلى الجزائر.تحرّج موقف خير الدين بالجزائر، فاستعان بالسلطان العثماني سليم سنة 924هـ، 1518م. فأرسل له السلطان ألفي إنكشاري وسمح لرعاياه بالتطوع في جيش المغرب، ودخلت الجزائر ضمن الولايات العثمانية. لكن كان على خير الدين أن يجاهد في جبهتين إحداهما ضد دول أوروبا وأسبانيا بخاصة، والأخرى توحيد البلاد في قوة إسلامية تواجه خصومه في المتوسط، فنجح في صراعه مع أوروبا وإلى قدر كبير في طرد الأسبان من الموانئ التي كانوا يحتلونها على سواحل المغرب الأوسط، باستثناء وهران التي ظلت تحت السيطرة الأسبانية حتى القرن الثامن عشر. وقد واجه في سبيل ذلك مؤامرات الحفصيين بإفريقية وبني زيان وغيرهم من القوى المحلية. لكن نجاحه سنة 936هـ، 1529م في القضاء على حصن البينون الأسباني، كان بداية حقيقية لتأسيس ولاية الجزائر وتحول ميناء الجزائر إلى عاصمة للمغرب الأوسط.وأصبحت الجزائر عاصمة للولايات العثمانية في شمالي إفريقيا، بعد انضواء كل من تونس وطرابلس الغرب تحت لواء السلطنة العثمانية. فكان ممثل الدولة فيها يحمل لقب بيلرباي أي (رئيس البايات)، لكن هذا الإشراف لم يدم طويلاً. على أن تبعية ولاية الجزائر وغيرها من ولايات لم يقف عند حد الإدارة المحلية، بل تجاوز ذلك إلى التحكم في اختيار الولاة. فقد شهدت الجزائر تغيرات عدة في نظام الحكم، بحيث يمكن تمييز أربع مراحل هي: عهد النيابة (922 ـ 977هـ، 1516 ـ 1588م) حكم فيه البيلربايات فسيطروا على جند الإنكشارية والبحرية، عهد الباشوات (997 ـ 1070هـ، 1588 ـ 1659م) أصبحت فيه الجزائر ولاية عادية، وفقد الباشوات السيطرة على الإنكشارية، فانتقلت السلطة الفعلية إليهم في عهد حكم الأوجاق وهو المجلس الأعلى للجند (1070 ـ 1082هـ، 1659 ـ 1672م)، وقد انتشرت الفوضى مما جعل رؤساء البحر يضعون حدًا لسيطرة الإنكشارية فبدأ عهد الدايات (1082 ـ 1246هـ، 1672 ـ 1830م). وقد كانت الخلافة العثمانية تصادق على جميع هذه التغييرات، وظلت مستمرة على إرسال الباشوات الذين يمثلونها في الجزائر، حتى قرر علي داي سنة 1122هـ، 1710م إخراج الباشا من البلاد، ومنذ ذلك الوقت حمل الدايات لقب الباشا مع لقب الداي.لم يقم نظام الحكم المحلي بالجزائر العثمانية على إدارة مباشرة، فاعتمد خارج المدن على تحالفات مع القبائل. وتركت الإدارة المركزية بعض التكتلات القبلية القوية دون التدخل في شؤونها، مكتفية بتلقي إتاوة غير منتظمة من بعضها. كما اشتهرت بعض القبائل بالتخصص في الخدمة العسكرية لدى العثمانيين مثل قبيلة زواوة. وظهرت طبقة خاصة من الجند العثمانيين تُعرف بالكورغلي، ناتجة عن زواج جند الأتراك من نساء محليات، عهد لها بالمحافظة على الأمن في الأقاليم. ولما استقر نظام الدايات تكون في مدينة الجزائر ديوان شبيه بمجلس الوزراء. وكان الداي يتخذ مقره في أعلى مدينة الجزائر بضاحية تُعرف بالجنينة، إلى أن انتقل عمر باشا سنة 1815م إلى القصبة في أسفل المدينة على البحر ليكون في مأمن من الاضطرابات.وقد تجمعت لدى الدايات ثروة ضخمة من الهدايا التي كان يقدمها قناصل الدول الأجنبية، ومن نصيبهم من غنائم البحر، ومما يتلقونه من إتاوات لقاء تعيين حكام الأقاليم والنواحي. وازدهرت مدينة الجزائر وخاصة في القرنين العاشر والحادي عشر الهجريين (القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين)، وبلغ سكانها حوالي مائة ألف نسمة. ولكن شأنها أخذ يتضاءل خلال القرن الثاني عشرالهجري (القرن الثامن عشر الميلادي)، حتى وصل عدد سكانها إلى ثلاثين ألفًا سنة 1246هـ، 1830م عندما احتلها الفرنسيون.كانت علاقات الجزائر مع أوروبا سيئة في معظم فترات حكم الدولة العثمانية، وذلك بسبب الروح الصليبية التي تزعمتها أسبانيا وحركة الجهاد في البحر التي تزعمتها الجزائر، وهي ما ينعتها الأوروبيون بالقرصنة ظلمًا وقد هيأ موقع الجزائر وطول سواحلها لحكومتها تفوق بحري تجلّى خلال القرنين العاشر والحادي عشر الهجريين (القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين) في امتلاكها أسطولاً ضخمًا من أحدث أساطيل العالم وأقواها، تجاوز نشاطه البحر المتوسط إلى بحار الشمال، وكان يدر أرباحًا طائلة على المساهمين فيه بسبب ما يأتي به من غنائم وأسرى، حتى عدت مسألة استرقاق الأسرى وافتدائهم من أهم المسائل التي شغلت العلاقات بين الجزائر وأوروبا. وأذل أسطول الجزائر كثيرًا من الدول الأوروبية وأجبرها على دفع إتاوات وهدايا لحكامها نظير تأمين ملاحتها في المتوسط، ولا تكاد تخرج دولة منها عن هذا الالتزام. واستمرت بعض الدول تدفع ما عليها من إتاوات بصورة منتظمة حتى تدهورت قوة الجزائر البحرية قبيل الغزو الفرنسي، أما فرنسا فقد كفت عن تقديم الهدايا منذ عهد نابليون. ورغم ما بدا على تلك القوة البحرية من علامات الضعف منذ مطلع القرن الثاني عشر الهجري (نهاية القرن السابع عشر الميلادي)، فإن الدايات لم يكفوا عن العمل من أجل تخليص البلاد من الاحتلال الأسباني. لكن ذلك لم يتحقق نهائيًا إلا على يد الداي محمد باشا (1183- 1203هـ، 1769- 1788م) الذي اشتهر بجهاده البحري ضد الأسبان، وقد تكلل جهاده بخيبة ملك أسبانيا شارل الثالث في ثلاث حملات بحرية متتالية شنها على الجزائر في عهد ذلك الداي بين سنتي 1189- 1200هـ، 1775- 1785م، وبتسليم ميناء وهران إلى حسان داي سنة 1206هـ، 1791م.


الجزائر مستعمرة فرنسية

جمعت الدول الأوروبية قواها لإرغام الجزائر على التوقف عن تعرضها لسفن تلك الدول، فهاجمت البحريتان البريطانية والهولندية الأسطول الجزائري سنة 1231هـ، 1815م فأصبحت سواحل الجزائر مكشوفة لهجمات الأعداء.وقد دفعت فرنسا لاحتلال الجزائر عدة أسباب، منها فقدان فرنسا لمستعمراتها خلال حروب نابليون ورغبتها في تكوين إمبراطوريتها من جديد، وقد لقيت في ذلك تأييد دول أوروبا من وجهة نظر صليبية. كما أن الملك الفرنسي تشارل العاشر كان يعاني من تفاقم المعارضة الداخلية ضده، فرأى أن يصرف أنظار شعبه إلى الخارج بافتعال الحرب ضد الجزائر ويكسب نصرًا سهلاً. أما السبب المباشر فيكمن في أن فرنسا كانت قد مرت بضائقة اقتصادية شديدة إبان حروب نابليون وعداء الدول الأوروبية لها، فساعدتها الجزائر بأن باعتها حبوبًا بأثمان مؤجلة، وكان التاجران اليهوديان الأخوان بوشناق قد قاما بدور الوساطة في تلك الصفقة، فتآمرا وتلكأت فرنسا في دفع ما عليها، وألح داي الجزائر في الخلاص، فكانت حادثة المروحة التي اتخذتها فرنسا مبررًا لاحتلال الجزائر. لقد ادعت فرنسا أن قنصلها أهين من قِبَل الداي حسين في موكب رسمي، عندما جاء يهنئ هذا الأخير بعيد فطر سنة 1242هـ (28/ 4/1827م) فخاطبه بشأن الدين وغضب لرد ذلك القنصل، فضربه بكشاشة الذباب على وجهه. وجرت أحداث عدة وتهديد من فرنسا للداي بحصار إن لم يقدم اعتذارًا مهينًا عن الواقعة، ورفض الداي تقديم الاعتذار. وأخيرًا شنت حملة بحرية ضخمة على الجزائر، شاركت فيها 503 سفينة تحمل أربعين ألف جندي وثلاثة آلاف مدفع.أنزلت الحملة الفرنسية قواتها بضاحية سيدي فرج، وهزمت جند الجزائر بعد خمسة أيام من المعارك، فدخلت مدينة الجزائر يوم 14/1/1246هـ (5/7/1830م). لكن سقوط مدينة الجزائر بتلك السهولة لم يؤد إلى خضوع البلاد، وإنما دفعها للسير في اتجاهين متوازيين: اتجاه الفرنسة والإلحاق الذي تبنته السلطات الاستعمارية، واتجاه المقاومة والجهاد الذي التزم به الشعب الجزائري واستمات فيه.عمدت فرنسا إلى إلحاق الجزائر بها، وعينت عليها حاكمًا عامًا فرنسيًا يرجع بالنظر إلى وزارة الداخلية. وعملت جهدها لفَرْنَسَة البلاد، عن طريق محاولة فَرْنَسَة عرب الجزائر من ناحية، وجلب أعداد كبيرة من المهاجرين الأجانب عامة، والفرنسيين خاصة، ليستوطنوا الجزائر من ناحية أخرى. ولما أبدى الجزائريون رفضهم للتفرنس، عملت فرنسا على إبادتهم وتشريدهم ونشر الجهل والفقر بينهم. ومن الأساليب التي اتبعتها لتحقيق تلك الأهداف، محاربة اللغة العربية والدين الإسلامي بغلق الكتاتيب القائمة ومنع انتشار المدارس الأهلية، وفرض اللغة الفرنسية وحدها في التعليم، وبهدم المساجد وتحويل بعضها إلى كنائس (من أبرزها الجامع الكبير بمدينة الجزائر). والاستيلاء على مصادر الثروة، ومن ذلك مصادرة الأراضي الخصبة سواء أكانت ملكيات خاصة أم أراضي أوقاف أم أراضي جماعية للقبائل، لتسلمها إلى المستوطنين الأجانب. وقد فرض دستور سنة 1339هـ، 1920م الجنسية الفرنسية على الجزائريين، وكانت فرنسا بعد صدور هذا الدستور تفرض على الجزائريين واجبات المواطن الفرنسي كالخدمة العسكرية لكنها تحرمهم حقوق المواطنة، وتمارس عليهم تفرقة عنصرية ودينية. وبموجب تلك السياسة ساقت فرنسا عشرات الآلاف من شباب الجزائر إلى جبهات القتال أثناء الحربين العالميتين الأولى (1914 – 1918م) والثانية (1939 – 1945م)، وأجبرتهم على القتال في حروبها الاستعمارية لقمع انتفاضات شعوب المستعمرات الفرنسية في سوريا وإفريقيا والهند الصينية. تمسك الجزائريون بعروبتهم وإسلامهم، وقاوموا مائة و اثنين وثلاثين عامًا جنود الاحتلال قدموا فيها ما لا يقل عن مليون من الشهداء حتى أرغموا المستعمر على التسليم.المقاومة الجزائرية للاحتلالبدأت المقاومة الجزائرية للاحتلال الفرنسي منذ سنة 1246هـ، 1830م أولى سنوات الاحتلال نفسها. وكانت على نوعين: مقاومة رسمية ومقاومة شعبية. وقد بدأ النوع الأول داي الجزائر واستمر بعد سقوط مدينة الجزائر في غرب القطر الجزائري بقيادة حسن باي وهران إلى أواخر 1249هـ، 1833م، وفي شرق القطر بقيادة باي قسنطينة إلى سنة 1253هـ، 1837م. وبدأ النوع الثاني من المقاومة عندما بايعت قبائل منطقة وهران في غرب الجزائر في صيف 1248هـ، 1832م الأمير عبد القادر بن محيي الدين ليقودها في الجهاد ضد الفرنسيين، فقادها في حركة مقاومة استمرت إلى سنة 1260هـ، 1844م. وقد سيطر عبد القادر على ثلثي أراضي الجزائر متخذًا من مدينة معسكر عاصمة له وأنشأ فيها مصانع حربية أيضًا، واستطاع أن يحصر المستعمر الفرنسي على الساحل غير قادر على التوغل إلى عمق البلاد، مما ألجأ هذا الأخير إلى سياسة المكر والمفاوضة، فعقد مع الأمير عبد القادر معاهدتين، واحدة سنة 1250هـ، 1834م وثانية سنة 1253هـ، 1837م، تمكن بينهما الجنرال كلوزل من احتلال مدينة معسكر. ولما عاد القتال بعد المعاهدة الثانية في سنة 1255هـ، 1839م اضطر الأمير إلى الانسحاب إلى المغرب الأقصى للاستنجاد بسلطانه. لكن الفرنسيين أجبروا هذا الأخير على عقد صلح معهم سنة 1260هـ، 1844م التزم بموجبه بإجلاء الأمير عبد القادر، الأمر الذي هيأ لاستسلامه سنة 1261هـ، 1845م وأسره فبقي في الأسر حتى 1301هـ، 1883م.لم تهدأ القبائل فتتالت الانتفاضات الشعبية، وشن الجنرال راندون حملات انتقامية ضد القبائل الجزائرية مرتكبًا بحقها فظاعات يندى لها جبين الإنسانية. ومن تلك الانتفاضات انتفاضة بني سناسن سنة 1276هـ، 1860م، وانتفاضة أولاد سيدي الشيخ من 1281 إلى 1284هـ (1864 – 1867م)، وانتفاضة المقراني من نهاية 1287هـ إلى أواخر 1288هـ (1871 – 1872م). وقد كانت هذه الانتفاضة الأخيرة من أكثر الانتفاضات خطرًا على فرنسا، لأنها تصادفت مع هزيمة فرنسا أمام ألمانيا سنة 1870م، ودخول القوات الألمانية باريس وقيام انتفاضة الكمونة ضد الحكومة في العاصمة الفرنسية نفسها. وتميزت انتفاضة المقراني بشدتها واتساع رقعتها، ذلك أنها اندلعت شرقي القطر الجزائري فعمت جبال القبائل أولاً وإقليم قسنطينة ثم امتدت حتى أطراف سهل الميتجة غربًا وبسكرة جنوبًا، وأصبحت تسيطر على ثلث أراضي الجزائر. إلا أن عمرها كان قصيرًا، فقد استشهد أبرز زعمائها محمد أحمد المقراني في المعارك الأولى في الحادي عشر من فبراير عام 1871م، مما شتت الأطراف التي شاركت في هذه الانتفاضة ودفعها للمفاوضة من أجل التسليم، رغم أن بومرزاق المقراني، الذي خلف أخاه في زعامة الانتفاضة قد واصل الكفاح المسلح حتى أسرته القوات الفرنسية ومن بقي من أتباعه في شهر ذي القعدة 1288هـ (يناير 1872م). وقد تلت هذه الانتفاضة أكبر محاكمة من نوعها في فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، وكانت أحكامها ذات طابع انتقامي، هدف إلى ردع الوطنيين حتى لا يحدّث أحدٌ نفسه بالانتفاضة مستقبلاً. وقد تمثلت في صدور 6,000 حكم بالإعدام خفف معظمها فيما بعد إلى الإبعاد إلى جزيرة كاليدونيا الجديدة الفرنسية جنوبي المحيط الهادئ، وشمل ذلك الإبعاد بومرزاق وأسرة الشيخ الحداد. وفرض غرامات مالية باهظة على القبائل التي شاركت في الانتفاضة بلغت 36,5 مليون فرانك ومصادرة 500 ألف هكتار من أراضي تلك القبائل سلمت للمستعمرين. وقد كان لأساليب القمع الوحشية التي واجهت بها السلطات الفرنسية الأهالي أثناء الانتفاضة وبعدها أثر في بث روح اليأس في نفوس الجزائريين؛ فبعد انتفاضة أولاد سيدي الشيخ بزعامة بوعمامة سنة 1298هـ، 1881م، التي أخضعت بعدها فرنسا المناطق الصحراوية وأعلنت ضم واحات المزاب، ساد الهدوء البلاد الجزائرية حتى الحرب العالمية الأولى.

الحركة الوطنية الجزائرية

تأخر ظهور فكرة الوطنية في الجزائر إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى ببضع سنوات. وذلك راجع إلى مدى الضرر الذي لحق بالثقافة العربية، وإلى ضآلة الطبقة المتوسطة بتلك البلاد، نتيجة انتزاع الاستعمار لمصادر الثروة من أيدي سكانها ووضعها بأيدي المستوطنين الأجانب. ومع ذلك فلم تعدم الجزائر بقية من مجتمعها العربي الإسلامي العريق. فظل أفرادها يرنون إلى دار الخلافة على أنها المخلص الطبيعي، ودعوا إلى فكرة الجامعة الإسلامية لمواجهة الاستعمار الأوروبي. وقد تزعم هذه الحركة بالجزائر سنة 1328هـ، 1910م المحامي أحمد بوضربة والصحفي الصادق دندان ورجل المال الحاج عمار. وفي سنة 1330هـ، 1912م قدم أربعة من الشبان الجزائريين، عريضة إلى الحكومة الفرنسية يطالبون فيها برفع القوانين الاستثنائية، والتسوية بين الجزائريين والفرنسيين في الحقوق والواجبات. وكانت هذه هي الخطوة الأولى نحو ما يعرف بسياسة الإدماج. وأثناء الحرب العالمية الأولى جندت فرنسا عشرات الآلاف من الجزائريين، أشركت آلافًا منهم في القتال على الجبهات وأرسلت الآخرين للعمل في المصانع الحربية والمناجم، وأتيح لعدد من الضباط الجزائريين الترقي إلى رتب عالية في الجيش الفرنسي حتى رتبة عقيد. وقد عقد هؤلاء الآمال على مؤتمر فرساي، فتزعموا بعد الحرب، وفي مقدمتهم الأمير خالد بن محي الدين أحد أحفاد الأمير عبد القادر، الدعوة للإصلاح على أساس بقاء الجزائر جزءًا من الأراضي الفرنسية. فألف الأمير ما أسماه بكتلة المنتخبين المسلمين الجزائريين، التي ركزت أهدافها في إصلاح الأحوال الاجتماعية وإيقاف هجرة المستوطنين ومساواة الجزائريين بالفرنسيين في الانتخاب والتمثيل في المجالس بمختلف مستوياتها. وأصدرت الكتلة جريدة الإقدام للمناداة بفكرة الإدماج. بيد أن الأمير تعرض للإبعاد، ولما سمح له بالعودة إلى فرنسا سنة 1336هـ، 1928م، اتصل بوطنيين جزائريين ومغاربة من أجل العمل المشترك على مستوى المغرب العربي. وهي الفكرة نفسها التي نادى بها من قبل الزعيم التونسي عبد العزيز الثعالبي ذو الأصل الجزائري ورفاقه، وعمل من أجل تجسيدها مناضلون تونسيون وجزائريون منذ ما قبل الحرب العالمية الأولى. ومن مظاهرها إصدار محمد باش حانبة في جنيف مجلة المغرب وتأسيسه لجنة لتحرير تونس والجزائر سنة 1334هـ، 1916م، التي وجه باسمها برقية إلى مؤتمر فرساي فيما بعد. وفي السنة نفسها أسس أخوه علي باش حانبة في الآستانة لجنة لتحرير المغرب العربي إلى جانب منظمة لتنظيم فيلق من الجنود المغاربة الذين أسرتهم الجيوش العثمانية والألمانية قصد إعدادهم لخوض معركة تحرير مسلحة في تونس والجزائر. وقد سار مصالي الحاج على فكرة النضال نفسها على مستوى المغرب العربي في بداية عمله السياسي. ومع أن الحركة السياسية في الجزائر قد ألغت فكرة الإصلاح ضمن الحماية الفرنسية من برنامجها منذ سنة 1330هـ، 1912م، إلا أن فئة قليلة ظلت متشبثة بها، فقد بقيت فكرة الإدماج مسيطرة بين المثقفين الجزائريين إلى فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية. ومن أشهر هؤلاء فرحات عباس وابن جلول والأخضري، ومعظمهم أعضاء في المجالس البلدية أو مجالس الوفود المالية أو موظفون بالإدارة. ففي سنة 1930م ألف هؤلاء اتحاد المنتخبين المسلمين بزعامة ابن جلول، وكان هدفه الأساسي الإدماج التدريجي تحت قيادة النخبة من المثقفين في الحياة الفرنسية وتحسين أحوال الجزائريين. وقد لقي هذا الاتجاه تشجيعًا كبيرًا من حكومة الجبهة الشعبية الفرنسية سنة 1355هـ، 1936م، وعندما وضع رئيس الحكومة بلوم مع الوزير فيوليت مشروعًا يقضي بمنح الجزائريين حق المواطنة الفرنسية تدريجيًا مع اتخاذ إجراءات احتياطية، أيدته جماعة الاتحاد، لكن البرلمان الفرنسي بعد سقوط حكومة بلوم رفض ذلك المشروع على الرغم من عدم توفره على الحد الأدنى من حقوق الشعب الجزائري. ولما يئس الإدماجيون بتعاقب الحكومات اليمينية على السلطة بفرنسا، سعوا للتكتل مع الاتجاهات الوطنية الأخرى.ومن هذه الاتجاهات نذكر جماعة العلماء الذين كان لهم أثر مهم في إرساء القواعد النظرية لفكرة الوطنية الجزائرية القائمة على العروبة والإسلام. ففي سنة 1344هـ، 1926م أسس بعض الشيوخ العلماء نادي الترقي في مدينة الجزائر بقصد إحياء التراث العربي، وتركزت جهودهم على المحافظة على طهر العقيدة الإسلامية من الشوائب والبدع الدخيلة، ومقاومة الطرقية التي خدم عديد من زعمائها الاستعمار الفرنسي. ومن هنا اعتبرت حركة العلماء الجزائريين واحدة من حركات الإحياء السلفي، وقد كان لكثير من أعضائها اتصالات بالحركات الإصلاحية في المشرق العربي. فالشيخ الطيب العقبي مثلاً تلقى تعليمه بالحجاز وعمل زمنًا مع الملك عبد العزيز آل سعود. كما كان لكتابات الشيخ محمد عبده ورشيد رضا تأثير كبير في توجيه أفكارهم. وفي سنة 1350هـ، 1931م أسس العلماء الجزائريون بمدينة قسنطينة جمعية رسمية برئاسة الشيخ عبد الحميد بن باديس، وهو من خريجي جامع الزيتونة بتونس. وقام الطيب العقبي على نشر أفكار تلك الجمعية في إقليم الجزائر، والبشير الإبراهيمي في وهران الذي تولى رئاسة الجمعية بعد وفاة مؤسسها سنة 1358هـ، 1940م.كان ابن باديس قد أصدر مجلة الشهاب ثم مجلة البصائر، وافتتحت الجمعية عددًا من المدارس وأرسلت البعثات إلى جامعات الزيتونة والأزهر والقرويين وإلى مدارس الشام والعراق، مما مهد لإحداث فروع لجامع الزيتونة ببعض المدن الجزائرية. وكان شعار الجمعية شعب الجزائر مسلم وللعروبة ينتسب. وطالبت هذه الجمعية في مؤتمرها التاسع بالاعتراف باللغة العربية لغة وطنية ومنح حرية الدين والعبادة وإعادة الأوقاف إلى الإدارة الإسلامية وتنظيم المحاكم الشرعية. وقد استقال الشيخ العقبي منها سنة 1356هـ، 1937م لأنها رفضت تجديد الولاء لفرنسا.ومن هذه الحركات الوطنية حركة هيئة نجم شمال إفريقيا، التي أسسها مصالي الحاج بباريس سنة 1344هـ، 1925 ـ 1926م، وأصبح رئيسًا لها سنة 1345هـ، 1927م. وقد سيطر العمال الجزائريون على النجم. وتعرض النجم للحل من قِبَل الحكومة الفرنسية سنة 1929م، فانتقل للعمل السري. وعاد إلى الظهور من جديد سنة 1352هـ، 1933م، فعقد مؤتمرًا عامًا بفرنسا صدر عنه قرار مطول يتألف من قسمين: قسم أول طالب بالحريات الأساسية للجزائريين وبإلغاء جميع القوانين الاستثنائية وفي مقدمتها قانون السكان الأصليين، وبمساواة الجزائريين بالمستوطنين في التوظيف وتطبيق قوانين العمل وفي التعليم، مع جعل التعليم إلزاميًا وبالعربية، واعتبار اللغة العربية رسمية بالدوائر الحكومية. وقسم ثان نص على المطالبة بالاستقلال الكامل للجزائر وجلاء القوات الفرنسية، وتأليف جيش وطني وجمعية تأسيسية منتخبة تتولى وضع دستور للبلاد، وحكومة ثورية وطنية. كما نص على أن تملك الدولة جميع وسائل الإنتاج والمرافق العامة وإعادة الأراضي إلى الفلاحين الجزائريين، مع مساعدتهم بتقديم القروض لهم. وبذلك سبق نجم شمال إفريقيا، بحكم نشأته العمالية. وقد قابلت فرنسا تلك المطالب بحل النجم، فأعاد مصالي الحاج تكوينه في سنة 1934م باسم جديد هو الاتحاد الوطني لمسلمي شمال إفريقيا. لكن السلطات الفرنسية اعتبرته هيئة غير مشروعة وحكمت على مصالي الحاج بالسجن. بعد ذلك تعرف هذا الأخير في جنيف بسويسرا على الأمير شكيب أرسلان وتأثر به، مما جعله يعارض اقتراحات بلوم ـ فيوليت ويزيد في الاتصال بالحركة الإصلاحية الجزائرية. وعندما عاد مصالي الحاج إلى الجزائر في صيف 1355هـ، 1936م رأت حكومة الجبهة الشعبية الفرنسية في هذه الحركة منافسًا خطيرًا لها في أوساط الشباب الجزائري، فحلتها في 19 شوال 1356هـ، 2/1/1937م لتظهر من جديد بفرنسا في محرم 1357هـ، مارس 1937م باسم حزب الشعب الجزائري، الذي تعرض زعماؤه، بمن فيهم مصالي الحاج، للاعتقال والمحاكمة والسجن، وذلك بعد مشاركتهم في الانتخابات البلدية بالجزائر.وتجدر الملاحظة بأن الاتجاهات المختلفة العاملة على الساحة الجزائرية بدأت تحاول التقارب فيما بينها بعد خيبة الأمل التي ألحقتها حكومة الجبهة الشعبية بالجزائريين. ولما نشبت الحرب العالمية الثانية وتولت حكومة المارشال بيتان الحكم في فرنسا، بعد توقيع الهدنة مع ألمانيا في جمادى الأولى 1359هـ، يونيو 1940م، سلكت مسلكًا عنصريًا تمثل في إبعاد العرب عن أي نشاط سياسي، وحكمت على مصالي الحاج سنة 1941م بالسجن ثم نفته إلى جنوب الجزائر. مما دفع الوطنيين الجزائريين للعمل على الاتصال بجند الحلفاء عندما نزلوا بالجزائر في 2/11/1361هـ، 11/11/1942م. وقد ظهر فرحات عباس في مقدمة الحركة الوطنية الجزائرية خلال السنوات الباقية للحرب 1942-1945م، وبدأ نشاطه عندما تقدم مع 22 من أعضاء مجالس الوفود المالية بعدد من المطالب إلى القيادة الأمريكية والسلطات الإدارية الفرنسية. ومع أن أصحاب العريضة حاولوا استرضاء تلك السلطات بتقديم مذكرة أخرى معتدلة فإنها تمسكت بموقفها الرافض للحوار، الأمر الذي جعلهم يصدرون بيانًا في 26/1/1362هـ، 2/2/1943م أصبحوا يعرفون به أصدقاء البيان.وقد بدأ البيان بسرد قائمة حساب عن الاحتلال الفرنسي وكيف أدى إلى تلك الحالة المحزنة من البؤس والجهل، وطالب بحياة وطنية ديمقراطية للجزائر. ثم أردف أصدقاء البيان بيانهم بملحق تضمن مقترحات تطالب بدولة جزائرية مستقلة استقلالاً ذاتيًا وانتخابات جمعية تأسيسية لوضع دستور لتلك الدولة، مع الإشارة إلى أن ذلك لا يحول دون تنظيم اتحاد لشمال إفريقيا مع المغرب وتونس. بيد أن الحاكم العام الفرنسي الجديد، الجنرال كاترو، رفض هذه المطالب جميعها، وحل الهيئات التي يشترك فيها الجزائريون، وفرض الإقامة الجبرية على فرحات عباس وغيره من الزعماء. وقد حاول الجنرال ديجول في تصريحه بمدينة قسنطينة في ذي الحجة 1362هـ، ديسمبر 1943م استرضاء الوطنيين، وأصبح ذلك أساسًا لقانون مارس 1944م الذي رفضته جماعة فرحات عباس، واشترك معها في رفضه جماعة العلماء ومصالي الحاج، مما هيأ لنجاح فرحات عباس في عقد مؤتمر شامل في 1364هـ، مارس 1945م حضرته الجماعات الثلاث بهدف توحيد الكفاح الوطني، الأمر الذي أثار المستوطنين، فردوا بمذبحة قسنطينة في جمادى الثانية 1365هـ، مايو 1945م، التي اشتركوا فيها مع الجيش الفرنسي في إبادة ما قدره الجزائريون بخمسة وأربعين ألف جزائري، وقدره الضباط الفرنسيون أنفسهم بما يتراوح بين ثمانية وعشرة آلاف ضحية. كما تلا المذبحة إعلان الأحكام العرفية وقبض على 4,500 من أعضاء الحركة الوطنية وزعمائها، فحكم على 90 منهم بالإعدام ونفذ فيهم، وعلى 64 بالأشغال الشاقة المؤبدة. وقد أنذرت هذه الأحداث الجزائريين بأن النضال السياسي لن يجدي كثيرًا، خاصة وأن الحكومات الفرنسية كانت أقل إدراكًا للتطور الذي شهده العالم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. وقد أثبتت جميع الإجراءات التي اتخذت لمواجهة الحركة الوطنية الجزائرية تمسك فرنسا بالسيادة على الجزائر، ولم تخرج جميع الحلول الفرنسية عن هذا الاتجاه قبل مشروع ديجول لسنة 1959م. وحتى قانون 20/9/1947م، 16 ذي القعدة 1366هـ الذي يعتبره الفرنسيون حلاً وسطًا بين وجهة نظر اليمين المتطرف الذي يرغب في بقاء الوضع بالجزائر دون تغيير، وبين وجهة نظر اليسار الذي جعل الاندماج أساسًا لسياسته الجزائرية، مع تعبيره عن استعداده للقبول بجميع النتائج التي تترتب عن الإدماج الحقيقي، ومنها أن يكون للجزائر حق انتخاب خمسة أعضاء في مجلس النواب الفرنسي. إلا أن الحكومة الفرنسية لم تطبق هذا الحل. وقد أبطل الحاكم العام نيجيلين بعض الإجراءات الإصلاحية التي أدخلها سلفه شاتينيو، وأصبح تدخل الإدارة في الانتخابات الجزائرية مثلاً يضرب على التزييف. فجاءت انتخابات المجلس الجزائري (وهو صورة جديدة لمجلس الوفود المالية السابق) في عهد الحاكم العام المذكور بهزيمة ساحقة للحزبين الوطنيين الرئيسيين، حركة الانتصار للحريات الديمقراطية الذي يتزعمه مصالي الحاج، والاتحاد الديمقراطي لأنصار البيان الجزائري الذي يتزعمه فرحات عباس. وكذلك كان الحال في الانتخابات البرلمانية للدورة التشريعية الثانية سنة 1951م. الأمر الذي جعل الأحزاب الجزائرية تتفق على نبذ فكرة النضال عن طريق المؤسسات النيابية الفرنسية، وتحاول تأسيس جبهة وطنية. وقد نجحت في عقد مؤتمر بينها سنة 1951م، لكن خلافات ظهرت بين العناصر الرئيسية بخصوص المبادئ وطريقة تنظيم العمل من أجل استقلال الجزائر. وحينذاك شرع بعض أعضاء حركة الانتصار للحريات فعلاً في تشكيل قوة عسكرية سرية أسموها المنظمة الخاصة، كان من بين أعضائها أحمد بن بيلا وحسين آيت أحمد ومحمد خيضر، أخذت في جمع الأسلحة وقامت ببعض العمليات. وقد نجح فريق الشبان الذي سيطر على اللجنة المركزية للحركة في الدعوة لمؤتمر في صيف 1953م ببلجيكا، دعت فيه اللجنة إلى تحديد المبادئ السياسية للحزب بما فيها تنظيم دقيق لمراحل الكفاح من أجل الاستقلال التي ستنتهي بالثورة المسلحة.

الثورة الجزائرية الكبرى

شهدالجزائريون سنة 1954م (1373- 1374هـ) كيف بدأ الكفاح المسلح في تونس والمغرب الأقصى يعطي ثماره. وقد قدر عدد الجزائريين العاملين بالجيش الفرنسي في تلك السنة بـ 160 ألفًا، شارك منهم عشرات الآلاف في حرب الهند الصينية، ورأوا بأنفسهم كيف حققت ثورة وطنية آسيوية نصرًا كاسحًا على الاستعمار الفرنسي. وكانت أوضاع الجزائريين في ظل الاستعمار تزداد سوءًا، بحيث قدرت الإحصائيات الرسمية عدد العاطلين منهم عن العمل ما بين 900 ألف ومليون ونصف المليون. وكان أكثر من خمسة ملايين فدان من أخصب الأراضي الزراعية الجزائرية بيد 21,659 مستوطن أوروبي، في حين كان 6,3 ملايين يعيشون على استثمار عشرة ملايين فدان فقط. ولم تكن المدارس لتستوعب أكثر من ثُمْن الأطفال الجزائريين الذين هم في سن الدراسة، وما كان يصل منهم إلى المرحلة الثانوية أكثر من العُشر. ولم يترك لأهل البلاد من الوظائف الإدارية سوى أربعة آلاف من مجموع 26 ألفًا. كل هذه الظروف هيأت التربة الصالحة لاحتضان ثورة ليلة الرابع من ربيع الأول 1374هـ (غرة نوفمبر 1954م) ونجاحها.ففي أوائل سنة 1954م كانت قد تشكلت اللجنة الثورية للاتحاد والعمل من مجموعة شبان، كان معظمهم أعضاء في حركة الانتصار للحريات وعملوا في الجيش الفرنسي أثناء الحرب العالمية الثانية. منهم أحمد بن بيلا، وحسين آيت أحمد ومحمد بوضياف. وفي صيف السنة نفسها عقدت اللجنة مؤتمرًا سريًا بأوروبا الغربية، واتخذت قرارًا بإعلان الثورة. وفي ليلة الأول من نوفمبر نسق الوطنيون حوالي 30 هجومًا في جميع أنحاء الجزائر على أهداف عسكرية مختلفة ومراكز للشرطة. وتلا ذلك تكوين لجان ثورية متفرقة اندمجت جميعًا في هيئة واحدة باسم جبهة التحرير الوطني الجزائري. وبلغت الثورة أوج قوتها من حيث امتداد سلطتها على أكبر رقعة من الأرض في سنة 1956م، كما امتد نشاطها إلى الأراضي الفرنسية نفسها منذ صيف 1958م. وقد سيطر القادة العسكريون على الجبهة في مرحلتها الأولى، إلى أن قرر مؤتمر وادي الصمام، الذي انعقد داخل الجزائر في 20 أغسطس 1956م، إنشاء المجلس الوطني للثورة. فأصبح هذا المجلس يمثل أعلى جهاز بجبهة التحرير، يوجه سياسة الجبهة ويتخذ القرارات المتعلقة بمستقبل البلاد، وله وحده الحق في إصدار أمر وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى لجنة التنسيق والتنفيذ التي أصبحت مسؤولة عن توجيه جميع فروع الثورة العسكرية والسياسية والدبلوماسية وإدارتها، وأصبح جميع القادة العسكريين والسياسيين القائمين بالنشاط الثوري مسؤولين بصورة مباشرة أمامها. ثم تقرر في مؤتمر طنجة في أبريل 1958م، بالاتفاق مع حكومتي تونس والمغرب، تأسيس حكومة مؤقتة للجمهورية الجزائرية، وأعلن عن تكوينها فعلاً يوم 19 سبتمبر 1958م (5 ربيع الأول 1378هـ) برئاسة فرحات عباس. وقد تولى رئاستها بعده يوسف بن خدة في أغسطس 1961م (1381هـ). كما بعثت جبهة التحرير الاتحاد العام للعمال الجزائريين، واتحاد الطلاب الجزائريين، واتحاد التجار وصغار رجال الأعمال الوطنيين، وأصدرت مجلة عربية تتحدث باسمها تُدعى المجاهد الحر.وقد ظلت الحكومة الفرنسية تحاول التقليل من أهمية الثورة حتى أبريل 1955م، حين أعلنت حالة الطوارئ بالجزائر لمدة ستة أشهر، منحت بمقتضاها السلطات الإدارية صلاحيات واسعة استثنائية، منها إنشاء محاكم عسكرية حلت محل المحاكم الجنائية. وقد اضطرت فرنسا إلى تجديد العمل بهذا القانون، لأن الثورة استمرت أكثر مما كانت تتوقع. وارتبط بها الأشخاص المولودون في الجزائر والمقيمون بالأراضي الفرنسية، وذلك سنة 1957م في عهد حكومة بورجيس مونوري، وقد أدى الجزائريون المقيمون بفرنسا دورًا مهمًا في الثورة من الناحية المالية. جربت فرنسا كل أساليب القمع، فزادت قواتها بالجزائر إلى ما يقارب نصف مليون رجل، وعزلت الجزائر بالأسلاك المكهربة عن تونس والمغرب لمنع المدد عن الثوار، وشاركت في حرب السويس ضد مصر سنة 1375هـ، 1956م لإجبار الحكومة المصرية كي تمتنع عن دعم ثوار الجزائر بالأسلحة والعتاد والدعم السياسي. انظر: أزمة السويس. لكن الثورة الجزائرية أصبحت، بعد مضي أربع سنوات، من الأهمية بحيث امتد أثرها إلى داخل فرنسا ذاتها. وتعد عودة ديجول إلى الحكم، وقيام الجمهورية الخامسة نتيجة مباشرة لفشل فرنسا في قمع الثورة. وقد تمهد السبيل للانقلاب بعد أن جرت الحرب الجزائرية الجيش للخوض في السياسة، وتم الانقلاب فعلاً في 13 مايو 1958م بقيادة فرقة المظلات. لكنه فشل، لأن أهداف القائمين به لم تكن واحدة. كما تمهد السبيل لكي تقبل الجمعية الوطنية، بأغلبية ساحقة. تولّى ديجول رئاسة الحكومة مع سلطات مطلقة خاصة بناء على طلبه. وقبل أن يعلن هذا الأخير عن مشروعه في 16 سبتمبر 1959م بخصوص السياسة الجزائرية، اتخذ عدة إجراءات تنم ضمنًا عن أنه كان يتجه إلى فكرة الإدماج. وكان ذلك المشروع يحتوي على الاعتراف بحق الجزائر في تقرير مصيرها حتى ولو أدى ذلك إلى الانفصال عن فرنسا، لكنه أحاط ذلك المبدأ بقيود وتحفظات جعلت المشروع في مجموعه غير مقبول بتاتًا من جبهة التحرير الجزائرية. وازدادت علاقات ديجول بالمستوطنين الفرنسيين سوءًا، وقاموا في مدينة الجزائر بأول حركة تمرد واسعة من 26 يناير إلى 2 فبراير 1960م. وتكتلت أحزاب اليمين في فرنسا باسم جبهة الجزائر الفرنسية برئاسة جورج بيدو، وقام أربعة من الجنرالات (سالان، وشال، وزيلر، وجوهو) بمحاولة انقلابية ضد الجمهورية الخامسة فيما بين 22 و26 إبريل 1961م لكنها قمعت. وعندما قام ديجول بزيارته للجزائر في 10 ديسمبر 1960م شعر بأن كل إجراء يتخذ بدون الاتفاق مع جبهة التحرير سيكون مآله الفشل الذريع.وإزاء تصاعد الثورة الجزائرية، وعجز فرنسا عن القضاء عليها، ومناداة الرأي العام الفرنسي نفسه بالجلاء عن الجزائر، نتيجة لما جرته الحرب على الفرنسيين من خسائر بشرية واقتصادية بالغة الأهمية، بالإضافة إلى التأييد العالمي الذي لقيته القضية الجزائرية، والذي تجسد يوم 17 من ربيع الأول1380هـ الموافق 19 ديسمبر1960م في إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة توصية اللجنة السياسية القاضية بحق الجزائر في الاستقلال. كل هذه الأسباب دفعت فرنسا، بقيادة ديجول، للقبول بالتفاوض مع جبهة التحرير الوطني الجزائرية. فجرت مفاوضات إيفيان بين 6 و 17 رمضان 1382هـ الموافق 10 و 17 فبراير 1962م، التي تعثرت أول الأمر، لكنها أدت في النهاية إلى عقد اتفاق بين الطرفين قضى بوقف إطلاق النار، وقد جرى إثر ذلك استفتاء أبدى فيه الجزائريون رغبتهم الأكيدة في الاستقلال، فتم إعلان استقلال الجزائر في 25 من المحرم 1382هـ الموافق 27 من يونيو 1962م، واعترفت الدول به. واختير أحمد بن بيلا أول رئيس للجمهورية الجزائرية، التي كانت قد انضمت إلى جامعة الدول العربية في 16 يونيو، وإلى الأمم المتحدة في 8 أغسطس من السنة نفسها.الجزائر المستقلةواجهت الجزائر المستقلة عدة مشاكل، كان في مقدمتها مشكلة المستوطنين، الذين قاوموا اتفاقية الصلح، وكذلك المنظمات السرية الفرنسية. وقد حلت هذه المشكلة بتعاون السلطات الفرنسية، مما أدى إلى هجرة أولئك المستوطنين بكثافة من الجزائر عائدين إلى فرنسا. ومن المشاكل أيضًا بناء مؤسسات الدولة وتكوين الجيش، وتعريب التعليم، وحل مشاكل مئات الآلاف من أيتام شهداء الثورة. وقد استطاعت الجمهورية أن تضع حلولاً لتلك المشاكل بمعونة الدول العربية والصديقة. وبخصوص الأراضي الزراعية، أعلن بن بيلا سياسة استيلاء الدولة على ما سمي بالأملاك الشاغرة، وتطبيق قانون الإصلاح الزراعي. وفي سنة 1383هـ، 1963م أقر الشعب أول دستور للجزائر، تم بموجبه انتخاب أحمد بن بيلا رئيسًا للجمهورية. وقد واجهت الحكومة الجزائرية مشكلة الحدود مع المغرب، فوقعت معارك بين الدولتين سنة 1383هـ، 1963م لكنها توقفت إثر توسط الدول العربية بينهما. وخلال رئاسة بن بيلا ارتبطت الجزائر بحركة عدم الانحياز التي اقترن فيها بن بيلا مع جمال عبدالناصر وكوامي نكروما رئيس جمهورية غانا، وبذلك اتضح اهتمام بن بيلا بالقضايا التحريرية والإفريقية. وفي عام 1385هـ، 1965م، قاد العقيد هواري بومدين انقلابًا عسكريًا، أدى إلى اعتقال بن بيلا وعزله بتهمة الإسراف، واستخدام أموال الدولة في غير وجوهها. وتولى مجلس قيادة الثورة حكم الجزائر برئاسة بومدْين.وقد حققت الجزائر في عهد الرئيس بومدْين (1385 ـ 1398هـ، 1965 ـ 1978م) منجزات ضخمة على المستوى الداخلي، منها نشر التعليم وتعريبه، وإعادة استثمار الأراضي الزراعية التي غادرها المستوطنون الأجانب عن طريق برنامج الثورة الزراعية. الأمر الذي حفظ للجزائر مركزها العالمي. وأصبحت الجزائر من أهم الدول المنتجة لزيت الزيتون والتين والتمور والفلين. بيد أن أهم مورد للثروة الوطنية بالبلاد ظل يتمثل في النفط والغاز الطبيعي، وأهم حقولها بالصحراء الجزائرية حاسي مسعود والعجيلات للنفط وحاسي الرمل وحاسي الطويل للغاز الطبيعي. وقد أممت الحكومة الجزائرية هذين الموردين الاقتصاديين المهمين سنة 1971م، وأنشأت لاستثمارهما شركة وطنية اشتهرت باسم سوناطراك وذلك إلى جانب عدد من الشركات الأجنبية، الفرنسية والأمريكية، وأقامت مصنعًا ضخمًا لتكرير النفط قرب مدينة الجزائر لتأمين حاجيات البلاد من مشتقاته، ومصنعًا آخر لتمييع الغاز بأرزو. وواصلت تصدير بقية إنتاجها من النفط والغاز الطبيعي خامًا، عبر القنوات التي مدت لتربط حقول الإنتاج بميناءي بجاية الجزائري والصخيرة التونسي. وتمثل صادراته ثلاثة أرباع الصادرات الجزائرية، مما يغطي العجز المسجل باستمرار في الميزان التجاري للبلاد. وقد أنشأت الحكومة الجزائرية عددًا من الصناعات التعدينية والتحويلية في نطاق خططها الإنمائية الخماسية، وعملت على إقامة علاقات اقتصادية مع مختلف بلدان العالم. لكن العلاقة التجارية مع فرنسا بقيت تتصدر القائمة ولاتزال سواء على مستوى التوريد أو التصدير.تعتبر الزراعة أهم نشاط يمارسه الجزائريون، وذلك بالإضافة إلى توسع قطاع الخدمات كما هو الحال في غير الجزائر من الدول الحديثة العهد بالاستقلال. ومازالت الجزائر تواجه مشاكل البطالة والهجرة الداخلية والخارجية (إلى فرنسا بالخصوص)، الناجمة عن ارتفاع معدل النمو الديموجرافي (أكثر من 3,5% سنويًا)، كما أن الإخفاقات على مستوى برامج الثورة الزراعية والنمو الاقتصادي عمومًا، وانتشار الأمية وعزوف الشباب عن العمل بالفلاحة، تشكل تحديات رئيسية للمسؤولين الجزائريين وتنتظر منهم حلولاً جادة.أما على المستوى الخارجي، فقد برزت مشاركة الجزائر المستقلة في المجال العربي، وكانت سياستها تقوم على المشاركة بفعالية في تعزيز التضامن العربي. ومن هذا المنطلق كانت مشاركتها فاعلة في حربي 1387هـ، 1967م و1393هـ، 1973م ضد إسرائيل. وصار لها في المجال الدولي صوتٌ قويٌ يحسب حسابه، كما ساهمت الجزائر في دعم حركات التحرر مما جعل علاقاتها متميزة مع تلك الحركات وبخاصة في القارة الإفريقية.وفي أواخر عام 1398هـ، 1978م توفي الرئيس هواري بومدين، فانتخبت جبهة التحرير الوطني الجزائري العقيد الشاذلي بن جديد رئيسًا.واصل الشاذلي سياسة سلفه. فقامت الحكومة الجزائرية في عهده بمحاولات حثيثة للتوسط بين العراق وإيران من أجل وقف القتال بينهما منذ سنة 1981م. وسار بن جديد مع جيرانه المغاربة في مسار التقارب، بحيث دخلت الجزائر في تجربة اتحاد دول المغرب العربي، الذي أعلنه رؤساء الجزائر وتونس وليبيا وملك المغرب إثر اجتماعهم بالمملكة المغربية سنة 1988م في نطاق إحياء ذكرى مؤتمر طنجة، الذي كان قد انعقد بتلك المدينة المغربية سنة 1958م. كما ولج الرئيس الشاذلي بن جديد بالجزائر باب التعددية الحزبية، لكن عوامل عديدة منها تراكم نتيجة وجود بعض الأزمات المزمنة، مثل أزمة الديون وأزمة البطالة، فجرت الموقف بالبلاد، وغذت روح التطرف في كل الاتجاهات، وحالت دون تطبيق التجربة الديمقراطية. فتعثرت هذه التجربة منذ بدايتها بعد فوز حركة الإنقاذ الإسلامية بزعامة عباس مدني في الانتخابات البلدية سنة 1410هـ، 1990م، وما تلاها من توتر العلاقات بين مختلف التيارات والأحزاب السياسية بالبلاد، واستقالة الرئيس بن جديد في ديسمبر 1990م (أواسط 1411هـ) ليتولى مجلس للرئاسة إدارة البلاد لما تبقى من مدته، والإعلان سنة 1991م عن إلغاء نتائج الانتخابات البلدية السابقة الذكر وإلغاء نتيجة الانتخابات التي كانت جارية مما أوجد جوًا متوترًا بالبلاد أخذ يستفحل بتنفيد العصيان المدني الذي دعت إليه جبهة الإنقاذ الإسلامية، وما تلا ذلك من اعتقالات واسعة في صفوف أعضاء تلك الجبهة وبخاصة قيادتها، ومحاكمة أعداد كبيرة منهم وانتشرت عمليات القتل والاغتيال في أنحاء البلاد، وذهب ضحيتها عديد من الجزائريين بمن فيهم الرئيس محمد بوضياف نفسه، الذي تسلم منصب الرئاسة في رجب 1412هـ ، يناير 1992م، وأعلن عن عزمه للسير بالبلاد نحو الانفراج، لكنه اغتيل بعد أقل من سبعة أشهر من توليه منصبه واختير الرئيس علي الكافي سنة 1413هـ، 1992م، ليحل محله على رأس المجلس الأعلى للدولة. وفي عام 1994م حل محله الأمين زروال. وفي عام 1996م، أجريت انتخابات رئاسية فاز فيها الرئيس الأمين زروال وفي العام نفسه، 1996م، وافق الشعب الجزائري على تعديل دستوري نصّ على حظر الأحزاب السياسية التي تتخذ من الدين أو اللغة أو الجنس أو المنطقة أساسًا لها وفي عام 1997م، أجريت انتخابات برلمانية لاختيار أعضاء مجلس الشعب الوطني وفي أبريل 1998م تم انتخاب عبدالعزيز بوتفليقة، المقبول من الشعب والجيش والرئيس السابق الأمين زروال رئيسًا للبلاد وفي يونيو 1999م، أعلن الجيش الإسلامي للإنقاذ وهو الجناح العسكري للجبهة الإسلامية للإنقاذ وقف العمليات العسكرية ضد الحكومة.





ما قبل التاريخ


يعود ظهور الإنسان في المنطقة التي تعرف اليوم بتونس إلى فترة ما قبل التاريخ، حيث تم العثور على آثار نشاط إنساني يعود إلى العصر الحجري القديم السفلي وذلك تحديدا في موقع القطّار والذي اكتشف فيه عالم الآثار جراي كوما من الحجارة مخروطي الشكل يعتقد أنه تعبير عن معتقد ما.

تُعدّ الحضارة القبصية (6.800 ق.م. إلى 4.500 ق.م.) أول مظاهر المجتمعات الإنسانية المنظمة بالمنطقة.وفي هذه الفترة وفد البربرالأمازيغ كما يبدو مع هجرة الشعوب الليبية (تعبير اغريقي عن الشعوب الأفريقية آنذاك) وإن كان لا يعرف أصل الشعوب البربرية بالتحديد ويعتبرهم كثيرون السكان الأصليين للبلاد.
عرفت المنطقة تعاقب العديد من الحضارات التي جلبتها ثروات هذه الأرض وأهمية موقعها الإستراتيجي في قلب حوض البحر الأبيض المتوسط وساعد على دخولها الانفتاح الطبيعي لتونس وسهولة تضاريسها. ويعد قدوم الفينيقيين بداية دخول المنطقة فترة التاريخ بتأسيسهم لدولة قرطاج.

التاريخ القديم
تعليمية

الفترة القرطاجية

(814 ق.م.164 ق.م.)

أقام السكان الموجودون بالبلاد التونسية علاقات تجارية مع الفينيقيين منذ القرن 11 ق.م. حيث قام هؤلاء بإنشاء مرافئ لتبادل البضائع تعتمد في أغلب الأحيان على المقايضة. وتعتبر أوتيكا من أهم هذه الموانئ وكان تأسيس قرطاج كقاعدة عسكرية لحماية الموانئ التجارية على الساحل الغربي للبحر الأبيض المتوسط. وعلى إثر الإضرابات التي نشبت فيفينقيا قامت مجموعة من التجّار بالفرار إلى —-قرطاج والإستقرار فيها ولكن الروايات التاريخية عن تأسيس المدينة أقرب إلى الأسطورة من الحقيقة أحيانا.

بمرور الزمن ضعفت الإمبراطورية التجارية الفينيقية وورثت قرطاج أمجادها ومستعمراتها وقامت بتوسيع رقعتها لتشمل جزءا كبيرا من سواحل البحر الأبيض المتوسط، ونظرا لموقعها الإستراتيجي والمُطل على حوضي المتوسط، استطاعت بسط نفوذها والسيطرة على حركة التجارة بشكل لم يكون لينال رضاء القوة العظمى آن ذلك. حيث شكل التوسع القرطاجي خطرا على مصالح ونفوذ الإغريقيين مما أدى إلى اشتباكات عسكرية بين الدولتين.

وفي سنة 753 ق.م برز كيان جديد في شبه الجزيرة الإيطالية تحت اسم روما ودخلت روما حلبة الصراع منافسة قرطاج، الشيء الذي أدى إلى نشوب سلسلة من الحروب (سنة 264 ق.م) اشتهرت باسم الحروب البونيقية ولعل أشهرها حملة حنبعل (الحرب البونيقية الثانية) الذي قام بعبور سلستي البيرينيوالألببفيلته (218 ق.م. – 202 ق.م.). انتهت هذه الحروب البونيقية بهزيمة القرطاجيين واضعافهم بشكل كبير خاصة بعد حرب زوما المفصلية مما مهد الطريق لحرب ثالثة وحاسمة انتهت بزوال قرطاج وخراب المدينة وقيام الرومانيون بإنشاء "أفريكا" أول مقاطعة رومانية بشمالإفريقيا وذلك سنة 146 ق.م.


الفترة الرومانية

(146 ق.م431 م)

سنة 44 ق.م قرر الامبراطور الروماني يوليوس قيصر اعادة بناء مدينة قرطاج بعد أن كانت أوتيكا العاصمة ولكن أعمال البناء لم تبدأ رسميا إلا مع خلفه أوغيست وبذلك بدأت فترة ازدهار في المنطقة حيث أصبحت أفريقية مخزن حبوب روما.
ازدهرت مدن رومانية أخرى بالتزامن مع أرض قرطاج ومازلت الآثار شاهدة على بعض منها مثل دقةبولاية باجةوالجمبولاية المهدية.

أدى نمو قرطاج السريع إلى تبوئها مكانة ثاني مدينة في الغرب بعد روما إذ ناهز عدد سكانها مائة ألف نسمة. وبدأ انتشار المسيحية في تلك الفترة والذي لاقى في البداية معارضة كبيرة من السكان ولم يحسم الأمر للدين الجديد إلا مع القرن الخامس وأصبحت قرطاج إحدى العواصم الروحية الهامة للغرب آنذاك.

الفترة الوندالية

(431533)

عبر الوندال مضيق جبل طارق في 429 م وسيطروا سريعا على مدينة قرطاج حيث اتخذوها عاصمة لهم. وكانوا أتباع الفرقة الأريانية والتي اعتبرتها الكنيسة الكاثوليكية آنذاك فرقة من الهراطقة (هم الزنادقة في الإسلام) كما اعتبرهم السكان برابرة وأدى ذلك إلى حملة قمع سياسي وديني واسعة ضد المعارضين.
بدأت مناوشات بين الوندال والممالك البربرية المتاخمة للدولة وكانت انهزام الوندال سنة 530 م الحدث الذي شجع بيزنطة على القدوم لطرد الوندال.

الفترة البيزنطية

سيطر البيزنطييون بسهولة على قرطاج سنة 533م ثم انتصر الجيش البيزنطي والذي كان أغلبه مكونا من المرتزقةعلى الخيل الوندالية والتي كانت أقوى تشكيل في جيش الوندال. واستسلم آخر ملك وندالي سنة 534م.
هجر أغلب الشعب الوندالي قسرا إلى الشرق أين أصبحوا عبيدا بينما جند الباقون في الجيش أو كعمال في مزارع القمح.
سرعان ما عاد الحكام الجدد إلى سياسة القمع والإضطهاد الديني كما أثقلوا كاهل الناس بالضرائب مما حدى بهم إلى الحنين إلى سيطرة الوندال على مساوئهم.

الفتح الإسلامي

استقر الإسلام في المنطقة بعد ثلاث فتوحات متتالية عرفت مقاومة كبيرة من البربر بينما لم تُعَرّب شعوب المنطقة إلا بعد ذلك بقرون طويلة.
كانت أولى الفتوحات سنة 647م وعرفت بفتح العبادلة لكثرة المشاركين فيها ممن يحملون اسم عبد الله وانتهت بمقتل الحاكم البيزنطي.

وقعت الحملة الثانية سنة 661م وانتهت بالسيطرة على مدينة بنزرت. أما الحملة الثالثة والحاسمة فكانت بقيادة عقبة بن نافع سنة 670م وتم فيها تأسيس مدينة القيروان والتي أصبحت فيما بعد القاعدة الأمامية للحملات اللاحقة فيإفريقيةوالأندلس. إلا أن مقتل عقبة بن نافع سنة 683م كاد يفشل الحملة واضطر الفاتحون إلى حملة رابعة ونهائية بقيادة حسان بن النعمان سنة 693م أكدت سيطرة المسلمين على إفريقية رغم مقاومة شرسة من البربر بقيادةالكاهنة. وتمت السيطرة على قرطاج سنة 695م ورغم بعض الانتصارات للبربر واسترجاع البيزنطيين لقرطاج سنة696م فإن المسلمين سيطروا بصفة نهائية على المدينة في 698م وقتلت الكاهنة في السنة نفسها.

لم تسترجع قرطاج هيبتها بعد ذلك وتم استبدالها بعد ذلك بميناء تونس القريب والذي كان مركز انطلاق للغزوات في البحر باتجاه صقلية وجنوب إيطاليا.
لم يكتفي الفاتحون الجدد بالسيطرة على السواحل بل أتجهوا برا ونشروا عقيدتهم في صفوف البربر الذين أصبحوا من ذلك الحين رأس الحربة في الفتوحات اللاحقة وخاصة في الأندلس بقيادة طارق بن زياد.
احتوت مدينة القيروان على العديد من مراكز تعليم الإسلام إلا أن بعد إفريقية عن المشرق مهد الديانة ومركز الحكم أدى إلى انتشار الفرق الاسلامية التي لا تنتمي إلى أهل السنة وخاصة الفكر الخارجي.

الدولة الأغلبية

بقيت القيروان عاصمة لولاية أفريقية التابعة للدولة الأموية حتى 750م ثم الدولة العباسية ولم تشهد المنطقة حكما مستقلا إلا بقيادة إبراهيم ابن الأغلب مؤسس الدولة الأغلبية بقرار من هارون الرشيد سنة 800م والذي كان يريد بذلك وضع سد أمام الدويلات المنتشرة في غرب أفريقية أين انتشر الفكر الخارجي.
دام حكم الأغالبة 100 سنة وازدهرت خلاله الحياة الثقافية وأصبحت القيروان مركز إشعاع كما شهدت نفس الفترة تأسيس أسطول بحري قوي لصد الهجومات الخارجية والذي مكن أسد بن الفرات لاحقا من فتح جزيرة صقلية.

الدولة الفاطمية

شكل وصول بني أمية إلى سدة الحكم بعد مقتل الإمام علي نقطة انطلاق تنظيم الشيعة العلويين وتحلقهم حول ذرية الإمام من السيدة فاطمة الزهراء، الحسنوالحسين. كما أعطى مقتل الإمام الحسين شحنة جديدة زادت من تكتلهم ومن تقوية صفوفهم وذلك حتى نهاية الحكم الأموي.
لم يتغير وضع الشيعة كثير بعد وصول أبناء أعمامهم العباسيون إلى الحكم مما زاد شعورهم بالإحباط والكبت. وفي عهدالخليفة المنصور ظهرت عدة فرق في صفوف الشيعة لعل أهمها وأكثرها تنظيما سواء من ناحية العقدية أو سياسة أتباع إسماعيل بن جعفر الصادق.
بوفاة إسماعيل بن جعفر بدأت فترة الأئمة المستورين الذين لم يكن لهم مشاركة في الحياة السياسية وهم: الوافي أحمدوالتقي محمدوالزكي عبد الله والتي انتهت بظهور المهدي عبد الله والمعروف أكثر باسم عبيد الله المهدي.

استطاع عبد الله الشيعي في غضون 7 سنوات الاستيلاء على أغلب مناطق شمال إفريقيا وذلك بمساعدة بعض القبائل البربرية التي استجابت إلى دعوته واعتنقت المذهب الإسماعيلي. وبعد انتصارهم على الجيش الأغلبي دخل عبيد الله رقادة يوم الخميس 20 ربيع الثاني سنة 296 هـ/6 جانفي909 م والتي كان زيادة الله الثالث قد تخلى عنها. دام حكم الفاطميين في تونس 64 عاما عرفت فيها البلاد إزدهارا كبيرا. عام 969 تمكن الفاطميون من فتح مصر لينقلوا إليها عاصمتهم عام 973.

الدولة الصنهاجية

لما إنتقل الفاطميون إلى مصر ولوا على إفريقية أميرا من أصل أمازيغي يدعى بلكين بن زيري بن مناذ الصنهاجي. إستطاع بلكين القضاء على الفتن والثورات القبائلية المجاورة على حدود البلاد مما مكنه من تعزيز حكمه والإحتفاظ بالأراضي الشاسعة التي ورثها عن الفاطميين. في بداية القرن الحادي العشر خرج والي أشيرحماد بن بلكين عن سلطة الصنهاجيين مما أدخل الطرفين في حرب طاحنة دامت عدة سنوات. فقد الصنهاجيون شيئا فشيئا جزءا كبيرا من المغرب الأوسط (الجزائر) لتقتصر في النهاية رقعة دولتهم أساسا على تونس وصقلية.

شهدت البلاد في عهد الصنهاجيين نهضة عمرانية وثقافية وإقتصادية كبيرة، فإزدهرت الزراعة في أنحاء البلاد بفضل انتشار وسائل الري، ووقع تشييد العديد من القصور والمكتبات والأسوار والحصون، فيما أصبحت عاصمتهم القيروانمركزا هاما للعلم والأدب.
عام 1045 أعلن الملك الصنهاجي المعز بن باديس خروجه عن الخلافة الفاطمية في القاهرة وانحيازه إلى الخلافة العباسية في بغداد. قامت قيامة الخليفة الفاطمي المستنصر بالله الذي أذن، بإيعاز من وزيره أبو محمد الحسن اليازوري، للقبائل البدوية المتمركزة في الصعيد بالزحف نحو تونس. أدى زحف القبائل البدوية (أساسا بنو هلال وبنو سليم) إلى تمزيق أوصال الدولة الصنهاجية وإلى خراب عاصمتهم بعد تعرضها للسلب والنهب.
بعد الغزو الهلالي أصبحت البلاد مقسمة بين عدة دويلات أهمها إمارة بنو خرسان في مدينة تونس والوطن القبلي، ومملكة بنو الورد وعاصمتها بنزرت، ومملكة بنو الرند وعاصمتها قفصة فيما حافظ الصنهاجيون على منطقة الساحلوإتخذوا من المهدية عاصمة لهم.


الفترة الموحدية

عام 1060 إنتهز النورمان إنهيار الدولة الصنهاجية ليستولوا على صقلية لتصبح البلاد عرضة لغاراتهم. في عام 1135تمكن روجيه الثاني من إحتلال جزيرة جربة تبعها عام 1148 إحتلال المهدية، سوسة، وصفاقس. إستنجد الملك الحسن بن علي الصنهاجي بعبد المؤمن بن علي مؤسس الدولة الموحدية في المغرب لطرد الغزاة. إستطاع الموحدون في السنوات التالية إسترجاع كامل الأراضي التونسية من النورمان ليصبحوا مسيطرين على معظم أجزاء المغرب الكبيروجزء من الأندلس.

الدولة الحفصية

عام 1207 ولى الموحدون على إفريقية أحد أتباعهم وهو أبو محمد بن عبد الواحد بن أبي حفص ابن الشيخ عبد الواحد بن أبي حفص الذي رافق محمد بن تومرت أثناء دعوته. عام 1228 تمكن أبو زكريا يحيى بن حفص من الإنفراد بالمنصب لصالحه وأعلن منذ ديسمبر1229 إستقلاله عن الموحدين. إتخذ أبو زكريا مدينة تونس عاصمة له وإتخذ لنفسه لقب السلطان. عام 1249 خلف أبو أبو زكريا إبنه عبد الله محمد المستنصر الذي أعلن نفسه خليفة للمسلمين عام 1255. تعرضت البلاد عام 1270 إلى غزوة صليبية قادها لويس التاسع ضمن الحملة الصليبية الثامنة. شهدت الدولة بعد وفاة المستنصر عام 1277 عدة صراعات خلافة تخللتها عدة ثورات لقبائل جنوب البلاد، ولم تسترجع الدولة وحدتها إلا في عهدأبو يحي أبو بكر. إسترجعت الدولة سالف مجدها في عهد أبو العباس أحمد وأبو فارس عبد العزيز الذان شهدت البلاد في عهدتها إزدهار التجارة والملاحة. دخلت الدولة في أواخر القرن الخامس عشر حالة من الركود تخللتها حروب خلافة وأصبحت منذ 1510 عرضة لغارات الإسبان.

الحقبة الإسبانية

دخلت الدولة الحفصية سنة 1535 في صراع خلافة بين السلطان أبو عبد الله محمد الحسن وأخيه الأصغر رشيد. طلب الأخير العون من العثمانيين الذين تمكنوا من الإستيلاء على العاصمة بقيادة خير الدين بارباروسا (دون إرجاع رشيد على العرش). إستنجد أبو عبد الله محمد الحسن بشارل الخامس، ملك إسبانيا الذي جهز جيشا قوامه 33،000 رجل و400 سفينة بالتحافل مع الدول البابوية، جمهورية جنوة ونظام فرسان مالطا. تمكن الإسبان من القيام بإنزال شمالي العاصمة في 16 يونيو، ثم بالإستيلاء على ميناء حلق الوادي، ثم تمكنوا من دخول العاصمة في 21 يوليو. أعيد تنصيب السلطان حسن على العرش لكنه أجبر على المصادقة على معاهدة تضع البلاد عمليا تحت الحماية الإسبانية. استمر في السنوات التالية الصراع بين الإسبان وحلفاءهم والعثمانيين. تمكن العثمانيون في النهاية سنة 1574، من طرد الإسبان نهائيا بعد الإنتصار عليهم في معركة تونس.





أصل التسمية

كان ظهور الاسم ليبيا وتداوله في النقوش المصرية القديمة ليدل وبوضوح على القبائل الليبية التي كانت تقطن جبل برقة والصحراء الغربية لمصر، فورد ذكرها على لوحة الملك مرنبتاح وكذلك في معبد الكرنك.
من الناحية التاريخية يبدو انه اشتق من الكلمة المصرية القديمة (ريبو) او الليبو وتقابلها في اليونانية (ليبوس) مما يقابلها في العربية ليبيا، وورد اسم الليبو أو ليبيا في نقش مصري قديم يرجع إلى عهد رمسيس الثاني (1298-1232) قبل الميلاد وكان يطلق على إحدى الفرق العسكرية التي عملت في الجيش المصري آنذاك وشاركت في الحملات على بلاد فلسطين وسوريا.
من الواضح ان الليبيين هم من اتصل بهم في بادئ الأمر وذلك في عصر الملك رمسيس السادس من الأسرة العشرين ثم انتقل الاسم ليبيا حيث تلقفه الفينيقيون قبل هجرتهم إلى الشمال الإفريقي وعُثر على نقوش فينيقية متعددة ورد بها هذا اللفظ ( ليبيا ) وما لبث ان انتقل إلى الإغريق سكان اليونان الحالية وذلك خلال العصر البرونزيمما الهب خيالهم وهم المولعون بالخرافات والأساطير فراحوا ينسجون الأساطير عن ليبيا مثال ذلك ما ورد في الأوديسا ل هوميروس حيث ورد بالفظ ما معناه ( إن من يأكلاللوتس من غير الليبيين سينسى وطنه ويعيش في ليبيا ليقضى حياته يأكل اللوتس) أما هيروديت أبو التاريخ الذي زار ليبيا في النصف الثاني من القرن الخامس قبل الميلاد فذكر ليبيا في عدة مواضع وكان يعنى بها قارة إفريقيا بأسرها وكان يقسم ليبيا إلى قسمين :- الليبيون في الشمال و الافيوب في الجنوب.
اما الرومان فقد اخدوا اسم ليبيا من الإغريق دون تحريف مع تقنين المساحة الجغرافية لذلك بحيث اصبح يدل عندهم على الأراضي الواقعة غرب مصر من برقة حتىطرابلس واطلقوا على قورينا اسم ليبيا العليا وهى المساحة الممتدة من غرب مدينة درنه الحالية إلى شرق مدينة سرت والمنطقة من شرق درنه حتى الدلتا القريبة من وادي النيل فعرفت عندهم باسم ليبيا السفلى او(مرماريداي) والتي عرفت عند العرب باسم (مراقية).
وعندما جاء العربالمسلمون كانت لوبية ومراقية اسم لكورتان من كور مصر الغربية حيث يذكر ابن عبد الحكم إن لوبية ومراقية (كوران) من كور مصر الغربية وعرفهما بأنهما مما يشربان من السماء ولا ينالهما النيل ويذكر ابن عبد الحكم انه في ولاية حسان بن النعمان كانت انطابلس ولوبية ومراقية إلى حدود إجدابيا من أعمال حسان ولم يحدد اسم ليبيا ذو مذلول جغرافي محدد إلا في مطلع القرن الحالي.
وربما يكون أول ذكر محدد لليبيا هو ما خرجه الجغرافي الإيطالي (ف.مينوتلى) في كتابه (جغرافية ليبيا) المطبوع في تورينتوسنة1903 ميلادية ليدل على الولاية التركية التي تشمل طرابلس و برقة ثم اتخذت إيطاليا ( ليبيا )اسما رسميا لولاية طرابلس بعد إعلان السيادة الإيطالية عليها في يونيه 1924م ومنذ ذلك الوقت شاع استعمال اسم ليبيا في جميع أنحاء العالم، وشمل طرابلس و برقة و فزان والواحات التابعة لها.

نبذة مختصرة عن تأريخ ليبيا

يمكن تقسيم تاريخ ليبيا إلى مجموعة من المراحل، تبدأ من تاريخ ليبيا القديم ويضم علاقة الليبيين بالمصريين خلال حكم الفراعنة ويتميز بوصول أحد الليبيين إلى عرش مصر الفرعونية وهو الفرعون شيشنق ثم مرحلة العلاقة مع الفينيقين وانشاء المدن الثلاث اويا و صبراتة و لبدة الكبرى ، ثم مرحلة العلاقة مع الاغريق أو اليونانوانشاء قورينا والمدن الخمس ثم العلاقة مع قرطاج او قرطاجنة وظهور حنبعل أو هنيبال ثم العلاقة مع الامبراطورية الرومانية ويتميز بوصول أحد الليبيين إلى عرش الامبراطورية الرومانية وهو الامبراطور سيبتيموس سيفيروس وابنائه، كم تتميز ميلادالرسول مرقس رسول المسيح إلى أرض مصر وليبيا ثم حكم البطالمة وغزو الوندال. ثم تبدا المرحلة الاسلامية وتبدأ بالفتح الاسلامي على يد عمرو بن العاص في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب وتستمر مع الدولة الاموية ثم العباسية مع تبعيتها المختلفة لولايات مختلفة او كولاية منفصلة ودويلات مثل بني الغلب او الدولة الرستمية و المرابطون و الموحدون ثم الخلافة الفاطمية وما حصل فيها من هجرة بني هلالوبني سليم وتعريب ليبيا بسبب هذه الهجرة ثم الدولة الايوبية ثم غزو فرسان القديس يوحنا ثم الانضمام إلى الخلافة العثمانية وولاية القرمانلي وحتى بداية التاريخ الحديث والغزو الايطالي و الجمهورية الطرابلسية ثم الحرب العالمية الثانية والاستقلال ثم انشاء المملكة الليبية المتحدة وحتى قيام ثورة الفاتح.

تأريخ ليبيا القديم

العلاقة مع المصريين عرّف قدماء المصريين الأقوام التي تقطن إلى الغرب من مصر بالليبيين، وكانت القبيلة الليبية التي تعيش في المنطقة المتاخمة لمصر هي قبيلة الليبو قد ورد ذكر هذه القبيلة لأول مرة في النصوص المصرية التي تنسب إلى الملك مرنبتاح من الأسرة التاسعة عشرة (القرن الثالث عشر قبل الميلاد)، ومن اسمها اشتق اسم ليبيا، وقد عرف الإغريق هذا الاسم عن طريق المصريين ولكنهم أطلقوه على كل شمال أفريقيا إلى الغرب من مصر وهكذا ورد عند هيرودوت الذي زار ليبيا في بداية النصف الثاني من (القرن الخامس قبل الميلاد). وقد بلغت بعض القبائل درجة من القوة مكنتها من دخول مصر وتكوين أسرة حاكمة هي الأسرة الثانية والعشرون التي احتفظت بالعرش قرنين من الزمان (من القرن التامن إلى القرن العاشر قبل الميلاد) واستطاع مؤسس تلك الأسرة الملك شيشنق الاول أن يوحد مصر، وأن يجتاح فلسطين ويستولي على عدد من المدن ويرجع بغنائم كثيرة.

العلاقة مع الفينيقين

بدأ اتصال الفينيقيين بسواحل ليبيا منذ فترة مبكرة، وبلغ الفينيقيون درجة عالية من التقدم والرقي وسيطروا على البحرالابيض المتوسط واحتكروا تجارته وكانوا عند عبورهم هذا البحر بين شواطىء الشام و إسبانيا التي كانوا يجلبون منها الفضة والقصدير يبحرون بمحاذاة الساحل الغربي من ( ليبيا ) وذلك لأنهم اعتادوا عدم الإبتعاد كثيرا عن الشاطىء خوفا من اضطراب البحر، وكانت سفنهم ترسو على شواطىء ( ليبيا ) للتزود بما تحتاج إليه أثناء رحلاتها البحرية الطويلة، وقد أسس الفينيقيون مراكز ومحطات تجارية كثيرة على طول الطريق من موانئهم في شرق البحر الابيض المتوسط إلى إسبانيا غرباً، وعلى الرغم من كثرة هذه المراكز والمحطات التجارية فإن المدن التي أنشأها وأقام فيها الفينيقيون في ليبيا كانت قليلة وذلك لأنهم كانوا تجاراً لا مستعمرين، ويرجع بعض المؤرخين أسباب إقامة المدن التي استوطنها الفينيقيون في ليبيا وشمال أفريقيا إلى تزايد عدد السكان وضيق الرقعة الزراعية في الوطن الأم، وكذلك بسبب الصراع الذي كثيرا ما قام به عامة الشعب والطبقة الحاكمة، أضف إلى ذلك ما كانت تتعرض له فينيقيا بين فترة وأخرى من غارات، كغارات الآشوريين و الفرس ثم الغارات اليونانية.
امتد نفوذ الفينيقيين إلى حدود برقة (قورينا) وأسسوا بعض المدن التجارية المهمة على ساحل ليبيا ( طرابلس ولبدة و صبراته) التي لعبت دوراً كبيراً في تاريخ ليبيا والشمال الإفريقي، وقد ازدهرت تجارتهم على الساحل الغربي من ليبيا وذلك لسهولة الوصول إلى أواسط إفريقيا الغنية بمنتجاتها المربحة كالذهب والأحجار النفيسة والعاج وخشب الأبنوس وكذلك الرقيق، وكانت أهم طرق القوافل تخرج من مدينة جرمة. ولهذا صارت تلك المدينة مركزا مهما تُجمع فيه منتجات أواسط إفريقيا التي تنقلها القوافل عبر الصحراء إلى المراكز الساحلية حيث تباع للفينيقيين مقابل المواد التي كانوا يجلبونها معهم، واستمر الجرمانيون مسيطرين على دواخل ليبيا لفترة جاوزت الألف سنة.
وفي حين دخل الفينيقيون و الإغريق في علاقات تجارية معهم، حاول الرومان إخضاع الجرمانيين بالقوة والسيطرة مباشرة على تجارة وسط إفريقيا عبر ليبيا، ولكنهم فشلوا في ذلك وفي النهاية وجدوا أنه من الأفضل مسالمة تلك القبيلة، واستمر وجود الفينيقيين وازداد نفوذهم في ليبيا وشمالا أفريقيا خاصة بعد تأسيس مدينة قرطاجنة في الربع الأخير من القرن التاسع قبل الميلاد (814 ق .م)، وصارت قرطاجنة أكبر قوة سياسية وتجارية في حوض البحر الابيض المتوسط الغربي، وتمتعت بفترة طويلة من الإستقرار السياسي والإزدهار الاقتصادي.
دخلت قرطاجنة بقيادة حنبعل (هنيبال) بعد ذلك في صراع مرير مع روما وكان الحسد والغيرة يملآن قلوب الرومان على ما وصلت إليه تلك المدينة الفينيقية من قوة وثراء وبدءوا يعملون ويخططون من أجل القضاء عليها وبعد سلسلة من الحروب المضنية تكبد فيها الطرفان الكثير من الأرواح والأموال، وهي الحروب التي عرفت في التاريخ بالحروب البونية ، استطاعت روما أن تحقق هدفها وأن تدمر قرطاجنة تدميرا شاملا وكان ذلك سنة (146 ق.م.) وآلت بذلك كل ممتلكات قرطاجنة بما فيها مدن ليبيا الثلاث (طرابلس، لبدة، وصبراته) إلى الدولة الرومانية .
اما السواحل الشرقية من ليبيا برقة (قورينا)، فكانت من نصيب المستعمرين الإغريق، ومثلت سواحل برقة أحد انسب المواقع التي يمكن أن ينشئ فيها المهاجرون الإغريق مستعمراتهم فهي لا تبعد كثيرا عن بلادهم، بالإضافة إلى ما كانوا يعرفونه من وفرة خيراتها وخصب أراضيها وغنى مراعيها بالماشية والأغنام.

العلاقة مع الاغريق

بدأ الإستعمار الإغريقي لإقليم قورينا (برقة) في القرن السابع قبل الميلاد عندما أسسوا مدينة قوريني (شحات) سنة 631 قبل الميلاد، وكان باتوس الأول هو أول ملك للمدينة، وقد توارثت أسرته الحكم في قوريني لفترة قرنين من الزمان تقريبا ولم يكن عدد المهاجرين الأوائل كبيرا إذ يقدره البعض بحوالي مائتي رجل. ولكن في عهد ثالث ملوك قوريني باتوس الثاني حضرت أعداد كبيرة من المهاجرين الإغريق واستقرت في الإقليم وقد أزعج هذا الأمر سكان ليبيا، فدخلوا في حرب مع الإغريق من أجل الدفاع عن وجودهم وأراضيهم التي طردوا منها والتي منحت للمهاجرين الجدد، وعلى الرغم من أن الأسرة التي أسسها باتوس الأول استمرت في حكم ليبيا زمناً طويلاً إلا انها لم تنعم بالإستقرار وذلك بسبب الهجمات المتتالية التي كانت القبائل الليبية تشنها على المستعمرات الإغريقية في المنطقة الساحلية لليبيا.
في عهد أركيسيلاوس الثاني رابع ملوك قوريني، ترك بعض الإغريق وعلى رأسهم أخو الملك مدينة قوريني ليؤسسوا بمساعدة الليبيين مدينة برقة (المرج)، ولما ازداد عدد المهاجرين الذين أتوا إلى مدينة قوريني، أرسلت تلك المدينة بعضا منهم لإنشاء بعض المواقع السكانية الجديدة على شواطىء ليبيا وكان ان أنشئت طوخيرة (توكرة)، كما أسست مدينة قوريني مستعمرة أخرى هي مدينة يوهسيبريديس (بنغازي) وميناء أبولونيا (سوسة)، كما أنشأت مدينة برقة (المرج) ميناء لها في موقع بطولوميس (طلميثه).
عندما احتل الفرس مصر، بعث ملك قوريني رسولاً إلى الملك الفارسي معلنا خضوع اقليم قورينا، واستمرت تبعية الإقليم لمصر وواليها الفارسي وان كانت في الغالب تبعية اسمية، وفي منتصف القرن الخامس قبل الميلاد (440 ق .م) قتل أركيسيلاوس الرابع، آخر ملوك أسرة باتوس ، في يوهسيبريديس (بنغازي)، وأصبحت قورينا تضم مدنا مستقلة عن بعضها البعض، وعلى الرغم من أن مدن الإقليم في هذه الفترة قد تمتعت بشيء من الازدهار الاقتصادي، الا انها عانت من الاضطرابات السياسية، فبالإضافة إلى ازدياد خطر هجمات القبائل الليبية، كانت تلك المدن تتصارع فيما بينها، كما عصفت بها الإنقسامات الداخلية.

تعليمية

العلاقة مع الرومان

غزا الإسكندر المقدوني مصر (332 ق .م.) واستولى البطالمة الذين خلفوه في حكم مصر على إقليم قورينا (332 ق .م.) إذ ساد شيء من الهدوء النسبي وأصبحت مدن الإقليم تعرف جميعا باسم بنتابوليس ، أي أرض المدن الخمس، فقد تكون اتحاد إقليمي يضم هذه المدن ويتمتع بالاستقلال الداخلي، وبقيت قورينا تحت الحكم البطلمي حتى أرغم على التنازل عنها لروما سنة (96 ق .م.) وصار الإقليم تحت رعاية مجلس الشيوخ وكان يٌكوّن مع كريت ولاية رومانية واحدة إلى أن فصلها الإمبراطور قلديانوسفي نهاية القرن الثالث الميلادي.
عند اعتراف الإمبراطور قسطنطين الأول بالمسيحية في النصف الأول من القرن الرابع الميلادي، نجد أن تلك الديانة كانت قد انتشرت في ليبيا، ولكن يجب ألا نفهم أن ذلك كان يعني القضاء على الوثنية، فقد تعايشت الديانتان جنبا إلى جنب فترة قاربت القرن ونصف القرن من الزمان حتى بعد أن جعل الإمبراطور ثيودوسيوس الأول المسيحيةالدين الرسمي والأوحد في الإمبراطورية في مرسوم أصدره سنة (392 م) وهذا أمر لا تختلف فيه ليبيا عن بقية أقاليم الدولة الرومانية. وكان أول أسقف لإقليم برقة بليبيا سجّله التاريخ شخصا يدعى آموناس، وحضر أساقفة من مدن البنتابوليس أول مؤتمر مسيحي عالمي، وهو المؤتمر الذي دعا إلى عقده الإمبراطور قسطنطين في مدينةنيقيا سنة (325 م) وكان الأسقف سينسيوس القوريني أهم شخصيات الفترة المسيحية في برقة، تولى أسقفية طلميثة وذهب إلى البلاط الإمبراطوري في القسطنطينية في عهد الإمبراطور أركاديوس ليعرض المشاكل التي كانت تواجه الإقليم والتي كان من أهمها الضرائب الثقيلة المفروضة على مدنه، وان المشكلة الرئيسية التي واجهت الإقليم في أيامه هي الدفاع ضد غزوات القبائل الليبية التي زادت حدتها بعد عام (332 م) ولما لم يكن في الإمكان الاعتماد على مساعدة الحكومة الإمبراطورية، قام المستعمرون سكان المدن والمناطق الريفية القريبة بتنظيم حرس محلي لصد هجمات قبائل ليبيا، وان الصورة التي يعطيها سينسيوس عن الأوضاع في الإقليم دفعت كثيرا من الدارسين إلى القول بأن الحياة في البنتابوليس قد خبت نهائيا في القرن الخامس الميلادي، ومع ذلك فإن الآثار القديمة تثبت أنه بينما كانت المدن تتضاءل ظل الريف محتفظا بحيوية ملحوظة لمدة قرنين من الزمان بعد ذلك.
ولم يكن الأمر يختلف بالنسبة لمدن الساحل الغربي لليبيا، فبعد زوال الأسرة السيفيرية في النصف الأول من القرن الثالث الميلادي سادت الإمبراطورية حالة من الفوضى والحروب الأهلية لمدة نصف قرن، بينما استطاعت الأقاليم الأخرى في الإمبراطورية استرداد أنفاسها بعد تلك الأزمة وعاد إليها شيء من الأمن والنظام، استمرت الاضطرابات تعصف بليبيا والشمال الإفريقي، الأمر الذي سهل وقوعه في أيدي الوندال ، حيث عبرت جموع الوندال إلى ليبيا وشمال أفريقيا حوالي سنة (430 م) واستولت على مدن إقليم طرابلس (ليبيا) التي عانت الكثير مما يلحقه الوندال عادة من خراب ودمار في كل مكان يحلون فيه، وعلى الرغم من أن الإمبراطورية الرومانية قد استعادت اقليم ليبيا في القرن السادس الميلادي في عهد الإمبراطور جستينيان عندما نجح قائده بلزاريوس من طرد الوندال، فإن ليبيا سواء في إقليم برقة أو في إقليم طرابلس، ظلت تعاني من آثار تلك الجروح العميقة التي خلفتها جحافل الوندال، وأصبحت ليبيا بأكملها مستعدة لاستقبال أي فاتح جديد يخلصها من حالة الفوضى والاضطراب والضعف، وفي هذه الأثناء لاحت في الأفق طلائع الفاتحين من العرب المسلمين، الذين جاءوا ليضعوا نهاية لذلك الوضع السيئ وليفتحوا صفحة جديدة في تاريخ ليبيا العربي الإسلامي.

الدولة الاسلامية

انتشر المسلمون العرب في كل أرجاء ليبيا واندمجوا مع السكان المحليين استطاع العرب بعد فترة وجيزة من قدومهم لليبيا أن يوطدوا أركان حكمهم وأن ينشروا الأمن في ربوعها، وبقيت ليبيا تابعة للخليفة في المشرق العربي حتى استقل إبراهيم بن الأغلب بولاية أفريقيا حوالي سنة(800 م) وأصبحت تبعيته للخلافة في المشرق العربي تبعية اسمية، وهو أمر يبدو أن الخليفة لم يعترض عليه كثيرا وذلك لأن الظروف السياسية في دولته المترامية الأطراف اقتضت اللامركزية في الحكم.
أسس ابن الأغلب أسرة ظلت تحكم ليبيا حتى قيام الدولة الفاطمية سنة (909-910 م) هذا بالنسبة للجزء الغربي من ليبيا، أما الجزء الشرقي من ليبيا فقد ظل في معظم الأحيان تابعا لولاية مصر.


الدولة الفاطمية وغزوة القبائل القيسية

في مطلع القرن العاشر الميلادي، كان دعاة الشيعة نشطين في ليبيا وشمال أفريقيا فجمعوا حولهم عددا كبيرا من الأعوان من الليبين الذين ثاروا على الحكاكم الاغلبي، واستطاعوا في (910 م) أن ينتزعوا تونس من الأغالبة، وعملوا على توطيد أركان حكمهم وأخذ أمراؤهم لقب خليفة، مُتَحَدِين بذلك الخليفة العباسي في بغداد، وفي سنة ( 969 م) نجح جوهر الصقلي قائد جيوش الخليفة العبيدي الفاطمي الرابع المعز لدين الله في أخذ مصر من الإخشيديين و ذلك في مايزيد عن مائة الف جندي من البربر، واختط مدينة القاهرة، التي أصبحت حاضرة الدولة الفاطمية التي انتقل إليها المعز لدين الله سنة (973 م) صحبة اعداد كبيرة من اعوانه من القبائل البربرية "الامر الذي احدث حالة من الاخلاء السكاني "وترك المعز بلكين بن زيري واليا على أفريقية (تونس الحالية و نواحي طرابلس )، وعلى الرغم من الود الذي ميز العلاقة بين الخليفة الفاطمي ونائبه على أفريقية في البداية، فإن ابن زيري وجد أن الترتيبات التي وضعها المعز لدين الله لولاية ليبيا غير مناسبة له، حيث جعل المعز لدين الله كل شؤون ولاية ليبيا المالية في أيدي موظفين يتبعونه مباشرة وهذا ما رفضه ابن زيري الذي ألقى القبض على عمال الخليفة وأرسل خطابا شديد اللهجة إلى المعز في القاهرة. مات المعز لدين الله قبل أن يتمكن من اتخاذ أي إجراء ضد ابن زيري. فخلفه العزيز الذي اعترف بالأمر الواقع وأقر ابن زيري على ولاية ليبيا التي أصبحت الآن تمتد حتى أجدابيا، وظلت الولاية في أيدي بني زيري حتى سنة (1145 م).
وفي عهد المعز بن باديس بن منصور (398-454 هـ/1008-1062 م) الذي حكم الشمال الأفريقي في الفترة 406-454 هـ/10161062 م، استقل عن الفاطميين فانتقم الخليفة الفاطمي من ابن زيري بارسال القبائل القيسية من بني هلال وبني سليم و من معهم من جموع القبائل العربية الاخرى والتي كان الفاطميون قد جلبوها من مواطنها في الجزيرة العربية و اسكنوها شرق النيل و دخلت تلك القبائل في موجات متتالية كانت اولى تلك الموجات المتكونة من بني هلال و جشم و المعقل كافية لهزيمة و الي أفريقية و من معه في معركة حيدران التاريخية واحتلوا القيروان وسوسة فتقهقر إلى المهدية ، كانت في حالة من الفوضى والضعف ثم تلى ذلك دخول موجة بني سليم و غطفان (فزارة ، و رواحة ) و التي استوطن اغلبها في ليبيا.
وقد حدث ان احتل النورمانديين مدينة طرابلس الا ان نجح الموحدون في طرد النورمانديين من طرابلس في عام (1158م)و بشكل عام فانه و بسبب سيطرة قبائل الاعراب على اغلب المناطق الليبية و لصعوبة السيطرة على هذه القبائل فانها كانت دائما محتفظة باستقلاليتها ولدى فمن المعروف تاريخيا ان السيطرة على مدينة طرابلس ((و التي كانت تتم في الغالب بمعاونة هذه القبائل ))لم تكن يوما كافية للسيطرة على الاراضي المكونة لليبيا الحالية،و قد بقي هذا الوضع حتى فترة الجهاد الليبي ضد الطليان و ما بعدها .
احتل الأسبان طرابلس سنة (1510م) وظلوا يحكمونها حتى سنة (1530م) عندما منحها شارل الخامس إمبراطور الإمبراطورية الرومانية لفرسان القديس يوحنا الذين صاروا يعرفون في ذلك الوقت بفرسان مالطا. وبقي الفرسان في طرابلس إحدى وعشرين سنة، ولم يكن الفرسان متحمسين كثيرا للاحتفاظ بطرابلس، فبالإضافة للعداء الذي أظهره الليبيون تجاههم لأنهم اعتبروهم عنصرا أجنبياً دخيلاً وأهم من ذلك أنهم أعداء في الدين، اعترض الفرسان على تلك المنحة التي تعني تقسيم قواتهم، كما أن المسافة التي تفصل مالطا عن طرابلس تعني تعذر العون في حالة أي هجوم.

الخلافة العثمانية

في سنة (1551 م)، وبعد الاستغاثات التي وجهها سكان ليبيا إلى السلطان العثماني، باعتباره خليفة للمسلمين، حضر سنان باشا ودرغوت باشا إلى طرابلس، ففرضا عليها حصارا دام أسبوعاً واحداً وانتهى بسقوط المدينة، وفي الواقع أن طرابلس لم تكن أبدا مركزا يستطيع فرسان القديس يوحنا الاحتفاظ به ضد أية مقاومة.
دخلت ليبيا منذ (1551 م) عهدا جديدا اتفق المؤرخون على تسميته ب العهد العثماني الأول والذي ينتهي (1711 م) عندما استقل أحمد باشا القره مانلي بزمام ولاية ليبيا .
وقد شمل الحكم العثماني كافة أقاليم ليبيا: طرابلس الغرب وبرقة وفزان، وكان يدير شؤونها وال (باشا) يعينه السلطان، ولكن لم يمض قرن من الزمان حتى بدأ الضعف يدب في أوصال الدولة العثمانية نتيجة تكالب الدول النصرانية الأوروبية على الولايات العثمانية، ودخول دولة الخلافة العثمانية عدة حروب في آن واحد، مع الروس واليونانيين والبلغار والرومان والأرمن واليوغسلاف والانجليز وعرب الجزيرة الذين تحالفوا مع الإنجليز وخسارتها الحرب العالمية الثانية، وأصبحت حكومة الخلافة عاجزة عن حماية ولاياتها وفرض النظام والتحكم في الولاة الذين صاروا ينصبون ويعزلون حسب نزوات الجند في جو مشحون بالمؤامرات والعنف. وفي كثير من الأحيان لم يبق الوالي في منصبه أكثر من عام واحد حتى أنه في الفترة ما بين سنة (1672 م-1711 م) تولى الحكم أربعة وعشرون واليا على ليبيا، ولقد مرت ليبيا بأوقات عصيبة عانى الليبييون فيها الويلات نتيجة لاضطراب الأمن وعدم الاستقرار.

الدولة القره مانلية

في سنة 1711م قاد أحمد القره مانلي ثورة شعبية أطاحت بالوالي العثماني، وكان أحمد هذا ضابطاً في الجيش العثماني فقرر تخليص ليبيا من الحكام الفاسدين ووضع حد للفوضى، ولما كان شعب ليبيا قد ضاق ذرعا بالحكم الصارم المستبد فقد رحب بأحمد القره مانلي الذي تعهد بحكم أفضل، وقد وافق السلطان على تعيينه باشا على ليبيا ومنحه قدرا كبيرا من الحكم الذاتي، ولكن القره مانليين كانوا يعتبرون حتى الشؤون الخارجية من اختصاصتهم، وكانت ليبيا تمتلك أسطولا بحرياً قويا مكنها من أن تتمتع بمكانة دولية مهيبة وأصبحت تنعم بنوع من الاستقلال.
أسس أحمد القره مانلي أسرة حاكمة استمرت في حكم ليبيا حتى (1835م) ويعتبر يوسف باشا القره مانليYusufKaramanli أبرز ولاة هذه الأسرة. كان يوسف باشا حاكما طموحا أكد سيادة ليبيا على مياهها الإقليمية وفرض الجزية (رسوم المرور) عبر مياه البحر الابيض المتوسط على كافة سفن الدول البحرية الأمريكيةوالأوروبية (بريطانيا و السويد و فرنسا و إيطاليا)، وفي سنة 1803م طالب بزيادة الرسوم على السفن الأمريكية تأمينا لسلامتها عند مرورها في مياه ليبيا والبحر المتوسطوعندما رفضت الولايات المتحدة النزول عند رغبة ليبيا، استولت البحرية الليبية على إحدى سفنها، الأمر الذي دفع حكومة أمريكا إلى الدخول في حرب مع ليبيا فيما عرف ب "حرب السنوات الاربع " وفرضت حصاراً على طرابلس وضربتها بالقنابل ولكن ليبيا استطاعت مقاومة ذ لك الحصار وأسرت البحرية الليبية إحدى أكبر السفن الحربية الأمريكية (فيلاديلفيا) آنذاك مع كامل بحارتها وجنودها في عام 1805م الأمر الذي جعل أمريكا ترضخ وتخضع في النهاية لمطالب ليبيا، وبذلك استطاع يوسف باشا أن يملأ خزائن ليبيا بالأموال التي كانت تدفعها الدول البحرية تأميناً لسلامة سفنها، وتركت هذه الحرب آثارها حتى الآن في البحرية الأمريكية حيث لازال نشيد مشاة البحرية يشير الي شواطئ طرابلس كما ان هناك قطعة حربية تسمى طرابلس ولكن يوسف باشا ما لبث أن أهمل شؤون ليبيا وانغمس في الملذات والترف ولجأ إلى الإستدانة من الدول الأوروبية.
كان السلطان العثماني قد بدأ يضيق بيوسف باشا وبتصرفاته في حكم ليبيا، خاصة عندما رفض يوسف مساعدة الدولة العثمانية في حربها ضد اليونانيين 1829م وفي هذه الأثناء قامت ضد القره مانليين ثورات عربية عارمة بقيادة الشيخ عبد الجليل سيف النصر شيخ قبائل اولاد سليمان و زعيم مناطق سرت و ورفلة و فزان و كذلك ثورة قبائل المحاميد الكبيرة في منطقة غرب و جنوب غرب طرابلس بزعامة الشيخ غومة بن خليفة المحمودي اللذين استقلا بحكم تلك الاقاليم . واشتد ضغط الدول الأوروبية على يوسف لتسديد ديونه، ولما كانت خزائنه خاوية فرض ضرائب جديدة، الأمر الذي ساء شعب ليبيا وأثار غضبه، وانتشر السخط وعمت الثورة كل ليبيا وأرغم يوسف باشا على الاستقالة تاركاً الحكم لابنه علي وكان ذلك سنة 1832م، ولكن الوضع في ليبيا كان قد بلغ درجة من السوء استحال معها الإصلاح.

وعلى الرغم من أن السلطان محمود الثاني ( 18081839) اعترف بعلي واليا على ليبيا فإن اهتمامه كان منصباً بصورة أكبر على كيفية المحافظة على ما تبقى من ممتلكات الدولة العثمانية خاصة بعد ضياع بلاد اليونان و الجزائر (1830 م). وبعد دراسة وافية للوضع في ليبيا (طرابلس) قرر السلطان التدخل مباشرة واعاد سلطته وحكمه على ليبيا، ففي 26 مايو1835 م وصل الأسطول التركي طرابلس والقي القبض على علي باشا ونقله إلى تركيا، وانتهى بذلك حكم القره مانليين في ليبيا وتفاءل الليبيون خيراً بعودة الأتراك العثمانيون ورأوا فيهم حماة لهم ضد مخاطر الفرنسيين في الجزائر و تونس ، وكذلك خطر الإنجليز الذين بدأ نفوذهم يتزايد في مصر والسودان، ولكن اتصال الدولة التركية بليبيا أصبح صعباً ومحفوفاً بالمخاطر نتيجة لوجود الإنجليز في مصر ، الأمر الذي أدى إلى ضعف الحكم التركي في ليبيا وجعل الليبيين يدركون أنه سيكون عليهم وحدهم عبء مواجهة وصد أي خطر خارجي.

الاحتلال الايطالي

كانت إيطاليا آخر الدول الأوروبية التي دخلت مجال التوسع الاستعماري. وكانت ليبيا عند نهاية القرن التاسع عشر، هي الجزء الوحيد من الوطن العربي في شمال أفريقيا الذي لم يتمكن الصليبيون الجدد من الاستيلاء عليه، ولقرب ليبيا من إيطاليا جعلها هدفا رئيسا من أهداف السياسة الاستعمارية الإيطالية، ولم يصعب على إيطاليا اختلاق الذرائع الواهية لاحتلال ليبيا فاعلنت الحرب على تركيا في 29 سبتمبر سنة 1911 م، وبدأت الحرب العثمانية الإيطالية واستطاعت الاستيلاء على طرابلس في 3 أكتوبر من السنة نفسها.
قاومت القوات الليبية و العثمانية الإيطاليين لفترة قصيرة، ولكن تركيا تنازلت عن ليبيا لإيطاليا بمقتضى المعاهدة التي أبرمت بين الدولتين في 18 أكتوبر 1912م (معاهدةاوشئ)، وأدرك الليبيون الآن أن عليهم أن ينظموا صفوفهم ويتولوا بأنفسهم أمر المقاومة والجهاد ضد المستعمر، وقد اشتدت مقاومة الليبيين للقوات الإيطالية مما حال دون تجاوز سيطرة الإيطاليين المدن الساحلية، ولما دخلت إيطاليا الحرب العالمية الأولى 1915 م انضم أحمد الشريف ، الذي كان يتولى قيادة المقاومة ضد الغزو الإيطالي في برقة، إلى جانب تركيا ضد الحلفاء، ولكن بعد هزيمة قواته تنازل عن الزعامة لإدريس السنوسي وقاد الجهاد نيابة عنه في منطقة الجبل الاخضر المجاهد عمر المختار و عدد من مشائخ القبائل العربية مثل صالح الاطيوش و عبد السلام الكزة. وفي المنطقةالوسطى قاد الجهاد مجموعة من مشائخ القبائل امثال حمد سيف النصر . اما في المنطقة الغربية فقد قاد الجهاد مجموعمة من الزعماء و المشائخ منهم رمضان السويحلي و احمد المريض ومحمد سوف المحمودي و سليمان الباروني و عبد النبي بلخير ومحمد بن عبد الله البوسيفي .

الحرب العالمية الثانية

وعندما قامت الحرب العالمية الثانية، رآها الليبيون فرصة يجب استغلالها من أجل تحرير ليبيا، فلما دخلت إيطاليا الحرب 1940 م انضم الليبيون إلى جانب صفوف الحلفاء، بعد أن تعهدت بريطانيا صراحة بأنه عندما تضع الحرب أوزارها فإن ليبيا لن تعود بأي حال من الأحوال تحت السيطرة الإيطالية. و قد تحالف السنوسية مع البريطانيين مكونيين الجيش السنوسي من أبناء القبائل بزعامة ادريس السنوسي و دخلوا مع القوات البريطانية اقليم برقة من مصر حيث كانوا فارين من وجه الطليان ، حيث تم اعلان ادريس السنوسي اميرا على برقة .
و كذلك دخل الشيخ حمد سيف النصر بمن معه من القبائل صحبة القوات الفرنسية التي دخلت عن طريق مناطق السودان الأوسط (تشاد) و اعلن الشيخ حمد اميرا على فزان .
كانت الشكوك تساور الليبيين في نوايا بريطانيا بعد انتهاء الحرب، واتضحت هذه النوايا بعد هزيمة إيطاليا الفاشية وسقوط كل من بنغازي وطرابلس في أيدي القوات البريطانية. كان هدف بريطانيا المتماشي مع سياستها المعهودة (فرق تسد)، هو الفصل بين إقليمي برقة وطرابلس ومنح فزان لفرنسا، وكذلك العمل على غرس بذور الفرقة بين أبناء ليبيا وبينما رأى الليبيون أنه بهزيمة إيطاليا سنة 1943م يجب أن تكون السيادة على ليبيا لأهلها، الا ان الإنجليز والفرنسيين رفضوا ذلك وصمموا على حكم ليبيا حتى تتم التسوية مع إيطاليا.
أصبحت هاتان الدولتان تتحكمان في مصير ليبيا ضد رغبات الشعب الليبي، وبعد كثير من المفاوضات، تم بفضل الله الاتفاق على منح برقة استقلالها الذي اعترف به الإنجليز على الفور، وكان ذلك في أول يونيو 1949م ولكن هذا الإجراء الذي كانت غايته تقسيم ليبيا وتهدئة الليبيين وإلهائهم عن قضيتهم لم يُسكت صوت أحرار ليبيا الذين استمروا في المطالبة بحقوقهم واستعادة حريتهم، هذا الإصرار من جانب شعب ليبيا ضمن لقضية ليبيا مكاناً في جداول أعمال المؤتمرات التي عقدتها الدول الكبرى بعد الحرب العالمية الثانية كما نقل الليبيون قضيتهم إلى الأمم المتحدة.

استقلال ليبيا

في هذه الأثناء كانت الدوائر الاستعمارية تدبر المكائد وتحيك المؤامرات على مستقبل ليبيا، فقد اتفقت بريطانيا و إيطاليا في 10 مارس1949 م على مشروع (بيفن سيفورزا) الخاص بليبيا الذي يقضي بفرض الوصاية الإيطالية على طرابلس والوصاية البريطانية على برقة والوصاية الفرنسية على فزان، على أن تمنح ليبيا الاستقلال بعد عشر سنوات من تاريخ الموافقة على مشروع الوصاية، وقد وافقت عليه اللجنة المختصة في الأمم المتحدة في يوم 13 مايو1949 م وقُدم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للإقتراع عليه، ولكن المشروع باء بالفشل لحصوله على عدد قليل من الأصوات المؤيدة، نتيجة للمفاوضات المضنية لحشد الدعم لإستقلال ليبيا التي قام بها وفد من احرار ومناضلي ليبيا للمطالبة بوحدة واستقلال ليبيا، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 289 في 21/11/1949 م الذي يقضي بمنح ليبيا استقلالها في موعد لا يتجاوز الأول من يناير 1952 م، وكُوِنت لجنة لتعمل على تنفيذ قرار الأمم المتحدة ولتبذل قصارى جهدها من أجل تحقيق وحدة ليبيا ونقل السلطة إلى حكومة ليبية مستقلة.
وفي شهر أكتوبر 1950م تكونت جمعية تأسيسية من ستين عضواً يمثل كل إقليم من أقاليم ليبيا الثلاثة (عشرون عضواً) وفي 25 نوفمبر من السنة نفسها اجتمعت الجمعية التأسيسية برئاسة مفتي طرابلس لتقرر شكل الدولة، وعلى الرغم من اعتراض ممثلي طرابلس على النظام الإتحادي فقد تم الإتفاق، وكلفت الجمعية التأسيسية لجنة لصياغة الدستور، فقامت تلك اللجنة بدراسة النظم الإتحادية المختلفة في العالم وقدمت تقريرها إلى الجمعية التأسيسية في سبتمبر 1951 م وكانت قد تكونت حكومات إقليمية مؤقتة بليبيا، وفي 29 مارس1951م أعلنت الجمعية التأسيسية عن تشكيل حكومة اتحادية لليبيا مؤقتة في طرابلس برئاسة السيد محمود المنتصر، وفي يوم 12/10/1951 م، نقلت إلى الحكومة الإتحادية والحكومات الإقليمية السلطة كاملة ما عدا ما يتعلق بأمور الدفاع والشؤون الخارجية والمالية، فالسلطات المالية نقلت إلى حكومة ليبيا الاتحادية في 15/12/1951 م، وأعقب ذلك فق 24 ديسمبر1951 م إعلان الدستور واختيار ادريس السنوسي ملكا ل المملكة الليبية المتحدة بنظام فيدرالي يضم ثلاثة ولايات (طرابلس، برقة، فزان). ولكن على الرغم من كل ما قامت به بعض الدوائر الاستعمارية بعد 1951 م من أجل الإبقاء على ليبيا مقسمة وضعيفة تحت ذلك النظام الإتحادي، فإن شعب ليبيا عبر ممثليه المنتخبين قاموا في 26 أبريل1963م بتعديل دستورهم وأسسوا دولة ليبيا الموحدة وأزالوا جميع العقبات التي كانت تحول دون وحدة ليبيا تخت اسم المملكة الليبية وعاصمتها طرابلس.

ثورة الفاتح من سبتمبر

وفي الاول من سبتمبر 1969 م قام مجموعة من الظباط الشبان من ذوي الرتب الصغيرة وبقيادة الملازم معمر القذافي بتحرك ضد النظام الملكي والقيام ب ثورة الفاتح من سبتمبر واعلنوا الجمهورية العربية الليبية.

اعلان قيام سلطة الشعب

في 2 مارس 1977 تم الاعلان عن قيام الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية وتحويل النظام السياسي من النظام الجمهوري إلى النظام الجماهيري بمؤتمرات شعبية تقرر ولجان شعبية تنفذ.




التصنيفات
بلدان ومدن

كل ما تود معرفته عن بلدان العالم هنا .

تعليمية**السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته **تعليمية

اهلا بكم اعضاء و زوار منتديات خنشلة التعليمية .
من هذا الموضوع سوف نبدا بوضع تعريفات و صور مختلفة لبلدان و مدن من شتى اقطار العالم .
لنعرف بها الناس و نتعرف نحن عليها .
تعليمية
اتمنى التفاعل مع الموضوع .
و ان شاء الله انا كل يوم احدد البلد الذي سوف نتحدث عنه في هذا اليوم .
و شكرا لكم .

تعليمية

تعليميةفي امان http://www.gulfup.com/gfiles/12546948009.gif




بـــــــــــانتظارك شهد

و سنتفاعل معك ان شااء الله

مشكورة




اليوم سنتحدث عن بلادنا الجزائر … قوية … امنة .
يمكنكم من الان وضع صور لها و لولاياتها و التعريف بها ان اردتم . لمزيد من المعرفة .




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي شهد وكل الأعضاء الكرام اردت ان أتكلم اليوم عن ولاية من ولايات الجزائر الحبيبة وهي ولاية الشلف سأبدأ بتعريفها:
ولاية الشلف 02 عاصمة المدينة الشلف الدوائر 13 عدد البلديات 35 المساحة الكلية 4791 كلم2 (الرتبة 29) عدد السكان 000 100 1 (المرتبة 8) 2022 الكثافة السكانية 179.23 س/كلم2 ولاية منذ 1962 الوالي السيد محمد جماع رئيس المجلس الشعبي الولائي محمد مومنة (2007/2012) الميزانية
لمحة تاريخية

تعليمية تعليمية
وسط مدينة الشلف

تعليمية تعليمية
مدينة الشلف في عهد الاستعمار الفرنسي

تعليمية تعليمية
مدينة الشلف في عهد الاستعمار الفرنسي 1830-1962

بمجرّد وجودها في منطقة عبور، حيث تلتقي مؤثّرات وسط و غرب البلاد. قدّمت الولاية أهميّة إستراتيجية و اقتصادية طوال تاريخ الجزائر. عمّرت منطقة شلف منذ القدم كما الآثار المختلفة لفترات ما قبل التاريخ. تأكّد قدم التعمير البربري بداية من النيوليتيك. اسّست منطقة تنس (KERTEN) في القرن الثامن عشر قبل الميلاد كنقطة تجارية.
تاثّرت النّاحية السساحلية و السهول بالنّفود القرطاجي في القرن الثالث قبل الميلاد في الوقت الذي كانت فيه الولاية في أقصى حدود المملكات الامازيغية و الماسيلية، واقعة تحت سيطرة الواحد تلو الآخر، و هذا حتّى توحيد نوميديا من طرف ماسينيسا.

  • في 33 قبل الميلاد، و قبل السيطرة المباشرة على المنطقة قام الرّومان مع القيصرأغسطس أكتاف بتأسيس مستوطنة في تنس بمساعدة جنود الفرقة الثانية الرّومانية.
  • مع جوبا ، أصبحت ولاية شلف مصدرا فلاحيّا مهمّا لموريطانيا القيصرية. كانت السيطرة الرّومانية تظمّ السّاحل و السّهول لكنّ القبائل الجبلية للدّهرة و الونشريس حافظت على استقلالها.
  • كانت مدينة شلف مقرّا عسكريّا لمراقبة هذه القبائل المتمرّدة و قد بنيت في قلب المدينة كنيسة في القرن الثالث بعد الميلاد مع المطران سان ريباراتي.
  • في القرن الخامس و السادس بعد الميلاد كانت الولاية تعتبر أهمّ جزء مكوّن للمملكة الامازيغية للورشنيس (الجدّار). مع بداية الفتحات الإسلامية، سيطر المسلمون على المنطقة بين 675 و 682 بعد الميلاد (53 – 62 هـ) تحت قيادة أبو المهاجر دينار.
  • أصبحت تنس جمهورية مستقلّة مع قدوم مولاي بن عبد الله و حميد العبد من قبيلة السّواد، العربية و هذا حتّى احتلالها من طرف الإسبان ثمّ تحريرها من طرف الاخوة الأتراك عرّوج و خير الدّين في 1517.
  • خلال الفترة التّركية، خضعت المنطقة و قسّمت إلى عدّة دوائر (دار السّلطان لتنس و السّاحل، بايلك الجهة الشرقية و الغربية مع خليفة شلف).
  • القرن 15م يشهد مجيء قبيلة أولاد قصير إلى منطقة الأصنام. ينتسب أولاد قصير إلى حمو ألقصيري و هم من أصل قرشي مخزومي حكوا هده المنطقة دون منازع من القرن 15م حتى مجيء الاستعمار الفرنسي إلي المنطقة عام 1843م.

أصبح أولاد قصير خلال هده المرحلة من أقوى و أغنى القبائل لحد إعلان عام 1774م تمرد دام سنوات ضد باي وهران. كانوا ممن بايع الأمير عبد القادر ليصبحوا ضمن الأغا ليك الشرقي في التنظيم العسكري للأمير. بعد هزيمة الأمير انتزعت منهم أراضيهم و التي قدرت بحوالي 400.000 هكتار لم يرد منها إلا القليل على شكل عقود شخصية لبعض كبار أولاد قصير. آخر قائد أولاد قصير هو عدة بن فوداد الذي أصبح فيما بعد عضو المجلس البلدي لي Orléansville عام 1861م .

  • بعد 1830 خضعت المنطقة للاحتلال الفرنسي و هذا رغم المقاومة التي قام بها الأمير عبد القادر في السّهول و التي مثّلها الشريف محمّد بن عبد الله المدعو بومعزة في الدّهرة و الورشنيس. عرفت شعوب المنطقة عدّة مجازر قام بها قياد الاستعمار منهم (سان أرنو، بيليسي، كافانياك …) بتدخين كهوف الدّهرة. هذه المشاهد خلّدت بفضل الّلوحات الزّيتية للمستعمرين.
  • خلال ثورة 1 نوفمبر 1954 ، كانت المنطقة تنتمي إلى الولاية الرابعة و قد ساهمت في تحرير البلاد و استقلالها.
  • الموقع الجغرافي

    تقع ولاية شلف شمال غرب الجزائر و تتربع و لاية الشلف على مساحة 4791 كلم 2 يتوزع عليها 837.372 ساكن على الكلومتر المربع الواحد ، حوالي 60 % من هذه النسبة الإجمالية شباب أقل من 24 . سنة يحدعا من شمال البحر المتوسط و من الجنوب و لاية تسيمسيلت ( بلديات الأزهرية – الأربعاء – بوقايد) أما من الناحية الشرقية كل من و لايتي تيبازة و عين الدفلى و من الناحية الغربية و لاية غليزان .
    التضاريس

    و تتربع هذه الولاية على 35بلدية و 13 دائرة بأربع مناطق جغرافية و طبيعية متميزة في الشمال مرتفعات الظهرة و زكار في الجنوب جبال الونشريس و في الوسط السهول الخصبة بالإضافة إلى الشريط الساحلي و الذي يقدر بـ 120 كلم 2.
    القطاع الفلاحي

    و يغلب على الولاية الطابع الفلاحي حيث المساحة الصالحة للزراعة تقدر بــ161834 هكتار ، 11.62 % منها أراضي مسقية و 40.04 أراضي غابية ، و تتركز الفلاحة خاصة على زراعة الحبوب من قمح الفلاحة خاصة على زراعة الحبوب من قمح صلب و لين و شعير و اللكلآ بنسبة 70 % من الإنتاج الفلاحي .
    الري و الثروة المائية

    و على مستوى قطاع الري ، فإن الولاية تملك سدين تقدر طاقتهما بـ 418.000.000 متر مكعب و الكلمية التي تشغيل خلال السنة تقدر بـ 43477544 متر مكعب و استهلاك الماء في المناطق الحضرية يقدر بـ 70 لتر في اليوم الواحد أما في المناطق الريفية فتقدر كمية الاستهلاك بـ 30 لتر للمواطن الواحد .
    أما المجال الصناعي فتضم الولاية 24 مؤسسة صناعية موفرة لـ 4524 منصب عمل منها تسعة مؤسسات عمومية بـ 3367 منصب عمل ،ن و بالنسبة للأشغال العمومية تعد المؤسسات الموجودة على تراب الولاية 14 مؤسسة كلها تستوعب 1598 منصب .
    المناخ

    مناخ الولاية عموما متوسطي ذو رطوبة عالية في النّاحية الشّمالية و قارّيّ في النّاحية الجنوبيّة.
    [عدل] الجيولوجيا

    تقع ولاية شلف في منظقة زلزالية تمتدّ من منطقة الأعاصير إلى تركيا. ضربت ولاية الشلف العديد من الزلازل المدمرة عبر التاريخ كان آخرها في القرن العشرين في الأعوام

  • 1922
  • 1934
  • أدى الزلزال الذي ضرب الولاية عام 1954 إلى وفاة 1657 شخصاً [1]
  • 10 أكتوبر 1980 ضرب زلزالان متتاليان الولاية بقوة 7.3 و 6.3 سلم ريشتر على الترتيب وقد أدى هذا الزلزالان إلى وفاة أكثر من 3000 مواطن وتهديم البنية التحتية للمدينة وأعلنت الحكومة الجزائرية عن الولاية منطقة منكوبة.[1]

سكان ولاية الشلف

تعليمية تعليمية
تقاطع شارع الشيخ ابن باديس (1) و شارع أول نوفمبر (2)

تطور النمو الديموغرافي ولاية الشلف بين 1998 و 2010 1998 2004 2008 2010 858.695 989.978 1.100.000
تعليمية تعليمية
وسط مدينة الشلف و الطريق الوطني


تنقسم ولاية شلف إلى 35 بلدية و 13 دائرة.
الدوائر والبلديات التي تكوّنها

تعليمية تعليمية
كلية العلوم جامعة الشلف UHBC’

بلديات ولاية الشلف

أبو الحسن،عين مران، بنايرية، بني بوعتاب ، بني حواء، بني راشد، بوقادير، بوزغاية، بريرة، الشطية، الشلف، داهرة، الحجاج، الكريمية، المرسى، حرشون، الهرانفة، لبيض مجاجة، مصدق، واد الفضة، واد قوسين، واد سلى، أولاد عبّاس، أولاد بن عبد القادر، أولاد فارس، ام الدروع، سنجاص، سيدي عبد الرحمان، سيدي عكاشة، الصبحة، تاجنة، تلاعصة، تاوقريت، تنس، الزبوجة.
تعليمية تعليمية
كلية الحقوق جامعة الشلف’

تأثير ولاية الشلف في اثراء الحضارة العربية

الولاية ساهمت بشكل كبير في إثراء الحضارة العربية الإسلامية بكتابات و مجلّدات العلماء و نذكر منهم : إبراهيم ابن يخلف بن عبد السّلام أبو عشاق التنسي – محمّد ابن عبد الجليل – أبو عبد الله التنسي – سيدي محمّد بن أبهلول – علي المجّاجي(940-1002 هجري) و مجّاجي عبد الرّحمان المجّاجي.
الرياضة في ولاية الشلف

كرة القدم

هي اللعبة الأكثر شعبية في الولاية و ذلك لوجود فريق يشارك في دوري الدرجة الأول الجزائري لكرة القدم، لديه قاعدة شعبية كبيرة داخل و خارج الولاية و هو فريق (أولمبي الشلف).
تعريف بفريق أولمبي الشلف: أسس فريق جمعية الشلف (أو أولمبي الشلف) في 13 جوان 1947 و من بين مؤسسيه أمحمد زروقي و هو أحد أوائل لاعبي الفريق و كذا بلقاسم الهواري و بن جلول محمد بن نوران لتصبح الجمعية بذلك نادي رسمي لكرة القدم، و من أهم ما حققته الجمعية كأس الجزائر سنة 2022 و كذا المركز الثاني في البطولة الوطنية كما أنها في السنوات الأخيرة تتأهل إلى بطولات قارية عديدة.
العاب القوى

تعد الشلف بارزة في هذا النوع من الرياضات أيضا، و أفضل دليل على ذلك هو العداء الجزائري المشهور نور الديـن مورسـلي الذي فاز بعدة ألقاب دولية و عدة ميداليات أولمبية.
نور الديـن مورسـلي: هو عداء جزائري ولد بمدينة تنس في ولاية الشلف في 28/02/1970، و للتعرف عليه أكثر الرجاء الضغط على الوصلة نور الديـن مورسـلي
وهذه بعض صور المنطقة:
تعليمية
تعليمية
تعليمية

أتمنى الردود




شكرا لك اخي محمد الامين على التعريف بهذه الولاية .
مزيدا من التالق و النجاح ان شاء الله .




ان شاء الله لكن نريد من باقي الأعضاء المشاركة وبالتعريف بولايات أخرى من الجزائر حبي وفؤادي




شكـــــــــــرا شهد و محمد

بارك الله فيكما