التصنيفات
القران الكريم

آداب الأمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لالشيخ عطية سالم رحمه الله ||-القران وعلوم

تعليمية تعليمية

آداب الأمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لالشيخ عطية سالم رحمه الله

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [الحجرات:1]، أي: لما تقولون ولما تتقدمون به، عليم بما تفعلون وعليم بما تقدمتم به، والله تعالى أعلم.

تأتي الآية الكريمة بعدها بأدب آخر في حق النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نبهنا سابقاً على أن السورة في مجملها سورة الآداب آداب مع الله آداب مع رسول الله آداب مع نبي الله آداب في حضرته آداب في غيبته آداب معه كربِّ أسرة في حجراته ثم بعد ذلك آداب مع الجماعة الإسلامية، وطوائف المسلمين، ثم آداب الأفراد في حد ذاتهم على ما سيأتي بيانه إن شاء الله؛ فالآية الأولى في بيان الآداب مع الله ورسوله من حيث التشريع والاتباع.
النداء الثاني في الآية الثانية { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ } [الحجرات:2].
في الآية الأولى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ } [الحجرات:1]، فوصفه صلى الله عليه وسلم بالرسالة، وفي الآية الثانية وصفه بالنبوة: { لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ } [الحجرات:2].
والحكمة أنه في الموقف الأول عُطِف الرسول على الله سبحانه وتعالى في مجال التشريع وهو منهل واحد، لأنه لا ينطق عن الهوى وإنما يأخذ عن الله، وهذا بجانب الرسالة؛ لأنه يأتي برسالة للأمة، أما الموقف الثاني فهو النبوة، وهو تكريم لشخصه صلى الله عليه وسلم بصفته نبياً بأدبين كريمين: الأول: النهي عن رفع الصوت فوق صوت النبي حتى ولو كان بقراءة القرآن في مجلسه، أو بندائه ودعائه، بل يغض الصوت فلا يرفع صوته على صوت النبي، فلو كان يتحدث بينهم لا يكون صوت أحدهم أرفع من صوت رسول الله، وهذا غاية في الأدب؛ لأن من يرفع صوته عند غيره لا يكون مؤدياً كل واجبات الأدب بل يكون مخلاً بالأدب والاحترام، ونحن نعلم أو نرى المجالس ذات المستويات العالية فلا نجد إنساناً مهما كانت مكانته يرفع صوته على كبير المجلس، وهكذا يأمر الله سبحانه وتعالى الأمة أن تتأدب مع رسول الله في نوعية المحادثة وكيفيتها.

نوع الحديث الذي يطرق مع الرسول صلى الله عليه وسلم :

ثم يأتي الأدب الثاني: { وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ } [الحجرات:2]، يظن بعض الناس أنهما شيءٌ واحد، ولكن الحقيقة أنهما أمران مختلفان، فالأول: في رفع الصوت من حيث هو، ولو كان بتلاوة القرآن، والثاني: نوعية الحديث ما هي؟ حديث أدبي، ديني، اقتصادي، عائلي، ما هو الموضوع؟ { وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ } ، أي: لا تجعلوا أحاديثكم مع رسول الله في الأمور التي تجعلونها بين أنفسكم في خلواتكم؛ لأن الإنسان مع صديقه وزميله قد يتحدث في أمور يستحي أن يجهر بها ويعلنها عند من هم أكبر منه سناً، أو منزلة.
فمثلاً: الأولاد فيما بينهم يتحدثون في أمور بيتهم أو شخصياتهم، فإذا دخل أبوهم غيروا مجرى الحديث، لأنهم لا يريدون أن يسمع الأب ذلك الحديث.
لو كان إنسان في دور الخطوبة والزواج، وجلس مع زملائه الذين سبقوه بالزواج يتحدثون عن آداب الزواج وكيفية المعاشرة وشيء من ذلك، فإذا دخل عليهم رجل كبير ولو لم يكن أب واحد منهم غيروا مجرى الحديث؛ لأن هذا الحديث ينبغي أن يكون سراً وليس جهراً.
إذاً فالمعنى: اجعلوا حديثكم مع رسول الله على مستوى عال من مكارم أخلاق، والتعلم في الدين، والاسترشاد في أمور الدنيا، وليس مما تنزلون بمستواه إلى ما لا تحبون أن يسمعه من هو أعلى منكم سناً أو مرتبة.
ويذكر علماء التفسير أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه كان قادماً إلى بيت رسول الله، فسمع وهو على الباب قبل أن يستأذن امرأة تشتكي من زوجها فيما يكون من شأن الفراش بين الزوجين، فنادى خالد بن سعيد أبا بكر من عند الباب: يا أبا بكر ! ألا تنهى هذه عما تجهر به عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لأن الجهر بمثل ذلك لا يليق بالمستوى، مع أنه صلى الله عليه وسلم هو المشرع وهو المرجع في كل صغيرة وكبيرة، ولكن لكل مقام مقال.
أيضاً: المرأة التي سألت رسول الله: يا رسول الله! هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ فغطت أم سلمة وجهها وقالت: فضحت النساء عند رسول الله؛ سلي بعض زوجاته تسأل لك رسول الله، أي: كيف تجاهرين بهذا مباشرة مع رسول الله؛ لأن الحديث سيأتي بصورة ذهنية عما ذكرته المرأة، فيتصور الإنسان بمخيلته امرأة في فراشها ترى ما يرى الرجل، وهذه الصورة يتأبّى عنها كل أديب وكل ذي خلق كريم، لكنها أدخلتها على ذهنه إجباراً عليه، ومن هنا قالت أم سلمة : فضحت النساء.
هل نهرها صلى الله عليه وسلم؟ لا، لأن عليه البيان، فقال: ( نعم، إن هي رأت الماء ).
هذا أمر تشريعي، أم سلمة استحت منه، ولكن لضرورة التشريع لابد منه، لكن إذا لم يكن الأمر مما يستدعي ذلك، وأرادوا الحديث فلا ينبغي هذا.
ومما جاء أيضاً: أن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلم في حجرتي، وكان مضطجعاً وفخذه باد، فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على حالته، ثم استأذن عمر فأذن له وهو على حالته، ثم استأذن عثمان فاعتدل وغطى فخذه وأذن له.
تقول عائشة رضي الله تعالى عنه: فلما خرجوا قلت: يا رسول الله استأذن عليك أبي فأذنت له وأنت على حالك، واستأذنك عمر فأذنت له وأنت على حالك، واستأذنك عثمان فنهضت وسترت فخذك، فلماذا؟ فقال: ( ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة )، هذه ناحية، الجواب الثاني وهو عملي، قال: ( إن عثمان رجل حيي وإني خشيت أن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إلي في حاجته ).
انظروا إلى هذا الحال.
الرسول مع أبي بكر و عمر لكن لما علم من عثمان شدة حيائه خشي أن يرى عثمان ذلك فلا يطلب ولا يسأل حاجته، وربما ينصرف، فقابله بما يمكن أن يكون وسيلة أو طريقة لما يصل بها عثمان إلى حاجته.
إذاً: الأقوال أو المجالس أو الأحاديث تتفاوت، ولكل مقام مقال.

لا يجوز التقدم على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم :

فالآية الثانية أدب الأمة مع رسول الله كنبي صلوات الله وسلامه عليه في شخصيته وذاته بعدم رفع الصوت، وبعدم الجهر له بالقول، وإذا كان الأمر كذلك في حياته صلوات الله وسلامه عليه؛ فإننا نأتي إلى التطبيق العملي، من إجماع المسلمين من أن الآيتين يجب تطبيقهما بعد مماته كما طبقتا في حياته صلى الله عليه وسلم.
فالآية الأولى: { لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ } [الحجرات:1]، فلا يجوز التقدم عليه بشيء، والرسول صلى الله عليه وسلم قد قال: ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما )، كذلك لا ينبغي لأحد أن يتقدم على سنة رسول الله التي هي مسطَّرة بأيدي العلماء، وموجودة في سجل السنة المشهورة عند الجميع، فلكأنه صلى الله عليه وسلم حيٌ بين أظهرنا بوجود الكتاب والسنة.
وهنا أيضاً: { لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ } [الحجرات:2]، نهى عمر رضي الله تعالى عنه عن رفع الصوت في مسجد رسول الله حتى لا يقع من يرفع صوته في نطاق الآية الكريمة، وسَمِع رجلين يتحدثان في المسجد النبوي بصوت مرتفع، فقال: عليّ بهذين، فأُتي بهما ترعد فرائصهما، فنظر إليهما فقال: أغريبان أنتما، قالا: بلى، من أهل الطائف.
قال: لو كنتما من أهل هذه البلدة لأوجعتكما ضرباً، أترفعان أصواتكما عند رسول الله؟ وهذا بعد موته صلى الله عليه وسلم.
وكان التحديث سابقاً إذا كثر الطلاب وكان الصوت محدوداً أن يُوقف رجال على منتهى الصوت فيسمعون من المحدث ما يقول ويجهرون به ويسمعون من خلفهم، وهكذا ويتم نقل الحديث عن طريق المبلغين كما كان الحال في المبلِّغة المؤذن يرفع صوته بتكبيرات الإمام لكي يُسمع من في مؤخرة المسجد، فقيل لـ مالك : اتخذ مبلغين فإن الحلقة قد زادت، ومن في آخر الحلقة لا يسمع منك؟ فقال: أخشى أن أدخل في قوله سبحانه: { لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ } [الحجرات:2]، مع أن ابن عبد البر بوب في كتابه جامع بيان العلم وفضله: جواز رفع الصوت بالعلم، وذكر قضية إسباغ الوضوء، ونداؤه صلى الله عليه وسلم بأعلى صوته، وبعض الأدلة الأخرى.
الذي يهمنا أن هاتين الآيتين محكمتين إلى اليوم، ويجب تطبيقهما عملياً، سواء من جانب الرسالة أو من جانب النبوة.
ولهذا اتفق العلماء على أن من أراد أن يسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي إلى الحجرة الشريفة ويستقبل الوجه الكريم، وأن يسلم بصوت ليس فيه ارتفاع وليس همساً بحيث يسمع نفسه، أو يسمع من بجواره، ولا يرفع صوته على صوت رسول الله، ويقول مالك رحمه الله: من ظن أن وفاة رسول الله تنقص منه قدر شعرة فقد كفر بما أنزل على محمد لأن الله سبحانه يخبر عن الشهداء بأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، وما الشهداء جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها إلا حسنة من حسنات رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء، وأن الأنبياء أحياء في قبورهم، ولكنهم في حياة برزخية لا يرتقي العقل إلى كيفيتها، ولا إلى إدراك كنهها، كما قال تعالى: { عِنْدَ رَبِّهِمْ } [آل عمران:169]، والذي عند ربنا ليس عندنا، ولا نستطيع أن نتصور أي شيء من ذلك.
وعليه فالآيتان محكمتان مطبقتان، ويجب الالتزام بهما إلى اليوم وإلى ما شاء الله، وبالله تعالى التوفيق.

حبوط الأعمال برفع الصوت عند النبي صلى الله عليه وسلم :

قال الله تعالى: { أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ } [الحجرات:2]، العمل لا يحبطه إلا الردة عياذاً بالله، فمن ارتد عن الإسلام حبط عمله، كما قال الله: { لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ } [الزمر:65]، وحاشاه أن يشرك، ولكن هذا خطاب للأمة في شخصيته.
فيقول العلماء: مجرد رفع الصوت عند رسول الله لا يحبط العمل، وقد كان ثابت بن قيس وهو خطيب رسول الله ثقيل السمع فكان يرفع صوته عند رسول الله، وله قصة وذلك أنه لما نزلت الآية دخل بيته وقال لزوجته: سمري علي الباب لقد كنت أرفع صوتي عند رسول الله، فقد حبط عملي وأنا من أهل النار، فافتقده رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد يومين، فسأل عنه، فقال جار له: أنا آتيك بخبره، فدخل عليه: يا ثابت أين أنت؟ قد افتقدك رسول الله، لماذا غبت عنه؟ قال: ألم تعلم ما أنزل الله في رفع الصوت عند رسول الله، وأنا رجل جهوري الصوت قد حبط عملي وأنا من أهل النار.
فعاد الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بالجواب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بل هو من أهل الجنة ).
فلما أخبره قال: اكسر الباب، وخرج وأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم واستشهد وكان من أهل الجنة.
فيقول العلماء: إحباط العمل بأن يرفع صوته وهو يرى أن لنفسه حقاً، أو يرى لنفسه ما يستوجب ذلك، ولربما خطر بباله شيءٌ في شخصية رسول الله بأن يرفع صوته عنده بلا مبالاة، فيكون عندها إحباط العمل.
(وأنتم لا تشعرون): بذلك لأنه أمرٌ خفي ودقيق جداً، ولهذا يقول سبحانه: { لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ } [الحجرات:2]، بما عساه أن يخطر ببال الواحد منكم في حق رسول الله.
وقد سأل رجلٌ مالكاً رحمه الله وقال: أريد أن أحرم من هذا المسجد -والرسول صلى الله عليه وسلم أحرم من ذي الحليفة- فقال له مالك : لا تفعل.
قال: لماذا؟ قال: أخشى عليك الفتنة.
قال: وأي فتنة، إنما هي خطوات أزيدها على ميقات رسول الله.
قال: أخشى أن يخطر في بالك أنك زدت خطوات لم يخطها رسول الله في إحرامه، فتظن أن إحرامك خير من إحرام رسول الله فتفتن في دينك.
وهكذا دقة الملاحظة أيها الإخوة، وبالله تعالى التوفيق.

الكتاب : تفسير سورة الحجرات
المؤلف : عطية بن محمد سالم (المتوفى : 1420
المصدر : المكتبة الشاملة
__________________

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




التصنيفات
القران الكريم

[جمع] سدرة المنتهى ||||

تعليمية تعليمية

[جمع] سدرة المنتهى

قال تعالى:{ ثم دنا فتدلى* فكان قاب قوسين أو أدنى* فأوحى الى عبده ما أوحى* ما كذب الفؤاد ما رأى* أفتمارونه على ما يرى* ولقد رءاه نزلة أخرى* عند سدرة المنتهى* عندها جنة المأوى* اذ يغشى السدرة ما يغشى* ما زاغ البصر وما طغى* لقد رأى من آيات ربه الكبرى}. النجم 8-18.

أي: عند سدرة المنتهى التي هي في السماء السابعة قرب العرش .

قال المفسرون: والسِدرة شجرة النَّبق تنبع من أصلها الأنهار، وهي عن يمين العرش، وسميت سدرة المنتهى لأنه ينتهي إِليها علم الخلائق وجيمع الملائكة، ولا يعلم أحدٌ ما وراءها إِلا الله جل وعلا وفي الحديث (ثم صُعد بي إلى السماء السابعة، ورفعت إِليَّ سدرة المنتهى، فإِذا نبقها – أي ثمرها – مثل قلال هجر، وإِذا أوراقها كآذان الفِيلة ..) .

والتفسير البغوي:

عند سدرة المنتهى "، وعلى قول ابن عباس معنى: ((نزلة أخرى)) هو أنه كانت للنبي صلى الله عليه وسلم عرجات في تلك الليلة لمسألة التخفيف من أعداد الصلوات، فيكون لكل عرجة نزلة، فرأى ربه في بعضها، وروينا عنه: (( أنه رأى ربه بفؤاده مرتين )). وعنه: (( أنه رأى بعينه ))، قوله: (( عند سدرة المنتهى )) روينا عن عبد الله بن مسعود قال: لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى إلى سدرة المنتهى وهي في السماء إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها، قال تعالى: (( عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ))، قال: فراش من ذهب. وروينا في حديث المعراج: (( ثم صعد بي إلى السماء السابعة فإذا أنا بإبراهيم عليه السلام فسلمت عليه، ثم رفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة )). ((والسدرة)) شجر النبق، وقيل لها: سدرة المنتهى لأنه إليها ينتهي علم الخلق. قال هلال بن [يساف]: سأل ابن عباس كعباً عن سدرة المنتهى وأنا حاضر، فقال كعب: إنها سدرة في أصل العرش على رؤوس حملة العرش وإليها ينتهي علم الخلائق، وما خلفها غيب لا يعلمه إلا الله. أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرني ابن فنجويه حدثنا ابن شيبة حدثنا المسوحي ، حدثنا عبيد بن يعيش، حدثنا يونس بن بكير ، أخبرنا محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جدته أسماء بنت أبي بكر قالت:" سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر سدرة المنتهى، قال: يسير الراكب في ظل الفنن منها مائة عام ويستظل في الفنن منها مائة ألف راكب، فيها فراش من ذهب، كأن ثمرها القلال ". وقال مقاتل : هي شجرة تحمل الحلي والحلل والثمار من جميع الألوان، لو أن ورقة وضعت منها في الأرض لأضاءت لأهل الأرض، وهي طوبى التي ذكرها الله تعالى في سورة الرعد.

والتفسير الطبري:

حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن سَهْل , قَالَ : ثنا حَجَّاج , قَالَ : ثنا أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ , عَنِ الرَّبِيع بْن أَنَس , عَنْ أَبِي الْعَالِيَة الرِّيَاحِيّ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَوْ غَيْره " شَكَّ أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ " قَالَ : لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَهَى إِلَى السِّدْرَة , فَقِيلَ لَهُ : هَذِهِ السِّدْرَة يَنْتَهِي إِلَيْهَا كُلّ أَحَد خَلَا مِنْ أُمَّتك عَلَى سُنَّتك , فَإِذَا هِيَ شَجَرَة يَخْرُج مِنْ أَصْلهَا أَنْهَار مِنْ مَاء غَيْر آسِن , وَأَنْهَار مِنْ لَبَن لَمْ يَتَغَيَّر طَعْمُهُ , وَأَنْهَار مِنْ خَمْر لَذَّة لِلشَّارِبِينَ , وَأَنْهَار مِنْ عَسَل مُصَفَّى , وَهِيَ شَجَرَة يَسِير الرَّاكِب فِي ظِلّهَا سَبْعِينَ عَامًا لَا يَقْطَعهَا , وَالْوَرَقَة مِنْهَا تُغَطِّي الْأُمَّة كُلّهَا

والتفسير ابن كثير:

وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا مَالِك بْن مِغْوَل حَدَّثَنَا الزُّبَيْر بْن عَدِيّ عَنْ طَلْحَة عَنْ مُرَّة عَنْ عَبْد اللَّه هُوَ اِبْن مَسْعُود قَالَ لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اُنْتُهِيَ بِهِ إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهَى وَهِيَ فِي السَّمَاء السَّابِعَة إِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُعْرَج بِهِ مِنْ الْأَرْض فَيُقْبَض مِنْهَا وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يَهْبِط بِهِ مِنْ فَوْقهَا فَيُقْبَض مِنْهَا" إِذْ يَغْشَى السِّدْرَة مَا يَغْشَى " قَالَ فِرَاش مِنْ ذَهَبٍ قَالَ وَأُعْطِيَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثًا : أُعْطِيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ وَأُعْطِيَ خَوَاتِيم سُورَة الْبَقَرَة وَغُفِرَ لِمَنْ لَا يُشْرِك بِاَللَّهِ شَيْئًا مِنْ أُمَّته الْمُقْحِمَات. اِنْفَرَدَ بِهِ مُسْلِم وَقَالَ أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ عَنْ الرَّبِيع عَنْ أَبِي الْعَالِيَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَوْ غَيْره – شَكَّ أَبُو جَعْفَر – قَالَ : لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِنْتَهَى إِلَى السِّدْرَة فَقِيلَ لَهُ إِنَّ هَذِهِ السِّدْرَة فَغَشِيَهَا نُور الْخَلَّاق وَغَشِيَتْهَا الْمَلَائِكَة مِثْل الْغِرْبَان حِين يَقَعْنَ عَلَى الشَّجَر وَقَالَ فَكَلَّمَهُ عِنْد ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ سَلْ . وَقَالَ اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد " إِذْ يَغْشَى السِّدْرَة مَا يَغْشَى " قَالَ كَانَ أَغْصَان السِّدْرَة لُؤْلُؤًا وَيَاقُوتًا وَزَبَرْجَدًا فَرَآهَا مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأَى رَبّه بِقَلْبِهِ وَقَالَ اِبْن زَيْد قِيلَ يَا رَسُول اللَّه أَيَّ شَيْء رَأَيْت يَغْشَى تِلْكَ السِّدْرَة ؟ قَالَ " رَأَيْت يَغْشَاهَا فِرَاش مِنْ ذَهَبٍ وَرَأَيْت عَلَى كُلّ وَرَقَة مِنْ وَرَقهَا مَلَكًا قَائِمًا يُسَبِّح اللَّه عَزَّ وَجَلَّ .

هذا والله تعالى أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً .


منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




بارك الله فيكي
وجزاكي الخير المديد




اللهم أجرنا من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع
اللهم متعنا بالقرآن وأكرمنا بالغفران
وجعله الله في ميزان حسناتك




التصنيفات
القران الكريم

القُرْآنُ يَهْدِي للَّتي هِيَ أقْوَم

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها المؤمنون اتقوا الله حق التقوى.
عباد الله قال الله جل وعلا في محكم كتابه (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ الذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) [الإسراء:9]. يقول الله جل وعلا (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ) الذي أنزلته، الذي هو وحيي على محمد صَلَّى الله عليه وسلم، الذي حمله جبريل وسمعه من كلامي فبلغه محمد صَلَّى الله عليه وسلم، (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) هو هاد يدل ويرشد إلى أقوم الطرائق وأقوم السبل إلى أقوم الصُّرط إلى أقوم السبل التي من أراد أن يسلكها فإنه على نجاة ومن خالف ذلك فإنه ابتغى من ليست بطريق قويمة.
أيها المؤمنون: إن الله جل جلاله أقام الحجة بهذا القرآن أقام الحجة على العباد بهذا القرآن، وإنها لحجة عَظيمة عظيمة، وإن استخف بها الأكثرون ولم يرعها حقها أكثر الناس، (وَمَا أَكَثَر النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) [يوسف:103]، إن هذا القرآن بين أيدينا، إن هذا القرآن بين أظهرنا، إن هذا القرآن هو الذي أُنزل على النبي صَلَّى الله عليه وسلم بين أيدينا اليوم كما كان بين أيدي الصحابة إذْ كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حيا بين أظهرهم وبعد وفاته عليه الصلاة والسلام؛ ولكن أولئك الأقوام أخذوا بهداية القرآن، أخذوا بأن القرآن يهدي للتي هي أقوم، ولم يتخذوا القرآن مهجورا في العلم به وفي العمل.
إن هذا القرآن أخذه سلف هذه الأمة أخذوه ليأخذوا منه كل خير، ليأخذوا منه ما أمر الله به وما نهى، ليأخذوا منه ما أوجب الله جل وعلا فيه وما حرم، ليأخذوا منه ما أخبر الله به من أمور الغيبيات فيعتقدوا ذلك ويدعوا الناس لذلك (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) (يَهْدِي) يدل ويرشد (لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) من السبل.
ففي مجال العقيدة ففي أمر الله الأعظم؛ ألا وهو أن يعبد الله وحده لا شريك ليؤخذ القرآن وهو يهدي للتي هي أقوم، وغيره يهدي للضلالة، يهدي لطريق ملتبسة، يهدي لطريق ظُلمة يهدي لطريق معها الخسار في الدنيا والآخرة.
فالله جل وعلا هدانا بين لنا وأرشد في هذا القرآن العظيم أنَّ حقه جل وعلا أن يعبد وحده لا شريك له (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ(65)بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) [الزمر:65-66]، هذا بيان الله لنبي صَلَّى الله عليه وسلم بأنه إن عبد مع الله غيره أو أشرك مع الله جل وعلا أحدا إنْ أشرك مع الله أحدا ليحبطن عمله وهو -عليه الصلاة والسلام- وهو النبي المكرم الذي ما من عمل صالح إلا أتاه ولكن إذا طرأ على عمل العبد الصالح الشرك الأكبر بالله جل وعلا حبط العمل (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا) [الفرقان:23]، فهدى الله الناس للتي هي أقوم، فبين في هذا القرآن أنّ العبد وإن كان من أهل الصلاة، وإن كان من أهل الزكاة، وإن كان قائما بالأركان والواجبات، وفاعلا ما فعل من الجهاد ومن أعظم القربات عند الله لكن كان عمله على الشرك ليس هو بخير من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم الذي قال الله له (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ)؛ لأن حق الله أعظم؛ لأن حق الله أجل ومن الناس من لم يهتد بهداية القرآن، فظن أن للبشر مقاما ظن أن للبشر مقاما لو أشركوا بالله لو أشركوا بالله وعبدوا غيره فإنهم لن يخرجوا من هذا الدين أو لن تحبط أعمالهم، فاعتقدوا في بعض الناس ممن يشركوا بالله اعتقدوا فيهم ما اعتقدوا، ورفعوهم مقامات، مع أنهم مشركون حصل منهم الشرك بالله.
وهذا نبيُّ الله هدانا الله جل وعلا به للتي هي أقوم، وبالقرآن للتي هي أقوم، وفيه أن من عمل الشرك ليحبطن عمله ولو كان أصلح الصالحين، ولو كان نبيا من الأنبياء؛ لكن العِبرة أن من البشر من يعظم حق البشر، ولا ينظر إلى عظم المعصية، لا ينظر إلى عظم حق الله جل وعلا، وأن من أشرك بالله جل وعلا، فإنه صادق عليه قوله جل وعلا (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) فلا يُغتر إذن بعبادة عابد، ولا جهاد مجاهد ولا دعوة داع، إذا كان قائما على الشرك بالله، إذا كان لا يعرف الطاغوت؛ لا يعرف الطاغوت من التوحيد، لا يعرف الشرك من الحق، لا يعرف عبادة الله وحده، وأنها الحق وأن عبادة عيره هي الباطل، ذلك بأن الله هو الحق، وأن ما يدعون من دونه الباطل، وأن الله هو العلي الكبير.
تذكر هذه الهداية وليكن وزنك للناس وللفئات وللجماعات وللدول ولكل ما ترى على هذا المقياس العظيم الذي هدانا الله به للتي هي أقوم بقوله جل وعلا لنبيه (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ) مهما كان عليه من الأمر فهو من الخاسرين في الدنيا ومن الخاسرين في الآخرة.
هدانا الله أيها المؤمنون بهذا القرآن إن كانت لنا قلوب تعي، وإن كانت لنا أفئدة تعي هدانا الله بهذا القرآن أنَّ طاعة الرسول واجبة وأن طاعته من طاعة الله، فأمر الله رسوله بأن يبلغ الدين فبلغنا محمد صَلَّى الله عليه وسلم أوامر الله وبلغنا نواهيه، بهذا القرآن وبسنة العدنان عليه الصلاة والسلام؛ ولكن من الناس من لم يقبل هذه الهداية دُلَّ وأُرشد وبين له وأقيمت عليه الحجة ويسمع القرآن ويعي معناه وليس ثَم شبهة في فهم المعنى عند؛ ولكنه مع ذلك لا يقبل هذه الهداية للتي هي أقوم، أو بعضهم يقبلها؛ ولكن لا يعمل بها، فله نصيب ممن اتخذوا هذا القرآن مهجورا، أمر الله بالصلوات، وأمر بالصدقة والزكاة، وأمر بأركان الإسلام، وأمر بأداء الأمانات، ونهى عن الغش، ونهى عن الغرر، ونهى عن أكل أموال الناس بالباطل، ونهى عن الظلم؛ ظلم الناس في أعراضهم وفي أولادهم وفي أموالهم وفي أنفسهم، وأمر الله جل وعلا بحفظ العقول، وأمر الله جل وعلا بالعدل والإحسان، وكل ذلك من الهداية للتي هي أقوم، فأمر الله بالعبادات بالتي هي أقوم، وبلغها رسوله، وأمر الله بالمعاملة بالتي هي أقوم، وبلغها رسوله عليه الصلاة والسلام، ومن ذلك مما بلغ عليه الصلاة والسلام أنّ الله جل جلاله حرّم الربا وأمر بالعدل، وحرّم الغرر وأمر بأداء الحقوق، وحرّم الرشوة وأمر بالعدل بين الناس بالتساوي في الفرص وفيما يستحقون، وأمر الله جل وعلا بالمعاملات بأن تكون المعاملات على خير وألا يرتكب فيها ما نهى الله، بيّن رسوله أن كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط، فضعُف بعض المسلمين في الإيمان وتركوا هداية القرآن وأخذوا بالربا الذي يمارسه الكفرة، وأخذوا بالغرر الذي يمارسه الكفرة، وأخذوا بأنواع المعاملات استجلبوها من ببلاد الكفر، من طرائقهم في البيع والشراء وأكثرها محرّم لما يشتمل عليه من الظلم والغرر وأكل أموال الناس بالباطل.
والنبي صَلَّى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه نهى عن الغرر، قال العلماء: النهي يدل على الفساد، فكل معاملة اشتملت على غرر فهي عاملة فاسدة، كذلك البيوع، كذلك أنواع المعاملات التي تشتمل على شروط باطلة، فإن هذه الشروط إذا كان العقد في أصله صحيحا إنّ هذه الشروط باطلة، وإن أحق الشروط أن يوفى به ما أذِن الله جل وعلا به وما أمر به، وكل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط.
وانظر ترى ما حل المسلمين من أنواع ظلم بعضهم بعضا في الأموال، وأكثر الناس لا يشعر بذلك.
فالله جل جلاله هدى بهذا القرآن للتي هي أقوم، والله جل جلاله هدى وبين وأرشد ما يجب أن يُتَّبع في أمور العقيدة وفي أمور المعاملة وفي أمور العبادة؛ لكن هل يأخذ في ذلك المسلمون؟ أم أنهم يترددون وتضعف أنفسهم أمام ما يأتيهم من من الغرب أو الشرق، أمام الشبه وأمام الشهوات.
هدى الله في هذا القرآن المؤمنين لما به تصح قلوبهم وتطيب أرواحهم، فتكون عباداتهم خاشعة، وتكون صلتهم بالله قائمة على تعظيمه وتبجيله، هدى الله المؤمنين إلى سبب ذلك وإلى أسباب ذلك، ومنها غض البصر على المحرمات والبعد عن الزنى وما يقرب إليه، فأبى كثير من المؤمنين ذلك فلم يغضوا البصر عن ما حرم الله،لم يغضوا البصر عن الشهوات عن شهوات النساء، وأطلقوا أبصارهم ولذلك تجد أنت صلاة أكثرهم ليست بخاشعة، وأن أنسه بالله ليس كاملا؛ بل إن أنسه بالله ضعيف ضعيف؛ لأن الصورة إذا اشتغل القلب بها وأنست بها العين حلت بالقلب فإنها تضعف التعلق بالله (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ) [النور:30]، فمن أراد الزكاة، من أراد تزكية النفس، قد أفلح من زكاها، من أراد الفلاح بالتزكية فليبعد وليبعد عن رؤية النساء، وعن إطلاق البصر في الشهوات، فإن غض البصر به يورث النور في القلب، وإن النور في القلب نور الإيمان ونور العلم ونور العمل سبيله غض البصر، والطريق إليه أن تغض البصر تعظيما لله جل وعلا، والله حرم الزنى وحرم الوسائل إليه (وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) [الإسراء:32].
ومن قُرْب الزنى أن يستأنس المرء برؤية الصور المحرمة سواء كانت صورا لنساء تعرض في التلفاز أو تُعرض في الأفلام أو نحو ذلك، أو كانت صورا على الطبيعة، فإنه لا فرق في التأثر بين هذا وهذا؛ لأن الأثر في القلب واحد، فالصورة صورة والتعلق بها يُذهب نور الإيمان من القلب ويُذهب الأنس بالله (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)، (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ الذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ) إنها بشارة للذين يعملون الصالحات، للذين أخلصوا وتابعوا محمدا صَلَّى الله عليه وسلم في العمل وأخذوا بهداية القرآن فلهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
هدانا الله بهذا القرآن لأداء الحقوق وللبعد عن شرب الخمور، هدانا الله بهذا القرآن للتعاون على البر والتقوى وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هدانا الله بهذا القرآن لاتباع السنة وطاعة الله ورسوله، هدانا الله في هذا القرآن للتحبيب لطرق نيل الجنة، هدانا الله ودل وأرشد إلى ما به نتباعد من النار، هدانا الله غلى ما به تجفوا نفوسنا وتطيب أرواحنا؛ ولكن الشأن في المسلمين هل يأخذوا بهداية القرآن وبما بينه النبي صَلَّى الله عليه وسلم، أم أنهم يسترسلون مع الشهوات (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ رَبِّي ارْجِعُونِ(99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)[المؤمنون:99-100].
أيها المؤمن إن المسألة خطيرة، إن مسألة الحياة ليست بالسهلة، ففكر فكر فإن الحياة ميدان خطير، والآخرة هي عمرك الباقي الطويل الذي لا انقطاع له، فإن آثرت هذه الدنيا على الآخرة فلست بذي لب ولست بعاقل ولا تعرف مصلحة نفسك، ثم تَأمل تأمل فيما به نجاتك يوم القيامة، وأَدِمِ النظر والتدبر بهذا القرآن وأطع الله ورسوله فإن في ذلك الفوز والنجاة.
اللهم أجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه.
اللهم اجعلنا ممن قبل وعمل بهداية القرآن، ولا تجعلنا من المعرضين، ولا الجاهلين، ولا الغافلين،نعوذ بك من الغفلة، ونعوذ بك من الجهل، وأنت أرحم الراحمين وأجود الأجودين وأكرم الأكرمين .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم (وَالْعَصْرِ((1)إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ((2)إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3))[العصر].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المؤمنين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
خطبة جمعة لفظيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ




بارك الله فيك




التصنيفات
القران الكريم

[فتاوى] ما حكم الاستناد على المصحف عند الكتابة ؟لابن عثيمين ||||

تعليمية تعليمية

[فتاوى] ما حكم الاستناد على المصحف عند الكتابة ؟لابن عثيمين

وسُئلَ فضيلة الشَّيخ ابن عُثيمين -رحمه الله- أيضًا:
ما حكم الاستناد على المصحف عند الكتابة ؟فأجاب بقوله:
الاستناد -يعني: الاتِّكاء- على المصحف عند الكتابة لا بأس به، إذا لم
يُقصد بذلك الإهانة، والغالب أنَّ الكاتب لا يقصد الإهانة، لكنْ: خيرٌ مِن
ذلك: أنْ يجعل المصحفَ أمامَه بينَ يدَيْه، ويكتب عليه، إذا كان يريد أن
ينقلَ مِنَ المصحف شيئًا، أمَّا إذا كان يريد أنْ يكون المصحفُ مُتَّكَأً
للورقة الَّتي يكتب عليها؛ فإننا نقول: لا تفعلْ؛ لأنَّ في هذا استخدامًا
للمصحف قدْ يكون مشتملاً على شيء من الإهانة، وليأتِ الإنسان بشيءٍ آخر
يتَّكئ [عليه] عند الكتابة.

المصـدر: فتاوى نور على الدَّرب، ب221، 8:43.

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
القران الكريم

[شرح] شرح آيات من سورة التوبة للشيخ محمد أمين الشنقيطي رحمه الله ||||

تعليمية تعليمية

[شرح] شرح آيات من سورة التوبة للشيخ محمد أمين الشنقيطي رحمه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شرح آيات من سورة التوبة للشيخ محمد أمين الشنقيطي رحمه الله

الملفات المرفقة تعليمية tawba25-27.rm‏ (1.68 ميجابايت) تعليمية tawba28.rm‏ (2.59 ميجابايت) تعليمية tawba29.rm‏ (1.69 ميجابايت)

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




شكرا
شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا
شكرا شكرا
شكرا
مـشكـور
مــشكــور
مـــشكـــور
مــــشكــــور
مـــــشكـــــور
مــــــشكــــــور
مـــــــشكـــــــور
مــــــــشكــــــــور
مـــــــــشكـــــــــور
مــــــــــشكــــــــــور
مـــــــــــشكـــــــــــ ور
مــــــــــــشكــــــــــ ــور
مـــــــــــــشكـــــــــ ــــور
مــــــــــــــشكــــــــ ــــــور
مـــــــــــــــشكـــــــ ــــــــور
مــــــــــــــــشكــــــ ــــــــــ ور
مـــــــــــــــــشكـــــ ــــــــــ ــور
مـــــــــــــــــشكـــــ ــــــــــ ــور
مــــــــــــــــشكــــــ ــــــــــ ور
مـــــــــــــــشكـــــــ ــــــــو
مــــــــــــــشكــــــــ ــــــور
مـــــــــــــشكـــــــــ ــــور
مــــــــــــشكــــــــــ ــور
مـــــــــــشكـــــــــــ ور
مــــــــــشكــــــــــور
مـــــــــشكـــــــــور
مــــــــشكــــــــور
مـــــــشكـــــــور
مــــــشكــــــور
مـــــشكـــــور
مــــشكــــور
مـــشكـــور
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــ¤©§¤°حلوو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــــــــ¤©§¤°حلوووو°¤§ ©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ¤© §¤°حلوووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــ—–ـــــــــــ ــــــــ ¤©§¤°حلوووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ¤©§¤ °حلوووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ¤©§¤°حلوووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ¤©§¤°حلو ووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ¤©§¤°ح لو ووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ¤©§¤°حلو ووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ¤©§¤°حلو ووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ¤©§¤°حلوووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ¤©§¤ °حلوووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ ¤©§¤°حلوووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ¤© §¤°حلوووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــــــــــ¤©§¤°حلوووو°¤§ ©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــــــــــ ـــ¤©§¤°حلوو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــ¤©§¤°حلو و°¤§©
مشكوووووووووووووووووووووو ر
مشكوووووووووووووووور
مشكووووووووووور




التصنيفات
القران الكريم

[شرح] زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِي

تعليمية تعليمية

[شرح] زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و مغفرته
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ
وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ(ال عمران 14)
قال ابن كثير

يخبر تعالى عما زُيِّن للناس في هذه الحياة الدنيا من أنواع الملاذ من النساء والبنين، فبدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أشد، كما ثبت في الصحيح أنه، عليه السلام، قال (1) مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرُّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّساء". فأما إذا كان القصد بهن الإعفاف وكثرة الأولاد، فهذا مطلوب مرغوب فيه مندوب إليه، كما وردت الأحاديث بالترغيب في التزويج والاستكثار منه، "وإنَّ خَيْرَ هَذه الأمَّةِ كَانَ أكْثرهَا نسَاءً" (2) وقوله، عليه السلام (3) الدُّنْيَا مَتَاع، وخَيْرُ مَتَاعِهَا المرْأةُ الصَّالحةُ، إنْ نَظَرَ إلَيْها سَرَّتْهُ، وإنْ أَمَرَهَا أَطَاعَتْه، وإنْ غَابَ عَنْها حَفِظْتُه في نَفْسهَا وَمَالِهِ" (4) وقوله في الحديث الآخر: "حُبِّبَ إلَيَّ النِّسَاءُ والطِّيبُ (5) وجُعلَتْ قُرة عَيْني فِي الصَّلاةِ" (6) وقالت عائشة، رضي الله عنها: لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء إلا الخيل، وفي رواية: من الخيل إلا النساء (7) .

وحب البنين تارة يكون للتفاخر والزينة فهو داخل في هذا، وتارة يكون لتكثير النسل، وتكثير أمة محمد صلى الله عليه وسلم ممن يعبد الله وحده لا شريك له، فهذا محمود ممدوح، كما ثبت في الحديث: "تَزَوَّجُوا الوَدُودَ الوَلُودَ، فَإنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأمَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ" 8

وحب المال -كذلك-تارة يكون للفخر والخيلاء والتكبر على الضعفاء، والتجبر على الفقراء، فهذا مذموم، وتارة يكون للنفقة في القربات وصلة الأرحام والقرابات ووجوه البر والطاعات، فهذا ممدوح محمود (9) عليه شرعًا.

وقد اختلف المفسرون في مقدار القنطار على أقوال، وحاصلها: أنه المال الجزيل، كما قاله الضحاك وغيره، وقيل: ألف دينار. وقيل: ألف ومائتا دينار. وقيل: اثنا عشر ألفا. وقيل: أربعون ألفا. وقيل: ستون ألفا وقيل: سبعون ألفا. وقيل: ثمانون ألفا. وقيل غير ذلك.

وقد قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الصمد، حدثنا (10) حماد، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "القِنْطَارُ اثْنَا عَشَرَ ألْف أوقيَّةٍ، كُلُّ أوقِيَّةٍ خَيْر مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ والأرْضِ".

وقد رواه ابن ماجة، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حماد ابن سلمة، به. وقد رواه ابن جرير عن بُنْدار، عن ابن مهدي، عن حماد بن زيد، عن عاصم -هو ابن بَهْدَلة-عن أبي صالح، عن أبي هريرة (11) موقوفا، وهذا أصح. وهكذا رواه ابن جرير عن معاذ بن جبل وابن عمر. وحكاه ابن أبي حاتم، عن أبي هريرة وأبي الدرداء، أنهم قالوا: القنطار ألف ومائتا أوقية.

ثم قال ابن جرير: حدثني زكريا بن يحيى الضرير، حدثنا شبابة، حدثنا مَخْلَد بن عبد الواحد، عن علي بن زيد، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن زِرّ بن حُبَيْش عن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "القِنْطَارُ ألْفُ أوقِيَّةٍ ومائَتَا أوقِيَّةٍ" (12) .
وهذا حديث منكر أيضًا، والأقربُ أن يكون موقوفا على أبي بن كعب، كغيره من الصحابة. وقد روى ابن مَرْدُويَه، من طريق موسى بن عُبَيْدة الرَبَذِي (13) عن محمد بن إبراهيم عن يحنَّش (14) أبي موسى، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأ مائة آيةٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، ومَنْ قَرَأ مِائَةَ آيةٍ إِلَى ألْف أصْبَح لَهُ قِنْطار مِنْ أجْرٍ عندَ الله، القِنْطارُ مِنْهُ مِثلُ الجبَلِ العَظِيمِ". ورواه وَكِيع، عن موسى بن عُبَيدة، بمعناه (15) وقال الحاكم في مستدركه: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عيسى بن زيد اللخمي بتنِّيس (16) حدثنا عَمْرو (17) بن أبي سلمة، حدثنا زهير بن محمد، حدثنا حُمَيد الطويل، ورجل آخر، عن أنس بن مالك قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله، عز وجل: { وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ } قال: القِنْطَارُ ألفا أُوقِيَّةٍ". صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، هكذا رواه الحاكم 18 .
وقد رواه ابن أبي حاتم بلفظ آخر فقال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الرَّقِّي، حدثنا عمرو ابن أبي سلمة، حدثنا زهير -يعني ابن محمد-حدثنا حميد الطويل ورجل آخر قد سماه-يعني يزيد الرَّقَاشي-عن أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: قنطار، يعني: ألف دينار". وهكذا [رواه] (19) ابن مَرْدُويه، ورواه (20) الطبراني، عن عبد الله بن محمد بن أبي مريم، عن عَمْرو بن أبي سلمة، فذكر بإسناده مثله سواء (21) .
وروى ابن جرير عن الحسن البصري مرسلا عنه وموقوفا عليه: القنطار ألف ومائتا دينار. وكذا (22) رواه العَوْفي عن ابن عباس.
وقال الضحاك: من العرب من يقول: القنطار ألف دينار. ومنهم من يقول: اثنا عشر ألفا.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا عارِم، عن حَمّاد، عن سعيد الجُرَيرِي (23) عن أبي نضْرة، عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، قال: [القنطار] (24) ملء مَسْك الثور ذهبا.
قال أبو محمد: ورواه محمد بن موسى الحرشي، عن حماد بن زيد، مرفوعا. والموقوف أصح (25) .
وحب الخيل على ثلاثة أقسام، تارة يكون ربطَها أصحابُها معدَّة لسبيل الله تعالى، متى احتاجوا إليها غزَوا عليها، فهؤلاء يثابون. وتارة تربط فخرا ونواء لأهل الإسلام، فهذه على صاحبها وزْر. وتارة للتعفف واقتناء نسلها. ولم يَنْسَ حق الله في رقابها، فهذه لصاحبها ستْر، كما سيأتي الحديث بذلك [إن شاء الله تعالى] (26) عند قوله تعالى: { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ] (27) } [ الأنفال : 60 ].
وأما { الْمُسَوَّمَةِ } فعن ابن عباس، رضي الله عنهما: المسومة الراعية، والمُطَهَّمة الحسَان، وكذا روي عن مجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وعبد الرحمن بن عبد الله 28 بن أبْزَى، والسُّدِّي، والربيع بن أنس، وأبي سِنَان وغيرهم.
وقال مكحول: المسومة: الغُرَّة والتحجيل. وقيل غير ذلك.
وقد قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الحميد بن جعفر، عن (29) يزيد بن أبي حبيب، عن سُوَيْد بن قيس، عن معاوية بن حُدَيج، عن أبي ذر، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليسَ مِنْ فَرَسٍ عَرَبِي إلا يُؤذَنُ لَهُ مَعَ كُلِّ فَجْر يَدْعُو بِدَعْوَتَيْنِ، يَقُولُ: اللَّهُمَّ إنَّكَ خَوَّلْتَنِي مِنْ خَوَّلْتَني من(30) بَنِي آدَم، فاجْعَلنِي مِنْ أحَبِّ مَالِهِ وأهْلِهِ إليه، أوْ أحَب أهْلِه ومالِهِ إليهِ" (31) .وقوله: { وَالأنْعَامِ } يعني: الإبل والبقر والغنم { وَالْحَرْث } يعني: الأرض (32) المتخذة للغِرَاس والزراعة (33) .
قال الإمام أحمد: حدثنا رَوْح بن عبادة، حدثنا أبو نعامة العدوي، عن مسلم بن بُدَيل (34) عن إياسِ بن زهير، عن سُويد بن هُبَيرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خَيْرُ مَالِ امرئ لَهُ مُهْرة مَأمُورة، أو سِكَّة مَأبُورة" (35) المأمورة الكثيرة النسل، والسّكَّة: النخل المصطف، والمأبورة: الملقحة.
ثم قال تعالى: { ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } أي: إنما هذا زهرة الحياة الدنيا وزينتها الفانية الزائلة { وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ } أي: حسن المرجع والثواب.
وقد قال ابن جرير: حدثنا ابن حميد، حدثنا جرير، عن عطاء، عن أبي بكر بن حفص بن عُمَر بن سعد قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: لما أنزلت: { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ } قلت: الآن يا رب حين زينتها لنا فنزلت: { قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا [عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ] (36) (37) } .
ولهذا قال تعالى: { قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ } أي: قل يا محمد للناس: أخبركم بخير مما زين للناس في هذه الحياة الدنيا من زهرتها ونعيمها، الذي هو زائل لا محالة. ثم أخبر عن ذلك، فقال: { لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ } أي: تنخرق بين جوانبها وأرجائها الأنهار، من أنواع الأشربة؛ من العسل واللبن والخمر والماء وغير ذلك، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
{ خَالِدِينَ فِيهَا } أي: ماكثين فيها أبد الآباد 38 لا يبغون (39) عنها حِوَلا.
{ وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ } أي: من الدَّنَس، والخَبَث، والأذى، والحيض، والنفاس، وغير ذلك مما يعتري نساء الدنيا.
{ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ } أي: يحل عليهم رضوانه، فلا يَسْخَط عليهم بعده أبدا؛ ولهذا قال تعالى في الآية الأخرى التي في براءة: { وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ } [ التوبة : 72 ] أي: أعظم مما أعطاهم من النعيم المقيم.

____________________

(1) في جـ، ر، أ، و: "أنه قال صلى الله عليه وسلم"، وفي ر: "أنه قال عليه السلام".

(2) رواه البخاري في صحيحه برقم (5069) موقوفا على ابن عباس.
(3) في جـ: "صلى الله عليه وسلم".
(4) رواه مسلم في صحيحه برقم (1467) والنسائي في السنن (6/69) وابن ماجه في السنن برقم (1855) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه.
(5) في جـ، ر: "الطيب والنساء".
(6) رواه أحمد في المسند (3/128 والنسائي في السنن (7/61) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
(7) رواه النسائي في الكبرى (4404) من طريق سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك، به. وله شاهد من حديث معقل بن يسار، رواه أحمد في مسنده (5/27).
(8 رواه أبو داود في السنن برقم (2050) والنسائي في السنن (6/65) وابن حبان في صحيحه برقم (1229) "موارد" والحاكم في المستدرك (2/162) وصححه وأقره الذهبي من حديث معقل بن يسار.ورواه أحمد في المسند (3/158 وابن حبان في صحيحه برقم (1228 والبيهقي في السنن الكبرى (7/81، 82) من حديث أنس بن مالك.
(9) في ر: "محسود".
(10) في جـ: "عن".
(11) المسند (2/363) وابن ماجة في السنن برقم (3660) ورواه ابن حبان في صحيحه برقم (663) "موارد". قال البوصيري في مصباح الزجاجة: "إسناده صحيح ورجاله ثقات" والأرجح تحسينه للكلام في عاصم بن بهدلة. ورواه ابن جرير الطبري في تفسيره (6/244) موقوفا.
(12) تفسير الطبري (6/245) وفي إسناده مخلد بن عبد الواحد، ضعفه أبو حاتم، وقال ابن حبان: "منكر الحديث جدا".
(13) في جـ، ر: "الترمذي".
(14) في جـ، ر: "يحنس".
(15) ورواه عبد بن حميد في تفسيره، ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره (2/107) من طريق وكيع به، وهو مضطرب، فتارة يروى خمسين، وتارة يروى ألفا، وتارة يروى مائة،وقد اختلف فيه على موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف.
(16) في ر: "تبتيس".
(17) في المخطوطة أ، و: "محمد بن عمرو بن أبي سلمة" وهو خطأ.
(18 المستدرك (2/178 وصححه الحاكم وأقره الذهبي، وفي إسناده عمرو بن أبي سلمة الشامي ضعيف خاصة إذا روى عن زهير. قال الإمام أحمد: "روى عن زهير أحاديث بواطيل كأنه سمعها من صدقة بن عبد الله فغلط فقلبها زهير".
(19) زيادة من جـ، ر، أ، و.
(20) في و: "عن".
(21) تفسير ابن أبي حاتم (1/111) وفي إسناده عمرو بن أبي سلمة وهو ضعيف كما سبق كلام الإمام أحمد عنه.
(22) في و: "وهو".
(23) في هـ، جـ، أ، و: "الجرشي" وهو خطأ.
(24) زيادة من جـ، ر، أ، و.
(25) تفسير ابن أبي حاتم (2/115) ورواه الطبري في تفسيره (6/248 من طريق سعيد الجريري عن أبي نضرة موقوفا.
(26) زيادة من جـ، أ.
(27) زيادة من جـ، ر، أ، و، وفي هـ: "الآية".
(28 في جـ، ر، أ، و: "عبد الله بن عبد الرحمن".
(29) في جـ، ر: "حدثني".
(30) زيادة من جـ، ر، أ، و، والمسند.
(31) المسند (5/170) ورواه الحاكم في المستدرك (2/144) من طريق يحيى بن سعيد به، وقال: صحيح الإسناد على شرطهما ووافقه الذهبي.
(32) في جـ، ر: "الأراضي".
(33) في جـ : "للزراعة والغراس".
(34) في أ: "نديل".
(35) المسند (3/468 ورواه البيهقي في السنن الكبرى (10/64) والطبراني في المعجم الكبير (7/107) من طريق مسلم بن بديل به، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/258: "رجال أحمد ثقات".
(36) زيادة من جـ، ر، أ، و، وفي هـ: "الآية".
(37) تفسير الطبري (6/244).
(38 في جـ، ر: "فيها أبدا".
(39) في جـ، ر: "يجدون".

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
القران الكريم

[مقتطف] {وقل لعبادي يقولوا التي أحسن} ||||

تعليمية تعليمية

[مقتطف] {وقل لعبادي يقولوا التي أحسن}

من كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ بن السعدي قال تعالى:{وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطن ينزغ بينهم }الإسراء . هذا أمر بكل كلام يقرب إلى الله ,من قراءة وذكر وعلم وأمر بمعروف ونهي عن المنكر وكلام حسن لطيف مع الخلق على اختلاف مراتبهم ومنازلهم,وأنه إذا دار الأمر بين أمرين حسنيين ,فإنه يؤمر بإيثار أحسنهما إن لم يمكن الجمع بينهما, والقول الحسن داع لكل خلق جميل وعمل صالح ,فإن من ملك لسانه,ملك جميع أمره,فالشيطان يسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم, فدواء هذا أن لا يطيعوه في الأقوال غير الحسنه التي يدعوهم إليها,وأن يلينوا فيما بينهم,لينقمع الشيطان الذي ينزغ بينهم.

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
القران الكريم

[مقطع صوتي] تلاوة مؤثرة للقارئ الليبي / ناصر الورفلي وفقه الله ||||

تعليمية تعليمية

[مقطع صوتي] تلاوة مؤثرة للقارئ الليبي / ناصر الورفلي وفقه الله

السلام عليكم
هذه تلاوة جدا مؤثرة للشيخ الليبي / ناصر الورفلي إمام مسجد عقبة بن نافع سابقا
في مدينة بنغازي -حرسها الله- من تراويح عام 14432010

للتحميل…اضغط هنا..

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
القران الكريم

[طلب] طلب من الاخوة بارك الله فيكم ||||

تعليمية تعليمية

[طلب] طلب من الاخوة بارك الله فيكم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حياكم الله وبارك فيكم ونفع بكم أخواني فى شبكة الأمام الأجري
ونسأل الله لكم و لنا العلم النافع
من لدي مصحف اكتروني برواية الامام قالون عن نافع
بارك الله فيكم

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||

بارك الله فيك في ميزان حسناتك ان شاء الله

|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||




التصنيفات
القران الكريم

اسهل طريقة لحفظ القرآن الكريم

تعليمية

مطوية مهمة اسهل طريقة لحفظ القرآن الكريم

ــ الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

هذه الطريقة تتميز بقوة الحفظ ورسوخه ، وسرعة الحفظ والانتهاء من ختم القرآن سريعا

http://www.multiupload.com/KKGNKC9JZX




اللهم اعنا على حفظ كتابك و اعنا على العمل به

بارك الله فيك أخي و نفع بك