عودة الروح
زالَ فراق هـــدّنــي ،الآنَ ابتســــــــــمُ
أنا قـــد ربحـــتُ والأعــداءُ ينهـــزمـــوا
اليــــوم حـلـت على الأشجـار زيـنـتـهــا
وعــادت الــروح مــزهــرة لمــن سئمـوا
الأرضُ رقصـــت من فــرحتـــي طــربـــاً
حتى أنهـا ازدانـت في سمــاءنـا النِجـــــمُ
يا فرحةَ الشــعــبِ الـــذي اكتــوى زمنـــاَ
يا فـرحــة اللــذينَ من نــومِهـــم حُـرمــوا
إن الشهيــــــدَ فــي القبـــــــرِ يغتبـــــــــطُ
والأسرى أمســوا شبــاباَ بعد أن هَرِمــوا
تفرح معي طيوراً على الأغصانِ راقصـةً
اليــوم يفـرح حتى مـن في قلبهــم كُلمـــوا
زال الفــــراقُ الــــــذي ظــــــــل يذبحَنــــا
قـــد هــده أُســد الشبــاب مـــن عَزمـــــوا
رفعـــوا على الأعناقِ رايـــاتـــاً تجمعنـــا
إني هتفــتُ بصــــوتي شبـــابِنــا سلِمـــــوا
عينــي من الـــــودِ الــــــدمعُ أغــــرقهــــا
إن الشبــابَ في قلـبـــي قــــــد عَظِمـــــــوا
ذكـــروا البــــــلادَ بــــــلاد اللهِ حبيبتنــــــا
إن الشبــــــاب مثلـــــي قـــــــد حَلِمــــــــوا
يــا أيهــا الشعـبُ طــابَ الابــــنُ والجـــــدُ
قـد بِــتَ مثـــــلاً تحتـــــذي بـــــه الأُمــــــمُ
أيــــن الــــــذي هــــــللَ يــــــومَ فُرقتِنــــــا
ذاك الـذي قـــــال: إخــــــوة وينقسمــــــوا
أنــا الشعــــــبُ كالبـــركــــانِ في فـــرحـي
أنــا الجميـــلُ الـــــذي بالخيــــــرِ أتســــــمُ
أُبـــرق لرمـــــزِ البـــــلادِ ياســـــرَ سيدنـــا
مــا عـــــاد فينـــــا يـــــا سيــــــدي قــــــزمُ
قد فـرحَ أشـــــرافُ الخلـــقِ مـــن فـــرحي
إن الـــرجالَ من اجلـــي غيـظهم كظمـــوا
يـــــا سيـــــد الشعــــــبِ عشـــتَ سيـــدنـــا
فلتطمئــــنَ مــا خـــــرّب عقـــولَنـــا ألـــــمُ
أبحـِـــر بنــــا فـــأنـــتَ قبطـــانـــاً نأمَنَــــــهُ
الأهلُ يا سيـــدي على أقدامِهــــم قَدِمـــــوا
خُـذ بيعـةَ الأحـــــرارِ يا خليفـــةً نسمعـــــهُ
فعهدُنا العهدُ القديـــم وقسمُنـــا القســـــمُ
إني كتبتُ شعــــري فالحــــدثُ أسعـــــدني
مـا خاننـــــي فكـــــري وأطــاعني القلــــمُ
كــــــل القـــوافـــــي كـالسيــــــلِ تـأتينـــــي
إني أُحـسُ الشـعــــــرَ سهــــــلاً ينتظــــــــمُ
إنــي أرى الفجــرَ والنجــــــومَ ســـابحـــــةً
سبحـــــــان ربـــــي مـــن فضلـــه النعـــــمُ
هذي فلسطيــنُ التي الأقصــــى يسكنُهـــــا
من الرســولِ حــط بها القلــــبُ والقــــــدمُ
وهذي مصــرَ يجـــري في بطنِهـــا النيـــــلُ
ويربضُ وينطــق على ظهرِهـــا الهـــــــرمُ
هـذي فلسطيــــنُ حتـــى الوليــــدُ يعرفهــــا
هذي بـلادي ثــاني البــــلاد بهـــــا حــــــرمُ
وهذي مصـــرَ طــــولَ الـــزمـانِ مـــدرسـةً
فكم من الإنس بيـــن أحضـــانِها عَلِمـــــــوا
إن بــــــلادي اللهُ قـــــد زادهــــا شــــرفـــــاً
وان مصـرَ أعجــب بهــا الإفـــرنج العجــــمُ
عاشـت فلسطيــن وعاشــت مصــر حبيبتــنا
وليسلم الديــن والأهـــل والتـــاريخ والعلــم
عاشت عروبتـــنا مـــدى الأيــــام شامخـــــة
وليبتعـــد عنهــــا الـــذل والجــــوع والنقــــم