تمثل الغابات احد أهم الموارد الطبيعية المتجددة والمساعدة في المحافظة على التنوع الحيوي والبيئة وقد اعتمد الانسان في حياته على ما تنتجه الغابات مستفيداً بما تقدمه من ثمار واوراق ووقود .
بمرور الزمن تطورت هذه الاستفادة بفضل القفزات الحضارية والنقلات النوعية في مجالات العلوم المختلفة فاكتشف الإنسان في الغابة مزايا وفوائد لم يكن يعرفها من قبل , كمساهمتها في تثبيت التربة والمحافظة على خصوبتها ووقف الزحف الصحراوي وتثبيت الكثبان الرملية ومنع زحفها على الأراضي الزراعية إلى جانب تلبيتها لحاجاته المختلفة كالترويح والتنزه وتلطيف الجو وغيرها .
وفي ظل كل هذا التطور الحاصل في استغلال الغابات تم اغفال الكثير من المتطلبات الضرورية خاصة فيما يتعلق بدور الغابات في الحفاظ على البيئة مما تسبب عنه اخلال بالنظام البيئي الذي بات غير مستقر ومهدداً بالعديد من المشاكل والعقبات كالتصحر والجفاف ومشاكل التلوث الناتجة في اغلبها عن الإنسان وممارساته العشوائية المتمثلة في القطع الجائر للاشجار واستغلالها غير المرشد لاغراض الرعي والزحف العمراني على حساب مساحات شاسعة كانت تغطيها الغابات .
العالم يتنبه
ولكن خلال العقد الإخير من القرن الماضي تنبهت شعوب المعمورة على كافة الاصعدة المحلية منها والدولية إلى ضرورة الحد من الممارسات الخاطئة وتقنين استغلال الموارد الطبيعية وخاصة الثروة الغابية وتخفيف حدة المخاطر المحدقة بها واستثمارها بالصورة المثلى .
فقد اورد تقرير نشرته منظمة الاغذية والزراعة عن نتائج التقدير العالمي للموارد الغابية لعام 2000 ف ان اجمالي ازالة الغابات على المستوى العالمي خلال العقد 1990 – 2000 ف سجل معدلاً سنوياً يقرب 11.5 مليون هكتار في حين سجل صافي ازالة الغابات (اجمالي الازالة ناقصا التشجير والتحريج) نحو 9 ملايين هكتار في السنة ويعزي الخفض في صافي ازالة الغابات (أو زيادة المساحات الحرجية) في كل من البلدان النامية والصناعية بالدرجة الاولى إلى حدوث زيادة ملموسة في مساحات المزارع الحرجية (التشجير) .
الغابات والتنوع الاحيائي :
فالغابة تجمع حي يضم كائنات نباتية وحيوانية على غاية من التنوع يجمع بينها عدد لا حصر له من العلاقات المتداخلة ولعل السمتين المميزتين للمنظومة البيئية الغابية هما ما تتميز به الاشجار من كثافة عددية وما تمارسه الغابة من تأثير في بقية الانواع النباتية والحيوانية فبتحلل اوراق الاشجار المتساقطة على الأرض تزيد نسبة المادة العضوية وتزداد خصوبة التربة كذلك نلاحظ ان بعض بذور الاشجار كالصنوبر تكون مصدراً لغذاء بعض الطيور التي تعيش في الغابة كذلك تمثل أوراق الاشجار الغذاء المفضل لاصناف عديدة من الحشرات وبالتالي فإن بعض الكائنات الحيوانية كالطيور والحشرات تسهم بدورها هي الاخرى في توفير الظروف الملائمة للنمو السليم للاشجار وذلك بما تقدمه من خدمات كالتقليح او من نثر للحبوب والبذور .
اي ان نمو الاشجار في الغابات على عدة طبقات واضحة المعالم تتفاوت اطوالها حتى تصل إلى 40 متراً وتنوع المستويات المتعددة للغطاء الغابي ادى إلى تعدد درجات كثافتها الضوئية ومستويات رطبوبتها مما يسمح بوجود انواع من الاحياء تتعايش معها في حيز ضيق وبذلك تعتبر الغابات اغنى اجزاء سطح الارض بانواع الكائنات الحية المختلفة فنلاحظ مثلاً ان الهكتار الواحد من الغابات المطيرة المختلطة يضم 300 نوع من الاشجار كما وجد ان رقعة مساحتها 5كم2 من الغابات المطيرة تضم اكثر من 1300 نوع من الفراش و600 نوع من الطيور كما وجد ان شجرة واحدة تضم 43 نوعاً من النمل وهذا التنوع في الحياة النباتية والحيوانية مهم للإنسان لانه ضروري للانتاج لاغذية والادوية والمواد الخام وغيرها ولا يتاح للانسان كل هذا الا من خلال محافظته على الغابات .
فوائد الغابات :
1 – تعتبر مصدراً رئيسياً لخشب الصناعة .
2 – تعتبر مصدراً رئىسياً لإنتاج خشب الوقود والفحم النباتي حيث أن الاستهلاك العالمي منه بلغ حوالي 1800 مليون متر مكعب يستهلك منه العالم النامي قرابة 90% .
3 – تعتبر مصدراً رئىسياً لانتاج الاكسجين اثناء قيامها بعمليات البناء الضوئي ونحن نعلم ان عمليات تنفس الانسان والحيوان والنبات وتحلل كل الكائنات تتطلب توفر كميات من الاكسجين وهذه الكميات تقريباً توفرها الاشجار سنوياً .
4 – تساعد الغابات على تقليل الضجيج والضوضاء .
5- تسهم الغابات في التقليل من تلوث الهواء الجوي .
6 – تسهم الغابات في تقليل من الفيضانات والجفاف اذ ان الامطار عند تساقطها على المناطق الغابية لا تصل إلى التربة مباشرة حيث تظل نسبة قرابة 60% من هذه التساقطات عالقة بالاوراق وبالتالي تحد من حدة الفيضانات .
7 – تستخدم اشجار الغابات كمصدات للرياح لحماية المحاصيل الزراعية من شدة الرياح وبالتالي زيادة انتاجيتها .
8 – تستخدم اشجار الغابات كاحزمة وقاية حول المدن والقرى لحمايتها من زحف الرمال .
9 – تعتبر الغابات ملاذا للانسان حيث انها توفر له شعورا بالراحة والطمأنينة وتزوده بالهواء النقي وبمكاسب ترفيهية لا يمكن ان توفرها له اية منشأة صناعية .
أزمة المياه المالحة التى تهدء الوجود البشرى
رسم تقرير صدر عن مركز البيئة الاقليمي لوسط وشرق اوربا .. صورة قاتمة حول ازمة الحياة العالمية التي تهدد الوجود البشري وتنذر باشعال حروب من أجل المياه ,, وذلك في دليل جديد يؤكد على مانبه اليه وحذر منه الاخ قائد الثورة مرارا حول حجم الخطر الذي يتهدد البشرية والحياة في العالم جراء تفاقم هذه الازمة .
وجاء في هذا التقرير ان مليار انسان على سطح الارض لايستطيعون الحصول على مياه صالحة للشرب في حين ان الاستهلاك البشري للمياه سيزيد بنسبة 40 في المائة خلال العقدين القادمين بالاضافة إلى انخفاض منسوب المياه خلال العام القادم في عدد من مناطق السهول في شرق اسيا بواقع ستة امتار وانخفاضها في مناطق اخرى بسبب الافراط في استهلاك المياه .
واوضح تقرير مركز البيئة الاقليمي لوسط وشرق اوروبا ان هناك حاجة لمعالجة مشكل المياه في اوروبا الوسطى والشرقية مبرزاً أن ازمة المياه في اوروبا تتمثل في عدم تجدد مصادر المياه بالاضافة إلى التلوث وتدهور الجودة .
وقال التقرير ان مشكلة المياه هذه في اوروبا تهدد نظام البيئة مشيرا إلى مشكلة الجفاف في دول حوض الدانوب ويقول ان المشكلة تظهر بوضوح عبر نهر تيزا وفي حوض فيستولا واودورا حيث انخفض منسوب المياه في تلك المنطقة خلال فترات الجفاف الى حوالي 50%. .
بيئة آمنة
حلم تحققه المواصفات
عادل العمامي
لاشك أن لانتشار العلم والتقنية منافع عديدة ساهمت فى حياة أكثر رفاهية للانسان , لكنها جلبت معها مخاطر على المحيط والبيئة
فعوادم السيارات ومخلفات مداخن المصانع وما ينبعث منها من ثانى أكسيد الكربون و ثاني اكسيد الكبريت ومركبات الرصاص .. الخ , كانت لها آثار سيئة على الهواء والغلاف الجوى إضافة إلى غاز الفيرون ( كلور وفور وكربون ) المستخدم فى الثلاجات والمكيفات وعلب رش المبيدات والذى يؤثر تأثيراً على غلاف الأوزون , ناهيك عن المخلفات الكيميائية والبتر وكيماوية والنووية لما سببته من ارتفاع من نسبة تركيز العناصر الثقيلة السامة ونسبة الإشعاع فى كل ما يحيط بنا .
إن التلوث قد وصل الى صحن الخضار وقطعة اللحم وقطعة الخبز وكوب العصير والحليب والماء بل قد يصل الى الطفل الرضيع عن طريق حليب امه . فكثير من الملوثات لاتقتصر سميتها على التركيزات العالية لكى تسبب الوفاة أو الأمراض الخطيرة , فتركيز جزء من المليون من المسموم الفطرية مثل يؤدى إلى الإصابة بالسرطان وحدوث طفرات جينية , وتركيز جزء من الترليون من الدايوكسين يؤثر على ذكاء الانسان وتعطيل الغدد الصماء ويتسبب فى أمراض السرطان وتشوهات الأجنة .
والأمر لايقف عند هذا الحد , فالمرء يسمع يومياً عن ظاهرة انقراض الكائنات الحية , فالانقراض اليوم يتم بمعدل أكبر 40 مرة من معدل الانقراض العادي واذا استمر هذا المعدل سنفقد نصف إجمالى الكائنات الحية خلال القرن القادم , وربما لن نتظر كثيرا فظاهرة الاحتباس الحرارى قنبلة موقوتة كما يصفها العلماء , يمكن أن تنفجر فى أية لحظة , وهى ظاهرة الاتفاع المثير فى درجة حرارة الارض , منذ بداية الثورة الصناعية , وقد بدآت الآثار السلبية لمعاملتنا السيئة للبيئة تظهر معلنة عن نفاذ صبرها .
لقد أصبح المرء يفضل أن سد اذنيه حتى يتمكن من سد رمقه , فالشك وصل إلى ما نأكله ومانشر به وما نستنشقه من هواء , بل وصل الشك إلى السيرميك الذى يغلف جدران المطابخ والحمامات وما اذا كانت نسبة الاشعاع الصادرة منه وفقا للمعدلات المسموح بها .
ولهذا يأتى الاهتمام البالغ بالبيئة فطالما كانت البيئة والمحيط اكثر نظافة واكثر أماناً فصحة الانسان بخير , والحل الوحيد المتاح أمام الانسان هو وضع التشريعات اللازمة ومتابعة تنفيذها والتى تنظم نشاطاتنا وسلوكياتنا بما حتى لانسيئ الى البيئة
مفهوم التعليم والتدريب البيئي
ربيعة خليفة الصرماني
عندما يكون الضرر قد وقع بالفعل فلا جدوي من الاجراءات ان تنفيذ سياسة عقلانية لادارة البيئة وتفادي المخاطر يفترض مسبقا بذل جهود هائلة في مجالي التعليم والتدريب.
ويمكن اشباع حاجة المجتمع المتزايدة إلى المواد الطبيعية والى خلق بيئة سليمة عن طريق ترشيد استخدام تلك الموارد والعمل على تجديدها وذلك من خلال نظام متكامل يشمل كل الاجراءات العلمية السليمة في هذا المجال .
وفي هذا الصدد لا يمكن انكار دور التعليم والتدريب البيئي الذي يشمل اعدادا هائلة من الافراد في مختلف قطاعات المجتمع في مختلف مراحل الدراسة ووصولاً الى المتخصصين الذين يتدربون من خلال برامج تدريبية متخصصة طوال حياتهم الوظيفية .
ويكمن الغرض الاساسي من التعليم والتدريب البيئي في توفير المعلومات والمعارف اللازمة لكل القطاعات والخريجين في مختلف التخصصات لرفع احساسهم بالمسؤولية للمحافظة على البيئة والاستخدام الامثل للموارد الطبيعية ويجب ان يتضمن هذا النوع من التعليم الاختصاصات المطلوبة لايجاد الحلول المناسبة للمشاكل البيئية وكذلك توجيه الطاقات إلى الانشطة الانتاجية .
وتجدر الاشارة بانه يمكن تحديد اهمية مشاكل حماية البيئة وطبيعتها العاجلة عن طريق الدراسات العلمية والتقنية التي تطرأ عليها تطورات مذهلة وسريعة في الوقت الراهن ومن تم تظهر مشكلات لاحد لها تتصل بتدريس علوم البيئة في مختلف انواع المعاهد الطبيعية .
وكنتيجة للتطور السريع في النواحي المتصلة بالبيئة فإن المعرفة والمهارات المكتسبة خلال الدراسات العامة والمتخصصة في المرحلة الثانوية تعتبر غير كافية وغير ملائمة .
ولذلك فإن محور التعليم البيئي يتجه دائماً نحو تحسين مستوى الكفاءة للخرجين الذين يعملون في هذا المجال , والمجالات الاخرى المتنوعة .
ففي الاتحاد السوفيتي السابق مثلا تستلزم نظم التعليم البيئي التدريب المستمر ابتداء من اولى مراحل التعليم ومرورا بالتعليم الفني والتعليم الثانوي المتخصص ثم التعليم العالي والمعاهد والكليات والدورات التدريبية التخصصية لرفع مستوى الكفاءات وكذلك الدورات التدريبية العلمية .
كما ان التدريب في مجال حماية البيئة بالنسبة للمتخصصين يأخذ شكل الدراسة طول الوقت ففي كل عام تقوم (6) معاهد عليا بتنظيم دورات تدريبية في مجالات علوم البيئة وتحسين فعالية استخدام الموارد الطبيعية وذلك لحوالي 200 من الخريجين وقد تركز الاهتمام بصفة خاصة في تحسين كفاءة المتخصصين والمدربين في قطاعات الاقتصاد القومي المختلفة
ويتم طرح التساؤلات التي تتعلق بحماية البيئة في غالبية برامج ودورات المعاهد والكليات بحيث تمكن هم من دراسة كافة القضايا المتعلقة بها اما من جهة تحسين كفاءة المدرسين فانها تأخذ شكل الالزام عن طريق دورات تدريبية وعن طريق دورات داخلية بالمؤسسات او الشركات والمشاركة في الندوات العلمية في هذا المجال .
وبصفة عامة فإن البرامج التدريبية الموجهة للتعليم البيئي تهدف إلى تعريف الطالب بالاسس العلمية لحماية البيئة الطبيعية والاجراءات اللازمة لمنع تلوث الغلافا لجوي ومصادر المياه والتربة والمصادر الحيوية إلى جانب تطوير العمليات التقنية التي تمنع حدوث اي نسبة ولو ضئيلة من التلوث .
وتتنوع الاساليب التدريبية المستخدمة حسب مدة البرنامج التدريبي ونوعه , فهو لا يقتصر فقط على اسلوب المحاضرات ولكنه يأخذ ايضا الشكل العملي فيتضمن المباريات التدريبية والندوات والزيارات الميدانية للمؤسسات المختلفة والدورات التدريبية في معاهد الابحاث .
الجبال : عنصر ضروري للحياة الانسانية
في 11 ديسمبر 1998 اعلن في الامم المتحدة رسميا عن ان سنة 2022 ستكون السنة العالمية للجبال . وقد نظر للجبال باعتبارها موضوعا حساسا للمرة الاولى في قمة الارض منذ عشر سنوات خلت , واكتسبت اهمية اضافية في مواجهة الحروب وغيرها من الصراعات وفقر سكان الجبال , وهي مشاكل تدمر , كما يقول احد تقارير الامم المتحدة , معظم الانظمة البيئية الجبلية والانواع المعتمدة عليها . فالغابات الجبلية , على وجه الخصوص في طرقها الى الزوال على صعيد العالم باسره .
وما من شك في ان سلامة العدد المتزايد من سكان كوكب الارض مستقبلا يتوقف الى حد كبير على مياه الاودية الجبلية.
.
فالجبال تمثل ربع البراري في العالم وهي موطن عشر سكان العالم على الاقل , كما ان بليونين اخرين من سكان العالم يعتمدون على الجبال في معظم غذائهم وحصتهم من الطاقة الكهرومائية والاخشاب والثروات المعدنية.
وفوق ذلك كله , فإن مايزيد على نصف سكان الارض وقدر كبير من التنوع الاحيائي فيها يعتمد على الاودية الجبلية في المياه العذبة
. فحوالي 80% من مياه الارض السطحية تأتي من الجبال . ولعله ما من نمط من تضاريس الارض يكتسب , في حقبة تشهد تزايداً في ندرة المياه , اهمية من حيث الامن الجيوسياسي – بصرف النظر عن اهمية البيئية – مثلما تكتسب الجبال .
لقد تم تجاهل مصير الجبال من قبل الحكومات والمنظمات في كافة ارجاء العالم بشكل كبير حتى فترة قريبة , فعلى خلاف المحيطات والغابات الاستوائية المطرية , لم تحظ الجبال بفرع من فروع العلم يختص بها , او حتى بحركة تتولى نشر برنامج اعلامية توضح المخاطر المهلكة التي تحدق بالجبال وسكانها , على غرار مافعل كوستو مع المحيطات .
ولكن الجبال , على اية حال , اخذت تغادر اليوم الابعاد القصية للبرامج الحكومية متجهة الى مركزها . ففي سنة 1992 منحت فصلا خاصا بها في ( اجندة 21) وهي خطة عمل وضعت في قمة الارض في ريو , وفي سنة 1998 اعلنت الجمعية العامة للامم المتحدة ان سنة 2022 ستكون السنة العالمية للجبال