انطلاقاً من أهميةالتغذية الراجعة في العملية التعليمية قام بعض الباحثين من ذوي الاختصاص في مجالالبحث التربوي بتحديد مفهومها ، فيراها نشواتي بأنها " المعلومات التي يتلقاهاالمتعلم بعد الأداء بحيث تمكنه من معرفة مدى صحة إجابته للمهمة التعليمية " ويحددهاسيد صوالحه بأنها " عملية تزويد المتعلم بمعلومات حول استجاباته ، بشكل منظم ومستمر، من أجل مساعدته في تعديل الاستجابات التي تكون بحاجة إلى التعديل وتثبيتالاستجابات التي تكون صحيحة "
فتزويد المتعلم بمستوى أدائه بهدف مساعدته علىتصحيح إجاباته الخاطئة وتثبيت إجاباته الصحيحة هو التغذية الراجعة ، والتي تأخذأشكالاً وأنواعاً عديدة ، وأنماطاً وأساليب مختلفة .
1- تعمل التغذية الراجعة على إعلام المتعلم بنتيجة تعلمه ، ممايقلل القلق والتوتر الذي قد يعتري المتعلم في حالة عدم معرفته نتائجتعلمه.
2- تعزز المتعلم وتشجعه على الاستمرار في عملية التعلم وبخاصة عندمايعرف بأن إجابته عن السؤال كانت صحيحة .
3- إن معرفة المتعلم بأن إجابة كانتخطأ ، وما السبب لهذه الإجابة الخطأ ، يجعله يقتنع بأن ما حصل عليه من نتيجة أوعلامة كان هو المسؤول عنها ، ومن ثم عليه مضاعفة جهده ودراسته في المراتالقادمة.
4- إن تصحيح إجابة المتعلم الخطأ من شأنها أن تضعف الارتباطاتالخطأ التي حدثت في ذاكرته بين الأسئلة والإجابة الخطأ ، وإحلال ارتباطات صحيحةمحلها.
5- إن استخدام التغذية الراجعة من شأنها أن تنشط عملية التعلم ،وتزيد من مستوى الدافعية للتعلم .
6- تعرف عملية التغذية الراجعة أين يقف منالهدف المنشود ، وما إذ1 كان يحتاج إلى وقت طويل لتحقيقه ، أم أنه قريب منه .
7- تعرف المتعلم أين هو من الأهداف السلوكية التي حققها غيره من رفاق صفه، والتي لم يحققوها بعد .
8- تعمل التغذية الراجعة بما تزوده للمتعلم منمعلومات إضافية ومراجع مختلفة ، على تقوية عملية التعلم ، وتدعيمها وإثرائها .
تتخذ التغذية الراجعة أنماطاًمختلفة وصوراً متعددة حسب نوعية التقسيم فيها . ومن الأنماط الشائعة للتغذيةالراجعة بناءًً على مصدرها التغذية الراجعة الداخلية والخارجية ويقصد بالداخليةالمعلومات التي يشتقها الفرد من خبراته وأفعاله على نحو مباشر ( شعور المتعلمباستجابته ) ، أما الخارجية فيقصد بها المعلومات التي يقوم بها المعلم أو المدرب أوأي وسيلة أخرى خارجية .
ومن الباحثين من يقسمها حسبالزمن إلى فئتين هما :
1- التغذية الراجعة الفورية :وهي التيتتصل بالسلوك الملاحظ وتعقبه مباشرة وتزوّد الطرف الآخر بالمعلومات أو التوجيهاتوالإرشادات اللازمة لتعزيز السلوك .
2- التغذية الراجعة المؤجلة : وهي تلك التي تعطى للمتعلم بعد مرور فترة من الزمن على استكمال العمل ، أوالأداء وقد تطول هذه الفترة أو تقصر بحسب الظروف ، ومقتضى الحال .
وقد ميزت رمزية الغريب بين ثلاثة أنماط للتغذية الراجعة هي :
1- التغذية الراجعة الحسية التي تمد الفرد بمعرفة من الداخل عنطريق الحواس .
2- التغذية الراجعة الخاصة بمعرفة الفرد قدراً من المعلوماتالتي تساعده على إدراك أفضل للمواقف .
3- التغذية الراجعة المتصلة بتزويدالفرد بمعلومات عن نتائج أدائه السابق ومدى التقدم والنجاح فيه .
وحدد سيد صوالحه أربعة من أشكال التغذية الراجعة :
1- التغذية الراجعة الإعلامية وتتمثل في إعطاء المتعلم معلومات حول دقة إجابته .
2- التغذية الراجعة التصحيحية ويتم من خلالها تزويد المتعلم بمعلومات حولدقة إجابته مع تصحيح الإجابات الخاطئة .
3- التغذية الراجعة التفسيرية ،وتتضمن تزويد المتعلم بالمعلومات الضرورية حول مدى صحة إجابته ،وتصحيح الإجاباتالخاطئة ، بالإضافة إلى شرح وتوضيح أسباب الخطأ
4- التغذية الراجعةالتعزيزية ، وتتمثل في إعطاء المتعلم معلومات حول دقة إجابته ، وتصحيح الإجاباتالخاطئة ، ومناقشة أسباب الخطأ بالإضافة إلى تزويده بعبارات تعزيزيه .
وقد فرّق أبانمي في دراسته بين ثلاثة من أشكالالتغذية الراجعة وهي :
1- تغذية راجعة تتمثل في معرفة النتائج متبوعةبمعرفة الإجابات الصحيحة والخاطئة .
2- تغذية راجعة تتمثل في معرفة النتائجمتبوعة بمعرفة الإجابات الصحيحة والخاطئة ، وتصحيح الإجابات الخاطئة .
2- تغذية راجعة تتمثل في معرفة النتائج متبوعة بمعرفة الإجابات الصحيحة والخاطئة ،وتصحيح الإجابات الخاطئة ، ومناقشة الإجابات الصحيحة والخاطئة .
ويتضح من خلالاستعراض بعض أشكال التغذية الراجعة تعدد تلك الأشكال والأنماط فهل للتغذية الراجعةبأشكالها المختلفة فاعلية في تحصيل الطلبة الدراسي ؟
لقد أثبتت الدراساتالتجريبية ومنها دراسة ( أبانمي ) المشار إليها سابقاً وجود فروق ذات دلالة إحصائيةبين متوسط درجات تحصيل الطلبة الذين لا يتلقون تغذية راجعة ، ومتوسط درجات نظرائهمممن يتلقون التغذية الراجعة بأشكالها المختلفة لصالح الذين يتلقون التغذية الراجعة، وكذلك أثبتت الدراسة تفوق المجموعة التي تتلقى التغذية الراجعة المتمثلة في معرفةالنتائج متبوعة بمعرفة الإجابات الصحيحة والخاطئة ، وتصحيح الإجابات الخاطئة ،ومناقشة الإجابات الصحيحة والخاطئة على بقية أشكال التغذية الراجعة .
ومنهنا يتبين لنا ضرورة استخدام أشكال متعددة من التغذية الراجعة في عملية التعليمبمختلف مراحله من أجل رفع مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلبة بوقت أقصر وجهد أقل ،وكذلك ضرورة تدريب المعلمين من خلال الدورات على هذه الطريقة من أجل الوصول إلىأعلى المستويات في عملية التعليم .