تختفي المسافات و تتلاشى الحدود
مُعطرٌ بنبض الوفاء..
متطاولٌ ، مُعانقٌ نجومَ السماء…
راسِما لوحاتَ حبورٍ و هناءٍ..
سلمتْ يُمناك..
ودام نبعُ حُبِكَ صافيا رقراقْ..
MaTaDoR
واصلي تميزك اختي الغالية
الخواطر
تختفي المسافات و تتلاشى الحدود
MaTaDoR
أدون اليوم أفكاري على هامش الأمل
لماذا ينبغي لي أن أثرثر كثيرا
لتستمع أنت قليلا؟
أترك لقلمي حرية الحضور
لأترك لك أنت حرية اللاحضور
أكتب …لأتبعثر
و لتكون هذه التي أحتضنت أشواك حرفها
فأدماها حد النزف
و تسرب فيها حتى الرجف
أكتب…لأكون
لأتحول مع كل نبضة حرف
من رجل عنيد الملامح
إلى أخر عتيق الحضور
أكتب..لأتحدث
لأجدك على الضفة الأخرى تبارك هذا الحضور
تستمع إلى إنسكابات حرف تلاشت حدوده
أنكمشت مدنه
تحولت مسحاته
إلى أراضي لا متناهيه
وبحور صاخبة الهدوء
أعتذر إن كان في فضفضات حرفي ما يزعجك
ما يوجعك أو يقض مضجعك
تذكر فقط
أنني هنا
لأنسكب
لأتبعثر مطراً
خاطرة طيبة بورك قلمك
خاطرتك جميلة جدا، تعبر عن مشاعر إنسانية، فيها قدر كبير مما تختزنه الذاكرة من ذكريات ، تتضمن صورا ومشاهد أحسنت التعبير عنها بكلمات رائعة ومنتقاة بدقة وعناية، لها دلالات ومكنونات ذات مغزى عميق ،يلامس بعضا من العلاقات الإنسانية ،رتبت بأسلوب جميل بعيد عن الركاكة.أتمنى لك المزيد من التوفيق في مسيرتك
تقذف بنا إلى الهاويه من الأحزان وبدأ ينهي عمري وأنا انتظر
أنتظر الأمل بعين دامعة ولكن أعتقد لا يوجد شيء أسمة أمل
هل أدركة نفسي قبل فوات الأوان
ليتني لم أفيق من أحزاني وبقيت حالم خلف لوحة الهموم
والآن عندما أفقت
قد تغير على كل شيء
قد نسيت ضحكتي وشكلي بدأ كأنني رجـل في الخمسين
رباه
ساعدني أن أري الحياه بنظرة حب وأمل وتفائل
لا تتركني في زنزانة لا أقدر الخروج منها
أرجوك
أرسل إلى بعض السكينة والأمان
وتركني أنام براحة بال وبدون دموع
°غـَرِيـــــــــــــــــــ بْ°
*
لَسْتُمْ سِوَى لَهَباً بِقَلْبِيَ يَصْطَلِي
*
جَمَعْتُ الكَثيرَ مِنَ الكَلِمَاتِ، طِوَالَ حَياتِي
لكنَّــــها لمْ تَسْتَطِعْ طَوْلاً تَفْسِيرَ مُعَانَـاتِي
بِـــــــــالكَادِ كُنْتُ أدْرِي بَعْضَ الـمَعَانِـــــي
مَحْبوسَـةً فـــــــــي بَعْضِ الأمَــــــــــانِــــي
فَفِــــــــــــــي كُـل يَومٍ تزْدَادُ غُربتِــــــــــي
و تُلْهِـــــــــــــــــبُ الآلامُ مُـــهْجَتِــــــــــــي
لأنُْــــــعَـتَ بِــــــــــــــــالـغِرّ ِ حِـــــــــــــــــيناً
و فِــــــــــــــي البَـــــــاقِـــــــــــ ـي جَبَـــــانْ
و لَــــــسْتُ أزدادُ بِهَـــــــــــــــا سِــــــــوَى
غُرْبَــــــــــةًً عَــــــــــنْ بَنِــــــي إِهَــــــابِِــي
أَظنُّ نَفْسِـي، و هِــــيَ ليْسَتْ كمَـــــا هِـي
أَظُنُّنِــي منْ خَلقٍ، غَيْرَ الَّذي يُنْسَبُ لِـــي
كـلُّ مَـــــــا أُحِسُّ، أو يْعْتَــرِي خَلَـــــــــدِي
كُـــــلُّ مـــــا تَنْطَويــهِ، أوْ تهْوَاهُ سَرِيرَتِـي
مَــــا عبَّرَ يَومــــــاً عَـنْ كَونِيَ خَلْقاً أبـدَِي
فَـــــــــانٍ، و بِـــــــــفَنَائِـــي تَتِمُّ سَعَادَتِـــــي
هُــــــــــــــــــــوَ مَــرَامِـــــــــــي الوَحِيـــــــــدْ
لأَتخلَّــــــــــــصَ مِــــــــــنْ كُــــــلِّ رَثٍّ بَلِيـدْ
كــلُّ ما ابتَغيْتُ، أنْ أرســمَ بسْمَـةً لا تَخْبُو
علَــــــــــــى شِـــفـَــــــاهِ مَــــــــــــنْ شَــــقُـــو
عَلِّـــيَ، أرْفـَــــــــــــعُ مَـــــــــا بِِـهِمْ منْ ضُرٍّ
و أثْلِـــــجُ مَـــــــا فـِــــي صُدُورْهِمْ منْ حَرٍّ
حَــــــــــــــــــــرَّ الــــــــــــــــشَّقَــ ـــــ ــــــــــاءْ،
حَـــــــــــــــــرَّ عِـشْــــــــــــــــقِ الــبَقَــــــــــاءْ
لـــــــــــــــكِنَّنِــ ـــــ ـــي، انـــــقلَبْتُ لمَخْدَعِــي
تَـــــــــــــــــــارَك ـــــ ـــــــاً خَلْفِـــــــيَ بَسْمَتِــي
تَـــــــــــــــــــــعْ ساً لـــــــــــــكُمْ و لِــــــحُلْمِكُمْ
***
***
***
لَسْتُمْ بَأَهْلِي أَوْ دَمِي
لَسْتُمْ سِوَى لَهَباً بِقَلْبِيَ يَصْطَلِي
فِي غَمْرَتِي أسْهُو أنَا
حِيناً و آخَرَ أنْتَشِي
بِرَحِيق رُوحِي تَارَة ً
أَوْ مَا بَقِي منْ لَوْعَتِي
***
***
أنا هنا في محل شاكر مثني عليك لما قمت به من جمال
وإبداع في هذا المساء تقبل مني جل شكري
وسبغ ودي وثنائي أبعثها إليك عبر وريقاات
ذلك الورد الذي يكون منكسراً مخذولاً بين يديك
إجلالاً وخجلاً منك ومن يديك
فما رايت هنا وتمتعت عيني بقراءته
كلمات يعجز قلمي عن مجاراتها
ودمت بكل ود ومحبة
الغزالة
صديقتي ابتعدتي ، رُحتي وعنّي رحلتي ،انا مازلت أراك بأحلامي ، وارسم صورك بجدران أوهامي ….
أشتاقك كثيرا واكثر مما تتصورين انتِ
أحنُّ لرؤياك ، ويا ما بكيت لِيوم فراقنا ، ذاك اليوم حين من يدي مسكتني ، وبرفقتك ترجَّيتني ، ولموعد فقدان ابتسامتي قد أخذتني …دون دراية ماينتظرني مشيت معكِ ،ولمفترق الطرق وصلت وإياكِ ، ظننت وقتها أنك تريدين مصارحتي بسر ما ، أو ان تعاتيبيني لفعل ما ارتكبته انا
فخطوت خطوات معكِ ، وكلي شوق لمعرفة سركِ
فآه حين وصلنا ، وبكل قسوة قالت لي اليوم وداعنا ، فالبطرف الآخر وجدت سبيلي ، لن أواصل معك آسفة فهناك من يناديني ، ذهب للجهة الاخرى ولوحت لي بالوداع، طعنتني صديقتني ياناس حينها ، بخنجر تركته بأضلعي لليوم هو بداخلي ، ينزف ولا يحس بنزفه سوايا …
حطّمت صداقتنا صديقتي وبالظلام وضعتْ نفسها وتركتني ، انا التي لطالما اعتبرتها شعلة تنير ظلمتي …
أيا صديقتي أشتاق لضحكاتك ، لصراخك عليّ وعتابك ، ولغضبك مني وسكوتك ، فقط اريد عودتك اليّ ، فحنيني اليك يعذبني ومن وجداني يأخذ البسمة وحزينة يتركني
غريب غاليتي ، لما هكذا فعلتِ لما بأحضان الغدر ارتيمتِ ؟ ولخطوات الغير اتبعتِ ؟لما لأحلامك هجرتِ ولجنونك سايرتِ ؟
غريب غاليتي لما في كل مرة تأتيني وباللقاء تعديني …فتتركيني في حيرة ،الموت حينها ارحم من أن أراك للوحوش ترمي بنفسك وبالعودة تتعهدين
غاليتي لما هكذا اصبحت بالتأكيد ما هكذا عرفتك ولا هكذا صادقتك …لما وشاح الجبن يلفك ، ببساطة شخص غريب اصبحت …أغار من الاخرين حين اراهم يمرحون وبرفقة اصدقائهم سعيدون ، أحسدهم أجل فلما الدنيا اختارتك انت ، وراحت تسخر منك ومني ،وبالواد جرفتك ، لما لم تظلي برفقتي فقد أردت ان احميك ، ولو سقطتي حينها بالوادي لرميت بنفسي وللغرار الاعمق غصت اليك ، ولقلبي اعدتك ومن نبضاته كنت سأهديكِ
صديقتي لا تلوميني ، ولكلامي لا تجبريني فبداخلي كلمات ان بحت بها للجبال لثارت البراكين من داخلها ، ولو رميت بها في المحيطات ، لفاضت المياة من بقاعها ….
صديقتي غريب أمركِ ، لحبل صداقتنا قد قطعتِ ، واوصلت أحبالا لمرتفعات من دون شك ستأذيكي …
بالله عليكم ياناس تأتيني من حطمتني وبصمات غدرها لازالت بروحي وبكل جرأة تسألني : أأنت بخير؟
يااااااااااااااه أيّ خير سيسكنني من بعد هجرانك ، فأنت الخير قد كنتِ ، والخير أن انت الي قد عدتي …فكوني بخير انتِ حينها سأحاول رسم خيوط امل لانتظار يوم لقيانا …
فعودي ، لعهدكِ لبراءتك وعفويتك ، اتعذب وانا اراك بذاك الدرب تتباهين ، تتماشين والغرور يمشيكِ ، أريد أن اقترب منك ، والي اعيدكِ لكني أخاف ان أزلّ ولن نجد حينها من يشفق على حالنا ولصوابنا لن يتجرأ ليعيدنا ، غاليتي أود أن اخطو نحوك لكني لا استطيع بل هنا على الحافة سأنتظرك ، عودي فقلبي حزين لفراقك ، عودي فدموعي جفت لبكائي عليكِ
غاليتي قلبي يسابق روحي ليهتف بابتهال : ربي يحميكي اينما كنتِ ويعيدك لرشدك وكما كنت في عهدكِ
فأحبك أنا رغم الآه ، رغم الالم الذي جرعتني إياه ، أعشقك صديقتي
اعشق رفقتي معك …عودي فمن دون شك ستجدينني انتظرك هناك كما عودتني وعودتك ….اشتاقك كثيرا ، لصوتك ولابتسامتك ،لتذمرك ولصمتك …احن اليك كثيرا
صديقتي انت أحبك ….ما عسى الحب ينفعني ، والقلب انت من اغلق النوافذ ومن اشراقة الامل حرمته ،وها هو باليأس يدفنني
لكني احبك صديقتي ….فعودي
عودي فانا انتظرك ، ليس لاعاتبك ولا لألومك فقدرك من شاء لك الارتماء بالهاوية
عودي ….لاني احبك ِ
~~~~~~~B—–>S~~~~~~
تحياتي لكم أحبتي
ومن جديد كلماتي لاجل اعجابكم حيكت
اتمنى ان تروق لكم
دمت متألقة
السلام عليكم
ماحال الاعضاء الكرام ؟
بخير ان شاء الرحمان
~~~~~~~~ ^_^ ~~~~~~~~
امسح بمنديل الأمل دمعة الياس .. واسخر من أحداث الزمن بإبتسامة
أتمنى لو كنت طيرا …أجول عبر السحاب…أطير من شجرة لأخرى …وأحط من نافذة لأخرى
أهاجر وأعود …أحلق أبتعد وأعود …
حمامة لطالما حسدتها على مافيه …كل صباح أراها عند نافذة غرفتي …ترمقني …أحسها تشفق على حالي ..
أراها تناديني …أن اتمسك بريشها وهي تتعالى بالعلالي،أنسى همومي حين تتخبط بي نسمات الهواء
لكني لا استطيع طبعا …فبشر هي أنا ،انسانة على الأرض مسيرها …
صدقوني اتمنى لو كنت سمكة او بالاحرى دلفينا فكم اعشق الدلافين أنا ..أغطس بجوف البحار،أتعمق بأعماق المحيطات ،اتباهى وأنا أسلم على الحوريات ،واتعلق بالصدفات..
تحياتي لكم أحبتي
~~~~~~~~~~~_سلام_~~~~~~~~~~~
اسمحي لي أن اشاركك ببعض من لحظاتك الجميله
سوف تكون اطلالتي هنااا كثيره
فتقبلي تواجدي ايتهااا النبيله…
تحرك صميم القلب
فهنيئا لك بقلمك
و هنيئا لنا بك
دخلت إلـى هـذا المنتــدى *** وفيه طاب مقامي
فاستقبلني أغلب الأصدقاء *** وقدّموا لي التهاني
وأبلغت صوتـي إلـى هـؤلاء *** فتلاشت أحزاني
وتمنيت أن يجمعنــــالقــــاء *** فهل تتحقق الأماني
فكلكــــم دون استثنـــــــاء *** أصبحتم جزءا من كياني
وان يرزقكم الصحبة والرفقة الصالحة
اختك هناء
فربما شاء ت الأقدار لكما يوما لقاء آخر يعيد الماضي , و يصل ما انقطع..
فإذا كان العمر الجميل قد رحل فمن يدري ربما انتظرك عمر أجمل
وإذا قررت يوما أن تترك حبيبا فلا تترك له جرحا
فمن أعطانا قلبالا يستحق أبدا منا أن نغرس فيه سهما أو نترك له لحظه الم تشقيه..
فلا تتذكر لمن كنت تحب غير كل إحساسصادق…
و لا تتحدث عنه إلا بكل ما هو رائع و نبيل…
فقد أعطاك قلبا …و أعطيته عمرو ليس هناك أغلى من القلب و العمر في حياة الإنسان
اترك بعيدا كل مشاعر الألم و الوحشة التي فرقت بينكما
حاول أن تجمع في دفاتر أوراقك كل الكلمات الجميلة التي سمعتها ممن تحبو كل الكلمات الصادقة التي قلتها لمن تحب .
و اجعل في أيامك مجموعه من الصور الجميلة لهذا الإنسان الذي سكن قلبك يوما
ملامحه و بريق عينيه الحزين و ابتسامته في لحظه صفاء ..ووحشه في لحظه ضيق ..
و الأمل الذي كبر بينكما يوما …و ترعرع حتى و إن كان قد ذبل و مات ..
فلا تقل سرا كان بينكما ..
و لا تحاول أبدا تشويه الصورة الجميلة لهذا الإنسان الذي أحببته ..
اجعل من قبلك مخبأ سريا لكل أسراره و حكاياته ..
فالحب أخلاق قبل أن يكون مشاعر
فلا تبدأ بالعتاب و الهجاء و الشجن ..
و حاول أن تتذكر آخر لحظه حب بينكما لكي تصل الماضي بالحاضر ..
و لا تفتش عن أشياء مضت لان الذي ضاع ضاع …
و الحاضر أهم كثيرا من الماضي …
و لحظه اللقاء أجمل بكثير من ذكريات وداع موحش ..
حاول أن تتجنب أخطاء الأمس التي فرقت بينكما .. لان الإنسان لابد أن يستفيد من تجاربه ..
و من الخطأ أن تعرض مشاعرك في الأسواق .. و أن تكون فارسا بلا أخلاق..
فلماذا انت خائف
هل تخشى دخوله من النافذة
هل تشعر حقا بمجيئه
عش اللحظة
ارجوك عشها
وانسى وجوده
نادي علي
بدون خوف
سوف اركض اليك
سوف لن افكر ابدا بوجوده في المكان
سوف لن انسى ابدا انك ناديتني
انسى الماضي
عش اللحظة
فانت حقا من علمتني الصدق
فعش معي الصدق
اريد ان ألمس الصدق في حنايا كلماتك
اريدك فقط ان تكون البسمة التي ارسمها على شفاهي
اريد فقط ان تكون السحر الذي ينقلني الى حياة جديدة
فانت حقا المحبة
مد يدك الى تلك النافذة واكسر زجاجها
فهي لا تخيفنا
حقا لانك الصدق
لانك السلاسل الذهبية الرائعة التي تقيدني في هذه الحياة
واصلي تألقك رغم جراحات السنين ..
ولا تقلبي في الماضي كثيرا ولا داعي لاستذكار المواجع..
فالغد افضل والأحلام وان طال أمدها حتما ستجد من يبعث فيها الدفء والحياة من جديد.
بسم الله الرحمان الرحيم
هذه القصة من وحي خيالي حاولت أن أستجمع فيها العديد من الأحداث من بيئات مختلفة وأصبها على هذه الأسرة لأعطيها طابعا خاصا أجذب بها القارئ وأذهب به إلى عالم التعايش مع عينات تعاني الأمرين ليدرك في النهاية أنه في نعيم يُحسد عليه ، فيتوجه إلى ربه بالحمد والشكر وأتمنى أن تنال إعجابكم .
-اصطحبني الفجر إلى الوضوء ، وعلى وقع حذاء تتبعت الأثر ، بلسان صامت و آذان متحركة أتقصى مصدر الوقع ، رويدا..رويدا وصلت إلى النافذة وجلت بناظري إلى الحارة أتفرسها بيتا بيتا. كان الظلام دامسا يعانقُ برودة شديدة َ َ، وهواء متجمدايقارعُ الملامسة…نظرت ُ هنا ،نظرت هناك ..وإذا بشبح ِ ِيستوقف ُ الرؤيا..يا إلاهي ما هذا ؟ …بدأت الخطى في خفوت تتقدم وعينايا تترصد في خوفِِ ِ وتطلع .. اقترب الشبح من باب الجار "عمي محمود " .
ارتابني الفزع ، من عساه يكون ؟ لماذ ا في هذه الساعةِ بالضبط ؟ ، إن عمي محموديعيش وحيدا مع ابنته " رقية " التي سخرت شبابها لخدمة أبيها العجوز وأمها المريضة ، سنون طوال وهي تلازم الفراش أفناها المرض وتفننت الأوجاع في هضم قواها وذهبت بها بعيدا إلى رحم الآلام التي لا تبارحها ، وإلى الحاجة التي تمنعها من متابعة الأطباء والتخفيف بالادوية .
كان ساعتها عمي محمود- الذي يساعد الأسرة بمعاش زهيد افتكه من سنين التعب والشقاء – يتألم بين أقسام البوليسبين الحين والآخر تحت وطأة المساءلة:أين ابنك؟ ،هل يزوركم ؟، ستدفعون الثمن ،وغيرها من الأسئلة التي لا يجد لها جوابا …
كان عمي محمود يعتقد أنه سيحضى بوسام التكريم ، والتشريف وهو الذي كان في يوم ما يعرٌج إلى الجبال حاملا المؤونة للثوار والرسائل والأخباروعندما يعود يشارك في توزيع البيانات ووثائق الثورة التحريرية ، كان يتعرض لضغوطات فرنسا ، تارة يزج به في السجن ، وأخرى إلى التعذيب .
ذكريات كثيرة تعبر كشريط عبر مخيلته وهو يتأمل فرقة البوليس وهي وراء المكاتب تمارس أعمالها . وبآهات لا بداية ولا نهاية لها يعود إلى بيته متأبطا وجها عبوسا شاحبا حفرت أخاديد الزمن عليه علامات الإغتراب يسأل القدر عونا وتفريجا !!!…
كانت رقية حائرة في أسمالها البالية ، كانت عفيفة ، صامتة ،تحوطها التساؤلات في صمت رهيب .. متى تُشفى والدتي ؟متى يعود أخي ؟ أين ذهب ؟ أهو لص أم إرهابي كما يقولون ؟ لماذا أذيت أباك وأذيتنا كلنا ؟ لماذا ..لماذا ؟….
أخي عرفته قلوقا ، متذمرا من الحياة ، من الفقر ، من البطالة ، من صدود الآخرين ، لم يسعفه الحظ في النجاح الدراسي ،ودائما يغرق في تفكير طويل أين أنت الآن يا أخي ؟
كانت رقية تحكي …وتحكي …وتحكي في صمت الجياع للكلمة ، للمواساة ، للشفقة ، تحكي في صمت اخترقت صيحاته صفحة وجهها الذي غادره غض الشباب وعلته صفرة التفكير في غد مجهول .
مرٌت الأيام ، وازداد المرض تكشيرا ، وخطره نخر آخر ملامح القوة فاستسلمت الأم للصمت الأبدي بعد معزوفات الأنين التي كانت تخترق الصمت المطبق ، رحلت إلى عالم الإستقرار…
حزنت رقية حزنا شديدا ، واصطدم الابن واسودت الدنيا في عينيه ، حمٌل نفسه المسؤولية ، لوكنت أعمل لأسعفت والدتي ، رحلت ْ ورحلت معها أحلامي ،كانت تقول : يا صالح عندما أ ُ شفى سأختار لك ابنة أختي كزوجة ،آمال ألا تتذكرها؟
إنها جميلة ومتخلقة، إنها تحبك يا صالح ..لا يأمي توقفي ، أنا رجل فاشل ن لا أعمل ..لاافكر في الزواج..لكن مشاعري تتهلل إلى فرح قريب …آه …آه.
وبأهداب مرتعشة ونبضات سريعة تسافرُ رقية إلىوالدها أين التوى ببرنوسه العتيد فوق فراشه الذي ملٌ تواجده ، وكلما هتف له بالمغادرة ليتحرر قليلا كلما أقعد والدي الروماتيزم الذي نخر ركبتيه ..ايه رحلت الأم…رحل صالح إلى المجهول..ورحل أبي بوجوده أكلمه فلا يسمعني إلا بعد الصراخ…كرهت ، ضقت وسافرت إلى الصمت هو الخيار …الكثير قالوا خرساء ..نعم خرساء تسترق النطق نادرا. خرساء ..صماء ..لا أبالي فالكل مجهول جهل أيامي وغدي.
استفاقت رقية من الهواجس على طرقات خفيفة على الباب …التفت إلى والدهاوهو يتهيئ لصلاة الصبح يتمتم بأذكار ِِ ِ وتسابيح .
أسرعت إلى خمارها فوضعته على رأسها ثمٌ أومأت لأبيها أن هناك شخص يدق على الباب وهي مذهولة في استفسار…افتح أبي ..اذهبي أنتِ ، رقية تقدمت ، تراجعت ..الوجوم يخنقها ..الرعشة تتسلط على أعضائها ، يارب من سيكون في هذا الوقت ؟ لص ..وماذا عندنا حتى يسرقنا ..ربما أخي صالح عاد ..نعم هو يا إلهي . من الطرق ؟ وفي صوت خافت ، أنا صديق صالح افتحي من؟ لا أفتح!!..
أنا علي ، افتحي ، لي خبر عن صالح ، ماذا ؟ صالح..صالح أخي وتفتح الباب
أنبهرتُ لمنظرالشبح وكانت رقيةتنظر إليه في استحياء ، سمعتها تحدثه بصوت خافت : أين أخي ؟ لماذا لم يأت معك؟ متى رأيته ؟…ظلٌ الشبح صامتا ، وقلق رقية يزداد ويلتهب ليعرف ويعرف ،ويحاول الشيخ جاهدا للوصول إلى الباب
لكن ما إن وصل رقية : صالح ، صالح بصوت مرتفع ويخترق سمع الشيخ فيذهل ويسقط ميتا.
تعالى صراخ رقية ، فُتِحتْ نوافذُ الجيران ، وقتلت الأضواء ظلمة الحي ،أسرع الجميع إلىبيت عمي محمود .
كانت ليلة حزينة أ ُسرع بالشيخ إلى المستشفى وبات ليته هناك تحت الإسعافات بين الموت والحياة ..إنه لم يمت ، كانت مجرد صدمة . عادت رقية إلى البيت لم تتعود البقاء لوحدها ، موت ..موت.. أبي ، أخي..آه نعم أين أنت يا أخي؟ أين علي ؟ رحل علي .. رحل الكل ..رحل الأمل …آه .
أرسلت رقية آهات القنوط وهي تعصف بمشاعرها المحبطة .
وجاء الصباح ..، رقية لم تتعود الإعتماد على نفسها وكأنها غريبة في هذا المجتمع التي أصبحت المرأة فيه حيٌة نابضة تحمل تكاليف وأعباء كثيرة …واستسلمت للدموع لتواسيها وتخفف عنها . دق الباب ، إنها الجارة ، إنها أنا طلبت منها الإستعداد لتزور والدها في المستشفى ..وكم كانت سعادتها كبيرة دعاء متواصل أرسله لسانها الذي تعود الصمت ..ارتجافة تعلو جسمها حتى أنها لم تقو على ارتداء الحجاب ، ربت على كتفها..الله معك..الله معك وانطلقنا.
وصلنا ..كانت الساعة العاشرة صباحا وبدأنا نسرع في الخطو عبر الرواق ….. رقية خطواتها تتراجع …وجهها اصفر..ما بك ؟ رقية : لست أدري أحس بثقل ..بضيق في أنفاسي . أستغفري الله يا رقية وندل الحجرة لم نجد عمي محمود ..إنه مات قبل قليل تعالت أصوات بعض الحناجر وتنطلق صرخات رقية أبتاه لمن تركتني ؟ لحظات صعبة…ألتف حولها الناس ..سقطت أرضا ولاذت بعدها في صمت ..كان علي بجوارها قد حضر ،وبعد لحظات استيقظت،فرأت علي: أبي مات يا علي مات ، مات ….
أين صالح ؟ قل لصالح أبي مات …
وقف علي في ذهول يا رباه ماذا أقول ؟… وتمسكه رقية على غير عادتها ..في غير وعيها لماذا لا ترد ؟ قل لصالح…أين صالح …؟
ويستجمع عليٌ قوته …سيأتي اليوم صالح ، لكن ليس على رجليه بل محمولا
لقد غرق ..غرق في البحر على الحدود الإسبانية .
__________________
وإنْ كانت في نظري أنا التقاط عيّنات المعاناة في المجتمع ولكن ما تجهلوه
أنّ وراء التكملة مفاجأة أنتظروني ……
تحياتي….