بسم الله الرحمن الرحيم
إخترت لكم مجموعة من خواطر الإمام ابن الجوزي… من كتابه صيد الخاطر...من أروع الكتب لا يمل من قرأته..
يتبع بإذن الله مقتطفات من روائع الإمام ابن الجوزي… |
|||||||||||
من ترك شيئا لله عوضه خير منه:
يقول الإمام ابن الجوزي : قدرت في بعض الأيام على شهوة للنفس، هي عندي أحلى من الماء الزلال في فم الصادي، وقال التأويل: ما ههنا مانع ولا معوق إلا نوع ورع، وكان ظاهر الأمر امتناع الجواز، فترددت بين الأمرين فمنعت نفسي عن ذلك، فبقيت حيرتي، فقلت لها: يا نفسي، والله ما من سبيل إلى ما تودين ولا ما دونه، فتقلقلت، فصحت بها، كم وافقتك في مراد ذهبت لذته، وبقي التأسف على فعله، فقدري بلوغ الغرض من هذا المراد، أليس الندم يبقى في مجال اللذة أضعاف زمانها.
فقالت: كيف أصنع؟ فقلت: هأنذا أنتظر من الله عزّ وجل حسن الجزاء على هذا العمل فأسطره إن شاء الله، فإنه قد يعجل جزاء الصبر، وقد يؤخره، فإن عجل سطرته، وإن أخر فما أشك في حسن الجزاء لمن خاف مقام ربه، فإنّ من ترك شيئاً لله، عوضه الله خيراً منه. والله إني ما تركته إلا لله تعالى، ويكفيني تركه ذخيرة، حتى لو قيل لي: أتذكر يوماً آثرت الله على هواك؟ قلت: يوم كذا وكذا. وكان هذا في سنة 561 هجرية، فلما دخلت سنة 565 هجرية عوضت خيراً من ذلك، فقلت هذا جزاء الترك لأجل الله سبحانه في الدنيا، ولأجر الآخرة خير والحمد لله. |
||
التلطف مع النفس
يقول الإمام ابن الجوزي: اعلم أن أصلح الأمور الاعتدال في كل شيء وإذا رأينا أرباب الدنيا قد غلبت آمالهم وفسدت في الخير أعمالهم أمرناهم بذكر الموت والقبور والآخرة. نتأمل هذا الأصل فإنه لا بد من مغالطة النفس وفي ذلك صلاحها والله الموفق والسلام
|
||
هاجس مقلق
يقول ابن الجوزي: تأملت حالة أزعجتني وهو أن الرجل قد يفعل مع امرأته كل جميل وهي لا تحبه وكذا يفعل مع صديقه والصديق يبغضه وقد يتقرب إلى السلطان بكل ما يقدر عليه والسلطان لا يؤثره فيبقى متحيراً يقول: ما حيلتي. ومن هذا خاف الحسن فقال: أخاف أن يكون اطلع على بعض ذنوبي فقال: لا غفرت لك. فليس إلا القلق والخوف لعل سفينة الرجا تسلم – يوم دخلوها الشاطىء – من جرف.
|
||
ميزان الرجولة
يقول ابن الجوزي: لا يغرك من الرجل طنطنته وما تراه يفعل من صلاة وصوم وعزلة عن الخلق. قال السجان لأحمد بن حنبل: هل أنا من أعوان الظلمة فقال: لا أنت من الظلمة إنما أعوان الظلمة من أعانك في أمر. |
||
فصل عظمة الهمة
يقول الإمام ابن الجوزي: دعوت يوماً فقلت: اللهم بلغني آمالي من العلم والعمل وأطل عمري لأبلغ ما أحب من ذلك فعارضني وسواس من إبليس فقال: ثم ماذا أليس الموت فما الذي ينفع طول الحياة.
|
||
إضاعة الوقت
يقول الإمام ابن الجوزي: رأيت عموم الخلائق يدفعون الزمان دفعاً عجيباً. واستشهدوا العلم واستدلوا الحكمة ونافسوا الزمان وناقشوا النفوس واستظهروا بالزاد. فكأن قد حدا الحادي فلم يفهم صوته من وقع مع الندم.
|
||