الشيخ أحمد محمد شاكر ..
محدث العصر
القرن الرابع عشر الهجري، والذي يمتد نسبه إلى أسرة "أبي علياء" بجرجا من صعيد مصر،
وهي أسرة شريفة، ينتهي نسبها إلى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما..
وقد درس بالأزهر وتتلمذ على يد أكبر علمائه. عمل الشيخ "محمد شاكر" بالقضاء، وفي عام 1900 م اختير لمنصب قاضي القضاة
بالسودان حيث وضع نظام القضاء الشرعي بها، ثم في عام 1905 عُين شيخاً لعلماء الإسكندرية، ثم شيخاً لمعهدها الديني، ثم وكيلاً لمشيخة الأزهر في عام 1909 ،
ثم استقال في عام 1913 ليتفرغ لأبحاثه العلمية.
أنجب الشيخ " محمد شاكر" عدداً من الأبناء، كان من أبرزهم الشيخ العلامة إمام محدثي
العصر الشيخ " أحمد محمد شاكر"، الذي ولد في فجر يوم الجمعة 29 من جمادى الآخرة 1309هـ الموافق 29 من يناير 1892م. نشأته : في تلك البيئة العلمية نشأ الشيخ "أحمد شاكر"، فتعهده أبوه بالتعليم حتى حفظ القرآن
الكريم في سن مبكرة.
انتقل في سن الثامنة من عمره إلى السودان حين عُين في منصب قاضي القضاة، وأكمل
والده إلى مصر ليلتحق بمعهد الإسكندرية الديني الأزهري. تحصيله العلم : أخذ الطالب النابغ "أحمد شاكر" ينهل من علوم المعهد الأزهري بهمة وحماس، فتعلم على يد الشيخ "محمود أبو دقيقة" – من كبار علماء الأزهر وقتها – الفقه وصوره حتى نبغ فيهما.
وتعلم على يد أبيه التفسير مثل تفسير النسفي وتفسير البغوي، كما درس من الحديث صحيح مسلم، وسنن الترمذي، وبعض الدروس في صحيح البخاري، كما درس جمع الجوامع وشرح الإسنوي على المناهج في أصول الفقه، وكتاب الهداية في الفقه الحنفي. وعند انتقال والده للقاهرة ليشغل منصب وكيل مشيخة الجامع الأزهر عام 1909م، اتسعت أمام طالب العلم النابه آفاق التحصيل، وامتد اتصاله بالعلماء، حيث التقى كثير من العلماء الأجلاء في ذلك الوقت، من الأزهر، ومن الدول الأخرى، فلم يكن يسمع بزيارة عالم
للقاهرة إلا ويلحق به ويلتقيه ليأخذ منه، فالتقى الشيخ العلامة "عبد الله بن إدريس السنوسي" محدث المغرب وقرأى عليه وأُجيز منه برواية الكتب الستة، كما التقى الشيخ العلامة "محمد الأمين الشنقيطي"، و"أحمد بن الشمس الشنقيطي"، و"شاكر العراقي"، و"طاهر الجزائري"،
كما التقى من مشاهير هذا العصر، الشيخ "محمد رشيد رضا"، والشيخ "سليم البشري"
شيخ الجامع الأزهر، وقد أجازه جميعهم بمروياتهم في السنة النبوية. وهكذا برز الشيخ "أحمد شاكر" في علوم السنة وبرع فيها، حتى انتهت إليه إمامة الحديث
في مصر. وفي عام 1917 م حصل على الشهادة العالمية من الأزهر، واشتغل بالتدريس فترة قصيرة،
ثم عمل بعدها في القضاء، وترقى في منصبه حتى اختير نائبًا لرئيس المحكمة الشرعية العليا،
وظل بها حتى أُحيل إلى التقاعد عام 1951 م. لمحات من حياته العلمية : تركزت جهود الشيخ "أحمد شاكر" العلمية حول إحياء التراث العلمي والسعي لنشره بعد
تحقيقه وتنقيحه، والكتابة العلمية التى تجلى فيها اجتهاده في بعض المسائل.
إلا أن تحقيق التراث وإحياءه شغل الهم الأكبر في حياة الشيخ العلمية، حيث فرغ جل جهده لذلك، وكان كتابه"الرسالة" للشافعي هو أول كتاب حققه وخرج إلى الناس، إلا أن تحقيقه
كان على غير ما اعتادت الحياة العلمية وقتها، حيث كان ينتشر وقتها تحقيقات المستشرقين لكتب العلماء المسلمين التي لم تكن تخلو من شوائب ودسائس ومطاعن، فاستقبلت الحياة
العلمية تحقيق الشيخ بترحاب، ومدح كثير من علماء تلك الفترة في إخراجه الكتاب بتلك الصورة الدقيقة الرصينة، حيث اعتمد الشيخ في تحقيقه على أصل قديم للكتاب بخط "الربيع
بن سليمان" تلميذ الشافعي نفسه كتبه في حياته، وقام الشيخ "أحمد شاكر" بوضع مقدمة للكتاب بلغت نحو 100 صفحة تناول فيها حياة الإمام وفقه، وأهمية الكتاب، ومنهجه في التحقيق والتخريج، كما خرج أحاديث الكتاب تخريجاً علمياً دقيقاً، مع وضع فهارس شاملة
في نهاية الكتاب، كما ضمنه تعليقات وشروح لإتمام الفائدة للقارئ والدارس.
بعد ذلك تفرغ الشيخ لأمهات كتب السنة، وعكف على تحقيقها، فأخرج جزأين من
سنن الترمذي، وأخرج الجزء الأول من صحيح ابن حبان، كما اشترك مع الشيخ
"محمد حامد الفقي" في تحقيق تهذيب سنن أبي داود. كذلك بذل علامة عصره الشيخ "أحمد شاكر" جهداً ضخماً في تحقيق مسند الإمام أحمد بن حنبل وهو أكبر دواوين السنة، فالكتاب يقوم على تقسيم الأحاديث حسب الرواة، كل راوٍ على حدة، فمسند ابن مسعود مثلاً يضم الأحاديث التي رواها دون ترتيب، وهكذا، وكان التعامل مع المسند بهذه الصورة يمثل صعوبة للباحثين والمتخصصين، وهو ما كان جعل الحافظ الذهبي قبل ذلك يتمنى أن يقيض لهذا الديوان الكبير من يخدمه ويبوبه ويرتب هيئته. وهكذا، كان المجهود الواقع على عاتق الشيخ "شاكر" مجهوداً عظيماً، يحتاج لمن هو في مثل علمه وتمكنه، وهكذا تمكن من إخراج خمسة عشر جزءاً على أحسن ما يكون التحقيق، فقد قام بترقيم أحاديث الكتاب، وعلق عليها وخرّجها، وحكم عليها صحة وضعفًا، وضبط أعلامها، وشرح غريبها، وجعل لكل جزء فهارس فنية دقيقة. كما اشترك مع أخيه الأستاذ "محمود شاكر" في تحقيق تفسير الطبري مع التعليق عليه.
ولم تقتصر جهود الشيخ "شاكر" على علوم السنة فقط، بل امتدت جهوده إلى اللغة والأدب، فأخرج " الشعر والشعراء" لابن قتيبة، و"لباب الآداب" لأسامة بن منقذ، و"المعرب" للجواليقي، واشترك مع الأستاذ "عبد السلام هارون" – وهو ابن خاله – في تحقيق "المفضليات" و"الأصمعيات" و"إصلاح المنطق لابن السكيت".
أما ما يتعلق بمؤلفاته وبحوثه التي ضمت اجتهاداته في شتى العلوم، فكان أهم ما ألفه من كتب: "الكتاب والسنة"، و"كلمة حق"، و"عمدة التفسير"، وهو اختصار قام به لتفسير ابن كثير، وأخرج منه خمسة أجزاء، و"الباعث الحثيث"، وهو شرح لكتاب "اختصار علوم الحديث" لـ ابن كثير، وشرح أيضًا " ألفية الحديث" للسيوطي.
محدث العصر
الشيخ "أحمد شاكر" هو أحد أبناء الشيخ "محمد شاكر"، أحد أبرز علماء الأزهر في مطلع
القرن الرابع عشر الهجري، والذي يمتد نسبه إلى أسرة "أبي علياء" بجرجا من صعيد مصر،
وهي أسرة شريفة، ينتهي نسبها إلى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما..
وقد درس بالأزهر وتتلمذ على يد أكبر علمائه. عمل الشيخ "محمد شاكر" بالقضاء، وفي عام 1900 م اختير لمنصب قاضي القضاة
بالسودان حيث وضع نظام القضاء الشرعي بها، ثم في عام 1905 عُين شيخاً لعلماء الإسكندرية، ثم شيخاً لمعهدها الديني، ثم وكيلاً لمشيخة الأزهر في عام 1909 ،
ثم استقال في عام 1913 ليتفرغ لأبحاثه العلمية.
العصر الشيخ " أحمد محمد شاكر"، الذي ولد في فجر يوم الجمعة 29 من جمادى الآخرة 1309هـ الموافق 29 من يناير 1892م. نشأته : في تلك البيئة العلمية نشأ الشيخ "أحمد شاكر"، فتعهده أبوه بالتعليم حتى حفظ القرآن
الكريم في سن مبكرة.
انتقل في سن الثامنة من عمره إلى السودان حين عُين في منصب قاضي القضاة، وأكمل
تعليمه في كلية "جوردون" بالخرطوم، حتى انتهاء فترة العمل في الخرطوم، عاد مع
والده إلى مصر ليلتحق بمعهد الإسكندرية الديني الأزهري. تحصيله العلم : أخذ الطالب النابغ "أحمد شاكر" ينهل من علوم المعهد الأزهري بهمة وحماس، فتعلم على يد الشيخ "محمود أبو دقيقة" – من كبار علماء الأزهر وقتها – الفقه وصوره حتى نبغ فيهما.
وتعلم على يد أبيه التفسير مثل تفسير النسفي وتفسير البغوي، كما درس من الحديث صحيح مسلم، وسنن الترمذي، وبعض الدروس في صحيح البخاري، كما درس جمع الجوامع وشرح الإسنوي على المناهج في أصول الفقه، وكتاب الهداية في الفقه الحنفي. وعند انتقال والده للقاهرة ليشغل منصب وكيل مشيخة الجامع الأزهر عام 1909م، اتسعت أمام طالب العلم النابه آفاق التحصيل، وامتد اتصاله بالعلماء، حيث التقى كثير من العلماء الأجلاء في ذلك الوقت، من الأزهر، ومن الدول الأخرى، فلم يكن يسمع بزيارة عالم
للقاهرة إلا ويلحق به ويلتقيه ليأخذ منه، فالتقى الشيخ العلامة "عبد الله بن إدريس السنوسي" محدث المغرب وقرأى عليه وأُجيز منه برواية الكتب الستة، كما التقى الشيخ العلامة "محمد الأمين الشنقيطي"، و"أحمد بن الشمس الشنقيطي"، و"شاكر العراقي"، و"طاهر الجزائري"،
كما التقى من مشاهير هذا العصر، الشيخ "محمد رشيد رضا"، والشيخ "سليم البشري"
شيخ الجامع الأزهر، وقد أجازه جميعهم بمروياتهم في السنة النبوية. وهكذا برز الشيخ "أحمد شاكر" في علوم السنة وبرع فيها، حتى انتهت إليه إمامة الحديث
في مصر. وفي عام 1917 م حصل على الشهادة العالمية من الأزهر، واشتغل بالتدريس فترة قصيرة،
ثم عمل بعدها في القضاء، وترقى في منصبه حتى اختير نائبًا لرئيس المحكمة الشرعية العليا،
وظل بها حتى أُحيل إلى التقاعد عام 1951 م. لمحات من حياته العلمية : تركزت جهود الشيخ "أحمد شاكر" العلمية حول إحياء التراث العلمي والسعي لنشره بعد
تحقيقه وتنقيحه، والكتابة العلمية التى تجلى فيها اجتهاده في بعض المسائل.
إلا أن تحقيق التراث وإحياءه شغل الهم الأكبر في حياة الشيخ العلمية، حيث فرغ جل جهده لذلك، وكان كتابه"الرسالة" للشافعي هو أول كتاب حققه وخرج إلى الناس، إلا أن تحقيقه
كان على غير ما اعتادت الحياة العلمية وقتها، حيث كان ينتشر وقتها تحقيقات المستشرقين لكتب العلماء المسلمين التي لم تكن تخلو من شوائب ودسائس ومطاعن، فاستقبلت الحياة
العلمية تحقيق الشيخ بترحاب، ومدح كثير من علماء تلك الفترة في إخراجه الكتاب بتلك الصورة الدقيقة الرصينة، حيث اعتمد الشيخ في تحقيقه على أصل قديم للكتاب بخط "الربيع
بن سليمان" تلميذ الشافعي نفسه كتبه في حياته، وقام الشيخ "أحمد شاكر" بوضع مقدمة للكتاب بلغت نحو 100 صفحة تناول فيها حياة الإمام وفقه، وأهمية الكتاب، ومنهجه في التحقيق والتخريج، كما خرج أحاديث الكتاب تخريجاً علمياً دقيقاً، مع وضع فهارس شاملة
في نهاية الكتاب، كما ضمنه تعليقات وشروح لإتمام الفائدة للقارئ والدارس.
بعد ذلك تفرغ الشيخ لأمهات كتب السنة، وعكف على تحقيقها، فأخرج جزأين من
سنن الترمذي، وأخرج الجزء الأول من صحيح ابن حبان، كما اشترك مع الشيخ
"محمد حامد الفقي" في تحقيق تهذيب سنن أبي داود. كذلك بذل علامة عصره الشيخ "أحمد شاكر" جهداً ضخماً في تحقيق مسند الإمام أحمد بن حنبل وهو أكبر دواوين السنة، فالكتاب يقوم على تقسيم الأحاديث حسب الرواة، كل راوٍ على حدة، فمسند ابن مسعود مثلاً يضم الأحاديث التي رواها دون ترتيب، وهكذا، وكان التعامل مع المسند بهذه الصورة يمثل صعوبة للباحثين والمتخصصين، وهو ما كان جعل الحافظ الذهبي قبل ذلك يتمنى أن يقيض لهذا الديوان الكبير من يخدمه ويبوبه ويرتب هيئته. وهكذا، كان المجهود الواقع على عاتق الشيخ "شاكر" مجهوداً عظيماً، يحتاج لمن هو في مثل علمه وتمكنه، وهكذا تمكن من إخراج خمسة عشر جزءاً على أحسن ما يكون التحقيق، فقد قام بترقيم أحاديث الكتاب، وعلق عليها وخرّجها، وحكم عليها صحة وضعفًا، وضبط أعلامها، وشرح غريبها، وجعل لكل جزء فهارس فنية دقيقة. كما اشترك مع أخيه الأستاذ "محمود شاكر" في تحقيق تفسير الطبري مع التعليق عليه.
ولم تقتصر جهود الشيخ "شاكر" على علوم السنة فقط، بل امتدت جهوده إلى اللغة والأدب، فأخرج " الشعر والشعراء" لابن قتيبة، و"لباب الآداب" لأسامة بن منقذ، و"المعرب" للجواليقي، واشترك مع الأستاذ "عبد السلام هارون" – وهو ابن خاله – في تحقيق "المفضليات" و"الأصمعيات" و"إصلاح المنطق لابن السكيت".
أما ما يتعلق بمؤلفاته وبحوثه التي ضمت اجتهاداته في شتى العلوم، فكان أهم ما ألفه من كتب: "الكتاب والسنة"، و"كلمة حق"، و"عمدة التفسير"، وهو اختصار قام به لتفسير ابن كثير، وأخرج منه خمسة أجزاء، و"الباعث الحثيث"، وهو شرح لكتاب "اختصار علوم الحديث" لـ ابن كثير، وشرح أيضًا " ألفية الحديث" للسيوطي.
منقول
بارك الله فيك واصل في التميز
دائما مواضيعك مميزة بارك الله فيك
جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا
بارك الله فيك أختي الفاضلة على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق
نترقب المزيد
بالتوفيق