بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الدرس هو من مقرر السنة الثالثة متوسط
وهو هام لمن يجد نفسه بحاجة إلى ثقافة نحويةوصرفية
الممنوع من الصرف
الممنوع من الصرف: اسمٌ لا يُنَوَّن نحو: [سافر إبراهيمُ]. وإذا جُرَّ جُرَّ بالفتحة نحو: [مررتُ بمدارسَجديدةٍ]. غير أنه يُصرَف فيُجَرّ بالكسرة، إنْ عُرِّف بـ[ألـ]، أو تلاه مضاف إليه نحو: [مررت بالمدارسِ] و[مررت بمدارسِ البلدِ].
بعد هذه القاعدة الكلية، دونك الممنوعات من الصرف، وهي:
فإذا كان ثلاثة أحرف ساكن الوسط عربياً، جاز صرفه ومنعه الصرف، نحو: [سافرت هنْدُ + هندٌ] و[رأيت هندَ + هنداً] و[مررت بهنْدَ + بهندٍ].
تنبيه ذو خطر: إنّ قصْد المتكلم هو الحَكَم – في صرف العَلَم ومنعه الصرف – كلما كان محتمِلاً للتذكير والتأنيث.
[نجاح وصباح] مثلاً، مما يسمى بهما المذكر والمؤنث، ولذلك تصرفهما إن أردت مذكراً فتقول: [جاء نجاحٌ وصباحٌ مسرعَيْن]، وتمنعهما الصرف إن أردت مؤنثاً فتقول: [جاءت نجاحُ وصباحُ مسرعَتَيْن].
وأسماء القبائل، نحو: [تميم وهُذَيْل…] تصرفها إن أردت جَدَّ القبيلة، فتقول مثلاً: [جاء بنو تميمٍ وبنو هذيلٍ]، وتمنعها الصرف إن أردت القبيلة، فتقول: [أقبلتْ تميمُ وهذيلُ].
وكذلك أسماء المواضع والبلدان: نحو [عكاظ]، تصرفها باعتبارها مكاناً فتقول: [مررت بعكاظٍ]، وتمنعها الصرف، باعتبارها بلدةً أو أرضاً، فتقول: [مررت بعكاظَ].
2- كل علَمٍ أعجميّ، حروفه أكثر من ثلاثة، نحو: إبراهيم ويوسف وأنطون…
3- كل علَمٍ مزيدٍ في آخره ألفٌ ونون، نحو: [عدنان] فإنّه من عَدَنَ بالمكان، (إذا أقام به). و[مروان] فإنه من [المرْو] (ضرْبٌ من الحجارة)
4- كل علَمٍ مركب من كلمتين جُعِلَتا كلمةً واحدة، نحو: [بعلبك = بعل، بك]، و[حضرَمَوت =حضر، موت].
5- كل علَمٍ وزنُه مقصورٌ على وزنِ الفعل نحو: [يزيد]، أو مشتَرَكٌ بين الفعل والاسم وسُمِعَ استعماله ممنوعاً من الصرف،نحو: [أحمد] .
6- كلمة: [أُخَرُ] جمعاً لـِ [أُخرى] نحو: [سافرت المعلمات ونساءٌ أُخَرُ].
7- //علَماً، على وزن: [فُعَل]، ليس في العربية سواها، وأكثرها لا يستعمل اليوم، هي: [عُمَر – مُضَر – قُزَح – جُحَى – زُحَل – زُفَر – بُلَع – هُذَل – هُبَل – ثُعَل – جُشَم – جُمَح – دُلَف – عُصَم – قُثَم].
8- كل اسمٍ مزيدٍ في آخره ألفٌ مقصورة، أو ألفٌ ممدودة:
فالمقصورة، نحو: [تؤلمني ذكرى امرأةٍ حبلى رأتْ جرحى وقتلى]
والممدودة، نحو: [زارنا علماءُ عظماءُ، رأوا شعراءَ وأطبّاءَ، معهم أصدقاءُ لهم، يمرّون مِن صحراءَ إلى بيداءَ](
9- ماكان من الأسماء وزنُه: [أَفْعَل]، سواء كان:
صفةً، نحو: [أحمر وأخضر وأزرق].
أو علَماً، نحو: [أحمد وأسعد وأكرم].
أو اسمَ تفضيل، نحو: [أفضل وأكرم وأحلم].
10- كل اسمٍ وزنُه مفاعل أو مفاعيل
فمن الأول: [مدارس – شواطئ – روائع]. ومن الثاني: [مفاتيح – عصافير – دواوين].
11- وزْن مَفْعَل وفُعال:
وهما وزنان منعتهما العرب من الصرف، واستغنت بهما عن تكرار الأعداد – مِن واحد إلى عشرة – مرّتين، واستعملتهما كما ترى في الأمثلة الآتية:
سافر الناس أُحادَأو مَوْحَدَ أي: واحداً واحداً.
= = ثُناءَأو مَثْنَى أي: اثنين اثنين.
= = ثُلاثَأو مَثْلَثَ أي: ثلاثةً ثلاثةً.
وهكذا… حتى عُشارَ ومَعْشَرَ، أي: عشرةً عشرةً. وقد يكررون فيقولون: مثنى مثنى، وثُلاث ثُلاثَ، إلخ…
* * *
نماذج فصيحة من استعمال الممنوع من الصرف
·قال مجنون ليلى (الديوان /227):
فلو كان واشٍ باليمامة دارُهُ وداري بأعلى حضرموتَ اهتدى ليا
[حضرموتَ]: علَمٌ مركَّبٌ تركيباً مزجيّاً من كلمتين، هما في الأصل: [حضر، موت]، وقد مُنِع من الصرف لذلك، فجُرّ بالفتحة، وهو في البيت مضاف إليه.
·وقال جميل بثينة (الديوان /113):
أبوكَ حُبابٌ سارقُ الضيفِ بردَهُ وجَدِّيَ يا حجّاجُ فارسُ شَمَّرا
[شمّر]: علمٌ، وزنُه [فعَّل]، وهو أحد الأوزان المقصورة على الفِعْل، وقد مُنع من الصرف لذلك، فجُرّ بالفتحة. وهو في البيت مضاف إليه.
·وقال جرير (الديوان /1021):
لم تتلفّع بفضل مئزرها دعدٌ، ولم تُسقَ دعدُ بالعلبِ
[دعْد]: علمٌ عربي مؤنث، ثلاثيّ ساكن الوسط، فيجوز فيه وجهان: صرفُه ومنعُه الصرف. وقد جاء به الشاعر على المنهاج: مرةً مصروفاً: [دعْدٌ]، ومرةً ممنوعاً من الصرف: [دعْدُ].
·]ونادى نوحٌ ربّه فقال ربِّ إنّ ابني من أهلي[ (هود 11/ 45)
[نوحٌ]: علم أعجميّ منوّن مصروف، وإنما صُرِف وهو أعجميّ، لأنه ثلاثيّ الأحرف. والعلم الأعجميّ إنما يُمنع من الصرف إذا كان زائداً على ثلاثة أحرف.
·قال العباس بن مرداس (الديوان ):
وما كان حصنٌ ولا حابسٌ يفوقان مِرداسَ في مَجْمَعِ
[مرداسَ]: علمٌ، حقُّه أن يُصرَف فيُقال هنا: [مرداساً]، لأنه في البيت مفعولٌ به. وإنما منعه الشاعرُ من الصرف، فقال: [مرداسَ] خروجاً على القاعدة، لضرورة شعرية كما يقولون. ولو قال: [مرداساً] لانكسر الوزن.
·]وقال الذي اشتراه من مصرَ لامرأته أكرمي مثواه[(يوسف 12/21) ومثل ذلك]وقال ادخلوا مِصرَإن شاء الله آمنين[ (يوسف 12/99)
[مصرَ]: مُنعت من الصرف في الآيتين، على أنها علمٌ على موضع: مدينةٍ أو بلدةٍ أو محلّةٍ أو منطقةٍ… ولو أريد بها بلدٌ ما، من البلدان، أو مصرٌ ما من الأمصار، أو إقليم ما من الأقاليم، لصُرِفت فقيل: [مِن مِصرٍ] و[ادخلوا مصراً]. ومن هذا أنك تقول: زُرتُ أمصاراً شتى، مصراً بعدَ مصرٍ، فكان أعجب ما شاهدتُ أهراممصرَ.
·]إنْ هي إلاّ أسماءٌ سمّيتموها أنتم وآباؤكم …[ (النجم 53/23)
[أسماءٌ]: اسم مصروف، منوَّن، وذلك أنّ الهمزة في آخره غير زائدة، بل أصلها الواو، أي: [أسماو]. وليس كذلك شأن [كرماء] مثلاً، فإنّ الهمزة فيه زائدةٌ، ولذلك يُمنَع من الصرف فلا ينوّن. وتلخيص المسألة: أنّ ما كانت همزته زائدة نحو: [كرماء وشهداء…] يمنع من الصرف فلا ينوّن. وما كانت همزته غير زائدة، نحو: [أسماء وأعضاء…] والأصل: [أسماو، أعضاو…] يُصرَف فَيُنَوَّن.
·]ومَن كان مريضاً أو على سفرٍ فعِدّةٌ من أيامٍ أُخَر[(البقرة 2/185)
[أُخَر]: جمعٌ ممنوع من الصرف مفرده كلمة [أُخرى]. وليس في العربية صفةٌ، وزنها [فُعَل]، ممنوعة من الصرف، غيرها. ولذلك تحفظ وتستعمل كما جاءت. ودونك من ذلك آيةً أخرى:
·]يوسفُ أيُّها الصدّيقُ أفتِنا في سبع بقرات سمانٍ يأكلهنَّ سبعٌ عجافٌ وسبعِ سنبلاتٍ خُضْرٍ وأُخَرَيابسات[ (يوسف 12/46)
·قالت فاطمة الزهراء، ترثي أباها رسولَ الله صلى الله عليه وسلّم:
ماذا على مَن شمَّ تُربةَ أحمدٍ ألاّ يَشمَّ مدى الزمان غواليا
[أحمدٍ]: علمٌ، صُرِف فنُوِّن، لضرورة شعرية، وكان حقُّه أن يُمنَع من الصرف لأن وزنه: [أَفْعَل]، وهو وزنٌ مشترَكٌ بين الفعل والاسم سُمِعت منه أعلام ممنوعة من الصرف، نحو: أسعد وأخطب وأيمن.
تقبلي مروري
بوركتي على هذا الموضوع
غايتي أن تستفيدوا و تنتفعوا
دمتم مكللين بالنجاح الدائم ..أبنائي