قوله: ((وهو السميع البصير))من شرح العقيدة الواسطية للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
قوله: " وهو السميع البصير "
قوله: " وهو السميع البصير ": "السميع" له معنيان أحدهما: بمعنى المجيب. والثاني: بمعنى السامع للصوت.
أما السميع بمعنى المجيب، فمثلوا له بقوله تعالى عن إبراهيم: "إن ربي لسميع الدعاء" [إبراهيم: 39]، أي: لمجيب الدعاء.
وأما السميع بمعنى إدراك الصوت، فإنهم قسموه إلى عدة أقسام:
الأول: سمع يراد به بيان عموم إدراك سمع الله عز وجل، وأنه ما من صوت إلا ويسمعه الله.
الثاني: سمع يراد به النصر والتأييد.
الثالث: سمع يراد به الوعيد والتهديد.
مثال الأول: قوله تعالى: "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله" [المجادلة: 1]، فهذا فيه بيان إحاطة سمع الله تعالى بكل مسموع، ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها: "الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، والله إني لفي الحجرة، وإن حديثها ليخفى على بعضه
ومثال الثاني: كما في قوله تعالى لموسى وهارون: "إنني معكما أسمع وأرى" [طه: 46].
ومثال الثالث: الذي يراد به التهديد والوعيد: قوله تعالى: "أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون" [الزخرف: 80]، فإن هذا يراد به تهديدهم ووعيدهم، حيث كانوا يسرون ما لا يرضى من القول.
والسمع بمعنى إدراك المسموع من الصفات الذاتية، وإن كان المسموع قد يكون حادثاً.
والسمع بمعنى النصر والتأييد من الصفات الفعلية، لأنه مقرون بسبب.
والسمع بمعنى الإجابة من الصفات الفعلية أيضاً.
المصدر العقيدة الواسطية
للامانة الموضوع منقول |
||