التصنيفات
الرجيم والصحة الجسدية

خلطة لازالة حب الشباب

[gdwl]خلطة لإزالة حب الشباب والبثور بالوجه

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

سلام لأحلى بنات مدونة

كيفكم
جبتلكم اليوم خلطة لإزالة حب الشباب والبثور بالوجه
وهي مضمونة ومكوناتها موجودة بكل بيت
وهي كالتالي:
1ملعقة زبادي + 1ملعقة خميرة
ضعيها مع بعض ثم ضعيها على وجهك 20 دقيقة

يومياً لمدة شهرين وبإذن الله تختفي الحبوب واذا كان في بثور بوجهك تنظفه

وعلموني بالنتايج ياحلويييييييين

دعواتكم
يله بانتظار ردودكم

تحياتي[/gd

wl]




شكرا اخيتي على الموضوع ينقل للقسم المناسب




مشكوووووورة والله يعطيك الف عافيه




التصنيفات
الرجيم والصحة الجسدية

أسهل واحدث طرق علاج حبوب الشباب وتفتيح البشره

أسهل واحدث طرق علاج حبوب الشباب وتفتيح البشره

الى كل جميلات منتدانا الغالى
حافظى على بشرتك بمواد طبيعيه وخضروات وطريقه نقيه وسهله

نصايح جامده ليكى حبيبتى ده غير طرق ووصفات الصبغات والتركيبات للبشره اللى صدقينى بجد افضل بكتير من الكريمات وغيرها
استمتعى بالنصايح ده واعرفى سر جمالك الحقيقى
من هنا

تعليمية
http://www.reshared.com/make_up
ومستنيه رئيكم




شكرا على الموضوع




شكرا على الإضافة




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




بارك الله فيك.




جزاك الله خيرا




التصنيفات
السنة الرابعة متوسط BEM 2015

كتابة خاطرة الشباب والمستقبل سنة رابعة متوسط

الوحـدة : الشباب و المستقيل المستوى : رابعة متوسط
النشـاط : تعبير كتابي
الموضوع : كتابة خاطرة المرجـع : الكتــاب المدرسي

الكفاءة المستهدفة : ‌* القدرة على إدراك كيفية كتابة خاطرة بصورة صحيحة وتطبيق ذلك كتابيا .

المراحل مؤشر الكفاءة سير الدرس
تمهيد

العرض
يتذكر الدرس السابق

يلاحظ النموذج
يقرأ النموذج

يدرك اختلاف الخاطرة عن باقي النصوص الأخرى
يدرك أهم خصائص الخاطرة

يكتب خاطرة حول فكرة أو قضية أخذت انتباهه يكتب خاطرة حول مشهد طفل مشرد يستجدي

يكتب خاطرة حول عدوانية بعد التلاميذ

يعرض العمل المنجز
– مراجعة الدرس الماضي

ملاحظة النموذج ص 119
* قراءة النموذج
مناقشة واستنتاج :
– ما الفكرة التي يدور حولها هذا النص ؟
– هل في هذا النص رأيا يريد صاحبه الاقتناع به ؟
– هل فيه فكرة يبرهن على صحتها أو بطلانها ؟
– هل هناك حكم من الأحكام التي تقاس اللغة وفنونها ؟
– هل هناك تقديم لأخبار ؟
– إذن ما الذي يتناوله الكاتب ؟
– ما الغرض منه ؟
– ماذا نسمي هذا النوع من النصوص ؟
الاستنتاج :
خصائص الخاطرة :
ليست رأيا للإقناع أو فكرة يبرهن على صحتها أو بطلانها أو حكما تقاس به اللغة وفنونها أو تقديم خبر وإنما هو هاجس انتاب الكاتب فقيده في نصه بغية التنفيس عن الذات بالتواصل مع القراء لذلك فلغتها أدبية جميلة , فيها تصوير من مجاز وتشبيه واستعارات , فيها الأساليب الجميلة كالجناس والسجع والطباق .
تطبيق :
1. أكتب خاطرة حول فكرة أو قضية أو إحساس أخذ اهتمامك واستقطب
مشاعرك
2. راعك مشهد طفل متشرد وهو على قارعة الطريق يستجدي المارة

ويطلب إحسانهم
أكتب ما أشابك من هواجس في خاطرة
3. استعضت من عدوانية بعض زملائك في الساحة , أكتب خاطرة حول
السلم و المصالحة
* القيام بالمحاولات
* عرض المحاولة
* التطرق للمشروع الرابع المرحلة الثالثة




بارك الله فيك اختي على الموضوع الرائع

نشاط مميز لعضوة مميزة ان شاء الله




انشاء الله وشكرا




شكراا جزيلا لك وجزاك الله خيرا على الموضوع المميز




التصنيفات
السنة الرابعة متوسط BEM 2015

تحضير درس الشباب ص111

الفكرة الغامة
مرحلة الشباب من اجمل المراحل وابهاها فعليهم ان يستغلوها فيما يعود عليهم وعلى امتهم بالخير والنفع والتقدم
الافكار الاساسية
ف1 الدور الفعال الدي يتمتع به الشباب لبناء مستقبلهم
ف2 الشباب هو محك الامة و سر حياتها
ف3 مرحلة الشباب لا تدوم فعلى الشباب اغتنام الفرصة بالجد والعمل قبل فوات الاوانتعليمية




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




التصنيفات
اسلاميات عامة

الشباب الحائر ومنهج الإقصاء

تعليمية تعليمية


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله من اتبع هداه؛
ثم أما بعد؛ فإنه منذ أن أشعلت الحدادية نارها، واشتد أوارها؛ عمد العلماء –الحكماء- إلى محاولة إخمادها بنزع الشعلة من أربابها -والذين كان منهم محمود الحداد ثم عبد اللطيف باشميل ثم فالح الحربي- وقاموا ببناء سياج حامي يمنع لهيبها من أن ينال أهل الحق والهدى.
ولكن الفتنة الأشد كانت في شأن الشيخ فالح الحربي، حيث كان بالأمس القريب يُظهِر السير في ركب العلماء، ومن ثَمَّ نال منهم التزكية والثناء، ثُمَّ لما حوَّل مساره إلى ركب الحدادية، ما وسع العلماء إلا الإلغاء لهذا الثناء، والتحذير من فتنته العمياء؛ فبات بعض الشباب يدوكون في ظلمات الحيرة والشك، وقالوا: لقد سئمنا من هذا المنهج –منهج الإقصاء-: اليوم تزكيات وثناء، وغدًا لا شيء!!
وقالوا: هذا المنهج –منهج الإقصاء- وَلَج فيه الشيخ ربيع، والشيخ النجمي، والشيخ زيد، والشيخ عبيد، والشيخ محمد بن هادي، والشيخ فالح، ولكن الآن غيَّروا، وبقي فالح فنُسِب إليه كل شيء، وهذا بشهادة علماء آخرين؟
وإذ بهم يقولون بلسان حالهم: {ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا}، وزاغت الأبصار، وصاروا يظنون بالله الظنونَا.
فأقول لهذا الشباب الحائر:
لا شك أن الأمر فتنة، ولكن هذه هي سنة الله في عباده، أن يبتلي بعضهم ببعض ليميز الخبيث من الطيب، وليحيى من حي عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة، فإن أردنا دنيا بلا فتنة فقد رُمنا جنة في الحياة الدنيا، وهذا خلاف سنة الله عز وجل؛ فالراحة هناك في دار القرار.
والعباد مستريح ومستراح منه، كما ثبت في الصحيحين عن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري أنه كان يحدِّث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مُرَّ عليه بجنازة فقال: "مستريح ومستراح منه"، قالوا يا رسول الله: ما المستريح والمستراح منه؟ قال: "العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب".
وإني أنصح هؤلاء الشباب أن يصدقوا مع أنفسهم في إجابة هذه الأسئلة حتى نقف على موطن الداء:
أولاً: هل درستم شيئًا من كتب العقيدة السلفية على أيدي العلماء الكبار دراسة المتأني الحريص على الفهم والعلم؟ هل درستم كتب: الأصول الثلاثة، والتوحيد، والواسطية، والطحاوية، والسنة لعبد الله بن أحمد، والسنة للبربهاري، والسنة لابن أبي عاصم، والسنة للخلال، والشريعة للآجري، وغيرها من كتب الاعتقاد؟ هل استمعتم لشروحات ابن باز وابن عثيمين والفوزان والنجمي والعباد وربيع وغيرهم من الأعلام على بعض هذه الكتب؟
ثانيًا: هل درستم شيئًا من الكتب التي أُلِّفت في بيان الأصول السلفية في الرد على المخالف، والتحذير من أهل البدع والأهواء، والتي كان من أعظمها وأجمعها في زماننا ما ألَّفه فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله؟
ثالثًا: هل تفقهون لم حذَّر العلماء من الشيخ فالح بعد أن كانوا يثنون عليه بالأمس القريب؟
وإني أستأذنكم أن أجيب عنكم، لأن الإجابة ظاهرة لائحة لكل مستبصر:
أما عن السؤال الأول: فالظاهر أنكم ما نلتم الحظ الوافر من دراسة الكتب المذكورة، ولذا صرتم في هذه الحيرة والشك والريبة، والتي لا يقع فيها إلا ضعيف العلم، الذي لم ترسخ قدمه في فقه العقيدة السلفية.
وكذا إجابة السؤال الثاني: حيث إنكم لو كنتم درستم القواعد السلفية في الرد على المخالف، ما سئمتم من كثرة الردود على المخالفين، ولأدركتم أن هذا أصل عظيم من أصول المنهج الحق، به تحفظ بقية الأصول، وعن طريقه ندرك السني السلفي من المبتدع المحدث.
فهل سئمتم من المنهج السلفي أم ماذا إن كنتم تعقلون؟!!
فإن قلتم: وهل فرض علينا دراسة هذه الكتب؟
قلت: وهل فرض عليكم إصدار الأحكام على العلماء بلا علم؟!!
وإن قلتم: لكن هل هذه الأصول السلفية تبيح هذه الفوضى في إعلاء أُناس في السماء العلياء ثم إسقاطهم في غمضة عين إلى أسفل سافلين؟!!
قلت: هذه مبالغة منكم أوتيتم فيها من جهلكم أولاً: بهذه الأصول، وثانيًا: بحقيقة الأمور التي حدثت، ويأتيكم مزيد من التفصيل في إجابة السؤال الثالث، وهي كالتالي:
إنكم تقيسون الأمور بمقياس عاطفي، ومن ثَمَّ تظنون أن تحذير العلماء من الشيخ فالح الحربي -أو من غيره ممن كان في الأمس القريب على المنهج السلفي- نابعٌ من عوامل نفسية ومصالح شخصية، وتخيلتم بخيالاتكم الفاسدة أن المنهج السلفي هو أرض مملوكة للعلماء يُدخلون في ملكهم من يشاؤون ممن يحبون بأهوائهم، ويخرجون منها من يشاؤون ممن يكرهون هكذا بلا ضابط ولا رابط.
وإني أكاد أجزم أن هؤلاء الحائرين ما قرؤوا شيئًا من ردود العلماء على الشيخ فالح، وما فقهوا شيئًا منها، ولكنهم صيَّروا أذانهم مصائد للشبهات من هنا ومن هناك، وحجبوا أعينهم عن النظر بتدبر فيما سطره العلماء من سطور مضيئة بنور الأدلة.
إخواني –بارك الله فيكم- إن المشايخ: ربيع بن هادي، وأحمد النجمي، وزيد المدخلي، وعبيد الجابري، ومحمد بن هادي ليسوا أصحاب منهج منفصل عن المشايخ: الفوزان، والعباد، والراجحي، وعبد العزيز آل الشيخ، وصالح آل الشيخ، وغيرهم من أعلام الهدى.
لكن قد يكون اشتغال المذكورين -أولاً- بعلم الجرح والتعديل أكثر من المذكورين -ثانيًا- هو السبب الذي جعلهم كما يقال في المواجهة؛ فظن من لا فقه له، أنهم متفردون بهذا المنهج، وقال بجهله: لو كانوا على حق، لشاركهم في طريقتهم المذكورين ثانيًا؟
وفي كل زمان كان يشتغل طائفة من أهل العلم بهذا العلم الجليل: الجرح والتعديل، دون آخرين من أهل العلم، فما عاب هؤلاء على هؤلاء، ولا هؤلاء على هؤلاء.
إخواني، في زمن الإمام أحمد كان يوجد عشرات من أعلام الهدى، لكن ما السبب الذي رفع أحمد فوقهم حتى صار هو إمام السنة؟ السبب: هو ذبه العظيم عن أصل من أصول الاعتقاد، ثم تحذيره من كل من يخالف هذا الأصل ويلج مع أصحابه.
فلم يسلم من حُسام أحمد جماعة من كبار العلماء مِمَّن أجاب في محنة خلق القرآن خوفًا من التعذيب، ومنهم رفيق رحلته وقرينه يحيى بن معين، وعلي بن الجعد، وسعدويه، وعبيد الله بن عمر القواريري، وعلي بن المديني، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأبو نصر التمَّار، وآخرون ذكرهم ابن الجوزي في مناقب أحمد (ص 519).
وذكر ابن الجوزي في المناقب (ص523) أن أبا خيثمة جاء فطرق على أحمد الباب، فلما خرج فرآه أغلق الباب ورجع مغضبًا يتكلم هو ونفسه بكلمات سمعها أبو خيثمة فلم يعد إليه، وعاده يحيى بن معين في مرضه؛ فولاَّه ظهره وأمسك عن كلامه حتى قام عنه وهو يتأفف، ويقول: بعد الصحبة الطويلة لا أُكلَّم.
ولم يعتبر أحمد لهم عذرًا؛ فهل قال منصف: إن أحمد قد أتى بمنهج غريب شديد خالف به علماء عصره؟!!
وهل يقال إن أحمد استخدم منهج الإقصاء مع رفيق رحلته، فبعد أن كان عنده إمامًا مقدَّمًا، يقصيه ويحذِّر منه؟!!
وهل يقال: إن أحمد صاحب غلو في الجرح لأنه لم يلتمس لهؤلاء الأعلام عذرًا، وكما قال ابن الجوزي في المناقب (ص525): "فإن قال قائل: إذا ثبت أن القوم أجابوا مُكرهين فقد استعملوا الجائز؛ فلِمَ هجرهم أحمد؟ فالجواب من ثلاثة أوجه:
أحدها: أن القوم تُوعِّدوا ولم يضربوا فأجابوا، والتواعد ليس بإكراه…
والثاني: أنه هجرهم على وجه التأديب ليعلم العوام تعظيم القول الذي أجابوا عليه؛ فيكون ذلك حفظًا لهم من الزيغ.
والثالث: أن معظم القوم لما أجابوا قبلوا الأموال وترددوا إلى القوم وتقربوا إليهم، ففعلوا ما لا يجوز؛ فلهذا استحقوا الذمَّ والهجر".اهـ
قلت: وثبت مع أحمد في محنته: أحمد بن نصر الخزاعي، ومحمد بن نوح، ونعيم بن حماد، وأبو نعيم الفضل بن دُكَيْن، ويحيى الحِماني، وغيرهم.
فهل يقال: فهل يقال إن أحمد ومَنْ ثبت معه قد غلوا في إحقاق الحق؟؟
فهناك من قَسَّم علماء أهل السنة المعاصرين إلى ثلاثة أقسام: قسم مغالي في إحقاق الحق، وقسم مفرِّط، وقسم وسط، وهو تقسيم باطل مبني على الرأي والهوى.
فالعالم الذي يتكلَّم في مخالف بالدليل والبرهان لا يقال عنه إنه غالى في إحقاق الحق؛ فمن وافق الحق لا يوصف بالغلو!!
ولَمَّا يكون هذا العالم من المشهود لهم بالعلم وصحة المنهج وأنه صاحب قدم ثابتة في علم الجرح والتعديل ثم أخطأ في الحكم على شخص، فلا يجوز أن يتهم بالغلو لمجرد خطئه.
وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/193): نا مسلم بن الحجاج النيسابوري قال حدثني إسحاق بن راهويه قال نا يحيى بن آدم قال نا بن إدريس قال: كنت عن مالك بن أنس وقال له رجل يا أبا عبد الله إنى كنت بالري عند أبى عبيد الله وثم محمد بن إسحاق فقال محمد بن إسحاق: اعرضوا عليَّ علم مالك فإنى أنا بيطاره؛ فقال مالك: دجال من الدجاجلة يقول اعرضوا عليَّ علمي.
فلم يصف أحد من العلماء مالكًا بأنه من أهل الغلو في الجرح، وإن كان لم يصب الحق في هذه الكلمة الشديدة في ابن إسحاق، اللهم إلا ما قاله الخطيب في تاريخ بغداد (1/223): "قد ذكر بعض العلماء أن مالكًا عابه جماعة من أهل العلم في زمانه بإطلاق لسانه في قوم معروفين بالصلاح والديانة والثقة والأمانة"؛ فرد عليه الذهبي في السير (7/38): " كلا ما عابهم إلا وهم عنده بخلاف ذلك وهو مثاب على ذلك وإن أخطأ اجتهاده رحمة الله علية".
قلت: وذلك لأن مالكًا كان من أهل الاجتهاد ومن أئمة السنة.
وكذا إذا تكلَّم النجمي أو ربيع أو زيد أو غيرهم من أئمة الجرح والتعديل في هذا الزمان في فلان أو علان؛ فإنهم أصابوا أم أخطؤوا، فهم إن شاء الله مثابون على اجتهادهم، ولا يجوز الانتقاص منهم، أو وصفهم بالغلو أو أن يقال: لقد زهدنا في كلامهم لكثرة كلامهم في الرجال.
والعلماء إن تكلَّموا في طالب علم سلفي، لا يكون مرادهم الأول إسقاطه كما تظنون، فما هي الفائدة التي تعود عليهم من إسقاطه؟! إنما قصدهم –كما هو قصد أئمة الجرح والتعديل على مر الأزمان- النصح للأمة، وحفظها من البدع والأهواء.
وهذا ابن تيمية يُرفع على سائر علماء عصره بكثرة ردوده على المخالفين، وتحذيره منهم بأسمائهم، مما جعل الكُلَّ يرميه عن قوس واحدة، حتى كان بعض أتباعه وتلاميذه يتخفون من الناس، ويخفون انتسابهم إلى منهج ابن تيمية حتى لا ينكل بهم.
فهل يقال إن ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الهادي قد أتوا بمنهج جديد غريب خالفوا به علماء عصرهم؟!! أو يقال إنهم قد غالوا في إحقاق الحق، وفرَّطوا في رحمة الخلق.
وهذا الأمير الصنعاني يظهر في بيئة من الزيدية المتعصِّبة فيجهر بكلمة السنة، ويحذِّر ممَّن يخالفها، وفي زمانه أيضًا علماء كبار، لكنهم لم يقوموا بما قام به الصنعاني من الصدع بكلمة الحق، والتحذير من مخالفي السنة، وتفنيد شبهاتهم والرد عليها، لذا لم يُحارَب هؤلاء العلماء مثلما حورب الصنعاني.
وأما عن قولكم: إن هذا المنهج –منهج الإقصاء- وَلَج فيه الشيخ ربيع، والشيخ النجمي، والشيخ زيد، والشيخ عبيد، والشيخ محمد بن هادي، والشيخ فالح، ولكن الآن غيَّروا، وبقي فالح فنُسِب إليه كل شيء، وهذا بشهادة علماء آخرين؟
فأقول: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟!!
إن هؤلاء العلماء الأفاضل ما تكلَّموا في أحد إلا ببينة وبرهان؛ فها هي ردودهم على سلمان وسفر وعائض ثم المغراوي ثم أبي الحسن المصري؟ هاتوا لنا دليلاً واضحًا أنهم افتروا عليهم؟ أو أنهم على زعمكم قد قاموا بإقصائهم عن المنهج السلفي هكذا بدون أسباب أو اتباعًا للهوى؟
ثم العلماء الآخرون الذين سكتوا عن أبي الحسن المصري، ثم فالح الحربي، هل سكوتهم في حد ذاته حجة، يتهم بها الآخرون الذين تكلَّموا بأنهم على منهج مغالي في الجرح؟
وقد تقدَّم الاستئناس بمحنة أحمد وانقسام العلماء في عصره على النحو الذي بيناه.
والذي يتهم هؤلاء العلماء بأنهم كانوا موافقين لفالح فيما هو عليه الآن ثم غيَّروا وتركوه وحده، فنُسب إليه كل شيء، يحتاج في تثبيت دعواه إلى بينات واضحات حتى يقبل قوله، والحق أحق أن يتبع.

وأما عن قولكم: إن العلماء متذبذبون، ففي الأمس القريب يقولون عن فالح إنه إمامٌ في السنة، ثم اليوم يقولون: هو من أعدى أعداء السنة؟
فأقول: -بارك الله فيكم- العلماء ليسوا بأنبياء، وليسوا ممن يعلمون الغيب، فهم يثنون على فلان أو يجرحونه على حسب ما يظهر لهم من حاله، فإذا كان في وقت ناصرًا للسنة، وظهرت له جهود واضحة في الذبِّ عن أهلها، فإنهم يثنون عليه، ويرفعونه إلى المرتبة التي يستحقها على حسب اجتهادهم؛ ثم إذا بدل وغيَّر، وصار في الجانب الآخر وأبى قبول النصح؛ فلا يسعهم إلا التحذير منه بعد أن كانوا يثنون عليه.
وكان أحمد، وابن معين، وأبو حاتم وغيرهم من أئمة الجرح والتعديل يتغير قولهم في الشخص الواحد، أو يكون لهم فيه أكثر من رواية على حسب حاله.
وأنتم تعلمون أن ابن باز والألباني وابن عثيمين ومقبلاً، والعبَّاد كانوا يثنون على سفر وسلمان وعائض ثم صارو يحذِّرون منهم.
فهل يقال عن هؤلاء الأعلام أنهم متذبذبون؟!!
إن هذا والله لافتراء عظيم نابعٌ من جهل بعلوم السنة وطرائق علمائها.
فاعلموا –بارك الله فيكم- أن إسقاط علماء فحول أمثال العلامة ربيع بن هادي، والنجمي، والجابري، وزيد المدخلي أمرٌ ليس بالهين، إلا أن يكونوا اقترفوا بالفعل ما يدينهم ويثبت هذا في كتاباتهم أو مجالسهم؟ أما إلقاء الكلام على عواهنه هكذا بدون حجة يثير الفتنة أكثر، ويجعلكم تزدادون حيرة.
وعليكم أن تخرجوا أنفسكم من القيل والقال، وكثرة السؤال فيما لا ينفعكم، وانشغلوا بتربية أنفسكم وذويكم على العقيدة الصحيحة والمنهج السوي.
وإن كنتم لم تفقهوا أسباب تحذير العلماء من فالح أو غيره؛ فالزموا السكوت ولا تخوضوا بأهوائكم وآرائكم الخاصة في أعراض العلماء دون علم ولا بينة؛ فإنكم بهذا تضرون أنفسكم لا تضرون هؤلاء العلماء، واتقوا الله واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه.
نسأل الله أن يريَنا الحقَّ حقًّا وأن يرزقنا اتباعه، وأن يريَنا الباطل باطلاً وأن يرزقنا اجتنابه.
وصلى الله على محمد وآله وأصحابه وسلَّم.

وكتب
أبو عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

الشباب الحائر ومنهج الإقصاء

تعليمية تعليمية


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله من اتبع هداه؛
ثم أما بعد؛ فإنه منذ أن أشعلت الحدادية نارها، واشتد أوارها؛ عمد العلماء –الحكماء- إلى محاولة إخمادها بنزع الشعلة من أربابها -والذين كان منهم محمود الحداد ثم عبد اللطيف باشميل ثم فالح الحربي- وقاموا ببناء سياج حامي يمنع لهيبها من أن ينال أهل الحق والهدى.
ولكن الفتنة الأشد كانت في شأن الشيخ فالح الحربي، حيث كان بالأمس القريب يُظهِر السير في ركب العلماء، ومن ثَمَّ نال منهم التزكية والثناء، ثُمَّ لما حوَّل مساره إلى ركب الحدادية، ما وسع العلماء إلا الإلغاء لهذا الثناء، والتحذير من فتنته العمياء؛ فبات بعض الشباب يدوكون في ظلمات الحيرة والشك، وقالوا: لقد سئمنا من هذا المنهج –منهج الإقصاء-: اليوم تزكيات وثناء، وغدًا لا شيء!!
وقالوا: هذا المنهج –منهج الإقصاء- وَلَج فيه الشيخ ربيع، والشيخ النجمي، والشيخ زيد، والشيخ عبيد، والشيخ محمد بن هادي، والشيخ فالح، ولكن الآن غيَّروا، وبقي فالح فنُسِب إليه كل شيء، وهذا بشهادة علماء آخرين؟
وإذ بهم يقولون بلسان حالهم: {ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا}، وزاغت الأبصار، وصاروا يظنون بالله الظنونَا.
فأقول لهذا الشباب الحائر:
لا شك أن الأمر فتنة، ولكن هذه هي سنة الله في عباده، أن يبتلي بعضهم ببعض ليميز الخبيث من الطيب، وليحيى من حي عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة، فإن أردنا دنيا بلا فتنة فقد رُمنا جنة في الحياة الدنيا، وهذا خلاف سنة الله عز وجل؛ فالراحة هناك في دار القرار.
والعباد مستريح ومستراح منه، كما ثبت في الصحيحين عن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري أنه كان يحدِّث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مُرَّ عليه بجنازة فقال: "مستريح ومستراح منه"، قالوا يا رسول الله: ما المستريح والمستراح منه؟ قال: "العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب".
وإني أنصح هؤلاء الشباب أن يصدقوا مع أنفسهم في إجابة هذه الأسئلة حتى نقف على موطن الداء:
أولاً: هل درستم شيئًا من كتب العقيدة السلفية على أيدي العلماء الكبار دراسة المتأني الحريص على الفهم والعلم؟ هل درستم كتب: الأصول الثلاثة، والتوحيد، والواسطية، والطحاوية، والسنة لعبد الله بن أحمد، والسنة للبربهاري، والسنة لابن أبي عاصم، والسنة للخلال، والشريعة للآجري، وغيرها من كتب الاعتقاد؟ هل استمعتم لشروحات ابن باز وابن عثيمين والفوزان والنجمي والعباد وربيع وغيرهم من الأعلام على بعض هذه الكتب؟
ثانيًا: هل درستم شيئًا من الكتب التي أُلِّفت في بيان الأصول السلفية في الرد على المخالف، والتحذير من أهل البدع والأهواء، والتي كان من أعظمها وأجمعها في زماننا ما ألَّفه فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله؟
ثالثًا: هل تفقهون لم حذَّر العلماء من الشيخ فالح بعد أن كانوا يثنون عليه بالأمس القريب؟
وإني أستأذنكم أن أجيب عنكم، لأن الإجابة ظاهرة لائحة لكل مستبصر:
أما عن السؤال الأول: فالظاهر أنكم ما نلتم الحظ الوافر من دراسة الكتب المذكورة، ولذا صرتم في هذه الحيرة والشك والريبة، والتي لا يقع فيها إلا ضعيف العلم، الذي لم ترسخ قدمه في فقه العقيدة السلفية.
وكذا إجابة السؤال الثاني: حيث إنكم لو كنتم درستم القواعد السلفية في الرد على المخالف، ما سئمتم من كثرة الردود على المخالفين، ولأدركتم أن هذا أصل عظيم من أصول المنهج الحق، به تحفظ بقية الأصول، وعن طريقه ندرك السني السلفي من المبتدع المحدث.
فهل سئمتم من المنهج السلفي أم ماذا إن كنتم تعقلون؟!!
فإن قلتم: وهل فرض علينا دراسة هذه الكتب؟
قلت: وهل فرض عليكم إصدار الأحكام على العلماء بلا علم؟!!
وإن قلتم: لكن هل هذه الأصول السلفية تبيح هذه الفوضى في إعلاء أُناس في السماء العلياء ثم إسقاطهم في غمضة عين إلى أسفل سافلين؟!!
قلت: هذه مبالغة منكم أوتيتم فيها من جهلكم أولاً: بهذه الأصول، وثانيًا: بحقيقة الأمور التي حدثت، ويأتيكم مزيد من التفصيل في إجابة السؤال الثالث، وهي كالتالي:
إنكم تقيسون الأمور بمقياس عاطفي، ومن ثَمَّ تظنون أن تحذير العلماء من الشيخ فالح الحربي -أو من غيره ممن كان في الأمس القريب على المنهج السلفي- نابعٌ من عوامل نفسية ومصالح شخصية، وتخيلتم بخيالاتكم الفاسدة أن المنهج السلفي هو أرض مملوكة للعلماء يُدخلون في ملكهم من يشاؤون ممن يحبون بأهوائهم، ويخرجون منها من يشاؤون ممن يكرهون هكذا بلا ضابط ولا رابط.
وإني أكاد أجزم أن هؤلاء الحائرين ما قرؤوا شيئًا من ردود العلماء على الشيخ فالح، وما فقهوا شيئًا منها، ولكنهم صيَّروا أذانهم مصائد للشبهات من هنا ومن هناك، وحجبوا أعينهم عن النظر بتدبر فيما سطره العلماء من سطور مضيئة بنور الأدلة.
إخواني –بارك الله فيكم- إن المشايخ: ربيع بن هادي، وأحمد النجمي، وزيد المدخلي، وعبيد الجابري، ومحمد بن هادي ليسوا أصحاب منهج منفصل عن المشايخ: الفوزان، والعباد، والراجحي، وعبد العزيز آل الشيخ، وصالح آل الشيخ، وغيرهم من أعلام الهدى.
لكن قد يكون اشتغال المذكورين -أولاً- بعلم الجرح والتعديل أكثر من المذكورين -ثانيًا- هو السبب الذي جعلهم كما يقال في المواجهة؛ فظن من لا فقه له، أنهم متفردون بهذا المنهج، وقال بجهله: لو كانوا على حق، لشاركهم في طريقتهم المذكورين ثانيًا؟
وفي كل زمان كان يشتغل طائفة من أهل العلم بهذا العلم الجليل: الجرح والتعديل، دون آخرين من أهل العلم، فما عاب هؤلاء على هؤلاء، ولا هؤلاء على هؤلاء.
إخواني، في زمن الإمام أحمد كان يوجد عشرات من أعلام الهدى، لكن ما السبب الذي رفع أحمد فوقهم حتى صار هو إمام السنة؟ السبب: هو ذبه العظيم عن أصل من أصول الاعتقاد، ثم تحذيره من كل من يخالف هذا الأصل ويلج مع أصحابه.
فلم يسلم من حُسام أحمد جماعة من كبار العلماء مِمَّن أجاب في محنة خلق القرآن خوفًا من التعذيب، ومنهم رفيق رحلته وقرينه يحيى بن معين، وعلي بن الجعد، وسعدويه، وعبيد الله بن عمر القواريري، وعلي بن المديني، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأبو نصر التمَّار، وآخرون ذكرهم ابن الجوزي في مناقب أحمد (ص 519).
وذكر ابن الجوزي في المناقب (ص523) أن أبا خيثمة جاء فطرق على أحمد الباب، فلما خرج فرآه أغلق الباب ورجع مغضبًا يتكلم هو ونفسه بكلمات سمعها أبو خيثمة فلم يعد إليه، وعاده يحيى بن معين في مرضه؛ فولاَّه ظهره وأمسك عن كلامه حتى قام عنه وهو يتأفف، ويقول: بعد الصحبة الطويلة لا أُكلَّم.
ولم يعتبر أحمد لهم عذرًا؛ فهل قال منصف: إن أحمد قد أتى بمنهج غريب شديد خالف به علماء عصره؟!!
وهل يقال إن أحمد استخدم منهج الإقصاء مع رفيق رحلته، فبعد أن كان عنده إمامًا مقدَّمًا، يقصيه ويحذِّر منه؟!!
وهل يقال: إن أحمد صاحب غلو في الجرح لأنه لم يلتمس لهؤلاء الأعلام عذرًا، وكما قال ابن الجوزي في المناقب (ص525): "فإن قال قائل: إذا ثبت أن القوم أجابوا مُكرهين فقد استعملوا الجائز؛ فلِمَ هجرهم أحمد؟ فالجواب من ثلاثة أوجه:
أحدها: أن القوم تُوعِّدوا ولم يضربوا فأجابوا، والتواعد ليس بإكراه…
والثاني: أنه هجرهم على وجه التأديب ليعلم العوام تعظيم القول الذي أجابوا عليه؛ فيكون ذلك حفظًا لهم من الزيغ.
والثالث: أن معظم القوم لما أجابوا قبلوا الأموال وترددوا إلى القوم وتقربوا إليهم، ففعلوا ما لا يجوز؛ فلهذا استحقوا الذمَّ والهجر".اهـ
قلت: وثبت مع أحمد في محنته: أحمد بن نصر الخزاعي، ومحمد بن نوح، ونعيم بن حماد، وأبو نعيم الفضل بن دُكَيْن، ويحيى الحِماني، وغيرهم.
فهل يقال: فهل يقال إن أحمد ومَنْ ثبت معه قد غلوا في إحقاق الحق؟؟

فهناك من قَسَّم علماء أهل السنة المعاصرين إلى ثلاثة أقسام: قسم مغالي في إحقاق الحق، وقسم مفرِّط، وقسم وسط، وهو تقسيم باطل مبني على الرأي والهوى.
فالعالم الذي يتكلَّم في مخالف بالدليل والبرهان لا يقال عنه إنه غالى في إحقاق الحق؛ فمن وافق الحق لا يوصف بالغلو!!
ولَمَّا يكون هذا العالم من المشهود لهم بالعلم وصحة المنهج وأنه صاحب قدم ثابتة في علم الجرح والتعديل ثم أخطأ في الحكم على شخص، فلا يجوز أن يتهم بالغلو لمجرد خطئه.
وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/193): نا مسلم بن الحجاج النيسابوري قال حدثني إسحاق بن راهويه قال نا يحيى بن آدم قال نا بن إدريس قال: كنت عن مالك بن أنس وقال له رجل يا أبا عبد الله إنى كنت بالري عند أبى عبيد الله وثم محمد بن إسحاق فقال محمد بن إسحاق: اعرضوا عليَّ علم مالك فإنى أنا بيطاره؛ فقال مالك: دجال من الدجاجلة يقول اعرضوا عليَّ علمي.
فلم يصف أحد من العلماء مالكًا بأنه من أهل الغلو في الجرح، وإن كان لم يصب الحق في هذه الكلمة الشديدة في ابن إسحاق، اللهم إلا ما قاله الخطيب في تاريخ بغداد (1/223): "قد ذكر بعض العلماء أن مالكًا عابه جماعة من أهل العلم في زمانه بإطلاق لسانه في قوم معروفين بالصلاح والديانة والثقة والأمانة"؛ فرد عليه الذهبي في السير (7/38): " كلا ما عابهم إلا وهم عنده بخلاف ذلك وهو مثاب على ذلك وإن أخطأ اجتهاده رحمة الله علية".
قلت: وذلك لأن مالكًا كان من أهل الاجتهاد ومن أئمة السنة.
وكذا إذا تكلَّم النجمي أو ربيع أو زيد أو غيرهم من أئمة الجرح والتعديل في هذا الزمان في فلان أو علان؛ فإنهم أصابوا أم أخطؤوا، فهم إن شاء الله مثابون على اجتهادهم، ولا يجوز الانتقاص منهم، أو وصفهم بالغلو أو أن يقال: لقد زهدنا في كلامهم لكثرة كلامهم في الرجال.
والعلماء إن تكلَّموا في طالب علم سلفي، لا يكون مرادهم الأول إسقاطه كما تظنون، فما هي الفائدة التي تعود عليهم من إسقاطه؟! إنما قصدهم –كما هو قصد أئمة الجرح والتعديل على مر الأزمان- النصح للأمة، وحفظها من البدع والأهواء.
وهذا ابن تيمية يُرفع على سائر علماء عصره بكثرة ردوده على المخالفين، وتحذيره منهم بأسمائهم، مما جعل الكُلَّ يرميه عن قوس واحدة، حتى كان بعض أتباعه وتلاميذه يتخفون من الناس، ويخفون انتسابهم إلى منهج ابن تيمية حتى لا ينكل بهم.
فهل يقال إن ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الهادي قد أتوا بمنهج جديد غريب خالفوا به علماء عصرهم؟!! أو يقال إنهم قد غالوا في إحقاق الحق، وفرَّطوا في رحمة الخلق.
وهذا الأمير الصنعاني يظهر في بيئة من الزيدية المتعصِّبة فيجهر بكلمة السنة، ويحذِّر ممَّن يخالفها، وفي زمانه أيضًا علماء كبار، لكنهم لم يقوموا بما قام به الصنعاني من الصدع بكلمة الحق، والتحذير من مخالفي السنة، وتفنيد شبهاتهم والرد عليها، لذا لم يُحارَب هؤلاء العلماء مثلما حورب الصنعاني.
وأما عن قولكم: إن هذا المنهج –منهج الإقصاء- وَلَج فيه الشيخ ربيع، والشيخ النجمي، والشيخ زيد، والشيخ عبيد، والشيخ محمد بن هادي، والشيخ فالح، ولكن الآن غيَّروا، وبقي فالح فنُسِب إليه كل شيء، وهذا بشهادة علماء آخرين؟
فأقول: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟!!
إن هؤلاء العلماء الأفاضل ما تكلَّموا في أحد إلا ببينة وبرهان؛ فها هي ردودهم على سلمان وسفر وعائض ثم المغراوي ثم أبي الحسن المصري؟ هاتوا لنا دليلاً واضحًا أنهم افتروا عليهم؟ أو أنهم على زعمكم قد قاموا بإقصائهم عن المنهج السلفي هكذا بدون أسباب أو اتباعًا للهوى؟
ثم العلماء الآخرون الذين سكتوا عن أبي الحسن المصري، ثم فالح الحربي، هل سكوتهم في حد ذاته حجة، يتهم بها الآخرون الذين تكلَّموا بأنهم على منهج مغالي في الجرح؟
وقد تقدَّم الاستئناس بمحنة أحمد وانقسام العلماء في عصره على النحو الذي بيناه.
والذي يتهم هؤلاء العلماء بأنهم كانوا موافقين لفالح فيما هو عليه الآن ثم غيَّروا وتركوه وحده، فنُسب إليه كل شيء، يحتاج في تثبيت دعواه إلى بينات واضحات حتى يقبل قوله، والحق أحق أن يتبع.
وأما عن قولكم: إن العلماء متذبذبون، ففي الأمس القريب يقولون عن فالح إنه إمامٌ في السنة، ثم اليوم يقولون: هو من أعدى أعداء السنة؟
فأقول: -بارك الله فيكم- العلماء ليسوا بأنبياء، وليسوا ممن يعلمون الغيب، فهم يثنون على فلان أو يجرحونه على حسب ما يظهر لهم من حاله، فإذا كان في وقت ناصرًا للسنة، وظهرت له جهود واضحة في الذبِّ عن أهلها، فإنهم يثنون عليه، ويرفعونه إلى المرتبة التي يستحقها على حسب اجتهادهم؛ ثم إذا بدل وغيَّر، وصار في الجانب الآخر وأبى قبول النصح؛ فلا يسعهم إلا التحذير منه بعد أن كانوا يثنون عليه.
وكان أحمد، وابن معين، وأبو حاتم وغيرهم من أئمة الجرح والتعديل يتغير قولهم في الشخص الواحد، أو يكون لهم فيه أكثر من رواية على حسب حاله.
وأنتم تعلمون أن ابن باز والألباني وابن عثيمين ومقبلاً، والعبَّاد كانوا يثنون على سفر وسلمان وعائض ثم صارو يحذِّرون منهم.
فهل يقال عن هؤلاء الأعلام أنهم متذبذبون؟!!
إن هذا والله لافتراء عظيم نابعٌ من جهل بعلوم السنة وطرائق علمائها.
فاعلموا –بارك الله فيكم- أن إسقاط علماء فحول أمثال العلامة ربيع بن هادي، والنجمي، والجابري، وزيد المدخلي أمرٌ ليس بالهين، إلا أن يكونوا اقترفوا بالفعل ما يدينهم ويثبت هذا في كتاباتهم أو مجالسهم؟ أما إلقاء الكلام على عواهنه هكذا بدون حجة يثير الفتنة أكثر، ويجعلكم تزدادون حيرة.
وعليكم أن تخرجوا أنفسكم من القيل والقال، وكثرة السؤال فيما لا ينفعكم، وانشغلوا بتربية أنفسكم وذويكم على العقيدة الصحيحة والمنهج السوي.
وإن كنتم لم تفقهوا أسباب تحذير العلماء من فالح أو غيره؛ فالزموا السكوت ولا تخوضوا بأهوائكم وآرائكم الخاصة في أعراض العلماء دون علم ولا بينة؛ فإنكم بهذا تضرون أنفسكم لا تضرون هؤلاء العلماء، واتقوا الله واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه.
نسأل الله أن يريَنا الحقَّ حقًّا وأن يرزقنا اتباعه، وأن يريَنا الباطل باطلاً وأن يرزقنا اجتنابه.
وصلى الله على محمد وآله وأصحابه وسلَّم.

وكتب
أبو عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

استغلال نعمة الشباب في طاعة الله

استغلال نعمة الشباب في طاعة الله


الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن الشباب من نعم الله العظيمة، وصاحبه قد مُنح قوة تعينه على تحقيق آماله بالاستعانة بالله عزَّ وجلَّ، وهي مرحلة عظيمة ينبغي أن تصان عما لا ينبغي من الأخلاق والأعمال، وينبغي لصاحبها أن يجتهد فيما يبلغه إلى الله عزَّ وجلَّ ونفع عباده. مرحلة الشباب مرحلة عظيمة، هي أهم المراحل، ومن سنة الله عزَّ وجلَّ أن العبد إذا استقام على أمرٍ وواظب عليه وشب عليه، فإن الله جلَّ وعَلا يعينه على إكمال ذلك، ويتوفاه على ما عاش عليه ونشأ عليه من الخير، وقد أشاد الإسلام بالشباب وحثه على الاستقامة، ورغبه بأسباب النجاة والسعادة، ولهذا ثبت في الصحيحين : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (سبعةٌ يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه).


هذا الحديث العظيم يدل على عظم شأن الشباب، وأنه ينبغي للشاب أن يُعنى بهذه المرحلة، وأن يستقيم فيها على أمر الله، وأن يحاسب نفسه؛ حتى لا يكون سبباً لضلال غيره. وقد ذكر عليه الصلاة والسلام هؤلاء السبعة، وبدأهم بالإمام العادل؛ لأن الإمام العادل مصلحته تعم المسلمين، وتنفع المسلمين، فيقيم فيهم شرع الله، ويحكم فيهم بالعدل، وينصف مظلومهم من ظالمهم، ويعينهم على طاعة الله عزَّ وجلَّ، فلهذا صار أول السبعة، الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله. ثم ذكر بعده الشاب الذي نشأ في عبادة الله، فصار هو الثاني؛ لأن الشاب إذا نشأ في عبادة الله نفع الله به الأمة، فعلمهم، ودعا إلى الله في شبابه وبعد مشيبه وكبر سنه، فيكون نفعه عظيماً، والفائدة كبيرة، لكونه نشأ في طاعة الله وعبادته، ولكونه تعلم في حال القوة والنشاط، فيزداد علماً وهدىً وتوفيقاً كلما زاد سنه وارتفع، فيكون نفعه أكثر للأمة، والتأسي به في ذلك، كذلك من الشباب المماثل، فالشباب يتأسى بعضهم ببعض، ويقتدي بعضهم ببعض، فكلما قوي نشاط الشباب في طاعة الله تأسى به الآخرون، وكثر عباد الله المستقيمون، وانتشر العلم بينهم، وتأسى بهم غيرهم، فيكثر الخير، ويقل الشر، ويقوم أمر الله، ويخذل الباطل، وتشيع الفضائل، وتختفي الرذائل. ومن ذلك: قوله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء) فأمر الشباب بالزواج، حتى يحصنوا فروجهم ويغضوا أبصارهم، وحتى يكونوا قدوة لغيرهم في الخير، ولهذا قال: (فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج). فعُلِم بذلك أنه ينبغي للشباب أن يبادر إلى كل ما يعينه على طاعة الله، حتى يتأسى به غيره، وحتى تكون سجية له، وعملاً مستمراً له في طاعة الله سبحانه وتعالى .

لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لك اخي ابوسليمان

والله قليل فقط من يستفيد نعمة الشباب في الطاعه

بارك الله فيك اخي




التصنيفات
اسلاميات عامة

انحراف الشباب و مشاكله

انحراف الشباب ومشاكله

إن أسباب انحراف ومشاكل الشباب كثيرة متنوعة ، وذلك أن الإنسان في مرحلة الشباب يكون على جانب كبير من التطور الجسمي والفكري والعقلي ، لأنها مرحلة النمو فيحصل له تطورات سريعة في التحول والتقلب ، فمن ثم كان من الضروري في هذه المرحلة أن تهيأ له أسباب ضبط النفس وكبح جماحها والقيادة الحكيمة التي توجهه إلى الصراط المستقيم .
وأهم أسباب الإنحراف ما يأتي :
1- الفراغ .. فالفراغ داء قتال للفكر والعقل والطاقات الجسمية ، إذ النفس لا بد لها من حركة وعمل ، فإذا كانت فارغة من ذلك تبلد الفكر وثخن العقل وضعفت حركة النفس واستولت الوساوس والأفكار الرديئة على القلب ، وربما حدث له إرادات سيئة شريرة ينفس بها عن الكبت الذي أصابه من الفراغ . وعلاج هذه المشكلة : أن يسعى الشاب في تحصيل عمل يناسبه من قراءة أو تجارة أو كتابة او غيرها مما يحول بينه وبين هذا الفراغ ويستوجب ان يكون عضواً سليماً عاملاً في مجتمعه لنفسه ولغيره .
2- الجفاء والبعد بين الشباب وكبار السن من أهليهم ومن غيرهم ، فترى بعض الكبار يشاهدون الانحراف من شبابهم أوغيرهم فيقفون حيارى عاجزين عن تقويمهم آيسين من صلاحهم ، فينتج من ذلك بغض هؤلاء الشباب والنفور منهم وعدم المبالاة بأي حال من أحوالهم صلحوا أم فسدوا ، وربما حكموا بذلك على جميع الشباب وصار لديهم عقدة نفسية على كل شاب ، فيتفكك بذلك المجتمع وينظر كل من الشباب والكبار إلى صاحبه نظرة الازدراء والاحتقار وهذا من أكبر الأخطار التي تحدق بالمجتمعات .
وعلاج هذه المشكلة : أن يحاول كل من الشباب والكبار إزالة هذه الجفوة والتباعد بينهم ، وأن يعتقد الجميع بأن المجتمع بشبابه وكباره كالجسد الواحد إذا فسد منه عضو أدى ذلك إلى فساد الكل .
كما أن على الكبار أن يشعروا بالمسئولية الملقاة على عواتقهم نحو شبابهم ، وأن يستبعدوا اليأس الجاثم على نفوسهم من صلاح الشباب فإن الله قادر على كل شئ ، فكم من ضال هداه الله فكان مشعل هداية وداعية إصلاح .
وعلى الشباب أن يضمروا لكبارهم الإكرام واحترام الآراء وقبول التوجيه أنهم أدركوا من التجارب وواقع الحياة ما لم يدركه هؤلاء فإذا التقت حكمة الكبار بقوة الشباب نال المجتمع سعادته بإذن الله .

3- الاتصال بقوم منحرفين ومصاحبتهم وهذا يؤثر كثيراً على الشباب في عقله وتفكيره وسلوكه ، ولذلك جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم (( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ))3 وقال صلى الله عليه وسلم : (( مثل الجليس السوء كنافخ الكير : إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه رائحة كريهة .4

وعلاج ذلك : أن يختار الشاب لصحبته من كان ذا خير وصلاح وعقل ، من أجل أن يكتسب من خيره وصلاحه وعقله ، فيزن الناس قبل مصاحبتهم بالبحث عن أحوالهم وسمعتهم، فإن كانوا ذوي خلق فاضل ودين مستقيم وسمعة طيبة فهم ضالته المنشودة وغنيمته المحرزة فليستمسك بهم وإلا فالواجب الحذر منهم والبعد عنهم وأن لا يغتر بمعسول القول وحسن المظهر ، فإن ذلك خداع وتضليل يسلكه أصحاب الشر ليجذبوا بسطاء الناس لعلهم يكثرون سوادهم ويغطون بذلك ما فسد من أحوالهم وما أحسن قول الشاعر :

أبل الرجال إذا اردت إخائهم وتوسمن أمورهم وتفقد

فإذا ظفرت بذي اللبابة والتقى فيه اليدين قرين عين فاشدد
4- قراءة بعض الكتب الهدامة من رسائل وصحف ومجلات وغيرها مما يشكك المرء في دينه وعقيدته ، ويجره إلى هاوية التفسخ من الأخلاق الفاضلة فيقع في الكفر والرذيلة إذا لم يكن عند الشباب منعة قوية من الثقافة الدينية العميقة والفكر الثاقب كي يتمكن بذلك من التفريق بين الحق والباطل وبين النافع والضار .
فقراة مثل هذه الكتب تقلب الشباب رأساً على عقب ، لأنها تصادف أرضاً خصبة في عقلية الشاب وتفكيره بدون مانع فتقوى عروقها ويصلب عودها وتنعكس في مرآة عقله وحياته .
وعلاج هذه المشكلة : أن يبتعد عن قراءة هذه الكتب إلى قراءة كتب أخرى تغرس في قلبه محبة الله ورسوله ، وتحقيق الإيمان والعمل الصالح ، وليصبر على ذلك ؛ فإن النفس سوف تعالجه أشد المعالجة على قراءة ما كان يألفه من قبل ، وتملله وتضجره من قراءة الكتب الأخرى النافعة بمنزلة من يصارع نفسه على أن تقوم بطاعة الله فتأبى إلا أن تشتغل باللهو والزور .
وأهم الكتب النافعة كتاب الله ، وما كان عليه أهل العلم من التفسير بالمأثور الصحيح والمعقول الصريح ، وكذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ما كتبه أهل العلم استنباطاً من هذين المصدرين أو تفقهاً .
5 – ظن بعض الشباب أن الإسلام تقييد للحريات وكبت للطاقات فينفر من الإسلام ويعتقده ديناً رجعياً يأخذ بيد أهله إلى الوراء ويحول بينهم وبين التقدم والرقي .
وعلاج هذه المشكلة : أن يكشف النقاب عن حقيقة الإسلام لهؤلاء الشباب الذين جهلوا حقيقته لسوء تصورهم أو قصور علمهم أو كليهما معاً .
ومن يك ذا فم مر مريض يجد مراً به الماء الزلالا
فالإسلام ليس تقييداً للحريات ، ولكنه تنظيم لها وتوجيه سليم حتى لا تصطدم حرية شخص بحرية آخرين عندما يعطى الحرية بلا حدود ، لأنه ما من شخص يريد الحرية المطلقة بلا حدود إلا كانت حريته هذه على حساب حريات الآخرين ، فيقع التصادم بين الحريات وتنتشر الفوضى ويحل الفساد .
ولذلك سمى الله الأحكام الدينية حدوداً ، فإذا كان الحكم تحريماً قال : ) تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا)(البقرة: الآية187). وإن كان إيجاباً قال : ) تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا)(البقرة: الآية229) .
وهناك فرق بين التقييد الذي ظنه هذا البعض وبين التوجيه والتنظيم الذي شرعه لعباده الحكيم الخبير .
وعلى هذا فلا داعي لهذه المشكله من أصلها ، إذ التنظيم أمر واقعي في جميع المجالات في هذا الكون والإنسان بطبيعته خاضع لهذا التنظيم الواقعي .

فهو خاضع لسلطان الجوع والعطش ولنظام الأكل والشرب ، ولذلك يضطر إلى تنظيم أكله وشربه كمية وكيفية ونوعاً كي يحافظ على صحة بدنه وسلامته .
وهو خاضع كذلك لنظامه الاجتماعي ، متمسك بعادة بلده في مسكنه ولباسه وذهابه ومجيئه ، فيخضع مثلاً لشكل اللباس ونوعه ولشكل البيت ونوعه ، ولنظام السير والمرور ، وإن لم يخضع لهذا عد شاذاً يستحق ما يستحقه أهل الشذوذ والبعد عن المألوف .
إذن فالحياة كلها خضوع لحدود معينة كي تسير الأمور على الغرض المقصود ، وإذا كان الخضوع للنظم الاجتماعية مثلاً خضوعا ً لا بد منه لصلاح المجتمع ومنع الفوضوية ، ولا يتبرم منه أي مواطن فالخضوع كذلك للنظم الشرعية أمر لابد منه لصلاح الأمة ، فكيف يتبرم منه البعض ويرى أنه تقييد للحريات ؟ ! إن هذا إلا إفك مبين وظن باطل أثيم .
والإسلام كذلك ليس كبتاً للطاقات ، وإنما هو ميدان فسيح للطاقات كلها الفكرية والعقلية والجسمية .
فالإسلام يدعو إلى التفكير والنظر لكي يعتبر الإنسان وينمي عقله وفكره ، فيقول الله تعالى : )قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا)(سـبأ: الآية46) ويقول تعالى : ( قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)(يونس: الآية101) .
والإسلام لا يقتصر على الدعوة إلى التفكير والنظر ، بل يعيب كذلك على الذين لا يعقلون ولا ينظرون ولا يتفكرون .
فيقول الله تعالى : )أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْء)(الأعراف: الآية185) .ويقول تعالى: )أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَق)(الروم: الآية8) . ويقول تعالى : )وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ) (يّـس:68) .
والأمر بالنظر والتفكير ما هو إلا تفتيح للطاقات العقلية والفكرية ، فكيف يقول البعض : إنه كبت للطاقات ؟.) كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً)(الكهف: الآية5) والإسلام قد أباح لأبنائه جميع التي لا ضرر فيها على المرء في بدنه أو دينه أو عقله .
فأباح الأكل والشرب من جميع الطيبات : )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّه)(البقرة: الآية172) . وقال : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)(الأعراف: الآية31) .وأباح جميع الألبسه على وفق ما تقتضيه الحكمة والفطرة . فقال تعالى : (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْر)(الأعراف: الآية26) . وقال تعالى : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَة)(الأعراف: الآية32) .وأباح التمتع بالنساء بالنكاح الشرعي . . فقال تعالى : (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً ) (النساء: الآية3) . وفي مجال التكسب لم يكبت الإسلام طاقات أبنائه ، بل أحل لهم جميع المكاسب العادلة الصادرة عن رضي ، يقول الله تعالى : (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا)(البقرة: الآية275) . ويقول : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) (الملك:15) . ويقول : (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّه)(الجمعة: الآية10) .
فهل بعد ذلك يصح ظن البعض أو قوله بأن الإسلام كبت للطاقات ؟ !

3 – أخرجه الترمذي ، كتاب الزهد ، باب 45 ( 2378 ) وقال : حديث حسن غريب . وحسنه الألباني فى صحيح الجامع ( 3545 ) .

4 – اخرجه بنحوه البخارى ن كتاب البيوع ، باب في العطار وبيع المسك ( 2101 ) وفى كتاب الذبائح والصيد ، باب المسك 5534
ومسلم ، كتاب البر والصلة والآداب ، باب استحباب .
مجالسة الصالحين . . . ( 2628 )





بارك الله فيكم

نسال الله ان يهدينا وان يهدي جميع شباب المسلمين

موضوع قيم جدا




بارك الله فيك
ممتاز……
وقفت على مربط الفرس




بارك الله فيك

شكرا لك على الموضوع




اللهم اهد شباب وشابات المسلمين ووفقهم لما تحب وترضى وباعد بينهم وبين المعاصي وحبب اليهم الدين والبسهم لباس العفة والطهارة واكفهم بحلالك عن حرامك.بارك الله فيك وجزاك الله كل خير




مشكـــور أخ فريد على الموضوع الفريد




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

سبُّ الله في الجزائر يكثر ولكن الشباب لا يقصدون سب الله ! الشيخ محمد بن هادي المدخلي

تعليمية

سبُّ الله في الجزائر يكثر ولكن الشباب لا يقصدون سب الله ! الشيخ محمد بن هادي المدخلي

بسم الله الرحمن الرحيم


هذا سؤال طُرح على فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي-حفظه الله-

السائل: طيب، شيخ سبُّ الله في الجزائر يكثر يا شيخ، ولكن الشباب لا يقصدون سب الله بذاته وإنما جرى على العادة !
لكن لو قلت له هذا كفر وأنت كفرت يقول معاذ الله أنا ما أقصد سبَّ الله وإنَّما هذا من سوء التربية !!

المادة الصوتية من هنا

التفريغ:

السائل: طيب، شيخ سبُّ الله في الجزائر يكثر يا شيخ، ولكن الشباب لا يقصدون سب الله بذاته وإنما جرى على العادة !

الشيخ: جرى على العادة سبُّ الله !

السائل: لكن لو قلت له هذا كفر وأنت كفرت يقول معاذ الله أنا ما أقصد سبَّ الله وإنَّما هذا من سوء التربية !!

الشيخ: هذا كلام باطل، وهذا نتن ، يعرف أنه سب ويعتذر عنه! كذَّاب هذا، دجَّال، أفَّاك .نعم!

انتهى كلام الشيخ


فالحذر الحذر من هذا الأمر الخطير الذي شاع في مجتمعاتنا
نسأل الله السلامة و العافية




السلام عليكم و رحمة الله و بركآآته
بارك الله فيك أختي




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رنين تعليمية
السلام عليكم و رحمة الله و بركآآته
بارك الله فيك أختي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

و فيكِ بارك الله أخية




ما حكم من سب الله سبحانه وتعالى- يا سبحان الله- وسب الدين أو سب الرسول عليه الصلاة والسلام مع التفصيل حيث إن هنالك فتوى بأن مَن سب الله وإن تكرر منه ذلك باستمرار طالما أنه يصلي فهو فاسق وليس بكافر ؟

الجواب:

نحن في عصر العجائب وهذه الفتوى من العجائب إنْ كان المفتي مِن أهل العلم، فَكُفْرُ مَنْ سَبَّ الله ورسوله والدين الإسلامي محل إجماع ولا نعلم الخلاف في ذلك أبدا – قبل هذا المفتي- كائنا من كان – قبل هذا المفتي – أهل العلم مجمعون على أن مَنْ سب الله يعتبر كافر كفر بواحا ومن سب رسوله عليه الصلاة والسلام أو الدين الإسلامي أو سخر من الرسول أو سخر من الدين أو سخر من الله، فينبغي أن ننظر في المسألة نظرة عقلية، فالذي يسب الله أليس معنى ذلك يكره الله؟؟
شاب سألني البارحة أو قبل قال:"لو سب الله في حالة غضب، ما الحكم؟؟

الجواب:غَضِبَ على مَنْ؟؟!! يعني غضب على الله فسبه؟؟ وأراد الشاب أن يزيد – لعله دارس للفقه- قال:" على طلاق الغضبان"، الجواب:هذا قياس مع الفارق غضب زيد على امرأته لسوء عشرتها غضبا شديدا حتى فقد الشعور فطلقها لايقع الطلاق ؛ لكن تعالوا هل تتصورون عبدا من عبيد الله يغضب على رب العالمين فيسبه ؟ يسب الله!!، هل تسب من تحبه؟؟!! "لا"، إنما تسب من تبغضه هنا سر الكفر؛ لأنه يُبْغِضُ الله -كره اللهَ حتى سبه-!!!
إذا كره الله كفر لأن كراهة الله خراب القلب – حقيقة الكفر خراب القلب – ومن خرب قلبه و كره خالقه وسب الله لا يجوز لمسلمٍ أن يشك في كفره ومَنْ يشك في كفره فلم يُكَفِّرْه فَيَكْفُر هو الثاني.

فانظر إلى المسألة بعين البصيرة "محبة الله روح الإيمان" ومحبة رسول الله عليه الصلاة والسلام شعبة عظيمة من شعب الإيمان، فكيف يجرؤ مسلم أن يسب رسول الله عليه الصلاة والسلام؟؟!! ، رسول الله الذي أثنى عليه أبي طالب وهو لم يؤمنْ به وأثنى على دينه – يا سبحان الله- أبو طالب يقول وهو يعترف بصحة دين محمد عليه الصلاة والسلام:
وَلقد علمت بأن دين محمدٍ ‍
لَولا المَلامَةُ أَو حِذارٌ مسُبَّةً ‍

مِن خَيرِ أَديانِ البَرِيَّةِ دينا
لَوَجَدتَني سَمحاً بِذاكَ مُبينا

مَنَعَ أبا طالب من الإيمان خوفُ المسبة وخوفُ الملامة؛ ولكنه يُقَدِّرُ رسول الله عليه الصلاة والسلام ويستميت في الدفاع عنه فآزره حتى بلغ رسالة ربه.
و يأتي في هذا الوقت يفتي مفتٍ:"ولو سب الله ولو سب رسول الله عليه الصلاة والسلام طالما يصلي فهو فاسق ليس بكافر"!!!، وهل صلاته تقبل؟!!! وهل صلاة المرتد تقبل؟؟!! أليس من شرط قبول الأعمال الإيمان؟؟ فهذا ليس بمؤمن، لذلك لا ينبغي أن ننخدع إذا هفا عالم هفوة فلكل جوادٍ كبوة ولكل عالمٍ هفوة ولكنها زلة، "زَلةُ العالِم زلةُ العالَم" وخصوصا في هذا الوقت هذه الأشرطة أصبحت تنقل كل شيء من خير وشر إلى العالم في الداخل والخارج.
فكم يكون عيبا وعارا أن ينقل من عالم سني فتوى يفتي فيها بأن من سب الله ورسوله ليس بكافر، وقد اجمع العلماء قبله على ذلك(كفره) وسر الكفر واضح كما علمتم لأن سر ذلك خراب القلب فنسال الله لنا ولكم الثبات فالمسالة خطيرة ومن يتصدون للفتوى عليهم أن يراقبوا الله رب العالمين وإلا فموقفنا خطير.

منقول

"28" سؤالاً في الدعوة السلفية
لفضيلة الدكتور الشيخ العلامة:
محمد أمان بن علي الجامي -رحمه الله تعالى-
1349 هـ ـ 1416هـ
عميد كلية الحديث الشريف ورئيس شعبة العقيدة بالدراسات العليا
بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية سابقا




سلام الله عليكم

شكرا لك أختي أم عبيد الله على توضيح الأمر وعلى الموضوع القيم

جزيت الجنة




لا حول ولا قوة الا بالله

شكرا لك هذا مكان شائع حقا

الحمد لله تحسنت الاوضاع




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

الشباب . والإهتمام بالكتاب والسنة !

كُتب : [ 19 – 04 – 2022 – 16:08 ]

الشباب … والإهتمام بالكتاب والسنة !

سماحة الإمام الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن باز : من أهم الأمور وأعظمها : العناية بالقرآن ، فإن القرآن الكريم هو رأس كل خير ، وهو ينبوع السعادة ، فينبغي للشباب أن يُعنى بكتاب الله ، وأن يكون له نصيب من تلاوته ، وتدبر معانيه ، وحفظه ، حتى يستنبط منه ما أراد الله من العباد من أحكام وشرائع ، من أوامر ونواهٍ ، وأخبار وقصص ، حتى يكون على بينة فيما مضى وفيما يأتي ، وعلى بينة في أحكام الله وشرائعه .

بعد ذلك : السنة المطهرة ، ينبغي للشباب أن يُعنى بها حفظًا ودراسة ، وتفقهًا ومذاكرةً فيما بينهم ، وسؤالاً للمدرسين والعلماء عما أشكل ، فيكون وقته محفوظًا بين دراسة وحفظ ، وبين مذاكرة ، وبين سؤال من المدرسين والعلماء والموجهين عن كل ما يشكل من ذلك .

ولا يتأتى هذا إلا بعد العناية والدراسة والتدبر في كتاب الله وسنة الرسول – صلى الله عليه وسلم – ، وهكذا العلوم الأخرى التي يتعلمها لمصلحة الأمة ، وحماية دينها ودنياها ، وحماية الأوطان عن مكائد الأعداء .

فهو لا يزال في علم نافع ، وفي فوائد يستفيدها إما في دينه وإما في دنياه ، مع حفظ الأوقات الأخرى في المذاكرة والسؤال والمطالعة فيما يحتاج إليه ، وبقية الوقت يكون محفوظًا – أيضًا – في حاجته الخاصة … في نومه ، وتناول طعامه وشرابه ، وفي صلته بأهله ، وغير هذا من شؤونه .




بارك الله وجزاك خير الجزاء على ما نقلت من فائدة
نسال الله عز وجل ان يجعلنا من من يستمعون القول فيتبعون احسنه
ويثبتنا على سنه رسوله الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم




امين و اياكم




جزآك الله خيــ:ـــرآ غاليتي أم همام على الجلب الطيب للموضوع
جعله الله في ميزان حسناتك و نفعنا به
تقبلي مروري و تحيتي




امين و اياك
بارك الله فيك




جزاكم الله خيرا على الموضوع القيم

تقبلي مروري المتواضع




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم

القران والسنة اول ما اوصانا به رسولنا صلى الله عليه وسلم

شكرا لك