🙁 نجاح ….غير متوقــــع في الثامنة عشر ربيعا ، سارت *آمال * وعنفوان الشباب يلاحقها ، تارة تسبقه بأفكارها ، بأحلامها ، بطيشها مع صديقة الأيام * منى * ، وتارة تفكر ، تتئد، تتراجع أنا خائفة …. على بعد خطوات هناك تتراءى الثانوية ، ضجيج ، ضحكات متعالية ، أساتذة ، طلبة ، عمال الكل ف ي زحمة التوافد …إنه يوم القلق ، يوم الحصيلة لسنوات خلت .دخلت * آمال * والبطاقات ترصد ، وبعض أعوان الشرطة يلتقط الضجيج بأعين الرضا ، وفي تمدد غير طبيعي تصحو ذاكرة البعض منهم على ماض ِ ِمضت معه أحلام الشباب ، دخلت آمال بقدٌها المترنح وبلمسات خفيفة تضبط خمارها ، والتساؤلات تداعب ُ قلبها النابض بحركات غير عادية :أتعادُ أسئلة العام اوالذي قبله؟ وهل هي صعبة أم سهلة ؟..أحس أني فقدت كل شئ…زال كل شئ ، إلهي رحماك…ويزداد الخفقان ، وتمتد أسناها إلى قضم أظافرها ، إنها ساعات حرجة ،كلٌ ُ طالبِ ِ رافق بطاقته الملصقة على الطاولة ، وانهمك في ملء الإستمارة الموزعة ِ، وساد الصمت نادرا ما يتعالى صوت في أدبِ ِ : لم أفهم ؟ تعالى يا أستاذ . كانت *آمال* قد ملأت الإستمارة على عجالة ثم سرحت إلى البعيد ، إلى السنة الماضيةِ ، كان الاستعداد مكتملا َ َ، والرغبة جامحة ، والتطلع إلى عالم الجامعة يُراقِص ُ الإحساس ، ويستيقظ والدي تقول آمال على غير عادته بصوت مرتفع كنت ساعتها أستعد للباكالوريا التي لم يبق لها إلا أياما معدودة ، أحمد، أحمد أسرع والدتك في خطر ،أسرع وأحضر السيارة ، تعاونا على حمل أمي المريضة بالربو ، وإلى قسم الإستعجالات مباشرة ، حزن عميق احتضن خوفنا ، بأيدِ ِ النجدة…النجدة ساعات تمرٌ ُحتى طلع النهار ونحن ننتظر، فاجأتنا رنٌات الهاتف بجرس اهتزت له المسامع والقلوب ، وقفزنا مرة واحدة لاستلام المكالمة ويا ليتنا لم نسرع …… ليتنا لم نسمع : …الله أكبر إنٌا لله وإنٌاإليه راجعون . السلام عليكم أبنائي كيف أحوالكم ؟ إستفقتُ على إثرها و عدت للإمتحان ، كان القادم ممثل عن مديرية التربية والوفد المرافق له ، يحمل ُ ظرفا كبيرا ، إشرأبت الأعناق إليه ، وسادت تمتمات غريبة داخل القسم ، وأرادت *آمال * أن تسافر ثانية بذاكرتها إلى الماضي لكن استعجلها الممثلُ : أنت ِ بنيتي تعالي ، وأنت وُزِعتْ حبات الحلوى علينا كنت أمقتها،لا حلاوة فيها ، لن أكلها هذا العام ، لن أتجرع مرارتك ،أفهمتِ ؟ …هكذا كانت تقول* آمال * . وفي عفويةِ ِ عابرة ِ ِدق الجرسُ ، ووُزعتِ أوراق الأسئلة، تصلبت الأبصارُ عليها ،ساد الصمتُ ،التزم الأساتذة مناطق الحراسة بكل هدوء ، ولم يبق على الساحةِ سوى صوت القلوب في دقات متفاوتة ، وشفاه متمتمة ، وصرير أقلام تحركها الأنامل في تواثب متتال ِ ِ. أبُطٌنُ الورقة بمعلومات وأنا في غاية التمكن من صحتها ، حبستُ نفسي على الإلتفات ،لا يمنة ولا يسرى ، وأنا أحلٌلُ النص استوقفتني : أُصيبتُ حينها بدوار إلى ضربات قلبِ ِ سريعة ولم استفق إلا وأنا ممدة على سرير ماهذا أين أنا ؟..أين الورقة؟ ضاعت الباكالوريا ، ماهذا يا رب؟ … لا تخافي يا آمال إنه مجرد إغماء وزال بسبب التعب وطالما أجبت نصف الإجابة لن يكون إقصاء فأحسستُ بشيئ من الإنفراج تقول آمال . عادت إلى المنزل تجرٌ ُ أذيالَ الخيبةِ ، وشريط الماضي يلازمها وهي تحاول رميه في سلة النسيان ، وبوجه مكفهرِ تستقبل إخوتها ، وتحكي لهم الحكاية في مرارةِ اليائسين ، ساعتها يدخل الأب مزودا بسُعالِِ ِ متكرر وحمى حُمرتها تجلت على صحن وجهه المستدير ، وتنسى آمال الإحباط ، وتنسى الوهن ، أبي ،أبي
لاشيئ بنيتي مجرد زكام بسيط ، بالمناسبة كيف حالك مع الإمتحان اليوم ؟ أخبريني ..وبشفقةِ ِ مصطنعة ترد : الحمد لله يا أبي ، ربي يوفقنا ، إن شاء الله بنيتي ، ثم يدخل إلى غرفته ليستريح قليلا . كانت *آمال * تكابد ما حدث لها بصبر غير معهود وتبني الأمل من جديد ، وتقول : أمي لن أخذل أمنيتك ، سأكمل ، وسأنجح بإذن الله . جاء الصباح الموالي ، وجاءت صديقتها *منى * ، كيف الحال اليوم ؟ الحمد لله هل معك الهاتف النقال يا منى ؟ نعم أعطيني إياه؟ ألو أحمد ، نعم ، أسرع نحن في طريقنا إلى الثانوية ، حادث، نعم حادث…ماذا وقع؟ ألو…انقطعت المكالمة . كان الوقت يمر بسرعة ، وباب الثانوية قَرُبَ على الغلق ، وأحمد تأخر ، آمال ومنى تنتظران ، الناس تجمهروا :لمن هذا الولد ؟ مسكين ، أمات ؟ غوغاء وغوغاء تشق الشارع ..لم يأت أحمد..الوقت هيا بنا . كان أحمد قد عمل مخالفة في الطريق ، ضبطه الشرطي وأمره بالمرور على مركز الشرطة لإجراء المحضر ، رفض أحمد لأنه في عجلة من أمره وجرت بينهما مشاداة ألزمته الحجز لمدة نصف يوم مع غرامة ماليةِ ِ. آمال اعتورها خوف ، توتر ، ثم تشرع في قراءةالأسئلة والإجابة ، إنها في المستوى . انتهت أيام الباكالوريا ، ولم ينته القلق ، إلا أن آمال تحاول أن تتناسى وهي في زحمة الشغل المنزلي .. وفي أحد الليالي عاد الأب كعادته متأخرا وقد تعود الجلوس مع جاره *سي الطاهر* الوقت صيفا والحرارة لا تطاق ، اختناق ، ضجيج الأبناء الأفضل البقاءإلى ساعات متأخرة في فضاء أرحب وحكايات عن الماضي. رنٌَ َ جرس الهاتف، أبت آمال أن تجيب …وفي كبرياء اليائسين استسلمت لنومها غير مبالية بالرد ، اتجه الأب إلى السماعة وعرف أنها *منى* ، اقترب من آمال |
||
🙂
حقا ان النجاح ليس مرتبط بالازمات بل يمكن ان تكون الازمة هي سبيل الخلاص والخروج من عنق الزجاجة
احي الروح البطولية والقلب الطيب والرقيق لـــ امل الغالية علينا جميعا
واهنئها بالنجاح واهديها هذه الهدية لا تفتحيها امام الاعضاء
:_here:
قصة رائعة ومقاربة للحقيقة ابدعتي يا استاذتنا في طرحها ومزجها مع واقع معاش ومطروح وجلعتني احس اني اعرف امل من سنين
قصة رائعة باسلوبها المشوق .ويبقى النجاح امل كل طالب رغم الصعاب والشدائد .
|
||
شكــرا لك اختي الكريمة على هــذه القصة الرائعة والمشوقة
جزاك الله خيــــرا مـزيد من الا بـــداع |
||
سعدت للمرور الكريم وللمعايشة
المتأنية للقصة ، فطوبى للتذوق
…تقديري ، واحترامي
سعدت بقراءة القصة فهي روعة
…تقديري ، واحترامي
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
مشكوووووورة والله يعطيك الف عافيه