كتاب العبر و ديوان المبتدأ و و الخبر في أيام العرب و العجم و البربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر .
هو كتاب مرتب على مقدمة و ثلاثة كتب .
المقدمة : كتب ابن خلدون المقدمة سنة ( 779 هـ 1377 ) عندما كان يعيش معتزلا في قلعة ابن سلامة * فرندة * في ذلك التاريخ
كان قد بلغ السنة الخامسة و الأربعين من عمره و كان قد اعتزل الحياة السياسيةقبل ثلاث سنوات بعد أن خاض غمارها أكثر من عشرين عاما ، ومن المعلوم أن الحياة السياسية التي خاض غمارها ابن خلدون خلال هذه المدة الطويلة كانت حياة عنيفة مليئة بالمغامرات و حتى المخاطر لكنه ابن خلدون الذي لا يرد عن طموحاته الفكرية و خوض التجارب عملا مهما كانت تكاليف المجازفة : انه تقلب في عدة مناصب سياسية من كتابة العلامة الى كتابة السر فالحجابة أو الوزارة و اشترك في معظم وقائع الدول المغربية و لعب دورا هاما في عدة انقلابات سياسية كل ذلك متنقلا بين تونس و تلمسان و فاس و بسكرة و غرناطة و افريقية و المغرب و الأندلس .
و يظهر أن نظره الفاحص الناقد كان يشتغل بشدة خلال هذه الحياة الفاعلة و ذهنه الباحث الوقاد كان لا ينفك عن اختزان الملاحظات تلو الملاحظات ….. فعندما تهيأ له شيء من استقرار الحياة في قلعة بني سلامة * فرندة * و عندما بدأ يكتب التاريخ تفاعلت تلك الملاحظات المخزونة تفاعلا شديدا انبثقت منه أبحاث المقدمة و تدفقت منه الآراء و الأفكار تدفقا ……
أقسام الكتاب :
الكتاب الأول : في العمران وذكر ما يعرض فيه من العوارض الذاتية من الملك و السلطان و الكسب و المعاش و الصنائع و العلوم و ما لذلك من الأسباب و العلل .
الكتاب الثاني : في أخبار العرب و أجيالهم و دولهم منذ بدء الخليقة الى هذا العهد ، وفيه الالماع ببعض من عاصرهم من الأمم المشاهير و دولهم مثل النبط و السريانيين و الفرس و بني اسرائيل و القبط و اليونان و الروم و التنرك و الافرنجة .
الكتاب الثالث : في أخبار البربر ومن اليهم من زناتة و ذكر أوليتهم و أجيالهم و ما كان لهم بديار المغرب خاصة من الملك و الدول .
فضل المقدمة :
يعتبر بها رائد فلسفة التاريخ و علم الاجتماع وهي مترجمة الى عدة لغات و قد عد بها مؤسس العلوم الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و كان لها أثر بارز في الدراسات التاريخية الأروبية خاصة و العالمية عامة و قد ظهر ذلك عند أوجست كونت الذي يعتبره الأربيون مؤسس علم الاجتماع ……
منقول للامانة