الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي حثنا على التمسك بسنته وسنة خلفائه الراشدين، وحذرنا من محدثات الأمور، وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.. أما بعد..
فإن قضية التمثيل، قضية طال الجدل حولها وتباينت آراء الناس فيها، فمن مجوز ومن محرم، وقد قام فضيلة الشيخ عبد السلام البرجس – رحمه الله تعالى- ببيان الحكم الشرعي للتمثيل في رسالته -إيقاف النبيل على حكم التمثيل- وقد قمت بتلخيصها، والله أسأل التوفيق والإعانة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
–1ما معنى التمثيل؟
للتمثيل معان كثيرة، ولكن أقتصر على ما جاء معناه في المعجم الوسيط: هو عمل فني منثور أو منظوم، يؤلف على قواعد خاصة ليمثل حادثاً حقيقياً أو مختلفاً قصداً للعبرة.
–2ما معنى الممثل؟
هو القائم بأعمال التمثيل أمام الجمهور من الناس..
-3 ما الهدف من التمثيل؟
التأثير على الآخرين بخير أو شر.
عدد الكتّاب حول موضوع التمثيل أهدافاً وفوائد.. أذكر بعضاً منها؟
1 – وسيلة تعليمية.
2 – أداة تسلية ولهو.
3 – وسيلة لطرح قضايا المجتمع وحلها ونقل العادات الغربية إليه.
4 – بث الوعي في المجتمع.
–4ما أضرار التمثيل؟
1 – الوقوع في حبال الشيطان.
2 – نشر الفجور وبث الرذيلة.
3 – تنمية الغرور والكبرياء عند المشتركين، والاستهزاء بالقيم، وممارسة العادات السيئة.
4 – قلب حقائق التاريخ وتشويه شخصياته.
–5ما أقسام التمثيل من حيث موضوعه؟
1 – تمثيل ديني.
2 – تمثيل غير ديني.
القسم الأول:
القسم الثاني: تمثيل غير ديني: ويشمل ما عدا القسم الأول، كالتمثيل الاجتماعي، والجنسي والتربوي المعاصر.. إلخ.
–6نشأة التمثيل؟
تمتد جذور التمثيل إلى العصر اليوناني وتعليمات الكنيسة النصرانية، كما صرح بذلك جماعة من علماء الأدب، أما المسلمون، فلم يعرفوا هذا العمل منذ قيام دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى ما قبل خمسين ومئة عام يوم انفتح الشرقيون على علوم الغرب، عندئذ اكتسبوا هذا العمل منهم، ثم نقلوه إلى بلادهم الإسلامية.
يقول أحمد حسن الزيات: التمثيل بمعناه الحديث لم تعرفه اللغة العربية إلا في أواسط القرن الماضي، وكان اللبنانيون أسبق الشرقيين إلى اقتباسه لتخرجهم من المدارس الأجنبية، إلخ..
-7 ما حكم التمثيل؟
اختلف العلماء في حكم التمثيل، فمنهم من حرمه، ومنهم من أجازه واستدل من قال بتحريمه:
1 – إن التمثيل شعيرة من شعائر الوثنية اليونانية والكنيسة النصرانية يقوم بها أولئك تقرباً إلى آلهتهم وإحياء لسيرة عيسى – عليه السلام – فيجب على المسلم الابتعاد عنه تديناً لما في ذلك من مخالفتهم والابتعاد عن التشبه بهم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : –ومن تشبه بقوم فهو منهم-.
2 – إن التمثيل لا يخلو من حالتين:
أ – إما أن يكون أسطورة خيالية لا واقع لها، ولا حقيقة.
ب – وإما أن يكون واقعة سالفة قام بها أشخاص معينون على سبيل الحقيقة، وكلا الحالتين حرام بدلالة الكتاب والسنة والإجماع.
3 – التمثيل فيه تشبع بما لم يعط، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: –المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور-.
4 – إن الغالب على التمثيل اهتمامه بالمضحكات، فيضطر الممثل إلى الخروج بزي مضحك أو التلفظ بما يثير الضحك، وقد علم هو والحاضرون أنه كاذب، فهو داخل في الوعيد الشديد المعد لمن أضحك الناس، وهو كاذب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : –ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له-.
5 – إن التمثيل يشتمل على الغيبة المحرمة، وهي المحاكاة، فيقوم الممثل بمحاكاة شخص آخر في حركاته وسكناته على وجه الانتقاص، وقد روى أبو داود وغيره أن عائشة – رضي الله عنها – قالت: –وحكيت له صلى الله عليه وسلم ، إنساناً، فقال: ما أحب أني حكيت إنساناً وأن لي كذا وكذا-. قال ابن الأثير: أي فعلت مثل فعله.
6 – إن التمثيل لا يتم إلا بارتكاب أحد المخالفات الشرعية أو كلها وهي:
1 – الكذب.
2 – اليمين الغموس.
3 – الانتساب إلى غير الأب الحقيقي والتبني.
4 – تغيير خلق الله.
5 – الاستهزاء بالدين وأهله.
6 – تمثيل دور الكفرة والتلفظ بأقوال الكفر.
7 – الدعوة غير المباشرة إلى أخلاق هابطة وصفات مرذولة.
8 – الرضا بالمنكر.
-8 أدلة من قال بجواز التمثيل (مع المناقشة) :
– 1 ثبوت تشكل الملائكة في صور بشر، كما هو الحال في مجيء جبريل لمريم في صورة رجل، وتمثله في صورة دحية الكلبي لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فهذه الوقائع تدل على جواز القيام بمحاكاة الآخرين على سبيل الإفادة والتعليم ويقاس عليه التمثيل.
–9 الجواب من وجوه:
1 – إنكم غير قائلين بمدلول هذا الدليل في جميع صور التمثيل، فإن منكم من يحرمون تمثيل -الأنبياء، والصالحين- ومقتضى الدليل على هذا الرأي جوازه، لأن الملائكة مثلوا -الصالحين- وهم أفضل منهم على الصحيح، فليزم ذلك على جواز تمثيل المفضول للفاضل، هذا باب خطير سهل طرقه على من قل دينه وخسر نفسه الا أن يعتقها من مغبة ما هو فيه ..
2 – إن تشكل هؤلاء الملائكة، إنما هو بأمر الله لهم ولم يأمرنا الله سبحانه بذلك ولا الاقتداء بهم في ذلك.
3 – إنه قياس عالم الشهادة على عالم الغيب وهو ممنوع..
2 – قياس التمثيل على الأمثال والتشبيهات الواردة في القرآن، مثل قوله تعالى: –لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله-.
– الجواب: ما قاله العلامة الشيخ بكر أبو زيد – حفظه الله – في رد الشبهات حول إباحة التمثيل، وأما قياسه على ضرب الأمثال في الكتاب والسنة، فهذا قياس مقدوح فيه بقيام الفارق بين المقيس والمقيس عليه، إذ الأمثال قولية، وأما التمثيليـات، فهي فعلية تمـــارس بالــذوات، فكيف يقاس هذا على هذا مع عدم تطابقهما، فثبت فساد القياس.
– قيام الصحابي الجليل محمد بن مسلمة بدور الصديق المقرب لكعب بن الأشرف الكافر، وذلك أثناء قتله وغيرها من الوقائع.
– الجواب: إن هذه الواقعة وغيرها من الأمثال، إنما هي في مجال الحرب ومقاتلة الأعداء، وقد قام الدليل على تخصيص الحرب بمثل هذه الحيل، وذلـك في قوله صلى الله عليه وسلم : -الحرب خدعة.
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||
بارك الله فيك في ميزان حسناتك ان شاء الله
|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||
بارك الله فيكم
وجزاكم الخير المديد