التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[شرح] الإيمان بالله ما يتضمنه وثمراته الجليلة للعلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الل

تعليمية تعليمية
[شرح] الإيمان بالله ما يتضمنه وثمراته الجليلة للعلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فهذا مقتطف من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين للثلاثة أصول للإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمهما الله- أسأل الله أن ينفع به:

((( المرتبة الثانية (1) : الإيمان (2) ، وهو بضع (3) وسبعون شعبة (4) ، فأعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى (5) عن الطريق، والحياء (6) شعبة من الإيمان، وأركانه ستة: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره، والدليل على هذه الأركان الستة قوله تعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ﴾[البقرة:177]. )))

شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين:

(1) أي مراتب الدين.
(2) الإيمان في اللغة التصديق.
وفي الشرع "إعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح وهو بضع وسبعون شبعة".
(3) البضع: بكسر الباء من الثلاثة إلى التسعة.
(4) الشبعة: الجزء من الشيء.
(5) أي إزالة الأذى وهو ما يؤذي المارة من أحجار وأشواك، ونفايات وقمامة وما له رائحة كريهة ونحو ذلك.
(6) الحياء صفة إنفعالية عند الخجل وتحجز المرء عن فعل ما يخالف المروءة.
والجمع بين ما تضمنه كلام المؤلف رحمه الله تعالى من أن الإيمان بضع وسبعون شعبة وأن الإيمان أركانه ستة أن نقول: الإيمان الذي هو العقيدة أصوله ستة وهي المذكورة في حديث جبريل عليه الصلاة والسلام حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال: "الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره"(1)

وأما الإيمان الذي يشمل الأعمال وأنواعها وأجناسها فهو بضع وسبعون شبعة ولهذا سمى الله تعالى الصلاة إيمانا في قوله: { وما كان الله ليضيع إيمانكم } {سورة البقرة، الآية: 143} قال المفسرون يعني صلاتكم إلى بيت المقدس لأن الصحابة كانوا قبل أن يؤمروا بالتوجه إلى الكعبة يصلون إلى بيت المقدس.

(1) الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور:

الأول: الإيمان بوجود الله تعالى:
وقد دل على وجوده تعالى: الفطرة والعقل والشرع والحس.

1- أما دلالة الفطرة على وجوده: فإن كل مخلوق قد فطر على الإيمان بخالقه من غير سبق تفكير أو تعليم، ولا ينصرف عن مقتضى هذه الفطرة إلا من طرأ على قلبه ما يصرفه عنها لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه" (2).

2- وأما دلالة العقل على وجود الله تعالى: فلأن هذه المخلوقات سابقها ولاحقها لابد لها من خالق أوجدها إذ لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها، ولا يمكن أن توجد صدفة.
لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها لأن الشيء لا يخلق نفسه، لأن قبل وجوده معدوم فكيف يكون خالقا؟
ولا يمكن أن توجد صدفة، لأن كل حادث لابد له من محدث، ولأن وجودها على هذا النظام البديع، والتناسق المتآلف، والإرتباط الملتحم بين الأسباب ومسبباتها، وبين الكائنات بعضها مع بعض يمنع منعا باتا أن يكون وجودها صدفة، إذ الموجود صدفة ليس على نظام في أصل وجوده فكيف يكون منتظما حال بقائه وتطوره؟!
وإذا لم يمكن أن توجد هذه المخلوقات نفسها بنفسها، ولا أن توجد صدفة تعين أن يكون لها موجد وهو الله رب العالمين.
وقد ذكر الله تعالى هذا الدليل العقلي والبرهان القطعي في سورة الطور، حيث قال: { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون } {سورة الطور، الآية: 35} يعني أنهم لم يخلقوا من غير خالق، ولا هم الذين خلقوا أنفسهم، فتعين أن يكون خالقهم هو الله تبارك وتعالى، ولهذا لما سمع جبير بن مطعم رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الطور فبلغ هذه الآيات: { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون * أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون * أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون } {سورة الطور، الآيات: 35-37} وكان جبير يؤمئذ مشركا قال: "كاد قلبي أن يطير، وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي" رواه البخاري مفرقا (3).

ولنضرب مثلا يوضح ذلك، فإنه لو حدثك شخص عن قصر مشيد، أحاطت به الحدائق، وجرت بينها الأنهار ، وملئ بالفرش والأسرة، وزين بأنواع الزينة من مقوماته ومكملاته، وقال لك: إن هذا القصر وما فيه من كمال قد أوجد نفسه، أو وجد هكذا صدفة بدون موجد، لبادرت إلى إنكار ذلك وتكذيبه، وعددت حديثه سفها من القول، أفيجوز بعد ذلك أن يكون هذا الكون الواسع بأرضه وسمائه، وأفلاكه وأحواله، ونظامه البديع الباهر، قد أوجد نفسه، أو وجد صدفة بدون موجد؟!

3- وأما دلالة الشرع على وجود الله تعالى: فلأن الكتب السماوية كلها تنطق بذلك، وما جاءت به من الأحكام المتضمنة لمصالح الخلق دليل على أنها من رب حكيم عليم بمصالح خلقه، وما جاءت به من الأخبار الكونية التي شهد الواقع بصدقها دليل على أنها من رب قادر على إيجاد ما أخبر به.

4- وأما أدلة الحس على وجود الله فمن وجهين:

أحدهما: أننا نسمع ونشاهد من إجابة الداعين، وغوث المكروبين، ما يدل دلالة قاطعة على وجوده تعالى، قال الله تعالى: { ونوحاً إذ نادى من قبل فأستجبنا له } {سورة الأنبياء، الآية: 76} وقال تعالى: { إذ تستغيثون ربكم فأستجاب لكم } {سورة الأنفال، الآية: 9} وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه : "أن أعرابيا دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال: يا رسول الله هلك المال ، وجاع العيال ، فادع الله لنا ، فرفع يديه ودعا فثار السحاب أمثال الجبال فلم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته. وفي الجمعة الثانية قام ذلك الأعرابي أو غيره فقال : يارسول الله تهدم البناء وغرق المال، فادع الله لنا، فرفع يديه وقال: "اللهم حوالينا ولا علينا"، فما يشير إلى ناحية إلا أنفرجت" (4).
وما زالت إجابة الداعين أمرا مشهودا إلى يومنا هذا لمن صدق اللجوء إلى الله تعالى وأتى بشرائط الإجابة.

الوجه الثاني: أن آيات الأنبياء التي تسمى (المعجزات) ويشاهدها الناس، أو يسمعون بها، برهان قاطع على وجود مرسلهم، وهو الله تعالى، لأنها أمور خارجة عن نطاق البشر، يجريها الله تعالى تأييدا لرسله ونصرا لهم.

مثال ذلك: آية موسى صلى الله عليه وسلم حين أمره الله تعالى أن يضرب بعصاه البحر، فضربه فانفلق أثنى عشر طريقا يابسا، والماء بينها كالجبال، قال الله تعالى: { فأوحينا إلى موسى أن أضرب بعصاك البحر فأنفلك فكان كل فرق كالطود العظيم } {سورة الشعراء، الآية: 63}.
ومثال ثان: آية عيسى صلى الله عليه وسلم حيث كان يحيى الموتى، ويخرجهم من قبورهم بإذن الله، قال الله تعالى: { وأحي الموتى بإذن الله } {سورة آل عمران، الآية: 49} وقال: { وإذ تخرج الموتى بإذني } {سورة المائدة، الآية: 110}.
ومثال ثالث: لمحمد صلى الله عليه وسلم حين طلبت منه قريش آية، فاشار إلى القمر فأنفلق فرقتين فرآه الناس، وفي ذلك قوله تعالى { أقتربت الساعة وأنشق القمر * وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر } {سورة القمر، الآيتين: 1-2}. فهذه الآيات المحسوسة التي يجريها الله تعالى تأييدا لرسله، ونصرا لهم ، تدل دلالة قطعية على وجوده تعالى.

الثاني: الإيمان بربوبيته:
أي بأنه وحده الرب لا شريك له ولا معين.
والرب: من له الخلق والملك، والأمر، فلا خالق إلا الله، ولا مالك إلا هو، ولا أمر إلا له، قال تعالى : { ألا له الخلق والأمر } {سورة الأعراف، الآية: 54} وقال: { ذالكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير } {سورة فاطر، الآية: 13}.
ولم يعلم أن أحدا من الخلق أنكر ربوبية الله سبحانه، إلا أن يكون مكابرا غير معتقد بما يقول،
كما حصل من فرعون حين قال لقومه: { أنا ربكم الأعلى } {سورة النازعات، الآية: 24} وقال: { يأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري } {سورة القصص، الآية: 38} لكن ذلك ليس عن عقيدة، قال الله تعالى: { وجحدوا بها وأستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا } {سورة النمل، الآية: 14}
وقال موسى لفرعون فيما حكى الله عنه: { لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يافرعون مثبورا } { سورة الإسراء، الآية: 102}.
ولهذا كان المشركون يقرون بربوبية الله تعالى، مع إشراكهم به في الألوهية، قال الله تعالى: { قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل أفلا تذكرون * قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم * سيقولون لله قل أفلا تتقون * قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل فأنى تسحرون } {سورة المؤمنون، الآيات: 84-89}.
وقال الله تعالى: { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم } {سورة الزخرف، الآية: 9} وقال: { ولئن سألتهم من خلقهن ليقولن الله فأنى يؤفكون } {سورة الزخرف، الآية: 87}.
وأمر الرب سبحانه شامل للأمر الكوني والشرعي فكما أنه مدبر الكون القاضي فيه بما يريد حسب ما تقتضيه حكمته، فهو كذلك الحاكم فيه بشرع العبادت وأحكام المعاملات حسبما تقتضيه حكمته، فمن اتخذ مع الله تعالى مشرعا في العبادات أو حاكما في المعاملات فقد أشرك به ولم يحقق الإيمان.

الثالث: الإيمان بألوهيته:
أي ( بأنه وحده الإله الحق لا شريك له) و "الإله" بمعنى المألوه" أي "المعبود حيا وتعظيما،
وقال الله تعالى: { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } {سورة البقرة، الآية: 163}
وقال تعالى: { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم } {سورة آل عمران، الآية: 18}.
وكل ما اتخذ إلها مع الله يعبد من دونه فألوهيته باطلة، قال الله تعالى: { ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير } {سورة الحج، الآية: 62}
وتسميتها آلهة لا يعطيها حق الألوهية قال الله تعالى في اللات والعزى ومناة : { إن هي إلا اسماء سميتموها أنتم واباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان } {سورة النجم، الآية: 23}
وقال عن هود أنه قال لقومه: { اتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وأباؤكم ما نزل الله بها من سلطان } {سورة الأعراف، الآية: 71}
وقال عن يوسف أنه قال لصاحبي السجن: { أرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار * ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وءاباؤكم ما انزل الله بها من سلطان } {سورة يوسف، الآيتين: 39-40}
ولهذا كانت الرسل عليهم الصلاة والسلام يقولون لأقوامهم { أعبدوا الله ما لكم من إله غيره } ولكن أبى ذلك المشركون، واتخذوا من دون الله آلهة، يعبدونهم مع الله سبحانه وتعالى، ويستنصرون بهم، ويستغيثون.

وقد أبطل الله تعالى اتخاذ المشركين هذه الآلهة ببرهانين عقليين:
الأول: أنه ليس في هذه الآلهة التي أتخذوها شيء من خصائص الألوهية، فهي مخلوقة لا تخلق، ولا تجلب نفعا لعابديها، ولا تدفع عنهم ضررا، ولا تملك لهم حياة ولا موتا، ولا يملكون شيئا من السماوات ولا يشاركون فيه.
قال الله تعالى: { واتخذوا من دونه ءالهة لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا يملكون موتاً ولا حياة ولا نشورا } {سورة الفرقان، الآية: 3}.
وقال تعالى: { قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ومالهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير * ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له } {سورة سبأ، الآيتين: 22-23}.
وقال: { أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون * ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون } {سورة الأعراف، الآيتين: 191-192}.
وإذا كانت هذه حال تلك الآلهة، فإن اتخاذها آلهة من أسفه السفه وأبطل الباطل.
الثاني: أن هؤلاء المشركين كانوا يقرون بأن الله تعالى وحده الرب الخالق الذي بيده ملكوت كل شيء، وهو يجير ولا يجار عليه، وهذا يستلزم أن يوحوده بالألوهية
كما قال تعالى: { يأيها الناس أعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون * الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون } {سورة البقرة ، الآيتين: 21-22}
وقال: { ولئن سأتلهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون } {سورة الزخرف، الآية: 87}
وقال: { قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون * فذلك الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون } {سورة يونس، الآيتين: 31-32}.

الرابع: الإيمان بأسمائه وصفاته:

أي ما أثبته الله لنفسه في كتابه، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على الوجه اللائق به من غير تحريف ولا تعطيل ، ولا تكييف ولا تمثيل،
قال الله تعالى: { ولله الأسماء الحسنى فأدعوه به وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون } {سورة الأعراف، الآية: 180}
وقال: { وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم } {سورة الروم، الآية: 27}
وقال: { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } {سورة الشورى، الآية: 11}.

وقد ضل في هذا الأمر طائفتان:

إحداهما: (المعطلة) الذين أنكروا الأسماء والصفات أو بعضها، زاعمين أن إثباتها يستلزم التشبيه، أي تشبيه الله تعالى بخلقه، وهذا الزعم باطل لوجوه منها:
الأول: أنه يستلزم لوازم باطلة كالتناقض في كلام الله سبحانه، وذلك أن الله تعالى أثبت لنفسه الأسماء والصفات، ونفى أن يكون كمثله شيء، ولو كان إثباتها يستلزم التشبيه لزم التناقض في كلام الله، وتكذيب بعضه بعضا.
الثاني: أنه لا يلزم من أتفاق الشيئين في أسم أو صفة أن يكونا متماثلين، فأنت ترى الشخصين يتفقان في أن كلا منهما إنسان سميع، بصير، متكلم، ولا يلزم من ذلك أن يتماثلا في المعاني الإنسانية، والسمع والبصر، والكلام، وترى الحيوانات لها أيد وأرجل، وأعين ولا يلزم من أتفاقها هذا أن تكون أيديها وأرجلها، وأعينها متماثلة.
فإذا ظهر التباين بين المخلوقات فيما تتفق فيه من أسماء، أو صفات، فالتباين بين الخالق والمخلوق أبين وأعظم.

الطائفة الثانية: ( المشبهة) الذين أثبتوا الأسماء والصفات مع تشبيه الله تعالى بخلقه زاعمين أن هذا مقتضى دلالة النصوص، لأن الله تعالى يخاطب العباد يفهمون وهذا الزعم باطل لوجوه منها:
الأول: أن مشابهة الله تعالى لخلقه أمر باطل يبطله العقل والشرع، ولا يمكن أن يكون مقتضى نصوص الكتاب والسنة أمرا باطلا.

الثاني: أن الله تعالى خاطب العباد بما يفهمون من حيث أصل المعنى، أما الحقيقة والكنه الذي عليه ذلك المعنى فهو مما استأثر الله تعالى بعلمه فيما يتعلق بذاته وصفاته.
فإذا اثبت الله لنفسه أنه سميع، فإن السمع معلوم من حيث أصل المعنى ( وهو إدراك الأصوات) لكن حقيقة ذلك بالنسبة إلى سمع الله تعالى غير معلومة، لأن حقيقة السمع تتباين حتى في المخلوقات، فالتباين فيها بين الخالق والمخلوق أبين وأعظم.
وإذا أخبر الله تعالى عن نفسه أنه أستوى على عرشه فإن الإستواء من حيث أصل المعنى معلوم، لكن حقيقة الإستواء التي هو عليه غير معلومة بالنسبة إلى استواء الله على عرشه فإن الإستواء تتباين في حق المخلوق، فليس الإستواء على كرسي مستقر كالإستواء على رحل بعير صعب نفور، فإذا تباينت في حق المخلوق، فالتباين فيها بين الخالق والمخلوق أبين وأعظم.

والإيمان بالله تعالى على ما وصفنا يثمر للمؤمنين ثمرات جليلة منها:
الأولى: تحقيق توحيد الله تعالى بحيث لا يتعلق بغيره رجاء ولا خوفا، ولا يعبد غيره.
الثانية: كمال محبة الله تعالى وتعظيمه بمقتضى أسمائه الحسنى وصفاته العليا.
الثالثة: تحقيق عبادته بفعل ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه.

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

(1)
رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب الإيمان والإسلام.
(2) أخرجه البخاري، كتاب الجنائز، باب: إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه. ومسلم، كتاب القدر، باب: ما من مولود يولد إلا على الفطرة.
(3) أخرجه البخاري، كتاب التفسير، سورة الطور ج4، ص1839.
(4) أخرجه البخاري، كتاب الجمعة، باب: رفع اليدين في الدعاء. ومسلم، كتاب الإستسقاء، باب: الدعاء في الإستسقاء.

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[مقتطف] آيةٌ في كتاب الله فيها دليل على أن الإيمان ينقص

تعليمية تعليمية
[مقتطف] آيةٌ في كتاب الله فيها دليل على أن الإيمان ينقص

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وحده والصلاة و السلام على مَن لا نبي بعده .

أما بعد :

قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه ، كتاب الإيمان :

بابٌ زيادة الإيمان ونقصانه
وقول الله تعالى { وزدناهم هدى } { ويزداد الذين آمنوا إيمانا }، وقال { اليوم أكملت لكم دينكم } فإذا ترك شيئا من الكمال فهو ناقص
[44]

[45] حدثنا الحسن بن الصباح سمع جعفر بن عون حدثنا أبو العميس أخبرنا قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب:
أن رجلا من اليهود قال له يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا قال أي آية قال { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } قال عمر قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي وهو قائم بعرفة يوم جمعة .

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[شرح] الإيمان بالملائكة ما يتضمنه وثمراته الجليلة للعلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه

تعليمية تعليمية
[شرح] الإيمان بالملائكة ما يتضمنه وثمراته الجليلة للعلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فهذا مقتطف من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين للثلاثة الأصول للإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمهما الله- أسأل الله أن ينفع به إنه ولي ذلك والقادر عليه:

((( المرتبة الثانية (1) : الإيمان (2) ، وهو بضع (3) وسبعون شعبة (4) ، فأعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى (5) عن الطريق، والحياء (6) شعبة من الإيمان، وأركانه ستة: الإيمان بالله وملائكته (7) وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره، والدليل على هذه الأركان الستة قوله تعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ﴾[البقرة:177]. )))


شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين:

(1) أي مراتب الدين.
(2) الإيمان في اللغة التصديق.
وفي الشرع "إعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح وهو بضع وسبعون شبعة".
(3) البضع: بكسر الباء من الثلاثة إلى التسعة.
(4) الشبعة: الجزء من الشيء.
(5) أي إزالة الأذى وهو ما يؤذي المارة من أحجار وأشواك، ونفايات وقمامة وما له رائحة كريهة ونحو ذلك.
(6) الحياء صفة إنفعالية عند الخجل وتحجز المرء عن فعل ما يخالف المروءة.
والجمع بين ما تضمنه كلام المؤلف رحمه الله تعالى من أن الإيمان بضع وسبعون شعبة وأن الإيمان أركانه ستة أن نقول: الإيمان الذي هو العقيدة أصوله ستة وهي المذكورة في حديث جبريل عليه الصلاة والسلام حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال: "الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره".(7)

وأما الإيمان الذي يشمل الأعمال وأنواعها وأجناسها فهو بضع وسبعون شبعة ولهذا سمى الله تعالى الصلاة إيمانا في قوله: { وما كان الله ليضيع إيمانكم } {سورة البقرة، الآية: 143} قال المفسرون يعني صلاتكم إلى بيت المقدس لأن الصحابة كانوا قبل أن يؤمروا بالتوجه إلى الكعبة يصلون إلى بيت المقدس.

(8) الملائكة: عالم غيبي مخلوقون، عابدون لله تعالى، وليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء، خلقهم الله تعالى من نور، ومنحهم الإنقياد التام لأمره، والقوة على تنفيذه. قال الله تعالى: } ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون * يسبحون الليل والنهار لا يفترون { {سورة الأنبياء، الآيتين: 19-20}. وهم عدد كثير لا يحصيهم إلا الله تعالى، وقد ثبت في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه في قصة المعراج أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع له البيت المعمور في السماء يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم.(9)

والإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور:

الأول: الإيمان بوجودهم.
الثاني: الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه (كجبريل) ومن لم نعلم اسمه نؤمن بهم إجمالا.
الثالث: الإيمان بما علمنا من صفاتهم، كصفة (جبريل) فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه رآه على صفته التي خلق عليها وله ستمائة جناح قد سد الأفق. (10) وقد يتحول الملك بأمر الله تعالى إلى هيئة رجل، كما حصل (لجبريل) حين أرسله تعالى إلى مريم فتمثل لها بشرا سويا، وحين جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في أصحابه جاءه بصفة لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه أحد من الصحابة، فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام، والإيمان والإحسان، والساعة، وأماراتها، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم". رواه مسلم. (11)
وكذلك الملائكة الذين أرسلهم الله تعالى إلى إبراهيم، ولوط كانوا في صورة رجال.
الرابع: الإيمان بما علمنا من أعمالهم التي يقومون بها بأمر الله تعالى، كتسبيحه، والتعبد له ليلا ونهارا بدون ملل ولا فتور.

وقد يكون لبعضهم أعمال خاصة:

مثل: جبريل الأمين على وحي الله تعالى يرسله به إلى الأنبياء والرسل.
ومثل: ميكائيل الموكل بالقطر أي بالمطر والنبات.
ومثل: إسرافيل الموكل بالنفخ في الصور عند قيام الساعة وبعث الخلق.
ومثل: ملك الموت الموكل بقبض الأرواح عند الموت.
ومثل: مالك الروح بالنار وهو خازن النار.
ومثل: الملائكة الموكلين بالأجنة في الأرحام إذا تم للإنسان أربعة أشهر في بطن أمه، بعث الله إليه ملكا وأمره بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد.
ومثل: الملائكة الموكلين بحفظ أعمال بني آدم وكتابتها لكل شخص، ملكان: أحدهما عن اليمين، والثاني عن الشمال.
ومثل: الملائكة الموكلين بسؤال إذا وضع في قبره يأتيه ملكان يسألانه عن ربه، ودينه، ونبيه.

والإيمان بالملائكة يثمر ثمرات جليلة منها:

الأولى: العلم بعظمة الله تعالى، وقوته، وسلطانه، فإن عظمة المخلوق من عظمة الخالق.
الثانية: شكر الله تعالى على عنايته ببني آدم، حيث وكل من هؤلاء الملائكة من يقوم بحفظهم، وكتابة أعمالهم، وغير ذلك من مصالحهم.
الثالثة: محبة الملائكة على ما قاموا به من عبادة الله تعالى.

وقد أنكر قوم من الزائغين كون الملائكة أجساما، وقالوا إنهم عبارة عن قوى الخير الكامنة في المخلوقات، وهذا تكذيب لكتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين.
قال الله تعالى: } الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع { {سورة الفاطر، الآية: 1}.
وقال: } ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم { {سورة الأنفال، الآية: 50}.
وقال: } ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم { {سورة الأنعام، الآية: 93}.
وقال: } حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير { {سورة سبأ، الآية: 23}.
وقال في أهل الجنة: } والملائكة يدخلون عليهم من كل باب * سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار { {سورة الرعد، الآيتين: 23-24}.

وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء، إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض". (12)
وفيه أيضا عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم الجمعة على كل باب من أبواب المساجد الملائكة يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاءوا يستمعون الذكر". (13)
وهذه النصوص صريحة في أن الملائكة أجسام لا قوى معنوية، كما قال الزائغون وعلى مقتضى هذه النصوص أجمع المسلمون.

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

(7) رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب الإيمان والإسلام.
(9)
أخرجه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب: ذكر الملائكة. ومسلم، كتاب الإيمان، باب: الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم وفرض الصلوات.
(10) البخاري، كتاب بدء الخلق، 3232-3233
(11) تقدم تخريجه.
(12) أخرجه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب: ذكر الملائكة. ومسلم، كتاب البر والصلة، باب: إذا أحب الله عبدا حببه إلى عباده.
(13) أخرجه البخارين كتاب الجمعة، باب: الإستماع إلى الخطبة. ومسلم، كتاب الجمعة، باب: فضل التهجير يوم الجمعة.

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




موضوع قيم

جزاك الله خيرا




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[فوائد مستخلصة] الإيمان باليوم الآخر

تعليمية تعليمية
[فوائد مستخلصة] الإيمان باليوم الآخر


تعليمية


الإيمان بما يجري فيه من الأمور من اجتماع الخلائق كلها في صعيدٍ واحد حفاةً عراةً غرلًا بهمًا، كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم إنكم محشرون إلى الله حُفاةً :أي غير منتعلين، عُراةً: غير مستورين، غرلًا: غير مختونين، بُهمًا: لا أموال معكم وإنما العمل إما صالح وإما طالح، ومحاسبة الخلائق التي لابد منها ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّ‌ةٍ خَيْرً‌ا يَرَ‌هُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّ‌ةٍ شَرًّ‌ا يَرَ‌هُ﴾.

وتتطاير الصحف بالأيدي، ثم انقسام الخلق إلى فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير وهذا مما يدعو المكلفين أن يبذلوا جهودهم في صالح العمل وأن ينبذوا المخالفات في الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة لأنها سبب الخسران ويحرص العبد أن يستلم صحيفته مملوءة بالحسنات أقوالها وأفعالها ظاهرها وباطنها، يكون مؤمنًا بقول الحق ﴿وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَ‌هُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِ‌جُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورً‌ا اقْرَ‌أْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾ فهو يقرأ صحيفة عمله لا ينقص منها شيء أبدًا، فطوبى لمن أحسن العمل فإنه يكون مسرورًا يوم القيامة، ومن أساء العمل يكون حزينًا ونادمًا وهيهات أن ينفعه الحزن أوالندم، وهذه الحياة غنيمة من الغنائم، حياةٌ الدنيا القصيرة حياة العمل والمسارعة فيها إلى الخيرات والبعد عن موجبات غضب الله من أقوالٍ وأفعال، حتى يقدُم العبد بعد عمره القصير على الله تبارك وتعالى وقد امتلأت صحيفته بالحسنات وصارت سببًا في رضا الله وفي دخوله ﴿وَجَنَّةٍ عَرْ‌ضُهَا كَعَرْ‌ضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْ‌ضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرُ‌سُلِهِ﴾ فوجب الانتباه وإن حصل التقصير قبل ذلك وانتبه العبد إذا ذُكر وتذكر فهو إلى خير وفي خير، ولوبقي من أجله القليل، وقد أغفل الله الآجال على الأمة ليزدادوا من العمل وليكثروا من التوبة والاستغفار ويتلافوا القصور ويبتعدوا عن موجبات غضب الله تبارك وتعالى.

مستفاد من: شرح اللؤلؤ والمرجان – الدرس 02 | للشيخ: زيد بن محمد بن هادي المدخلي

تعليمية

المصغرات المرفقة تعليمية تعليمية

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




بارك الله فيكي

جزاكي الخير




بارك الله فيك
وجزاك خيرا ان شاء الله




بارك الله فيك




التصنيفات
طفلي الصغير

الأطفال والإيمان بالله

الأطفال والإيمان بالله
تعليمية

تربية الأطفال تحتاج لرعاية واهتمام خاص ؛ والإيمان يعد أول أساس من أسس التربية لكي ينشأ الطفل نشأة صحيحة وسليمة. وفي بداية الأمر الإيمان يُقصد به إشعار وتعليم الطفل بأن الله موجود ولابد أن يتم الإيمان به وأنه هو خالق كل شيء من حولنا.
عقيدة الإيمان موجودة لدي كل إنسان بالفطرة مما يعني أنها متواجدة لدى الطفل بالفطرة ؛ وهذا يفسر لنا سبب الاستعداد الذي نجده لدى الطفل عن تلقي أسس التربية في الإيمان بالله ؛ بمعنى أن الطفل يولد مؤمن وهذا يتضح عند وصول الطفل لمرحلة الإدراك فيدرك معنى الوجود والإيمان بخالق الكون من حوله.

استعداد الأطفال الفطري للإيمان

يعد الاستعداد الفطري للإيمان كنز منحه الله لنا ويجب على كل مربي يقوم بتربية الأطفال أن يستفيد منه ؛ فالثروة الفطرية المتكونة لدى الطفل لابد وأن يستفيد منها كل مربي من أجل أن يفهم الطفل أن الخالق هو الله وأن الله هو الذي يرزقنا ويطعمنا وأن الله هو الذي أوجد الليل والنهار.
ومع نضوج الطفل يمكننا أن نوضح له أن الله يراقب أفعالنا ويطلع علينا ولكننا لا نراه وذلك من أجل أن يحاسبنا علي الحسنات والسيئات.

أثر الإيمان في نفس الطفل

1- الإيمان يجعل الطفل بل الإنسان سعيداً ؛ مدركاً أن كل الأمور يسيرها الخالق.
2- جميع الفطريات الروحية والفضائل الخلقية تستيقظ في ظل القوة التنفيذية للإيمان.
3- يضاف لما سبق أن الإيمان يجعل الأطفال يشعرون بالراحة والطمأنينة وعدم القلق من المستقبل.

واجب الآباء والأمهات في تربية الأطفال على الإيمان

يقع علي الآباء والأمهات عبء تنمية وزيادة المشاعر الإيمانية داخل نفوس الأطفال ؛ وذلك أمر من السهل تنفيذه من خلال إيقاظ فطرة عبادة الله التي ولد بها الطفل في الأساس ؛ فيمارس الأب أمام الطفل بعض العبادات التمرينية مثل الصلاة.
ولقد استأثر موضوع التربية الدينية للأطفال بقسط وافر من اهتمام الرسول صلي الله عليه وسلم إلى درجة بلغت أن تبرأ النبي من الآباء المهملين لمهمة رعاية الأبناء وتربيتهم تربية دينية ؛ وهو يقول في هذا الأمر ( ويلٌ لأولاد آخر الزمان من آبائهم! فقيل: يا رسول اللَّه، من آبائهم المشركين؟ فقال: لا، من آبائهم المؤمنين لا يعلمونهم شيئاً من الفرائض ، وإذا تعلّم أولادهم منعوهم ورضوا عنهم بعرضٍ يسير من الدنيا. فأنا منهم بري‏ء وهم مني براء ).

أساليب غرس التربية الإيمانية لدى الأطفال

يمكن استخدام أساليب وفنون مختلفة لدفع الأطفال نحو الصلاة والدعاء. وهذه الفنون مستخدمة في التربية عموماً ويمكن اعتمادها في التربية الدينية وغرس قيم الإيمان وهي كالآتي :
أولاً أساليب التوعية : من خلال أن نوضح للطفل آيات القرآن ونذكره بها دائماً.

ثانياً الأساليب العاطفية : يمكن تربية الطفل تربية إيمانية من خلال استخدام عاطفة الحب والحنان فهي مشجعة جداً للطفل.
ثالثا ً أساليب النصح : يمكن تعليم الطفل الدين والعقيدة من خلال بعض النصائح الإرشادية ولكن بلهجة تغلفها المشاعر والعاطفة.

من خلال ما ذكرناه عن غرس الإيمان في نفوس الأطفال ؛ سنجني أطفالاً يحملون عقيدة سليمة وأخلاق إسلامية حميدة.




شكرا وبارك الله فيك الأخت رنين على النصائح المفيدة
تحية خالصة




و فيك بارك الله اخي
مشكور على المرور الكريم




التصنيفات
الطب النبوي والاعشاب الطبية

إنما ينتفع به من تلقاه بالقبول ، واعتقاد الشفاء به ، وكمال التلقي له بالإيمان والإذعا

إنما ينتفع به من تلقاه بالقبول ، واعتقاد الشفاء به ، وكمال التلقي له بالإيمان والإذعان
لابن القيم رحمه الله


( وليس طبه صلى الله عليه وسلم كطب الأطباء ، فإن طب النبي صلى الله عليه وسلم متيقن قطعي إلهي ، صادر عن الوحي ، ومشكاة النبوة ، وكمال العقل ، وطب غيره ، أكثره حدس وظنون ، وتجارب ، ولا ينكر عدم انتفاع كثير من المرضى بطب النبوة ، فإنه إنما ينتفع به من تلقاه بالقبول ، واعتقاد الشفاء به ، وكمال التلقي له بالإيمان والإذعان ، فهذا القرآن الذي هو شفاء لما في الصدور – إن لم يتلق هذا التلقي – لم يحصل به شفاء الصدور من أدوائها ، بل لا يزيد المنافقين إلا رجسا إلى رجسهم ، ومرضا إلى مرضهم ، وأين يقع طب الأبدان منه ، فطب النبوة لا يناسب إلا الأبدان الطيبة ، كما أن شفاء القرآن لا يناسب إلا الأرواح الطيبة والقلوب الحية ، فإعراض الناس عن طب النبوة كإعراضهم عن الاستشفاء بالقرآن الذي هو الشفاء النافع ، وليس ذلك لقصور في الدواء ، ولكن لخبث الطبيعة ، وفساد المحل ، وعدم قبوله ، والله الموفق )

( زاد المعاد – 4 / 35 ، 36 )




التصنيفات
السنة الاولى متوسط

من أركان الإيمان السنة الاولى متوسط

تربية إسلامية (العقيدة)
الوحدة : من أركان الإيمــــــــــــــــان
رقم الوحدة ( 1 )
الوسيلة : كتاب التلميذ , صور , مسجل ….. الخ

المشروع : أعرف ديـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــني

رقم المشروع: ( 1 )
عدد الحصص: ( 2 ) مدة كل حصة 45 دقيقة
الكفاءة المستهدفة : القدرة على التعريف بالركن الأول من أركان الإيمان و العمل بمقتضاه.

المراحل
الأهداف الوسيطية
الوضعية التعليمية والتعلمية
مؤشر الكفاءة
وضعية الانطلاق
قراءة الفقرة

يطلب المعلم من المتعلمين فتح الكتب ص ( 6 ) لتتم قراءة النص
من أركان الإيمان
ثم يسأل : ما ذا ترى إذا نظرت إلى السماء ؟
– أن يقرأ المتعلم النص جيدا
– أن يجيب التلميذ عن السؤال انطلاقا من النص

بناء التعلم
التعرف على بعض المصطلحات

يقوم المعلم رفقة التلاميذ للتعرض لمعاني المفردات التالية
تأملت , متناسقة , بث
أن يشارك المتعلم في إيجاد معاني للمفردات
( تفكرت , مخلوقة بإتقان, خلق وأوجد )

حول مفهوم الموضوع

يطرح المعلم الأسئلة التالية
*من أي جهة تشرق الشمس ؟
*ومن أي جهة تغرب ؟
*من يقوم على حفظ هذا النظام ؟
*ما معنى الإيمان بالله ؟
* اذكر أركان الإيمان بالله التي تعرفها ؟
أن يجيب المتعلم شفويا على الأسئلة

التعلم

يقرأ المعلم الجمل ص ( 7 ) ثم يطالبهم بالقراءات الفردية
الإيمان بالله هو التصديق بأن الله رب العالمين خلق كل شيء و هو على كل شيء قدير
الإيمان بالله تعالى يكون بوصفه بجميع صفات الكمال و نفي صفات النقص عنه
أن يقرأ المتعلمون الجمل

التذكر ( المحتوى المعرفي )

بعد الإجابة على الأسئلة يتم استخلاص
قال الله تعالى : ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم و الذين من قبلكم لعلكم تتقون (البقرة21)
أن يقرأ المتعلم المحتوى المستخرج و يحفظه

استثمار المكتسبات

انجاز تمرينات
يطالبهم المعلم بإنجاز التمرينات ص ( 7 ) في الكراسات
ضع علامة أمام كل ركن من أركان الإيمان
…. الإيمان بالرسل , ….الصلاة ,….الإيمان بالكتب السماوية , ….الصدقة
أن يستعين المتعلم بمكتسباته للإجابة عن الأسئلة

ملاحظة ( يوزع المعلم الوحدة التعليمية على عدد الحصص المحددة في المنهاج وعددها 2 )




مشكورة والله يعطيك الف عافيه




السلام عليكم و رحمة الله و بركآته
بوركت أختي على الجلب القيم
جزاآك الله خيرا
دمت بهذاآ العطاء




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا اختي على الموضوع القيم والمفيد ان شاء الله يستفيد منه الجميع




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

ثمرات الإيمان بصفات الله عَزَّ وجَلَّ

ثمرات الإيمان بصفات الله عَزَّ وجَلَّ

فضيلة الشيخ / علوي بن عبد القادر السَّقَّاف

اعلـم – وفقني اللهُ وإيَّاك – أن العلم بصفات الله عَزَّ وجَلَّ ، والإيمان بها ، علـى ما يليق به سبحانه ، وتدبرها : يورث ثمرات عظيمة وفوائد جليلة، تجعل صاحبها يذوق حلاوة الإيمان ، وقد حُرِمها قوم كثيرون من المعطِّلة والمؤوِّلة والمشبهة ، وإليك بعضاً منها :
1-
فمن ثمرات الإيمان بصفات الله عَزَّ وجَلَّ : أن العبد يسعى إلى الاتصاف والتحلِّي بها على ما يليق به ؛ لأنه من المعلوم عند أرباب العقول أن المحب يحب أن يتصف بصفات محبوبه ؛ كما أن المحبوب يحب أن يتحلَّى مُحِبُّهُ بصفاته ؛ فهذا يدعو العبد المحب لأن يتصف بصفات محبوبه ومعبوده كلٌّ على ما يليق به ، فالله كريم يحب الكرماء ، رحيم يحب الرحماء ، رفيق يحب الرفـق، فإذا علم العبد ذلك ؛ سعى إلى التحلي بصفات الكرم والرحمة والرفق، وهكذا في سائر الصفات التي يحب الله تعالى أن يتحلَّى بها العبد على ما يليق بذات العبد.
2- ومنها : أن العبد إذا آمن بصفة ( الحب والمحبة ) لله تعالى وأنه سبحانه ( رحيم ودود )
استأنس لهذا الرب ، وتقرَّب إليه بما يزيد حبه ووده له ، (( ولا يزال العبد يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه )) وسعى إلى أن يكون ممن يقول الله فيهم : ((يا جبريل إني أُحبُّ فلاناً فأحبَّه ، فيُحبُّه جبريل ، ثم ينادي في السماء : إن الله يحبُّ فلاناً فأحبوه ، فيُحبُّه أهلُ السماء ثم يوضع له القبول في الأرض)) و من آثار الإيمان بهذه الصفة العظيمة أن من أراد أن يكون محبوباً عند الله اتبع نبيه صلى الله عليه وسلم قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللهُ وحبُّ الله للعبد مرتبطٌ بحبِ العبدِ لله ، وإذا غُرِست شجرةُ المحبة في القلب ، وسُقيت بماء الإخلاص ، ومتابعة الحبيب صلى الله عليه وسلم ، أثمرت أنواعَ الثمار ، وآتت أُكُلَها كلَّ حينٍ بإذن ربها .
3- ومنها : أنه إذا آمن العبد بصفات (العلم ، والإحاطة ، والمعية) ؛ أورثه ذلك الخوف من الله عَزَّ وجَلَّ المطَّلع عليه الرقيب الشهيد ، فإذا آمن بصفة (السـمع) ؛ علم أن الله يسمعه ؛ فلا يقول إلا خيراً ، فإذا آمن بصفات (البصر ، والرؤية ، والنظر ، والعين) ؛ علم أن الله يراه ؛ فلا يفعل إلا خيراً ؛ فما بالك بعبد يعلم أن الله يسمعه ، ويراه ، ويعلم ما هو قائله وعامله ، أليس حريٌّ بهذا العبد أن لا يجده الله حيث نهاه ، ولا يفتقده حيث أمره؟! فإذا علم هذا العبد وآمن أن الله (يحبُّ ، ويرضى) ؛ عمل ما يحبُّه معبوده ومحبوبه وما يرضيه ، فإذا آمن أن من صفاته (الغضب ، والكره ، والسخط ، والمقت ، والأسف ، واللعن) ؛ عمل بما لا يُغْضب مولاه ولا يكرهه حتى لا يسخط علـيه ويمقته ثم يلعنه ويطرده من رحمته ، فإذا آمن بصفات (الفرح ، والبشبشة ، والضحك)
؛ أنس لهذا الرب الذي يفرح لعباده ويتبشبش لهم ويضحك لهم ؛ ما عدمنا خيراً من ربًّ يضحك.
4- ومنها : أنه إذا علم العبد وآمن بصفات الله من (الرحمة ، والرأفة ، والتَّوْب ، واللطف ، والعفو ، والمغفرة ، والستر ، وإجابة الدعاء) ؛ فإنه كلما وقع في ذنب ؛ دعا الله أن يرحمه ويغفر له ويتوب عليه ، وطمع فيما عند الله من سترٍ ولطفٍ بعباده المؤمنين ، فأكسبه هذا رجعة وأوبة إلى الله كلما أذنب ، ولا يجد اليأس إلى قلبه سبيلاً ، كيف ييأس من يؤمن بصفات (الصبر ، والحلم)؟! كيف ييأس من رحمة الله من علم أن الله يتصف بصفة (الكرم ، والجود ، والعطاء)
؟!.
5-ومنها : أن العبد الذي يعلم أن الله متصف بصفات (القهر ، والغلبة ، والسلطان ، والقدرة ، والهيمنة ، والجبروت)
؛ يعلم أن الله لا يعجزه شيء ؛ فهو قادر على أن يخسف به الأرض ، وأن يعذبه في الدنيا قبل الآخرة ؛ فهو القاهر فوق عباده ، وهو الغالب من غالبه ، وهو المهيمن على عباده ، ذو الملكوت والجبروت والسلطان القديم ؛ فسبحان ربي العظيم.
6-ومن ثمرات الإيمان بصفات الله عَزَّ وجَلَّ أن يظل العبد دائم السؤال لربه ، فإن أذنب ؛ سأله بصفات (الرحمة ، والتَّوب ، والعفو ، والمغفــرة) أن يرحمه ويتوب عليه ويعفو عنه ويغفر له ، وإن خشي على نفسه من عدو متجهم جبار ؛ سأل الله بصفات (القوة ، والغلبة ، والسلطان ، والقهر ، والجبروت) ؛ رافعاً يديه إلى السـماء ، قائلاً : يا رب! يا ذا القوة والسلطان والقهر والجبروت! اكفنيه. فإن آمــن أن الله (كفيل ، حفيظ ، حسيب ، وكيل) ؛ قال : حسبنا الله ونعم الوكيل ، وتوكل على (الواحد ، الأحد ، الصمد) ، وعلم أن الله ذو (العزة ، والشدة ، والمحال ، والقوة ، والمنعة) مانعه من أعدائه ، ولن يصلوا إليه بإذنه تعالى ، فإذا أصيب بفقر ؛ دعا الله بصفات (الغنى ، والكرم ، والجود ، والعطاء) ، فإذا أصيب بمرض ؛ دعاه لأنه هو (الطبيب ، الشافي ، الكافي) ، فإن مُنع الذُرِّيَّة ؛ سأل الله أن يرزقه ويهبه الذرية الصالحة ؛ لأنه هو (الرَّزَّاق ، الوهَّاب)
… وهكذا فإنَّ من ثمرات العلم بصفات الله والإيمان بها دعاءه بها.
7-ومنها : أن العبد إذا تدبر صفات الله من (العظمة ، والجلال ، والقوة ، والجبروت ، والهيمنة) ؛ استصغر نفسه ، وعلم حقارتها ، وإذا علم أن الله مختص بصفة (الكبرياء) ؛ لم يتكبَّر على أحد ، ولم ينازع الله فيما خصَّ نفسه من الصفات ، وإذا علم أن الله متصف بصفة (الغنى ، والملك ، والعطاء)
؛ استشعر افتقاره إلى مولاه الغني ، مالك الملك ، الذي يعطي من يشاء ويمنع من يشاء.
8-ومنها : أنه إذا علم أن الله يتصف بصفة (القوة ، والعزة ، والغلبة)
، وآمن بها ؛ علم أنه إنما يكتسب قوته من قوة الله ، وعزته من عزة الله ؛ فلا يذل ولا يخنع لكافر ، وعلم أنه إن كان مع الله ؛ كان الله معه ، ولا غالب لأمر الله.
9-ومن ثمرات الإيمان بصفات الله : أن لا ينازع العبدُ اللهَ في صفة (الحكم ، والألوهية ، والتشريع ، والتحليل ، والتحريم)
؛ فلا يحكم إلا بما أنزل الله ، ولا يتحاكم إلا إلى ما أنزل الله . فلا يحرِّم ما أحلَّ الله ، ولا يحل ما حرَّم الله.
10-ومنها : أن صفات (الكيد ، والمكر ، والاستهزاء ، والخداع)
إذا آمن بها العبد على ما يليق بذات الله وجلاله وعظمته ؛ علم أن لا أحد يستطيع أن يكيد لله أو يمكر به ، وهو خير الماكرين سبحانه ، كما أنه لا أحد من خلقه قادر على أن يستهزئ به أو يخدعه ، لأن الله سيستهزئ به ويخادعه ومن أثر استهزاء الله بالعبد أن يغضب عليه ويمقته ويعذبه ، فكان الإيمان بهذه الصفات وقاية للعبد من الوقوع في مقت الله وغضبه.
11- ومنها : أن العبد يحرص على ألاَّ ينسى ربه ويترك ذكره ، فإن الله متصف بصفة (النسيان ، والترك)
؛ فالله قادرٌ على أن ينساه – أي : يتركه، نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ، فتجده دائم التذكر لأوامره ونواهيه.
12- ومنها أن العبد الذي يعلم أن الله متصف بصفة (السلام ، والمؤمن ، والصِّدق) ؛ فإنه يشعر بالطمأنينة والهدوء النفسي ؛ فالله هو السلام، ويحب السلام ، فينشر السلام بين المؤمنين ، وهو المؤمن الذي أمِنَ الخلقُ من ظلمه ، وإذا اعتقد العبد أن الله متصف بصفة (الصَّدق)
، وأنه وعده إن هو عمل صالحاً جنات تجري من تحتها الأنهار ؛ علم أن الله صادق في وعده ، لن يخلفه ، فيدفعه هذا لمزيدٍ من الطاعة ، طاعة عبدٍ عاملٍ يثقُ في سيِّده وأجيرٍ في مستأجره أنَّه موفيه حقَّه وزيادة .
13- ومنها : أن صفات الله الخبرية كـ (الوجه ، واليدين ، والأصابع، والأنامل ، والقدمين ، والساق ، وغيرها)
تكون كالاختبار الصعب للعباد ، فمن آمن بها وصدق بها على وجه يليق بذات الله عَزَّ وجَلَّ بلا تمثيل ولا تحريف ولا تكييف ، وقال : كلُّ من عند ربنا ، ولا فرق بين إثبات صفة العلم والحياة والقدرة وبين هذه الصفات ، مَن هذا إيمانه ومعتقده؛ فقد فاز فوزاً عظيماً ، ومن قدَّم عقله السقيم على النقل الصحيح ، وأوَّل هذه الصفات ، وجعلها من المجاز ، وحرَّف فيها ، وعطَّلها ؛ فقد خسر خسراناً مبيناً ، إذ فرَّق بين صفة وصفة ، وكذَّب الله فيما وصف به نفسه ، وكذَّب رسوله صلى الله عليه وسلم ، فلو لم يكن من ثمرة الإيمان بهذه الصفات إلا أن تُدخل صاحبها في زمرة المؤمنين الموحِّدين ؛ لكفى بها ثمرة ، ولو لم يكن من ثمراتها إلا أنها تميِّز المؤمن الحق الموحِّد المصدِّق لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وبين ذاك الذي تجرَّأ عليهما ، وحرَّف نصوصهما ، واستدرك عليهما ؛لكفى، فكيف إذا علمت أن هناك ثمراتٍ أخرى عظيمةً للإيمان بهذه الصفات الخبرية ؛ منها أنك إذا آمنت أن لله وجهاً يليق بجلاله وعظمته ، وأن النظر إليه من أعظم ما ينعم الله على عبده يوم القيامة ، وقد وعد به عباده الصالحين ؛ سألت الله النظر إلى وجهه الكريم ، فأعطاكه ، وأنك إذا آمنت أن لله يداً ملأى لا يغيضها نفــقة ، وأن الخير بين يديه سبحانه ؛ سألته مما بين يديه ، وإذا علمت أن قلبك بين إصبعين من أصابع الرحمن ؛ سألت الله أن يثبت قلبك على دينه 000 وهكذا.
14- ومن ثمرات الإيمان بصفات الله عَزَّ وجَلَّ : تَنْزِيه الله وتقديسه عن النقائص ، ووصفه بصفات الكمال ، فمن علم أن من صفاته (القُدُّوس ، السُّبُّوح )
؛ نَزَّه الله مـن كلِّ عيبٍ ونقصٍ ، وعلم أن الله لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء
15- ومنها : أن من علم أن من صفات الله (الحياة ، والبقاء)
؛ علم أنه يعبد إلهاً لا يموت ، ولا تأخذه سنة ولا نوم ، فأورثه ذلك محبة وتعظيماً وإجلالاً لهذا الرب الذي هذه صفته.
16- ومن ثمرات الإيمان بصفة (العلو ، والفوقية ، والاستواء على العرش ، والنُّزُول ، والقُرب ، والدُّنُو)
؛ أن العبد يعلم أن الله منـزه عن الحلول بالمخلوقات ، وأنه فوق كل شيء ، مطَّلع على كل شيء ، بائن عن خلقه ، مستو على عرشه ، وهو قريب من عبده بعلمه ، فإذا احتاج العبد إلى ربه ؛ وجده قريباً منه ، فيدعوه ، فيستجيب دعاءه ، وينـزل إلى السماء الدنيا في الثلث الآخـر من الليل كما يليق به سبحانه ، فيقول : من يدعوني فأستجب له ، فيورث ذلك حرصاً عند العبد بتفقد هذه الأوقات التي يخلو فيها مع ربه القريب منه ، فهو سبحانه قريب في علوه ، بعيد في دنوه.
17- ومنها أن الإيمان بصفة (الكلام)
وأن القرآن كلام الله يجعل العبد يستشعر وهو يقرأ القرآن أنه يقرأ كلام الله ، فإذا قرأ : يا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ؛ أحسَّ أن الله يكلمه ويتحدث إليه ، فيطير قلبه وجلاً ، وأنه إذا آمن بهذه الصفة ، وقرأ في الحديث الصحيح أن الله سيكلمه يوم القيامة ، ليس بينه وبينه ترجمان ؛ استحى أن يعصي الله في الدنيا ، وأعد لذلك الحساب والسؤال جواباً.
وهكذا ؛ فما من صفة لله تعالى ؛ إلا وللإيمان بها ثمرات عظيمة ، وآثار كبيرة مترتبة على ذلك الإيمان ؛ فما أعظم نعم الله على أهل السنة والجماعة الذين آمنوا بكل ذلك على الوجه الذي يليق بالله تعالى!.

المصدر / كتاب صِفَاتُ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْوَارِدَةُ في الكتاب والسنة




مشكور اخي مبارك




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
شكرا لمرورك على موضوعي
وهذا شرف لي ووسام على صدري




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

جهود الشيخ الألباني في بيان عقيدة السلف في الإيمان بالله ـ رسالة ماجستير

[SIZE=3.5]

اسم الكتاب: جهود الشيخ الألباني في بيان عقيدة السلف في الإيمان بالله ـ رسالة ماجستير ـ
المؤلف : أحمد صالح حسين الجبوري
معلومات عن المادة : هوعبارة عن بحث ألف لنيل شهادة ماجستير بإشراف: أ.م.د فرمان اسماعيل ابراهيم . بجامعة تكريت ـ العراق ـ
مقتطف:

اقتباس:

وبعدَ استِشارَةِ أُستاذي الـمُشرِف استقرَّ الرأيُ على أن يَكونَ العملُ مُقسَّما على فَصلينِ مَسبوقَين بِمُقدِّمةٍ وَمَقفوَّينِ بخاتِمَةٍ وثَبْتٍ للمصادِرِ والمراجِعِ ، خُصِّصَ الفصلُ الأوَّلُ مِنهما لِحَياةِ الألبانيِّ وَمَعنى الإيمانِ عِندَهُ وَمَوقِفِهِ مِن الإرجاءِ ، واشتملَ على مَبحثينِ ، تَناولتُ في الأولِ مِنهما حَياةَ الألبانيِّ مِن الوِلادةِ وحتى الوَفاةِ ، وفي الثاني تَناولتُ معنى الإيمانِ عِندهُ وموقِفهُ مِن الإرجاءِ ، وأوقَفْتُ الفصلَ الثاني على الإيمانِ بالله تعالى ، واشتَمَلَ على ثلاثةِ مباحِثَ ، تناولتُ في الأوَّلِ الإيمانَ بوجودِ الله تعالى وربوبيَّتهِ ، وفي الثاني الإيمانَ بألوهيتِهِ تعالى، وفي الثالثِ الإيمانَ بأسمائِهِ تعالى وصِفاتِهِ .
أمَّا الخاتِمَةُ ؛ فَتناوَلتُ فيها أهمَّ النتائِجَ التي تَوصَّلتُ إليها في العَمَلِ .
…وَيقضي العِرفانُ بالجميلِ أن أتقدَّمَ بالدُّعاءِ والشُّكرِ للأخِ الشيخِ أحمدَ بن يحيى الزهرانيِّ المكيِّ –حفظهُ الله – إذ يَعودُ لهُ الفضلُ بَعدَ الله – عزَّ وجلَّ – في اختيارِ هذا الموضوعِ؛ فَقَد التَقيتُهُ في مَكَّةَ مَوسِمِ العُمرَةِ في مَنـزِلِ الشيخِ رَبيعِ بن هادي المدخلي – حفظَهُ الله– وَعَرضتُ عليهِ رَغبتي في الكِتابةِ في العَقيدةِ؛ فأشارَ عليَّ – جزاهُ الله خيراً – أن أُبيِّنَ جُهودَ الشيخِِ الألبانيِّ – رحمه الله – في بَيانِ العَقيدَةِ السلفيَّةِ في الإيمانِ بالله والدِّفاعِ عنها.

[SIZE=3.5]المحتويات

اقتباس:
[SIZE=3.5]

  • المقدمة 1
  • بين يدي البحث 7
  • الفصل الأول : حياة الألباني ومعنى الإيمان عنده وموقفه من الإرجاء 10
  • المبحث الأول : حياته 11
  • أولا : مولده ونشأته 11
  • ثانيا: بداية طلبه للعلم 13
  • ثالثا : توجهه إلى علم الحديث واهتمامه به 13
  • رابعا : صفاته وأخلاقه 14
  • خامسا : شيوخه 15
  • سادسا : تلاميذه 16
  • سابعا : نشاطه في الدعوة إلى الله 17
  • ثامنا : دروسه ومجالسه العلمية 18
  • تاسعا : تدريسه بالجامعة الإسلامية 19
  • عاشرا : صبره على العلم والتأليف وشدة تحمله 19
  • حادي عشر : كتبه ومؤلفاته 20
  • ثاني عشر : وفاته 25
  • المبحث الثاني : معنى الإيمان عنده وموقفه من الإرجاء 26
  • أولا : تعريف الإسلام والإيمان 26
  • ثانيا : الفرق بين الإسلام والإيمان 30
  • ثالثا : رأي الشيخ الألباني في هذه المسألة 33
  • رابعا : مذهب الشيخ الألباني في الإيمان 33
  • خامسا : اتهام الشيخ الألباني بالإرجاء 35
  • تعريف المرجئة 35
  • فرقهم وأقوالهم 36
  • المسائل التي خالف فيها الألباني مذهب المرجئة ووافق فيها مذهب السلف 37
  • المسألة الأولى : كون العمل من الإيمان 37
  • المسألة الثانية : زيادة الإيمان ونقصانه 44
  • المسألة الثالثة : الاستثناء في الإيمان 48
  • المسألة الرابعة : التلازم بين الظاهر والباطن 50
  • المسألة الخامسة : أثر المعاصي في نقص الإيمان 54
  • شهادة الشيخ ابن عثيمين للشيخ الألباني 57
  • الفصل الثاني : الإيمان بالله تعالى 60
  • تمهيد 61
  • تقسيم الشيخ الألباني للتوحيد 62
  • المبحث الأول : الإيمان بوجود الله تعالى وربوبيته 64
  • أولا : الإيمان بوجود الله تعالى 64
  • الأدلة على وجوده تعالى 64
  • دلالة الفطرة 64
  • دلالة العقل 64
  • دلالة الشرع 66
  • دلالة الحس 66
  • ثانيا : الإيمان بربوبيته تعالى 68
  • أدلة توحيد الربوبية 69
  • أدلته من الكتاب 69
  • أدلته من السنة 69
  • أدلته من العقل 69
  • طريقي الاستدلال على ربوبيته تعالى 70
  • الطريق النفسي 70
  • الطريق الآفاقي 70
  • بيان أن الإقرار بهذا التوحيد وحده لا يكفي للنجاة من النار 71
  • تقرير الشيخ الألباني لذلك 74
  • المبحث الثاني : الإيمان بألوهيته تعالى 77
  • أولا : تعريفه 77
  • ثانيا : أدلته 77
  • ثالثا : أهميته 79
  • جهود الشيخ الألباني في بيانه والدعوة إليه 82
  • رابعا : وجوب إفراد الله تعالى بالعبادة 85
  • أولا : تعريف العبادة 85
  • ثانيا : أركان العبادة 86
  • بيان الشيخ الألباني لركني العبادة 87
  • ثالثا : ذكر بعض أنواع العبادة 89
  • الدعاء 89
  • تقرير الشيخ الألباني أن الأصل في الدعاء الإسرار 90
  • الاستغاثة 92
  • كلام للشيخ الألباني عن بعض الخرافيين الذين يستغيثون بغير الله 93
  • أنواع الاستغاثة 95
  • خامسا : حماية النبي صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد 96
  • أولا : الرقى 96
  • كلام الشيخ الألباني على مشروعية الرقى 98
  • شروط جواز الرقية 98
  • الرقى الممنوعة وكلام الشيخ الألباني فيها 99
  • حكم الطب الروحاني والتنويم المغناطيسي وكلام الشيخ الألباني فيها 99
  • رقية المس وكلام الشيخ الألباني عليها 100
  • نصيحة الشيخ الألباني للعاملين بالرقى 101
  • ثانيا : التمائم 102
  • بيان الشيخ الألباني حرمة تعليق التمائم 103
  • حكم المعلق من القرآن 105
  • ثالثا : التبرك بالأشجار والأحجار ونحوها 105
  • مشروعية التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم 105
  • رابعا : النهي عن أعمال تتعلق بالقبور 107
  • كلام الشيخ الألباني على بعض المخالفات التي تقع عند القبور 108
  • المخالفة الأولى 108
  • المخالفة الثانية 109
  • المخالفة الثالثة 109
  • المخالفة الرابعة 111
  • المخالفة الخامسة 113
  • خامسا : التوسل 114
  • معنى الوسيلة في القرآن الكريم 114
  • كلام الشيخ الألباني عليها 115
  • تعريف الشيخ الألباني للوسائل الكونية والشرعية 116
  • التوسل المشروع 116
  • أقسام التوسل المشروع 117
  • التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته 117
  • التوسل بالأعمال الصالحة 118
  • التوسل بدعاء الرجل الصالح 119
  • ثانيا : التوسل الممنوع 120
  • بعض أنواع التوسلات الممنوعة 120
  • شبهات وردها في باب التوسل 122
  • سادسا : الشرك والكفر وأنواعهما 124
  • تعريف الشرك 125
  • أنواعه 126
  • الأول : الشرك الأكبر 126
  • الثاني : الشرك الأصغر 126
  • الفرق بينهما 126
  • الكفر 127
  • تعريفه 127
  • أنواعه 127
  • الكفر الأكبر 127
  • كفر التكذيب 127
  • كفر الإباء والاستكبار 128
  • كفر الشك 128
  • كفر الإعراض 128
  • كفر النفاق 128
  • إقرار الشيخ الألباني لهذه الأنواع 128
  • الكفر الأصغر 129
  • المبحث الثالث : الإيمان بأسمائه تعالى وصفاته 130
  • تمهيد 130
  • أولا : تعريف الإيمان بالأسماء والصفات 131
  • ثانيا : المنهج في إثباته 131
  • التحريف 131
  • التحريف اللفظي 131
  • التحريف المعنوي 131
  • التعطيل 132
  • التكييف 132
  • التمثيل 132
  • الأصول الثلاثة لمنهج الإيمان بالأسماء والصفات 132
  • أدلة الأصل الأول 133
  • أدلة الأصل الثاني 134
  • أدلة الأصل الثالث 143
  • ثالثا : موقف الشيخ الألباني من الصفات 136
  • جواب الشيخ الألباني عن الآيات المتشابهة في الصفات 137
  • نقض الشيخ الألباني لقول بعض المتكلمين بأن مذهب السلف اسلم ومذهب الخلف اعلم وأحكم 139
  • جواب الشيخ الألباني عن سؤال في آيات الصفات 140
  • نقض الشيخ الألباني لعقيدة التفويض الفاسدة 140
  • رابعا : أمثلة تطبيقية لإثبات الأسماء والصفات 143
  • من أسمائه تعالى : الحي القيوم 143
  • الحميد 143
  • الرحمن الرحيم 144
  • الحليم 144
  • ومن صفاته تعالى : العلو 144
  • إثبات الشيخ الألباني لصفة العلو 145
  • الاستواء 147
  • إثبات الشيخ الألباني لصفة الاستواء 147
  • الكلام 151
  • إثبات الشيخ الألباني لصفة الكلام 151
  • المجيء 153
  • إثبات الشيخ الألباني لصفة المجيء 153
  • الضحك والعجب 153
  • إثبات الشيخ الألباني لصفة الضحك والعجب 154
  • الدنو والقرب 155
  • إثبات الشيخ الألباني لصفة الدنو والقرب 156
  • النزول 157
  • إثبات الشيخ الألباني لصفة النزول 157
  • رد الشيخ الألباني افتراء بعض أهل البدع على شيخ الإسلام ابن تيمية 158
  • كلام للشيخ الألباني عن وقت انتهاء النزول وهل يخلو العرش عند النزول 158
  • الساق 159
  • إثبات الشيخ الألباني لصفة الساق 159
  • الخاتمة والنتائج 160
  • المصادر والمراجع 164

[/SIZE]

[/SIZE]هيئة الكتاب : الكتاب على هيئة وورد word منسق بتنسيق ممتاز ومنظم ومشكل الكلمات .
عدد الصفحات : 183 صفحة
سعة التخزين : 7 ميغا بعد الضغط

نوعية التحميل :رابط تحميل مباشر لملف وورد مضغوط بصيغة rar
رابط مباشر للتحميل :

في ملف واحد: للتحميل اضغط هنا

منقول للفائدة

[/SIZE]




بارك الله فيك غاليتي ام ليلى على الجلب الطيب و المتواضع للموضوع .
جعله في ميزان حسناتك و نفعنا به .
تقبلي مروري و تحيتي .




بسم الله الرحمن الرحيم
مشكوووووور اختي ام ليلى والله يعطيك الف عافيه




جزاكِ الله خيرًا أختي أم ليلى و بارك فيكِ على هذه المشاركة المتميزة..




شكرا على المرور ويارب ينتفع الجميع




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

هل الإيمان بالقلب يكفي ليكون الإنسان مسلماً؟

هل الإيمان بالقلب يكفي ليكون الإنسانمسلماً؟

تسأل الأخت وتقول: هل الإيمان بالقلب يكفي لأن يكون الإنسان مسلماً بعيداً عن الصلاة والصوم والزكاة؟

الإيمان بالقلب لا يكفي عن الصلاة وغيرها، بل يجب أن يؤمن بقلبه وأن الله واحدٌ لا شريك له، وأنه ربه وخالقه، ويجب أن يخصه بالعبادة سبحانه وتعالى، ويؤمن بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه رسول الله حقاً إلى جميع الثقلين، كل هذا لا بد منه، فهذا أصل الدين وأساسه، كما يجب على المكلف أن يؤمن بكل ما أخبر الله به ورسوله من أمر الجنة والنار والصراط والميزان، وغير ذلك مما دل عليه القرآن الكريم والسنة الصحيحة المطهرة. ولا بد مع ذلك من النطق بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، كما أنه لا بد من الصلاة وبقية أمور الدين، فإذا صلى فقد أدى ما عليه، وإن لم يصل كفر؛ لأن ترك الصلاة كفر.
أما الزكاة والصيام والحج وبقية الأمور الواجبة إذا اعتقدها وأنها واجبة، ولكن تساهل فلا يكفر بذلك، بل يكون عاصياً، ويكون إيمانه ضعيفاً ناقصاً؛ لأن الإيمان يزيد وينقص، يزيد الإيمان بالطاعات والأعمال الصالحات، وينقص بالمعاصي عند أهل السنة والجماعة.
أما الصلاة وحدها خاصة فإن تركها كفر عند كثير من أهل العلم وإن لم يجحد وجوبها، وهو أصح قولي العلماء، بخلاف بقية أمور العبادات، من الزكاة والصوم والحج ونحو ذلك، فإن تركها ليس بكفر أكبر على الصحيح، ولكن نقص في الإيمان، وضعف في الإيمان، وكبيرة عظيمة من كبائر الذنوب، فترك الزكاة كبيرة عظيمة، وترك الصيام كبيرة عظيمة، وترك الحج مع الاستطاعة كبيرة عظيمة، ولكن لا يكون كفراً أكبر إذا كان مؤمناً بأن الزكاة حق، وأن الصيام حق، وأن الحج لمن استطاع إليه سبيلاً حق، ما كذب بذلك ولا أنكر وجوب ذلك، ولكنه تساهل في الفعل، فلا يكون كافراً بذلك على الصحيح.
أما الصلاة فإنه إذا تركها يكفر في أصح قولي العلماء كفراً أكبر والعياذ بالله، وإن لم يجحد وجوبها كما تقدم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)) أخرجه مسلم في صحيحه، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)) أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن الأربعة بإسناد صحيح، والمرأة مثل الرجل في ذلك: نسأل الله العافية والسلامة.
لشيخ إبن باز رحمة الله عليه




بارك الله فيك اختي

نسال الله ان يهدينا وان يصلحنا وان ينير طريقنا يارب العالمين

لا تبخلي علينا بمثل هذه المواضيع الطيبة




بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله كل الخير اختي الفاضة و بارك الله فيك
موضوع في القمة مشكووووووووورة اختي و تقبلي مروري و افائق احترامي




بارك الله فيكم وسدد خطاكم وجعلكم من اهل الجنة ومن الطيبن يارب العالمين

ننتظر ان ينزف قلمك اكثر وننتظر منك كل ماهو جديد ومفيد

تقبلوا مروري المتواضع

المعلمة هنــاء




موضوعك في القمة مشكووووووووورة اختي ندى