التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

مناسك الحج و العمرة و الأضحية

تعليمية تعليمية


تعليمية

موسوعة الشيخ محمد العثيمين المتعلقة بأداء مناسك الحج والعمرة والأضحية

شروح الإمام محمد بن صالح العثيمين العلمية :
• شرح كتاب : صحيح الإمام البخاري
• باب الحج ، عدد الأشرطة : 21 شريط
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_91.shtml

• شرح كتاب : صحيح الإمام مسلم
• باب الحج ، عدد الأشرطة : 17 شريط
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_116.shtml

• شرح كتاب : بلوغ المرام من أدلة الأحكام
• باب الحج ، عدد الأشرطة : 10 أشرطة
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_132.shtml

• شرح كتاب : عمدة الأحكام
• باب الحج ، عدد الأشرطة : 4 أشرطة
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_146.shtml

• شرح كتاب : زاد المستقنع
• باب الحج ، الجزء الأول : 21 شريط
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_173.shtml

• شرح كتاب : زاد المستقنع
• باب الحج ، الجزء الثاني : 12 شريط
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_174.shtml

• شرح كتاب : الكافي في فقه الإمام أحمد بن حنبل
• باب الحج ، عدد الأشرطة : 19 شريط
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_183.shtml

فتاوى الإمام محمد بن صالح العثيمين الشرعية :

• جلسات الحج ، عام 1408 هـ
• عدد الأشرطة : 5 أشرطة
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_218.shtml

• سؤال من حاج ، عام 1407 هـ
• عدد الأشرطة : 5 أشرطة
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_228.shtml

• أداء مناسك الحج لحظة بلحظة
• عدد الأشرطة : 1 شريط
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_247.shtml

• فتاوى برنامج نور على الدرب
• باب فتاوى الحج النصية فقط
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/cat_index_21.shtml

خطب الإمام محمد بن صالح العثيمين
الأسبوعية :

• فضل العشر من ذي الحجة ، وأحكامها ، والأضحية ، وأحكامها :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_237.shtml

• فضل أيام العشر الأولى من ذي الحجة :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_72.shtml

• فضل العشرة الأوائل من ذي الحجة :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_149.shtml

• فضل عشرة ذي الحجة (1) :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_111.shtml

• فضل عشرة ذي الحجة (2) :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_248.shtml

• فضل عشرة ذي الحجة (3) :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_517.shtml

• تحريم الأخذ من الشعر والأظافر والبشرة في العشر الأولى من ذي الحجة لمن أراد أن يضحي :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_52.shtml

• تحريم الأخذ من شعر وأظافر وبشرة المضحي :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_179.shtml

• فريضة الحج :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_124.shtml

• فضل تعظيم شعيرة الحج والعمرة :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_112.shtml

• الحث على وجوب أداء فريضة الحج :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_9.shtml

• الترغيب في الحج :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_480.shtml

• شروط وأحكام حج بيت الله الحرام :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_176.shtml

• شروط الحج :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_310.shtml

• وجوب الإلمام بمناسك الحج ، وإستصحاب أهل العلم في الحج :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_235.shtml

• صفة الحج والعمرة (1) :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_7.shtml

• صفة الحج والعمرة (2) :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_247.shtml

• صفة الحج :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_341.shtml

• مناسك الحج (1) :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_273.shtml

• مناسك الحج (2) :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_312.shtml

• مناسك الحج (3) :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_445.shtml

• مناسك الحج (4) :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_446.shtml

• مناسك الحج (5) :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_543.shtml

• مناسك الحج والعمرة :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_212.shtml

• أحكام ومناسك الحج :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_178.shtml

• أمور حول الحج :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_516.shtml

• لباس المحرم :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_347.shtml

• حكم التوكيل في أداء الحج والعمرة وشروطه :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_51.shtml

• حكم من أراد الحج وعليه دين :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_246.shtml

• محظورات الإحرام :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_64.shtml

• محظورات الحج والعمرة :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_86.shtml

• محظورات الإحرام والأضاحي :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_213.shtml

• حكم النسيان والخطأ في تطبيق شرع الله بالحج :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_236.shtml

• لزوم الثبات على طاعة الله بعد الحج :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_28.shtml

• نصيحة لأهل الحملات :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_85.shtml

• أحكام الأضحية (1) :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_27.shtml

• أحكام الأضحية (2) :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_38.shtml

• وجوب الأضحية :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_37.shtml

• فضل الأضحية :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_126.shtml

• فوائد الأضحية :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_10.shtml

• مفاسد الأضحية خارج بلد المضحي :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_177.shtml

مصنفات الإمام محمد بن صالح العثيمين المتعلقة بأداء مناسك الحج وأحكام الأضحية :
• أحكام الاضحية والذكاة
http://www.ibnothaimeen.com/all/inde…waalthakat.exe

• مناسك الحج والعمرة والمشروع في الزيارة
http://www.ibnothaimeen.com/all/inde…jwaalomrah.exe

• أخطاء يرتكبها بعض الحجاج
http://www.binothaimeen.com/soft/AkhtaaAlhojjaj.exe

• المنهج لمريد العمرة والحج
http://www.binothaimeen.com/soft/Mor…rahaAlhajj.exe

• صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم
http://www.binothaimeen.com/soft/Had…ber-Alhaaj.exe

تم بحمد الله وعونه
والله أسأل أن يرحم الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمة واسعة
وأن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء

وأن ينفع بهذا الجمع ، ويكون خالصاً لوجه الكريم
إنه ولي ذلك والقادر عليه

جمع وترتيب
العبد الفقير لعفو ربه
عبد الله العريعر الخالدي
غفر الله له ولموتى المسلمين

أسأل الله تعالى أن يجزي الشيخ والجامع خير الجزاء وأن يجعل عملنا هذا خالصا لوجهه

تعليمية تعليمية




جزاك الله خير الجزاء ونسال الله ان يجعلك من اهل الجنة وان يرزقنا جميعا زيرة بيت الله

تقبلي مروري

اختك المعلمة هناء




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

أحكام الأضحية والزكاة-العثيمين

أحكام الأضحية والزكاة-العثيمين
http://www.4shared.com/document/fpYes9Po/__-.html




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

فضل الأضحية

فضل الأضحية


إن الحمد لله أحمده وأشكره وأتوب أليه وأستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد

فإن الله تعالى شرع بحكمته ورحمته شرع لعباده الذين لم يحجوا أن يتقربوا إليه بذبح الأضاحي عنهم وعن أهليهم فضحى النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بأضحيتين إحداهما عنه وعن أهله والثانية عن أمته ومن أراد أن يضحي فدخل العشر فإنه لا يأخذ من شعره ولا من بشرته ولا من ظفره شيئا حتى يضحي وهذه الأضاحي إنما تشرع للناس في بلادهم ليعظموا شعائر الله في بلادهم كما عظم الحجاج شعائر الله عند المسجد الحرام قال الله عز وجل)وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا) وقال تعالى (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) وقال تعالى ( فصلي لربك وانحر ) وقال تعالى (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِين َ) وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الأضحية شيء واللحم شيء آخر فقال (من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك ومن نسك قبل الصلاة فتلك شاة لحم) فقال رجل يا رسول الله نسكت قبل أن اخرج إلى الصلاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم (شاتك شاة لحم) وفي هذه النصوص القرآنية والسنة النبوية دليل واضح على أنه ليس المقصود من الأضاحي مجرد الانتفاع باللحم ولكن المقصود الأعظم شيء وراء ذلك وهو تعظيم شعائر الله والتقرب إليه بالذبح وذكر اسم الله تعالى عليها وهذا لا يحصل إلا إذا أقيمت هذه الشعيرة في البلاد ورآها الصغير والكبير وذكر اسم الله عليها وبهذا نعلم أن الأولى والأكمل والأفضل والأقوم لشعائر الله أن يضحي الناس في بلادهم وأن لا يخرجوا أضاحيهم عن بلادهم وبيوتهم لأن إخراجها عن البلاد يفوت به مصالح كثيرة ويحصل به شيء من المفاسد فمن ما يفوت به من المصالح إظهار شعيرة من شعائر الله في البلاد لأنه إذا لم يضحى في البلاد فإن البيوت تتعطل أو بعضها أو كثير منها عن هذه الشعيرة ولاسيما إذا تتابع الناس فيها فتتايعوا ومما يفوت به مباشرة ذبح المضحي لأضحيته فالسنة أن يذبح الإنسان أضحيته بنفسه ويسمي الله عليها ويكبره تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم وامتثالا لقوله تعالى ( فصلي لربك وانحر ) وقوله ( فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا ) قال العلماء وإذا كان المضحي لا يحسن الذبح وكل مسلما وحضرها ومما يفوت به من المصالح شعور الإنسان بالتعبد لله تعالى بالذبح نفسه فإن الذبح لله من أجل العبادات وأفضلها ولهذا قرن الله الذبح بالصلاة في قوله ( فصلي لربك وانحر ) واسأل من بعث بقيمة أضحيته خارج البلاد هل يشعر بهذه العبادة العظيمة هل يشعر بالتقرب إلى الله بها بالذبح إنه لن يشعر بذلك أبدا لأنه لم يذبحها ولم تذبح أمامه ومما يفوت به ذكر الله تعالى على الذبيحة وتكبيره وقد أمر الله تعالى بذكر اسمه عليها فقال جل وعلا (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ) وقال تعالى (كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ) وفي هذا دليل على أن ذبح الأضحية وذكر اسم الله عليها عبادة مقصودة لذلك ومن المعلوم أن نقلها إلى خارج البلد يفوت به هذا المقصود العظيم بل هذا المقصود الأعظم فإن ذلك أعني التقرب إلى الله تعالى بذبحها وذكر اسم الله عليها اعظم من مجرد الانتفاع بلحمها والتصدق به لقوله تعالى ( لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ) ومما يفوت به الأكل من الأضحية فإن المضحي مأمور بالأكل من أضحيته إما وجوبا أو استحبابا على خلاف في ذلك بين العلماء بل إن الله قدم الأمر بالأكل منها على إطعام الفقير فقال تعالى ( فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) فأكل المضحي من أضحيته عبادة يتقرب بها إلى الله عز وجل ويثاب عليها لامتثاله لأمر الله ومن المعلوم أن بعثها إلى خارج البلاد يمنع الأكل منها لأنه لا يمكنه فيكون بذلك مفرطا في أمر الله عز وجل وآثما على قول بعض العلماء لما يفوت به من المصالح أن الإنسان يبقى معلقا هل يقص شاربه و يقلم أظفاره لأنه أذبحت أضحيته أم لا وهل ذبحت يوم العيد أو في الأيام التي تليه وقد ذكر بعض العلماء أنه يستحب للمضحي أن يأخذ من ذلك بعد ذبح أضحيته لحديث ورد في ذلك وفيه مقال فهذه ست مصالح تفوت بنقل الأضاحي إلى بلاد أخري ومن المعلوم أن المؤمن يطلب المصالح أينما كانت أما المفاسد فمنها أن الناس ينظرون إلى الأضحية وهي هذه العبادة العظيمة نظرة اقتصادية مالية محضة وهي مصلحة الفقير دون أن يشعروا بأنها عبادة يتقربون بها إلى الله وربما يشعر أن فيها الإحسان إلى الفقراء وهذا خير وعبادة لأن الله يحب المحسنين ولكنه دون شعور العبد بالتقرب إلى الله بالذبح فإن في الذبح من تعظيم الله ما تربو مصلحته على مجرد الإحسان إلى الفقراء ثم إن الفقراء يمكن أن ننفعهم بإرسال الدراهم أو الأطعمة أو الفرش أو الملابس أو غيرها دون أن نقتطع لهم جزء من عباداتنا المهمة ومن المفاسد تعطيل شعائر الله تعالى أو تقليلها في البلاد التي نقلت منها ومن المفاسد تفويت مقاصد الموصين الأموات إذا كانت الأضاحي وصايا لأن الظاهر من حال الموصين أنهم يريدون مع التقرب إلى الله منفعة ذويهم وتمتعهم بهذه الأضاحي ولم يكن يخطر ببالهم أن تنقل إلى بلاد أخرى قريبة أو بعيدة فيكون في نقلها مخالفة لما يظهر من مقصود الموصين ثم إننا أيها الإخوة لا ندري من الذي يتولى ذبحها في البلاد الأخرى هل هو على علم بأوصاف الأضحية المطلوبة أم سيذبح ما حصل بيده على أي حال كانت ولا ندري هل سيتمكن من ذبح هذه الأضاحي في وقتها أو لا يتمكن قد تكون الأضاحي التي دفعت قيمتها كثيرة جدا فيعوز الحصول عليها في أيام الذبح فتؤخر إلى ما بعد أيام الذبح لأن أيام الذبح محصورة أربعة أيام فقط ثم أننا لا ندري أيضا هل ستذبح كل أضحية باسم صاحبها أو ستجمع الكمية فيقال مثلا هذه مائة رأس عن مائة شخص بدون أن يعين الشخص وفي إجزاء ذلك نظر . أيها الإخوة إننا أطلنا في هذه المسألة لدعاء الحاجة بل الضرورة إليها لأن من الناس من ينساب وراء العاطفة دون بصيرة من الأمر وهذا لاشك لاشك أنه من الجهل فلا تضيعوا هذه الشعيرة بإرسال قيمتها إلى خارج البلاد لتذبح هناك وانفعوا إخوانكم بما شاء الله من دراهم أو ألبسة أو فرش أو أطعمة أو غيرها أما الأضحية فإنها عبادة لا تفرطوا فيها اذبحوا ضحاياكم على مشهد من أهليكم وأولادكم حتى يعرفوا تلك الشعيرة العظيمة أسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعا ممن يعبد الله على بصيرة وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا وأن يرزقنا البر والتقوى وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

لفظيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله




جزاك الله خيرا على الحكمة المتوجبة

و بارك الله فيك على الجلب الطيب

و نطلب الله ان يبارك لنا في اضحيات عيدنا




موضوع قيم اخي

اللهم تقبل مني اعمالنا

ان شاء الله تعم الفائدة للجميع




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

ما يؤكل من الأضحية وما يفرق


ما يؤكل من الأضحية وما يفرق

قال الله تعالى : ( لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) (الحج:28) ، وقال تعالى : ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ )(الحج: 34) وقال النبي صلى الله عليه وسلم (( كلوا وادخروا وتصدقوا )) . رواه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها(74). وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( كلوا وأطعموا وادخروا )) . رواه البخاري من حديث سلمة بن الأكوع(75) ، وهو أعم من الأول ؛ لأن الإطعام يشمل الصدقة على الفقراء والهدية للأغنياء ، وقال أبو بردة للنبي صلى الله عليه وسلم : إني عجلت نسيكتي لأطعم أهلي وجيراني وأهل داري ـ أي أهل محلتي (76).
وليس في هذه الآية والأحاديث نص في مقدار ما يؤكل ويتصدق به ويهدى ، ولذلك اختلف العلماء ـ رحمهم الله ـ في مقدار ذلك ، فقال الإمام أحمد : نحن نذهب إلى حديث عبد الله : يأكل هو الثلث ، ويطعم من أراد الثلث ، ويتصدق بالثلث على المساكين ، وقال الشافعي : أحب أن لا يتجاوز بالأكل والادخار الثلث ، وأن يهدي الثلث ، ويتصدق بالثلث ، ويعني الإمام أحمد بحديث عبد الله ما ذكره علقمة قال بعث معي عبد الله ـ يعني ابن مسعود ـ بهدية فأمرني أن آكل ثلثا ، وأن أرسل إلى أهل أخيه عتبة بثلث ، وأن أتصدق بثلث (77) ، وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : الضحايا والهدايا : ثلث لك ، وثلث لأهلك ، وثلث للمساكين . ومراده بالأهل : الأقارب الذين لا تعولهم ، نقل هذين الأثرين في (( المغني )) ثم قال : ولنا ما روي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في صفة أضحية النبي صلى الله عليه وسلم قال : ويطعم أهل بيته الثلث ، ويطعم فقراء جيرانه الثلث ، ويتصدق على السؤال بالثلث . رواه الحافظ أبو موسى الأصفهاني في الوظائف وقال : حديث حسن ؛ ولأنه قول ابن مسعود وابن عمر ، ولم نعرف لهما مخالفا في الصحابة فكان إجماع . اهـ .
والقول القديم للشافعي يأكل النصف ، ويتصدق بالنصف ؛ لقوله تعالى : (ِفَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)(الحج: من الآية28) فجعلها بين اثنين فدل على أنها بينهما نصفين قال في (( المغني)) : والأمر في ذلك واسع، فلو تصدق بها كلها أو بأكثرها جاز ، وإن أكلها إلا أوقية تصدق بها جاز . وقال أصحاب الشافعي :يجوز أكلها كلها . أه .
وما ذكرناه من الأكل والإهداء ؛ فعلى سبيل الاستحباب لا الوجوب ، وذهب بعض العلماء إلى وجوب الأكل منها ، ومنع الصدقة بجميعها لظاهر الآية والأحاديث ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر في حجة الوداع من كل بدنة ببضعة ، فجعلت في قدر فطبخت ، فأكل من لحمها وشرب من مرقها . رواه مسلم من حديث جابر(78) .
ويجوز ادخار ما يجوز أكله منها ؛ لأن النهي عن الادخار منها فوق ثلاث منسوخ على قول الجمهور ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : بل حكمه باق عند وجود سببه وهو المجاعة ؛ لحديث سلمة بن الأكوع ـ رضي الله عنه ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من ضحى منكم فلا يصبحن بعد ثالثة وفي بيته منه شيء )) ، فلما كان العام المقبل قالوا يا رسول الله ، نفعل كما فعلنا في العام الماضي ، فقال صلى الله عليه وسلم : (( كلوا وأطعموا وادخروا ، فإن ذلك العام كان الناس في جهد فأردت أن تعينوا فيها )) . متفق عليه(79) . فإذا كان في الناس مجاعة زمن الأضحى ؛ حرم الادخار فوق ثلاث وإلا فلا بأس به .
ولا فرق فيما سبق من الأكل والصدقة والإهداء من لحوم الأضاحي بين الأضحية الواجبة والتطوع ، ولا بين الأضحية عن الميت أو الحي ، ولا بين الأضحية التي ذبحها من عنده أو التي ذبحها لغيره بوصية ،فإن الموصى إليه يقوم مقام الموصي في الأكل والإهداء والصدقة ، فأما الوكيل عن الحي فإن أذن له الموكل في ذلك أو دلت القرينة أو العرف عليه فعله ، وإلا سلمها للموكل كاملة وهو الذي يقوم بتوزيعها .
ويحرم أن يبيع شيئا منها من لحم أو شحم أو دهن أو جلد أو غيره ؛ لأنها مال أخرجه لله فلا يجوز الرجوع فيه كالصدقة ، ولا يعطي الجازر شيئا منها في مقابلة أجرته أو بعضها ؛ لأن ذلك بمعنى البيع .
فأما من أهدي له شيء منها أو تصدق به عليه فله أن يتصرف فيه بما شاء من بيع وغيره ؛ لأنه ملكه ملكا تاما فجاز له التصرف فيه ، وفي (( الصحيحين )) عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيته فدعا بطعام فأتي بخبز وأدم من أدم البيت فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ألم أر البرمة فيها لحم ؟ )) قالوا : بلى ، ولكن ذلك لحم تصدق به على بريرة وأنت لا تأكل الصدقة ، قال (( عليها صدقة ولنا هدية )) وفي لفظ البخاري : (( ولكنه لحم تصدق به على بريرة فأهدته لنا )) ولمسلم : (( هو عليها صدقة ، وهو منها لنا هدية )) (80).

لكن لا يشتريه من أهداه أو تصدق به ؛ لأنه نوع من الرجوع في الهبة والصدقة ، وفي (( الصحيحين )) عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال : حملت على فرس في سبيل الله فأضاعه الذي كان عنده فأردت أن أشتريه منه وظننت أنه بائعه برخص ، فسألت عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال (( لا تشتره وإن أعطاكه بدرهم ، فإن العائد في صدقته كالكلب يعود في قيئه ))(81)
فإن عاد إلى من أهداه أو تصدق به بإرث مثل أن يهدي إلى قريب له أو يتصدق عليه ثم يموت فيرثه من أهداه أو تصدق به ، فإنه يعود إليه ملكا تاما يتصرف فيه كما شاء على وجه مباح ؛ لما رواه مسلم عن بريدة ـ رضي الله عنه ـ أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، (1620) إني تصدقت على أمي بجارية وإنها ماتت . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( وجب أجرك وردها عليك الميراث )) (82).


من كتاب أحكام الأضحية والذكاة

لفظيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

——————–

(74)رواه مسلم، كتاب الأضاحي، باب بيان ما كان من النهي عن أكل لحوم الأضاحي، رقم (1971)
(75)رواه البخاري، كتاب الأضاحي ، باب ما يؤكل من لحوم الاضاحي وما يتزود منها، رقم (5569)
(76)رواه مسلم، كتاب الأضاحي، باب وقتها، رقم (1961)
(77)تفسير ابن أبي حاتم (8/2489)
(78)رواه مسلم، كتاب الحج، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم رقم 01218)
(79)سبق تخريجه
(80)رواه البخاري، كتاب النكاح، باب الحرة تحت العبد، رقم (5097) ومسلم، كتاب العتق، باب إنما الولاء لمن أعتق، رقم (1504)
(81)رواه البخاري، كتاب الزكاة، باب هل يشتري صدقته؟ رقم (1490)، ومسلم كتاب الهبات، باب كراهة شراء الإنسان ما تصدق به، رقم (1620).
(82)رواه مسلم، كتاب الصيام، باب قضاء الصيام عن الميت، رقم (1149)




بارك الله فيك أخي الكريم على التوضيح

خاصة و أنه قد قرب موعد النحر في عيد الأضحى المبارك

جزاك الله خيرا و نفع الله بعلمك

و جزاك الجنة يا أخي أبو سليمان

تحيااااااااااااتي




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

أحكام الأضحية – الحث على الإكثار من الذكْر و متى يبدأ ومتى ينتهي و الخروج إلى صلاة ال


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


الحمدُ لله الذي شرع لعباده التقرّب إليه بذبح القُربان، وقرَنَ النحر له بالصلاة في محكم القرآن، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الفضل والامتنان، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله المصطفى على كل إنسان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان، وسلَّم تسليمًا .

أما بعد:
فيا عباد الله، اتَّقوا الله تعالى وتقرَّبوا إليه بذبح الأضاحي؛ فإنها سنَّة أبيكم إبراهيم الذي أُمرتم باتِّباع ملّته، وسنَّة نبيّكم محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان صلى الله عليه وسلم يضحّي منذ هجرته إلى المدينة عن محمد وآل محمد حتى توفي، فكانت الأضحية مشروعة بكتاب الله وسنَّة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وإجماع المسلمين، وبها يشارك أهل البلدان حجّاج البيت في بعض شعائر الحج، فالحجاج يتقرَّبون إلى الله بذبح الهدايا، وأهل البلدان يتقرَّبون إليه بذبح الضحايا، وهذه من رحمة الله بعباده؛ حيث لم يَحْرم أهل البلدان الذين لم يُقدّر لهم الحج من بعض شعائره .
أيها المسلمون، ضحُّوا عن أنفسكم وعن أهليكم تعبّدًا لله تعالى وتقرّبًا إليه واتّباعًا لسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، فالواحدة من الغنم تجزئ عن الرَّجل وأهل بيته أحيائهم وأمواتهم، والسُبع من البعير أو البقرة يجزئ عمّا تجزئ عنه الواحدة من الغنم، فيجزئ عن الرجل وأهل بيته الأحياء والأموات .
أيها الناس، إن السُّبع من البعير أو البقرة يجزئ عن الرجل وأهل بيته أحيائهم وأمواتهم .
إن من الخطإ أن يضحّي الإنسان عن أمواته من عند نفسه ويترك نفسه وأهله الأحياء، وأشد خطأً مِن ذلك مَن يضحّي عن الميت أول سنة يموت يسمّيها: «أضحية الحفْرَة» ويعتقد أنها واجبة وأنه لا يُشَرّك فيها أحد وهي في الحقيقة – أعني: أضحية الحفْرَة – هي في الحقيقة بدعة لا أصل لها في كتاب الله ولا في سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا في عمل الصحابة رضي الله عنهم، وقد حذَّر النبي – صلى الله عليه وسلم – أمّته من البدع وقال: «كل بدعة ضلالة»(1) .
إن الأضحية عن الأموات تكون على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أن تكون أضحية أوصى بها الميت فهذه تضحّى عمّن قال الميت، لا يُزاد فيها ولا يُنقص .
الثاني: أن تكون أضحية عن الميّت تبعًا للأحياء فهذه لا بأس بها؛ لأن الظاهر من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم هذا عن محمد وآله»(2)، الظاهر أنه يشمل أحياءهم وأمواتهم .
أما القسم الثالث: فهي الأضحية عن الميت وحده تبرّعًا، فهذه لم ترد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا عن أصحابه فيما نعلم؛ لذلك ينبغي للإنسان ألا يقتصر على الميت في التبرّع له بالأضحية بل يضحّي عنه وعن أهل بيته فيشمل الأحياء والأموات، ونحن لا نقول إن الأضحية عن الميت حرام ولكنّنا نقول: إن الأَوْلَى اتّباع السنَّة وألا يُضحّى عن الميت وحده ولكنْ يضحي الرَّجل عنه وعن أهل بيته، وفضل الله واسع .
أيها المسلمون، إن الأضحية لا تجزئ إلا من بهيمة الأنعام، وهي: الإبل، والبقر، والغنم ضأنها ومعزها، لقوله تعالى:﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ﴾ [الحج: 34]، ولا تجزئ الأضحية إلا بِما بلغ السن المعتبر شرعًا وهو: ستة أشهر في الضأن وسنة في المعز وسَنَتان في البقر وخمس سنين في الإبل، فلا يُضحّى بِما دون ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تذبحوا إلا مسنّة»(3) – وهي: الثَّنِيَّة – «إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن»(4)أخرجه مسلم .
ولا تجزئ الأضحية إلا بِما كان سليمًا من العيوب التي تمنع من الإجزاء، فلا يُضحّى بالعوراء البيِّن عورها وهي: التي نتأت عينها العوراء أو انخسفت، ولا بالعرجاء البيِّن ضَلَعُها وهي: التي لا تستطيع الممشى مع السلمية، ولا بالمريضة البيِّن مرضها وهي: التي ظهرت آثار المرض عليها بحيث يعرف مَن رآها أنها مريضة من جرب، أو حمى، أو جروح أو غيرها، ولا بالهزيلة التي لا مخَّ فيها؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – سُئلَ ماذا يُجتنب من الأضاحي ؟ فأشار بيده وقال: «أربع: العرجاء البَيِّن ضَلَعُها والعوراء البَيِّن عورها والمريضة البَيِّن مرضها والعجفاء التي لا تُنقي»(5) فقيل للبراء بن عازب راوي هذا الحديث: إني أكره أن يكون في الأذن نقص، أو في القرن نقص، أو في السن نقص ؟ فقال البراء: ما كرهتَ فدَعْهُ ولا تحرّمه على أحد .
فهذه العيوب الأربعة مانعة من الإجزاء دَلَّ على ذلك الحديث وقال به أهل العلم، ويلحق بها ما كان مثلها أو أشد، فلا يضحّى بالعمياء ولا بمقطوعة إحدى اليدين أو الرِّجلين ولا بالمبشومة حتى يزول الخطر عنها، ولا بِما أصابها أمر تموت به كالمجروحة جرحًا خطيرًا والمنخنقة والمتردِّية من جبل ونحوها مِمَّا أصابها سبب الموت حتى يزول عنها الخطر، لأن هذه العيوب الأربعة التي ذكرها النبي – صلى الله عليه وسلم – مانعة من الإجزاء فما كان مثلها أو أولى منها كان مانعًا من الإجزاء .
فأما العيوب التي دون هذه فإنها لا تمنع من الإجزاء، فتجزئ الأضحية بمقطوعة الأذن وبمشقوقة الأذن مع الكراهة لحديث علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – قال: «أَمَرَنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن نستشرف العين والأذن وألا نضحّي بمقابلة ولا مدابرة ولا شرقاء ولا خرقاء»(6) وهذه الصفات شقوقٌ في الأذن، وتجزئ الأضحية بمكسورة القَرْن مع الكراهة لحديث عُتبة بن عبدٍ السلمي «أن النبي – صلى الله عليه وسلم – نهى عن المستأصلة»(7) وهي: التي ذهب القَرْن من أصله .
وتجزئ الأضحية بمقطوعة الذنب من الإبل والبقر والمعز مع الكراهة قياسًا على مقطوعة الأذن؛ ولأن في بعض ألفاظ حديث علي – رضي الله عنه -«أَمَرَنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ألا نضحّي ببتراء ومِمَّن مقطوعة الذنَب»(8).
ومن مقطوعة الذنَب: هذه الغنم التي ترد من استراليا فإنه ليس لها ألية في أصل الخلقة وإنما لها ذيل كذيل البقر وهي مقطوعة الذَّيل، فمَنْ ضحّى بها أجزأت، ولكنْ الأفضل ألا يضحي بها؛ لأنها ناقصة الخلقة، أما مقطوعة الألية من الضأن فلا تجزئ في الأضحية وإن كانت من نوع لا ألية له من أصل الخلقة فلا بأس بها، وتجزئ الأضحية بِما نشف ضرعها من كِبَرٍ أو غيره إذا لم تكن مريضة مرضًا بيِّنًا، وتجزئ التضحية بِما سقطت ثناياها أو انكسرت، وكلّما كانت الأضحية أكمل في ذاتها وصفاتها وأحسن منظرًا فهي أفضل .
فاستكملوها – عباد الله – واستحسنوها وطيبوا بها نفسًا، واعلموا أن ما أنفقتم من المال فيها فإنه ذخر لكم عند الله عزَّ وجل، ﴿وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآَتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ[البقرة: 265] .
واعلموا أن الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها، لأنها شعيرة من شعائر الله، وليس المقصود منها مجرّد اللحم الذي يؤكل ويفرّق بل أهم مقصود فيها ما تتضمنه من تعظيم الله – عزَّ وجل – بالذبح له وذكْر اسمه عليها .
ولقد أصاب الناس في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – في سنة من السنين أصابهم مجاعة وقت الأضحى ولم يأمرهم النبي – صلى الله عليه وسلم – بترك الأضحية وصرف ثمنها إلى المحتاجين بل أقرَّهم على الأضاحي وقال لهم: مَنْ ضحَّى منكم فلا يُصبحنَّ بعد ثالثة في بيته شيء، فلمّا كان العام المقبل قالوا: يا رسول الله، نفعل كما فعلنا في العام الماضي ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلوا وأطعِموا وادخروا؛ فإن ذلك العام كان في الناس جهد فأردت أن تعينوا فيها»(9)رواه البخاري ومسلم .
أيها الناس، إنني وجدت إعلانًا على شركة الراجحي لِمَن أراد أن يضحّي أن يدفع قيمتها ويضحّى، وإني أقول لكم: لا تفعلوا ذلك، ضحّوا في بلادكم؛ فإن الأضحية في البلد أفضل، وكون الإنسان يتولاها بنفسه أفضل إذا كان يحسن الذبح وإلا وَكِّلْ مَن يذبحها وحضرها؛ فإن ذلك أفضل وأطيب وأقوم لشعائر الله، وما أصابكم من الجهد والعناء والتوزيع فإن ذلك كلّه أجر لكم، وأنتم – أيها المسلمون – لا تظنّوا أن المقصود بالأضاحي هو اللحم، إنّما هي عبادة عظيمة مقرونة في كتاب الله بالصلاة ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾[الكوثر: 2]، ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: 162] .
إن هذا المبدأ؛ أعني: مبدأ إعطاء الدراهم لِمَن يضحي ولا يُدرى كيف يضحي، إن هذا المبدأ أخشى أن يكون مبدأً سيئ العاقبة، أخشى أن يكون ذلك وسيلة إلى ترك الأضاحي في البلدان فتصبح البلدان قفْرًا من هذه الشعيرة العظيمة؛ لذلك أنا أحثّكم حثًّا بالغًا ألا تعطوا أحدًا يذبح ضحاياكم لا الراجحي ولا غيره، ضحّوا أنتم بأنفسكم في بيوتكم يشاهدها أولادكم، يشاهدون شعيرة الله تُقام في هذا اليوم العظيم يوم النحر، يوم الحج الأكبر، لا تحرموا أنفسكم أيها الإخوة، واللهِ إنكم ستموتون وسيتمنّى الواحد منكم أن يكون له مثقال ذرة في حسناته، لا تحرموا أنفسكم الخير، لا تتكاسلوا، لا تتهاونوا، ضحّوا أنتم بأنفسكم أمام أولادكم وأهليكم حتى تقوم هذه الشعيرة العظيمة .
أما الهدي وإعطاء شركة الراجحي أو المعيصم أو غيرهما فإن هذا قد يكون له وجهة نظر؛ لأن الإنسان في مِنى إذا ذبح الأضحية تركها تأكلها النار أو تذهب هباءً، فإذا أُعطي هؤلاء فقد يكون ذلك أجدى وأنفع، أما الأضاحي فلا وجه لإعطائهم إطلاقًا .
فاتّقوا الله في أنفسكم، وأقيموا شعائر الله، وأرجو من إخوتي القائمين على شركة الراجحي أن يخلعوا هذا الإعلان من الباب، وألا يفتحوا هذا الباب أبدًا للناس بل يتركوا الناس يُقيمون شعائر الله في بلاد الله .
أيها المسلمون، لا تذبحوا ضحاياكم إلا بعد انتهاء صلاة العيد وخطبتيها الثنتين؛ فإن ذلك أفضل وأكمل اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنه كان يذبح أضحيته بعد الصلاة والخطبة، قال جندب بن سيفان البجلي رضي الله عنه: «صلى النبي – صلى الله عليه وسلم – يوم النحر ثم خطب ثم ذبح»(10) رواه البخاري، ولا يجزئ الذبح قبل تمام صلاة العيد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدَّمه لأهله وليس من النسك في شيء»(11) وفي حديث آخر: «مَن ذبح قبل أن يصلي فلْيعد مكانها أخرى»(12).
أيها المسلمون، إذا ذبحتم ضحاياكم فإنه ينبغي أن تَطَؤوا صفحة العنق؛ أي: على عنقها، وأن تُمسكوا بإحدى اليدين رأسها وتذبحوا باليد الأخرى وأن تقولوا عند الذبح: بسم الله والله أكبر، اللهم هذا منك ولك، اللهم هذا عنِّي وعن أهل بيتي، إذا كنتَ تضحي عنك وعن أهل بيتك، وإذا كانت وصية فلْتقل: اللهم هذه عن وصية فلان، هذه هي التسمية المشروعة: أن يسمِّي الإنسان عند الذبح وبعد البسملة والتكبير، أما ما يفعله العوام من إمرار اليد من رأسها إلى ذنَبها ومسح ظهرها فإن هذا لا أصل له في سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم، فلا ينبغي أن يُفعل .
وإذا ذبحتم فاتركوا يديها ورِجْليها ترفس؛ فإن ذلك أولَى وأحسن، قال العلماء: إن هذا أبلغ في إنهار الدم وأريح للذبيحة ولم يرد عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يأمر أحدًا بإمساك يديها ورِجْليها، وغاية ما روي عنه أن كان«يضع رِجْله صلوات الله وسلامه عليه على عُنقها»(13).
أيها المسلمون، عظِّموا شعائر الله – عزَّ وجل – واعتنوا بها واذكروا قول الله سبحانه وتعالى:﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35) وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ[الحج: 34-37] .
اللهم وفِّقنا جميعًا لتعظيم شعائرك والعمل بشريعتك والوفاة عليها؛ إنك جوادٌ كريم .
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميدٌ مجيد .
اللهم بارِك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميدٌ مجيد .

الخطبة الثانية

الحمدُ لله حمدًا كثيرًا كما أمر، وأشكره وقد تأذن بالزيادة لِمَن شكر، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كَرِهَ ذلك مَن أشرك به وكفر، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله سيّد البشر، الشافع المشفّع في المحشر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحبٍ ومعشر، وعلى التابعين لهم بإحسان ما بدا البدر وأنور، وسلَّم تسليمًا كثيرًا .
أما بعد:
أيها الناس، فأَكْثروا في هذه الأيام من ذكْر الله – عزَّ وجل – وتكبيره وحمده والثناء عليه؛ فإنها موضع ذكْر، أَكْثروا من الذكْر والتكبير والحمد في كل وقت، وأما بعد الصلوات فإنه لا يبدأ التكبيرُ على ما قاله أهل العلم إلا من صلاة الفجر يوم عرفة إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق، هذا هو موضع الذكر المقيّد الذي يكون أدبار الصلوات، وأما في هذه الأيام – أي: قبل فجر يوم عرفة – فإن المشروع أدبار الصلوات الأذكار المعروفة التي يذكرها الإنسان بعد صلاته كل وقت .
فاعرفوا الفرق بين التكبير المطلق والتكبير المقيَّد،
التكبير المطلق: من أول يوم من العشر إلى آخر يوم من أيام التشريق فهو ثلاثة عشر يومًا، أما المقيَّد: فإنه من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق، وفي يوم عرفة والأيام التي بعده يجتمع المطلق والمقيَّد جميعًا .

أيها الإخوة، إن النبي – صلى الله عليه وسلم – سئل عن صوم يوم عرفة فقال: «أَحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده»(14)، فصوموا – أيها المسلمون – يوم عرفة ابتغاءً لهذا الأجر الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم، أما الحجّاج بعرفة فإنه لا يُسنّ لهم أن يصوموا يوم عرفة؛ لأنه ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم -«أنه كان مفطرًا»(15)فيه؛ ولأن الناس في ذلك المكان ينبغي أن يكونوا أقوياء، وينبغي أن يكونوا نشيطين على الدعاء؛ لأنه وقت دعاء وابتهال لله عزَّ وجل .
ولقد اعتاد بعض العوام أن يصوموا يومين قبل يوم عرفة لتكون الأيام ثلاثة، يسمّون هذه الأيام: أيام ثلاثة ذي الحجة، فيصومونها يعتقدون أن فيها أجرًا وثوابًا وهذا خطأ؛ فإن هذه الأيام الثلاثة جميعًا ليس لها أصل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمَن كان له عادة أن يصوم من كل شهر ثلاثة أيام وصام هذه الأيام الثلاثة لتكون عِوضًا عن ثلاثة الأيام التي يصومها في كل شهر فإن هذا لا بأس به، أما مَن صامها يعتقد أن فيها فضلاً ولها مزيَّة فإنه لا يصومها؛ لأن ذلك لم يَرِد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنّما ورد عنه صيام يوم عرفة فقط، أما صيام عشر ذي الحجة جميعًا فقد سبق الكلام عليه في خطبة الجمعة الماضية وبيَّنا أنه من الأعمال الصالحة التي قال النبي – صلى الله عليه وسلم – فيها: «ما من أيام العمل الصالح فيهنّ أحبّ إلى الله من هذه الأيام العشر»(16).
أيها الناس، إنه ينبغي بل يجب عند كثير من أهل العلم أن يخرج الناس إلى صلاة العيد وهي فرض عين عند شيخ الإسلام ابن تيمية وجماعة من أهل العلم وفرض كفاية على المشهور من المذهب، فمَن شارَك فيها فقد شارَك في فرض إما فرض عين وإما فرض كفاية، فاخرجوا إليها أيها المسلمون، وقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – «يأمر بالخروج إليها حتى النساء يشهدْنَ الخير ودعوة المسلمين ويعتزل الحيَّضُ المصلى»(17)، فاخرجوا إليها رجالاً ونساءً ولْيخرج الرجال مُتَجَمِّلين ومُتَطَيِّبين ومُتَنَظِّفين، أما النساء فلا يخرجْنَ متطيِّبات ولا متبرِّجات؛ لأن ذلك من الفتنة، وستكون إقامة صلاة العيد هذا العام بعد طلوع الشمس بثلث ساعة وهو ما يساوي الساعة السادسة إلا عشر دقائق في التوقيت الزّوالي وحوالي الحادية عشرة في التوقيت الغروبي هذا هو موعد إقامة الصلاة، هذا العيد إن شاء الله تعالى .
أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من مقيمي الصلاة، ومؤتي الزكاة، المخْبِتين إلى الله عزَّ وجل، التائبين إليه من الذنوب .

اللهم إني أسألك في مقامي هذا أن تجعلنا جميعًا من حزبك المفْلحين وأوليائك المتَّقين، اللهم احشرنا في زمرة الأنبياء والصديقين يا رب العالمين مع الذين أنعمت عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء والصالحين .
اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد خاتم النبيين وإمام المتَّقين وقائد الغُر المحجَّلين، اللهم احشرنا في زمرته، اللهم أسْقنا من حوضه، اللهم أدخلنا في شفاعته، اللهم اجمعنا به في جنّات النّعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء والصالحين .
اللهم لا تجعل ذنوبنا حائلاً بيننا وبين ذلك، وتجاوزْ عنَّا واغفر لنا واعفُ عنَّا، فأنت إلهنا وملجؤنا وملاذنا، لا رب لنا سواك، ولا إله لنا غيرك، نسألك اللهم أن تَمُنَّ علينا بالعفو والغفران، وأن تُعيد علينا أمثال هذه الأيام ونحن نتمتّع بالأمن والإيمان وسلامة الأديان والأبدان يا رب العالمين، ﴿رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة: 201] .
ربنا أَصْلح لنا ولاة أمورنا وأَصْلح بطانتهم يا رب العالمين؛ إنك على كل شيءٍ قدير .
عباد الله، ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [النحل: 90-91]، واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نِعَمِهِ يزِدْكُم، ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ [العنكبوت: 45] .

خطبة جمعة لفطيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

—————————-
(1) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب [الجمعة] رقم [867] من حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه .
(2) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب [الأضاحي] من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها، رقم [3637] ت ط ع .
(3) أخرجه الإمام مسلم في كتاب [الأضاحي] رقم [1963] من حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما .
(4) أخرجه الإمام مسلم، من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب [الأضاحي] رقم [3631] .
(5) أخرجه الإمام مسلم، من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب [الأضاحي] رقم [3631] .
(6) أخرجه النسائي -رحمه الله تعالى- في سننه في كتاب [الضحايا] من حديث البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه، رقم [4293]، وأخرجه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- في مسنده، من حديث البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه، رقم [17927]، وأخرجه الدارمي في سننه في كتاب [الأضاحي] من حديث البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه، رقم [1868]، وأخرجه الإمام مالك -رحمه الله تعالى- في [ الموطأ ] في كتاب [الضحايا] رقم [912]، وأخرجه الترمذي في سننه في كتاب [الأضاحي] من حديث البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه، رقم [1497] ت ط ع .
(7) أخرجه أبو داوود -رحمه الله تعالى- في سننه في كتاب [الضحايا] من حديث عتبة بن عبد السلمي رضي الله تعالى عنه، رقم [2803] .
(8) أخرجه أبو داوود في سننه في كتاب [الضحايا] رقم [2422]، وأخرجه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- في مسنده، من حديث علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، رقم [809]، وأخرجه الترمذي في سننه في كتاب [الأضاحي] من حديث علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، رقم [1418]، وأخرجه النسائي في سننه في كتاب [الضحايا] من حديث علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، رقم [4296] [97-99] .
(9) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب [الأضاحي] رقم [5143]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب [الأضاحي] رقم [3648]، من حديث سلمة بن الأكوع رضي الله تعالى عنه .
(10) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب [الجمعة] من حديث جندب رضي الله تعالى عنه، رقم [932] .
(11) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب [الجمعة] من حديث البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه، رقم [912]، وأخرجه في كتاب [الأضاحي] رقم [5119]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب [الأضاحي] من حديث البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه، رقم [3627] .
(12) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب [الأضاحي] من حديث جندب بن سفيان اليحلي رضي الله تعالى عنه، رقم [5136] .
(13) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب [الأضاحي] رقم [5139]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب [الأضاحي] رقم [3635] من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، ت ط ع .
(14) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب [الصيام] رقم [1976] من حديث أبي قتادة رضي الله تعالى عنه .
(15) أخرجه الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى- في مسنده، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، رقم [8018] ت م ش، انظر إلى تعليق شعيب الأرنؤط على هذا الحديث .
(16) أخرجه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- في مسنده، من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، رقم [1867]، والترمذي في كتاب [الصوم] رقم [688]، وابن ماجة في سننه في كتاب [الصيام] رقم [1717]، وأبو داوود في سننه في كتاب [الصيام] رقم [2082] من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنه، ت ط ع .
(17) قال الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب [الحيض] «باب: شهود الحائض العيدين ودعوة المسلمين ويعتزلنَ المصلى» وأخرج له أحاديث كثيرة منها في كتاب [الصلاة] من حديث أم عطية رضي الله تعالى عنها، [338] [927] [928] [1542] في كتاب [الحج]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب [صلاة العيدين] رقم [1475]، من حديث أم عطية رضي الله تعالى عنها




تعليمية




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

كل ما يتعلق بأحكام الأضحية

تعليمية
كل ما يتعلق بأحكام الأضحية
من هذا الرابط تصل إلى كل المواضيع أدناه
عيد سعيد و كل عام و أنتم بخير.
تقبل الله أضاحيكم
تعليمية
حمل بالضغط على الدعاء الخاص بذبح الأضحية التالي :

بسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك ولك، هذا عني (وإن كان يذبح أضحية غيره قال: هذا عن فلان) اللهم تقبل من فلان وآل فلان (ويسمي نفسه)

تعليمية

ثمانون مسألة في أحكام الأضحية

أحكام الأضحية والذكاة .. الشيخ / محمد العثيمين رحمه الله
من أحكام الأضحية الشيخ / محمد العثيمين رحمه الله
بعض أحكام الأضحية ومشروعيتها للشيخ عبدالملك القاسم
هل تجوز الأضحية عــن المــيــت ؟
ملاحظات حول التوكيل في ذبح الأضاحي
الأضحية
الأضحية في نقاط
حكم الاشتراك في الأضحية
الأضحية أحكام وآداب
الأضحية أحكام وآداب " مختصر"
الجامع لأحكام الأضحية ..
أحكام الأضحية
فتاوى اللجنة الدائمة في الأضــاحــي
الذكاة الشرعية وآثارها الصحية
هذه أحكام الأضحية .. عبد الله الإسماعيل
الهدى في الأضحية ..د.السيد العربي
بعض أحكام الأضحية ومشروعيتها
فوائد في أحكام الأضاحي
أحكام الأضحية
المفصل في أحكام الأضحية
أحاديث لا تصح في الأضحية للألباني
بحث عن الأضحية
عرض باور بوينت : فتاوى عن الاضحية

تعليمية

تعليمية
الدعاء عند ذبح الأضحية بلغوا عني ولو آيه
تعليمية

‏‏السؤال: هل هناك دعاء معين أدعو به عند ذبح الأضحية؟
الجواب (الشيخ محمد بن صالح العثيمين): الحمد لله السنة لمن أراد أن يذبح الأضحية أن يقول عند الذبح: بسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك ولك، هذا عني (وإن كان يذبح أضحية غيره قال: هذا عن فلان) اللهم تقبل من فلان وآل فلان (ويسمي نفسه).والواجب من هذا هو التسمية، وما زاد على ذلك فهو مستحب وليس بواجب. روى البخاري (5565) ومسلم (1966) عَنْ أَنَسٍ قَالَ: ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا. وروى مسلم (1967) عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِكَبْشٍ أَقْرَنَ فَأُتِيَ بِهِ لِيُضَحِّيَ بِهِ فَقَالَ لَهَا يَا عَائِشَةُ هَلُمِّي الْمُدْيَةَ (يعني السكين) ثُمَّ قَالَ اشْحَذِيهَا بِحَجَرٍ فَفَعَلَتْ ثُمَّ أَخَذَهَا وَأَخَذَ الْكَبْشَ فَأَضْجَعَهُ ثُمَّ ذَبَحَهُ ثُمَّ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ثُمَّ ضَحَّى بِهِ.وروى الترمذي (1521) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَضْحَى بِالْمُصَلَّى فَلَمَّا قَضَى خُطْبَتَهُ نَزَلَ عَنْ مِنْبَرِهِ فَأُتِيَ بِكَبْشٍ فَذَبَحَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ وَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ هَذَا عَنِّي وَعَمَّنْ لَمْ يُضَحِّ مِنْ أُمَّتِي. صححه الألباني في صحيح الترمذي. وجاء في بعض الروايات زيادة "اللهم إن هذا منك ولك". انظر: إرواء الغليل (1138) ، (1152). (اللَّهُمَّ مِنْك) : أَيْ هَذِهِ الأُضْحِيَّة عَطِيَّة ورزق وصل إِلَيَّ مِنْك (وَلَك): أَيْ خَالِصَة لَك. انظر: الشرح الممتع (7/492

تعليمية




جزكم الله خيرا ونفع الله بكم ونسال الله العلي العظيم ان يجعلكم من اهل الجنة وان يحشركم مع الصدقين

لا تبخلوا علينا بمثل هذه المواضيع القيمة

شكرا لكم

اختكم هناء




شكرااااااااااا كثير افادتنا هاته المعلومات واتمنى انكم تكونو دايما هيك تمام وعيدكم مبارك سعيد




موضوع رااااااااااااااااااااائع انا اتمنى لكم عيد واحلى عيد مبارك سعيد




بارك الله فيك




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

الوصية باغتنام الأيام العشر بأحسن الأعمال الشرعية و التأدب بأحكام الأضحية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وأشهد أن لا الله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو بها النجاة يوم نلاقيه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وخليله و أمينه على وحيه، صلى الله عليه وعلى آله أهله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد:
فيا عباد الله، إنكم تستقبلون في هذه الأيام عشر ذي الحجة، التي بينَّ النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فضل العمل فيها بقوله:(ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)، فالعمل الصالح في عشر ذي الحجة أفضل من العمل الصالح في عشر رمضان الأخيرة، بل أفضل من العمل الصالح في أي يوم من أيام السنة، هكذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولكن كثيراً من الناس يجهلون قدر هذه الأيام العشر، فلا تكاد تجد أحداً يميزها عن غيرها بكثرة العمل الصالح ولكني أقول: إن من بلغته سنة النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فإن الأولى به أن يكون متبعاً لها وجوباً في الواجبات واستحباباً في المندوبات .
إذاً: فأكثروا من العمل الصالح في هذه الأيام العشر، أكثروا من الصلاة، أكثروا من قراءة القرآن، أكثروا من الذكر، أكثروا من الصدقة، صوموها فإن الصيام من أفضل الأعمال الصالحة، قال الله – عزَّ وجل – في الحديث القدسي: «كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشرِ أمثالها إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به»(1)، وفي هذه الأيام العشر احترموا أضحيتكم بحرماتها التي جعلها النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – حيث قال:(إذا دخل العشر و أراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذن من شعره ولا من ظفره ولا من بشره أي: من جلده شيئاً)، فمن أراد أن يضحي فلا يأخذن من ذلك شيئاً إلى أن يضحي؛ وذلك احتراماً للأضحية التي هي من شعائر الله، ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب، ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه، وفي هذا دليل على أهمية الأضحية، حيث جعل لها النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – حرمات يحترمها الإنسان عند إرادة فعلها ولكن في أي مكان تكون الأضحية ؟ تكون الأضحية في بلد الإنسان، تكون الأضحية في بيته يقيم بذلك شعائر الله في بلاد الله عزَّ وجل وليست الأضحية مجرد صدقة؛ حتى يتوخى الإنسان فيها أحوج بلاد المسلمين ولكنها قربة خاصة يتقرب بها الإنسان إلى ربه، ولو كانت مجرد صدقة لكانت جائزة قبل صلاة العيد لا بعدها، ولكانت جائزة من بهيمة الأنعام وغيرها، ولكانت جائزة فيما بلغ السنة وما لم يبلغه ولكنها عبادة موقتة محددة بكيفيتها ووقتها وحينئذٍ نعرف أنه من الغلط أن يرسل الإنسان دراهمه إلى بلاد أخرى ليضحى بها هناك فإن هذا ليس من سنة الرسول – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – وإنما كان يبعث بالهدي من المدينة إلى مكة؛ من أجل اختصاص المكان لا من أجل حاجة الناس، أما الأضحية فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يضحي في المدينة، وإن إرسال الدراهم ليضحى بها في مكان آخر تفوت به مصالح كثيرة؛ يفوت به إظهار الشعيرة في البلاد فإن ذبح الأضاحي من شعائر الله، فإذا أرسل الناس دراهمهم إلى بلاد أخرى يضحى بها بقيت البلاد بلا شعيرة، يفوت بها: أن يذكر الإنسان ربه على هذه البهيمة التي ضحى بها والله تعالى يقول: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَام﴾ [الحج: 34]، يفوت بها اتباع سنة النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – حيث كان يضحي بنفسه ويذبح أضحيته ويذكر اسم الله عليها ويسأل الله قبولها، وإذا أرسلت الدراهم إلى هناك فمن الذي يتولى ذلك، أليس هو الذابح ؟ هذا إن أحسنَّا الظن به ووثقنا بمن نرسل الدراهم معه، أما إذا كانت أضحيتك في بيتك فتولَّ ذبحها بنفسك إن كنت تحسنه أو تحضره ويحصل بذلك تعظيم شعائر الله في البيت فإن أرسلها إلى بلاد أخرى يفوت به هذه المصلحة العظيمة، يفوت في إرسالها إلى بلاد أخرى: أن يأكل الإنسان منها والله – تعالى – قد أمر بالأكل منها فقال: ﴿وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ﴾ [الحج:36] ، ومن المعلوم أنه إذا كانت الأضحية في غير بلدك فإنه لا يمكنك أن تمتثل أمر الله بالأكل منها؛ لأنها ليست عندك وحينئذٍ تفوّت أمر الله – عزَّ وجل – فيها، وقد قال بعض أهل العلم: إن الأكل من الأضحية واجب، وأما الإنسان إذا لم يأكل منها فهو آثمٌ عاصٍ لله، ولاشك أنه عاصٍ للأمر، ولكن هل يأثم لهذا العصيان أو لا يأثم ؟ هذا محل الخلاف بين العلماء، وإنك إذا أرسلت الدراهم ليضحى بها في بلد آخر فلا تدري متى تكون الأضحية، هل تكون في اليوم الأول الذي هو أفضل من الأيام الثلاثة بعده، أو تكون قبل الصلاة، أو تكون بعد أيام التشريق ؟ ثم تبقى معلقاً – أيضاً – بالنسبة لأخذ الشعر والظفر والبشرة، وأنت إذا أرسلتها إلى بلد آخر فلا تدري أيقوم المشتري بالاحتياط التام في تمام سِنِّها وخلوها من العيوب المانعة من الإجزاء وخلوها من العيوب التي تكره فيها، كل هذا سيفوتك .
أيها الإخوة، إن من الغلط أن يرسل الإنسان دراهمه إلى بلد آخر ليضحى بها هناك لتفويت هذه المصالح التي سمعتموها، وإذا كان عند الإنسان فضل مال فإني أحثه على أن يرسله إلى البلاد الفقيرة والمحتاجة للجهاد في سبيل الله والله – سبحانه وتعالى – ذو الفضل العظيم، وإن من خلاف السنة ما يفعله بعض الناس اليوم من الإسراف في الأضحية، حيث يضحي الرجل عنه وعن أهل بيته بالأضحية وهذا لا شك أنه إذا اقتصر عليه فهو السنة الموافقة لسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ لأن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – وهو أكرم الخلق بلا شك وأحب الخلق للخير بلا شك، وهو صلى الله عليه وسلم أسبق الناس إلى فعل الخير بلا شك، وهو صلى الله عليه وسلم المشرِّع لأمته بلا شك لم يضحِ عنه وعن أهل بيته إلا بأضحية واحدة، ومن المعلوم أن نساءه تسع وكل امرأة في بيت لم يضحِ بأكثر من ذلك، ولكن مع الأسف أن بعض الناس عندنا يضحي بعشر ضحايا لا حاجة إليها، تجد الرجل يضحي عنه وعن أهل بيته كما قلت ثم تأتي البنت وتقول أريد أن أضحي عن جدي من قِبَلِ الأب وعن جدَّتي من قِبَلِ الأب و عن جدتي من قِبَلِ الأم و عن جدي من قِبَلِ الأم وهكذا تأتي الأخت وهكذا تأتي الزوجة حتى يصبح في البيت الواحد إلى عشر ضحايا لا حاجة إليها بل هي من الإسراف، وإني أقول: إن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – توفيت زوجته خديجة وهي من أحب نسائه إليه وهي أم أكثر أولاده وهي التي لم يتزوج عليها حين وجودها ومع ذلك لم يضحِ عنها، وتوفي عمه حمزة بن عبد المطلب واستشهد في أُحد – رضي الله عنه – وهو أسد الله وأسد رسوله ومع ذلك لم يضحِ عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، توفيت بناته الثلاث قبل أن يموت إلا أن فاطمة بقيتْ بعده ولم يضحِ عن بناته، فمِنْ أين جاءنا أن يُضحى عن الأموات؟ الوصايا تبقى بحالها ويضحى بها، أما أن نضحي عن أمواتنا فمن كان عنده حرف واحد صحيح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه ضحى عن أحد من أمواته أو أنه أمر أن يضحي أحد عن أمواته فليسعفنا به فإنا له قابلون وله متبعون إن شاء الله، أما أن نفعل عبادة نتقرب بها إلى الله لمجرد عواطف تكون في قلوبنا وصدورنا فليس لنا ذلك، إنما الشرع من عند الله، ألم تعلموا أن بعض العلماء يقول: الأضحية عن الميت غير صحيحة؛ لأنها لم ترد في السنة، وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»(2)، ألم تعلموا أن الذين أجازوا الأضحية عن الميت إنما قاسوها على الصدقة؛ لأن الصدقة وردت بها السنة في حديث سعد بن عبادة حيث تصدق بمخرافة عن أمه بإذن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومخرافه هو: البستان الذي يخرف، وكذلك الرجل الذي قال: يا رسول الله، إن أمي افتلتت نفسها وأظنها لو تكلمت لتصدقت، أفأتصدق عنها ؟ قال: نعم،ولكن هل قال رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – يوماً من الأيام لأمته: تصدقوا عن أمواتكم ؟ هل قال: ضحوا عن أمواتكم ؟ هل ضحى عن أمواته ؟ هذا هو محل الحكم، وهذا مناط الحكم .
إذاً: ما بالنا نجعل في البيت الواحد عشر ضحايا أو أقل أو أكثر لأموات في سنة لم ترد عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إذا كان عند هؤلاء فضل مال فنقول: إن أضحية قِيمّ البيت كافية عن الجميع فلا تتجاوزوا سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أنتم خير أم رسول الله، أنتم أكرم أم رسول الله، أنتم أحب في الطاعة من رسول الله، هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، واللهِ لسنا أكرم من رسول الله، ولا أعلم بما يحب الله، ولا أسبق لما يحب الله بل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أكرم الخلق على الإطلاق وأحب ما يكون للخير: فنقول يضحي الرجل عنه وعن أهل بيته بشاة واحدة ومن عنده فضل مال فليسعف به إخوانه المسلمين في البوسنة والهرسك وغيرها من بلاد المسلمين، هناك أناس فقراء لا يأكلون إلا ورق الشجر إن تهيأ لهم، هناك أناس عراة لا يتقون برداً ولا حراً فما بالنا نحرم هؤلاء مما أعطانا الله ثم نسرف به ﴿والله لا يحب المسرفين﴾، نقول لهؤلاءِ الذين يحرصون على أن ينفعوا أمواتهم: ابذلوا هذه الأموال في غير الأضحية، ابذلوها في الصدقة، تصدقوا على إخوان لكم موتى من الجوع منهم عدد كثير .
أيها الإخوة، أدعوكم ونفسي إلى اتباع السنة لا إلى اتباع العاطفة، أدعوكم ونفسي إلى أن يترسم الخطى إمامنا وقدوتنا وأسوتنا محمد صلى الله عليه وسلم، وألا نتجاوز ما فعل وألا نسرف فيما لا يحب الله الإسراف فيه .
إن بعض الناس يعتمدون على حديث ضعيف أن الأضحية في كل شعرة منها حسنة وهذا لا يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أهم شيءٍ في الأضحية أن ينهر الدم ابتغاء وجه الله وتعظيماً لله عزَّ وجل هذا هو المهم، قال تعالى: ﴿لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ﴾ [الحج: 37] ، هذا الذي يناله الله أن نتقي الله – عزَّ وجل – في التقرب إلى الله – تعالى – بذبحها وذكر اسم الله عليها، وأن نتمتع بالأكل منها نحن وأولادنا وجيراننا وإخواننا وفقراءنا، وأعظم من ذلك وأدهى أن من الناس من يرسل الوصايا التي في أوقاف أمواته إلى بلاد أخرى يضحي بها فكيف يسوغ ذلك لنفسه الوصي وكيل، والوكيل لا يجوز أن يتصرف فيوكِّل إلا بإذن موكِّله والإذن هنا مستحيلاً، ثم إن الأموات يظهر من قصدهم – فيما أوصي به من الضحايا – يظهر من قصدهم أنهم أرادوا أن يتمتع من خلفهم بهذه الأضحية، يأكلون ويسمون على الأكل ويحمدون الله على الأكل ويدعون للأموات هذا هو القصد من وصية الموصين، لا أن تذبح من وراء البراري والبحار، فيا عباد الله، لا تَنْسَابوا وراء العاطفات، عندكم العلماء اسألوهم، فإن ما يُبنى على العلم والبرهان هو العبادة الصحيحة، وأما ما يبنى على الظن والوهم والعاطفة التي لا مستند لها لا من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا من سنة الخلفاء الراشدين، إنها باطلة لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ).
خلاصة قولي في هذه الخطبة أنني أقول: مَنْ كان عنده ضحايا فلا يرسلها لا إلى البوسنة والهرسك ولا إلى غيرها من البلاد بل يضحي بها في بلده إظهاراً لشعائر الله واتباعاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وحصولاً للمصالح العظيمة التي ذكرنا: أنه إذا أرسلها خارج البلاد فإن هذه المصالح تفوت هذه واحدة.

ثانياً: الإسراف في الأضاحي لا داعي له، فالأضحية الواحدة تكون للرجل عنه وعن أهل بيته كافية، ومن كان عنده فضل مال وأراد أن ينفع أمواته فليتصدق به على من كانوا في بلاد أخرى محتاجين للصدقة أكثر ممن كانوا في بلادنا.
ثالثاً أقول: ذكرنا أن الإنسان إذا أراد أن يضحي فإنه لا يأخذ من شعره ولا ظفره ولا من بشرته شيئاً من حين أن يدخل شهر ذي الحجة إلى أن يضحي، و أما من يضحى عنه فلا حرج، فليأخذوا من ذلك ما شاؤوا، فأهل البيت – مثلاً – إذا كان قيم البيت يريد أن يضحي عنهم لا حرج عليهم أن يأخذوا من شعورهم و أظفارهم؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – إنما قال: وأراد أحدكم أن يضحي ولم يقل: أن يضحي أو يضحى عنه؛ ولأن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – لم يُنْقل عنه أنه قال لأهله وهو يريد أن يضحي عنهم – لم يُنْقل عنه أنه قال: لا تأخذوا من شعوركم وأظفاركم وأبشاركم شيئاً، والأصل براءة الذمة والأصل الحِل حتى يقوم دليل على التحريم، وعلى هذا فلا يشمل النهي أهل البيت وإنما يختص بقيّم البيت الذي هو يريد أن يضحي .

أيها الإخوة، اعلموا أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأسأل الله – تعالى – أن يلزمني وإياكم هدي محمد – صلى الله عليه وسلم – إلى أن نلقاه وهو راضٍ عنا، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة في الدين بدعة، وكل بدعة ضلالة، فعليكم بالجماعة؛ فإن يد الله على الجماعة، ومَنْ شذ شذَّ في النار، واعلموا أن الله – تعالى – أمركم أن تصلوا وتسلموا على نبيكم محمد – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ [الأحزاب: 56] .
إن صلاتكم وسلامكم على نبيكم محمد – صلى الله عليه وعلى وآله وسلم – إنها امتثال لأمر الله عزَّ وجل، إنها قيامٌ بحق الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إنها أجرٌ وغنيمة لكم، فقد ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أن من صلى عليه مرة واحدة صلى الله عليه بها عشراً،فأكثروا – أيها الإخوة – من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والإكثار من ذلك ليس أمراً شاقاً ولا أمر متعِباً؛ لأنه قول اللسان وأسهل ما يكون حركة هو اللسان، أكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم محمد – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – واحتسبوا بذلك الأجر من الله، احتسبوا أنكم إذا صليتم عليه مرة واحدة صلى الله عليكم بها عشراً، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطناً، اللهم توفنا على ملته، اللهم احشرنا في زمرته، اللهم اسقنا من حوضه، اللهم أدخلنا في شفاعته، اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء والصالحين، اللهم أحسن عواقبنا في الأمور كلها، اللهم أحسن خاتمتنا، اللهم اجعل خير أعمارنا آخرها وخير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا وأسعدها يوم نلقاك يا رب العالمين، يا ذا الجلال و الإكرام، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل بلدنا هذا آمناً وسائر بلاد المسلمين، اللهم مَنْ أراد بالمسلمين سوءاً فاجعل كيده في نحره، اللهم من أراد بالمسلمين سوءاً فاجعل كيده في نحره وأفسد عليه أمره واجعل تدبيره تدميراً عليه يا رب العالمين، اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم انصرهم في البوسنة والهرسك والشيشان، اللهم إنا نسألك أن تنزل بالروس بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم فرِّق جمعوهم واهزم جنودهم وشتِّت كلمتهم يا رب العالمين، اللهم أنزل بهم البلاء وألقِ بينهم العداوة والبغضاء؛ حتى يكون بعضهم يقتل بعضاً ويسبي بعضهم بعضاً يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير، اللهم وافعل مثل ذلك في الصرب المعتدين الخائنين يا أرحم الراحمين، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق، اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق، اللهم أصلح شبابهم وشيوخهم و ذكورهم وإناثهم يا رب العالمين، اللهم ألِّف بين قلوبهم، اللهم اهدهم سبل السلام، اللهم يسرهم لليسرى وجنبهم العسرى واغفر لهم في الآخرة و الأولى يا رب العالمين، ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾[الحشر:10]، اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

منقول من الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وغفر له

——————————

(1) أخرجه الإمام أحمد في باقي مسند المكثرين ( 10136) من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وأخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب الصيام (1771) ، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب الصيام ( 1945)، وأخرجه أصحاب السننه في سننهم .
(2) أخرجه مسلم في كتاب الأقضية ( 3243 ) من حديث عائشة رضي الله عنها، وأخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب الصلح ( 2499) من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها .




جزاكم الله خيرا على النقل الطيب




واياك أخي الفاضل.




بارك الله فيك




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

أحكام الأضحية و آداب العيد للشيخ العثيمين رحمه الله

قال فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – :
بعض أحكام الأضحية ومشروعيتها :

الأصل في الأضحية أنها مشروعة في حق الأحياء، كما كان رسول الله وأصحابه يضحون عن أنفسهم وأهليهم، وأما ما يظنه بعض العامة من اختصاص الأضحية بالأموات فلا أصل له، والأضحية عن الأموات على ثلاثة أقسام:

الأول: أن يضحي عنهم تبعاً للأحياء مثل أن يضحي الرجل عنه وعن أهل بيته، وينوي بهم الأحياء والأموات، وأصل هذا تضحية النبي عنه وعن أهل بيته وفيهم من قد مات من قبل.

الثاني:
أن يضحي عن الأموات بمقتضى وصاياهم تنفيذاً لها وأصل هذا قوله تعالى: { فَمَن بَدَّلَهُ بَعدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِلُونَهُ إِنَّ اللهَ سَمِيع عَلِيمٌ } [البقرة:181].

الثالث: أن يُضحي عن الأموات تبرعاً مستقلين عن الأحياء، فهذه جائزة. وقد نص فقهاء الحنابلة على أن ثوابها يصل إلى الميت وينتفع بها قياساً على الصدقة عنه، ولكن لا نرى أن تخصيص الميت بالأضحية من السنّة؛ لأن النبي لم يضح عن أحد من أمواته بخصوصه، فلم يضح عن عمه حمزة، وهو من أعزّ أقاربه عنده، ولا عن أولاده الذين ماتوا في حياته، وهنّ ثلاث بنات متزوجات وثلاثة أبناء صغار، ولا عن زوجته خديجة، وهي من أحب نسائه، ولم يرد عن أصحابه في عهده أن أحداً منهم ضحى عن أحد من أمواته.
ونرى أيضاً من الخطأ ما يفعله بعض الناس، يضحون عن الميت أول سنة يموت أضحية يسمونها ( أضحية الحفرة )، ويعتقدون أنه لا يجوز أن يشرك معه في ثوابها أحد، أَو يضحّون عن أمواتهم تبرعاً أو بمقتضى وصاياهم، ولا يضحّون عن أنفسهم وأهليهم، ولو علموا أن الرجل إذا ضحى من ماله عن نفسه وأهله شمل أهله الأحياء والأموات لما عدلوا عنه إلى عملهم ذلك.

فيما يجتنبه من أراد الأضحية :
إذا أراد أحد أن يضحي ودخل شهر ذي الحجة إما برؤية هلاله أو إكمال ذي القعدة ثلاثين يوماً فإنه يحرم عليه أن يأخذ شيئاً من شعره أو أضفاره أو جلده حتى يذبح أضحيته، لحديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي قال: { إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره } [رواه أحمد ومسلم]، وفي لفظ: { فلا يمسَّ من شعره ولا بشره شيئاً حتى يضحي } وإذا نوى الأضحية أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيته، ولا إثم عليه فيما أخذه قبل النية.

والحكمة في هذا النهي أنَّ المضحي لما شارك الحاج في بعض أعمال النسك وهو التقرب إلى الله تعالى بذبح القربان شاركه في بعض خصائص الإحرام من الإمساك عن الشعر ونحوه، وعلى هذا فيجوز لأهل المضحي أن يأخذوا في أيام العشر من شعورهم وأظفارهم وأبشارهم.

وهذا الحكم خاص بمن يضحّي، أما المضحَّى عنه فلا يتعلق به؛ لأن النبي قال: { وأراد أحدكم أن يضحي… } ولم يقل: أو يضحّى عنه؛ ولأن النبي كان يضحّي عن أهل بيته، ولم يُنقل عنه أنه أمرهم بالإمساك عن ذلك.

وإذا أخذ من يريد الأضحية شيئاً من شعره أو ظفره أو بشرته فعليه أن يتوب إلى الله تعالى ولا يعود، ولا كفارة عليه، ولا يمنعه ذلك عن الأضحية كما يظن بعض العوام.
وإذا أخذ شيئاً من ذلك ناسياً أو جاهلاً أو سقط الشعر بلا قصد فلا إثم عليه، وإن احتاج إلى أخذه فله أخذه ولا شيء عليه، مثل أن ينكسر ظفره فيؤذيه فيقصّه، أو ينزل الشعر في عينيه فيزيله، أو يحتاج إلى قصّه لمداواة جرح ونحوه.

أحكام وآداب عيد الأضحى المبارك :
أخي الحبيب: نُحييك بتحية الإسلام ونقول لك: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونهنئك مقدماً بقدوم عيد الأضحى المبارك ونقول لك: تقبل الله منا ومنك، ونرجو أن تقبل منا هذه الرسالة التي نسأل الله عز وجل أن تكون نافعة لك ولجميع المسلمين في كل مكان.

أخي المسلم: الخير كل الخير في اتباع هدي الرسول في كل أمور حياتنا، والشر كل الشر في مخالفة هدي نبينا ، لذا أحببنا أن نذكرك ببعض الأمور التي يستحبّ فعلها أو قولها في ليلة عيد الأضحى المبارك ويوم النحر وأيام التشريق الثلاثة، وقد أوجزناها لك في نقاط هي:
التكبير: يشرع التكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة، قال تعالى: وَاذكُرُواْ اللهَ فِي أَيَامٍ مَعدُودَاتٍ [البقرة:203]. وصفته أن تقول: ( الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ) ويسن جهر الرجال به في المساجد والأسواق والبيوت وأدبار الصلوات، إعلاناً بتعظيم الله وإظهاراً لعبادته وشكره.

ذبح الأضحية: ويكون ذلك بعد صلاة العيد لقول رسول الله : { من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح } [رواه البخاري ومسلم]. ووقت الذبح أربعة أيام، يوم النحر وثلاثة أيام التشريق، لما ثبت عن النبي أنه قال: { كل أيام التشريق ذبح } [السلسلة الصحيحة:2476].

الاغتسال والتطيب للرجال، ولبس أحسن الثياب: بدون إسراف ولا إسبال ولا حلق لحية فهذا حرام، أما المرأة فيشرع لها الخروج إلى مصلى العيد بدون تبرج ولا تطيب، فلا يصح أن تذهب لطاعة الله والصلاة ثم تعصي الله بالتبرج والسفور والتطيب أَمام الرجال.

الأكل من الأضحية: كان رسول الله لا يطعم حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته [زاد المعاد:1/441].
الذهاب إلى مصلى العيد ماشياً إن تيسّر.

والسنة الصلاة في مصلى العيد إلا إذا كان هناك عذر من مطر مثلاً فيصلى في المسجد لفعل الرسول .
الصلاة على المسلمين واستحباب حضور الخطبة: والذي رجحه المحققون من العلماء مثل شيخ الإسلام ابن تيمية أن صلاة العيد واجبة؛ لقوله تعالى: فَصَلِّ لِرَبِكَ وَانحَر [الكوثر:2] ولا تسقط إلا بعذر، والنساء يشهدن العيد مع المسلمين حتى الحُيَّض والعواتق، ويعتزل الحُيَّض المصلى.

مخالفة الطريق: يستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجع من طريق آخر لفعل النبي .

التهنئة بالعيد: لثبوت ذلك عن صحابة رسول الله .

واحذر أخي المسلم من الوقوع في بعض الأَخطاء التي يقع فيها الكثير من الناس والتي منها:
التكبير الجماعي بصوت واحد، أو الترديد خلف شخص يقول التكبير.
اللهو أيام العيد بالمحرمات كسماع الأغاني، ومشاهدة الأفلام، واختلاط الرجال بالنساء اللآتي لسن من المحارم، وغير ذلك من المنكرات.
أخذ شيء من الشعر أو تقليم الأظافر قبل أن يُضَحّى من أراد الأضحية لنهي النبي عن ذلك.
الإسراف والتبذير بما لا طائل تحته، ولا مصلحة فيه، ولا فائدة منه لقول الله تعالى: وَلا تُسرِفُوا إِنّهُ لا يُحِبُّ المُسرِفِينَ [الأنعام:141].

وختاماً:
لا تنس أخي المسلم أن تحرص على أعمال البر والخير من صلة الرحم، وزيارة الأقارب، وترك التباغض والحسد والكراهية، وتطهير القلب منها، والعطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم.
نسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يفقهنا في ديننا، وأن يجعلنا ممن عمل في هذه الأيام – أيام عشر ذي الحجة – عملاً صالحاً خالصاً لوجهه الكريم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.




جزاك الله خيرا.




mrcccccccccccc




التصنيفات
اسلاميات عامة

فضل عشر ذي الحجة وأحكام الأضحية

فضل عشر ذي الحجة وأحكام الأضحية

للشيخ: سالم العجمي حفظه الله

الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد أيها المسلمون:

فإن الله سبحانه قد أعظم على عباده المنة أن يسر لهم سبل الخير؛ وجعل لهم مواسم يزدادون فيها من الأجر وأعمال البر؛ ومن هذه المواسم أيام العشر الأُوَل من شهر ذي الحجة، التي أظلتنا هذه الأيام؛ والتي فضَّلها الله سبحانه على سائر الأيام، وضاعف فيها الأجر لمن عمل صالحاً.

ولتعظيم هذه الأيام المباركة فقد أقسم بها الرب ـ عز و جل-ولا يقسم إلا بعظيم- فقال تعالى:( والفجر* وليال عشر) .

قال ابن عباس وابن الزبير وغير واحد من السلف: المراد بها عشر ذي الحجة.

كما أنه قد ثبت فضلها في سنة رسول الله -صلى الله عليه و سلم-؛ فقد قال رسول الله-صلى الله عليه و سلم-:« ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله ﻷ من هذه الأيام -يعني:أيام العشر-قالوا :يا رسول الله؛ ولا الجهاد في سبيل الله؟. قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع بشيء من ذلك ».

فهذا الحديث المبارك يشحذ همم الصالحين للإكثار من أعمال الخير، والتزود من البر والتقوى، ودليل على مضاعفة الأجر وعظيم امتنان الله على من عمل صالحاً في هذه الأيام، حتى إنه لا يفوقه أحدٌ إلا مجاهد خرج بنفسه وماله؛ فقتل شهيداً في سبيل الله وذهب سلاحه ومركوبه.

ومما يستحب فعله هذه الأيام الإكثار من ذكر الله عز و جل.

وفضائل الذكر كثيرة؛ فقد جاء أناس إلى النبي -صلى الله عليه و سلم- فقالوا: يا رسول الله:« ذهب أهل الدثور بالأجور؛ يصلون كما نصلي؛ ويصومون كما نصوم؛ ويتصدقون بفضول أموالهم؛ فقال-صلى الله عليه و سلم- :أوَليس قد جعل لكم ما تصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة؛ وكل تكبيرة صدقة؛ وكل تحميدة صدقة؛ وكل تهليلة صدقة؛ وأمر بمعروف صدقة؛ ونهي عن منكر صدقة؛ وفي بضع أحدكم صدقة.

قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته فيكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر» .

وقال-صلى الله عليه و سلم- :« كلمتان خفيفتان على اللسان؛ ثقيلتان في الميزان؛ حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده؛ سبحان ربي العظيم » .

وقال -صلى الله عليه و سلم -:« من أحب أن تسره صحيفته يوم القيامة فليكثر من الاستغفار » .

وقال الله تعالى:( ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات)؛ قال ابن عباس رضي الله عنه:" الأيام المعلومات: أيام العشر".

وكان ابن عمر وأبو هريرة-رضي الله عنهما- يخرجان إلى الســـــوق في أيام العشر يكبّران ويكبر الناس بتكبيرهما.

ولا يعني ذلك جواز التكبير الجماعي لأنه من البدع المنكرة؛ ولكن يكبّر كل واحد على حدة، وهذا التكبير مطلق في أي وقت؛ ولا يلتزم بوقت معين؛ فإذا دخل يوم عرفة فإنه يكبر عقب كل صلاة؛ من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق؛ وهذا هو التكبير المقيد بوقت؛ وقد ورد ذلك عن علّي وابن عمر-رضي الله عنهما-.

وأما كيفية التكبير فهي أن يقول : الله أكبر الله أكبر لا اله إلا الله؛ الله أكبر الله أكبر ولله الحمد؛ جاء ذلك عن عمر الفاروق وابن مسعود .

ومما يستحب فعله في هذه الأيام الإكثار من الصوم، فإن استطاع صيام "التسع من ذي الحجة كلها" فهو خير وفضل؛ قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-:« ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً».

ومن لم يستطع صومها جميعاً، فلا يبخل على نفسه بأجر صيام بعض أيامها؛ فقد جاء في الحديث عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه و سلم- قالت: « كان رسول الله -صلى الله عليه و سلم- يصوم تسع ذي الحجة؛ ويوم عاشوراء؛ وثلاثة أيام من كل شهر » .

وعموماً فالصوم يدخل في قوله صلى الله عليه و سلم: « ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه العشر..»؛ وقد بين أهل العلم أنه لا نزاع في استحباب صوم عشر ذي الحجة، ويقصدون بذلك التسع؛ لأن العاشر يوم العيد وصيامه حرام لا يجوز؛ وقد سئل الشيخ عبدالعزيز بن باز-رحمه الله- عمن زعم أن صيام عشر ذي الحجة بدعه؛ فقال: " هذا جاهل يعلّم، فالرسول -صلى الله عليه و سلم- حض على العمل الصالح فيها؛ والصيام من العمل الصالح ".

ومما يستحب فعله في هذه العشر صيام يوم عرفة؛ لِما جعل الله ـ في ذلك من الأجر العظيم؛ فقد سئل رسول الله -صلى الله عليه و سلم- عن صوم يوم عرفه. فقال:« يكفر السنة الماضية والباقية » .

وهذا الاستحباب في حق غير الحجاج؛ وأما الحاج فلا يصوم يوم عرفه لأن النبي -صلى الله عليه و سلم- وقف في عرفة مفطراً؛ وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم ؛ فهو الأتقى والأخشى لله؛ ولو كان خيراً لسبقنا إليه.

ومما يسارع إليه العبد في هذه الأيام الحج إلى بيت الله الحرام؛ وهو فرض مؤكد وواجب على الفور لمن استطاع إليه سبيلا؛ قال تعالى:( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ) .

فمتى ما ملك العبد النفقة الكافية؛ والقدرة على الحج في البدن وأمن الطريق وجب عليه الحج ولا يجوز له تأخيره؛ قال صلى الله عليه و سلم:« تعجلوا بالحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له » .

فأنت اليوم نشيط قادر مستطيع؛ ولا تدري بما تحمله الأيام من غيبٍ اختص الله سبحانه بعلمه؛ فلعل القادر يعود عاجزاً؛ والغني يعود معوزاً؛ فالأمور بيد الله سبحانه.

فكيف بالعبد إذا ذهب للحج يريد قضاء فرضه ومغفرة ربه؛ ووافق ذلك موسماً عظيماً للتزود من الطاعات؛ قال -صلى الله عليه و سلم- :« الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة » ؛ وقال -عليه الصلاة و السلام-: « من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» ؛ لا شك أنها منتهى المنة والفضل من الله سبحانه:( وما يلقّاها إلا الذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظ عظيم ) .

وفي العموم فإن المسلم يستحب له أن يكثر من كل عمل صالح؛ دون التقيد بنوع معين؛ فإنما هو موسم لجنْي الأعمال الصالحة؛ فليسارع المسلم إلى التزود منها بما يستطيع من البر والصلة وعيادة المريض؛ والتوبة إلى الله من التقصير في ترك الواجبات وفعل المحرمات؛ والابتعاد عن مجالس السوء؛ واتباع الجنائز؛ والدعاء والتضرع إلى الله عز و جل؛ والإكثار من نوافل الصلوات؛ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ وغير ذلك مما دلت على فضله النصوص الــــشرعية.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم..




الخطبة الثانية:

الحمد لله وحده؛ والصلاة والسلام على رسوله وعبده ؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

أما بعد..

فمن الشعائر التي ينبغي للمسلمين أن يحافظوا عليها في هذه الأيام المباركة؛ ذبح الأضاحي تقرباً إلى الله -عز وجل-.

فالذبح من العبادات التي لا يجوز صرفها إلا لله رب العالمين سبحانه؛ قال تعالى:( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين )؛ نسكي أي:ذبحي. فمن ذبح الأضحية فقد تقرب إلى الله سبحانه بشيء يحبه ويرضاه وشرعه لعباده.

والأفضل ذبح الأضحية في البلد حتى تبقى هذه الشعيرة ظاهرة؛ لأن المقصود من الأضحية هو التقرب إلى الله بإهراق الدم؛ استجابة لما شرعه الله لعباده؛ واتباعاً لسنة نبيه -صلى الله عليه و سلم-؛ كما في حديث أنس قال:« ضحى رسول الله -صلى الله عليه و سلم- بكبشين أملحين أقرنين؛ذبحهما بيده وسمى وكبر » .

وتجزئ الأضحية عن الرجل وأهل بيته؛ فقد قال أبو رافع:« إن النبي -صلى الله عليه و سلم-ضحى عنه وعن أهل بيته » .

ومن كان في بيت مستقل فيشرع له أن يضحي عنه وعن أهل بيته بأضحية مستقلة.

والواجب على من أراد أن يضحي أن يمسك عن شعره وأظفاره فلا يأخذ منها شيئاً من أول شهر ذي الحجة وحتى يضحي لقوله -صلى الله عليه و سلم-:« إذا دخل شهر ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من بشرته ولا من أظفاره شيئاً » .

ومن لم يعرف هذا الحكم إلا بعد دخول أول أيام ذي الحجة؛ وقد أخذ من شعره وأظفاره فليمسك فيما بقي من الأيام.

ويدخل في ذلك من وكّل شخصاً أن يضحي عنه؛ فإنه يلزم صاحب الأضحية أن يمسك عن شعره وأظفاره ولا يلزم الموكَّل لأنه متبرع.

والسنة أن يضحي الحي عن نفسه وعن أهل بيته؛ فمن الخطأ أن بعض الناس يضحي عن أمواته ولا يضحي عن نفسه وأهل بيته؛ والنبي -صلى الله عليه و سلم- ضحى عن نفسه وأهل بيته.

وأما الأضحية عن الميت فإن كان قد ترك مالاً وأوصى أن يُضحى عنه؛ فالواجب إنفاذ وصيته؛ وإن لم يكن قد خلَّف مالاً؛وأراد أحد أهله أن يضحي له تبرعاً فلا مانع.

على أنه لابد أن يُعرف أن الأضحية في الأصل عن الحي؛والنبي -صلى الله عليه و سلم- إنما ضحى عن أهل بيته، ولم يُذكر أنه ذبح عن أمواته.

ولا مانع أن يَدخل الأموات في قول المضحي:" عني وعن أهل بيتي "؛ ففضل الله واسع.

ووقت ذبح الأضحية بعد صلاة العيد؛ فمن ذبحها قبل صلاة العيد فلا تجزئ عنه؛ قال -صلى الله عليه و سلم-: « من ذبح قبل الصلاة فليذبح مكانها أخرى » .

ويمتد وقت الأضاحي من بعد صلاة العيد وحتى غروب الشمس في اليوم الثالث عشر من ذي الحجة؛ أي: رابع أيام العيد.

ولا تكون الأضحية إلا من بهيمة الأنعام " الغنم والمعز والبقر والإبل ".

ولا بد من اعتبار السن في الأضاحي؛ فإن ضحى من الغنم فلا بد ألا يقل سنّها عن ستة أشهر؛ والمعز سنة؛ والبقر سنتان؛ والإبل خمس سنين.

ويقبل في هذا بقول البائع الثقة المأمون؛ لأن هذا خبر ديني فلا بد من تحري الصادق الثقة فيه.

ولا يجوز أن يشترك أكثر من شخص مالياً بشراء أضحية من الغنم أو المعز؛ لأن الأضحية من الغنم والمعز تكون عن المرء وأهل بيته.

أما الإبل والبقر فيجوز أن يشترك فيها سبعة أشخاص؛ عن كل واحد منهم سُبع أضحية عنه وعن أهل بيته.

قال جابر-رضي الله عنه :« نحرنا في عام الحديبية البدنة عن سبعة؛ والبقرة عن سبعة» .

ولا يجزئ أن يضحي بالمعيبة قال -صلى الله عليه و سلم-:« أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء البين عورها؛ والمريضة البين مرضها؛ والعرجاء البين ضلعها؛ والعجفاء التي لا تنقي » ؛ العجفاء التي لا تنقي:الهزيلة التي ليس فيها مخ.

ويجوز أن يضحي "بالهتماء" التي ذهبت ثناياها؛ ولكن كلما كانت أكمل كانت أفضل؛ "والجداء": التي نشف ضرعها.

ويكره أن يضحى بالعضباء التي ذهب أكثر قرنها أو أكثر أذنها؛ ويجوز أن يضحي بالخصي؛ فقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه و سلم-:« ضحى بكبشين موجوئين » .

ومما لابد أن يعلم أنه لا يجوز لصاحب الأضحية أن يعطي الجازر أجرته منها؛ وإن أعطاه على وجه الصدقة إذا كان فقيراً أو هدية فهذا جائز.

كما أنه لا يجوز له أن يبيع جلدها أو شيئاً من أجزائها بعد ذبحها لأنها تعينت لله.

ويجوز له أن يذبح في الليل إذا لم يخل بتقسيمها؛ ويقسمها أثلاثاً " يأكل ويهدي ويتصدق ".

كما يجوز للمرأة أن تذبح الأضحية ولا مانع من ذلك.

نسأل الله أن يرزقنا الفقه في الدين؛ واتباع سنة سيد المرسلين.

اللهم اغفر لنا وارحمنا؛ وعافنا واعف عنا. انتهى كلام الشيخ

المصدر

و صلِ اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا




بارك الله فيك على هذا النقل الهام والفوائد القيمة التي نجنيها من هذين المشاركتين

اللهم اجعلها في ميزان حسناتك ولا تبخلي علينا بالمزيد من الدرر…وفقك الله

تعليمية




تعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

هل هناك مواصفات معينة في الأضحية ؟ أم أنه يصح أن أضحي بأي شاة ؟.

شروط الأضحية المجزئة:
نويت أن أضحي عن نفسي وأولادي ، فهل هناك مواصفات معينة في الأضحية ؟ أم أنه يصح أن أضحي بأي شاة ؟.


الحمد لله

يشترط للأضحية ستة شروط :
أحدها :
أن تكون من بهيمة الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم ضأنها ومعزها لقوله تعالى: ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ )الحج/34 , وبهيمة الأنعام هي الإبل ، والبقر ، والغنم هذا هو المعروف عند العرب ، وقاله الحسن وقتادة وغير واحد .
الثاني :
أن تبلغ السن المحدود شرعاً بأن تكون جذعة من الضأن ، أو ثنية من غيره لقوله صلى الله عليه وسلّم : " لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن " . رواه مسلم .
والمسنة : الثنية فما فوقها ، والجذعة ما دون ذلك .
فالثني من الإبل : ما تم له خمس سنين .
والثني من البقر : ما تم له سنتان .
والثني من الغنم ما تم له سنة .
والجذع : ما تم له نصف سنة ، فلا تصح التضحية بما دون الثني من الإبل والبقر والمعز ، ولا بما دون الجذع من الضأن .
الثالث :
أن تكون خالية من العيوب المانعة من الإجزاء وهي أربعة :
1 ـ العور البين : وهو الذي تنخسف به العين ، أو تبرز حتى تكون كالزر ، أو تبيض ابيضاضاً يدل دلالة بينة على عورها .
2 ـ المرض البين : وهو الذي تظهر أعراضه على البهيمة كالحمى التي تقعدها عن المرعى وتمنع شهيتها ، والجرب الظاهر المفسد للحمها أو المؤثر في صحته ، والجرح العميق المؤثر عليها في صحتها ونحوه .
3 ـ العرج البين : وهو الذي يمنع البهيمة من مسايرة السليمة في ممشاها .
4 ـ الهزال المزيل للمخ : لقول النبي صلى الله عليه وسلّم حين سئل ماذا يتقي من الضحايا فأشار بيده وقال : " أربعاً : العرجاء البين ظلعها ، والعوراء البين عورها ، والمريضة البين مرضها ، والعجفاء التي لا تنقى ". رواه مالك في الموطأ من حديث البراء بن عازب ، وفي رواية في السنن عنه رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال : " أربع لا تجوز في الأضاحي " وذكر نحوه . صححه الألباني من إرواء الغليل ( 1148 )
فهذه العيوب الأربعة مانعة من إجزاء الأضحية ، ويلحق بها ما كان مثلها أو أشد، فلا تجزىء الأضحية بما يأتي :
1 ـ العمياء التي لا تبصر بعينيها .
2 ـ المبشومة ( التي أكلت فوق طاقتها حتى امتلأت ) حتى تثلط ويزول عنها الخطر .
3 ـ المتولدة إذا تعسرت ولادتها حتى يزول عنها الخطر .
4 ـ المصابة بما يميتها من خنق وسقوط من علو ونحوه حتى يزول عنها الخطر .
5 ـ الزمنى وهي العاجزة عن المشي لعاهة .
6 ـ مقطوعة إحدى اليدين أو الرجلين .
فإذا ضممت ذلك إلى العيوب الأربعة المنصوص عليها صار ما لا يضحى به عشرة . هذه الستة وما تعيب بالعيوب الأربعة السابقة .
الشرط الرابع :
أن تكون ملكاً للمضحي ، أو مأذوناً له فيها من قبل الشرع ، أو من قبل المالك فلا تصح التضحية بما لا يملكه كالمغصوب والمسروق والمأخوذ بدعوى باطلة ونحوه ؛ لأنه لا يصح التقرب إلى الله بمعصيته . وتصح تضحية ولي اليتيم له من ماله إذا جرت به العادة وكان ينكسر قلبه بعدم الأضحية .

وتصح تضحية الوكيل من مال موكله بإذنه .
الشرط الخامس :
أن لا يتعلق بها حق للغير فلا تصح التضحية بالمرهون.
الشرط السادس :
أن يضحي بها في الوقت المحدود شرعاً وهو من بعد صلاة العيد يوم النحر إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة ، فتكون أيام الذبح أربعة : يوم العيد بعد الصلاة ، وثلاثة أيام بعده ، فمن ذبح قبل فراغ صلاة العيد ، أو بعد غروب الشمس يوم الثالث عشر لم تصح أضحيته ؛ لما روى البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : " من ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله وليس من النسك في شيء ". وروى عن جندب بن سفيان البجلي رضي الله عنه قال : شهدت النبي صلى الله عليه وسلّم قال : " من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى ". وعن نبيشة الهذلي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل " رواه مسلم. لكن لو حصل له عذر بالتأخير عن أيام التشريق مثل أن تهرب الأضحية بغير تفريط منه فلم يجدها إلا بعد فوات الوقت ، أو يوكل من يذبحها فينسى الوكيل حتى يخرج الوقت فلا بأس أن تذبح بعد خروج الوقت للعذر ، وقياساً على من نام عن صلاة أو نسيها فإنه يصليها إذا استيقظ أو ذكرها .
ويجوز ذبح الأضحية في الوقت ليلاً ونهارا ً، والذبح في النهار أولى ، ويوم العيد بعد الخطبتين أفضل ، وكل يوم أفضل مما يليه ؛ لما فيه من المبادرة إلى فعل الخير .

انتهى من رسالة أحكام الأضحية والذكاة للشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله.
منقول من موقع الاسلام سؤال و جواب على الرابط

من هنا.