هذا هو السَّفَـرُ الأخيرْ ، قدَرُ الصغير مع الكبيرْ و الموت سهمٌ نافذٌ ، يُفني الغني أو الفقيرْ أين المآكلُ و المشاربُ و المراكبُ و القصورْ ؟ أين النضارةُ و الجمالُ و أين رائحةُ العطورْ ؟ أين ابتسامتكَ التي منها يُشِعُّ سَنا السرورْ ؟ بل أين صوتكَ في المجالسِ ، ذلك الصوتُ الجَهُورْ ؟ بل أين عِزّتكَ التي ، صعدت إلي برج الغرورْ ؟ بل أين ذكركَ بعدما ، كنت المُعَرَّفَ و الشهيرْ ؟ هل مُخبرٌ عن ذلكَ المسكين كيف هو المصيرْ ؟ كم كان ينقلُ خَطوَهُ بين البراري و البحورْ و الآن قد قُصِرَتْ خُطاهُ عن التنقل و المسيرْ أمسي أسيرا ً يا لَـذُلِّكَ بعد عِزِّكَ يا أسيرْ و غدَا فراشكَ من ترابٍ ، لا غطاءَ و لا سريرْ قـُم يا أخي في الليل و اقرعْ باب توابٍ غفورْ أوَ مَا يُذكِّرُكَ الظلامُ ، ظلامَ مُوحشةِ القبورْ أطِـلِ السجود لعل وجهكَ أن يفوز ببعض نورْ من نورِ خلَّاق البرايا في المقابرِ و النشورْ و اكسر قيود الإثم و اجعل روحكَ العليا تطيرْ و اطرد غيوم الهم يا محزون عن روض الشعورْ تُب يا أخي تُب يا أخي ، فالله غفارٌ شكورْ للحفظ :