التصنيفات
اسلاميات عامة

هل تريد أن تحشر مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين

تعليمية


هل تريد أن تحشر مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين

لفضيلة الشيخ محمد الوصابي حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه مباركًا عليه، كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمدًا عبده ورسوله-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا-.

أما بعد:

فجزا الله الشيخ العلامة الفقيه-عبد الرحمن بن مرعي-خيرًا على هذه المحاضرة، وعلى هذه الكلمات الطيبات النافعات، ونسأل الله العظيم أن ينفع بنا وبه الإسلام والمسلمين إنه سميع الدعاء.

وأيضًا جزا الله الأخوة الذين أعدوا هذا المكان وجهزوه، نسأل الله أن يأجرهم وأن يثيبهم.

إخواني في الله،

ما أحلى هذا الاجتماع، وما أجمله، وما أروعه، أجسام التقت وقلوب التقت على ما يحبه الله، على هذا الخير، على هذا الذكر، على هذا العلم، ليس حفلًا غنائيًا وليس من أجل الدنيا ولا لعب الكرة، وإنما لنسمع كلام الله-سبحانه وتعالى- وكلام الرسول-عليه الصلاة والسلام-، والله إن هذا من النعم العظيمة والمباركة، والتي تحتاج إلى شكر عظيم لله-سبحانه وتعالى-.

إخواني في الله،
إنما نحب أن نكون يوم القيامة مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، ومع الأنبياء ومع الصحابة ومع العلماء ومع الصالحين، وهذه نعمة عظيمة أيضًا، فإذا كنا نحب ذلك فقد قال الله-سبحانه وتعالى-: (
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70))النساء.

هل تحب يا عبد الله أن يحشرك الله يوم القيامة مع الأنبياء، ومع الصالحين، ومع العلماء، ومع الشهداء، ومع الصدِّيقين؟.
والله إنها لنعمة عظيمة أن تحشر في زمرة أولياء الله، المطلوب منك شيء واحد، وهو أن تطيع الله والرسول-عليه الصلاة والسلام-، هذا الشرط الذي اشترطه الله لمن أراد أن يحشر يوم القيامة في زمرة هؤلاء، مع الآمنين مع الأبرار مع الصالحين مع الأنبياء مع الصدِّيقين.

شرط الله هذا الشرط وقال: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ) أن تطيع الله والرسول-عليه الصلاة والسلام-، فيما أمرك الله ورسوله تأتمر، وفيما نهاك عنه الله ورسوله فتنتهي، وبما أخبر الله به ورسوله تصدق، فإن فعلت ذلك الجزاء مذكور في نفس الآية (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70))النساء، هذا فضل الله يتفضل به على من يشاء من عباده، والله يختص برحمته من يشاء.

وطاعة الله في إتباع القرآن، وطاعة الرسول في إتباع السنة، وهو الذي سمعتموه من الشيخ عبد الرحمن-جزاه الله خير-، أن العلماء من أهل السنة كثيرًا ما يكررون إتباع الكتاب والسنة، هو هذا أن نطيع الله والرسول بإتباع الكتاب والسنة، نجعلهما منهجًا لنا، ما عندنا منهج إلا الكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح، نتبع الكتاب والسنة، ندعو إليهما حتى نسعد في الدنيا والآخرة، وحتى نفلح في الدنيا والآخرة.

القرآن لا بد أن تعرف معانيه، وإلا كيف تعمل به وأنت تجهل معناه؟، السنة كذلك تحتاج إلى قراءة وإلى فهم المعاني، والقرآن يحتاج إلى أن تقرأه وإلى أن تفهم معانيه، وإلى أن تعمل بما تعلمت من كتاب الله، ومن سنة رسوله-عليه الصلاة والسلام-.

فإذا كنت كذلك عشت حياتك على هذا-على الكتاب والسنة-، وحتى توفاك الله عليهما فأبشر بهذا الخير العظيم.

أين زمانك وأين زمن الأنبياء والمرسلين؟،

ولكن الله سيبعثك معهم، لأنك سرت على طريتهم،

أين زمانك وأين زمان الصحابة-رضي الله عنهم-؟،

ولكن الله سيحشرك معهم لأنك سرت على طريقتهم.

أهل السنة ما عندهم مذهب إلا مذهب النبي-عليه الصلاة والسلام-، وما عندهم طريقة إلا طريقة النبي-عليه الصلاة والسلام، وما عندهم حزب إلا حزب الصحابة وما كان عليه أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
دعوتهم من دعوة رسول الله-عليه الصلاة والسلام، يدعون إلى ما دعا إليه رسول الله-عليه الصلاة والسلام-، يحذرون من الشرك لأنه حذر من الشرك، ويحذرون من البدع لأنه حذر من البدع، ويحذرون من المعاصي وإتباع الهوى لأنه حذر من ذلك.

ويأمرون بما أمر الله به ورسوله، يأمرون بالعلم النافع، ويأمرون بالعمل الصالح، ويأمرون بالتوحيد، ويأمرون بلزوم السنة، ويأمرون بالمحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها ومع الجماعة، وبإيتاء الزكاة وصيام رمضان، وحج البيت الحرام لمن استطاع إليه سبيلًا.

دعوتهم من دعوة رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ومنهاجهم منهاجه، وعقيدتهم عقيدته، فهو القدوة وهو الأسوة وهو الإمام المتبع-عليه الصلاة والسلام-.

كما قال الله: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21))الأحزاب، هذه والله نعمة عظيمة مَنَّ الله بها على أهل السنة، في هذه العصور المتأخرة بل هم امتداد للصحابة، وإلى يومنا هذا مَنَّ الله على أهل السنة بإتباع الكتاب والسنة في كل شؤون حياتهم.

فَهُم كما قال الله-عز وجل-: (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)) الحشر، فعلينا أن نحمد الله الذي وفقنا لإتباع السنة، علينا أن نحمد الله وأن نشكره على ذلك، وأن نسأله أن يتوفانا على الكتاب والسنة، وأن يصرف عَنَّا الفتن ما ظهر منها وما بَطَنْ.

والفتن كثيرة يا عباد الله ولا سِيَّمَا في هذا العصر، فتن كثيرة في الليل وفي النهار، في البر وفي البحر وفي الجو، حتى في الطائرات وفي السفن، وفي السيارات وفي كل مكان فتن عظيمة، نسأل الله العافية والسلامة.

ولكن العصمة منها بطلب العلم، وبالتفقه في الدين، وبالسير مع أهل السنة والجماعة، وبحضور الدروس والمحاضرات، هذا يكون حصن لك من هذه الفتن الكثيرة، إلى أن تتمسك بالكتاب والسنة ولزمت حلقات أهل العلم وتبعت المحاضرات، وتفقهت في الدين وسألت عن أمور دينك، نسأل الله-عز وجل-الثبات لنا ولكم ولجميع المسلمين.

هذا من فضل الله على أهل السنة، أنهم يدعون إلى الله، وأنهم يحثون الناس على العلم النافع وعلى العمل الصالح، ويوصون الناس بتقوى الله-عز وجل-فهنيئًا هنيئًا لأهل السنة بذلك، نسأل الله المزيد من فضله، نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في الأقوال والأعمال، أسأل الله-سبحانه-أن يَمُنَّ علينا وعليكم بالتوفيق والسداد إنه سميع الدعاء.

وإلى هنا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

تم بحمد الله
بتصرف يسير…………..
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
الجمعة الموافق: 21/ جمادى الآخر/ 1443 للهجرة النبوية الشريفة.

لقراءة الملف منسقا:
لسماع المادة الصوتية:
هنا

وفقكم الله




بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على الطرح المميز وبهذا الصدد اردت ان اضيف هاته الاضافة لنبين لاخواننا أمور جهلوها وغابت عنهم
وفي صحيح البخاري رحمه الله أن رجلا من أهل البادية أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله متى الساعة قائمة قال:( ويلك وما أعددت لها ) قال ما أعددت لها إلا أني أحب الله ورسوله قال (إنك مع من أحببت )
قال ونحن كذلك قال نعم ففرحنا يومئذ فرحا شديدا
قال الحافظ في الفتح: أي ملحق بهم حتى تكون من زمرتهم وبهذا يندفع إيراد أن منازلهم متفاوتة فكيف تصح المعية؟ فيقال: إن المعية تحصل بمجرد الاجتماع في شيء ما ولا تلزم في جميع الأشياء، فإذا اتفق أن الجميع دخلوا الجنة صدقت المعية وإن تفاوتت ا لدرجات

ومن هذا الحديث وما جاء فيه من النصيحة القيمة لكل من أراد النجاة من النار وصحبة عباد الله الاخيار والفوز بالجنة
ننصح اخواننا اللذين اغتروا في هاته الحياة الدنيا وصرفوا حبهم وإقتدائهم بأوناس ليس لهم من الدين حض ولا نصيب فمنهم من أحب أهل الكفر والعياذ بالله من مغنين ولاعبوا لكرة القدم وممثلين وغيرهم نسال الله العافية

أخي في الله، أختي في الله لو خيروك بين هاذين الامرين
ان تحشر مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
أو تحشر مع المغضوب عليهم من زمرة الشاطين
ايهما تختار؟
أكيد كل واحد منا سيختار الاول
لكن لهذا الاختيار شروط إن استوفيتها وفي لك هذا الجزاء وهي :
-ان تحب الله ولا تشرك في حبه احد لان حب الله يوجب حب رسوله لقوله تعالى
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}(آل عمران : 31 )
-أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب الناس إليك كما جاء في الصحيحن عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)
-وان تحب صحابه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقتدي بهم لقوله صلى الله عليه وسلم (حفظوني في أصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشوا الكذب حتى يشهد الرجل وما يستشهد ويحلف وما يستحلف ) صحيح الجامع رقم 206
وكذلك حب اولياء الله الصالحين وأهل العلم وكل من إقتدى بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم

والثبات على سنه المصطفى صلى الله عليه وسلم والامر بالمعرف والنهي عن المنكر

هذا والله الموفق الموفق الى الخير
اللهم إنا نسألك حبك وحب من أحبك وحب العمل الذي يقربنا الى حبك
اللهم إنا نسالك مرافقة الانبياء والاتقياء في الجنة
اللهم إجعلنا من عبادك الصالحين المصلحين وثبتنا على الدين بيدك الخير جميعا انت أرحم الراحمين




اقتباس:
اللهم إنا نسألك حبك وحب من أحبك وحب العمل الذي يقربنا الى حبك
اللهم إنا نسالك مرافقة الانبياء والاتقياء في الجنة
اللهم إجعلنا من عبادك الصالحين المصلحين وثبتنا على الدين بيدك الخير جميعا انت أرحم الراحمين

اللهم آمـــــــين

جزاكم الله خيرا على الإضافة الطيبة