التصنيفات
اسلاميات عامة

المنهج السلفي في سطور

المنهج السلفي في سطور

*******************


1- الرجوع إلى القرآن العظيم والسنة النبوية الصحيحة وفهمهما على النهج الذي كان عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم , عملا بقول ربنا جل شأنه ( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) , وقوله تعالى : ( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا ) , وقول نبينا صلى الله عليه وسلم : " إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ , وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة " , ونعني بالسلف الصالح , أهل الثلاثة القرون الهجرية الأولى المفضّلة , وعلى رأسهم محمد صلى الله عليه وسلم , وأصحابه وتابعيهم بإحسان , تحقيقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ".

2- تصفية ما علق بحياة المسلمين من الشرك على اختلاف مظاهره , صغيره وكبيره , والحرص على دعوتهم إلى التوحيد الذي هو حق الله على العبيد , وسبيل النجاة الوحيد , وطريق الأنبياء الفريد , الذي من تركه صار عن الحق بعيد , واستحقّ الوعيد , قال تعالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ) , وقال سبحانه وتعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ) , كما نحرص على تحذير المسلمين من البدع المنكرة -وأهلها- , والأفكار والمناهج الدخيلة الباطلة -ودُعاتها- , وتنقية السنّة من الروايات الضعيفة والموضوعة التي شوّهت صفاء الإسلام وحالت دون انتشاره بين الأنام على الوجه الذي يُرضي القدّوس السلام , كل ذلك أداءً لأمانة العلم , وكما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ) , وتطبيقا لأمر الله عز وجل : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ).

3- تربية المسلمين على دينهم الحق ودعوتهم إلى العمل بأحكامه , والتحلّي بفضائله وآدابه , التي تكْفُل لهم رضوان الله , وتحقق لهم السعادة والمجد , تحقيقا لوصف القرآن للفئة المستثناه من الخسران , ( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) , ولأمره سبحانه : ( وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ ) , ويكون ذلك بالحرص على طلب العلم النافع , مع الصبر واليقين الذي يتبعه العمل , مصداقا لقول نبينا صلى الله عليه وسلم : ( من يرد الله به خيرا ; يفقه في الدين ).

4- إحياء المنهج العلمي الإسلامي الصحيح في ضوء الكتاب والسنة , وعلى نهج سلف الأمة , وإزالة الجمود المذهبي والتعصب الحزبي الذي سيطر على عقول كثير من المسلمين , وأبعدهم عن صفاء الأخوّة الإسلامية النقيّة , تنفيذا لأمر الله جل وعلا : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) , وقوله صلى الله عليه وسلم : " وكونوا عباد الله إخوانا " , ويكون ذلك بربط المسلمين بأكابر العلماء الربانيين العاملين , وتحذيرهم من أهل البدع والمنحرفين , كما قال رسولنا الكريم : " البركة مع أكابركم ".

5- عدم تهييج الناس وتحريضهم على حُكّامهم وإن جاروا وظلموا – لا من فوق المنابر ولا في المجالس الخاصة – لأن ذلك خلاف هدي سلفنا الصالح , وامتثالا لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : " من أراد أن ينصح لذي سلطان , فلا يبده علانية , ولكن ليأخذ بيده فيخلوا به , فإن قَبِل منه فذاك , وإلا كان قد أدّى الذي عليه " , والحرص على طاعة ولاة أمور المسلمين امتثالا لقول النبي الأمين صلى الله عليه وسلم : " اسمع وأطع في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك ".

6- السعي نحو استئناف حياة إسلامية راشدة على منهاج النبوّة , وإنشاء مجتمع ربّاني , وتطبيق حكم الله في الأرض , إنطلاقا من منهج (التصفية والتربية) المبني على قوله تعالى : ( وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ) , ودعوة الناس إلى التوحيد وتربيتهم عليه وعلى آدابه وواجباته , فهو – أي التوحيد – لُبّ دعوتنا وخُلاصة منهجنا , وهو سبيلنا الوحيد لإنشاء المجتمع الربّاني , نسعى إلى ذلك واضعين نصب أعيننا قول ربنا سبحانه لنبيه : ( وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ ) , وتحقيقا للقاعدة الشرعية : " من تعجّل الشيئ قبل أوانه عوقب بحرمانه ".

أصل هذه المقالة مأخوذ من غلاف كتاب الشيخ ربيع المدخلي بعنوان منهج الانبياء في الدعوة الى الله -دار الفرقان




نسأل الله أن يتبتنا على المنهج السلفي المبارك

ونرجو أن يفهم الناس معنى السلفية..فالعبرة بالمسمى لا بالتسمية….فمن وافقق المنهج السلفي اي الكتاب والسنة بفهم سلف الامة فهو سلفي وان خالفه فقد حاد عن المنهج السوي…فلا نقيم السلفية حسب أفعال و أقوال و أحوال من يدعون أنهم سلفيون




من مشى وفق كتاب الله وسنة نبيه
فهو يسير على منهج السلف
لأن السلف رضوان الله عليهم كان منهاجهم كتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم

تحيتي لك أخي على الموضوع المميز

بالتوفيق




بارك الله فيك على النقل الطيّب
خاصة مع حملة الترويج للعقيدة الصوفية بالجزائر




شكراااااااا بارك الله فيك




أشهد أن لا إلـہ إلاَّ اللـَّـہ
و أشهد أن مُـכـمَّــدْ رَسُــولُ اللـَّـہ

──────────██
─────────█▒▒█
─────────█▒▒█
─────────█▒▒█
──────██▒█▒▒█
────██▒▒██▒▒█
──██▒▒█▒█████
─█▒▒█▒▒█▒▒▒▒▒█
█▒█▒▒█▒▒███▒▒▒█
─█▒█▒▒█▒▒█▒█▒▒█
─█▒█▒▒███▒▒▒▒█
──█▒██▒▒▒▒▒▒█
───█▒▒▒▒▒▒▒█
────█▒▒▒▒▒▒█
احببت ان ارفع المشاركة لعل الله ينفع بها احد فيدعو لى بدعوة صالحة




بارك الله فيك وفي من تحب




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

العلاقة التلازمية بين العقيدة والمنهج

مقال لفضيلة الشيخ محمد على فركوس

العلاقة التلازمية بين العقيدة والمنهج

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله

وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:

فمن المعلوم أنّ لفظة: «العقيدة» لم يرد استعمالها في الكتاب والسُّنَّة، ولا في أُمَّهات

معاجمِ اللغة، واستعمل الأئمَّة السابقون ما يدلُّ عليها، ﻛ: «السنَّة»، و«الإيمان»،

و«الشريعة»، واستعمل كثيرٌ من الأئمَّة لفظتي: «اعتقاد»، و«معتقد»، كابن جرير الطبري،

واللالكائي، والبيهقي.

فمن الناحية الاصطلاحية تستعمل لفظة: «العقيدة» عند إطلاقها للدلالة على:

«ما يَعقِدُ عليه العبدُ قلبه من حقٍّ أو باطلٍ»،

أمَّا استعمالها مقيَّدةً بصفةٍ، كعبارة: «العقيدة الإسلامية»، فقد عرَّفها بعضُهم بأنها:

«الإيمان الجازِمُ بالله، وما يجب له في أُلُوهيَّته، ورُبُوبِيَّته، وأسمائه وصفاتِه، والإيمان بملائكته،

وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقَدَر، خيره وشرِّه، وبكلِّ ما جاءت به النصوص الصحيحة من

أصول الدِّين، وأمور الغيب وأخباره، وما أجمع عليه السلف الصالح، والتسليم لله تعالى في

الحُكم والأمر والقدر والشرع، ولرسوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بالطاعة والتحكيم والاتباع».

فالعقيدة في الإسلام تقابل الشريعة؛ لأنَّ المراد بالشريعة التكاليف العَملية التي جاء بها

الإسلام في العبادات والمعاملات، بينما العقيدة هي أمورٌ عِلمية يجب على المسلم أن

يعتقدها في قلبه؛ لأن الله تعالى أخبره بها بطريق وحيه إلى رسوله صَلَّى اللهُ عليه وآله

وسَلَّم، والصلة بينهما وثيقة جدًّا، يجتمعان في الإيمان عند الانفراد؛ لأنَّ له شِقَّين : عقيدة

نقية راسخة تستكنُّ في القلب، وشِقٌّ آخر يتمثَّل في العمل الذي يظهر على الجوارح، فكان

الإيمان عقيدةً يرضى بها قلب صاحبها، ويعلن عنها بلسانه، ويرتضي المنهج الذي جعله

الله متَّصلاً بها، لذلك جاء من أقوال علماء السلف في الإيمان أنَّه اعتقاد بالجَنان،

ونُطق باللِّسان وعمل بالأركان.

هذا، والاعتماد على صحَّة هذه العقيدة لا يكون إلاَّ وَفق منهجٍ سليمٍ، قائمٍ على

صحيح المنقول الثابت بالكتاب والسُّنَّة والآثار الواردة عن الصحابة رضي الله عنهم، والتابعين

من أئمَّة الهدى ومصابيحِ الدُّجَى الذين سلكوا طريقهم، كما قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم:

«خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»(١-

أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الشهادات، باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد:

(2509)، ومسلم في «صحيحه» كتاب فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم

ثم الذين…: (6472)، والترمذي في «سننه» كتاب المناقب، باب ما جاء في فضل من رأى

النبي وصحبه: (3859)، وابن حبان في «صحيحه»: (7228)، وأحمد في «مسنده»: (5383)،

من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه).

فكان هذا الصراط القويم المتمثِّل في طلب العلم بالمطالب الإلهية عن الاستدلال بالآيات

القرآنية والأحاديث النبوية، والاسترشاد بفهم الصحابة والتابعين ومَن التزم بنهجهم من العلماء،

من أعظم ما يتميَّز به أهل السُّنَّة والجماعة عن أهل الأهواء والفُرقة، ومن مميِّزاتهم الكبرى:

عدم معارضتهم الوحي بعقلٍ أو رأيٍ أو قياسٍ وتقديمهم الشرع على العقل، مع أنَّ العقلَ

الصحيح لا يُعارض النصَّ الصحيح، بل هو موافق له، ورفضهم التأويل الكلامي للنصوص الشرعية

بأنواع المجازات، واتخاذهم الكتاب والسنَّة ميزانًا للقَبول والرفض، تلك هي أهمُّ قواعد المنهج

السلفي وخصائصه الكبرى، التي لم يتَّصف بها أحد سواهم؛ ذلك لأنَّ مصدر التلقِّي عند

مخالفيهم من أهل الأهواء والبدع هو العقل الذي أفسدته تُرَّهات الفلاسفة، وخُزَعْبَلات المناطقة،

وتَمَحُّلاَت المتكلِّمين، فأفرطوا في تحكيم العقل وردّ النصوص ومعارضتها به، وغير ذلك مِمّا هو

معلوم من مذهب الخلف.

هذا؛ وقد كان من نتائج المنهج القويم اتّحاد كلمة أهل السنّة والجماعة بتوحيد ربِّهم، واجتماعهم

باتباع نبيِّهم صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، واتفاقهم في مسائل الاعتقاد وأبوابه، قولاً واحدًا،

لا يختلف مهما تباعدت عنهم الأمكنة، واختلفت عنهم الأزمنة.

فالمنهج السليم يؤدِّي إلى الاعتقاد السليم، فيستدلُّ بصحَّة العقيدة على سلامة المنهج،

فهو من الاستدلال بالمعلول على العلَّة، كالاستدلال بوجود أثر الشيء على وجوده، وبعدمه

على عدمه، فهو من قياس الدلالة عند الأصوليِّين، وقد تكون العقيدة سليمةً في بعض جوانبها،

فاسدةً في بعضها الآخر، فيستدلُّ على جانبها الصحيح بصِحَّة المنهج فيه، وعلى الفاسد بفساد

منهجه فيه، مثل أن يعتقد عقيدة السلف في الأسماء والصفات، ويعتقدَ مسائل الخروج والحزبية

وغيرهما، فيستدلُّ على صحة عقيدته في الأسماء والصفات بصحة المنهج فيها المتمثِّل في

الاستدلال بالكتاب والسنَّة، والاسترشاد بفهم السلف الصالح، كما يستدلُّ على فساد عقيدته

في الجانب الآخر تركه المنهج السلفيّ فيه.

والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا

محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: 16 جمادى الأولى 1443ﻫ
الموافق ﻟ: 21 مـاي 2022م

——————————————————————————–

١- أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الشهادات، باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد:
(2509)، ومسلم في «صحيحه» كتاب فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم
ثم الذين…: (6472)، والترمذي في «سننه» كتاب المناقب، باب ما جاء في فضل من
رأى النبي وصحبه: (3859)، وابن حبان في «صحيحه»: (7228)، وأحمد في «مسنده»:
(5383)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

منقول من موقع فضيلة الشيخ محمد بن علي فركوس – حفظه الله –

.




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

التمسك بالمنهج السلفي

بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّ الحَمْدَ للهِ ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لهُ. وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ -وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ-. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران : 102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء : 1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأَحزاب : 70-71]. أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخير الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَة. أما َبَعْدُ : فإنها لفرصة سعيده أن نلتقي بشيخنا وتلاميذه الذي نرجوا الله تبارك وتعالى أن يبارك فيهم وأن يجعلهم حملة لواء السنة، سنة محمد صلى الله عليه وسلم على غرار أسلافهم الكرام في نشر توحيد الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والقضاء على البدع والخرافات التي حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم. إن الله تبارك وتعالى أرسل محمداً رحمة للعالمين وليخرج الناس من الظلمات إلى النور فبلغ الرسالة وأدى الأمانة وأخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور فصلوات الله وسلامه عليه. وكلفنا الله بالإيمان به وطاعته واتباعه صلوات الله وسلامه عليه، وإن سعادتنا في الدنيا والآخره متوقفة على طاعته وتصديقه واتباعه صلوات الله وسلامه عليه ولذا حثنا الله تبارك وتعالى في آيات كثيرة على طاعة هذا الرسول واتباعه وحذرنا في آيات من معصيته ومخالفته وتوعد مخالفيه بالنار ونعوذ بالله من ذلك فلنحذر كل الحذر من مخالفة هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام في أي شأن من الشؤون ولنجعل نصب أعيننا قول الله تبارك وتعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم، إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا)، لا يستقيم أمر هذه الأمة إلا بطاعة هذا الرسول واتباعه بصدق وإخلاص، والاعتصام بما جاء به حبل الله كتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام. لا يمكن أن تقوم قائمة للأمة إلا بهذا فلنعتصم بحبل الله تبارك وتعالى جميعاً، أفراداً وجماعات، شعوباً وحكومات، يجب أن نعتصم بحبل الله تبارك وتعالى ولا يرضى منا ربنا إلا هذا أن نعتصم بحبله وأن نشد على هديه وهدي رسوله عليه الصلاة والسلام وهدي الخلفاء الراشدين بالنواجذ كما أوصانا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإضافة إلى الآيات التي أشرنا إليها. هذا أمر عظيم ونحن الآن نرى الأمة تفرقت وتمزقت، وما السر في ذلك؟! إنه إتباع الأهواء والعياذ بالله، لو حكمنا الله ورسوله في قضايا الخلاف لا يمكن أن يستمر أبدا، ولكن الاستمرار دليل على أن كثيراً من الناس يتبعون أهوائهم ويركبون رؤوسهم ولا يخضعون لتوجيهات الله تبارك وتعالى (فإن تنازعتم في شيء فردوه لله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) فلا بد من الاحتكام لله ورسوله، وبهذا تنحل الخلافات ويذهب هذا التفرق وتتبدد هذه الأهواء فإذا لم نكن على هذا المستوى فما أمامنا إلا الضياع وما أمامنا إلا الضلال والهلاك والبوار في الدنيا والآخرة، ونحن والله ننام في ظل الدعوة السلفية.الدعوة السلفية التي رفع رايتها الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب محتذياً في ذلك طريقة أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين والأئمة المهديين وسادة الأمة في خير القرون، محتذيا طريقهم حذو القذة بالقذة، في العبادة والعقيدة والسياسة وفي كل شأن من شؤون المسلمين وقضى الله على الأباطيل وعلى الخرافات والسحر والدجل والشعوذة وترك الصلاة وسفك الدماء والأموال، قضى الله على هذه الأباطيل وهذه الترهات وهذه الضلالات وهذه الانحرافات بهذه الدعوة المباركة وأنشأ الله بفضل هذه الدعوة جامعات أضاءت العالم قائمة على منهج الله الحق فإذا ذكرنا المنهج السلفي والدعوة السلفية فنقصد هذه الدعوة المباركة التي سار عليها رسول الله وصحابته الكرام وأئمة الهدى ومن ورائهم أحمد بن حنبل وابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب رضوان الله عليهم.والدين متكامل لا نحتاج إلى آراء و أفكار من أي جهة من الجهات أومن أي جماعة من الجماعات فالدين كامل في كتاب الله وفي سنة رسول الله وفي فقه هؤلاء الأسلاف الكرام الذين فهموا كتاب الله وسنة رسول الله حق الفهم، عقيدة وعبادة.فلنعضض على هذا المنهج السلفي الذي قلناه لكم فإنه هو الحق وهو منهج الطائفة المنصورة التي أخبر عنها رسول الله عليه الصلاة والسلام أنها على الحق وأنها لا تزال على هذا الحق وأنه منهج الفرقة الناجية وهي الطائفة المنصورة التي حينما تحدث رسول الله عن افتراق الأمة وصدق الله هذا الخبر، وافترقت الأمة بقيت هذه الطائفة أهل الحديث الذين شهد لهم حتى أهل البدع بعد أهل السنة أنهم هم أهل الحق وأنهم هم الطائفة المنصورة وأنهم الفرقة الناجية، والتي احتذى حذوها ابن تيمية وابن عبد الوهاب رضوان الله عليهم.إننا لننعم في ظلال هذه الدعوة المباركة ونستضيء بأنوارها لا في هذا البلد بل في العالم ولولا العوائق التي تعوقها من أعداء الله ومن أهل البدع والضلال لرأيتم العالم الإسلامي الآن مضيء بهذه الدعوة المباركة فإنها بدأت تنتشر وتكتسح العالم فتآمر أهل البدع وأهل الكفر في وقف هذا المد وهذا التيار القوي، ففعلوا الأفاعيل في إيقاف هذه الدعوة فعليكم أن تدركوا هذه المآمرات وهذه المكائد لهذه الدعوة التي لا يمكن أن ينام عن مدها وامتدادها وامتداد أنوارها، لا يمكن أن ينام أهل البدع وأهل الضلال سواء تمثل هذا الابتداع وهذا الضلال في الكفر أو التحزب أو في التصوف أو في الرفض أو في غيره من الضلالات.فانه لا يمكن أن تقر أعينهم ولا يمكن أن يهدأ لهم بال وهذه الدعوة الإسلامية السلفية الحق، تنتشر في الأرض، فكادوا لها المكائد.فانتبهوا أيها الشباب واعتصموا بحبل الله جميعا كما أمركم الله، وإياكم والتفرق فاقطعوا دابر هذا التفرق واستأصلوا شأفة كل أسبابه، سواء كان هوى أو تعصبا أو أي شيء .وعليكم أيها الإخوة بذلك فإنا نرى كثيرا من الشباب لا يتورعون من الكذب ولا من تمزيق أعراض الدعاة السلفيين أهل الحق لا دعاة التحزب والباطل، يمزقون أعراضهم ويشوهونهم بالأكاذيب وبالافتراءات، فعليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا.فيه أناس يتحرون الكذب، فلا نأمن أن يكونوا قد كتبوا عند الله كذابين والعياذ بالله وماذا ينتظر هؤلاء؟!، والرسول الكريم يحذر يا أخوتاه، يحذر من التعصب للقبائل أو للعشائر قال رجل: يا للأنصار قال آخر: يا للمهاجرين، الأنصار لفظ شريف ورد في كتاب الله وفي سنة الرسول والمهاجرون كذلك، لكن لما استغلت هاتين اللفظتين في الدعوة إلى الهوى والباطل فقال الرسول : أدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم، دعوها فإنها منتنة.
فهذا النتن الآن يفوح من التعصبات الموجودة في الساحة بدل أن يعتصم الشباب بهذا المنهج الحق الواضح تتجاذبهم الأهواء وتتجاذبهم الفرق والعياذ بالله. وهذه نعمة من الله أيجوز أن ندير لها ظهورنا إن هذه البلاد كانت ممزقه وأهلها فرق وأحزاب وقبائل بل القبيلة تتفتت إلى عدد من المزق والفرق يقتل بعضهم بعضا وينهب بعضهم بعضا، ووحد الله هذه الجزيرة بهذه الدعوة الطيبة المباركة، دعوة التوحيد، التوحيد في عقيدة التوحيد في دين الله، وتوحيد الأمة على كلمة سواء، وعلى منهج واحد، نعمة من الله تبارك وتعالى .الجزيرة مر عليها قرون وهي ضائعة في جهل وضلال وشرك وبدع وخرافات وقتل وسلب ونهب، فجمع الله أهل الجزيرة بهذه الدعوة الطيبة المباركة.فأهل الباطل لا يمكن أن تقر أعينهم يريدون لها الشر ويريدون لها التفرق ويريدون لها أن تمزق لأن أهل البدع يخافون من المنهج السلفي ويعرفون أن الحق متمثل فيه، واليهود والنصارى ما يخافون إلا من الإسلام هذا الذين يسمونه الإسلام الوهابي.وأنا كنت أراقب وارصد امتداد هذه الدعوة السلفية في العالم، كان أهل الجزائر يتجهون إلى الشيخ ابن باز وإلى الشيخ ابن عثيمين وإلى الشيخ الألباني إلى أئمة المنهج السلفي يكاد يطبق أهل الجزائر على هذا المنهج، فأعداء الله تآمروا وحولوا دفة هذا الشعب إلى جهة أخرى وأبعدوها عن منهج الله الحق وهذا البلد قامت فيه الجامعات ترى ماذا يحصل الآن كل ذلك بسبب مكائد أهل البدع وأهل الضلال ومن ورائهم أعداء الله، لأن هذا الإسلام يخافون منه ومن هنا تآمروا على قتل السلفية في باكستان وأفغانستان، أعداء الله تآمروا عليها وقتلوها، ويريدون قتلها وإبادتها في هذا البلد، ولا مخلص لهذه الأمة ولا مخلص لهذا الشعب ولهذه الجزيرة إلا أن يعتصموا بحبل الله جميعا وينبذوا التفرق ويقضوا على آخر سبب من أسبابه ويتركوا هذه الشائعات وهذه الدعايات الباطلة، والله نعرف أن العرب في جاهليتهم وفي أسلامهم يخجلون من الكذب، والآن كثير من الناس لا يخجلون من الكذب، ولا من الافتراءات، ولا من التعصبات العمياء وقد حاربها الإسلام اشد الحرب، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : (من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة مات ميتة جاهلية) (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عِميَّة أو عُميَّة، – يجوز اللفظان – يدعو إلى عصبية أو يدعو إلى عصبة ويغضب لعصبه وينصر عصبة فقتل فقتلته جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها فقد برئ مني وبرئت منه) عليه الصلاة والسلام، تبرأ منك رسول الله.فهذه التعصبات الآن موجودة ملموسة بالأيدي لا تقبل حجة ولا يقبل برهاناً ولا يصَّدق الصادق ويصدق الكاذب، هذا موجود هذه آفات، يا إخوتاه لا بد من استدراك أنفسنا ومحاولة التخلص منها والقضاء عليها.يقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام : (من نصر باطلا وهو يعلمه فلن يزال في سخط الله حتى ينـزع، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه اسكنه اله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال) ردغة الخبال هي عصارة أهل النار أظنه شر موقع في الجحيم والعياذ بالله، أظنه أخبث وأنتن موضع يسكنه من ينصرون الباطل سواء كان هذا الباطل كفرا أو كان بدعة أو كان ما كان هذا الباطل ينصره وهو يعلم أنه باطل يكون في سخط الله عز وجل لا يزال حتى ينـزع منه، وإذا خاصم في باطل أو قال في امرئ مسلم ما ليس فيه تكون عقوبته أن يسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال، وفي رواية للطبراني (ولن يخرج، ولم يخرج) كيف يخرج وهو يبهت المؤمنين الأبرياء النـزهاء.فيا اخوتاه علينا أن نعتصم بحبل الله وأن نبتعد عن التفرق وأسبابه وأسأل الله تبارك وتعالى أن يبصرنا بالحق وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ورزقنا اجتنابه، وأن يجعلنا من دعاة الحق وأنصار الحق البعيدين عن نصرة الباطل وعن بهت الأبرياء من المؤمنين الذي أخبرنا رسول الله عن مصير من يقع فيهم.وأخيرا أختم هذه الكلمة الموجزة بالصلاة على نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام وادعوا إلى طاعته وإتباعه مرة أخرى وارجوا من شيخنا أن يعلق بما يراه ينفع أبناءه . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

محاضرة للإمام / ربيع بن هادي المدخلي – حفظه الله




تعليق سماحة الإمام الوالد / عبد العزيز بن باز
رحمه الله تعالى

أثابكم الله …
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وصلى الله وسلم على رسوله وعلى آله وأصحابه ومن تبع هداه.
أما بعد:

قد سمعنا هذه الكلمة المباركة الطيبة من صاحب الفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي في موضوع التمسك بالكتاب والسنة والحذر مما خالفهما، والحذر من أبواب التفرق والاختلاف والتعصب للأهواء، ولقد أحسن وأجاد وأفاد، جزاه الله خيرا وضاعف مثوبته.

وهذا هو الواجب والتحاكم إليهما في القليل والكثير كما قال الله جل وعلا : (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا).
وقال سبحانه: (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله).
والله يقول جلا وعلا : (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).

والأمر كما قال يجب على المؤمنين التمسك بكتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام والتحاكم إليهما وعرض ما تنازع فيه الناس عليهما.

فما شهد له كتاب الله أو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بالصدق والصحة فهو الصحيح، وما شهدا له أو أحدهما بالباطل فهو الباطل ، فهذا هو الواجب على جميع الأمة لأن الله أمر بذلك وأوجب ذلك وهكذا الرسول عليه الصلاة والسلام، فالواجب على أهل العلم وعلى طلبة العلم وعلى جميع المكلفين التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والسير على منهج السلف الصالح وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان كما قال الله جل وعلا: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ).

هذا جزاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان ومن سار على طريقهم، والواجب على طلبة العلم التفقه في ذلك والإنصاف والصدق وتجري الحق والحذر من أسباب الخلاف ومن إتباع الهوى ومن التقليد الأعمى والتعصب لزيد أو عمر أو الطائفة الفلانية أو غير ذلك، الواجب إتباع الحق والتمسك به و الحذر مما يخالفه وإن كان الذي قال أباك أو أخاك أو غيرهما فعليك بإتباع الحق فهو أحق بالإتباع.

يقول الله جل وعلا في كتابه العظيم : (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ). ويقول جل وعلا : (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) ويقول سبحانه : (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله)، ويقول صلى الله عليه وسلم : (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى) ، قيل يا رسول الله من يأبى؟ قال : (من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ).

فالواجب على أهل العلم تبليغ الناس وتبصيرهم وتفهيمهم ما يجب عليهم وهكذا طلبة العلم أن يتأسوا بأهل العلم وأن يسيروا على نهجهم في إيضاح الحق والحذر من التنازع والاختلاف وإتباع الهوى، وهكذا عامة المسلمين يجب أن يستقيموا على الحق وأن يسألوا علماءهم الذين يعرفونهم بالسنة ويعرفونهم بالاستقامة على دين الله ويعرفونهم بالحق عليهم أن يستقيموا وأن يسألوا عما أشكل عليهم.

كما قال عز وجل : (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) ومما يروى عن رسول الله صلى الله وسلم أنه قال لقوم أفتوا بغير علم : (ألا سألوا إذ لم يعلموا إنما شفاء العي السؤال)، وهكذا يجب على أهل العلم نشر العلم نشر الحق وإيضاحه للناس في المساجد وفي المجالس العامة وفي الإذاعة وفي الصحافة وبكل وسيلة يصل بها العلم، الناس بحاجة إلى العلم قال الله وقال الرسول، مع بيان الباطل والتحذير منه.

وما ذكره فضيلة الشيخ ربيع عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه هو الحقيقة، فإن الله من على هذه البلاد بهذه الدعوة المباركة وهي دعوة سلفية لكن شوه أعداء الله هذه الدعوة وقالوا وهابية المبتدعة التي فعلت وفعلت، وهو الضالون المبتدعون وهم ما بين جاهل أو من قلد جاهلا إما جاهل وإما مقلد لجاهل وإما ثالثهم متبع لهواء الذي يعصي الله على بصيرة، هؤلاء أعداء الدعوة السلفية، إما جاهل وإما مقلد لجاهل وإلا صاحب هوى متعصب لهواه يريد المآكل ويريد إرضاء الناس على حساب مأكله ومشربه وهواه نسأل الله العافية.

ودعوة الشيخ محمد رحمة الله عليه دعوة سلفية درج فيها على ما درج عليه الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم وأتباعهم بإحسان وتبعهم في ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير وأشباههم من أئمة الإسلام ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب في القرن الثاني عشر في النصف الثاني من القرن الثاني عشر رحمة من الله لهذه الأمة لهذه الجزيرة فأوضح لهم العبادة الشرعية التي تجب لله وأوضح لهم حقيقة التوحيد وما كان عليه المشركون وما كان عليه سلف الأمة وأوضح لهم طريقة السلف الصالح ودعاهم إلى الجهاد وألف كتاب التوحيد وكشف الشبهات والثلاثة الأصول لبيان الحق وهي كتب عظيمة مفيدة وهكذا.

نشر بينهم كتب شيخ الإسلام ابن تيمية لما فيها من الخير والعلم والدعوة إلى كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام فنفع الله بهذه الدعوة المسلمين وجمع الله عليها أهل هذه الجزيرة بأسباب أنصارها من آل سعود وغيرهم، ممن نصر الحق واستقام على الحق، فدعوا إلى الله ونصروا هذه الدعوة نصرا لدين الله نصرا لكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، حتى أيدهم الله وفتح عليهم الفتوح وجمع الله عليهم هذه الجزيرة من شرقها إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها على الحق وعلى إتباع شريعة الله وعلى الاستقامة على دين الله فالحمد لله على ذلك.

فالواجب التمسك بهذه العقيدة والدعوة إليها والحفاظ عليها ونشرها بين الناس بالحكمة بالأسلوب الحسن بالرفق لا بالعنف والشدة وبيان الأخطاء والضلالات والشبهات بالبيان الواضح بالرفق بالحكمة لا بالعنف والشدة ولا بالأساليب الملتوية ولكن بالبيان الواضح والأسلوب الواضح والرفق والحكمة كما قال الله جل وعلا : (ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة) يعني: بالعلم قال الله وقال رسوله ووضع الأمور في مواضعها (والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي أحسن) وقال صلى الله عليه وسلم : (ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه) والله وصفه بقوله سبحانه وتعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك).

فالواجب على الدعاة أن يتبصروا وأن يبصروا وأن يرفقوا وأن يعتنوا بالأساليب الواضحة البينة وأن يحذروا العنف والشدة وعدم التعصب لزيد أو عمرو.

نسأل الله أن يوفق الجميع للعلم النافع والعمل الصالح وأن يصلح أحوال المسلمين جميعا وأن يمنحهم الفقه في الدين وأن يولي عليهم خيارهم وأن يصلح قادتهم وأن يوفق ولاة أمرنا في هذه المملكة نسأل الله أن يوفقهم لكل خير وأن ينصر بهم الحق وأن يجعلهم من الهداة المهتدين وأن يصلح لهم البطانة وأن يعيذهم من بطانة السوء وأن يوفق صاحب الفضيلة الشيخ ربيع لكل خير وأن يجزيه عن كلمته خيرا.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين.




بارك الله فيك اخي عبد الرحمان

موفق ان شاء الله وشكرا على هذا الموضوع القيم




تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

الفرق بين العقيدة والمنهج لفضيلة الشيخ صالح بن سعد السحيمي

تعليمية تعليمية
الفرق بين العقيدة والمنهج لفضيلة الشيخ صالح بن سعد السحيمي


الفرق بين العقيدة والمنهج
لفضيلة الشيخ صالح بن سعد السحيمي

س/ ما الفرق بين العقيدة والمنهج؟

ج/المنهج الربَّاني النبوي يشمل العقيدة وزيادة، ويشمل كل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأما العقيدة فهي عقيدة التوحيد التي يُعقد عليها الولاء والبراء، والتي هي تحقيق العبودية لله –جلَّ وعلا-، تحقيق التوحيد من مظاهر الشرك والوثنية، تحقيق كلمة لا إله إلا الله، وأن يعتقد أنه لا معبود بحقٍ إلا الله.
فعلى المسلم أن يحقق ذلك، وأن يجتهد في ذلك؛ حتى يُهيأ الأسباب التي يُقدِره الله عليها فتعينه على أعباء هذه الحياة، بعد طاعة الله –جل وعلا-.

للحفظ والاستماع بالمرفقات

الملفات المرفقة تعليمية ما الفرق بين العقيدة والمنهج.mp3‏ (316.3 كيلوبايت)

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




بارك الله فيكِ و وفقكِ لكل خير







شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله كل خير




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

فتاوى في العقيدة والمنهج لفضيلة الشيخ ربيع ابن هادي المدخلي حفظه الله تعالى

تعليمية تعليمية
فتاوى في العقيدة والمنهج لفضيلة الشيخ ربيع ابن هادي المدخلي حفظه الله تعالى


فتاوى في العقيدة والمنهج ( الحلقة الأولى )

لفضيلة الشيخ العلامة ربيع ابن هادي المدخلي
حفظه الله تعالى


السؤال : شيخنا – حفظكم الله – يقول السائل : هل تقريب الذباب شرك أكبر مخرج من الملّة ؟
الجواب : نعم ,إذا تقرب إلى غير الله بأيّ شيء ذبابا أو غير ذباب ؛إذا تقرب به إلى غير الله وجعله ندّاً لله ,أو تقرب لغير الله بالذبائح والنُّذور فهذا شرك – لا شك – واللهُ لا يغفر الشرك {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً } (النساء116) فدعاء غير الله شرك والذبح لغير الله شرك والنّذر لغير الله شرك ولو كان حقيراً يسيراً ,فإنّ هذا وإن كان حقيراً يسيراً لكنّك افتريت به على الله وجعلت فيه ندًّا لله ,وهذا ذنب عظيم لا يُغفَر ولو كان الشيء الذي تتقرب به لغير الله عزّ وجلّ حقيراً كالذباب أو دونه أو فوقه .


السؤال : فضيلة الشيخ ,يقول السائل : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( رحِم الله أخي موسى لقد ابتلي بأشدّ من هذا فصبر ) ,فهل يدلّ هذا على أنّ موسى عليه السلام ابتُلِي أكثر ممّا ابتُلي ّ به نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟الجواب : هذه القضيّة في المعارضة وليس في كلّ شيء ,هذا لماّ طعن ذو الخوصيرة في عدالته عليه السلام قال : (رحم الله موسى قد أوذِي بأكثر من هذا فصبر ) على كلّ حال هذا دليل على أنّ موسى نبيٌّ كريم ٌ وحليم وصبور ,لا كما يطعن فيه بعض السّفهاء ويقول : إنّه لا يصبر ,لا يتحمّل وسخِروا منه -والعياذ بالله – ! هذا من الأدلّة على أنّه كان يتحلّى بأكبر الأخلاق وعلى رأسها الصبر ؛فصبر على أذى بني إسرائيل ,كم آذوه ؟! وكم نقرأ في القرآن ,ماذا فيه من تعنت بني إسرائيل ؟ قالوا 🙁 أرنا الله جهرة ), ولما أمرهم بذبح البقرة ذهبوا يتعنتون وكم من الأوامر خالفوه فيها ؟ ولمّا قال لهم :الجهاد ,قالوا : لا, (اذهب أنت وربّك فقاتلا إناّ هاهنا قاعدون) !
آذوه كثيرا ويصبر ,والرسول أوذِي مثل هذا وأكثر من قومه المشركين ,موسى آذاه بنو إسرائيل يمكن أكثر من أذى فرعون له ؛لهم تعنتات وتعنتات ولما ذهب ليكلم ربه رجع فوجد عندهم وثنا يعني عجلا يعبدونه ! وهكذا سلسلة طويلة من التعنتات والمخالفات ,فالرسول عليه السلام استحضر هذه الآيات وهذه المواقف فقال : رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر ,والله أعلم يريد بهذا الإشارة إلى شيء موجود وهو ما حصل في حنين من اعتراض ذي الخويصرة .
السؤال : يقول السائل : هل هناك فرق بين نواقض الإسلام ونواقض الإيمان ؟
الجواب : الذي ينقض الإسلام ينقض الإيمان ,والذي ينقض الإيمان ينقض الإسلام ؛معناه كفر ,يخرج من دائرة الإيمان والإسلام ,لكن قل : هل هناك فرق بين الشِّرك وبين الكفر؟ يعني ورد في آيات أنّ الكفر يكون بالتكذيب مثلاً ,المشرك قد لا يُكَذِّب – بارك الله فيكم – لكن يتّخذ مع الله نِدّاً ,كثير من الناس يؤمن بأنّ الله هو الخالق ,الرّازق ويُؤمن بالجنّة والنّار وهذه الأشياء كلّها لكن يتّخذ مع الله أنداداً فهذا مشركٌ وفي نفس الوقت كافر لكن هذا يُطلق عليه شرك ( وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً.)


السؤال : يقول السائل : هل الأشاعرة هم من أهل السنّة والجماعة إلاّ في باب الأسماء والصِّفات ؟
الجواب : لا ,عندهم أشياء كثيرة ,وهل باب الأسماء والصفات هيِّن ؟! الأشاعرة في هذا العصر هم التِّيجانيّة والمرغنية والسهروردية والصّوفية القبوريين أكثرهم – نسأل الله العافية – سمّوا أنفسهم أشاعرة ,وسمّوا أنفسهم أهل السنّة !!


السؤال : هل من حرج أو جناحٍ في الاستعانة بالجنّ في الأمر المباح والمقبول شرعا ,علماً أنّه ليس هناك عمل أي شرك أو معصية مع الجنّ ؟الجواب : الاستعانة بالجنّ تدلّ على أنّ المستعين قد وقع في الشرك لأنّهم لا يساعدونه إلاّ بعد أن يكفر بالله عزّ وجلّ إمّا يبول على المصحف أو يصلّي إلى غير القبلة أو يصلي وهو جُنُب ,لابدّ أن يرتكب مكفِّراً بعد ذلك يتعاون معه والذي يقول لك أنا مسلم فلا تُصدّقه لأنّه كذّاب ؛فيهم مسلمون لكن إثبات إيمانه يحتاج إلى أدلّة .


السؤال : شيخنا -حفظكم الله – يقول السائل : هل الأنبياء أرواحهم وأجسادهم في السماء أم أرواحهم فقط ؟
الجواب : أرواحهم في الجنة ؛أرواح الشهداء ,أرواح الأنبياء ,أرواح المؤمنين كلّها في الجنّة ,إذا كان المؤمنون تسرح أرواحهم في الجنة حيث شاءت فكيف بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام ؟! فليست أرواحهم في القبور كما يتصوره بعض الناس ,وإنّما هي في السماء في الجنّة ولا يلتقي الجسد والروح إلاّ يوم القيامة {يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً }(النبأ 18) هناك يبعثهم الله ,أول من ينشقّ عنه القبر محمد صلى الله عليه وسلم ؛هو أول من يُبعَث عليه الصلاة والسلام ؛وحديث 🙁 الأنبياء أحياء في قبورهم يُصَلون ) وإن كان صححه الشيخ الألباني فإنّه ضعيفٌ جدّاً – وهو أول حديث اعترضت به عليه رحمه الله .


السؤال : شيخنا -حفظكم الله – هل يُفهَم من ترتيب الأنبياء في السماء تفاضلهم ؟
الجواب : لا ,لا يُفهم هذا ,أمّا إبراهيم وموسى فيدلّ على هذا وأماّ غيرهما فلا ؛فإنّ عيسى من أولي العزم وهو في الثانية وإدريس دونه في الفضل ويوسف ,فلا يدلّ على الترتيب الدقيق .
السؤال : يقول السائل : يذكر أهل العلم وجوهاً للجمع بين رؤيته عليه السلام لنبيّ الله موسى عليه السلام يصلي عند قبره عند الكثيب الأحمر ثم صلى بهم في المسجد الأقصى ثم رآهم في السماء ,فهل هناك وجه جامعٌ راجح ؟
الجواب : ليس هناك تناقض حتى نجمع ,رآه -وهو ذاهبٌ إلى بيت المقدس- يصلي في قبره ,معجزة من المعجزات ,ثم صلى معه في بيت المقدس مع الأنبياء ,ثم وجدهم في السماء .


السؤال : كيف الرد على من يزعم أنّ الإسلام ينقسم إلى لبّ و قشور ؟
الجواب: هذا يقوله كثير من النّاس على سبيل التحقير للمنهج السلفي وعلى سبيل التحقير للتّوحيد ! ويرون التّوحيد قشورا ! والغزالي صرّح بهذا في مقدمة كتابه ( السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث ) كانوا يتعلّقون بالقشور يعني يعرفهم بأنّهم على التّوحيد وعلى السنة ومع هذا وصفهم بأنّهم يتعلقون بالقشور ,على كلّ حال هذا تقسيم خبيث وضلال مبين واستهانة بمعظم جوانب الإسلام ! والإسلام كلّه لبّ ,لبّ اللبّ هو التّوحيد والبقية كلّه لبّ والحمد لله ,فنحن نقول ( الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلاّ الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ) ولا نحتقر شيئا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
وكلّ سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم ,وكلّ تشريع من تشريعاته تعلق بأيّ ناحية من نواحي الحياة فإنّ له المنزلة العظيمة عندنا والاحترام والتقدير ,وحتى الصوفية يرون أنّ من سخر بسنة من السنن المستحبات أنّه كافر ,فهذا إذا كان يقول قشور على وجه السخرية فهو كافر .


السؤال : ما الفرق بين القول بأنّ القرآن هو المعنى النفسي ,والقول بأنّ القرآن هو حكاية عن كلام الله ؟
الجواب : كلهم يقولون إنّه المعنى النفسي ! وهذا أصله كلام محمد بن سيعد بن كلاب وهذه الحروف والكلمات عنده ليست كلام الله بل هي حكاية عن كلام الله ! الأشعري قال مثله ؛أنّ الكلام هو الكلام النفسي وهو صفة قائمة بذات الله تبارك و تعالى ليس بحرف ولا صوت ,و إنّما هو عبارة عن كلام الله ,فكلاهما يشترك في القول بأنّ القرآن أو كلام الله معنى نفسي قائم بذاته ,وهذه الحروف والكلمات مخلوقة فجاءوا بهذا الضلال !
وكل هذا كلام فارغ ,الكلام صفة من صفات الله تبارك وتعالى القائمة بذاته ولكنه يتكلم متى شاء وإذا شاء – سبحانه و تعالى – بكلام يسمعه منه الملائكة و يسمعه منه جبريل
ويبلغه إلى عباده " وكلّم الله موسى تكليما " وسمع موسى كلام الله عز وجلّ الذي تكلّم به . فالكلام صفة قائمة بذات الله عزّ وجلّ ,ولكنها من وجه آخر متعلقة بمشيئة الله يتكلم متى شاء و بما شاء كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " الكلام قديم النوع حادث الآحاد " ,حادث الآحاد بمعنى متى شاء تكلم ,قديم النوع بمعنى صفة كالعلم والقدرة والإرادة قديمة قائمة بذات الله تعالى .


السؤال : أحسن الله إليكم ,هذا سائل يقول : تكثر في بعض المساجد أنّه مكتوب في محاريبها ( يا الله ,يا محمد ) ,هل تجوز الصلاة في مثل هذه المساجد ؟
الجواب : هذه الظاهرة رأيناها في باكستان وفي أفغانستان – مع الأسف الشديد – رأيناها والله في سيارات المجاهدين ؛يسمون أنفسهم مجاهدين ! وهم لا يقبلون النصيحة ,ويصِّرون على هذه الشِّركيات ! ترى في دكاكينهم ,وفي مساجدهم (يا الله ,يا عليّ ,يا غوث ,يا حُسَين ,يا عبد القادر ,يا كذا ,يا كذا ) إلى آخره من الشِّركيات !
الاستغاثة بغير الله شرك ؛تقول : يا محمد ,هذا شرك بالله ,محمد رسول الله ,عبد الله ورسوله عليه الصلاة والسلام ,إذا قلت :يا الله ,يا محمد – يعني – جعلته ندًّا لله تبارك وتعالى ,الرسول عليه الصلاة والسلام ما جاء إلاّ لهدم هذه الوثنية وليُقيم الملة العوجاء وعلى رأسها الشِّرك بالله عزّ وجلّ ,جاء ليطهِّر الدنيا والقلوب والأذهان والعقول من الشّرك بالله عزّ وجلّ وأقذاره ,وعلّمنا خالص التّوحيد بنصوص القرآن ,ونصوص السنّة ,وبتطبيقاته العمليّة عليه الصلاة والسلام ,وأمرنا بهدم القبور عليه الصلاة والسلام ,وهدم الأوثان ,وقال : ( لا تشدّوا الرّحال إلاّ لثلاثة مساجد – فقط لا قبور ولا شيء – المسجد الحرام ,ومسجدي هذا ,والمسجد الأقصى ) لأنّ هذه المساجد بناها الأنبياء لتوحيد الله وإخلاص الدين لله عزّ وجلّ .
وبدأ هذا في المدينة -وبحُكم أننا نعرف هذه الأشياء- عرفنا كيد أهل البدع ؛يكتبون :

(الله ,محمد) . كان واحد اسمه سراج الرحمان زاملني في الجامعة وهو من تلاميذ أبي الحسن النّدوي – فما أدري – رأيت هذا في كينيا أو حكيتُ له قصة هذه التي بدأت تنشأ في المدينة ,قال : قال أبو الحسن النّدوي :كلمة (الله ,محمد) هذا كفر ؛يعني محمدٌ ندٌّ لله عزّ وجلّ ؛الله محمد يعني سواء ,لا إله إلاّ الله محمد رسول الله ,أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمدا رسول الله , أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله ,هذه أعلى منزلة لهذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ,ويقول صلى الله عليه وسلم : ( لا تُطروني كما أطرت النّصارى عيسى ابن مريم ,إنّما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) .
فرأيت هذه الظاهرة وكنت أحاربها ,وإذا رأيتها في المسجد أنصح إمام المسجد .
وفي مسجد القبلتين – مسجد العمودي – ,كلمت الإمام ,ما فعل شيئا !كلمت العمودي صاحب المسجد فبادر جزاه الله خيراً ومحا هذه الأشياء .
وفي المسجد الذي بجواري في المدينة كتبوا ( الله ,محمد ) فنصحت الإمام قال : نغيرها ,نغيرها ,فتماطل ولم يغيرها ! وكان هناك شاب جيّد قال : أنا أكفيك إيّاها ثم ذهب وغطاها ,وانتهت والحمد لله .
الشاهد : أن في يوم من الأيام وأنا قادم من (بطحان) وداخل المدينة فإذا أمامي سيارة (أونيت ) فيها بالخط الأحمر ( يا الله ,يا محمد ) فحركت سيارتي وراء هذه السيارة فأسرع ,فهم أنني لاحظته ,أسرع فأسرعت وراءه وطاردته حتى وصلنا (قربان) وقّف السيارة ونزل وقال : هل أمسحها ؟ وأنالم أكلمه بعد ! عارف لأنّه أحسّ بذلك ,قلت : نعم امسحها ,فهذا يؤكد أنه غزو ؛غزو هؤلاء القبوريين الخرافيين في بلاد التوحيد !!
أنا أذكر أن أول مسجد بني وضعت له قبة في العهد السعودي ,فأنكر هذا طلاب العلم وجاءوا بالشيخ ابن حميد و..و..-ما أدري كيف انتهت على كل حال – كان يعني يعرف أنّ البلاد هذه ما فيها قِباب في المساجد ,وحتى الملك سعود لما وسع المسجد هذا والمسجد النبوي ,ليس فيهما قباب حتى التوسعة الموجودة الآن ليس فيها قباب –بارك الله فيكم – على السنّة لأنّ القباب هذه تقليد للنصارى ؛الكنائس هي التي يضعون فيها مثل هذه القباب ,وربما يضعون هذه القباب للصالحين الذين يدفنونهم في القبور ( لعن الله اليهود والنصارى اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) فترى الآن كثرة المساجد التي تُنفَق عليها الملايين يضع فيها قباب ,يضع فيها زخارف – فالله المستعان – ! والله يمكن هؤلاء يا ليت الأمر كفافاً لهم , لا لهم ولا عليهم ,ملايين نبذلها ثم يطلع المسجد بهذا الشكل !! يشبه الكنيسة ,هذه مصائب ,والرسول صلى الله عليه وسلم بيّن أنّ من علامات الساعة زخرفة المساجد وهذا أسوأ من الزخرفة ,فكانت هذه البلاد على السنة – والحمد لله -ظاهراً وباطناً في المساجد وفي غيرها وبدأ أهل الخرافات يدبّون ويدسون حاجة هنا ومرة هناك حتى كثُر هذا الشرّ – نسأل الله العافية – .
نسأل الله أن يوفق المسلمين للاعتزاز بهذا الدين الحقّ الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وأخرجنا به من الظلمات إلى النّور ومن الضلال إلى الهدى عليه الصلاة والسلام .


(منقول من شبكة سحاب )

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




جزاك الله كل خير على المجهود
تحياتي الخالصة




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

العلاقة التلازمية بين العقيدة والمنهج للشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله

تعليمية تعليمية

العلاقة التلازمية بين العقيدة والمنهج
للشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله تعالى

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فمن المعلوم أنّ لفظة: «العقيدة» لم يرد استعمالها في الكتاب والسُّنَّة، ولا في أُمَّهات معاجمِ اللغة، واستعمل الأئمَّة السابقون ما يدلُّ عليها، ﻛ: «السنَّة»، و«الإيمان»، و«الشريعة»، واستعمل كثيرٌ من الأئمَّة لفظتي: «اعتقاد»، و«معتقد»، كابن جرير الطبري، واللالكائي، والبيهقي.
فمن الناحية الاصطلاحية تستعمل لفظة: «العقيدة» عند إطلاقها للدلالة على: «ما يَعقِدُ عليه العبدُ قلبه من حقٍّ أو باطلٍ»، أمَّا استعمالها مقيَّدةً بصفةٍ، كعبارة: «العقيدة الإسلامية»، فقد عرَّفها بعضُهم بأنها: «الإيمان الجازِمُ بالله، وما يجب له في أُلُوهيَّته، ورُبُوبِيَّته، وأسمائه وصفاتِه، والإيمان بملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقَدَر، خيره وشرِّه، وبكلِّ ما جاءت به النصوص الصحيحة من أصول الدِّين، وأمور الغيب وأخباره، وما أجمع عليه السلف الصالح، والتسليم لله تعالى في الحُكم والأمر والقدر والشرع، ولرسوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بالطاعة والتحكيم والاتباع».
فالعقيدة في الإسلام تقابل الشريعة؛ لأنَّ المراد بالشريعة التكاليف العَملية التي جاء بها الإسلام في العبادات والمعاملات، بينما العقيدة هي أمورٌ عِلمية يجب على المسلم أن يعتقدها في قلبه؛ لأن الله تعالى أخبره بها بطريق وحيه إلى رسوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، والصلة بينهما وثيقة جدًّا، يجتمعان في الإيمان عند الانفراد؛ لأنَّ له شِقَّين: عقيدة نقية راسخة تستكنُّ في القلب، وشِقٌّ آخر يتمثَّل في العمل الذي يظهر على الجوارح، فكان الإيمان عقيدةً يرضى بها قلب صاحبها، ويعلن عنها بلسانه، ويرتضي المنهج الذي جعله الله متَّصلاً بها، لذلك جاء من أقوال علماء السلف في الإيمان أنَّه اعتقاد بالجَنان، ونُطق باللِّسان وعمل بالأركان.

هذا، والاعتماد على صحَّة هذه العقيدة لا يكون إلاَّ وَفق منهجٍ سليمٍ، قائمٍ على صحيح المنقول الثابت بالكتاب والسُّنَّة والآثار الواردة عن الصحابة رضي الله عنهم، والتابعين من أئمَّة الهدى ومصابيحِ الدُّجَى الذين سلكوا طريقهم، كما قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»(١- أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الشهادات، باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد: (2509)، ومسلم في «صحيحه» كتاب فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين…: (6472)، والترمذي في «سننه» كتاب المناقب، باب ما جاء في فضل من رأى النبي وصحبه: (3859)، وابن حبان في «صحيحه»: (7228)، وأحمد في «مسنده»: (5383)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه). فكان هذا الصراط القويم المتمثِّل في طلب العلم بالمطالب الإلهية عن الاستدلال بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والاسترشاد بفهم الصحابة والتابعين ومَن التزم بنهجهم من العلماء، من أعظم ما يتميَّز به أهل السُّنَّة والجماعة عن أهل الأهواء والفُرقة، ومن مميِّزاتهم الكبرى: عدم معارضتهم الوحي بعقلٍ أو رأيٍ أو قياسٍ وتقديمهم الشرع على العقل، مع أنَّ العقلَ الصحيح لا يُعارض النصَّ الصحيح، بل هو موافق له، ورفضهم التأويلالكلاميللنصوص الشرعية بأنواع المجازات، واتخاذهم الكتاب والسنَّة ميزانًا للقَبول والرفض، تلك هي أهمُّ قواعد المنهج السلفي وخصائصه الكبرى، التي لم يتَّصف بها أحد سواهم؛ ذلك لأنَّ مصدر التلقِّي عند مخالفيهم من أهل الأهواء والبدع هو العقل الذي أفسدته تُرَّهات الفلاسفة، وخُزَعْبَلات المناطقة، وتَمَحُّلاَت المتكلِّمين، فأفرطوا في تحكيم العقل وردّ النصوص ومعارضتها به، وغير ذلك مِمّا هو معلوم من مذهب الخلف.
هذا؛ وقد كان من نتائج المنهج القويم اتّحاد كلمة أهل السنّة والجماعة بتوحيد ربِّهم، واجتماعهم باتباع نبيِّهم صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، واتفاقهم في مسائل الاعتقاد وأبوابه، قولاً واحدًا، لا يختلف مهما تباعدت عنهم الأمكنة، واختلفت عنهم الأزمنة.
فالمنهج السليم يؤدِّي إلى الاعتقاد السليم، فيستدلُّ بصحَّة العقيدة على سلامة المنهج، فهو من الاستدلال بالمعلول على العلَّة، كالاستدلال بوجود أثر الشيء على وجوده، وبعدمه على عدمه، فهو من قياس الدلالة عند الأصوليِّين، وقد تكون العقيدة سليمةً في بعض جوانبها، فاسدةً في بعضها الآخر، فيستدلُّ على جانبها الصحيح بصِحَّة المنهج فيه، وعلى الفاسد بفساد منهجه فيه، مثل أن يعتقد عقيدة السلف في الأسماء والصفات، ويعتقدَ مسائل الخروج والحزبية وغيرهما، فيستدلُّ على صحة عقيدته في الأسماء والصفات بصحة المنهج فيها المتمثِّل في الاستدلال بالكتاب والسنَّة، والاسترشاد بفهم السلف الصالح، كما يستدلُّ على فساد عقيدته في الجانب الآخر تركه المنهج السلفيّ فيه.
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: 16 جمادى الأولى 1443ﻫ


الموافق ﻟ: 21 مـاي 2022م


١-أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الشهادات، باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد: (2509)، ومسلم في «صحيحه» كتاب فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين…: (6472)، والترمذي في «سننه» كتاب المناقب، باب ما جاء في فضل من رأى النبي وصحبه: (3859)، وابن حبان في «صحيحه»: (7228)، وأحمد في «مسنده»: (5383)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
http://www.ferkous.com/rep/M28.php

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[مقال] الكرامات لا تدل على سلامة المنهج عق

تعليمية تعليمية
[مقال] الكرامات لا تدل على سلامة المنهج – تنبيه لمحبي إخواننا في دار الحديث بدماج

بسم الله الرحمن الرحيم

فما زلنا في هذه الفتنة التي عمت البلاد اليمنية بل وبعض بلاد العالم والتي تولى كبرها الشيخ يحيى الحجوري –هداه الله للحق ورده إليه- ما زلنا نرى فيها بين كل حين وآخر هوىً محموما يهوي بأصحابه إلى مقالات أهل الأهواء والبدع، فتجدهم تارةً يشككون في بعض شروط التكفير واستحلال الدماء لغرض الطعن في بعض مشايخنا [1]،وأخرى يشككون في شروط الجهاد ، ومرة يفتون جميع الشباب في البلاد اليمنية بفرضية الجهاد على الأعيان ويأمرونهم بالسفر ولو بغير رضى الوالدين، ومرة يشككون في شروط جهاد الطلب حتى قال أحدهم : سنلاحق الرافضة ولو إلى أقاصي الأرض" وبنحو هذه العبارة قال كثير في محاضرات ودروس وخطب رنانة، ولا أدري تحت أي جهاد دفع تدخل هذه العبارة ومثيلاتها، ونجدهم تارة قد أصابتهم لوثة الطعن في الحكام فيطعنون في ولاة الأمر بحجة أنه حوثي متستر وما إلى ذلك من الطعون، بل كنت أسمع وغيري عن أخبار بعض الصغار العائدين من (كتاف) فنجد بعضهم يقدح في ولاية الرئيس وأنّ الأمور اضطربت فلم يَعُد ثَمّ حاجة لإذنه [2] وحقيقة لا أدري هل هذا من كيسهم أم من كيس بعض التكفيريين الموجودين في كتاف؟![3] ، ثم نجدهم تارة يسلكون مسلك أبي الفتن المأربي المصري الذي كان يدافع عن أخطائه بتلمس أخطاء من سبقه من العلماء ، وهكذا وجدنا هؤلاء يتلمسون لشيخهم المخارج "قال فلان" و" ذكر علان" ، ووالله إنّ الأمر أهون من هذا، قل (أخطأت) (زل لساني) (سبق قلمي) (وهمت) (فهمت خطأ) ( ظننت ظنا وأنا أتوب إلى الله) وانتهى الأمر ، لكن "الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ" فتكبرٌ على الحق وطعن في الناس وتهوين من أمرهم فشيخه (ضعيف في العلم) وذاك (واعظ لا أكثر ولا أقل) وذاك (لا يعرف من الفتن شيئا إلا وهي مدبرة) وذاك (لا يصلح للفتوى) وهكذا تهوين من أمر علماء السنة ودعاتها في مختلف الأمصار.
ثم أخيرًا وجدنا بعض الشباب الأغمار يصيحون بكرامات الشهداء ، ونحن نصدقهم ولا نكذبهم ونفرح بذلك ولا نحزن، لكن الباطل هو الاستدلال بها على صحة طعنهم في العلماء وانحراف سيرهم عن منهج السلف وجادة الصواب ، فلم تكن خوارق العادات يوما عند أهل السنة دليلا على صحة المعتقد وسلامة المنهج، بل هذه طريقة منحرفة سلكها المتصوفة قديما وحديثا، وتابعهم أهل التكفير من "تنظيم القاعدة" ونحوهم حديثا، وما كتاب عبد الله عزام –رحمه الله- "آيات الرحمن في جهاد الأفغان" ببعيد .

وانظر يا طالب الإنصاف ما روى مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّدَفِيُّ: قُلْتُ لِلشَّافِعِيِّ: إِنَّ صَاحِبَنَا اللَّيْثَ-أي ابن سعد- كَانَ يَقُولُ: إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ فَلَا تَغْترُوا بِهِ حَتَّى تَعْرِضُوا أَمْرَهُ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ؟ فَقَالَ الشَّافِعِيُّ : قَصَّرَ اللَّيْثُ -رَحِمَهُ اللَّهُ- ، بَلْ إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ ، وَيَطِيرُ فِي الْهَوَاءِ ، فَلَا تَغْترُوا بِهِ حَتَّى تَعْرِضُوا أَمْرَهُ عَلَى الْكِتَاب وَالسُّنَّة [أورده ابن كثير في تفسيره وغيره، ونقله جماعة من الصوفية عن الجنيد كما أشار العلامة تقي الدين الهلالي–رحم الله الجميع-]

وَروى أَبوْ نعَيْمٍ في "الحِليَةِ" بسنده عن أَبي يَزِيْدَ البسْطامِيُّ:لوْ نظرْتُمْ إلىَ رَجُل ٍ أُعْطِيَ مِنَ الكرَامَاتِ ، حَتَّى يرْفعَ فِي الهوَاءِ : فلا تَغْتَرُّوْا بهِ ، حَتَّى تَنْظرُوْا كيْفَ تجدُوْنهُ عِنْدَ الأَمْرِ وَالنَّهْيِّ ، وَحِفظِ الحدِ وَأداءِ الشَّرِيْعَة [10/40]

قال ابن تيمية –رحمه الله-:
"ولهذا اتفق أولياء الله على أن الرجلَ لو طارَ في الهواءِ أو مَشَى على الماء لم يُعتَبر حتَّى يُنظَر متابعتُه لأمرِ الله ونهيِه. فإن هؤلاء يستلزم أقوالهم أن يجعلوا كثيرًا من المشركين وأهل الكتاب – اليهود والنصارى – من أولياء الله المتقين، فإن لهؤلاء خوارق كثيرة، فمن أنكر وجودَها كان كمن أنكر خوارقَ الأولياء وأنكر السحرَ والكهانةَ، ومن أقرَّ بوجودِها وجعلَها دليلاً على أنّ صاحبَها وليّ لله فهو جَعَلَ خوارقَ السحرةِ والكهّانِ دليلاً على أنهم أنبياء وأولياء الرحمن، وكلا القولين يوجب الخروجَ عن دينِ الإسلام، والخروجَ من النور إلى الظلام." [جامع المسائل 1/97]

ونحن لا نقول أنّ ما وقع لأخواننا هو من جنس خوارق السحرة والكهان حاشا لله، وبرأهم الله من مشابهتهم، ولكنا نقول إنّ الكرامة لا تدل على كمال الاتباع، بل تقع الكرامة أحيانا بالنظر إلى حال المُخالف ولو كان في المُتبع بعض –بل كثير من – النقص والانحراف ، وحينئذ تدل على أن صاحب هذه الكرامات على الحق في مقابل الطرف الآخر.

قال ابن تيمية –رحمه الله-:
لكن قد [تدل] الخوارق على أنّ هؤلاء على الحقّ، دون هؤلاء؛ لكونهم من أتباع الأنبياء؛ كما قد [يتنازع] المسلمون والكفار في الدين؛ فيؤيّد الله المؤمنين بخوارق تدل على صحة دينهم؛ كما صارت النار على أبي مسلم برداً وسلاماً؛ وكما شرب خالد السمّ، وأمثال ذلك. فهذه الخوارق هي من جنس آيات الأنبياء.
وقد يجتمع كفار، ومسلمون، ومبتدعة، وفجّار؛ فيؤيّد هؤلاء بخوارق تعينهم عليها الجنّ و [الشياطين] ، ولكن جنهم وشياطينهم أقرب إلى الإسلام؛ فيترجّحون بها على أولئك الكفار عند من لا يعرف النبوّات؛ كما يجري لكثيرٍ من المبتدعة، والفجّار، مع الكفّار؛ مثل ما يجري للأحمدية، وغيرهم، مع عبّاد المشركين البخشيّة قدّام التتار، كانت خوارق هؤلاء أقوى لكونهم كانوا أقرب إلى الإسلام.
وعند من هو أحق بالإسلام منهم لا تظهر خوارقهم، بل تظهر خوارق من هو أتمّ إيماناً منهم.
وهذا يُشبه ردّ أهل البدع على الكفّار بما فيه بدعة؛ فإنّهم وإن ضلّوا من هذا الوجه، فهم خير من أولئك الكفار، لكن من أراد أن يسلك إلى الله على ما جاء به الرسول يضرّه هؤلاء، ومن كان [حائراً] نفعه هؤلاء.
بل كلام أبي حامد ينفع المتفلسف ويصير أحسن؛ فإنّ المتفلسف يُسلم به إسلام الفلاسفة، والمؤمن يصير به إيمانه مثل إيمان الفلاسفة. وهذا [أردأ] من هذا، بخلاف ذاك. ا.هــــ كلامه [النبوات 1/ 160]

وقال:
وَحَكَى ذَلِكَ الشَّيْخُ أَنَّهُ كَانَ مَرَّةً عِنْدَ بَعْضِ أُمَرَاءِ التتر بِالْمَشْرِقِ وَكَانَ لَهُ صَنَمٌ يَعْبُدُهُ قَالَ: فَقَالَ لِي: هَذَا الصَّنَمُ يَأْكُلُ مِنْ هَذَا الطَّعَامِ كُلَّ يَوْمٍ وَيَبْقَى أَثَرُ الْأَكْلِ فِي الطَّعَامِ بَيِّنًا يُرَى فِيهِ فَأَنْكَرْت ذَلِكَ فَقَالَ لِي إنْ كَانَ يَأْكُلُ أَنْتَ تَمُوتُ؟ فَقُلْت نَعَمْ قَالَ فَأَقَمْت عِنْدَهُ إلَى نِصْفِ النَّهَارِ وَلَمْ يَظْهَرْ فِي الطَّعَامِ أَثَرٌ فَاسْتَعْظَمَ ذَلِكَ التتري وَأَقْسَمَ بِأَيْمَانِ مُغَلَّظَةٍ أَنَّهُ كُلَّ يَوْمٍ يُرَى فِيهِ أَثَرُ الْأَكْلِ لَكِنَّ الْيَوْمَ بِحُضُورِك لَمْ يَظْهَرْ ذَلِكَ.
فَقُلْت لِهَذَا الشَّيْخِ: أَنَا أُبَيِّنُ لَك سَبَبَ ذَلِكَ. ذَلِكَ التتري كَافِرٌ مُشْرِكٌ وَلِصَنَمِهِ شَيْطَانٌ يُغْوِيه بِمَا يُظْهِرُهُ مِنْ الْأَثَرِ فِي الطَّعَامِ وَأَنْتَ كَانَ مَعَك مِنْ نُورِ الْإِسْلَامِ وَتَأْيِيدِ اللَّهِ تَعَالَى مَا أَوْجَبَ انْصِرَافَ الشَّيْطَانِ عَنْ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ بِحُضُورِك وَأَنْتَ وَأَمْثَالُك بِالنِّسْبَةِ إلَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ الْخَالِصِ كالتتري بِالنِّسْبَةِ إلَى أَمْثَالِك فالتتري وَأَمْثَالُهُ سُودٌ وَأَهْلُ الْإِسْلَامِ الْمَحْضِ بِيضٌ وَأَنْتُمْ بُلْقٌ فِيكُمْ سَوَادٌ وَبَيَاضٌ. فَأَعْجَبَ هَذَا الْمَثَلُ مَنْ كَانَ حَاضِرًا ا.هــ [مج 11/ 447 وما بعدها]

والنصوص في هذا كثيرة جدا، ولم يكن في الحسبان قيام الحاجة لذكر بعض ذلك ، ولست أقول هاهنا إن جميعهم يعتقد هذه العقيدة الفاسدة، لا! ولكن بعضهم يُشيع ، وآخر يُشير، وثالث يكاد يصيح بها ظنا بجهله أنّها صكٌ بسلامة منهجهم وصدق دعواهم وصحة موقفهم من مشايخ السنة وعلماء اليمن.
فالله المستعان وعليه التكلان والحمد لله رب العالمين.

الهامش:
[1]ولم يكتفوا بالتخطئة أو إثبات الخلاف وترجيح الراجح كما هو صنيع المنصفين من أهل العلم ؛ وما ذاك إلا أنّ غرضهم التوصل للطعن في أهل العلم لا الوصول إلى الحق.
[2] وهذا خلال فترة الاضطرابات التي انتشرت كالهشيم في بعض البلاد الإسلامية، وكان هذا قبل تنحي الرئيس وهكذا بعد توقيع الاتفاق في أرض الحرمين.
[3] أقول هذا إنصافا لهم، ولست أريد الطعن بوجود هؤلاء التكفيريين في الجبهة هنالك، وللشيخ العالم عبيد الجابري فتوى منشورة بهذا الخصوص فليرجع إليها.

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية