التصنيفات
مادة الفلسفة 2 ثانوي : باشراف الاستاذة أم يحيى

مساعدة حول المقال الفلسفي " المعرفة اساسها الحواس" 2 ثانوي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو المساعدة في مقال فلسفي بطريقة الاستقصاء بالوضع

دافع عن الاطروحة القائلة " المعرفة اساسها الحواس"
الله يحفظكم


الملفات المرفقة
نوع الملف: doc الحواس أصل المعرفة.doc‏ (36.0 كيلوبايت, المشاهدات 749)


شكرا
الله يخليك لينا


الملفات المرفقة
نوع الملف: doc الحواس أصل المعرفة.doc‏ (36.0 كيلوبايت, المشاهدات 749)


وهذه المقالة الثانية التي طلبتها ، حمل من هنا أو من المرفقات :
تعليمية الحواس أصل المعرفة.doc (36.0 كيلوبايت)


الملفات المرفقة
نوع الملف: doc الحواس أصل المعرفة.doc‏ (36.0 كيلوبايت, المشاهدات 749)


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم يحيى تعليمية
وهذه المقالة الثانية التي طلبتها ، حمل من هنا أو من المرفقات :
تعليمية الحواس أصل المعرفة.doc (36.0 كيلوبايت)

من فضلكيا استادة الله يرحم والديك ساعديني
دافع عن الاطروحة القائلة اصل المعرفة المنفعة (العقليون) بالطريقة
* الجدلية و الاستقصاء
و شكرا


الملفات المرفقة
نوع الملف: doc الحواس أصل المعرفة.doc‏ (36.0 كيلوبايت, المشاهدات 749)


جزاك الله خيرا
ياأم يحي


الملفات المرفقة
نوع الملف: doc الحواس أصل المعرفة.doc‏ (36.0 كيلوبايت, المشاهدات 749)


التصنيفات
السنة الثالثة ثانوي

المنهجية في تحليل المقال و النص و الفلسفي

اختيار موضوع الامتحان

– الانتباه إلى كلّ أجزاء الموضوع دون استثناء، و القيام بتحديد دلالاتها، كلّ جزء على حدة.
– الكشف عن العلاقات القائمة بين هذه الحدود ( حسب منطق الموضوع ).
– الاهتمام بصيغة الموضوع ( لكي نتعرّف على المطلوب ).
فترة القراءة الكلية للموضوع
– هي في الواقع لحظة تأمل في الموضوع، قصد اكتشاف الأطروحة التي يعرضها، أو الإشكالية التي يريد طرحها…الخ. ومن ثم لابد أن نعيد قراءة الموضوع قراءة واعية تمكن من فهمه في كل أبعاده.
– فهم السؤال المطروح وتحديد المطلوب من خلال الانتباه إلى صيغة المساءلة.
– استخلاص تصميم عام للمقال حسب تدرج متماسك.
– استحضار المادة المعرفية التي تقتضيها معالجة الموضوع استحضارا وظيفيا.

منهجية تحرير مقالة فلسفي

إن منهجية الكتابة في مادة الفلسفة هي مجموع الخطوات العامة التي تهيكل الموضوع، وتشكل العمود الفقري لوحدته وتماسكه.
*المقدمة
يتطلب بناء مقدمة لمقال فلسفي وتحريرها تمثلا لوظائفها نذكر منها بالخصوص:
– إبراز دواعي طرح المشكل الفلسفي الذي يتعلق به الموضوع مثل رصد تناقض، أو رصد مفارقة أو مساءلة رأي شائع، وهذا ما يمثل على وجه التحديد وظيفة "التمهيد". التّمهيد، الذّي يمكن أن يكون بالتّعرّض إلى مثال أو إلى وضعيّة معيّنة، بالإمكان أن نطرح بصددها السّؤال المقترح في الموضوع. تجنّبوا، بصفة كلّية، خاصّة تلك العبارات الجوفاء التّي لا تعني شيئا ك: " خلق اله الإنسان وميزه عن بقية المخلوقات…أو : هذه مشكلة من أهم المشاكل الفلسفية…إلخ".
– صياغة الإشكالية صياغة تساؤلية متدرجة تتمحور حول نواة الإحراج الأساسية التي يحيل إليها نص الموضوع وتكون هذه الصياغة متدرجة توحي بمسار التفكير في الموضوع المطروح دون أن تكشف مسبقا عن الحل الذي يتجه إليه التفكير .
تجنب ما يلي:
– تفادي مزالق من قبيل صياغة إشكالية لا تتلاءم مع المطلوب في صيغة الموضوع، أو تقديم مقال مبتور (بدون مقدمة حقيقية) أو السقوط في عرض سلسلة من الأسئلة لا رابط منطقي بينها.
– تجنّبوا، بصفة كلّية، خاصّة تلك العبارات الجوفاء التّي لا تعني شيئا ك: " خلق اله الإنسان وميزه عن بقية المخلوقات…أو : هذه مشكلة من أهم المشاكل الفلسفية…إلخ".
*التّحرير:
– على التّعبير أن يكون واضحا و بسيطا، بحيث يكوم بإمكان كلّ قارئ ( حتّى و لو لم يكن منشغلا بالفلسفة ) أن يفهمه دون جهد و دون عناء.
– ينبغي أن لا نصوغ أكثر من فكرة واحدة في فقرة.
الأمثلة و الإحالات المرجعيّة: استعمال سندات فلسفية
جدير بنا أن نستخدم، في مقالتنا، بعض الأمثلة، إما كمنطلق للتّحليل ( المثال، هنا،هو وسيلة تمكّن من استخراج مفاهيم و علاقات بين مفاهيم )، و إما في نهاية عرض برهاني و نظري على فكرة، حتّى نقوم بتجسيدها و ببلورتها ( إعطاءها مضمونا ). لكن لا يجب أن يغيب عن أعيننا هنا، أنّ المثال لا يمكن اعتباره دليلا أو حجّة. إن وظيفة المثال تكمن في تجسيد تفكير نظريّ مجرّد، أو في إثارته ( التّفكير )، و ليس في تعويضه.
جدير كذلك، أن نقوم بالإحالة إلى بعض المرجعيّات الفلسفيّة المعروفة، و ذلك بفضل جملة من الشّواهد التّي يشترط فيها أن تكون أمينة و موضوعة بين ضفرين.
ما يهمّ هنا، هو أن تكون هذه الشّواهد مدرجة و مندمجة في إطار المقالة ( دون أن تكون مسقطة و متعسّفة ) و متبوعة في نفس الوقت بتوضيحات تبرز دلالة هذه الشّواهد و تحدّد العلاقة التّي يمكن أن تقوم بينها و بين المشكل المطروح.
*الخاتمة
تتمثل وظيفة الخاتمة إذن في صياغة تأليفية للحلّ الذي أسسه مسار التفكير خلال جوهر المقال. وبذلك فقط تكون الخاتمة متجاوبة مع المقدمة من حيث المضمون ومن حيث الشكل.

يتعلق الأمر هنا باستخلاص تأليفي لمكاسب التفكير في المشكل الذي يحيل إليه الموضوع وصياغة جواب إيجابي دقيق عن هذا المشكل.و يجب أن نقوم فيها بعرض الاستنتاج المتوصل إليه، لأجل ضبط العناصر التّي مكّنتنا من الإجابة عن الإشكال المطروح.
ويمكن الاستفادة في بناء الخاتمة من الأسئلة الموجهة التالية:
– ما هو أهم ما يمكن الاحتفاظ به من مسار التفكير السابق ( خلال جوهر المقال ) ؟
– أي تغيير وأي إثراء أو تعميق حصل في تمثلنا للمشكل في ضوء مسار التفكير السابق ؟
تتمثل وظيفة الخاتمة إذن في صياغة تأليفية للحلّ الذي أسسه مسار التفكير خلال جوهر المقال. وبذلك فقط تكون الخاتمة متجاوبة مع المقدمة من حيث المضمون ومن حيث الشكل.

مقالة في معالجة مضمون النص

الكشف عن المشكل الذّي تمثّل أطروحة النص حلاّ له.
و يكون ذلك إمّا:
بشكل مباشر: " ما هو السّؤال الذّي تقدّم الأطروحة حلاّ له ؟ ".
بشكل غير مباشر: " ما هي الأفكار و المواقف المعارضة لأطروحة النّص ؟ إذا كانت الأطروحة خاطئة، فما هو الموقف البديل الذّي يمكننا إثباته ؟ ألا يمكن البرهنة على صحّة أطروحة مناقضة لأطروحة النّص ؟ ". بالاستناد إلى الإجابات التّي نقدّمها عن هذه الأسئلة، نحاول البحث عن السّؤال الذّي يمكن أن يقبل، كإجابات ممكنة عنه، في نفس الوقت، أطروحة النّص من جهة و الأطروحات المناقضة لها من جهة أخرى.
استخراج الإشكاليّة بطريقة غير مباشرة يقتضي تشكيل مفارقة تحتوي مواجهة بين أطروحات متضادّة.
الكشف عن أطروحة النّص:
تبيّن الحلّ الذّي يقترحه الكاتب لتجاوز مشكل معيّن
" ماذا يثبت الكاتب ؟ ماذا يطرح ؟ عن ماذا يدافع ؟ ما هي الفكرة التّي يريد التّوصّل إليها ؟ بماذا يريد إقناعنا ؟ ماذا يريد أن يفهمنا ؟ ما هي، في آخر الأمر، الفكرة الأشدّ أهمّية و حضورا في النّص ؟ "
تمثّل الحلّ أو الإمساك ب: أطروحة النّص و الوسائل التّي استعملها الكاتب في عمليّة الإثبات و البرهنة.
التّساؤل عن قيمة الأطروحة:
ينبغي إذن، بصفة إجماليّة، أن نقوم بالبرهنة ( و ليس فقط بالإقرار ) على أنّ أطروحة النّص أكثر قيمة من جملة الآراء المعارضة لها. أو بتوضيح كيف أنّ أطروحة النّص محدودة و نسبيّة ( إمكان نقدها ) و ثانيا إبراز دواعي استبدالها بأخرى. و يمكن أن نقوم بهذه العمليّة النّقديّة في رحلتين:
النّقد الدّاخلي للنّص: الكشف عن مواطن ضعفه و إثارة الانتباه إلى بعض المقاطع التّي تغيب فيها الدقّة اللاّزمة و الوقوف على وجود بعض الافتراضات اللاّ مبرهن عليها أو حتّى الخاطئة الخ.. و يكون ذلك أيضا بتبيان الإستتباعات السّلبيّة للحلّ الذّي يقدّمه النّص.
النّقد الخارجي للنّص: و يكون بمواجهة أطروحة النّص بأطروحة أخرى مناقضة يقع البرهنة عليها ( من المستحسن أن تكون مستمدّة من مرجعيّة فلسفيّة معروفة، معاصرة لكاتب النّص أو لاحقة له ).و لا يجب، في هذا المجال، إهمال النّص و لا الإشكال الذّي يطرحه.
الخاتمة:
تكون ذلك بحوصلة كلّ الأفكار الهامّة التّي انتهى إليها جوهر الموضوع تحليلا و تقييما و تقديم إجابة تبعا للنتائج المتوصل إليها .




ارجو من استاذتنا الكريمة فاطمة ان تقدم النقد الموضوعي اللازم فان كان هناك نقص نحاول ان ندركه




التصنيفات
مادة الفلسفة 3 ثانوي : باشراف الاساتذة أم يحيى

كل ما تحتاجه في كتابة المقال الفلسفي

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية




بارك الله فيكم وجزاكم كل خير




التصنيفات
تحضير بكالوريا 2015 - الشعب الادبية

توجيهات عامة في كتابة المقال الفلسفي

ليس المقال الفلسفي سردا نمطيا لمعلومات فلسفية جاهزة..بل هي توظيف منهجي منطقي و مبرر يساير السؤال.
*طرح المشكلة:استهلالية و لا يجب ان تكون مطولة الا بالمقدار الذي يطرح المشكلة.
-الانطلاق من جنس الموضوع ثم الاشارة الى دواعي المشكلة ثم طرح السؤال.
**محاولة حل المشكلة:و تلازم الطريق المتبعة فإذا كان جدلا نعرض رأيين مختلفين و ان كان استقصاء بالوضع نعرض اطروحة واحدة ندافع عليها و ننتقد خصومها.اما الاستقضاء بالطرف فيتعين فيه عرض الاطروحة ثم نقدها.
**يجب ان يكون التحليل متماشيا تصاعديا او تنازليا من غير اغراقه بالامثلة و الشواهد.-لاكتفاء بما هو ضروري-
***حل المشكلة :ضرورة الوصول الى استنتاج مبرر و مختزل يخدم المشكلة المطروحة و يناسبها شكلا ومضمونا.

منقول لتعم الفائدة




شكرا ………………….:eh _s(7):




اشكرك انه موضوع شيق وقييييييييييييييييييييييي ييييييييييييم الله يحفظك ويجازيك خيرا.




جزاك الله كل خيرا و انار طريقك




توجيهات هادفة

شكرا لك على النقل المفيد




موضوع قيم ومفيد

جزاك الله خيرا

كراسياس

الغزالة




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغزالة تعليمية
موضوع قيم ومفيد

جزاك الله خيرا

كراسياس

الغزالة

تعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

إيضاح المقال في أسباب الزلزال والرد على الملاحدة الضلال للشيخ مقبل الوادعي

تعليمية تعليمية

بسم الله الرحمن الرحيم
تعليمية تعليمية

تعليمية تعليمية

يضاح المقال في أسباب الزلزال والرد على الملاحدة الضلال

المقدمة
الحمد لله المعز لأوليائه، والمنتقم من أعدائه، وصلى الله وسلّم على نبينا محمد وآله وصحبه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فقد جرت سنة الله في خلقه أن جعل بعض خلقه لبعض فتنة فجعل منهم المؤمن والكافر، والغني والفقير، والعاقل والسفيه، فكان ذلك من أعظم الأسباب لاختلافهم، كما قال ربنا عز وجل في كتابه الكريم: {ولا يزالون مختلفين إلاّ من رحم ربّك ولذلك خلقهم} 1.
وقد اختلفوا في الأفهام وفي العلم، وكان مما اختلف فيه أهل العلم وذوي الجهل والزيغ مسألة الزلزال، فأهل العلم قالوا عند أن حدث الزلزال بذمار: ماقررناه في الكتاب، وذوو الجهل والزيغ قالوا: إنه أمر طبيعي. من أجل ذلك ألقيت بعض الخطب ثم رأيت أن أخرجها في رسالة ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيّ عن بينة.
إنّ القائلين بأنه أمر طبيعي يبطلون انتقام الله لأوليائه، قال سبحانه وتعالى في قوم صالح في سورة الأعراف: {فعقروا النّاقة وعتوا عن أمر ربّهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين * فأخذتْهم الرّجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين * فتولّى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبّون النّاصحين} 2.
وقال في قوم شعيب في سورة الأعراف: {وقال الملأ الّذين كفروا من قومه لئن اتّبعتم شعيبًا إنّكم إذاً لخاسرون * فأخذتْهم الرّجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين * الّذين كذبوا شعيبًا كأن لم يغنوا فيها الّذين كذبوا شعيبًا كانوا هم الخاسرين * فتولّى عنهم وقال ياقوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين} 3.
وقال في سورة العنكبوت في قوم شعيب: {فكذبوه فأخذتْهم الرّجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين4}.
وقال تعالى في قوم موسى في سورة الأعراف: {واختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقاتنا فلمّا أخذتْهم الرّجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإيّاي أتهلكنا بما فعل السّفهاء منّا إن هي إلا فتنتك تضلّ بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت وليّنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين5}.
وقال سبحانه وتعالى في يوم القيامة: {يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبًا مهيلاً6}.
وقال سبحانه تعالى: {يوم ترجف الرّاجفة7}.
وقال سبحانه وتعالى: {إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها*? وقال الإنسان ما لها * يومئذ تحدّث أخبارها * بأنّ ربّك أوحى لها * يومئذ يصدر النّاس أشتاتًا ليروا أعمالهم * فمن يعمل مثقال ذرّة خيرًا يره * ومن يعمل مثقال ذرّة شرًّا يره}.
وقال سبحانه وتعالى في أول سورة الحج: {ياأيّها النّاس اتّقوا ربّكم إنّ زلزلة السّاعة شيء عظيم * يوم ترونها تذهل كلّ مرضعة عمّا أرضعت وتضع كلّ ذات حمل حملها وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى ولكنّ عذاب الله شديد}.
أبعد هذه الأدلة يجوز للمسلم أن يصغي إلى قول أولئك الملاحدة الذين يعترضون على قدرة الله وحكمته وعدله، آمنا بالله وكفرنا بقول الملاحدة وأذنابهم، وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وسلّم تسليمًا كثيرًا. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد: فيقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضّرّاء لعلّهم يتضرّعون * فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرّعوا ولكن قست قلوبهم وزيّن لهم الشّيطان ما كانوا يعملون * فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيء حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون * فقطع دابر القوم الّذين ظلموا والحمد لله ربّ العالمين93}.
إننا نخشى معشر المسلمين أن يكون ما فتحه الله سبحانه وتعالى على كثير من البلاد استدراجًا من الله سبحانه وتعالى، هل نشكر نعمته أم نكفرها؟إن المسلمين الآن أصبحوا يهرولون بعد أعداء الإسلام، ويظنون أن أعداء الإسلام تقدّموا بسبب الكفر والإلحاد، وبسبب المعاصي، والواقع أن أعداء الإسلام تقدّموا بسبب جدّهم واجتهادهم.
والمسلمون وخصوصا في الشعب اليمني، الثلثان من الوقت يضيّعونهما، لأن الطيّب منهم يشتغل إلى الظهر، ومن بعد الظهر على الشجرة الأثيمة (القات) إلى الساعة الرابعة من بعد العشاء وقد وجدت بعينيّ من يصلي المغرب والعشاء الساعة الرابعة بعد ما انتهى من مجلس القات ألستم مسئولين عن هذه الأوقات؟!
إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتّى يسْأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن جسده فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم وضعه، وعن علمه ماذا عمل فيه)).
ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((احْرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزْ)).
فينبغي أن تحرص على ما ينفعك في أمر دينك ودنياك، وألاّ تكون كسولاً، وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالله من العجز والكسل.
شباب في خيرة أعمارهم يضيّعون أوقاتهم في هذه الشجرة الأثيمة. علينا أن نتقي الله، وأن نحرص على تعلّم العلم النافع، ونحرص على صلة الرحم، ونحرص على الإحسان إلى الجار، وقبل هذا كله على تعلم العقيدة الصحيحة.
إذا أردتم أن يرفعكم الله فلا تكونوا إمّعة، فإن الذي يكون إمّعة لا يزال منهزمًا.
انظروا إلى الذين صفّقوا (لصدام) أصبحوا منهزمين نفسيًا.
إن تلك الشجرة الأثيمة أخذت عقول كثير من اليمنيين، وأنتم تعرفون، فبعضهم يذْهب به إلى (تعز) قد اختلّ عقله، وبعضهم يصبح مجنونًا، ينتظر متى يقتل شخصًا أو يقتل نفسه.
شجرة خاطئة ابتلى الله اليمنيين بها، وابتلى الله الحبشة بها.
فعلينا أن نصرف أوقاتنا فيما ينفعنا في طلب العلم حتى نعبد الله على بصيرة، وحتى نقول: نعم ولا، على بصيرة، فإذا قلت: نعم، تكون على بصيرة، وإذا قلت: لا، تكون على بصيرة. لا تكن إمّعة إن أحسن الناس أحسنّا وإن أساءوا أسأنا.
فالشأن كل الشأن هو الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، حتى إذا حدثت حادثة أو آية من الآيات يصير الشخص إن نجا نجا، وإن لم ينج فإنه يبعث على نيّته، وقد كنت نقلت شيئًا من هذا في "المخرج من الفتنة" فيما ابتلى الله سبحانه وتعالى به أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم من بعد نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى عصر ابن الجوزي، وهذا شيء قليل ذكره ابن الجوزي في "المدهش" ولم يستوعب، وبقي من زمن ابن الجوزي إلى زمننا هذا لو أن شخصًا تتبّعه لكان أكثر وأكثر، ومما ينبغي أن يعلم أن الزّلزال لم يحدث على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا على عهد أبي بكر، وحدث على عهد عمر. قلنا: وقد سرد الحافظ ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه "المدهش" بعض الحوادث التي مرّت على أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم من جوع وزلزال فرأيت إثباته لما فيه من العبرة قال رحمه الله:

فصل في الجدوب وعموم الموتأجدبت الأرض في سنة ثماني عشرة، فكانت الريح تسفي ترابًا كالرّماد، فسمّي عام الرمادة، وجعلت الوحوش تأوي إلى الإنس، فآلى عمر ألاّ يذوق سمنًا ولا لحمًا حتى يحيا الناس، واستسقى بالعباس فسقوا. وفيها كان طاعون عمواس، مات فيه أبوعبيدة، ومعاذ، وأنس.
وفي سنة أربع وستين وقع طاعون بالبصرة، وماتت أم أميرهم فما وجدوا من يحملها.
وفي سنة ست وتسعين كان طاعون الجارف، هلك في ثلاثة أيام سبعون ألفًا، ومات فيه لأنس ثمانون ولدًا، وكان يموت أهل الدار فيطيّن الباب عليهم-أي يصير البيت قبرًا لهم لأنه لا يوجد من يخرجهم إلى المقبرة ويحفر لهم قبرًا-.
وفي سنة إحدى وثلاثين ومائة مات أول يوم في الطاعون سبعون ألفًا، وفي اليوم الثاني نيّف وسبعون ألفًا، وفي اليوم الثالث خمد الناس.
وفي السنة التاسعة عشرة وثلاثمائة كثر الموت، وكان يدفن في القبر الواحد جماعة.
وفي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة ذبح الأطفال، وأكلت الجيف، وبيع العقار برغفان، واشْتري لمعز الدولة كرّ دقيق بعشرين ألف درهم.
وفي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة عمّت الأمراض البلاد فكان يموت أهل الدار كلهم.
وفي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة أصاب أهل البصرة حرّ فكانوا يتساقطون موتى في الطرقات.
وفي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة عم القحط فأكلت الميتة وبلغ المكوك -كتنور: مكيال- من برز البقلة سبعة دنانير والسفرجلة والرمانة دينارًا والخيارة واللينوفرة دينارًا، وورد الخبر من (مصر) بأن ثلاثةً من اللصوص نقبوا دارًا فوجدوا عند الصباح موتى أحدهم على باب النقب والثاني على رأس الدرجة والثالث على الثياب المكورة. وفي السنة التي تليها وقع وباء فكانت تحفر زبية -بالضم: الرابية، وحفيرة الأسد- لعشرين وثلاثين فيلقون فيها، وتاب الناس كلهم وأراقوا الخمور ولزموا المساجد.
وفي سنة ست وخمسين وأربعمائة وقع الوباء وبلغ الرطل من التمر الهندي أربعة دنانير.
وفي سنة اثنتين وستين وأربعمائة اشتدّ الجوع والوباء بـ(مصر) حتى أكل الناس بعضهم بعضًا، وبيع اللوز والسكر بوزن الدراهم، والبيضة بعشرة قراريط، وخرج وزير صاحب (مصر) إليه فنزل عن بغلته فأخذها ثلاثة فأكلوها فصلبوا، فأصبح الناس لا يرون إلا عظامهم تحت خشبهم وقد أكلوا.
وفي سنة أربع وستين وأربعمائة وقع الموت في الدواب، حتى إن راعيًا قام إلى الغنم وقت الصباح ليسوقها فوجدها كلها موتى.
فصل في الزلازل والآياتزلزلت الأرض على عهد عمر في سنة عشرين.
ودامت الزلازل في سنة أربع وتسعين، أربعين يومًا، ووقعت الأبنية الشاهقة، وتهدّمت (أنطاكية).
وفي سنة أربع وعشرين ومائتين زلزلت (فرغانة) فمات فيها خمسة عشر ألفًا.
وفي السنة التي تليها رجفت (الأهواز) وتصدّعت الجبال، وهرب أهل البلد إلى البحر والسفن، ودامت ستة عشر يومًا.
وفي السنة التي تليها مطر أهل (تيما) مطرًا وبردًا كالبيض، فقتل بها ثلاثمائة وسبعين إنسانًا، وسمع في ذلك صوت يقول: ارحم عبادك اعف عن عبادك، ونظروا إلى أثر قدم طولها ذراع، بلا أصابع، وعرضها شبر، ومن الخطوة إلى الخطوة خمسة أذرع أو ست، فاتبعوا الصوت فجعلوا يسمعون صوتًا ولا يرون شخصًا.
وفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين رجفت (دمشق) رجفةً حتى انقضّت منها البيوت وسقطت على من فيها، فمات خلق كثير وانكفأت قرية في (الغوطة) على أهلها فلم ينج منهم إلا رجل واحد، وزلزلت (أنطاكية) فمات منها عشرون ألفًا.
وفي السنة التي تليها هبّت ريح شديدة لم يعهد مثلها فاتّصلت نيفًا وخمسين يومًا، وشملت (بغداد) و(البصرة) و(الكوفة) و(واسط) و(عبّادان) و(الأهواز)، ثم ذهبت إلى (همذان) فأحرقت الزرع، ثم ذهبت إلى (الموصل) فمنعت الناس من السعي فتعطلت الأسواق، وزلزلت (هراة) فوقعت الدور.
وفي سنة ثمان وثلاثين وجّه طاهر بن عبد الله إلى المتوكل حجرًا سقط بناحية (طبرستان) وزنه ثمانمائة وأربعون درهمًا أبيض فيه صدع، وذكروا أنه سمع لسقوطه هدة أربعة فراسخ في مثلها وأنه ساخ في الأرض خمسة أذرع.
وفي سنة أربعين ومائتين خرجت ريح من بلاد الترك فمرت بـ(مرو) فقتلت خلقًا كثيًرا بالزكام، ثم صارت إلى (نيسابور) وإلى (الرّي) ثم إلى (همذان) و(حلوان) ثم إلى (العراق)، فأصاب أهل (بغداد) و(سرمن رأى) حمّى وسعال وزكام، وجاءت كتب من المغرب أن ثلاث عشرة قرية من قرى (القيروان) خسف بها فلم ينج من أهلها إلا اثنان وأربعون رجلاً سود الوجوه، فأتوا القيروان فأخرجهم أهلها، وقالوا: أنتم مسخوط عليكم. فبنى لهم العامل حظيرةً خارج المدينة فنزلوها.
وفي سنة احدى وأربعين ماجت النجوم في السماء وجعلت تتطاير شرقًا وغربًا كالجراد من قبل غروب الشمس إلى الفجر، ولم يكن مثل هذا إلا عند ظهور رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وفي السنة التي تليها رجمت قرية يقال لها: (السويدا) ناحية (مصر) بخمسة أحجار، فوقع حجر منها على خيمة أعرابي فاحترقت، ووزن منها حجر فكان فيه عشرة أرطال، وزلزلت (الرّي) و(جرجان) و(طبرستان) و(نيسابور) و(أصفهان) و(قم) و(قاشان) كلها في وقت واحد، وزلزلت (الدامغان) فهلك من أهلها خمسة وعشرون ألفًا، وتقطّعت جبال، ودنا بعضها من بعض، وسمع للسماء والأرض أصوات عالية فهلك من أهلها.
وسار جبل باليمن عليه مزارع حتى أتى مزارع قوم آخرين، ووقع طائر أبيض دون الرّخمة وفوق الغراب على دلبة -شجرة – بـ(حلب) لسبع مضين من رمضان، فصاح: يا معشر الناس اتقوا الله الله الله حتى صاح أربعين صوتًا ثم طار، وجاء من الغد فصاح أربعين صوتًا ثم طار، فكتب صاحب البريد بذلك، وأشهد خمسمائة إنسان سمعوه، ومات رجل في بعض (كور الأهواز) فسقط طائر أبيض على جنازته فصاح بالفارسية والخورية: إن الله قد غفر لهذا الميّت ولمن شهده.
وفي سنة خمس وأربعين ومائتين زلزلت (أنطاكية) فسقط منها ألف وخمسمائة دار، ووقع من سورها نيّف وتسعون برجًا، وسمع أهلها أصواتًا هائلة من كوى المنازل، وسمع أهل (تنّيس) صيحةً هائلةً دامت فمات منها خلق كثير، وذهبت (جبلة) بأهلها.
وفي سنة خمس وثلاثين ومائتين مطرت قرية حجارة بيضاء وسوداء.
وفي سنة ثمان وثمانين زلزلت (دنبل) في الليل فأصبحوا ولم يبق من المدينة إلا اليسير، فأخرج من تحت الهدم خمسون ومائة ألف ميّت.
وفي سنة تسع عشرة وثلاثمائة عدل حجاج عن الجادة خوفًا من العرب، فرأوا في البرية صور الناس من الحجارة، ورأوا امرأةً قائمة على تنور وهي من حجارة، والخبز الذي في التنور من حجارة.
وفي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة هبّت ريح بـ(فم الصلح) شبهت بالتّنين، خرقت (دجلة)، حتى ذكر أنّها بانت أرضها وأهلكت خلقًا كثيرًا واحتملت زورقًا منحدرًا وفيه دواب فطرحته في أرض (جوخى) – قرية من عمل بغداد-.
وفى سنة عشرين وأربعمائة جاء برد هائل، ووقعت بردة حزرت بمائة وخمسين رطلاً فكانت كالثور النائم.
وفي سنة أربع وثلاثين زلزلت (تبريز) فهدم سورها وقلعتها، وهلك تحت الهدم خمسون ألفًا.
وفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة كانت بـ(أذربيجان) زلازل انقطعت منها الحيطان، فحكى من يعتمد على قوله أنه كان قاعدًا في إيوان فانفرج حتى رأى السماء من وسطه ثم عاد.
وفي سنة ستين وأربعمائة كانت زلزلة بـ(فلسطين) هلك فيها خمسة عشر ألفًا، وانشقت صخرة بيت المقدس، ثم عادت فالتأمت، وغاب البحر مسيرة يوم فساخ في الأرض فدخل الناس يلتقطون فرجع عليهم فأهلك خلقًا كثيرًا منهم.
وفي سنة اثنتين وستين خسف بـ(أيلة) -بلد بين (ينبع) و(مصر)-. وفي سنة ست وخمسمائة سمع ببغداد صوت هدة عظيمة في أقطار بغداد في الجانبين، قال شيخنا أبوبكر بن عبدالباقي: أنا سمعتها، فظننت حائطًا قد وقع، ولم يعلم ما ذاك، ولم يكن في السماء غيم فيقال: رعد!
وفي سنة سبع وقعت زلزلة بناحية الشام، ووقع من سور (الرهاء) -بلد بنواحي الشام- ثلاثة عشر برجًا، وخسف بـ(سميساط) -بلد على الفرات- وقلب بنصف القلعة.
وفي سنة إحدى عشرة زلزلت الأرض ببغداد يوم عرفة فكانت الحيطان تمر وتجئ.
وفي سنة خمس عشرة وقع الثلج ببغداد فامتلأت منه الشوارع والدروب ولم يسمع قبله بمثله.
وفي سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة كانت زلزلة بـ(جنزة) -بلدة عظيمة بإيران- أتت على مائتي ألف وثلاثين ألفًا فأهلكتهم، وكانت في مقدار عشرة فراسخ في مثلها.
وفي السنة التي تليها خسف بـ(جنزة) وصار مكان البلد ماءً أسود، وقدم التجار من أهلها فلزموا المقابر يبكون على أهليهم. وزلزلت (حلوان) فتقطّع الجبل وهلك خلق كثير.
وفي سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة كانت زلازل بالشام في ثلاث عشر بلد من بلاد الإسلام، فمنها ما هلك كله ومنها ما هلك بعضه.اهـ ما ذكره رحمه الله.
وقد ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في كتاب "البداية" جلّ هذا مفرقًا على حوادث السنين وزاد عليه ما حدث بعد الحافظ ابن الجوزي رحمه الله.
وفي هذا عبرة وذكرى فعسى الله أن يوفق المسلمين إلى الرجوع إلى الله، والتوبة الصادقة، ونبذ التقاليد الأجنبية المخالفة للكتاب والسنة. آمين.
فائدة:
كثرة الزلازل بضوران بذمار زمن الملك الظالم إسماعيل بن القاسمقال عبدالله بن علي الوزير في كتابه "طبق الحلوى" ص (311):
وقبل ذلك اتفق بضوران خاصةً قريب من ثلاثين رجفة، قال بعض أقارب الإمام، وكان قد تضاعف على أهل اليمن الأسفل مطالب غير الزكاة والفطرة، والكفارة مثل مطلب الصلاة على المصلي وغيره، ومطلب التنباق، ومطلب الرباح، ومطلب الرصاص والبارود، ومطلب سفرة الوالي، ومطلب العيد، فقال: وللإمام مندوحات94 بما كان يأخذه، وقد كان حازمًا عالماً متيقّظًا فيحمل على السلامة، ولعل ذلك بسبب التظالم والمعاصي وقد ذكر السيوطي في كتاب "الصلصلة في الزلزلة" مايقضي بذلك، وقد وقع في القرآن العظيم ذكر الرجفة في قوم شعيب، وبعض أصحاب موسى وغيرهم لأسباب مختلفة يشملها سلوك ما لايرضاه الله حسبما تقضي به التفاسير.
قال أبوعبدالرحمن: وهذا يدل على شؤم ذلك الملك الظالم كما قال ربنا عزوجل: {وكذلك أخْذ ربّك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إنّ أخذه أليم شديد95}.

الخاتمةتحصل مما تقدم أن الزّلزال قد يكون ابتلاءً من الله، وقد يكون بسبب الذنوب، ويكون مع هذا كله مقدرًا من الله، وقد تقدمت الأدلة على ذلك، والقائلون: إنّها براكين، إن أرادوا أنّها بقدر الله وبسبب الذنوب أو الابتلاء فلا تنافي بين هذا وما تقدم، وإن أرادوا أنّها حوادث طبيعية فهذا هو الذي يخالف الكتاب والسنة ويخالف أيضًا السنن الكونيّة في انتقامه سبحانه من أعدائه، وقد تقدم تفنيد ذلك وأنه إلحاد في آيات الله، وفي "الصحيحين" عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((إذا رأيتم الّذين يتّبعون ما تشابه منه، فأولئك الّذين سمّى الله فاحذروهم)).
آمنا بالله وبكتابه وقدره، وكفرنا بما يقول الملحدون، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

الشيخ مقبل الوادعي
تعليمية تعليمية





بارك الله فيك على الموضوع الرائع




تعليمية




التصنيفات
الفقه واصوله

[مقال] فصل المقال في تكبيرات الانتقال

[مقال] فصل المقال في تكبيرات الانتقال

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما
أما بعد :
فإن من المسلم به عند علماء السلف عدم ثبوت حكم شرعي إلا بدليل شرعي، ولأجل استخراج حكم شرعي في مسألة ما من مسائل الدين لا بد من جمع الأدلة الواردة فيها مع أقوال أهل العلم والنظر ؛ ومن المعلوم أيضا أن الأصل في العبادات العدم إلا بدليل ؛ وباتفاق السلف أن نصوص الشريعة يجب أن تضبط بفهم السلف؛ وإن أي تقصير أو قصور في واحد منها سينعكس و لابد على استنباط الحكم الشرعي .
هذا وقد كنت في ما مضى أقول إن تكبيرات الانتقال تكون قبل الشروع في الانتقال إلى الركن التالي ؛ والذي قادني إلى هذا القول ما أخرجه أبو داود في سننه ج1/ص194 وصححه الشيخ الألباني : " عن محمد بن عمرو بن عَطَاءٍ قال سمعت أَبَا حُمَيْدٍ السَّاعِدِيَّ في عَشْرَةٍ من أَصْحَابِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم منهم أبو قَتَادَةَ قال أبو حُمَيْدٍ أنا أَعْلَمُكُمْ بِصَلَاةِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالوا فَلِمَ فَوَاللَّهِ ما كُنْتَ بِأَكْثَرِنَا له تَبَعًا ولا أَقْدَمِنَا له صُحْبَةً قال بَلَى قالوا فَاعْرِضْ قال كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصَّلَاةِ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حتى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ يُكَبِّرُ حتى يَقِرَّ كُلُّ عَظْمٍ في مَوْضِعِهِ مُعْتَدِلًا ثُمَّ يَقْرَأُ ثُمَّ يُكَبِّرُ فَيَرْفَعُ يَدَيْهِ حتى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ يَرْكَعُ وَيَضَعُ رَاحَتَيْهِ على رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ يَعْتَدِلُ فلا يَصُبُّ رَأْسَهُ ولا يُقْنِعُ ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ فيقول سمع الله لِمَنْ حَمِدَهُ ثُمَّ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حتى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ مُعْتَدِلًا ثُمَّ يقول الله أَكْبَرُ ثُمَّ يَهْوِي إلى الأرض فَيُجَافِي يَدَيْهِ عن جَنْبَيْهِ ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَثْنِي رِجْلَهُ الْيُسْرَى فَيَقْعُدُ عليها وَيَفْتَحُ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ إذا سَجَدَ وَيَسْجُدُ ثُمَّ يقول الله أَكْبَرُ وَيَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَثْنِي رِجْلَهُ الْيُسْرَى فَيَقْعُدُ عليها حتى يَرْجِعَ كُلُّ عَظْمٍ إلى مَوْضِعِهِ ثُمَّ يَصْنَعُ في الْأُخْرَى مِثْلَ ذلك ثُمَّ إذا قام من الرَّكْعَتَيْنِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حتى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ كما كَبَّرَ عِنْدَ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ ثُمَّ يَصْنَعُ ذلك في بَقِيَّةِ صَلَاتِهِ حتى إذا كانت السَّجْدَةُ التي فيها التَّسْلِيمُ أَخَّرَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَقَعَدَ مُتَوَرِّكًا على شِقِّهِ الْأَيْسَرِ قالوا صَدَقْتَ هَكَذَا كان يُصَلِّي صلى الله عليه وسلم ".

والناظر لألفاظ هذا الحديث يرى أن أبا حميد الساعدي قد نقل انتقال النبي صلى الله عليه وسلم بين الأركان بحرف العطف " ثم " وهو حرف عطف صريح في تراخي الفعل الثاني عن الأول ؛ غير أن القصور في البحث والنظر في الأدلة الأخرى جعلنا نقول : إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر قبل أن يركع ثم يركع؛ ويكبر ثم يهوي إلى السجود؛ ولكن عند النظر في الأدلة الأخرى يتبيّن لنا خلاف ذلك ؛ لذا سأذكر بعض تلك الأدلة الدالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر مع الشروع إلى الركن التالي ؛ وهو ما يسمى أيضا " ذكر الانتقال بين الأركان ".

وهاك أخي القارئ الكريم بعض تلك الأدلة

أخرج البخاري ج1/ص272 بَاب إِتْمَامِ التَّكْبِيرِ في السُّجُودِ
: " عن مُطَرِّفِ بن عبد اللَّهِ قال صَلَّيْتُ خَلْفَ عَلِيِّ بن أبي طَالِبٍ رضي الله عنه أنا وَعِمْرَانُ بن حُصَيْنٍ فَكَانَ إذا سَجَدَ كَبَّرَ وإذا رَفَعَ رَأْسَهُ كَبَّرَ وإذا نَهَضَ من الرَّكْعَتَيْنِ كَبَّرَ فلما قَضَى الصَّلَاةَ أَخَذَ بِيَدِي عِمْرَانُ بن حُصَيْنٍ فقال قد ذَكَّرَنِي هذا صَلَاةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أو قال لقد صلى بِنَا صَلَاةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ".

وأخرج البخاري1/ 283 في بَاب يُكَبِّرُ وَهُوَ يَنْهَضُ مِنْ السَّجْدَتَيْنِ وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يُكَبِّرُ فِي نَهْضَتِهِ
:" عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ صَلَّى لَنَا أَبُو سَعِيدٍ فَجَهَرَ بِالتَّكْبِيرِ حِينَ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ السُّجُودِ وَحِينَ سَجَدَ وَحِينَ رَفَعَ وَحِينَ قَامَ مِنْ الرَّكْعَتَيْنِ وَقَالَ هَكَذَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
قلت ( أبو الحسين ) : قوله " وهو ينهض " يعني حال نهوضه لأن جملة " وهو ينهض " في محل نصب حال أي ناهضا يبيّن ذلك تصريح البخاري عن ابن الزبير " يكبر في نهضته " .
وأخرج البخاري ج1/ص272 بَاب التَّكْبِيرِ إذا قام من السُّجُودِ ".
"عن عِكْرِمَةَ قال صَلَّيْتُ خَلْفَ شَيْخٍ بِمَكَّةَ فَكَبَّرَ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً فقلت لابن عَبَّاسٍ إنه أَحْمَقُ فقال ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ سُنَّةُ أبي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم وقال مُوسَى حدثنا أَبَانُ حدثنا قَتَادَةُ حدثنا عِكْرِمَةُ ".

وأخرج البخاري ج1/ص274 بَاب ما يقول الْإِمَامُ وَمَنْ خَلْفَهُ إذا رَفَعَ رَأْسَهُ من الرُّكُوعِ
" عن أبي هُرَيْرَةَ قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال سمع الله لِمَنْ حَمِدَهُ قال اللهم رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رَكَعَ وإذا رَفَعَ رَأْسَهُ يُكَبِّرُ وإذا قام من السَّجْدَتَيْنِ قال الله أَكْبَرُ " وأخرجه مسلم ج1/ص293

وفي صحيح البخاري :" عن بن شِهَابٍ قال أخبرني أبو بَكْرِ بن عبد الرحمن بن الْحَارِثِ أَنَّهُ سمع أَبَا هُرَيْرَةَ يقول كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصَّلَاةِ يُكَبِّرُ حين يَقُومُ ثُمَّ يُكَبِّرُ حين يَرْكَعُ ثُمَّ يقول سمع الله لِمَنْ حَمِدَهُ حين يَرْفَعُ صُلْبَهُ من الرَّكْعَةِ ثُمَّ يقول وهو قَائِمٌ رَبَّنَا لك الْحَمْدُ قال عبداللَّهِ وَلَكَ الْحَمْدُ ثُمَّ يُكَبِّرُ حين يَهْوِي ثُمَّ يُكَبِّرُ حين يَرْفَعُ رَأْسَهُ ثُمَّ يُكَبِّرُ حين يَسْجُدُ ثُمَّ يُكَبِّرُ حين يَرْفَعُ رَأْسَهُ ثُمَّ يَفْعَلُ ذلك في الصَّلَاةِ كُلِّهَا حتى يَقْضِيَهَا وَيُكَبِّرُ حين يَقُومُ من الثِّنْتَيْنِ بَعْدَ الْجُلُوسِ ".

قال ابن حجر في فتح الباري ج2/ص220 "قوله ويفعل ذلك إذا رفع رأسه من الركوع أي إذا أراد أن يرفع".
وقال أيضا في فتح الباري ج2/ص304 " وفيه التنصيص على أنه يكبر في حالة النهوض ".

وأخر ج البخاري ج1/ص276 في بَاب يَهْوِي بِالتَّكْبِيرِ حين يَسْجُدُ وقال نَافِعٌ كان ابن عُمَرَ يَضَعُ يَدَيْهِ قبل رُكْبَتَيْهِ .
:" أن أبا هريرة كان يكبر في كل صلاة من المكتوبة وغيرها في رمضان وغيره فيكبر حين يقوم ثم يكبر حين يركع ثم يقول سمع الله لمن حمده ثم يقول ربنا ولك الحمد قبل أن يسجد ثم يقول الله أكبر حين يهوي ساجدا ثم يكبر حين يرفع رأسه من السجود ثم يكبر حين يسجد ثم يكبر حين يرفع رأس من السجود ثم يكبر حين يقوم من الجلوس في الاثنتين ويفعل ذلك في كل ركعة حين يفرغ من الصلاة ثم يقول حين ينصرف والذي نفسي بيده إني لأقربكم شبها لصلاة الرسول صلى الله عليه و سلم إن كانت هذه لصلاته حتى فارق الدنيا ". وهو في سنن أبي داود وصححه الألباني بلفظ " ثم يقول الله أكبر حين يهوي ساجدا …" الحديث.
ويؤكد ذلك الشيخ العباد في شرح سنن أبي داود فيقول :" وقوله: [ثم يقول: الله أكبر حين يهوي ساجداً] أي: يكبر حين يهوي، فلا يكبر وهو قائم ثم يسجد ".

قلت ( أبو الحسين ) : وهنا الشيخ العباد فصل القول فقال " فلا يكبر وهو قائم ثم يسجد. والشيخ العباد هو ممن شرح سنن أبي داود ولا شك أنه وقف على رواية أبي داود وفيها " يقول الله أَكْبَرُ ثُمَّ يَهْوِي إلى الأرض ". وسيأتي بيانها
وهذا يعني أن الصلاة كلها ذكر فلا يخلو حال منها من الذكر ؛ والله أعلم.

وفي شرح النووي على صحيح مسلم ج4/ص99 :" وقوله "يكبر حين يهوي ساجدا ثم يكبر حين يرفع ويكبر حين يقوم من المثنى" هذا دليل على مقارنة التكبير لهذه الحركات وبسطه عليها فيبدأ بالتكبير حين يشرع في الانتقال إلى الركوع ويمده حتى يصل حد الراكعين ثم يشرع في تسبيح الركوع ويبدأ بالتكبير حين يشرع في الهوي إلى السجود ويمده حتى يضع جبهته على الارض ثم يشرع في تسبيح السجود ويبدأ في قوله سمع الله لمن حمده حين يشرع في الرفع من الركوع ويمده حتى ينتصب قائما ثم يشرع في ذكر الاعتدال وهو ربنا لك الحمد إلى آخره ويشرع في التكبير للقيام من التشهد الاول حين يشرع في الانتقال ويمده حتى ينتصب قائما هذا مذهبنا ومذهب العلماء كافة إلا ما روي عن عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه وبه قال مالك انه لا يكبر للقيام من الركعتين حتى يستوي قائما ودليل الجمهور ظاهر الحديث وفي هذا الحديث دلاله لمذهب الشافعي رضي الله عنه وطائفة أنه يستحب لكل مصل من أمام ومأموم ومنفرد أن يجمع بين سمع الله لمن حمده وربنا لك الحمد فيقول سمع الله لمن حمده ".

قلت ( أبو الحسين ) : قول النووي " ويمده حتى يصل حد الراكعين " وقوله " ويمده حتى يصل الأرض ". هذا فيه تمطيط والتمطيط مكروه ؛ ونحن لا نقول بذلك وقد يؤدي إلى أن يمد ألف الله بحيث يجعله استفهاماً أو باء أكبر بحيث يصير جمع كبر وهو الطبل وهذا لا يجوز .
وقد أنكر الشيخ ابن باز رحمه ذلك فقال في فتاوى نور على الدرب _ شريط 629 الدقيقة 2.17 : "التمطيط غير مشروع"
وابن حجر وافق النووي في ابتداء التكبير مع الشروع في الانتقال إلا إنه لم يوافقه على المد فقال في فتح الباري ج2/ص273 : " قوله ثم يكبر حين يركع قال النووي فيه دليل على مقارنه التكبير للحركة وبسطه عليها فيبدأ بالتكبير حين يشرع في الانتقال إلى الركوع ويمده حتى يصل إلى حد الراكع انتهى؛ ودلالة هذا اللفظ على البسط الذي ذكره غير ظاهرة ".وقال ابن حجر :" فِيهِ أَنَّ التَّسْمِيعَ ذِكْرُ النُّهُوضِ ، وَأَنَّ التَّحْمِيدَ ذِكْرُ الِاعْتِدَالِ ".

وفي سنن أبي داود وصححه الألباني وهو نفس لفظ الصحيحين :" عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يُكَبِّرُ فِى كُلِّ صَلاَةٍ مِنَ الْمَكْتُوبَةِ وَغَيْرِهَا يُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْكَعُ ثُمَّ يَقُولُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ثُمَّ يَقُولُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ قَبْلَ أَنْ يَسْجُدَ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ حِينَ يَهْوِى سَاجِدًا ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَسْجُدُ ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ مِنَ الْجُلُوسِ فِى اثْنَتَيْنِ فَيَفْعَلُ ذَلِكَ فِى كُلِّ رَكْعَةٍ حَتَّى يَفْرُغَ مِنَ الصَّلاَةِ ثُمَّ يَقُولُ حِينَ يَنْصَرِفُ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إِنِّى لأَقْرَبُكُمْ شَبَهًا بِصَلاَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِنْ كَانَتْ هَذِهِ لَصَلاَتُهُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا".

وفي سنن النسائي الكبرى1/349 :" عن أبي سلمة بن عبد الرحمن : أن أبا هريرة حين استخلفه مروان على المدينة كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر ثم يكبر حين يركع فإذا رفع رأسه من الركعة قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم يكبر حين يهوي ساجدا ثم يكبر حين يقوم من الثنتين بعد التشهد ثم يفعل مثل ذلك حتى يقضي صلاته فإذا قضى صلاته وسلم أقبل على أهل المسجد فقال والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم ".

قال ابن حجر في فتح الباري ج2/ص291 :" قوله ثم يقول الله أكبر حين يهوى ساجدا فيه أن التكبير ذكر الهوى فيبتدئ به من حين يشرع في الهوى بعد الاعتدال إلى حين يتمكن ساجدا ".

قلت( أبو الحسين ) : يعني أنه يذكر الله وهو يهوي بالتكبير؛ لكن لا ينبغي أن يصل إلى حد التمطيط .
لكن يقضي على التمطيط إذا علمنا أن الهوي ما ذكره ابن منظور في لسان العرب15/371 : " هوى هوياً وهاوى سار سيراً شديداً وفي صفته صلى الله عليه وسلم كأَنَّما يَهْوِي مِن صَبَبٍ أَي يَنْحَطُّ وذلك مِشية القَوِيّ من الرجال وهوى يهوي هَوِيًّا بالفتح إِذا هبط وهَوَى يَهْوِي هُوِيًّا بالضم إِذا صَعِدَ وقيل بالعكس وهَوَى يَهْوِي هُوِيًّا إِذا أَسرع في السير وفي حديث البراق ثم انْطَلَق يَهْوِي أَي يُسْرِعُ والمُهاواةُ المُلاجَّةُ والمُهاواةُ شدَّة السير وهاوَى سارَ سَيْراً شديداً ".
ويندفع التمطيط أيضا بما يفهم من تبويب البخاري حيث قال في صحيحه ج1/ص271:" بَاب إِتْمَامِ التَّكْبِيرِ في الرُّكُوعِ ؛ وبوب أيضا ج1/ص272 بَاب إِتْمَامِ التَّكْبِيرِ في السُّجُودِ ". والحرف " في " للظرفية كما هو معلوم لمن له أدنى اهتمام بلغة العرب !
وفي تحفة الأحوذي ج2/ص87 : " قَوْلُهُ كان يُكَبِّرُ وهو يهوى أَيْ يَهْبِطُ إلى السُّجُودِ الْأَوَّلِ من هَوَى يهوى هُوِيًّا كَضَرَبَ يَضْرِبُ إذا سَقَطَ وَأَمَّا هَوَى بِمَعْنَى مَالَ وَأَحَبَّ فَهُوَ من بَابِ سمع يَسْمَعُ وَالْحَدِيثُ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مُطَوَّلًا وَفِيهِ ثُمَّ يقول اللَّهُ أَكْبَرُ حين يهوى سَاجِدًا قال الْحَافِظُ في الْفَتْحِ فيه أَنَّ التَّكْبِيرَ ذِكْرُ الهوى فيبتدئ بِهِ من حِينِ يَشْرَعُ في الهوى بَعْدَ الِاعْتِدَالِ إلى حِينِ يَتَمَكَّنُ سَاجِدًا ".
ويندفع أيضا إذا علمنا أن ابن كثير رحمه الله تعالى يقول في تفسيره ج4/ص247 :" قوله والنجم إذا هوى فقال ابن أبي نجيح عن مجاهد يعني بالنجم الثريا إذا سقطت مع الفجر وكذا روي عن ابن عباس وسفيان الثوري واختاره ابن جرير وزعم السدي أنها الزهرة وقال الضحاك والنجم إذا هوى إذا رمي به الشيطان وهذا القول له اتجاه وروى الأعمش عن مجاهد في قوله تعالى والنجم إذا هوى يعني القرآن إذا نزل".
وخلاصة القول أن الهوي هو الحركة السريعة وإذا كان كذلك فإن المصلي إماما أو مأموما أو منفردا إذا هوى إلى الركوع أو السجود مكبرا فيمتنع معه التمطيط والله تعالى أعلم .

وابن خزيمة يبيّن أن التكبير عند الشروع فقال في صحيحه1/290 :" عن أبي بكر بن عبد الرحمن أن أبا هريرة يقول : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم ثم يكبر حين يركع ثم يقول سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركعة يقول وهو قائم : ربنا ولك الحمد؛ ثم يكبر حين يهوي ساجدا ثم يكبر حين يرفع رأسه ثم يكبر حين يسجد ثم يكبر حين يرفع رأسه ثم يفعل مثل ذلك في الصلاة كلها حتى يقضيها ويكبر حين يقوم من المثنى بعد الجلوس ثم يقول أبو هريرة : إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه و سلم ".

قلت ( أبو الحسين ): وبيّن أبو هريرة أيضا أن " سمع الله لمن حمده " بقوله " حين يرفع صلبه من الركعة " هو الذكر المخصوص بالشروع إلى القيام ؛ وأن " ربنا ولك الحمد " هو الذكر المخصوص بالقيام من الركوع كما ترى من الرواية أعلاه.

وأقوال العلماء في هذا كثيرة أنقل جملة منها:
قال الشوكاني في نيل الأوطار ج2/ص277 :" قَوْلُهُ ثُمَّ يقول وهو قَائِمٌ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ فيه مُتَمَسَّكٌ لِمَنْ قال إنَّهُ يَجْمَعُ بين التَّسْمِيعِ وَالتَّحْمِيدِ كُلُّ مُصَلٍّ من غَيْرِ فَرْقٍ بين الْإِمَامِ وَالْمُؤْتَمِّ وَالْمُنْفَرِدِ وهو الشَّافِعِيُّ وَمَالِكٌ وَعَطَاءٌ وأبو دَاوُد وأبو بُرْدَةَ وَمُحَمَّدُ بن سِيرِينَ وَإِسْحَاقُ وَدَاوُد قالوا إنَّ الْمُصَلِّيَ إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ من الرُّكُوعِ يقول في حَالَ ارْتِفَاعِهِ سمع اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فإذا اسْتَوَى قَائِمًا يقول رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ ".

وقال الشيخ الألباني في تمام المنة في تعليقه على فقه السنة : " يستحب للمصلي إماما أو مأموما أو منفردا أن يقول عند الرفع من الركوع : سمع الله لمن حمده فإذا استوى قائما فليقل: ربنا ولك الحمد. فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول : سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركعة ثم يقول وهو قائم : ربنا ولك الحمد رواه أحمد والشيخان " .
قلت ( الألباني ) : وهر مخرج في " الارواء " ( 331 ) بزيادة كثيرة في المصادر وتأكيدا لما ذكره من شمول الاستحباب للمأموم أقول : من الواضح أن في هذا الحديث ذكرين إثنين : أحدهما : قوله : " سمع الله لمن حمده " في اعتداله من الركوع؛ والآخر : قوله : " ربنا ولك الحمد " إذا استوىقائما .
قلت ( أبو الحسين): أوضح الشيخ الألباني بما لا يقبل اللبس أن هناك ذكر ما بين الركنين وهو ذكر الانتقال من ركن لآخر .

قال النووي في المجموع ج3/ص377 :" أن مذهبنا أنه يقول في حال ارتفاعه سمع الله لمن حمده فإذا استوى قائما قال ربنا لك الحمد".

وقال الفيروز أبادي الشيرازي في كتابه التنبيه في الفقه الشافعي ج1/ص31 :" ثم يرفع رأسه قائلا سمع الله لمن حمده ويرفع يديه فإذا استوى قائما قال ربنا لك الحمد".

وقال بافضل الحضرمي في المقدمة الحضرمية في الفقه الشافعي ج1/ص68 :" ويسن إذا رفع رأسه للاعتدال أن يقول سمع الله لمن حمده فإذا استوى قائما قال ربنا لك الحمد".

وقال الهيتمي في المنهج القويم ج1/ص202 :" فصل في سنن الاعتدال " ويسن إذا رفع رأسه للاعتدال أن يقول عند ابتداء الرفع سمع الله لمن حمده إماما كان أو غيره فإذا استوى قائما قال ربنا لك الحمد أو ربنا ولك الحمد ".

وفي روضة الطالبين للنووي ج1/ص252 :" ويستحب أن يقول في ارتفاعه للاعتدال سمع الله لمن حمده فإذا استوى قائما قال ربنا لك الحمد ".

وقال أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني مختصر المزني لكتاب الأم للشافعي (ص14) :" وإذا أراد أن يرفع ابتدأ قوله مع الرفع سمع الله لمن حمده ويرفع يديه حذو منكبيه فإذا استوى قائما قال أيضا ربنا لك الحمد ".

وقال السيوطي في دفع التشنيعفي مسألة التسميع (ص23) :" مذهب الشافعي رضي الله عنه أن المصلي إذا رفع رأسه من الركوع يقول في حال ارتفاعه سمع الله لمن حمده فإذا استوى قائما يقول ربنا لك الحمد وأنه يستحب الجمع بين هذين للإمام والمأموم والمنفرد وبهذا قال عطاء وأبو بردة ومحمد بن سيرين وإسحق وداود ".
وقال السيوطي أيضا في دفع التشنيع ( ص25): "وأخرج مسلم عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حين رفع رأسه سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد؛ وأخرج البخاري مثله من رواية ابن عمر ومسلم مثله من رواية عبد الله بن أبي أوفى".
قلت ( أبو الحسين ) : كل ذلك يدلل على وجود ذكر الانتقال بين الأركان ؛ والله أعلم. ومن شاء الزيادة فليرجع إلى هذا الكتاب.

وفي صحيح ابن خزيمة ج1/ص291 :" عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال كان أبو هريرة يصلي بنا فيكبر حين يقوم وحين يركع وإذا أراد أن يسجد وبعد ما يرفع من الركوع وإذا أراد أن يسجد بعد ما يرفع من السجود وإذا جلس وإذا أراد أن يقوم في الركعتين كبر ويكبر مثل ذلك في الركعتين الأخريين فإذا سلم قال والذي نفسي بيده إني لأقربكم شبها برسول الله صلى الله عليه وسلم يعني صلاته ما زالت هذه صلاته حتى فارق الدنيا".

وبوب ابن خزيمة في صحيحه ج1/ص317 :" باب التكبير مع الإهواء للسجود ". عن أبي بكر بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر حين يهوي ساجدا ".

بل ويوضح ذلك ما جاء في صحيح البخاري ج1/ص283 :" عن سَعِيدِ بن الْحَارِثِ قال صلى لنا أبو سَعِيدٍ فَجَهَرَ بِالتَّكْبِيرِ حين رَفَعَ رَأْسَهُ من السُّجُودِ وَحِينَ سَجَدَ وَحِينَ رَفَعَ وَحِينَ قام من الرَّكْعَتَيْنِ وقال هَكَذَا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ".

وأما ما جاء في سنن أبي داود ج1/ص194 بلفظ " ….مُعْتَدِلًا ثُمَّ يقول الله أَكْبَرُ ثُمَّ يَهْوِي إلى الأرض……. ؛ فهذا لمطلق العطف والتفصيل ولبيان شدة الاطمئنان وليس للتراخي لمن تنبه لألفاظ الحديث جميعا والله أعلم ؛ وهذا نص الحديث كما رواه أبو داود:
" عن محمد بن عمرو بن عَطَاءٍ قال سمعت أَبَا حُمَيْدٍ السَّاعِدِيَّ في عَشْرَةٍ من أَصْحَابِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم منهم أبو قَتَادَةَ قال أبو حُمَيْدٍ أنا أَعْلَمُكُمْ بِصَلَاةِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالوا فَلِمَ فَوَاللَّهِ ما كُنْتَ بِأَكْثَرِنَا له تَبَعًا ولا أَقْدَمِنَا له صُحْبَةً قال بَلَى قالوا فَاعْرِضْ قال كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصَّلَاةِ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حتى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ يُكَبِّرُ حتى يَقِرَّ كُلُّ عَظْمٍ في مَوْضِعِهِ مُعْتَدِلًا ثُمَّ يَقْرَأُ ثُمَّ يُكَبِّرُ فَيَرْفَعُ يَدَيْهِ حتى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ يَرْكَعُ وَيَضَعُ رَاحَتَيْهِ على رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ يَعْتَدِلُ فلا يَصُبُّ رَأْسَهُ ولا يُقْنِعُ ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ فيقول سمع الله لِمَنْ حَمِدَهُ ثُمَّ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حتى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ مُعْتَدِلًا ثُمَّ يقول الله أَكْبَرُ ثُمَّ يَهْوِي إلى الأرض فَيُجَافِي يَدَيْهِ عن جَنْبَيْهِ ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَثْنِي رِجْلَهُ الْيُسْرَى فَيَقْعُدُ عليها وَيَفْتَحُ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ إذا سَجَدَ وَيَسْجُدُ ثُمَّ يقول الله أَكْبَرُ وَيَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَثْنِي رِجْلَهُ الْيُسْرَى فَيَقْعُدُ عليها حتى يَرْجِعَ كُلُّ عَظْمٍ إلى مَوْضِعِهِ ثُمَّ يَصْنَعُ في الْأُخْرَى مِثْلَ ذلك ثُمَّ إذا قام من الرَّكْعَتَيْنِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حتى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ كما كَبَّرَ عِنْدَ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ ثُمَّ يَصْنَعُ ذلك في بَقِيَّةِ صَلَاتِهِ حتى إذا كانت السَّجْدَةُ التي فيها التَّسْلِيمُ أَخَّرَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَقَعَدَ مُتَوَرِّكًا على شِقِّهِ الْأَيْسَرِ قالوا صَدَقْتَ هَكَذَا كان يُصَلِّي صلى الله عليه وسلم".
يلاحظ أن أبا حميد لم يذكر قوله صلى الله عليه وسلم " ربنا ولك الحمد " وهو أعلمهم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يعني ذلك أنه لا يعلمها وإنما أراد والله أعلم أن يبيّن لهم أذكار الانتقال ما بين الأركان .
والدليل على أن هذا العطف لا يراد به الترتيب والتراخي أو قد يكون من تصرف الرواة ما يأتي:

أن حديث أبي حميد الساعدي أخرجه الترمذي ج2/ص106 : " كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصَّلَاةِ اعْتَدَلَ قَائِمًا وَرَفَعَ يَدَيْهِ حتى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ فإذا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ حتى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ قال الله أَكْبَرُ وَرَكَعَ ثُمَّ اعْتَدَلَ فلم يُصَوِّبْ رَأْسَهُ ولم يُقْنِعْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ على رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ قال سمع الله لِمَنْ حَمِدَهُ وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَاعْتَدَلَ حتى يَرْجِعَ كُلُّ عَظْمٍ في مَوْضِعِهِ مُعْتَدِلًا ثُمَّ أَهْوَى إلى الأرض سَاجِدًا ثُمَّ قال الله أَكْبَرُ ثُمَّ جَافَى عَضُدَيْهِ عن أبطيه ".
قلت ( أبو الحسين ) : لفظ الترمذي هكذا " ثُمَّ أَهْوَى إلى الأرض سَاجِدًا ثُمَّ قال الله أَكْبَرُ ". فهل كبر النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم على رواية أبي داود أم كبر وهو ساجد على رواية الترمذي ؟؟؟!
وأخرجه ابن خزيمة ج1/ص297 :" عن أبي حميد الساعدي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائما فذكر بعض الحديث وقال ثم قال الله أكبر وركع ثم اعتدل ولم يصب رأسه ولم يقنع ووضع يديه على ركبتيه ثم قال سمع الله لمن حمده ورفع يديه واعتدل حتى يرجع كل عظم إلى موضعه معتدلا ثم هوى إلى الأرض ساجدا ثم قال الله أكبر ثم تجافى عضديه عن إبطيه وفتح أصابع رجليه ثم ثنى رجله اليسرى وقعد عليها ثم اعتدل حتى يرجع كل عظم إلى موضعه معتدلا ثم هوى ساجدا ثم قال الله أكبر ثم ثنى رجله وقعد واعتدل حتى يرجع كل عظم في موضعه ثم نهض ثم صنع في الركعة الثانية مثل ذلك حتى إذا قام من السجدتين كبر ورفع يديه حتى يحاذي بها منكبيه كما صنع حين افتتح الصلاة ثم صنع كذلك ……. ".

قلت ( أبو الحسين ): لفظ ابن خزيمة " قال الله أكبر و ركع " بالعطف بالواو وهو مطلق الجمع لا يقتضي الترتيب ولا ينافيه ويدل أيضا على معنى الحين؛ وكذلك اللفظ الثاني " هوى إلى الأرض ساجدا ثم قال الله أكبر" وهو لفظ الترمذي فهل كبر النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد أم ماذا ؟؟؟؟!!

وهذا ابن خزيمة يذكر لفظا موافقا لأبي داود في صحيحه من حديث الساعدي أيضا ج1/ص317 قال: " ثم يقول الله أكبر ثم يهوي إلى الأرض ويجافي يديه عن جنبيه وقال محمد بن يحيى يهوى إلى الأرض مجافيا يديه عن جنبيه زاد محمد بن يحيى ثم يسجد وقالوا جميعا قالوا صدقت هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي".
وفي صحيح ابن خزيمة من حديث الساعدي أيضا ج1/ص327 : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائما وذكر بعض الحديث وقال ثم هوى إلى الأرض ساجدا ثم قال الله أكبر ثم جافى عضديه عن إبطيه وفتح أصابع رجليه ".
قلت ( أبو الحسين ) : هل يعني ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر وهو ساجد ؟؟؟ لا قائل بهذا فيما أعلم .

وفي صحيح ابن خزيمة من حديث الساعدي أيضا ج1/ص337 :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى يحاذي منكبيه ثم كبر واعتدل قائما حتى يقر كل عظم في موضعه معتدلا ثم يقرأ ثم يرفع يديه ويكبر ويركع فيضع راحتيه على ركبتيه ولا يصب رأسه ولا يقنعه ثم يقول سمع الله لمن حمده ويرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه معتدلا حتى يقر كل عظم في موضعه معتدلا ثم يكبر ويسجد ".
قلت ( أبو الحسين ) : " قوله ثم يكبر ويسجد ". هل التكبير يقارن للسجود أم يتقدم عليه ؟ .

وقال ابن عبد البر في التمهيد ج9/ص194 :" حدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم حدثنا ابن وضاح قال حدثنا عبد الرحمان بن إبراهيم دحيم قال أخبرنا الوليد قال سألت الأوزاعي عن تكبيرة السجدة التي بعد سمع الله لمن حمده فقال كان مكحول يكبرها وهو قائم ثم يهوي إلى السجود وكان القاسم بن محمد يكبرها وهو يهوي إلى السجود فقيل للقاسم أن مكحولا يكبرها وهو قائم قال وما يدري مكحول ما هذا ".

على أنه من المفيد أيضا أن أنقل كلام الشيخ ابن عثيمين في شرح بلوغ المرام _ شرح كتاب الصلاة _ الشريط 21 أنه يقول التكبير ما بين الانتقالين.
وفي شرحه صحيح البخاري _ كتاب الأذان _شريط رقم (7 الوجه أ) قال أو يبتدي في الأثناء وينتهي قبل الركن .
قلت ( أبو الحسين ) : لكن لا ينبغي أن يحصل التمطيط بما بيناه في الصفحات الماضية.
كما ينبغي أن يعلم أيضا أن تكبيرات الانتقال على الوجوب وليس كما ذهب بعض أهل العلم
إلى القول بالاستحباب لحديث المسيء صلاته في الصحيحين وقوله صلى الله عليه وسلم " صلوا كما رأيتموني أصلي ".
وأرجو الله تعالى أن أكون قد جانبت الهوى والخطأ ووفقت للحق والصواب مخلصا لله وحده وهو أعلم بذات الصدور.
اللهم اغفر لي ولوالدي كما ربياني صغيرا وللمؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

الشريف

أبو الحسين الحسيني الهاشمي

منقول لتعم للفائدة والاجر




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
الشعر والنثر

المقال أنواعه وخصائصه

تعليمية تعليمية
بسم الله الرحمان الرحيم

**تعليمية**********المقال : أنواعه وخصائصه *تعليمية**********تعليمية*************تعليمية********تعليمية****** تعريف المقال
المقال قطعة نثرية محدودة الطول؛ وهو عبارة عن بحث قصير. يتناول موضوعا أو جانبا من موضوع؛ وتعرض فيه الفكرة عرضا منطقيا مترابطا وفق منهج معين يهدف إلى إبراز المعاني ونقلها نقلا أمينا مقنعا و ممتعا في نفـس الوقــت إلى ذهن القارىء.
إن المقال بصورته الحديثة لم يكن معروفا عند العرب الأقدمين، و إنما كان عندهم ماهو شبيه به
أو قريب منه ويتمثل في:
الرسائل : التي تتناول موضوعا من الموضوعات في إيجاز ؛ أو بشيء من التفصيل قد يبلغ كتابا صغيرا كما في رسائل عبد الحميد الكاتب ؛ وابن المقفع والجاحظ و ابن قتيبة و أضرابهم ، ثم انحدر هذا النمط من الكتابة فصار ضعيفا مضمونا وشــكلا فصارت أفكاره تافهة مبتذلة في لغــــة مثقلة بالمحسنات البديعية ، حافلة بالزخارف اللفظية و الأساليب المتحجرة.
في عصر الانحطاط(1258م-1798م): غدت كتابة الرسائل ذات الشبه بالمقـال ضعيفة البناء، أفكارها مبتذلـــة، وأسلوبها ركيك مثقل بأنواع من المحسنات البديعية و السجع المتكلف
في العصر الحديث (1798 م – إلى يومنا هذا): مر المقال بعدة مراحل:
عصر الإحـــياء:كان المقال فيه ضعيفا في بداياته، يتناول غالبا مواضيـــع سياسـيـة ؛ و قد كان رفاعة الطهطاوي (1801 – 1873 م ) من الكتاب الأوائل الذين كان لهم الفضل في تخليص أسلوب النثـر من عيوب التكلف و تعقيداته والتي ورثها عن عصر الضعف.
بداية عصر النهضــة : ومع بداية عصر النهضــة ظهـرت الصحافة في الوطن العربي و تطورت و اتسعت ؛ و فتحت المجال أمام الكتاب ليطوروا أساليبهم ؛ فتخففوا من قيود الصنعة اللفظيـــــة ، وصار همهم هو تقديم الفكرة الواضحة ، بأسلوب سلسٍ مباشر خال من التكلف و التعقيد؛ بوسع العامــة من أبناء الشعب أن يفهموه ؛ و هذا بتأثير دعوة جمال الدين الأفغاني و محمد عبده الإصلاحية.

و من أشهر كتاب المقال في العصر الحديث عبد الرحمان الكواكبي ، مصطفى صادق الرافعي، طه حسين ، محمد حسين هيكل، عباس محمود العقاد، و محمد البشير الإبراهيمي.
خصائص فن المقال
تختلف المقالة باختلاف موضوعها ، والخلفية التي ينطلق منها صاحب المقال ، والغاية التي يسعى إلى تحقيقها و الأسلوب الذي يسلكه في معالجة مادته فإذا تناولت المقالة قضية اجتماعية أو سياسية ، فهي مقالة اجتماعية و إذا تناولت الشعر
و النثر بالدراسة والتحليل فهي مقالة أدبية أو نقدية ، وإذا تناولت قضية تعالج العلاقة بين الحاكم والمحكوم فهي سياسية ………….
و تشترك جميع أنواع المقالة في التزام منهج محدد في عرض مادّتها . و يتمثل هذا المنهج في الهيكل مقدمة؛ و عرض؛
و خاتمة .
فأما المقدمة فيعمد فيها الكاتب إلى وضع المتلقي (القارىء) في جو المقالة بطريق لبقة ليعده ويهيئه نفسيا وذهنيا.-تقديم عناصر الموضوع بشكل مركز موجز، تقديم الفرضية و أمّا العرض فيبسط فيه فكرته مستعينا بالأسلوب الموائم ، و الحجج
و الأمثلة المناسبة ، و أما الخاتمة فتختلف باختلاف موضوع المقالة ومادتها ، فقد يذكر الكاتب فيها الانطباع الذي يريد أن يحدثه في نفس القارىء ، أو يلفت النظر إلى أهمية الحلول التي يقترحها أو الخلاصة التي انتهى إليها….
خصائص المقالة الأدبية :
يعبر فيها الأديب عن تجربة من تجاربه الخاصة في الحياة ؛ أو يعبر عن أحاسيسه و مشاعره إزاء حدث من الأحداث؛
أو موقف من المواقف ، أو ظاهرة من الظواهر ، أو منظر من المناظر ، و ذلك بأسلوب جميل مؤثر ، و هي بهذا الشكل تماثل القصيدة الغنائــية في الشعر.
و تتميز المقالة الأدبية بما يلي :
– الألفاظ المختارة الموحية ، و استعمال العبارات الجزلة .
– الاعتماد على الصور و الخيال ، و استخدام المحسنات البديعية العفوية .
– تدفق العاطفة وانطلاقها.
من أقطابها طه حسين و العقاد و المازني وغيرهم.
خصائص المقالة السياسية :
تتناول القضايا السياسية المتمثلة في وصف أو تحليل أونقد علاقة الحاكم بالمحكوم : كنظام الحكم
و شؤون الدولة السياسية الداخلية و الخارجية؛ أوكحركات التحرر من الاستعمارو الاستبداد.
و قد ازدهر هذا اللون من المقال بعد أن نزل جمال الدين الأفغاني في مصر سنة 1871 حاملا معه مبادىء التحرر و الاستقلال و الاصلاح ، ثم ظهور الأحزاب السياسية في البلدان العربية ، و تتميز بـــ:
– وضوح الفكرة و سهولة الأسلوب ، و البعد عن التكلف و الصناعة اللفظية و الاعتماد على الأدلة الواقعية و الحجج المنطقية و الميل إلى الخطابــــــية لتحريك عواطف الجماهير.
من أقطابها عبد الرحمان الكواكبي ، محمد البشير الإبراهيمي، لطفي السيد و عبد الله النديم .
خصائص المقالة الاجتماعية :
تستمد موضوعاتها من الحياة الاجتماعية و مشاكل المواطن المختلفة تحددها و تبحث عن حلول لها كالفقـر و الجهل؛ و التفكك العائلي و قضايا المرأة ، و تتميز بـ:
– وضوح الفكرة .
– التحليل الموضوعي و المناقشة الهادئة ، و اقتراح الحلول ، و الاعتماد على الأدلة والواقعية .
– الاهتمام بالمعنى و جمال الأسلـــــــوب بالقدر الذي يخدم الفكرة ويوضحها في ذهن القارىء.
– البعد عن الأساليب الخطابية و الخيال المجنح.
من أقطابها قاسم أمين ، و عبد الحميد بن باديس و محمد البشير الإبراهيمي.
خصائص المقالة النقدية :
يتناول فيها الكاتب موضوعا أدبيا : مبدأ من مبادىء النقد؛ أو نظرية من نظريات الأدب؛ أو عملا من الأعمال الأدبية بالشرح بالتحليل و المناقشة والنقد.
– يبدي الكاتب في هذا النوع قدرته على الفهم العميق ، والرؤية الثاقبة؛ وتذوق النص الأدبي وتقويمه مستعينا بالحقائق الأدبية , والإنسانية العامة , ومستدلا بالنصوص على إثبات وجهة نظره .
– تمتزج الذاتية والموضوعية في هذا النوع من المقال.
– الالتزام بالموضوع المنقود و حدوده و أبعاده.
– استعمال الألفاظ محددة الدلالة، الدقيـقة و المصطلحات النقديــــــة.
من أقطابها محمد مندور ، غنيمي هلال ، شوقي ضيف و غيرهم كثيرون.

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك أختي على القصيدة القيمة والمفيدة
نترقب المزيد
بالتوفيق