Ý-الزهاوي.. شخصية وسيرة أدبية:
ــــــــــــــــــــ
هو جميل صدقي الزهاوي شاعر عراقيمعروف ، قيل أن نسب أسرته يتصل بالقائد العربي (خالد بن الوليد) –رضي الله عنه، ولد عام 1863م في مدينة (زهاو) شمال إيران من أم كردية وأبوه من آل بابان في السليمانية ، وتوفي عام 1936م. نظم الشعر بالعربية والفارسية .
تلقى علومه اللغوية والدينية الأولى في مدينة السليمانية،وأخذ يتنقل بين مدن العراق وخارجها طلبا للعلم والوظيفة فتولى عدة مهام وظيفية إدارية وسياسية وصحفية،منها: مفتشا في معارف بغداد، ومدير مطبعة ورئيس تحرير-القسم العربي في جريدة (الزوراء) عام 1890م،وفي سنة 1892م عين عضوا في محكمة استئناف بغدا د ، ثم واعظا عاما ممثلا عن السلطان عبدالحميد الثاني في اليمن .
وفي عام 1896م غادر بغداد الى اسطنبول لينال فيها ما تصبو اليه نفسه من منصب يليق بكفاءا ته وعلمه،ومربطريقه على بلاد الشام ومصر وقابل خلالها بعض كبار الشخصيات والأدباء،أمثال: الدكتور يعقوب صروف ،وفارس نمر،وشبلي شميل، وجرجي زيدان والشيخ ابراهيم اليازجي…(10)وهؤلاء كلهم من أعلام النهضة والإحياء في بدايات القرن العشرين؟!.(*)..
عرف عن الزهاوي أنه تلقى معارف وعلوم مختلفة ،فضلا عن خبرات سياسية وميدانية واسعة، لكنه في داخله كان غير مقتنع بما يرى من تناقضات في ظل الخلافة العثمانية والحكم الملكي فيما بعد؟! وهذا التناقض والإحساس بالإضطهاد الذاتي والعام قاداه الى التطرف أحيانا في أقواله ومواقفه، فهو تارة يمدح السلطان والملك والساسة،وتارة يلعنهم ويدعو الى محاربتهم ،لكنه آستقر في أواخر حياته الى الدعوة بالتحرر والآستقلال وتحقيق العدالة الإجتماعية…
وللزهاوي معارك أدبية معروفة مع بعض الأدباء أمثال: ايراهيم صالح شكري،وأحمد شوقي ،ومحمد بهجت الأثري، ثم معروف عبدالغني الرصافي، وكثيرون غيرهم..(**)
من هذه المواقف والملاحظ المتناقضة الثائرة تدافع الشعر في صدر شاعرنا ليصور الواقع والحياة والكون والناس في مختلف مظاهر وجودها ،فجاءشعره مثيرا محفزا ناقما وناقدا وداعيا للتغيير،ويتوقع من شعر مثل الزهاوي أن يمتلىء بالسخرية والتهكم والاستهزاء والتعريض،لأن من يقرأ ويتتبع تفاصيل حياته وآرائه ومواقفه الحقيقية والمفتعلة سيدرك أن مثله وشعره كانا في حرب دائمة مع الآخرين وحتى نفسه؟؟!!
وهذا التناقض في العوامل والتغيرات الخارجية والتنا قض داخل نفسه أوجد فسحة واسعة للسخرية في شعره والتفنن بها، وتنويع أساليبها وصورها….وهوالقائل:
ياشعر إنك أنت صوت ضميري بيديك حزني تارة وسروري(12)
ويكون الحزن والسرور مفتاحا مزاجه الشعري، ومن كليهما كان ينطلق للسخرية مما حوله،ففي الحزن تشتد لغته وتحتد،وفي سروره تسبق روح التشاؤم معاني الفرح لأنه كان يشعر بسرعة الزوال والفناء؟!
1.ابن منظور، 4/201 مادة(سخر)،ط2.
- الزبيدي، 3/ 53 مادة(سخر).
- المثل السائر/57 ، ط2
- السخرية في الادب العربي حتى نهاية القرن الرابع الهجري،د.نعمان محمد امين/8،
5.مجلةافق الالكترونية،العدد3،السنة 2022،الخطاب المراوغ،د.بهاء الدين محمد مزيد.
6.المفارقة والادب،د.خالدسليمان/14-15.
- معجم المصطلحات العربية في اللغة والادب ،مجدي وهبة وكامل المهندس/189.
- معجم المصطلحات الأدبية، جبورعبدالنور/138.
- معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة،سعيدعلوش/106.
10. مقدمة ديوانه / ب- ط.
11- ينظرتراجم الاعلام المذكورين أعلاه،ويكيبيديا العربية(الموسوعة)العالمية ، قسم:أعلام وشخصيات نت.
. ابراهيم صالح شكر: ابراهيم صالح شكر:ولد في بغداد سنة1892 وتوفى1944،صحافي وأديب،أسس مجلة(الناشئة)،وله مجموعة مقالات صحفية وأدبية،ينظرترجمته،الشعرالعراقي الحديث ،يوسف عزالدين ص282- ط2.
13. ديوان جميل صدقي الزهاوي-المجموعة الكاملة،تقديم:عبدالرزاق الهلالي،ط1(1972)،65-66
🙂 🙂 🙂