التصنيفات
العقيدة الاسلامية

الاهتمام بالسنة النبوية والحرص على العمل بها للشيخ عبدالسلام بن برجس

الاهتمام بالسنة النبوية والحرص على العمل بها

الأصل الخامس من أصول الدعوة السلفية
الاهتمام بالسنة النبوية والحرص على العمل بها والدعوة إلى ذلك
للشيخ عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم
من شريط أصول الدعوة السلفية

فإن أحق ما اعتنى به المسلم العمل على اقتفاء آثار النبي صلى الله عليه وسلم وتجسيدها في حياته مااستطاع إلى ذلك سبيلاً ، وذلك لأن الغاية التي يسعى المسلم لأجلها إنما هي تحصيل الهداية التي توصله إلى دار السعادة وقد قال الله عزوجل : { وإن تطيعوه تهتدوا } وقال تعالى { واتبعوه لعلكم تهتدون } وقال تعالى { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر }
وهذه الآية أصل كبير في التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم بأقواله وأفعاله وجميع أحواله وحركاته وسكناته ، وهذه الأسوة إنما يسلكها ويوفق إليها من كان يرجوا الله واليوم الآخر ، فإن مامعه من الإيمان وخوف الله ورجاء ثوابه وخوف عقابه يحثه على التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وشرف المؤمن ومنزلته إنما تقاس باتباعه فكلما كان تحريه للسنة أكثر كان بالدرجات العلى أحق وأولى ، ولذا كان السلف السابقون من التابعين رحمة الله تعالى عليهم يجعلون معيار الذي يؤخذ عنه العلم تمسكه بالسنة ، كما قال إبراهيم النخعي : (( كانوا إذا أتو الرجل ليأخذوا عنه العلم نظروا إلى أشياء، نظروا إلى صلاته نظروا إلى سننه وإلى هيئته ثم يأخذون عنه ))
ويقول أحد العلماء (( إن من علامات المحب لله عزوجل متابعة حبيب الله صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وأفعاله وأوامره وسننه وهذا حق مأخوذ من كتاب الله سبحانه وتعالى فيقول الله عزوجل : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم } ))
وقال الحسن البصري أو غيره في هذه الآية : (( جعل الله علامة حبهم إياه إتباعهم سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ))
ولقد توافرت النصوص من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين على الترغيب في العمل بالسنة والحث على التمسك بها ، ومن أشهر الأحاديث حديث العرباض بن سارية أنه قال (( وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقلنا : يارسول الله إن هذه موعظة مودع فأوصنا، قال : تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لايزول عنها إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ ))
وقوله صلى الله عليه وسلم : (( فعليكم بسنتي )) أي طريقتي التي أنا عليها مما فصلته لكم من الأحكام سواء كان اعتقادية أو عملية ، واجبة أو مندوبة ، وأما تخصيص الأصوليين للسنة بأنها المطلوب طلباًغير جازم ، هذا اصطلاح طارىْء، إنما قصدوا به التمييز بينها وبين الفرض أو الواجب ، فالسنة بلفظ الشارع إذا أطلقت يراد بها الطريقة الشرعية التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم في عباداته ومعاملاته وأخلاقه وحركاته وسكناته يقول عروة ابن الزبير :(( السنن السنن – أي الزموا السنن السنن – فإن السنن قوام الدين ))
وكان ابن عمر رضي الله عنه يتبع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثاره وحاله ويهتم به حتى كان خيف على عقله من أهتمامه بذلك (( أخرجه أبو نعيم وغيره ))

ويقول الزهري (( كان من مضى من علمائنا يقولون : الإعتصام بالسنة نجاة ))

وللاهتمام بالسنة فوائد كثيرة لا تحصى منها تحصيل الملتزم بها درجة المحبوبية التي قال الله عزوجل فيها كما في الحديث القدسي : (( ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ورجله الذي يمشي بها ويده التي يبطش بها وإن سألني لأعطينه وإن استعاذني لأعيذنه ))

ومن فوائد التمسك بالسنة أنها تجبر الفرائض لقول النبي صلى الله عليه وسلم (( إن أول ما يحاسب به الناس يوم القيامة من أعمالهم الصلاة فيقول الله تعالى للملائكة انظروا في صلاة عبدي أتمها أم أنقصها فإن كانت نقص منها شيء قال الله : انظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع قال أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ))

ومنها أن للمتمسك بالسنة في آخر الزمان أجراً كبيراً لحديث عتبة بن غثوان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن من ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم ، قالوا يا نبي الله أو منهم قال بل منكم ))

وقد كان السلف رحمة الله تعالى عليهم يشددون في ترك بعض السنن ويلومون تاركها مطلقاً الذي يتركها مطلقاًيلام لأنه قد يتناوله عموم قوله صلى الله عليه وسلم (( فمن رغب عن سنتي فليس مني )) ولذلك قال الإمام أحمد : (( إن من ترك الوتر رجل سوء لا ينبغي أن تقبل شهادته ))

فنحن نعتني بالسنة ، فكل ماثبت من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم نسعى سعياً حثيثاً لتطبيقه وأحيائه بين الناس لعل الله سبحانه وتعالى أن ينيلنا أجر من أحيا السنن.




جزاك الله كل خير أختي أريج

على الموضوع




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

الحث على اغتنام ما تبقىٰ من رمضان، والحرص على تحرِّي ليلة القدر


الحث على اغتنام ما تبقىٰ من رمضان، والحرص على تحرِّي ليلة القدر

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في إحدى خطبه


أمَّا بعد: أيُّها النَّاس اتقوا الله تعالىٰ، واغتنموا مواسم الخير بعمارتها بما يُقرِّبُ إلىٰ ربِّكم، واحذروا من التَّفريط والإضاعة، فستندمون علىٰ تفريطكم وإضاعتكم.
إخواني من لم يربح في هٰذا الشهر الكريم ففي أي وقتٍ يربح؟! ومن لم يُنِب فيه إلىٰ مولاه ففي أي وقت يُنيب ويُصلِح؟! ومن لم يَزل متقاعدًا عن الخيرات، ففي أي وقت تحصل له الاستقامة، ويفلح؟!
فبادروا -يرحمكم الله- فرص هٰذا الشهر قبل فواتها، واحفظوا نفوسكم عما فيه شقاؤها وهلاكها.
ألا وإنَّ شهركم الكريم قد أخذ بالنقص والاضمحلال، وشارفت لياليه وأيامه الثمينة على الانتهاء والزوال، فتداركوا أيُّها المسلمون ما بقِيَ منه بصالح الأعمال، وبادروا بالتوبة من ذنوبكم لذي العظمة والجلال.
واعلموا أن الأعمال بالخواتيم، فأحسنوا الختام.
لقد مضىٰ مِن هٰذا الشهر الكريم الثلثان، وبقِيَ منه الثُّلث؛ وقت العشر الحسان، فاغتنموها بالعزائم الصادقة، وبذل المعروف والإحسان، وقوموا في دياجيها لربكم خاضعين ولبره وخيراته راجين ومؤملين ومن عذابه وعقابه مستجيرين مستعيذين، فإنَّه تعالى أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.

وهو الذي يقول: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186].
وهو الذي ينزلُ كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيعرض على عباده الجود والكرم والغفران يقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟
وفي هٰذه العشر:ليلة القدر المباركة التي يُفرَقُ فيها كلُّ أمرٍ حكيم، ويُقدَّر فيها ما يكون في تلك السَّنَة بإذن العزيز العليم الحكيم، تنزِل فيها الملائكة من السماء، وتكثُر فيها الخيرات والمصالح والنعماء، من قامها إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من الذنوب، ومن فرط فيها، وحُرِمَ خيرها فهو الملوم المحروم.
أبهمها الله تعالىٰ في هٰذه العشر، فلم يُبيِّن عينها؛ ليتزود الناس في جميع ليالي العشر من التهجد والقراءة والإحسان، وليتبين بذٰلك النشيط في طلب الخيرات من الكسلان، فإن الناس لو علموا عينها لاقتصر أكثرهم علىٰ قيام تلك الليلة دون ما سواها، ولو علموا عينها ما حصل كمال الامتحان في علو الهمة وأدناها.
فاطلبوها -رحمكم الله- بجدٍّ وإخلاص، واسألوا الله فيها الغنيمة من البرِّ والخيرات والسلامة من الإفلاس.

الضياء اللامع من الخطب الجوامع (1/ 381).




اللهم بلغنا أجره وأعنا على اغتنامه

بورك فيك واحسن الله إليك