التصنيفات
العقيدة الاسلامية

المنفلوطي أبرز كتاب مصر يبكي على التوحيد .للشيخ سعد الحصين.

تعليمية تعليمية
المنفلوطي أبرز كتاب مصر يبكي على التوحيد…للشيخ سعد الحصين.




كنت أظن أن الأستاذ محمد بهجت الأثري العراقي عضو المجامع العربية رحمه الله هو الكاتب العربي الوحيد الذي ميزه الله تعالى بمعرفة أهم ما أمر الله ورسله به (إفراد الله بالعبادة) وأهم ما نهى الله ورسله عنه (إشراك غير الله معه في عبادته) والإحاطة بما وصل إليه حال أغلب المسلمين ـ عربًا وعجمًا ـ من الجهل بصحيح المعتقد (أساس الدين وركنه الأعظم) والوقوع في أبرز مظاهر الشرك الأكبر منذ قوم نوح حتى قيام الساعة (تقديس الأضرحة والمقامات والمزارات والمشاهد، ودعاء أصحابها وطلب المدد منهم، والاستغاثة والاستعانة بهم، والنذر والذبح لها والطواف بها ونحو ذلك). ولا زلت أعتقد أنه خير الكتاب العرب علمًا، وأصحهم معتقدًا، وأجودهم همة ودعوة، فيما ظهر لي من مقالاته التي لم يستثن منها حتى مجلة مؤسسة الفكر العربي (على بعدها عن هذه القمة التي اصطفى الله لها خير رسله وخير الدعاة إليه)، وعلى رأس ذلك كله رسالة كتبها لندوة جامعة الإمام محمد بن سعود رحمه الله عن الدعوة التجديدية في منتصف القرن الثاني عشر وأول القرن الثالث عشر من الهجرة وكانت الندوة المباركة حسنة من حسنات معالي الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي وفضلًا من فضل الله به وعليه. وكان عنوان الرسالة: (محمد بن عبد الوهاب داعية التوحيد والتجديد) بين فيها أن ما قامت به وقامت عليه الدعوة المحمدية والدولة السعودية لم يسبق له مثيل منذ نحو ألف سنة من حيث العودة بالدين إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهدم أوثان المقامات والمزارات ومحاربة البدع التي أحدثها الناس منذ الفاطميين. وقد نوهت بهذا التميز في أكثر من مقال. وثبت على هذا حتى تجاوز التسعين.
وقد وضع اثنان من إخواني في الدين والدعوة على منهاج النبوة بين يدي (الشيخان يوسف الغويري من مملكة الاردن، وعبد الحق التركماني من مملكة السويد) مقالًا عظيمًا للكاتب المصري الذي تتلمذ على مقالاته أكثر كتاب الأجيال الأخيرة من العرب (الأستاذ مصطفى لطفي المنفلوطي) رحمه الله يرقى به إلى صف الأثري في حسرته على المسلمين اليوم، وإن عرفه الناس بالفكر والأدب العربي ولم يعرفوه بما هو أعظم.

قال رحمه الله في كتابه (النظرات ج 2 ط 5 المطبعة الرحمانية بالحرنفش ـ مصر): (كتب إلي أحد علماء الهند عن مؤلف ظهر بلغة التاميل (لغة أهل ناقور وملحقاتها جنوب مدارس بالهند) موضوعه سيرة عبد القادر الجيلاني وما يروى عن مناقبه وكراماته وما يوصف به من صفات لا تليق إلا بالله تعالى مثل: (سيد السموات والأرض، المتصرف في الأكوان، المطلع على أسرار الخليقة، محيي الموتى، ماحي الذنوب، دافع البلاء). وفي الكتاب بيان لما يجب على زائر قبره: (يتوضأ وضوءً سابغًا، ثم يصلي ركعتين بخشوع واستحضار، ثم يتوجه إلى تلك الكعبة المشرفة؛ وبعد السلام على صاحب الضريح المعظم يقول: يا صاحب الثقلين، أغثني وأمدني بقضاء حاجتي وتفريج كربتي. أغثني يا محيي الدين عبد القادر، أغثني يا ولي عبد القادر، أغثني يا سلطان عبد القادر، يا حضرة الغوث الصمداني، يا سيدي عبد القادر الجيلاني، عبدك ومريدك مظلوم عاجز محتاج إليك في جميع الأمور في الدين والدنيا والآخرة).
ويقول الكاتب: (أن في (ناقور) في الهند قبرًا يسمى (شاه الحميد)، أحد أولاد عبد القادر ـ كما يزعمون ـ وأن الهنود يسجدون بين يدي ذلك القبر سجودهم بين يدي الله، وأن في كل بلد وقرية مزارًا لعبد القادر، هو القبلة التي يتوجه إليها المسلمون والملجأ الذي يلجؤون إليه في حاجاتهم وشدائدهم، وينفقون الأموال العظيمة على سدنته وموالده وحضراته).

يقول المنفلوطي رحمه الله: (يعلم الله أني ما أتممت قراءة رسالته حتى دارت بي الأرض، وأظلمت الدنيا في عيني، حزنًا وأسفًا على ما آلت إليه حالة الإسلام بين أقوام أنكروه بعدما عرفوه، وذهبوا به مذاهب لا يعرفها، ولا شأن له بها. أي عين يجمل بها أن تستبقي في محاجرها قطرة واحدة من الدمع، فلا تريقها أمام منظر أولئك المسلمين المحزن، وهم ركع سجد على أعتاب قبر. أي قلبٍ يستطيع أن يستقر بين جنبي صاحبه ساعة واحدة، فلا يطير جزعًا حينما يرى المسلمين [المنتمين] إلى دين التوحيد أكثر من المشركين إشراكًا؛ وأوسعهم دائرة في تعدد الآلهة؛ وكثرة المعبودات. لم ينقم المسلمون التثليث من المسيحيين؟ ولم يحملون في صدورهم لهم تلك الموجدة وذلك الضغن؟ وعلام يحاربونهم؟ وهم لم يبلغوا من الشرك بالله مبلغهم، ولم يغرقوا فيه إغراقهم؟يدين المسيحيون بآلهة ثلاثة، ولكنهم يشعرون بغرابة هذا التعدد وبُعده عن العقل، فيتأولون فيه، ويقولون: إن الثلاثة في حكم الواحد. أما المسلمون فيدينون بآلاف من الآلهة، أكثرها جذوع أشجار، وجثث أموات، وقطع أحجار، من حيث لا يشعرون.
جاء الإسلام بعقيدة التوحيد ليرفع نفوس المسلمين وليعتق رقابهم من رق العبودية [لغير الله]، وقد ترك الإسلام بفضل عقيدة التوحيد ذلك الأثر العظيم في نفوس المسلمين في العصور الأولى فكانوا ذوي أنفة وعزة وإباء وغيرة، أما اليوم وقد داخل عقيدتهم ما داخلها من الشرك الباطن والظاهر فقد ذلت رقابهم وفترت حميتهم فوجد أعداؤهم [من شياطين الجن والإنس] السبيل إليهم فغلبوهم على أمرهم، [من أمر الدين والدنيا].

والله، لن يسترجع المسلمون سالف مجدهم، إلا إذا استرجعوا قبل ذلك ما أضاعوه من عقيدة التوحيد. وإن طلوع الشمس من مغربها، أقرب من رجوع الإسلام إلى سالف مجده، ما دام المسلمون يقفون بين يدي الجيلاني كما يقفون بين يدي الله؛ فإذا نزلت بهم جائحة أو ألمت بهم ملمة ذكروا الحجر والجذع [والميت ودعوه] قبل أن يذكروا ويدعوا [الحي الذي لا يموت ولا يعجزه شيء].

[ومن يؤمل فيه إنكار هذا المنكر]؟ علماء مصر وهم الذين يتهافتون على (يوم الكنسة) تهافت الذباب على الشراب [للتبرك بكنس تراب ضريح الإمام الشافعي]؟ أم علماء الآستانة [بقيادة] أبي الهدى الصيادي شيخ الطريقة الرفاعية؟ أم علماء العجم الذين يحجون إلى قبر الإمام كما يحجون إلى البيت الحرام؟

يا قادة الأمة [وعلماؤها] لو عذرنا العامة في إشراكها، وفساد عقيدتها، وعجزها عن تصور الألوهية إلا ممثلة في النصب، والمزارات، والأضرحة؛ فما عذركم وأنتم تتلون في كتاب الله: {قل لا يعلم من السموات والأرض الغيب إلا الله}، {قل لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضرًا}، {قل لله الشفاعة جميعًا}، {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدًا}، {قل لن يجيرني من الله أحد}؟

وما عذركم وأنتم تعلمون أن السلف الصالح لم يرفعوا قبرًا، ولا توسلوا بضريح، ولم يقف أحد منهم عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، أو أحد من أصحابه أو آل بيته، يسأله قضاء حاجة، أو تفريج كربة، وتعلمون أن الرفاعي والدسوقي والجيلاني والبدوي ليسوا أكرم عند الله من نبيه وآل بيته وصحبه، وأنه لا فرق بين الأضرحة والمقامات وبين أوثان الجاهلية الأولى ما دام تقديسها يفسد عقيدة التوحيد؟ والله، ما جهلتم شيئًا من هذا، ولكنكم آثرتم الحياة الدنيا على الآخرة، فعاقبكم الله على ذلك بسلب نعمتكم، وانتقاض أمركم، وسلط عليكم أعداءكم).


قلت: رحمك الله يا مصطفى المنفلوطي، قليل من أمثالك من تمعر وجهه (أو لسانه أو قلبه أو قلمه) مما يرى بصره وتسمع أذنه من هذه الوثنية التي تقرب بها واستشفع المشركون الجاهليون، والمسلمون إلى الله منذ عاث الفاطميين في الأرض فسادًا. ولعل أوثانهم في المشرق العربي كان أولها المسمى بالحسين بجوار الأزهر فقد بُني هذا الوثن في القرن السادس الهجري، ويلقى من تعظيم العلماء والعوام ما لا تكاد تلقاه الكعبة، فلا عجب من ضلال مسلمي العجم وقد سبقهم العرب إليه. وتعظيم الوثن المسمى بالشافعي لا يقف عن حد التبرك بالكنسة؛ فلقدت شاهدت العمائم الأزهرية أكثر من مرة تطوف حول هذا القبر في سكينة وخشوع لا أجده عند طواف كثيرين منهم بالكعبة. ويقول السيوطي في تاريخ الخلفاء: إن الذي بناه صلاح الدين الأيوبي، تجاوز الله عنهما، يمدحه بذلك، فتجمع على الشرك أو الدعوة إليه أو على السكوت عنه المجاهدون والعلماء والعوام في القرن السادس إلى القرن التاسع إلى القرن الرابع عشر وإلى هذا اليوم. وباستثناء الشيخ د. عبد الرحمن الوكيل والشيخ د. جميل غازي لا أعرف أحدًا في مصر جاهد في الله حق جهاده فجعل أكبر همِّه: الدعوة إلى إفراد الله بالعبادة واتباع السنة والتحذير من شرك الأضرحة والمقامات وما دونه من البدع. وتقول مجلة التوحيد التي تصدرها جماعة أنصار السنة في مصر (وهي مستثناة أيضًا) إن نذور وثن البدوي تقسم ثلاثًا بين وزارة الأوقاف (وكان على رأسها ثلاثة من أساتذي: محمد متولي الشعراوي ومحمد حسين الذهبي ومحمد عبد المنعم النمر تجاوز الله عنهم)، وبين مصالح الضريح، وبين سدنته. وفي تاريخ جماعة الإخوان المسلمين وحزب التحرير وحزب الجهاد وجماعة التبليغ وأمثالهم من الأحزاب المبتدعة لم يعرف أحد من قادتهم ولا أفرادهم بالدعوة إلى ما دعا إليه كل الرسل، هدانا الله وإياهم لأقرب من هذا رشدًا.


ولكن أخوي (الغويري والتركماني) قدما إليَّ أيضًا فتاوى للشيخ عبد المجيد سليم مفتي مصر ثم شيخ الأزهر رحمه الله، وفيها:

(أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه لا يجوز أن يدفن في المسجد ميت لا صغير ولا كبير ولا جليل ولا غيره.)
(لا يجوز دفن ميت في مسجد؛ فإن كان المسجد قبل الدفن غُيِّر إما بتسوية القبر، أو نبشه إن كان جديدًا، وذلك لأن في الدفن في المسجد إخراج لجزء من المسجد عما جعل له من صلاة المكتوبات والذكر والعلم وذلك غير جائز شرعًا، ولأن الدفن في المسجد يؤدي للصلاة إلى القبر أو عنده.)
(وردت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم تواترت بالنهي عن الصلاة عند القبور مطلقًا واتخاذها مساجد أو بناء المساجد عليها، ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه: اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ص 158).
(قال ابن تيمية: لا يجتمع في دين الإسلام مسجد وقبر، بل أيهما طرأ على الآخر مُنِع منه وكان الحكم للسابق، ذكره ابن القيم في زاد المعاد.)
(قال الإمام النووي في شرح المهذب ص 316: اتفقت نصوص الشافعي والأصحاب على كراهة بناء مسجد على القبر).
[في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مرض موته: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" يحذر ما صنعوا].
(نص الحنفية على كراهة صلاة الجنائز في المسجد. وإذا كانت صلاة الجنازة مكروهة كراهة تحريم كما في إحدى الرواتين وهي التي اختارها العلامة قاسم وغيره كان الدفن في المسجد أولى بالحظر).
(المصدر: فتاوى الأزهر المنشورة على الموقع الرسمي للأزهر).
وقال الشيخ عبد المجيد سليم رحمه الله عن التصوف:
(الصواب أنه اسم أعجمي قديم كان ولا يزال عند وثنيي الهند، وأصله عند قدماء اليونان [الوثنيين]: ثيو صوفي، ومعناه: المتجرد لطلب الحقيقة الأولى التي انبثق عنها الوجود، وهي عندهم: الحقيقة الإلهية أو نحو ذلك، ولهذا كانت الصوفية دينًا آخر غير الإسلام، دخيل عليه.)
المصدر: تحقيق الشيخ عبد المجيد سليم رحمه الله لكتاب التسهيل للبعلي، ص 611.
وأفتى مفتي الأردن الشيخ د. عز الدين الخطيب بتحريم البناء على القبور. فلا تخلوا الأرض من طائفة على الحق وإن كانوا الأقل عددًا كما في قول الله تعالى: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 13]، {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} [ص: 24].
ولكني لا أعرف في هذا العصر من جاهد في الله حق جهاده لمحاربة وثنية المساجد على القبور (بعد المجددين من علماء وأمراء جزيرة العرب) أكثر من د. عبد الرحمن الوكيل رئيس جماعة أنصار السنة ود. جميل غازي رئيس جماعة أنصار السنة أيضًا (في مصر) وسليم شراب (في غزة من فلسطين) ويوسف البرقاوي (في الأردن) والألباني ومحمد نسيب الرفاعي في سوريا، رحمهم الله جميعًا وأسكنهم الفردوس. ولا زالت أوثان المقامات والمزارات والمشاهد والأضرحة تملأ الرحب في بلاد المسلمين العرب والعجم عدا جزيرة العرب (بين اليمن والأردن، وبين الخليج والبحر الأحمر) هدى الله الجميع لأقرب من هذا رشدًا، وأعاذهم من نزعات شياطين الجن والإنس ومن تسويل النفس الأمارة بالسوء ومن غلبة الهوى والتقليد الفاسد. (1430 هـ)


المصدر: موقع الشيخ سعد الحصين حفظه الله تعالى

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[نصيحة] الى متى دراسة التوحيد ؟

تعليمية تعليمية
[نصيحة] الى متى دراسة التوحيد ؟

الى متى دراسة التوحيد ؟ مقطع صوتي -نصيحة- للشيخ سالم بن سعد الطويل حفظه الله تحميل

المصدر: موقع الشيخ

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

قصة الأبرص والأقرع والأعمى فما هي قصتهم وهل لها علاقة بالتوحيد والفقه؟ -العلامة بن ال

تعليمية تعليمية
قصة الأبرص والأقرع والأعمى فما هي قصتهم وهل لها علاقة بالتوحيد والفقه؟ -العلامة بن العثيمين رحمه الله يجيب


السؤال: أحسن الله إليكم أبو عبد العزيز إبراهيم أبو حامد من الرياض يقول فضيلة الشيخ نسمع عن قصة الأبرص والأقرع والأعمى فما هي قصتهم وهل لها علاقة بالتوحيد والفقه؟
الجواب
الشيخ: قصة الأقرع وهو الذي ليس في رأسه شعر أن الله تعالى أراد أن يمتحنه وصاحبيه وهم الأبرص والأعمى فأرسل إليهم ملكا وسألهم ماذا يريدون فأما الأقرع فأخبر أنه يريد أن يذهب الله عنه القرع ويرزقه شعرا حسنا وسأله ماذا يحب من المال فقال الإبل فأعطاه ناقة عشراء وبارك الله في هذه الناقة ونتجت إبلا كثيرة حتى صار له وادي من الإبل وأما الأبرص فسأله الملك ماذا يريد فقال أريد أن يرزقني الله تعالى جلدا حسنا ويذهب عني هذا الذي قذرني الناس به فأعطي هذا وسأله ماذا يريد من المال فقال البقر فأعطاه بقرة حاملا وبارك الله فيها حتى صار له وادي من البقر وأما الأعمى فأتاه الملك وسأله ماذا يريد فقال أريد أن يرد الله إلى بصري فأبصر به الناس ولم يسأل بصرا قويا كما سأل صاحباه الأول الأقرع طلب شعرا حسنا والثاني طلب جلدا حسنا فأعطيا ما سألا الثالث الأعمى إنما طلب ما تحصل به الكفاية بصرا يبصر به الناس وصار هذا أبرك الثلاثة وسأله عن المال فلم يطلب أيضا أعلى المال بل طلب شاة فأعطي الشاة وبارك الله له فيها فصار له وادي من الغنم ثم أراد الله عز وجل أن يكمل الابتلاء فأتى الملك إلى الأقرع بصورته وهيأته يعني أتاه بصورة إنسان أقرع وسأله أن يعطيه من المال وذكره بنعمة الله عليه وأنه كان أقرع فأعطاه الله تعالى شعراً حسنا وكان فقيرا فأعطاه الله المال ولكنه والعياذ بالله أنكر نعمة الله وقال إنما أوتيت هذا المال كابرا عن كابر يعني ورثته من أب عن جد وأبى أن يعطيه وأتى الأبرص ومثله أجابه بمثل ما أجابه به الأقرع وأتى الأعمى بصورته وهيأته وقال إنه فقير وأبن سبيل وقد انقطعت به الحبال في سفره فسأله أن يعطيه شاة فأعطاه فقال له قد كنت أعمى فرد الله علي بصري وكنت فقيرا فأعطاني الله المال فخذ ما شئت منه ودع ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله يعني ما أمنعك خذ اللي تَبِي هذا الأعمى شكر نعمة الله عليه برد البصر وشكر نعمة الله عليه بالصدقة بما أراد السائل من المال وكان هذا الرجل أعني الملك يقول لكل واحد من الاثنين إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت فدعا عليهما أن يردهما الله إلى حالهما إن كانا كاذبين وهما لاشك أنهما كاذبان والظاهر أن الله تعالى ردهما إلى حالهما الأولى فسلب الأقرع شعره وماله وكذلك الأبرص أما الأعمى فقال له الملك أمسك عليك مالك يعني لا أريد شيئا إنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك هذه هي القصة وفيها من العبر شيء كثير وفيها ما ينافي التوحيد وذلك بكفر النعمة بالنسبة للأقرع والأبرص وفيها أيضا ما يؤكد قدرة الله عز وجل حيث إن الله تعالى أزال القرع والبرص والعمى من هؤلاء في لحظة واحدة وفيه أيضا من الفقه أنه ينبغي للإنسان أن يتصدق مما أعطاه الله عز وجل وفيه أيضا من السلوك والمنهج أن الله سبحانه وتعالى قد يبتلي العبد بالنعم كما يبتليه بالنقم واختلف أرباب السلوك يعني أصحاب العبادات ورقة القلوب أيهما أفضل وأشد بلاءً فقال بعض العلماء الفقر والمرض أشد بلاءً من الغنى والصحة لأنه قل من يصبر وقال الآخرون بل الصحة والغنى أشد لأنه قَلَّ مَنْ يشكر والحقيقة أن كلا منهما ابتلاء وامتحان من الله عز وجل فالله تعالى قد يعطي المال والصحة والبنين وغير ذلك من حسنات الدنيا ليبتلي من أعطاه أيشكر أم يكفر وقد يسلب الله هذه النعم ليبتلي من سلبها عنه أيصبر أم يتضجر فعلى الإنسان أن ينتبه في مثل هذه الأمور وأن لا يتخذ من نعم الله سبحانه وتعالى وسيلة إلى البطر والأشر فإن الله قال (ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين).

منقول من موقع الشيخ

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[منهجية] لأول مرة على الشبكة/ شريط التوحيد أولاً/ لشيخنا الإمام العلامة ربيع بن هادي

تعليمية تعليمية
[منهجية] لأول مرة على الشبكة/ شريط التوحيد أولاً/ لشيخنا الإمام العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي.

بسم الله الرحمن الرحيم

هدية العيد لمن سأل عن الجديد

هذا الشريط العظيم أقدمه لإخوة لي أحببتهم ولمّا ألقاهم علّه يكون هدية في يوم عيد الفطر وأنا على يقين أن هذا الشريط سيعجبكم وتقبلونه إن شاء الله إلّا عصابة نسأل الله لهم التوبة والرجوع.
* كيف لا وهو يتكلم عن حق الله تعالى على العباد.
* كيف لا وهو لإمام من أئمة المسلمين بقية السلف الصالحين شيخ المجاهدين ربيع السلفيين نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله.
* كيف لا وقد رأيت الشيخ ربيع يومها احمرت عيناه وعلا صوته وقام من كرسيه وسقط رداؤه، كل ذلك غضباً لتوحيد رب العالمين وله في ذلك أسوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
( عن جابر قال: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا خطب احمرت عيناه ، وعلا صوته ، واشتد غضبه ، حتى كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم ويقول بعثت أنا والساعة كهاتين، ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى). رواه مسلم
* كيف لا وهذا الشريط لم ينزل على الشبكة فيما أعلم إلا انه كان عندي منذ عشر سنين إلا أياماً وها هو يرفع لأول مرة إن شاء الله وذلك بعد نقله من الكاسيت إلى الجهاز وتحويله وتهيئته فكونوا شاكرين ولله حامدين.

التوحيد أولاً

لفضيلة الشيخ العلامة:
ربيع بن هادي عمير المدخلي
حفظه الله تعالى

وفقكم الله

الصور المصغرة للصور المرفقة تعليمية

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

درر من كلام العلامة محمد الأمين الشنقيطيعلى تقسيم التوحيد.

تعليمية تعليمية
درر من كلام العلامة محمد الأمين الشنقيطي-رحمه الله-على تقسيم التوحيد.

بسم الله الرحمن الرحيم
وحسبي الله ونعم الوكيل

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين المعتدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلَّم وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
قال العلامة المفسر محمد الأمين بن محمد الجكني الشنقيطي -رحمه الله-:في تفسيره"أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن " (304-307).
وقد دلَّ استقراء القرآن العظيم على أنَّ توحيد الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: توحيده في ربوبيته، وهذا النوع من التوحيد جبلت عليه فِطَرُ العقلاء، قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ ..}(1)، وقال: {قُلْ مَن يَّرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَآءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَّمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَن يُّخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُّدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ}(2). وإنكار فرعون لهذا النوع من التوحيد في قوله: {قَالَ فِرْعَونُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ}(3) تجاهلٌ من عارفٍ أنَّه عبدٌ مربوبٌ؛ بدليل قوله تعالى: {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلآءِ إِلاَّ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَائِرَ …}(4) الآية، وقوله: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً}(5)، وهذا النوع من التوحيد لا ينفع إلا بإخلاص العبادة لله؛ كما قال تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ}(6)، والآيات الدالة على ذلك كثيرة جداً.
الثاني: توحيده جلَّ وعلا في عبادته. وضابط هذا النوع من التوحيد هو تحقيق معنى "لا إله إلا الله" وهي متركبة من نفي وإثبات؛ فمعنى النفي منها: خلع جميع أنواع المعبودات غير الله كائنة ما كانت في جميع أنواع العبادات كائنة ما كانت. ومعنى الإثبات منها: إفراد الله جلَّ وعلا وحده بجميع أنواعالعبادات بإخلاص، على الوجه الذي شرعه على ألسنة رسله عليهم الصلاة والسلام. وأكثر آيات القرآن في هذا النوع من التوحيد، وهو الذي فيه المعارك بين الرسل وأممهم {أَجَعَلَ الأَلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}(7).
ومن الآيات الدالة على هذا النوع من التوحيد قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ ..}(8) الآية، وقوله: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}(9) الآية، وقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّه لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ}(10)، وقوله: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ ءَالِهَةً يُعْبَدُونَ}(11)، وقوله: {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ}(12)، فقد أمر في هذه الآية الكريمة أن يقول: إنَّما أوحي إليه محصور في هذا النوع من التوحيد؛ لشمول كلمة "لا إله إلا الله" لجميع ما جاء في الكتب؛ لأنَّها تقتضي طاعة الله بعبادته وحده. فيشمل ذلك جميع العقائد والأوامر والنواهي، وما يتبع ذلك من ثواب وعقاب، والآيات في هذا النوع من التوحيد كثيرة.
النوع الثالث: توحيده جلَّ وعلا في أسمائه وصفاته. وهذا النوع من التوحيد ينبني على أصلين:
الأول: تنزيه الله جلَّ وعلا عن مشابهة المخلوقين في صفاتهم؛ كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}(13).
والثاني: الإيمان بما وصف الله به نفسه؛ أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق بكماله وجلاله؛ كما قال بعد قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}: {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}(14)، مع قطع الطمع عن إدراك كيفيَّة الاتصاف، قال تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً}(15)، وقد قدمنا هذا المبحث مستوفى موضحاً بالآيات القرآنية في سورة الأعراف.
ويكثر في القرآن العظيم الاستدلال على الكفار باعترافهم بربوبيته جلَّ وعلا على وجوب توحيده في عبادته؛ ولذلك يخاطبهم في توحيد الربوبيَّة باستفهام التقرير. فإذا أقرُّوا بربوبيته احتج بها عليهم على أنَّه هو المستحق لأنْ يعبد وحده. ووبخهم منكراً عليهم شركهم به غيره، مع اعترافهم بأنَّه هو الربّ وحده؛ لأنَّ من اعترف بأنَّه الرب وحده لزمه الاعتراف بأنَّه هو المستحق لأن يُعبد وحده.
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: {قُلْ مَن يَّرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَآءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَّمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ}(16) إلى قوله: {فَسَيَقُولُونَ اللهُ}: فلما أقروا بربوبيتهوبخهم منكراً عليهم شركهم به غيره بقوله: {فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ}.
ومنها قوله تعالى: {قُل لِّمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ للهِ}، فلما اعترفوا وبخهم منكراً عليهم شركهم بقوله: {قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ}، ثم قال: {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ سَيَقُولُونَ للهِ}، فلما أقرُّوا وبخهم منكراً عليهم شركهم بقوله: {قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ}، ثم قال: {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ للهِ}فلما أقرُّوا وبخهم منكراً عليهم شركهم بقوله: {قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ}(17).
ومنها قوله تعالى: {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللهُ}، فلما صح الاعتراف وبخهم منكراً عليهم شركهم بقوله: {قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ لاَ يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً}(18).
ومنها قوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ}، فلما صحَّ إقرارهم وبخهم منكراً عليهم بقوله: {فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}(19).
ومنها قوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ}، فلما صحَّ اعترافهم وبخهم منكراً عليهم شركهم بقوله: {فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}، وقوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللهُ}، فلما صحَّ إقرارهم وبخهم منكراً عليهم شركهم بقوله: {قُلِ الحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَيَعْقِلُونَ}(20)، وقوله: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ}، فلما صح اعترافهم وبخهم الله منكراً عليهم بقوله: {قُلِ الْحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ}(21)، وقوله تعالى: {ءَآللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَآئِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا}، ولا شك أنَّ الجواب الذي لا جواب لهم البتة غيره: هو أنَّ القادر على خلق السموات والأرض وما ذكر معها خير من جماد لا يقدر على شيء. فلما تعيَّن اعترافهم وبخهم منكراً عليهم بقوله: {أَءِلَهٌ مَّعَ اللهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ}، ثم قال تعالى: {أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلاَلَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً}، ولا شك أنَّ الجواب الذي لا جواب غيره كما قبله. فلما تعين اعترافهم وبخهم منكراً عليهم بقوله: {أَءِلَهٌ مَّعَ اللهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ}، ثم قال جلَّ وعلا: {أَمَّن يُّجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَآءَ الأَرْضِ}، ولا شك أنَّ الجواب كما قبله. فلما تعين إقرارهم بذلك وبخهم منكراً عليهم بقوله: {أَءِلَهٌ مَّعَ اللهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ}، ثم قال تعالى: {أَمَّن يَّهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُّرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ}، ولا شك أنَّ الجواب كما قبله. فلما تعين إقرارهم بذلك وبخهم منكراً عليهم بقوله: {أَءِلَهٌ مَّعَ اللهِ تَعَالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}، ثم قال جلَّ وعلا: {أَمَّن يَّبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَّرْزُقُكُم مِّنَّ السَّمَآءِ وَالأَرْضِ}، ولا شك أنَّ الجواب كما قبله. فلما تعين الاعتراف وبخهم منكراً عليهم بقوله: {أَءِلَهٌ مَّعَ اللهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}(22)، وقوله: {اللهُ الذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَّفْعَلُ مِن ذَالِكُم مِّن شَيْءٍ}(23)، ولا شك أنَّ الجواب الذي لا جواب لهم غيره هو: لا، أي ليس من شركائنا من يقدر على أن يفعل شيئاً من ذلك المذكور من الخلق والرزق والإماتة والإحياء. فلما تعين اعترافهم وبخهم منكراً عليهم بقوله: {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}.
والآيات بنحو هذا كثيرة جداً. ولأجل ذلك ذكرنا في غير هذا الموضع: أنَّ كل الأسئلة المتعلقة بتوحيد الربوبية استفهاماتُ تقريرٍ، يراد منها أنَّهم إذا أقروا رتب لهم التوبيخ والإنكار على ذلك الإقرار؛ لأنَّ المقر بالربوبية يلزمه الإقرار بالألوهية ضرورة؛ نحو قوله تعالى: {أَفِي اللهِ شَكٌّ}(24)، وقوله: {قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبّاً}(25) وإن زعم بعض العلماء أن هذا استفهام إنكار؛ لأنَّ استقراء القرآن دلَّ على أنَّ الاستفهام المتعلق بالربوبية استفهام تقرير وليس استفهام إنكار؛ لأنَّهم لا ينكرون الربوبية، كما رأيت كثرة الآيات الدالة عليه.
والكلام على أقسام التوحيد ستجده إن شاء الله في مواضع كثيرة منهذا الكتاب المبارك، بحسب المناسبات في الآيات التي نتكلم على بيانها بآيات أخر اهـــ

وصلى الله على من بعته الله رحمة للعالمين وآله وصحبه الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيراً


(1) سورة الزخرف، الآية (87).
(2) سورة يونس: الآية (31).
(3) سورة الشعراء: الآية( 23).
(4) سورة الإسراء: الآية (102).
(5) سورة النمل: الآية (14).
(6) سورة يوسف: الآية (106).
(7) سورة ص: الآية (5).
(8) سورة محمد: الآية( 19).
(9) سورة النحل: الآية (36).
(10) سورة الأنبياء، الآية (25).
(11) سورة الزخرف: الآية( 45).
(12) سورة الأنبياء:الآية (108).
(13) سورة الشورى:الآية (11).
(14) سورة الشورى: الآية (11).
(15) سورة طه: الآية (110).
(16) سورة يونس: (31).
(17) سورة المؤمنون: الآيات (84 – 89).
(18) سورة الرعد:الآية (16).
(19) سورة الزخرف: الآية (87).
(20) سورة العنكبوت: الآيات (61 – 63).
(21) سورة لقمان، الآية (25).
(22) سورة النمل: الآيات( 60- 64).
(23) سورة الروم: الآية (40).
(24) سورة إبراهيم: الآية( 10).
(25) سورة الأنعام: الآية (164).

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




تعليمية




السلام عليكم و رحمة الله و بركآآته
بارك الله فيكم و نفـ ع بكم




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[مطوية] فضائل التوحيد – للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله

[مطوية] فضائل التوحيد – للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله


بسم الله الرحمن الرحيم

فضائل التوحيد
للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله

تعليمية

تحميل المطوية (حجم صغير)
لتحميل المطوية (حجم كبير)

===========

لمتابعة باقي المطويات الدعوية
http://archive.org/details/matwiyatda3awiya

والحمد لله رب العالمين

الصور المصغرة تعليمية

تعليمية فضائل التوحيد.pdf‏ (5.94 ميجابايت)
تعليمية فضائل التوحيد – مصغرة.pdf‏ (3.83 ميجابايت)

للامانة العلمية الموضوع منقول




بارك الله فيك يا اختي

شكرا على المطوية وان شاء الله يستفيد منها الجميع




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

التوحيد و اتباع سبيل الوحدة و الاجتماع

الحمد لله ربِّ العالمين، الذي أكمل لنا الدين، والصلاة و السلام على من أرسله الله رحمة للعالمين نبيّ الهدى والرحمة، المبعوث بالكتاب والحكمة وعلى آله وصحبه وأتباعه أجمعين.
أمّا بعد، فإنّ الأخوّة الإيمانيّة قد عقدها الله وربطها أتمَّ ربط بعقيدة التوحيد الذي هو الغاية في إيجاد الخلق وإرسال الرسل، وإنزال الكتب، وهو دعوة المجدّدين في كلّ عصر وزمان، إذ لا تخلو الأرض من قائمٍ لله بالحجّة فلا تنقطع دعوة الحقّ عن هذه الأمّة من العهد النبويّ إلى قيام الساعة (وَ لَن تَزَالُ طَائِفَةٌ مِن أُمَتِي ظَاهِرينَ عَلى الحَقّ لاَ يَضُرُهُم مَن خَذَلَهُم ولاَ مَن خَـالَفَهُم حَتىّ يَأتِيَ أَمرُ اللهِ وهُم عَلى ذَلِك) [متّفق عليه]، ومزية أهلها معروفة بمواقفها في كلّ جيل ببيان التوحيد والتحذير من الشرك بمختلف مظاهره، وبيان السنّة من البدعة، ونصرة أهل الحقّ والعلم والإكثار منهم، ونبذ أهل الشرك والبدع وإذلالهم، لا يمنعهم تفرّق الناس عليهم أن يؤتمر بهم فيما يأمرون به من طاعة الله تعالى، وما يدعون إليه من دين ويفعلونه ممّا يحبّه الله تعالى، إذ الحكمة ضالّة المؤمن فحيث وجدها فهو أحقّ بها، ولا ينتصرون لشخص انتصاراً مطلقاً سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا لطائفة إلاّ للصحابة رضوان الله عليهم مع ترك الخوض فيهم بمنكر من القول والتنَزّه عن الكلام في واحد من الصحابة بسوء؛ فأهل هذا الموقف متّفقون على أنّ كلّ واحد يؤخذ من قوله ويترك إلاّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يقع منهم بحمد الله اتّفاق على ضلالة، فهذه من سمات أهل الحقّ وملامح الفِرقة الناجية خصّ الله بها أهل السنّة يدعـون إلى إصلاح غير مبتكر من عند أنفسهم كما هو شأن منهج أهل الزيغ والضلال، ذلك لأنّ منهج الإصلاح واحد لا يقبل التعدّد، يتبلور حسنه بإحيـاء الدين وتجديده من العوالق والعوائق التي ليست منه من غير أن يعتريه تبديل ولا تغيير، فالدين محفوظ، والحجّة قـائمة، وما رسمه النبيّ صلى الله عليه وسلم هو عين المنهج الإصلاحيّ، ولا يتمّ لنا إصلاح إلا به، وقد سلكه أهل القرون المفضّلة، وآثارهم محفوظة عند العلماء ولن يصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أوّلها.
هذا، واجتماع الأمّة على الضلال مُحال، وظهور سبيل الحقّ هداية وإصلاحاً وتقويماً مقـطوع به، ودوام ثباته آكد ومحقّق لا محالة (وَعدَ الصِّدقِ الذِّي كَانُوا يُوعَدُون) [الأحقاف ١٦]، لا يضرّه ما يعلق به من براثن حاقدة ومخالب حانقة تتجاهل عزّه ومفاخره ولا تريد سوى أن تصدّه وتعوق مسيرتـه، وتحدّ انتشاره، وصمودُهُ بَاقٍ يتحدّى المكابرين والحاقـدين والجاهلين، والله الهادي إلى سواء السبيل.

ومردّ السبيل إلى طاعة الله وطاعة رسوله الباعثة إلى فعل الخيرات والنفرة من الشرور والمفــاسد والمنكرات، تلك الطاعة المزكّية للنفس والمكمّلة لها، الجالبة لسعادته في الدنيا والآخرة (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّهَا وَ قَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) [الشمس ٩، ١٠]، (وَ مَنْ يُطِعِ اللهَ و الرَّسُولَ فـَأُوْلَئِكَ مَعَ الذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُهَدَاءِ وَ الصَالِحِينَ وَ حَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً ذَلِكَ الفَضْلُ مِنَ اللهِ وكَفَى باللهِ عَلِيماً) [النّساء ٦٩، ۷۰] .
وأهل الإيمان في وحدة عقيدتهم ونظمهم أمة متميّزة لا نظير لهم بين الأمم، وشريعتهم لا يقتصر نفعها على أمّة الإسلام، وإنّما هي عامّة للبشرية جمعاء، صالحة لكلّ زمان ومكان، شاملة لكلّ قضايا الحياة، فلا تخلو معضلة عن استنباطِ حلّ لها من أدلّة التشريع والقواعد العامّة غير مفتقرة إلى غيرها، بل مستغنية عن النظم والتقنينات الأخرى، ذلك لأنّها أُسِّست على قواعد محكمة، وبنيت أحكــامها على العدالة والاعتدال من غير إفراط ولا تفريط، مراعية في ذلك مصالح الدين والدنيا، فهي تسمو باستقلالها عن غيرها من نظم البشر في أصولها وفروعها، تلك هي النعمة التي أتمّها اللهُ تعالى على هذه الأمّة بإكمالهـا (اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِيناً) [المائدة ١٣] فكمال هذا الدين وتمامه قاض بالاستغناء التامّ عن زيادات المبتدعين واستدراكات المستدركين.
هذا، وفي خضم المعترك الدعويّ، فإنّ أعزّ ما يقدّمه الداعي لأمّته أن يسلك بها السبيل الأسلم الذي يحقّق به مـعنى التغيير (إِنَ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَومِ حَتى يُغَيِّروا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد ۱۱] دون عجلة مورطة في الفساد والإفساد.
ونسأل الله العون والسداد وأن يوفّقنا إلى التخلق بأخلاق الدعاة الصادقين وأن يلهمنا الاقتداء بسيد الأولين والآخرين، والعاقبة للمتّقين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين .

مقالة للشيخ ابي عبد المعز علي فركوس حفظه الله الصـادرة في العـدد الثالث من مـجلة منابر الهدى
في محرم / صفر ١٤٢٢ هـ .




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي على الموضوع الرائع ما من شيئ اهم في دين المرئ من التوحيد فالتوحيد هو اساس العبادة الصحيحة وهي الرسالة التي جاء بها الانبياء والمرسلون
جعل الله ما قدمت في ميزان حسناتك
وحفظ الله الشيخ فركوس ونفعنا وكل المسلمين بعلمه




السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك اخي الكريم على مرورك الكريم و قراءتك للموضوع المتواضع و ردك القيم ربي يحفظك اخي و الى موضوع قادم باذن الله




تعليمية




بارك الله فيكم وسدد خطاكم وجعلكم من اهل الجنة ومن الطيبن يارب العالمين




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[لقاء] تسجيلات محاضرات الدورة العلمية الثانية بعنوان " التوحيد أولًا " بمسجد الفاروق

تعليمية تعليمية
[لقاء] تسجيلات محاضرات الدورة العلمية الثانية بعنوان " التوحيد أولًا " بمسجد الفاروق بمونتريال كندا – ربيع الأول 1443


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسرني أن أنقل لإخواني ولأخواتي في الله تسجيلات الدورة العلمية الثانية التي أقيمت بمسجد الفاروق ، مسجد أهل السنة في مونتريال بمقاطعة كيبيك بكندا ، والتي كانت بعنوان "" التوحيد أولا "" والتي نظمها االأخوة القائمون على المسجد وهما الأخ المفضال محمد أبو أمامة المغربي إمام المسجد ، والأخ الكريم عبد الحكيم المغربي مدير المسجد.

ولمزيد من التفاصيل ، إليك وصلة الدورة على موقع المسجد الرسمي: http://masjid-alfarouq-montreal.ca/spip.php?article359#

حاضر في الدورة العلمية الشيخ الكريم أبو محمد المغربي -حفظه الله – والذي جاء خصيصًا من بوستن بأمريكا للمشاركة بالدورة – بارك الله فيه وفي مجهوداته الدعوية.

كما حاضر بالهاتف من طيبة الطيبة ، مدينة الحبيب ، عليه الصلاة والسلام ، الشيخ الدكتور محمد بن هادي المدخلي – حفظه الله – عضو هيئة التدريس بكلية الحديث الشريف والدراسات الاسلامية والمدرس بالمسجد النبوي.
وترجمة الشيخ من هنا: http://www.ajurry.com/vb/showthread….3#.UPt95vJZ B-4

كما حاضرنا أيضًا بالهاتف من المدينة – حرسها الله – الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحيم البخاري – حفظه الله – الذي يعمل حالياً أستاذاً مشاركاً في قسم فقه السنة ومصادرها في كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة. وترجمة الشيخ من هنا: http://www.elbukhari.com/index.php?p…=view&pagei d=1

والآن أترككم للمحاضرات المرفقة أدناه.
1- خطبة الجمعة -29 صفر1434 – الشيخ أبو محمد المغربي ، حفظه الله.
2-
"التوحيد أولا" – 1ربيع الأول 1443 -الشيخ محمد بن هادي المدخلي ، حفظه الله.
3- أهمية اتباع السنة وخطر البدعة – 02 ربيع الأول 1443 -الشيخ عبد الله بن عبد الرحيم البخاري ، حفظه الله.

ملفات الصوت بصيغة ال MP3

والمحاضرة الرابعة تعذر رفعها ، ويمكنكم متابعتها من موقع المسجد أعلاه.

نسأل الله أن ينفع بها.

والسلام عليكم ورحمة الله
الملفات المرفقة

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية