تعريفها
تعرف بالزينة اللفظية أو الزخرف اللفظي أو اللون البديعي ؛
فالمحسنات تهتم بتزيين الألفاظ أو المعاني بألوان بديعية.
ومن المحسنات
الطباق – المقابلة – الجناس – السجع – الازدواج –
التورية – حسن التقسيم – التصريع – مراعاة النظير
أولاً: الطباق
وهو كلمتان متضادتان في المعنى (ذكر الشيء وضده)
والطباق نوعان :
أ- طباق بالإيجاب
إذا اجتمع في الكلام المعنى وعكسه مثل : أ – طباق إيجابي
(لا فضل لأبيض على أسود إلا بالتقوى).
(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ
تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ
الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ
حِسَابٍ)
:هو أن يجمع بين فعلين أحدهما مثبت ، والآخر ب – طباق سلبي
منفي ، أو أحدهما أمر و الأخر نهي .
مثل قوله تعالي :
(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)
(فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْن)
2 – المقابلة :
هي أن يؤتى بمعنيين أو أكثر أو جملة ، ثم يؤتى
بما يقابل ذلك الترتيب .
مثل :
(وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِث)
(فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى
* وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ
لِلْعُسْرَى)
* – (اللهم أعطِ منفقا خلفا و أعطِ ممسكا تلفا) .
الأثر الفني للتضاد والمقابلة :
يعملان على إبراز المعنى وتقويته وإيضاحه و إثارة الانتباه عن
طريق ذكر الشيء وضده .
3 – الجناس **
تعريفه – اتفاق أو تشابه كلمتين في اللفظ واختلافهما في المعنى
وهو نوعان :
أ – جناس تام (موجب) :
و هو ما اتفقت فيه الكلمتان في أربعة أمور :
نوع الحروف وعددها وترتيبها وضبطها
مثل :
* – (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَة)
* – (صليت المغرب في أحد مساجد المغرب)
ب – جناس ناقص (غير تام) :
و هو ما اختلف فيه اللفظان في واحد من الأمور الأربعة السابقة :
نوع الحروف وعددها وترتيبها وضبطها .
* – الاختلاف في نوع الحروف :
مثل قول أبي فراس الحمداني :
من بحر شعرك أغترف .. وبفضل علمك أعترف
* – الاختلاف في عدد الحروف :
فيا راكب الوجناء (الناقة الشديدة)هل أنت عالم .. فداؤك نفسي
كيف تلك المعالم
* – الاختلاف في الترتيب : مثل قول أبي تمام
بيض الصفائح (السيوف) لا سود الصحائف (م صحيفة).
*- الاختلاف في الضبط :
كقول خليل مطران :
يا لها من عَبْرَة للمستهام (الهائم) وعِبْرَة للرائي
***سر جمال الجناس***
أنه يحدث نغماً موسيقياً يثير النفس وتطرب إليه الأذن . كما
يؤدِّى إلى حركة ذهنية تثير الانتباه عن طريق الاختلاف في
المعنى ، ويزداد الجناس جمالاً إذا كان نابعاً من طبيعة المعاني
التي يعبر عنها الأديب ولم يكنْ متكلَّفاً وإلا كان زينة شكلية لا
قيمة لها
***الخلاصة في سر جماله ***
أنه يعطى جرساً موسيقياً تطرب له الأذن ويُثير الذهن لما ينطوي
عليه من مفاجأة تقوى المعنى .
4- السجع :
هو توافق الفاصلتينِ في فِقْرتين أو أكثر في الحرف الأخير.
أو هو توافق أواخر فواصل الجمل [الكلمة الأخيرة في الفقرة] ،
ويكون في النثر فقط
مثل :
– (الصوم حرمان مشروع ، وتأديب بالجوع ، وخشوع لله
وخضوع).
من السجع ما يسمى " الترصيع " ، وهو أن تتضمن القرينة
الواحدة سجعتين أو سجعات
** كقول الحريري :
" فهو يطبع الأسجاع بجواهر لفظه ، ويقرع الأسماع بزواجر
وعظه "
سر جمال السجع :
يحدث نغماً موسيقياً يثير النفس وتطرب إليه الأذن إذا جاء غير
متكلف
يجدر الذكر
*- أن الشعر يحْسُنُ بجمال قوافيه ، كذلك النثر يَحْسُنُ بتماثل
الحروف الأخيرة من الفواصل.
*- أجمل أنواع السجع ما تساوت فقراته مثل :
*- (الحقد صدأ القلوب ، واللجاج سبب الحروب)
اللجاج : التمادي في الخُصومة
*- إذا لم يكن هناك سجع بين الجمل يسمى الأسلوب مترسلاً .
5 – التورية :
هي ذكر كلمة لها معنيان أحدهما قريب ظاهر غير مقصود والآخر
بعيد خفي وهو المقصود و المطلوب ، وتأتي التورية في الشعر و
النثر .
مثل :
* – قول الشبراوي : فقد ردت الأمواج سائله نهراً .
سائله] : لها معنيان الأول قريب وهو " سيولة الماء " ، ليس
المراد الثاني بعيد و هو " سائل العطاء " و هو المراد .
[نهراً]: لها معنيان الأول قريب وهو " نهر النيل " ، ليس
المراد . الثاني بعيد و هو " الزجر والكف " و هو المراد .
* – أيها المعرض عنا حسبك الله تعالى
[تعالى] : لها معنيان الأول قريب وهو " تعاظم وعلا " ، ليس
المراد . الثاني بعيد و هو " طلب الحضور " و هو المراد .
* – قال حافظ مداعبا شوقي
يقولون إن الشوق نار ولوعة .. فما بال شوقي اليوم أصبح باردا
(شوقى) شدة الشوق (شوقى)اسم الشاعر
غير مقصود وهو المقصود
* – فرد عليه شوقي قائلا :
وحملت إنسانا وكلبا أمانة .. فضيعها الإنسان والكلب حافظ .
(حافظ) صانها (حافظ) اسم الشاعر غير مقصود وهو المقصود
***سر جمال التورية ****
تعمل على جذب الانتباه و إيقاظ الشعور و إثارة الذهن ونقل
إحساس الأديب.
6 – الازدواج :
هو اتفاق الجمل المتتالية في الطول والتركيب و الوزن
الموسيقي بشرط ألا يوجد اتفاق في الحرف الأخير ، ويأتي في
النثر فقط .
مثل :
*- " حبب الله إليك الثبات ، و زيّن في عينيك الإنصاف ، و أذاقك
حلاوة التقوى "
* – " لا يترفع عند بني أو زاهد ، ولا ينحط عن دني أو خامل " .
*** قيمته الفنية ***
مصدر للموسيقى الهادئة التي تطرب الأذن .
7 – مراعاة النظير :
هو الجمع بين الشيء وما يناسبه في المعنى بشرط ألا يكونا
ضدين .
مثل :
* – سناء تقرأ ورانيا تكتب .
* – كقوله تعالى: (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت
تجارتهم وما كانوا مهتدين)
* – أكلنا و شربنا .
*** قيمته الفنية ***
تقوية المعنى ، وتأكيده و نقل إحساس الأديب
8 – التصريع :
هو تشابه نهاية الشطر الأول مع نهاية الشطر الثاني في البيت
الأول.
مثال:
* – سكت فغر أعدائي السكوتُ وظنوني لأهلي قد نسيتُ
*** سر جماله ***
يحدث نغما موسيقيا يطرب الأذن.
9 – حسن التقسيم:
هو تقسيم البيت إلى جمل متساوية في الطول والإيقاع ، ويأتي
في الشعر فقط .
مثال:
* – الوصل صافية ، والعيش ناغية والسعد حاشية والدهر
ماشينا.
* – متفرد بصبابتي ، متفرد بكآبتي ، متفرد بعنائي.
*** سر جماله ***
يحدث نغما موسيقيا يطرب الأذن.
10 – الالتفات :
هو الانتقال من ضمير إلى ضمير كأن ينتقل من ضمير الغائب إلى
المخاطب أو المتكلم و المقصود واحد .
* – كقوله تعالى:
(وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ
مِنْهُمْ أَحَداً * وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ
أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً)
فقد تكلم الله عن المشركين بضمير الغائب في قوله :
(وحشرناهم) ثم بضمير المخاطب في قوله : (جئتمونا) . وتكلّم
جلّ وعلا عن نفسه فقال : (وحشرناهم) بضمير المتكلم ثم قال:
(وعرضوا على ربّك).
*** سر جمال الالتفات ***
إثارة الذهن وجذب الانتباه ودفع الملل