التصنيفات
العقيدة الاسلامية

قد يكفر من قال لااله الاالله اذا فعل ما يناقضها والاستدلال لذلك بسبعة أدلــة

المبحـث الخامــس:قد يكفر من قال لااله الاالله اذا فعل ما يناقضها والاستدلال لذلك بسبعة أدلــة

{هذا المبحث:رد على المرجئة}

الدليل الأول:

وهي أن بني حنيفة أشهر أهل الردة وهم الذين يعرفهم العامة من أهل الردة[أتباع مسيلمة الكذاب] وهم عند الناس أقبح أهل الردة وأعظمهم كفرا وهم -مع هذا يشهدون:أن لااله الاالله وأن محمدا رسول الله ويؤذنون ويصلون.

الدليل الثاني:قصة أخرى وقعت زمن الخلفاء الراشدين

وهي أن بقايا من بني حنيفة لما رجعوا الى الاسلام وتبرأوا من مسيلمة وأقروا بكذبه:كبرذنبهم عند أنفسهم وتحملوا بأهليهم الى الثغر لأجل الجهاد في سبيل الله لعل ذلك يمحو عنهم آثار تلك الردة لأن الله تعالى يقول:((الا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات)) ويقول:((واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صلحا ثم اهتدى)) فنزاو الكوفة وصار لهم بها محلة مسجد يسمى مسجدبني حنيفة فمر بهم بعض المسلين على مسجدهم بين المغرب والعشاء فسمعوا منهم كلاما معناه :أن مسيلمة كان على حق وهم جماعة كثيرون لكن الذي لم يقله لم ينكره على من قاله فرفعوا أمرهم الى عبد الله بن مسعود فجمع من عنده من الصحابة واستشارهم :هل يقتلهم وان تابوا فأيستتيبهم بعضهم وقتل بعضهم ولم يستتبه.

فتأمل -رحمك الله- اذا كانوا قد أظهروا من الأعمال الصالحة الشاقة ما أظهروا لما تبرأوا من الكفر وعادوا الى الاسلام ولم يظهر منهم الا كلمة أخفوها في مدح مسيلمة لكن سمعها بعض المسلمين ومع هذا لم يتوقف أحد في كفرهم كلهم -المتكلم والحاضر الذي لم ينكر- ولكن اختلفوا:هل تقبل توبتهم أم لا؟ والقصة في البخاري.

الدليل الثالث:ما وقع في زمن الخلفاء الراشدين

قصة أصحاب علي بن أبي طالب-لما اعتقدوا فيه الالهية التي تعتقد اليوم في أناس من أكفر بني آدم وأفسقهم -فدعاهم الى التوبة فأبوا فخد لهم الأخاديد وملأها حطبا وأضرم فيها النار وقذفهم وهم أحياء

ومعلوم أن الكافر-مثل اليهودي والنصراني-اذا أمر الله بقتله لا يجوز احراقه بالنار فعلم أنهم أغلظ كفرا من اليهود والنصارى.

هذا،وهم يقومون الليل ويصمون النهار ويقرأون القرآن أخذين له عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما غلوا في علي ذلك الغلو:أحرقهم بالنار وهم أحياء وأجمع الصحابة وأهل العلم كلهم على كفرهم.

الدليل الرابع:ما وقع في زمن الصحابة أيضا

وهي قصة المختار بن أبي عبيد الثقفي وهو رجل من التابعين مصاهر لعبد الله بن عمر-رضي الله عنه- وعن أبيه مظهر للصلاح فظهر في العراق يطلب بدم الحسين وأهل بيته فقتل ابن زياد ومال اليه من مال لطلبه دم أهل البيت ممن ظلمهم ابن زياد فاستولى على العراق وأظهر شرائع الاسلام ونصب القضاة والأئمة من أصحاب ابن مسعود-رضي الله عنه- وكان هو الذي يصلي بالناس الجمعة والجماعة لكن في آخر أمره:زعم أنه يوحى اليه فسيّر اليه عبد الله بن الزبيرجيشا فهزموا جيشه وأمير الجيش مصعب بن الزبير وتحته امرأة أبوها أحد الصحابة فدعاها مصعب الى تكفيره فأبت فكتب الى أخيه عبد الله يستفتيه فيها فكتب اليه ان لم تبرأ منه فاقتلها فامتنعت فقتلها مصعب

وأجمع العلماء كلهم على كفر المختار-مع اقامته شعائر الاسلام- لما جنى على النبوة.

الدليل الخامس:ما وقع في زمن التابعين

وذلك قصة الجعد بن درهم وكان من أشهر الناس بالعلم والعبادة فلما جحد شيئا من صفات الله-مع كونها مقالة خفية عند الأكثر-

ضحى به خالد بن عبد الله القيسري يوم عيد الأضحى فقال:أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فاني مضح بالجعد بن درهم فانه زعم أن الله لم يتخذ ابراهيم خليلا ولم يكلم الله تكليما ثم نزل فذبحه ولم يعلم أن أحدا من العلماء أنكر ذلك عليه بل ذكر ابن القيم اجماعهم على استحسانه فقال

شكر الضحية كل صاحب سنة …………لله درك من أخي قربان

الدليل السادس:قصة بني عبيد القداح

فانهم على رأس المائة الثالثة فادعى عبيد الله :أنه من آل علي ابن أبي طالب من ذرية فاطمة وتزيا بزي أهل الطاعة والجهاد في سبيل الله فتبعه أقوام من البربر من أهل المغرب وصار له دولة كبيرة في المغرب ولأولاده من بعده ثم ملكوا مصر والشام وأظهروا شرائع الاسلام واقامة الجمعة والجماعة ونصبوا القضاة والمفتين لكن أظهروا الشرك ومخالفة الشريعة وظهرمنهم ما يدل على نفاقهم وشدة كفرهم فأجمع أهل العلم:أنهم كفار وأن دارهم دار حرب مع اظهارهم شعائر الاسلام

وفي مصر من العلماء والعباد أناس كثير وأكثر أهل مصر لم يدخل معهم فيما أحدثوا من الكفر ومع ذلك: أجمع أهل العلماء على ما ذكرنا حتى أن بعض أكبار أهل العلم المعروفين بالصلاح قال:لو أن معي عشرة أسهم لرميت بواحد منها النصارى المحاربين ورميت بالتسعة بني عبيد.

ولما كان زمن السلطان محمود بني زنكي أرسل اليهم جيشا عظيما بقيادة صلاح الدين فأخذوا مصر من أيديهم ولم يتركوا جهاد بمصر لأجل من فيها من الصالحين

فلما فتحها السلطان محمود فرح المسلمون بذلك أشد الفرح وصنف ابن الجوزي في ذلك كتابا سماه ((النصر على مصر)).

الدليل السابع:قصة التتار

وذلك:أنهم بعد ما فعلوه بالمسلمين ما فعلوه وسكنوا بلاد المسلمن وعرفوا دين الاسلام:استحسنوه وأسلموا ولكن لم يعلموا بما يجب عليهم من شرائع الاسلام وأظهروا أشياء من الخروج عن الشريعة لكنهم كانوا يتلفظون بالشهادتين ويصلون الصلوات الخمس والجمعة والجماعة وليسوا … ومع هذا كفرهم العلماء وقاتلوهم وغزوهم حتى أزالهم الله عن بلدان المسلمين.

{أنظر مختصر السيرة لشيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب (من ص:44 الى:53) طبع رئاسة ادارة البحوث العلمية والافتاء

منقول للفائدة