عمل الأطفال في مجموعات يعني حسب "فيليب ماريو" وضعهم في وضعية تعلم جماعيّ، لأن التعلّم ليس مجرّد تلقّ للمعلومة (10% فقط يتعلمون جيّدا بمجرّد الإنصات) ولكنّه كذلك، وأهم من ذلك معالجة تلك المعلومة لامتلاكها.
لمـــاذا العمل في مجموعـــــــــات؟
لتجاوز جملة من المعوّقات مثل:
–انحباس التواصل: حيث تعين تقنيات العمل في مجموعات كلّ طفل على التعبير عن رأيه عن طريق شخص آخر، إلى أن يتعوّد بتدرج على الاندماج في المجموعة وأخذ زمام المبادرة.
–الضعف في التفاعل الاجتماعي: فتقنيات العمل في مجموعات توفّر فضاء "تفاعل" اجتماعيّ متنوّع يعلّم الأطفال مع الأيّام كيف يتصرّفون شيئا فشيئا في نزاعاتهم "conflits" التي تجمع "التدافع" مع "الشّدة" مع اللعب مع علاقات "السيطرة/الاستسلام" مع القيادة.
–اهتزاز الثقة بالنفس: حيث يجد كلّ طفل نفسه مضطرّا في بعض المواقف إلى أن يشرح بعض "التعلّمات" إلى بعض زملائه أو إلى أن يعبّر عنها، مما يعيد له الثقة في إمكانياته.
–فقدان الدّافعية والرّغبة: فتقنيات العمل في مجموعات توفر وضعيات "حيوية" "dynamiques" تسمح بالحركة والتحدّث بين الزملاء، وتنظيم الطاولات بطريقة مغايرة، بأخذ المبادرات والقرارات، ولعب الأدوار، وتوزيع المهامّ.. وهذه الحيوية من شأنها أن تقنع الاطفال بأنهم الفاعلون الحقيقيون في تعلّمهم، فتتولد لديهم الرّغبة في التعلّم.
نماذج من تقنيات المجموعات:
هناك أكثر من تقنية لتنشيط المجموعات لا يمكن استيفاؤها في مثل هذا الموجز، ولكن سنقتصر هنا على بعضها الذي كثر استعماله وظهرت نجاعته
تقنية 1 .2 .4 .8 .16
§يقدّم المطلوب لكامل القسم
§تدوم فترة التفكّر الذاتي خمس دقائق
§توقيت مراحل الإنجاز:
·ينصرف التلاميذ بعد ذلك إلى العمل اثنين اثنين: كلّ مع جاره، مع ضرورة تأليف الإجابة قد تشكل تعبيرا شفويا
·يمرّون بعد ذلك إلى مجموعة رُباعيّة أين يؤلفون الإجابتين السابقتين
·ثمّ يمرّون إلى مجموعة ثُمانية بنفس المطلوب مدّة خمس عشرة دقيقة
§ينجز التأليف الجماعي بأن يُطلب من كلّ مجموعة (رباعيّة أو ثمانيّة حسب الوقت الذي اختار المربي أن يوقف فيه العملية) . ولأن هذه المرحلة قد تكون طويلة فمن الأفضل أن توزّع أوراق كبيرة (أو أوراق شفافة عند توفر عارضها) على المجموعات النهائية لتسجيل الحصيلة الأخيرة لعملهم بطريقة واضحة. وتدوم عملية التأليف الجماعية هذه عشر دقائق.
.
التقنية الكلاسيكية لتجميع التلاميذ في ثلاثة أو أربعة أفراد:
§ينتظم الأطفال في مجموعات ثلاثية أو رباعيّة باختيار شخصي، أو بإملاء من المربي (يعتمد على مواصفات التفريق التي اختارها بناء على التشخيص الأولي)
§يوزّع المربي على كلّ مجموعة وثائق ، وسائل مختلفة، حتّى وإن تعلقت بنفس الأهداف، ويطلب منهم رأيهم
§تعمل كلّ مجموعة ما بين 10 إلى 20 دقيقة حسب دقّة التعلّم، ثم تعرض عملها على القسم في دقيقتين أو ثلاث.
تقنية الممثل :
§يجتمع التلاميذ في مجموعات ذات 4 أو 5 أفراد لإنجاز التعلّم المطلوب مدّة 10 أو 15 دقيقة، بعد أن تكون كلّ مجموعة قد اختارت "الممثل أوالنائب عنها" يمثّلها
§يطوف الممثل في نهاية الوقت المخصّص على كلّ مجموعة لإفادتهم بما أنجزت كل مجموعة، وذلك بحساب وقت لكلّ رسالة.
تقنية المحادثــة:
§يختار كلّ طفل أحد الرقمين 1 أو 2 ليتسمّى به داخل مجموعة ثنائية
§كلّ حامل رقم 1 يسأل زميله الحامل رقم 2 مدة دقيقة، ثم تتبادل الأدوار
§يعرض كلّ طفل حواره أمام كامل القسم
تقنية العيّنــة:
§يقسّم الأطفال إلى مجموعتين:
·مجموعة "العينة"، التي تجلس في شكل نصف دائرة قبالة القسم، وتمثل ربع عدد التلاميذ الإجمالي، وهي التي تتولّى مناقشة الموضوع المطروح
·مجموعة المشاهدين الذين يتمثل دورهم في الإنصات إلى المناقشة التي يديرها زملاؤهم، ويطرحون عليهم الأسئلةبتوجيه من المربي.
§تجري هذه التقنية على النّحو التالي:
·الخطوة الأولى: تكلّف "العينة" بمناقشة الموضوع المطروح لمدّة معينة يحددها المربي. ويمكن للمربي أن يتدخّل لإثارة النقاش عبر معطيات تكميلية أو جديدة. بينما يسمع فريق المشاهدين في صمت .
·الخطوة الثانية: تَكُفّ "العيِّنة" عن الحديث وتأخذ في تقبّل الأسئلة (ينهض طفل منشط للعملية)، ثمّ تتولى الإجابة لمدة. وكلما عجزت "العَيِّنَةُ" عن الإجابة يتدخل المربي.
§تقنية "العَيِّنَة" تعلم الأطفال أن ينصتوا إلى بعضهم البعض، وأن يتحكموا في وقت تدخلاتهم.