الشهيد ((يحيى عياش)) لن ننسااااك يارجلا أرعبت كيان اسرائيل
المهندس
الشهيد يحيى عياش رمز الجهاد
وقائد المقاومة في فلسطين
تقديم
لا يوجد جنس من المخلوقات تتفاوت أفراده، كما يتفاوت بنو الإنسان، الواحد منهم قد يحسب بمائة، وقد يعتبر بألف.
وفي الحديث الصحيح: «الناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة».
وفي حديث آخر «ليس شيء خيراً من ألف مثله إلا الإنسان»(1).
وقديما قال الشاعر:
(والناس ألف منهمو كواحد وواحد كالألف إن أمر دهى)
وقد قيل: فرد ذو همة يُحيي أمة.
وقال الشاعر:
(وليس على الله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد!)
وقال تعالى: (^إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفاً ولم يك من المشركين).
وقال ابن مسعود في معاذ: إن معاذاً: «كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يكن من المشركين».
وإنما يتفاوت الناس ويتفاضلون بما يعيشون له من أهداف، فيصغرون أو يكبرون، ويعلون أو يهبطون حسب هذه الأهداف.
فمن الناس من يعيش لشهوة بطنه أو فرجه، وقد قال حكيم: من كان همه بطنه وفرجه فنتيجته ما يخرج منهما!
وقال تعالى: (والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم).
وينشدون لأبي نواس قوله:
(إنما الدنيا طعام وشراب ومنام)
(فإذا فاتك هذا فعلى الدنيا السلام)
ومن الناس من يعيش لهدف دنيوي، فوق شهوة البطن والفرج، ولكن لشهوة أخرى، شهوة الاستعلاء على الخلق، والوصول إلى النفوذ والجاه والتحكم في عباد الله، ليعز من يحب، ويذل من يكره.
وهذه لا تخرج عن كونها شهوة من شهوات النفس، بل هي شر من الأولى ، وهذه هي آفة إبليس: الكبر والغرور، إذ أمره الله بالسجود لآدم فأبى واستكبر وكان من الكافرين، وقال: أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين.
ومن الناس من جعل أكبر همه المال، أو الغنى، يريد أن يجمعه من حلال أو من حرام، لا يبالي في سبيله أن يدوس كل القيم، وأن يتعدى كل الحدود، يَذِل لمن فوقه، ويطغى على من دونه، لأن المال هو وسيلته لإشباع شهواته الظاهرة والباطنة، وأداته للحصول على المجد الزائف إن كان من هواته، وهيهات أن يسعده المال، بل هو أداة تعذيب له كما قال تعالى في شأن قوم: (فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم، إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا) وقال سبحانه: (أيحسبون أن ما نمددهم به من مال وبنين، نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون).
ومن الناس من يعيش في الدنيا ميتاً أشبه بالحي، وغائباً أشبه بالحاضر، ومعدوماً أشبه بموجود، لم يعرف له هدفاً، ولم يحدد له غاية، يميل حيث تميل الريح، وتجري به الأمواج يميناً وشمالاً. ولا يعرف له براً يرسو عليه، ولا منزلاً يأوي له، غافلاً عن نفسه وما حوله، كالذين قال الله تعالى فيهم: (لهم قلوب لا يفقهون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها، أولئك كالأنعام بل أضل، أولئك هم الغافلون).
ومن الناس صنف متميز ، لم يجعل الدنيا أكبر همه، ولا مبلغ علمه، ولم تشغله نفسه ولا شهواته، ولا مصالحه الذاتية، بل هو يعيش لهدف كبير، ولرسالة عظيمة، نذر نفسه لها، ووهب حياته وجهوده وقدراته لتحقيقها، لا يضن عليها بنفس ولا نفيس، ولا يبخل عليها بغال ولا خسيس، هي شغل نهاره، وحلم ليله، فيها يفكر، وبها يهيم، وإليها يسعى، عليها يحرص، ومن أجلها يحب ويبغض، ويصل ويقطع، ويسالم ويحارب، وهو الذي قال الله تعالى في مثله: (^ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد).
وقال سبحانه: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً. ليجزي الله الصادقين بصدقهم).
وأحسب أن من هؤلاء الذين باعوا أنفسهم ابتغاء مرضاة الله، وصدقوا ما عاهدوا الله عليه: المهندس الموهوب، المجاهد الشهيد يحيى عياش، الذي نذر نفسه ومواهبه ووقته وجهده، وكل ما يملك: لقضية كبيرة خطيرة، هي قضية المسلمين الأولى: قضية أرض النبوات التي بارك الله فيها للعالمين، أرض الإسراء والمعراج، أرض المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله.
نذر ذلك، وهو في ريعان الشباب، ومقتبل العمر، في السن التي يلهو فيها اللاهون، ويعبث فيها العابثون، ولكن أخانا
موضوع قيم ومفيد
نحسبه من الشهداء ولا نزكي على الله احد