التصنيفات
اسلاميات عامة

يجب أن تحرص على نشر العلم بكل نشاط وقوة

يجب أن تحرص على نشر العلم بكل نشاط وقوة ـ لفضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله

السؤال :

إن هداية الناس ثمرة لانتشار العلم الشرعي بين الناس ولكن من الملاحظ أن الباطل أكثر انتشارا عبر الصحافة وكافة وسائل الإعلام ومناهج التدريس . فما موقف الدعاة والعلماء من هذا؟

الجواب :
هذه واقعة منتشرة في الزمان كله وحكمة أرادها الله سبحانه كما قال تعالى: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ، ويقول سبحانه: وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ؛ لكن هذا يختلف ففي بلاد يكثر وفي بلاد يقل وفي قبيلة يكثر وفي قبيلة يقل. وأما بالنسبة إلى الدنيا فأكثر الخلق على غير الهدى ولكن هذا يتفاوت بالنسبة إلى بعض الدول وفي بعض البلاد وبعض القرى وبعض القبائل.
فالواجب على أهل العلم أن ينشطوا وأن لا يكون أهل الباطل أنشط منهم، بل يجب أن يكونوا أنشط من أهل الباطل في إظهار الحق والدعوة إليه أينما كانوا: في الطريق وفي السيارة وفي الطائرة وفي المركبة الفضائية وفي بيته وفي أي مكان، عليهم أن ينكروا المنكر بالتي هي أحسن، ويعلموا بالتي هي أحسن بالأسلوب الطيب والرفق واللين، يقول الله عز وجل: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، ويقول سبحانه فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من دل على خير فله مثل أجر فاعله))، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه))، فلا يجوز لأهل العلم السكوت وترك الكلام للفاجر والمبتدع والجاهل فإن هذا غلط عظيم ومن أسباب انتشار الشر والبدع واختفاء الخير وقلته وخفاء السنة. فالواجب على أهل العلم أن يتكلموا بالحق ويدعوا إليه وأن ينكروا الباطل ويحذروا منه، ويجب أن يكون ذلك عن علم وبصيرة كما قال الله عز وجل: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ وذلك بعد العناية بأسباب تحصيل العلم من الدراسة على أهل العلم وسؤالهم عما أشكل وحضور حلقات العلم والإكثار من تلاوة القرآن الكريم وتدبره ومراجعة الأحاديث الصحيحة حتى تستفيد وتنشر العلم كما أخذته عن أهله بالدليل مع الإخلاص والنية الصالحة والتواضع ويجب أن تحرص على نشر العلم بكل نشاط وقوة، وألا يكون أهل الباطل أنشط في باطلهم وأن تحرص على نفع المسلمين في دينهم ودنياهم. وهذا واجب العلماء شيوخا وشبابا أينما كانوا بأن ينشروا الحق بالأدلة الشرعية ويرغبوا الناس فيه وينفروهم من الباطل ويحذروهم منه عملا بقوله عز وجل: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وقوله سبحانه: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ هكذا يكون أهل العلم أينما كانوا يدعون إلى الله ويرشدون إلى الخير وينصحون لله ولعباده بالرفق فيما يأمرون به وفيما ينهون عنه وفيما يدعون إليه حتى تنجح دعوتهم ويفوز الجميع بالعاقبة الحميدة والسلامة من كيد الأعداء. والله المستعان.




جزاكم الله خيرا

نسأل الله أن يجعلنا ممن يدعون إليه ويرشدون إلى الخير وينصحون لله ولعباده بالرفق و الحكمة و الموعظة الحسنة


اللهم آمين




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبيد الله الأثرية تعليمية
جزاكم الله خيرا

نسأل الله أن يجعلنا ممن يدعون إليه ويرشدون إلى الخير وينصحون لله ولعباده بالرفق و الحكمة و الموعظة الحسنة


اللهم آمين

بارك الله فيك على المرور وجزاك الله خير الجزاء




شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله خيرا

تحية طيبة




وفيك بارك الله اخي يحى




بارك الله فيكم




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رنين تعليمية
بارك الله فيكم

وفيك بارك الله




التصنيفات
اسلاميات عامة

كيف نعيد البركة إلى منازلنا بأذن الله

اخوانى وأخواتي في الله …
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته …..

كم مرة استغفرت اليوم من ذنوبك ؟؟
هل دعوتي الله عز و جل أن يوفقك للتوبة و الإنابة
و الرجوع إليه ؟؟
هل استشعرت بنعمة الله عز و جل عليك أن مد لك في عمرك حتى تستغفر على ذنوبك و تقصيرك في حق الله ؟؟
..لقد أعطاك الله عز و جل فرصة عظيمة و منحة جليلة ..ألا و هي الاستغفار فتخيل لو أن كل ذنوبك تكتب عليك و أنه لا سبيل للرجوع و التوبة و الخلاص مما علق بك من ذنوب و معاصي !!!!

تخيل لو أن هذا حالنا لهلكنا جميعاً

قال صلى اله عليه و سلم : قال الله تعالى : يا ابن آدم إنك ما دعوتني و رجوتني غفرت لك على ما كان منك و لا أبالي , يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك , يا ابن آدم إنك لو آتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة "
و قال صلى الله عليه و سلم " والله إني لأستغفر الله و أتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة"

يستغفر رسول الله صلى الله عليه و سلم في اليوم أكثر من سبعين مرة و هو قد غفر الله له ما تأخر من ذنبه و ما تقدم ….فما بالنا نحن ؟؟ نحن المذنبون الغافلون …نحن أحوج ما نكون إلى الاستغفار ….اللهم اغفر لنا و ارحمنا يا أرحم الراحمين

عائشة تعليميةا : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً "
قال على تعليمية : عجبت لمن يهلك و معه النجاة , قيل : و ما هي ,قال ( الاستغفار )

روى عن لقمان أنه قال لابنه : يا بني عوّد لسانك ….اللهم اغفر لي ..فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً
و قال الحسن : أكثروا من الاستغفار في بيوتكم و على موائدكم و في طرقكم و في أسواقكم و في مجالسكم و أينما كنتم فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة
و قال علي تعليمية : ما ألهم الله سبحانه و تعالى عبداً الاستغفار و هو يريد أن يعذبه

و قال قتادة رحمه الله : إن هذا القرآن يدلكم على دائكم و دوائكم فأما دائكم فالذنوب و أما دواؤكم فالاستغفار

فأكثراخى من الاستغفار و اجعل لسانك لا يفتر من قول اللهم اغفر لي و تب علىّ إنك أنت التواب الرحيم
و اعلم أنه مهما كثرت ذنوبك فعفو الله عز و جل أعظم منها

اخى واختى في الله ….لا تظن أن الاستغفار للعصاة أصحاب الكبائر فقط و لكن كل واحد منا مهما كانت عبادته و تقواه فهو أحوج ما يكون للاستغفار فهذا رسولنا و قدوتنا صلى الله عليه و سلم يقول " إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة" و عن ابن عمر تعليمية قال : إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه و سلم في المجلس يقول " رب اغفر لي و تب عليّ إنك أنت التواب الرحيم " مائة مرة

اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً و لا يغفر الذنوب إلا أنت , فاغفر لي مغفرة من عندك و ارحمني إنك أنت الغفور الرحيم




بارك الله فيكم وسدد خطاكم وجعلكم من اهل الجنة الفائزين بها




شكرا وبارك الله فيك أخي




التصنيفات
اسلاميات عامة

وقفات . مع . بعض خلق الله


تفكروا في خلق الله

إلى كل مسلم ومسلمة، أن يقفوا مع أنفسهم ويحاسبوها، وتفكروا في خلق الله يا عباد الله.

يا أيها الماء المهـين من سـواكا * ومن الذي في ظلمة الأحشاء قد والاكا

ومن الذي غـذّاك من نـعمـائه * ومن الكـروب جميعهـا نجـّـاكـا
ومن الذي شـقّ العيون فأبصرت *ومـن الـذي بالعقـل قـد حـلاكـا
ومن الذي تعصى ويغفر دائمـاً * ومـن الـذي تنســى ولا ينســاكا

عجائب خلق الله فى مخلوقاته :

انظر أيها المسلم أيتها المسلمة، وتأمل تلك النملة الضعيفة ترى عبراً وآيات باهرات تنطق بقدرة رب الأرض والسماوات : تنقل الحبَّ الى مساكنها وتكسره حتى لا ينبت إذا أصابه بلل وتُخرجه إلى الشمس إذا خافت عليه من العفن ثم ترده الى بيوتها ..

كما أنها تعتني بالزراعة وفلاحة الأرض؛ تشق الأرض وتحرثها وتزيل الأعشاب الضارة وتنظف الأرض ثم تتسلق الشجر وقت الحصاد وتذهب بها إلى مخازنها، بل إن لها مدافن جماعية تدفن فيها موتاها ، وفوق هذا تعرف ربها وتعرف أنه فوق سماواته مستوٍ على عرشه بيده كل شئ ..

روى الإمام أحمد فى الزهد من حديث أبو هريرة رضى الله عنه يرفعه ، قال : (خرج نبي من الأنبياء بالناس يستسقي فإذا هو بنملة رافعة بعض قوائهما إلى السماء فقال : ارجعوا فقد استجيب لكم من أجل هذه النملة). ورواه الدارقطنى فى سننه والحاكم فى المستدرك وصححه الألبانى في المشكاة.

ومن عجيب أمر القردة ما رواه البخارى فى صحيحه (3849) عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: "رَأَيْتُ فِى الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ قَدْ زَنَتْ ، فَرَجَمُوهَا فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ" .

عجباً لها قرود تُقيم الحدود حين عطّلها بعض بنى آدم !!

وهذا الأثر له قِصَّة مِنْ وَجْه آخَر مُطَوَّلَة عَنْ عَمْرو بْن مَيْمُون قَالَ : " كُنْت فِي الْيَمَن فِي غَنَم لِأَهْلِي وَأَنَا عَلَى شَرَف ، فَجَاءَ قِرْد مِنْ قِرَدَة فَتَوَسَّدَ يَدهَا ، فَجَاءَ قِرْد أَصْغَر مِنْهُ فَغَمَزَهَا ، فَسَلَّتْ يَدهَا مِنْ تَحْت رَأْس الْقِرْد الْأَوَّل سَلًّا رَفِيقًا وَتَبِعَتْهُ ، فَوَقَعَ عَلَيْهَا وَأَنَا أَنْظُر ، ثُمَّ رَجَعَتْ فَجَعَلَتْ تُدْخِل يَدهَا تَحْت خَدّ الْأَوَّل بِرِفْقٍ ، فَاسْتَيْقَظَ فَزِعًا ، فَشَمَّهَا فَصَاحَ ، فَاجْتَمَعَتْ الْقُرُود ، فَجَعَلَ يَصِيح وَيُومِئ إِلَيْهَا بِيَدِهِ ، فَذَهَبَ الْقُرُود يَمْنَة وَيَسْرَة ، فَجَاءُوا بِذَلِكَ الْقِرْد أَعْرِفهُ ، فَحَفَرُوا لَهُمَا حُفْرَة فَرَجَمُوهُمَا ، فَلَقَدْ رَأَيْت الرَّجْم فِي غَيْر بَنِي آدَم ". انظر: "فتح الباري" (7/160)، والإصابة في تمييز الصحابة" (5/154)، "عمدة القاري" (16/300).

وأغرب من ذلك أن الحيوانات فيها مشاعر الإحساس بالذنب وتعاقب نفسها على ذلك.

ومن ذلك:
ماذَكَرَه أَبُو عُبَيْدَة مَعْمَر بْن الْمُثَنَّى فِي " كِتَاب الْخَيْل " مِنْ طَرِيق الْأَوْزَاعِيِّ: "أَنَّ مُهْرًا أُنْزِيَ عَلَى أُمّه فَامْتَنَعَ ، فَأُدْخِلَتْ فِي بَيْت وَجُلِّلْت بِكِسَاءٍ وَأُنْزِيَ عَلَيْهَا فَنَزَا ، فَلَمَّا شَمَّ رِيح أُمّه عَمَدَ إِلَى ذَكَرِهِ فَقَطَعَهُ بِأَسْنَانِهِ مِنْ أَصْله". انظر" "فتح البارى" (7 / 161)، "فيض القدير" (6/143).

ومن عجيب أمر الفأرة ما ذكره صاحب كتاب ( العقيدة فى الله ) أنها إذا شربت من الزيت الذي في أعلى الجرة ينقص ويعز عليها الوصول إليه فى أسفل الجرة فتذهب وتحمل في أفواهها الماء ثم تصبه في الجرة حتى يرتفع الزيت فيقترب منها ثم تشربه .. من علمها ذلك ؟ !! إنها لم تتعلم الكثافة وموازينها ولم تتعلم أن الماء أثقل من الزيت فيعلو الزيت على الماء .. فمن علمها هذا ؟ !!

إنه الله ، أحق من عُبد وصُليَ له وسُجد .

سبحان من يُجري الأمور بحكمة * فى الخلق بالأرزاق والحرمان

وتأملوا معي النحل: فهي مأمورة بالأكل من كل الثمرات بخلاف كثير من الحشرات التي تعيش على نوع معين من الغذاء، وتعْجب أنها لا تأكل من التبغ ، فلا تأكل إلا الطيبات ، فهل يعتبر بذلك أهل العقول !!

ومما يُذكر أن ألدّ أعداء النحل؛ هو الفأر، يُهاجم الخلية فيشرب العسل ويلوث الخلية، فماذا تفعل النحلة الصغيرة أمام الفأر الذي هو لها كجبل عظيم ؟

إنها تُطلق عليه مجموعة من العاملات فتلدغه حتى يموت .
لكن: كيف تُخرجه ؟ إن بقي أفسد العسل ولوث أجواء الخلية ، ولو إجتمع النحل الدنيا كله على إخراجه ما استطاع . فماذا يفعل؟؟
جعل الله عز وجل للنحل مادة شمعية يفرزها ويُغلف بها ذلك الفأر فلا ينتن ولا يتغير ولو بقي الدهر حتى يأتي صاحب الخلية فيُخرجه .. فسبحان من خلق فسوى وقدّر فهدى ..

فيا عجباً من مضغة لحمٍ عند الإنسان؛ أقسى من الجبال، تسمع آيات الله تُتلى فلا تلين ولا تخشع !!

لله في الآفـــاق آيـات * لعـل أقـلها هو ما إليـه هـداكا

ولعل ما في النفـس من آيـاته * عجب عجـاب لو تـرى عيناكا
والكون مشحون بأسـرار إذا * حاولت تفســيراً لها أعيـاكـا
قل للمريض نجا وعوفي بعدما * عجزت فنون الطب؛ من عافاكا؟
قل للصحيح يموت لا من علةٍ * من بالمنايا يا صـحيح دهـاكا؟
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه * فأسأله من ذا بالسـموم حشـاكا؟
وأسـأله كيف تعيـش يا ثعبـان * أو تحيا وهذا السـم يملأ فاكا؟
وأسأل بطون النحل كيف تقاطرت * شهداً، وقل للشهد من حلاكا؟
بل سـائل اللبن المصـفى كان * بين دمٍ وفرث مالذي صـفّاكا؟
قل للهواء تحسه الأيدي ويخفى * عن عيون النـاس؛ من أخفاكا؟
وإذا رأيت النبت فى الصحراء * يربو وحده فأسـأله من أرباكا؟
قل للمرير من الثـمار من الذي * بالمُـر دون الثـمار غـذّاكا؟
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى * فأسأله من يا نخل شـق نواكا؟
سـتجيب مافي الكون من آياته * عجب عُجـاب لو ترى عيناكا
ربي لك الحمـد العظيم لذاتـك * حمـداً وليـس لواحـدٍ إلاكا
يا مدرك الأبصـار والأبصـار * لا تـدري له ولكنهه إدراكا
إن لم تكن عيني تراك فإنني * فى كل شـيء أسـتبين عُـلاكا
يا أيها الإنسـان مهلاً ما الذي * بالله جـل جـلاله أغراكا ؟!

التوبة … التوبة ـــ الإنابة … الإنابة ……….. يا عباد الله




بارك الله فيك

موضوع قيم جدا

ننتضر منك كل جديد ومفيد

تقبلي مروري المتواضع

اختك هناء




التصنيفات
اسلاميات عامة

لمــاذا لا تصلي في المسجد؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي في الرحمن

إن الله تبارك وتعالى فرض على الرجل الصلاة في المسجد وهي واجبة عليك
والنساء الأفضل الصلاة في البيت
ولكن أنت رجل ما السبب الذي يجعلك تصلي في البيت..؟؟
ستقول أنك (تعبان) ..؟
أم مشغول في أمور الدنيا ..؟؟
كل هذه الحجج والاجابات التي تحاول تبرير نفسك بها لا تنفع

ألم تتذكر قصة الأعمى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله إني أعمى لذا لا اذهب للمسجد
فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام الرحيم الحبيب
أتسمع النداء..؟ فقال نعم .. قال الرسول عليه الصلاة والسلام (أجبه) أي اذهب للمسجد
ولم يقول له أنت أعمى ولا تذهب،، فما بالك أنت ؟؟ لما لا تذهب..؟؟

أخي اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب بلا عمل
فاتقي الله في نفسك ،، وتداركها ..واشكر نعم الله عليك ،، ولا تجحدها بفعلك هذا
نحن لم نخلق من أجل الجلوس في المنزل ،، أو للركض خلف حطام الدنيا فقط.!! بل لغاية الكل يدركها
لا تأخذ الصلاة منك وقتا طويلا ،،الصلاة تشرح الصدر ،، الصلاة مفتاح الرزق

وإليك ثمرات الصلاة والمحافظة عليها مع جماعة المسلمين
للصلاة مع جماعة المسلمين والمحافظة عليها ثمرات عظيمة، وفوائد جليلة، وعوائد جمّة، في الدين والدنيا، والآخرة والأولى، فمن ذلك ما يلي:

*أن المحافظة عليها سبب لقبول سائر الأعمال.
*المحافظة عليها سلامة من الاتصاف بصفات المنافقين.
*عليها سلامة من الحشر مع فرعون وقارون وهامان وأُبي بن خلف.
*ومن ثمراتها تفريح القلب، مبيضة للوجه. .
*وهي منورة للقلب، مبيّضة للوجه. منشطة للجوارح. جالبة للرزق.
*قامعة للشهوات. حافظة للنعم، دافعة للنقم.
*منزلة للرحمة، كاشفة للغمة.
*وهي دافعة لأدواء القلوب من الشهوات والشبهات.
* التعاون على البر والتقوى، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.
حصول المودة بين المسلمين؛ فالقرب في الأبدان مدعاة للقرب في القلوب.
وما التوفيق إلا من عند ربي العظيم…..
منقووووووول للفائده ………..




بارك الله فيكم

يارب اهدي كل المسلمين

شكرا على الموضوع والنصائح القيم

ننتضر المزيد ان وجد طبعا

تقبلوا مروري المتواضع

المعلمة هناء




جزاكم الله خيرا

ملاحظة:
الرجاء ذكر مصدر النقل في المرة القادمة حتى لا تعرضوا مشاركاتكم للحذف


وجوب أداء الصلاة جماعة

للشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله


فغير خاف على الجميع عظم شأن الصلاة في الإسلام إذ هي عموده، بها يستقيم دين المسلم وتصلح أعماله ويعتدل سلوكه في شئون دينه ودنياه متى أقيمت على الوجه المشروع؛ عقيدة وعبادة وتأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم لما لها من خاصية قال الله عنها في محكم التنزيل: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}[1] وقال: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ}[2] وكما أن هذا شأنها فهي أيضا مطهرة لأدران الذنوب ماحية للخطايا. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء))؟ قالوا لا يبقى من درنه شيء قال ((فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا))[3] متفق عليه.فحري بالمسلم تجاه فريضة هذا شأنها أن لا يفرط فيه، كيف وهي الصلة بينه وبين ربه تعالى كما أنها جديرة بالتفقه في أحكامها وغير ذلك مما شرع الله فيها حتى يؤديها المؤمن بعناية في الخشوع والإحسان والطمأنينة ظاهرا وباطنا. فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله))[4] رواه مسلم. فعليكم معشر المسلمين بتقوى الله في أموركم عامة وفي صلاتكم خاصة أن تقيموها محافظين عليها وحافظين لها عما يبطلها أو ينقص كمالها من تأخير لها عن أوقاتها الفاضلة من غير عذر شرعي، أو التثاقل عن أدائها جماعة في المساجد، أو الإتيان فيها بما يذهب الخشوع ويلهي القلوب عن استحضار عظمة من تقفون بين يديه تعالى، وتدبر لكلامه وذكره ومناجاته جل شأنه من نحو تشاغل في أمور خارجة عنه، أو حركات غير مشروعة فيها كالذي يحدث من البعض عبثا من كثرة تعديل لباسه من غترة وعقال ونظر إلى الساعة أو تمسيح شعر لحيته ونحو ذلك بعد الإحرام بها. كل هذا مما ينافي الخشوع الذي هو لب الصلاة وروحها وسبب قبولها أو ينقصه أو يضعفه. وللتحذير من مثل هذا جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الرجل ليقوم في الصلاة ولا يكتب له منها إلا نصفها… إلى أن قال إلا عشرها))[5] رواه أبو داود بإسناد جيد. فعلى الجميع عامة وعلى الأئمة خاصة أن يكونوا على جانب كبير من الفقه في أحكام الصلاة، وأن يكونوا قدوة حسنة في إقامة هذه الشعيرة العظيمة لأنه يقتدي بهم المأمومون ويتعلم منهم الجاهل والصغير، وربما ظن البعض من العامة أن ما يفعله الإمام ولو كان خلاف السنة أنه سنة، ولا سيما بعض المسلمين الوافدين من بعض البلدان الخارجية ممن لا يعرف أحكام الصلاة على الوجه المشروع، كما أن مما تساهل فيه بعض الأئمة وبعض المأمومين العناية بتسوية الصفوف واستقامتها والتراص فيها وهو أمر يخشى منه غضب الله سبحانه، للوعيد الوارد في ذلك. فعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول ((استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم))[6] رواه مسلم. وفي المتفق عليه عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم))[7] وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة))[8] متفق عليه. فكانت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الحث على تسوية الصفوف، والحث على المحافظة على أداء الصلوات في المساجد جماعة كما درج عليها الصحابة والتابعون لهم بإحسان سلفا وخلف، وفي ذلك الأجر العظيم من الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح))[9] متفق عليه. وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة))[10] رواه مسلم. وإذ علم هذا فمما يجب الحذر منه ظاهرة التثاقل من البعض عن صلاة العشاء وصلاة الفجر في المساجد جماعة وهي عادة خطيرة، لأنها من صفات المنافقين لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا))[11] فلا عذر ولا رخصة دونما عذر شرعي لمن سمع النداء فلم يجب لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر))[12] واستأذنه رجل أعمى ليس له قائد يلازمه هل له رخصة أن يصلي في بيته قال له صلى الله عليه وسلم ((هل تسمع النداء بالصلاة))؟ قال نعم قال ((فأجب))[13]وفي رواية أخرى قال: ((لا أجد لك رخصة))[14] وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف)[15] رواه مسلم. فهذه الأحاديث وما جاء في معناها دليل على وجوب حضور الجماعة حيث ينادى بالصلاة وفي امتثال ذلك طاعة الله ورسوله وسعادة الدارين والبعد عن مشابهة أهل النفاق وصفاتهم.
فأسال الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لما يرضيه، وأن يرزقنا جميعا الاستقامة على دينه والمحافظة على هذه الصلوات الخمس حيث ينادى بهن وأدائهن بالطمأنينة والخشوع الكامل رغبة فيما عند الله وحذرا من عذابه إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

[1] سورة العنكبوت، الآية 45.

[2] سورة المؤمنون الآيتان 1 2.

[3] رواه البخاري في (مواقيت الصلاة) برقم (497)، ومسلم في (المساجد ومواضع الصلاة) برقم (1071) واللفظ له.

[4] رواه مسلم في (الطهارة) برقم (335).

[5] رواه الإمام أحمد في (مسند الكوفيين) برقم (18136)، وأبو داود في (الصلاة) برقم (675).

[6] رواه الإمام أحمد في (مسند الشاميين) برقم (16482)، ومسلم في (الصلاة) برقم (654) والنسائي في (الإمامة) برقم (803).

[7] رواه البخاري في (الأذان) برقم (676)، ومسلم في (الصلاة) برقم (659) واللفظ متفق عليه.

[8] رواه البخاري في (الأذان) برقم (681)، ومسلم في (الصلاة) برقم (656)، وابن ماجه في (إقامة الصلاة والسنة فيها) برقم (983) واللفظ له.

[9] رواه البخاري في (الأذان) برقم (622)، ومسلم في (المساجد ومواضع الصلاة) برقم (1073) واللفظ له.

[10] رواه مسلم في (المساجد ومواضع الصلاة) برقم (1070).

[11] رواه البخاري في (الأذان) برقم (617)، ومسلم في (المساجد ومواضع الصلاة) برقم (1041).

[12] رواه ابن ماجه في (المساجد والجماعات) برقم (785).

[13] رواه مسلم في (المساجد ومواضع الصلاة) برقم (653)، والنسائي في (الإمامة) برقم (850).

[14] رواه أبو داود في (الصلاة) برقم (552)، وابن ماجه في (المساجد ومواضع الصلاة) برقم (792).

[15] رواه مسلم في(المساجد ومواضع الصلاة) برقم (1046).




اللهم اهدنا الى ما تحب و ترضى و اجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون احسنه

بارك الله فيك و جعلها في ميزان حسناتك




التصنيفات
اسلاميات عامة

الحث على لزوم الجماعة

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله.

أمّا بعد: فإنّ من تمام نعمة الله على العباد، ورحمته بهم في المعاش والمعاد، أن أكمل لهم هذا الدين مصداقًا لقوله جلّ وعلا ﴿اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتيِ وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾[المائدة:3]. ولم يقبض النبي صلى الله عليه وسلَّم حتى ترك أمّته على البيضاء نقية، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلاّ هالك.

ولقد كانت هذه الأمّة مرحومة في أوّل عهدها، جمعها الله على الهدى، وعصمها من الردى، وألّف بين قلوب أفرادها وحماها من الهوى، حيث انقادت إلى تعاليم الشرع المطهّر، واستقامت على طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلَّم، أولئك صحب النبي صلى الله عليه وسلَّم، العصابة الظاهرة، أهل القلوب الرحيمة الطاهرة، لم يكونوا يعرفون غير اتّباعه وتوقيره، واتّباع النور الذي أنزل عليه والخير الذي جاء به، مستسلمين لما جاء به من الحقّ، مذعنين لما أمر به من الهدى، لم يكن لهم قول مع قوله، ولا اعتراض على حكمه ولا تقديم بين يديه وذلك الظنّ بهم، فلقد كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلَّم أمّة واحدة كما وصفهم الله عزّ وجلّ بقولـه: ﴿إِنَّ هَذِِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَـا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾[الأنبياء:92].

فكم حاول المنافقون والمرجفون وضعفاء الحصانة العقدية إيقاد فتيل الفتنة، لتضطرم نار العداوة بين المسلمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلَّم تشتيتًا لشملهم وتفريقًا لكلمتهم وخنقًا لدعوتهم فخابوا ولم يفلحوا، وأفسدوا ولم يصلحوا، قالوا ﴿لاَ تَنفِرُوا فِي الحَرِّ﴾ فردّ الله عليهم بقوله ﴿قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ﴾[التوبة:7]، ولكم جرّب اليهود والمرتابون من شاكلتهم في غارات متلاحقة وهجمات مسعورة المساس بوحدة المسلمين والنيل من دينهم ﴿وَقَالَتْ طَائِفَةُ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾[آل عمران:72]. لكن الخطّة فشلت لأنّ الله كشفها وفضحها، وأبطل شرّها وأبان عوارها، ولقد حاولوا نزلة أخرى فأخذوا يذكرون الأنصار وما جرى بينهم من عداوات وحروب قبل الإسلام لإحياء ما خمد في نفوسهم من نعرات الجاهلية وقبائح خصال البشرية، فكشف الله أمرهم وخيّب آمالهم وردّ عليهم كيدهم بقوله ﴿يَا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ﴾[آل عمران:100].

وجاء النبي صلى الله عليه وسلَّم إلى الأنصار فوعظهم وذكّرهم بنعمة الإسلام، واجتماعهم بعد الفرقة، فتعانقوا وتصافحوا، وتغافروا وتسامحوا، وفشلت خطّة اليهود في محاولات متعاقبة، كلّما أوقدوا نارًا للحرب أطفأها الله.

وبقي المسلمون أمّة واحدة، ينعمون بوحدة الصفّ واجتماع الكلمة، محافظين على وصيّة الله لهم ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُـوا﴾[آل عمران:103].

فكان من بركات الاعتصام بحبل الله، والانقياد إلى شرعه أن حفظ الله لهم جماعتهم وأظهر سوادهم، فكثّرهم من قلّة ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ﴾[الأنفال:26]، وأعزّهم من بعد ذلّة ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾[آل عمران:123]، وأطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ﴿أَوَ لَمْ نُمَكِّن لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾[القصص:57].

وما زال يمدّهم بالنعم والعناية، ويحوطهم بالحفظ والرعاية إلى أن جعلهم خير أمّة أخرجت للناس، لوسطيتها واعتدالها واستقامتها، وأرشدهم إلى ما يديم عليهم هذه النعمة.

وحذّرهم من كلّ ما ينغّصها عليهم من شرّ ونقمة، وأخبرهم أنّ حفظ الدين منوط بوحدة الجماعة والائتلاف، وأنّ نشوء الفتن من كثرة التفرّق والاختلاف، وجعل ذلك من سننه الكونية والشرعية لمن أراد أن يذّكّر﴿فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً﴾ [فاطر:43].

وإنّ الناظر في أحوال أمّتنا عبر تاريخها الطويل يجدها في هذا العقد من الزمان مكتوبة بنار الفتن والعداوات، متجرّعة لمرارة الفرقة والشتات، حيث تلاحقت بها الأزمات من كلّ جانب، وأصبحت هدفًا لكـلّ رام وضـارب. (ففي كل خليّة من خلايا الحياة بلية ليس لها راع تضرب فارهة في قناة المسلمين بأنواع من السلاح) فعند المستهترين وثنية وإلحاد، وتحلّل في الأخلاق، وارتماء في أحضان التغريب، وعند المحافظين غلوّ في الفهم وانحراف في المناهج، وتكثير للسبل، وإعجاب بالآراء وافتتان بالأهواء حتى لقد يستشعر الناظر بعين الحكمة أنّ ذلك من علامات الفناء والزول.

وكلّ هذا إنّما وقع بسبب التهوين من لزوم جماعة المسلمين والانتظام في سلكها والاجتماع على كلمتها، والتشجيع على مفارقتها وشقّ عصاها والافتيات عليها، وقد غذّى كلَّ ذلك الجهل بدين الله والغلوُّ في فهم نصوص الشرع بإقصاء العلماء وتألّق الجهلاء، ممّا أدّى إلى تردّي الأوضاع وأورث سوء الأحوال ممّا ليس بخاف على كلّ ذي عقل من الأحياء.

وليس من شكّ أنّ ائتلاف الأمّة وجمْعَ كلمتها على الحقّ هو مفتاح الفرج وعنوان استرداد المجد الضائع والعزّ الساطع إذ جعل المسلمين على طريقة واحدة هو أصل الإسلام وصمام الأمان.
ولهذا «فرض الشارع الحكيم على كلّ مؤمن بالله واليوم الآخر أن يلزم الجماعة فينتظم في سلكها ويستظلّ بظلّها، ويركن إلى أهلها، فما أحبّه لنفسه أحبّه لهم، وما كرِهه لها كرهه لهم، يسوؤه ما يسوؤهم، ويسرّه ما يسرّهم، ناصح لهم، محامٍ عنهم، سلمًا لأحبابهم، حربًا على أعدائهم هم جسد واحد وهو قطعة منه»(1).

«وما هذا الاهتمام من الشارع بأمر الجماعة إلاّ لبالغ أهميّتها، وكبير قدرها وعظيم نفعها، إذ هي رابطة المسلمين، قوّتهم من قوّتها، وضعفهم من ضعفها، فيها يعبد المسلم ربَّه آمنًا، ويدعو إليه تعالى مؤيَّدًا المستضعف في كنفها قويّ، والمظلوم في ظلّها منصور، والعاجز في محيطها معـان»(2).

وحيث جاء الأمر بلزوم جماعة المسلمين فالمراد بها الجماعة المنتظمة بنصب الحاكم كما قرّره ابن جرير حين قال: «والصواب أنّ المراد من الخبر بلزوم الجماعة، الذين في طاعة من اجتمعوا على تأميره، فمن نكث عن بيعته خرج عن الجماعة» [فتح الباري:(47/13)]. فهذا التفسير من هذا الإمام الجهبذ يدلّ على أنّ الاجتماع والائتلاف، وحمايةَ بيضة الدين، وصونَ أعراض المسلمين إنّما يكون تحت لواء الجماعة الأمّ التي ليس لها اسم تعرف به إلاّ الإسلام والمسلمين ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ﴾[الحجّ:78]، هذه الجماعة الأمّ التي تضمّ الحاكم والمحكومَ، والعالم والجاهلَ، والبرّ والفاجرَ، والتي تذوب فيها كلّ الجماعات والتكتّلات، وتسقط أمامها كلّ الولاءات والبيعات، فهي الجماعة الشرعية الوحيدة التي جاء الأمر بملازمتها والانضواء تحت رايتها، فلا طاعة ولا ولاءَ إلاّ لمن ولاّه الله أمر المسلمين وجمعهم تحت إمرته وقيدتها ولو ترك جائرًا ظالمًا، وهو واحد في الأمّة ولا يمكن أن يتعدّد بتعدّد الجماعات والأحزاب، كما أراد أن يفهمه بعض الناس جهلاً أو تجاهلاً، وهذا هو الفهم الذي استقرّ عند سلف الأمّة وخيارها، ينبئك به ما رواه ابن أبي حاتم بسنده إلى سماك بن الوليد الحنفي أنّه لقي ابن عباس بالمدينة فقال: ما يقول في سلطان علينا يظلموننا ويشتموننا، ويعتدون علينا في صدقاتنا، ألا نمنعهم ؟ قال ابن عبـاس: «لا، أعطهم يا حنفي ! » ثمّ قال: يا حنفي: الجماعة الجماعة، إنّما هلكت الأمم الخالية بتفرّقـها، أمـا سمعت اللهَ عزّ وجلّ يقـول: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا﴾ [تفسير ابن أبي حاتم:(455/2)].

فليس هناك ما يُصلح دين الناس ودنياهم إلاّ الاجتماع والائتلافُ، وليس هناك ما يفسد عليهم ما ذكر إلاّ الافتراق والاختلاف، فإنّ الجماعة قوّة ومنَعَة، والفرقةَ فشلٌ وهَلَكة، ولن تستصلح قلوب العباد ولن يفشوا الأمن في البلاد إلاّ بخصـال ثلاث ذكرهـا النبي صلى الله عليه وسلَّم في حديثه «ثَلاثُ خِصَالٍ لاَ يُغَلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ أَبَدًا، إِخْلاَصُ العَمَلِ للهِ، وَمُنَاصَحَةُ وُلاَةِ الأَمْرِ، وَلُزُومُ الجَمَاعَةِ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ بِهِم مِنْ وَرَائِهِمْ» [رواه أحمد في المسند:(183/5)]. فهذه الثلاث كما قال ابن تيمية «تجمع أصول الدين وقواعدَه، وتجمع الحقوق التي لله ولعباده وتنتظم مصالح الدنيا والآخرة». [مجموع الفتاوى:(18/1)].

ومن تأمّل هذا الكلام وعاين واقع المسلمين في أنحاء المعمورة يتبيّن له موضعُ الخلل ويستبين السبيل، ورحمة الله على محمد بنِ عبد الوهاب لمّا قال: «لم يقع خلل في دين الناس ودنياهم إلاّ بسبب الإخلال بهذه الثلاث أو بعضها» [مجموع مؤلفات الشيخ:(336/1)].

أقول: ولن ينتظم للمسلمين أمر، ولن يرفع عنهم ذلّ ولا قهر، إلاّ إذا أخذوا بهذه الخصال، وأمسكوها بقبضة الرجال، قال أبو طالب المكّي بعد إيراد هذا الحديث المشتمل على هذه الخصال: «ومن اجتمعت فيه هذه الخصال في زماننا فهو من أولياء الله عزّ وجلّ» [قوت القلوب:(273/2)].

فيا طالب ولاية الله، هذه معالمها فبادر إلى نيلها، ودع عنك ولاية الناس إلاّ أن تكون من أهلها، فإنّها مسؤولية وأمانة، وإنّها يوم القيامة خزي وندامة إلاّ من أخذها بحقّها، وأدّى الذي عليه فيها.

فاللهمّ اجمع قلوبنا على الحقّ، واشددها على الاعتصام بحبلك، والانتظام في سلك الجماعة التي كتبت لها نجاةً وتوفيقًا.

الشيخ عز الدين رمضاني


(1) و (2) من مقدمة «الأمر بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم والتحذير من مفارقتهم» لعبد السلام بن برجس، وهي ماتعة في بابها




السلام عليكم و رحمة الله و بركآآته
بارك الله فيكم و جزاكم خيرا




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وفيك بارك الله وجزاك الله خير الجزاء




او السلاااااام عليكم اخي بتحية الاسلام
اتيت لاثني على مجهودك الراقي والرائع الهادف الى توضيح لزوم الجماعة في السلام وقوتها الصاربة
والمستمدة من نهج النبي محد صلى الله عليه وسلم بورك فيك اخي ومزيد من التالق وننتظر
الجدبيد دائما.




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hambabar تعليمية
السلاااااام عليكم اخي بتحية الاسلام
اتيت لاثني على مجهودك الراقي والرائع الهادف الى توضيح لزوم الجماعة في السلام وقوتها الصاربة
والمستمدة من نهج النبي محد صلى الله عليه وسلم بورك فيك اخي ومزيد من التالق وننتظر
الجدبيد دائما.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وفيك بارك الله اخي واسال الله الثبات لي ولكم على الدين الصحيح والمنهج القويم
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيم




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

اخي ابو سليمان لا تبخل علينا بما تعرف

واجر ك عند الله




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمزة بل العزيز تعليمية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

اخي ابو سليمان لا تبخل علينا بما تعرف

واجر ك عند الله

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك الله اخي حمزة




التصنيفات
اسلاميات عامة

نصيحة لله وللمسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد :

فإنه بسبب ما نزل بالإسلام وأهله من نوازل وأحداث مدلهمة وما نزل بهم من ذل وهوان على أيدي أعداء الإسلام إذ تداعوا عليهم كما تداعى الأكلة على قصعتها .
أوجه دعوتي إلى علماء المسلمين والمؤسسات العلمية في كل صقع من أصقاع الدنيا وإلى حكام المسلمين جميعاً أن يتقوا الله في هذه الأمة، وأن يدركوا ما أحدق بها من أخطار بل مما نزل بها من كوارث ومآس فيتحركوا من منطلق الشعور بالمسؤولية أمام الله للخروج بالأمة مما نزل بها من بلاء وويلات وأن يبادروا ببذل كل الأسباب التي تساعدهم على الخروج وعلى رأس ذلك الرجوع إلى دينهم الحق عقيدة وعبادة وأخلاقاً وسياسة ، فيضعوا المناهج الصحيحة المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله
صلى الله عليه وسلم
وما كان عليه السلف الصالح لتربية الأجيال عليها في المساجد والمدارس في مختلف مراحلها وفي كل وسائل الإعلام، واضعين نصب أعينهم قول الرسول الكريمصلى الله عليه وسلم : " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، وواضعين نصب أعينهم قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :"إذا تبايعتم بالعينة ورضيتم بالزرع واتبعتم أذناب البقر وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم".
ولا شك أن الأمة قد وقعت في شر من هذه الأمور حتى آل بهم الأمر إلى هذا الوضع المرير.
وواضعين نصب أعينهم قول الله تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن تكون لهم الخيرة من أمرهم).
واعلموا أنه لا سبيل لكم أبداً إلى إنقاذ الأمة إلا هذا السبيل وأن اتخاذ سبيلاً غيره لا يزيد الأمة إلا هلاكاً وذلاًً، وأن أعداء الإسلام لا يرضيهم إلا خروج الأمة من دينها (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يوفق الأمة حكاماً وعلماء وشعوباً للمبادرة إلى الأخذ بهذه الأسباب النافعة التي لا يقبل ربنا سواها وأن يجمع قلوبهم وكلمتهم على الحق.
وبهذه المناسبة أوجه نصحي إلى من وفقهم الله لإتباع منهج السلف الصالح بأن يتقوا الله ويراقبوه في كل الأحوال ظاهراً وباطناً، وأن يخلصوا له في الأقوال والأعمال ، وأن يشمروا عن ساعد الجد في طلب العلم النافع .
وأوصي أصحاب المواقع في الشبكات العنكبوتية -الانترنيت- أن يجعلوا هذه المواقع وسائل ناجحة في نشر المنهج السلفي على الوجه العلمي الصحيح في كل ما يقدمونه للناس عبر هذه الوسائل التي أتيحت لهم.
وأن يتصدى لذلك الأكفاء من علماء هذا المنهج ولاسيما المتخصصون.
فمن كان متخصصاً في تفسير القرآن الكريم فيكتب في التفسير وعلومه وليتطرق للعقائد وأنواعها وللعبادات والمعاملات والأخلاق من خلال الآيات التي يفسرها، كما يتطرق إلى أصول التفسير بأنواعه.
والمتخصص في الحديث يستمد مقالاته من سنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم وليركز على العقائد وغيرها كما ذكرنا عن أخيه المفسر كما ينبغي أن يكتب مقالات في علوم المصطلح وفي تراجم أئمة الحديث.
وليكتب المتخصص في الفقه مقالات في هذا الفن وليختر في مقالاته ما يساعد طلاب العلم على فهم كتاب الله وسنة رسوله
صلى الله عليه وسلم قارناً المسائل التي يعالجها بأدلتها.
وليكتب المتخصص في التاريخ في سيرة النبي
صلى الله عليه وسلم وسير أصحابه وفي تراجم أعلام هذه الأمة الذين لهم آثر بارزة في نصرة الإسلام.
وليكتب المتخصص في القراءات والتجويد مقالات في هذا الفن .
وليكتب المتخصص في اللغة مقالات في هذا الفن بشرط أن يجتنب ما لا يعترف به المنهج السلفي كالمجاز بأنواعه.
وأن لا يتصدى لنقد أهل البدع وتفنيد باطلهم إلا أهل العلم.
وأرجوا من المسئولين على هذه المواقع كسحاب وأخواتها ألا يقبلوا من المقالات إلا التي وقع عليها أصحابها بأسمائهم الصريحة وألا يقبلوا أصحاب الأسماء المستعارة.
كما أرجوا من السلفيين عموماً أن يجتنبوا الخصومات وأسباب الخلافات وإن حصل شيء من ذلك بين بعض الإخوة ألا يكثروا الجدال وأن لا ينقلوا منه شيئاً في مواقع الإنترنت السلفية أو غيرها، بل يحيلوا ذلك إلى أهل العلم ليقولوا فيها كلمة الحق التي تقضي إن شاء الله على الخلاف .
وأنصح الإخوة بالحرص على إشاعة العلم النافع فيما بينهم وإشاعة أسباب المحبة والأخوة فيما بينهم .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وألف بين القلوب إن ربي لسميع الدعاء.

وكتبه:
ربيع بن هادي عمير المدخلي
في 25/ ذي القعدة 1443من الهجرة النبوية
مكة المكرمة




وأنصح الإخوة بالحرص على إشاعة العلم النافع فيما بينهم وإشاعة أسباب المحبة والأخوة فيما بينهم




جزاكم الله خير الجزاء ونفع بكم ان شاء الله

نسال الله ان يجلعنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه

شكرا على الموضوع القيم




اقتباس:
واعلموا أنه لا سبيل لكم أبداً إلى إنقاذ الأمة إلا هذا السبيل وأن اتخاذ سبيلاً غيره لا يزيد الأمة إلا هلاكاً وذلاًً، وأن أعداء الإسلام لا يرضيهم إلا خروج الأمة من دينها (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).

حفظ الله الشيخ ربيع و نفعنا بعلمه ، و جزاكم الله خيرا أخي على هذه التذكرة

بالتوفيق إن شاء الله




وجزاكم الله خير الجزاء وبارك الله فيكم على المرور الطيب




جزاك الله كل الخير




التصنيفات
اسلاميات عامة

اهمية بيت المقدس

أهمية بيت المقدس
أن الله تعالى وصفه في القرآن بأنه مبارك قال تعالى :
( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي
باركنا حوله ) ( الإسراء / 1 ) والقدس هي مما حول المسجد وبهذا تكون مباركة
أن الله تعالى وصفها بأنها مقدسة في قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام
: ( يا قومِ ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ) ( المائدة /21 ) .
فيها المسجد الأقصى والصلاة فيه تعدل مائتين وخمسين صلاة .
عن أبي ذر قال : تذاكرنا ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أيهما أفضل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أم بيت المقدس ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه ولنعم المصلى هو “.
رواه الحاكم وصححه الألباني والصلاة في المسجد النبوي بألف صلاة ، فتكون الصلاة فيه بمائتين وخمسين صلاة .
وأما الحديث المشهور أن الصلاة فيه بخمسمائة صلاة : فضعيف .كما قاله الألباني
أن الأعور الدجال لا يدخلها لحديث ” وإنه سيظهر على الأرض كلها
إلا الحرم وبيت المقدس ” رواه أحمد.والدجال يقتله المسيح عيسى بن مريم
عليه السلام قريباً من هناك كما جاء في الحديث ” يَقتل ابنُ مريم الدجالَ
بباب لُدّ ” رواه مسلم . و” لدّ ” : مكان قرب بيت المقدس
أن الرسول صلى الله عليه وسلم أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
قال تعالى : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ) ( الإسراء /1 )

أنه قبلة المسلمين الأولى ، كما جاء عن البراء رضي الله عنه : أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً .. متفق عليه .
أنه مهبط الوحي وموطن الأنبياء وهذا معلوم مقرر .
أنه من المساجد التي تُشد الرحال إليها ، قال النبي صلى الله عليه وسلم قال :
” لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول
صلى الله عليه وسلم ومسجد الأقصى ” . متفق عليه .
فلا يجوز السَّفر إلى بقعة في الأرض بقصد التعبّد فيها إلا هذه المساجد الثلاثة
أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمّ الأنبياء في صلاة واحدة في الأقصى
في حديث طويل “.. فحانت الصلاة فأممتهم ” رواه مسلم .
الإسلام سؤال وجواب




بارك اللهع فيكم واحسن اليكم

وجعلكم من اهل الجنة الطيبين

ننتضر المزيسد من مثل هذه الموةاضيع القيمة




التصنيفات
اسلاميات عامة

اغتنام الأوقات بفعل الطاعات واجتناب المحرمات


إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَنْ يهده الله فلا مضل له، ومَنْ يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

أما بعد:

فيا عباد الله، اتقوا الله تعالى، واعتبروا في هذه الأيام والليالي، فإنها مراحل تقطعونها إلى الدار الآخرة حتى تنتهوا إلى آخر سفركم، وإن كل يوم يمر بكم بل كل لحظة تمر بكم فإنها تبعدكم من الدنيا وتقربكم من الآخرة .
إن الماضي لبعيد، وإن المستقبل لقريب، وإن هذه الأيام والليالي لخزائن لأعمالكم محفوظة لكم شاهدة بما فيها من خير أو شر، فطوبى لعبد اغتنم فرصها بما يقرب إلى مولاه، وطوبى لعبد شغلها بالطاعات واجتناب المعاصي، وطوبى لعبد اتعظ بما فيها من تقلبات الأمور والأحوال فاستدل بذلك على ما لله – عزَّ وجل – من الحكم البالغة والأسرار:(يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأولِي الأَبْصَارِ) [النور:44] .
عباد الله، ألم تروا إلى هذه الشمس تطلع كل يوم من مشرقها وتغرب في مغربها فإن في ذلك أعظم اعتبار، إن طلوعها ثم غروبها إيذان بأن هذه الدنيا ليست دار قرار وإنما هي طلوع ثم غيوب وإدبار، ألم تروا إلى القمر يطلع هلالاً صغيراً في أول الشهر كما يولد الأطفال وهكذا الإنسان وحياته تماماً، فاعتبروا يا أولي الأبصار، فإن الإنسان يخلق من ضعف ثم إلى قوة ثم إلى ضعف كما قال الله عزَّ وجل:(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) [الروم:54] .
إن هذا الهلال يبدو صغيراً كما يبدو الطفل ثم ينمو رويداً رويداً كما تنمو الأجسام حتى إذا تكامل في النمو أخذ في النقص والاضمحلال وهكذا حال الإنسان وحياته، فاعتبروا يا أولي الأبصار، ألم تروا إلى هذه السنين تتجدد عاماً بعد عام، يجيء أول العام فينتظر الإنسان آخره نظر البعيد ثم تمر الأيام سريعة كلمح البصر فإذا هو في آخر العام وهكذا عمر الإنسان يتطلع إلى آخره تطلع البعيد ويطيل ويبعد الموت فإذا به قد باغته الأجل: )وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ )[ق: 19] ، ربما يؤمل الإنسان طول العمر ويتسلى بالأماني فإذا بحبل الأمل قد انصرم وإذا ببناء الأماني قد انهدم وإذا هو بالموت قد بغته، فاعتبروا أيها الإخوة، واستعدوا لما هو أمامكم .
أيها المسلمون، إنكم في هذه الأيام تودِّعون عاماً ماضياً شهيداً وتستقبلون عاماً مشرقاً جديداً، فيا ليت شعري ماذا أودعنا في العام الماضي وماذا نستقبل به العام الجديد ! فليحاسب العاقل نفسه ولينظر في أمره، فإن كان فرط في شيء من الواجبات فليتب إلى الله وليستدرك ما فات، وإن كان ظالماً لنفسه بفعل المحرمات فليقلع عنها قبل حلول الأجل والفوات، وإن كان ممَّن منَّ الله عليه بالاستقامة فأدى ما وجب واجتنب ما حرم فليحمد الله على ذلك وليسأله الثبات عليه إلى الممات، فإن الإنسان مادامت نفسه في جسده فإنه عرضة للزيغ والضلال، ويروى أن الأمام أحمد بن حنبل – رحمه الله – حضرته الوفاة فسُمع يقول: بعد بعد، فلما أفاق قيل له: يا أبا عبد الله ما بعد بعد ؟ قال: رأيت الشيطان تمثل لي يعض على أنامله يقول: فتني يا أحمد فأقول: بعد بعد أي: مادامت الروح في الجسد فإن الإنسان لا تؤمن عليه الفتنة، نسأل الله – تعالى – وإياكم أن يقينا فتنة المحيا والممات .
إخواني، ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ليس بالتمني بالقلب ولا بالتحلي بالجسد، كم من إنسان تحلى بجسده تحليَّ المؤمن ولكنه أبعد من الإيمان بعد المشرق عن المغرب ! كما قال الله – تعالى – عن المنافقين:(وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ) [المنافقون:4]، فليس الإيمان بالتمني بالقلب ولا بالتحلي بالمظاهر وإنما الإيمان: ما حَلَّ في القلب وصدقته الأعمال، ليست التوبة لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسَدَ الجسد كله ألا وهي القلب» .
أيها المسلمون، حققوا إيمانكم بأعمالكم وأخلصوا التوبة مادمتم في زمن الإمكان .
وعَظَ النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – رجلاً فقال:«اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك»، ففي الشباب عزيمة وقوة، فإذا هرم الإنسان فترت العزيمة وضعفت القوة ولم يستطع التخلص مما شبَّ عليه، وفي الصحة انشراح ونشاط، فإذا مرض الإنسان ضاقت نفسه وانحط نشاطه وثقلت عليه الأعمال، وفي الغنى راحة وفراغ، فإذا افتقر الإنسان قَلِقَ فكره وانشغل بطلب العيش لنفسه وحياته، وفي الحياة ميدان فسيح للأعمال، فإذا مات الإنسان انقطعت عنه أوقات العمل وفات زمن الإمكان كما قال نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له»، فاعتبروا – أيها المسلمون – بهذه المواعظ وقيسوا ما بقي من أعماركم بما مضى منها؛ فإن ما بقي منها سوف يمضي سريعاً كما مضى ما سبق، واعلموا أن كل آتٍ قريب وكل شيء من الدنيا زائل:(كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا)[ النازعات:46] .
أيها الإخوة الأحياء، تذكروا إخواناً لكم كانوا معكم في مثل هذه الأيام من سالف الأعوام ثم انتقلوا من القصور إلى القبور ومن الأهل والأموال إلى الجزاء على الأعمال فأصبحوا مرتهنين بأعمالهم في قبورهم يتمنون زيادة حسنة في أعمالهم فلا يستطيعون، ويتمنون أن يتوبوا من سيئات أعمالهم وهم عن التوبة بعد الموت محجوبون، رُؤيَ بعض الأموات في المنام فقال: قدمنا على أمر عظيم نعلم ولا نعمل وأنتم تعملون ولا تعلمون أي: لا تعلمون ما حلَّ بنا، واللهِ لتسبيحة أو تسبيحتان أو ركعة أو ركعتان في صحيفة أحدنا أحب إليه من الدنيا وما فيها .
عباد الله، بادروا بالتوبة، واعرفوا قدر ما أنتم فيه اليوم وما ستقدمون عليه غداً، لقد قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها»، موضع السوط: نحو ذراع أو ذراع ونصف خير من الدنيا وما فيها، وليست الدنيا دنيا عصرك فحسب ولا دنياك وحدك بل الدنيا كلها من أولها إلى آخرها ما كان لك وما كان لغيرك، (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً)[الإسراء:21] (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)[الأعلى:16-17] (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ) .
عباد الله، اقرؤوا ما ذكر الله عن ابتداءِ الخلق وانتهائه في قوله تعالى:(إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (4) هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ)[يونس:4-6] (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ)[الحشر:2]، واعملوا ليوم تتقلب فيه القلوب والأبصار، اللهم ارزقنا اليقظة بعد الغفلة، ووفقنا للتوبة النصوح والعمل الصالح قبل النقلة، وارزقنا اغتنام الأوقات وقت المهلة، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلِّ اللهم وسلِّم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
خطبة جمعة لفضيلة الشيخ محمد بن صالخ العثيمين رحمه الله




جزاكم الله خيرا




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رنين تعليمية
جزاكم الله خيرا

وجزاك الله خير الجزاء




بارك الله فيك على الموضوع القيم افدتنا




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هناء تعليمية
بارك الله فيك على الموضوع القيم افدتنا

وفيك بارك الله




التصنيفات
اسلاميات عامة

الفوائد العشرة لغض البصر

الفوائد العشرة لغض البصر

للشيخ ابن قيم الجوزية



لله در الشاعر إذ يقول :


كم من نظرة فتكت في قلب صاحبها *** فتك السهام بغير قوس ولا وترِ
يســـــر مــقلتـه مــــــاضر مهجتـــــه *** لا خير بســرور جـــاء بالضــرر
1) امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده، وليس للعبد في دنياه وآخرته أنفع من امتثال أوامر ربه تبارك وتعالى، وما سعد من سعد في الدنيا والآخرة إلا بامتثال أوامره، وما شقي من شقي في الدنيا والآخرة إلا بتضييع أوامره.

2) يمنع من وصول أثر السهم المسموم الذي لعل فيه هلاكه إلى قلبه.

3) أنه يورث القلب أنسا بالله وجمعية على الله، فإن إطلاق البصر يفرق القلب ويشتته، ويبعده من الله، وليس على العبد شيء أضر من إطلاق البصر فإنه يوقع الوحشة بين العبد وبين ربه.

4) يقوي القلب ويفرحه، كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه.

5) أنه يكسب القلب نورا كما أن إطلاقه يكسبه ظلمة، ولهذا ذكر الله آية النور عقيب الأمر بغض البصر، فقال : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم}، ثم قال أثر ذلك : { الله نور السماوات والأرض، مثل نوره كمشكاة فيها مصباح}، أي مثل نوره في قلب عبده المؤمن الذي امتثل أوامره واجتنب نواهيه، وإذا استنار القلب أقبلت وفود الخيرات إليه من كل جانب، كما أنه إذا أظلم أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان، فما شئت من بدعة وضلالة واتباع هوى، واجتناب هدى، وإعراض عن أسباب السعادة واشتغال بأسباب الشقاوة، فإن ذلك إنما يكشفه له النور الذي في القلب، فإذا فقد ذلك النور بقي صاحبه كالأعمى الذي يجوس في حنادس الظلام.

6) أنه يورث الفراسة الصادقة التي يميز بها بين المحق والمبطل، والصادق والكاذب، وكان شاه بن شجاع الكرماني يقول : من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم، وكف نفسه عن الشهوات، واعتاد أكل الحلال لم تخطئ له فراسة ؛ وكان شجاع هذا لا تخطئ له فراسة.

7) أنه يورث القلب ثباتا وشجاعة وقوة، ويجمع الله له بين سلطان البصيرة والحجة وسلطان القدرة والقور، كما في الأثر : " الذي يخالف هواه يفر الشيطان من ظله "، وضد هذا تجده في المتبع هواه من ذل النفس ووضاعتها ومهانتها وخستها وحقارتها، وما جعل الله سبحانه فيمن عصاه، كما قال الحسن : " إنهم وإن طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين، فإن ذل المعصية لا يفارق رقابهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه "، وقد جعل الله سبحانه العز قرين طاعته والذل قرين معصيته، فقال تعالى : { ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين}، وقال تعالى : { ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}، والإيمان قول وعمل، ظاهر وباطن، وقال تعالى : { من كان يريد العزة فلله العزة جميعا، إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}، أي من كان يريد العزة فليطلبها بطاعة الله وذكره من الكلم الطيب والعمل الصالح، وفي دعاء القنوت : " إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت "، ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه، وله من العز سب طاعته، ومن عصاه فقد عاداه فيما عصاه فيه، وعليه من الذل بحسب معصيته.

8) أنه يسد على الشيطان مدخله من القلب، فإنه يدخل مع النظرة وينفذ معها إلى القلب أسرع من نفوذ الهواء في المكان الخالي، فيمثل له صورة المنظور غليه ويزينها، ويجعلها صنما يعكف عليه القلب، ثم يعده ويمنيه ويوقد على القلب نار الشهوة، ويلقي عليه حطب المعاصي التي لم يكن يتوصل إليها بدون تلك الصورة، فيصير القلب في اللهب، فمن ذلك تلد الأنفاس التي يجد فيها وهج النار، وتلك الزفرات والحرقات، فإن القلب قد أحاطت به النيران من كل جانب، فهو وسطها كالشاة في وسط التنور، ولهذا كانت عقوبة أصحاب الشهوات بالصور المحرمة : أن جعل لهم في البرزخ تنوراُ من نار، وأودعت أرواحهم فيه إلى حشر أجسادهم، أراها الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- في المنام في الحديث المتفق على صحته.

9) أنه يفرغ القلب للتفكر في مصالحه والاشتغال بها، وإطلاق البصر يشتت عليه ذلك ويحول بينه وبينها فتنفرط عليه أموره ويقع في اتباع هواه وفي الغفلة عن ذكر ربه، قال تعالى : {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا}، وإطلاق النظر يوجب هذه الأمور الثلاثة بحسبه.

10) أن بين العين والقلب منفذا أو طريقا يوجب اشتغال أحدهما بما يشغل به الآخر، يصلح بصلاحه ويفسد بفساده، فإذا فسد القلب فسد النظر، وإذا فسد النظر فسد القلب، وكذلك في جانب الصلاح، فإذا خربت العين وفسدت خرب القلب وفسد، وصار كالمزبلة التي هي محل النجاسات والقاذورات والأوساخ، فلا يصلح لسكنى معرفة الله ومحبته والإنابة إليه، والأنس به، والسرور بقربه، وإنما يسكن فيه أضداد ذلك.

من الداء والدواء




شكرا لك أخي ابو سليمان على الفائدة
وجعلنا الله من المؤمنين الذين يغضون أبصارهم




بارك الله فيك اخي يحيى على المرور




التصنيفات
اسلاميات عامة

علامات فساد القلب وطرق علاجه وإصلاحه

عن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ ألا وإنّ في الجسد مُضغة ، إذا صلحت صلح الجسد كلّه ، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه ، ألا وهي القلب ]. رواه البخاري ومسلم .

وقال الخليفة علي رضي الله عنه : ( إن الإيمان يبدأ "لمظة بيضاء" في القلب ، (واللمظة هي ما يتذوّقه الإنسان) ، فكلّما ازداد الإيمان عظماً ، ازداد ذلك البياض.. فإذا استكمل الإيمان ابيضّ القلب كلّه ..
وإنّ النفاق يبدو "لمظة سوداء" في القلب .. فكلّما ازداد النفاق عظماً ، ازداد ذلك السواد ، فإذا استكمل النفاق اسود القلب كلّه .. ولو شققتم عن قلب مؤمن لوجدتّموه أبيض .. ولو شققتم عن قلب منافق لوجدتموه أسود .. وكذلك القلب فإنه يدخله من الإيمان شيء يسير ثم يتّسع فيه فيكثر ).

وقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه : القلوب أربعة :

(1) [قلب أجرد] فيه مثل السراج يزهر .. فهو "قلب المؤمن" سراجه فيه نوره .
(2) و[قلب أغلف] مربوط على غلافه .. فهو "قلب الكافر" .
(3) و[قلب منكوس] .. فهو "قلب المنافق" عرف ثم أنكر.
(4) و[قلب مصفّح] .. فهو "قلب فيه إيمان ونفاق" .

فمثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدّها الماء الطيّب..
ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدّها القيح والدم ..
فأيّ المادتين غلبت على الأخرى ، غلبت عليه ، (أي يصبح القلب خاضعا للأقوى منهما) .

وقال إبراهيم بن أدهم : ( قلب المؤمن أبيض ، نقي ، مجلّى ، محلّى ، مثل المرآة فلا يأتيه الشيطان من ناحية من النواحي بشيء من المعاصي إلاّ نظر إليه كما ينظر إلى وجهه في المرآة ، فإذا أذنب ذنباً نكت في قلبه نكتةً سوداء ، فإن تاب من ذنبه محيت النكتة من قلبه وإنجلى ، وإن لم يتب وعاود أيضاً وتتابعت الذنوب ذنب بعد ذنب، نكت في قلبه نكتةً ، نكتةً ، حتى يسودّ القلب .. وهو قول الله عزّ وجلّ :{ كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}. فإن تاب إلى الله، قبله الله وانجلى عن قلبه كجلي المرآة ).

وقال أبو هريرة رضي الله عنه :القلب ملك و له جنود ، فإذا صلح الملك صلحت جنوده ، وإذا فسد الملك فسدت جنوده ..

فـالأذنان قمع ‏(أي ‏كمن لا يعي شيئاً مما يفرغ فيها ، كما يقال أتباع كل ناعق)‏.. والعينان مسلحة ‏(‏وَالْمَسْلَحَةُ‏ هي مَوْضِعُ السِّلاحِ ، كَالثَّغْرِ وَالْمَرْقَبِ) .واللسان ترجمان واليدان جناحان .. والرجلان بريد .. والكبد رحمة )..

وقال الخليفة عثمان رضي الله عنه 🙁 ما أسرّ أحد سريرة في قلبه إلاّ أظهرها الله عزّ وجلّ على صفحات وجهه ، وفلتات لسانه )..

وجاء في الأثر بأنه ( من أصلح سريرته (أي ما في قلبه) ، أصلح الله علانيته .. ومن أصلح ما بينه وبين الله عزّ وجلّ ، أصلح الله ما بينه وبين الناس) .

وكتب معاوية إلى عائشة رضي الله عنهما : ( أكتبي لي كتابا توصيني فيه ولا تكثري عليّ )، (أي أنّه أراد من أمّ المؤمنين أن ترسل له موعظة مختصرة)..

فكتبت، رضي الله عنها إليه 🙁 سلامٌ عليك.. من التمس رضا الله بسخط الناس، كفاه الله مؤنة الناس.. ومن التمس رضا الناس بسخط الله، وكّله الله عزّ وجلّ إلى الناس..والسلام عليك )..

وذكر سفيان بن عُيينة كلاما بهذا المعنى فقال: ( كان العلماء فيما مضى يكتب بعضهم إلى بعض بهؤلاء الكلمات: من عمل لآخرته كفاه الله عزّ وجلّ أمر دنياه)..

وقال إبن صالح : ( رأيت الخير كلّه في رقّّة القلب والرحمة وذلك في قوله عزّ و جلّ : { فاعف عنهم واستغفر لهم } الآية .
ورأيت الشرّ كلّه في اثنتين: الفظاظة ، غلظ القلب وذلك في قول الله عزّ وجلّ : {ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضّوا من حولك}).

وجاء في بعض الآثار بأنه ( أحبّ القلوب الى الله تعالى أرقـّها ،وأصفاها ، وأصلبها ).

وعَنْ اَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:[‏ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَقْوَامٌ أفْئِدَتُهُمْ قلوبهم مِثْلُ "أَفئِدَةِ الطَّيْرِ"، (أي في رقـّتها وتوكّلها على خالقها تعالى)‏].‏ رواه مسلم .




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم اخي عبد الكريم اضافة فقط
ومن أسباب حياة القلوب: مجالسة الصالحين ومخالطتهم والإقتداء بهم. الإستماع إلى المواعظ والتذكير، والمحافظة على صلاة الجمعة والجماعة . النظر والتفكر في مخلوقات الله وما فيها من الحِكَم

شكرا لك




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لك اخي عبد الكريم على الموضوع القيم

وكما ذكرت اختي نانو الصلاة في اوقاتها هيا الحل المثالي




بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال احد الحكماء: يابني ذقت الطيبات كلها فلم أجد أطيب من العافية، وذقت المرارات فلم أجد أمر من الحاجة إلى الناس، ونقلت الحديد فلم أجد أثقل من الدين، وتوحشت في البرية والجبال فلم أرى أوحش من قرين السوء، وطلبت الغنى من وجوهه فلم أرى أغنى من القنوع، وشيدت البنيان لأعز وأُذكر فلم أرى أعز شرفا من اصطناع المعروف، وأكلت وذقت المر فلم أرى شيئا أمر من الفقر، وعاداني الأعداء فلم أجد أعدى من نفسي إذا جهلت، وزاحمتني المضايق فلم يزاحمني مثل الخلق السوء، ولبست الثياب الفاخرة فلم ألبس شيئا أجمل من لباس التقوى.




بارك الله فيك….

اللهم اصلحنا واصلح قلوبنا…




شكرا لتواجدكم على صفحتي

لكم مني خالص الشكر والتقدير