التصنيفات
الشعر والنثر

فلسطين والامة الاسلامية/محمد امين باكثير الكندي

فلسطين السليبة وأقصانا العظيم
يناديكم فهيا لدحر الغاصبين
سجل في دفتر التاريخ هذا
سجل بأن الظلم في الارض سادا
سجل انت وذاك وهذا
في شرقه في غربه وكذا بأرض الضادا
واقام صرحا اكذوبة بالحق نادا
اباؤنا ابناؤنا يذبحوا من دون ان يبدي لنا الاسبابا
نساؤنا شيوخنا يعذبوا ومن فيهم ينهر الجلادا
للغاصب للظالم للمعتدي يخاف ان يقتادا
للصائب للخائب للمهتدي في سرعة يقتادا
وهل هو علي غير ذاك اعتادا
أمتي الم نكن نحن علي الكون اسيادا
أجيبيني 000أجيبوني 00ان كنت في قولي كذابا
أجيبوني مالنا عن نصرة اخواننا زهادا
أجيبوني 00أجيبوني00 اينقصكم المال ؟
ام ينقصنا الرجال والعتادا ؟
ولتعلمي يا امتي حقوقنا استحالة بالسلم ان تعادا
والشارب من دمك يريد ان يزدادا
والسالب لأرظك في ظلمه تمادا
والطالب لسلمكى ؟ يذبحوا الاحفادا
هيا ابدا وجهزي العتادا
هيا انهظي هيا اسرعي واعلني الجهادا
لا صقور لا حمائم
بل اشلاء وجماجم
فقولهم وسلمهم كله سراب
لصدرهم ونحرهم وجهو الحراب
ودمرو وحولو ما اغتصبوا من ارضنا خراب
وذبحوا نسائهم شيوخهم وكذا الشباب
لطالما اذاقوا اخوتي العذاب

لطالما سوا بنخوتي التراب
لطالما نكسوا اعلامنا من علي الهضاب
واحذري يا امتي اجسادنا ستأكلها الكلاب




قصيدة رائع وومميزة

تعليمية




فلسطين دوما في قلوبنا

تربينا على حبها منذ الصغر فلا عجب ان نعشقها حتى الكبر




بارك الله فيك أختي على القصيدة القيمة والمفيدة
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
الشعر والنثر

مع جبران خليل .ورحلته الأدبية

بسم الله الرحمان الرحيم
جبران خليل جبران ورحلته الأدبية

ولد هذا الفيلسوف والأديب والشاعر والرسام من أسرة صغيرة فقيرة في بلدة بشري في 6 كانون الثاني 1883. كان والده خليل جبران الزوج الثالث لوالدته كميلة رحمة التي كان لها ابن اسمه بطرس من زواج سابق ثم أنجبت جبران وشقيقتيه مريانا وسلطانة .

كان والد جبران راعيا للماشية، ولكنه صرف معظم وقته في السكر ولم يهتم بأسرته التي كان على زوجته كميلة، وهي من عائلة محترمة وذات خلفية دينية، ان تعتني بها ماديا ومعنويا وعاطفيا. ولذلك لم يرسل جبران إلى المدرسة، بل كان يذهب من حين إلى آخر إلى كاهن البلدة الذي سرعان ما أدرك جديته وذكاءه فانفق الساعات في تعليمه الأبجدية والقراءة والكتابة مما فتح أمامه مجال المطالعة والتعرف إلى التاريخ والعلوم والآداب.

وفي العاشرة من عمره وقع جبران عن إحدى صخور وادي قاديشا وأصيب بكسر في كتفه اليسرى ، عانى منه طوال حياته.

لم يكف العائلة ما كانت تعانيه من فقر وعدم مبالاة من الوالد، حتى جاء الجنود العثمانيون يوم (1890) والقوا اقبض عليه أودعوه السجن، وباعوا منزلهم الوحيد، فاضطرت العائلة إلى النزول عند بعض الأقرباء. ولكن الوالدة قررت ان الحل الوحيد لمشاكل العائلة هو الهجرة إلى الولايات المتحدة سعيا وراء حياة أفضل.

عام 1894 خرج خليل جبران من السجن، وكان محتارا في شأن الهجرة، ولكن الوالدة كانت قد حزمت أمرها، فسافرت العائلة تاركة الوالد وراءها. ووصلوا إلى نيويورك في 25 حزيران 1895 ومنها انتقلوا إلى مدينة بوسطن حيث كانت تسكن اكبر جالية لبنانية في الولايات المتحدة. وبذلك لم تشعر الوالدة بالغربة، بل كانت تتكلم اللغة العربية مع جيرانها، وتقاسمهم عاداتهم اللبنانية التي احتفظوا بها.

اهتمت الجمعيات الخيرية بإدخال جبران إلى المدرسة، في حين قضت التقاليد بأن تبقى شقيقتاه في المنزل، في حين بدأت الوالدة تعمل كبائعة متجولة في شوارع بوسطن على غرار الكثيرين من أبناء الجالية. وقد حصل خطأ في تسجيل اسم جبران في المدرسة وأعطي اسم والده، وبذلك عرف في الولايات المتحدة باسم "خليل جبران". وقد حاول جبران عدة مرات تصحيح هذا الخطأ فيما بعد إلا انه فشل.

بدأت أحوال العائلة تتحسن ماديا، وعندما جمعت الأم مبلغا كافيا من المال أعطته لابنها بطرس الذي يكبر جبران بست سنوات وفتحت العائلة محلا تجاريا. وكان معلمو جبران في ذلك الوقت يكتشفون مواهبه الأصيلة في الرسم ويعجبون بها إلى حد ان مدير المدرسة استدعى الرسام الشهير هولاند داي لإعطاء دروس خاصة لجبران مما فتح أمامه أبواب المعرفة الفنية وزيارة المعارض والاختلاط مع بيئة اجتماعية مختلفة تماما عما عرفه في السابق.

كان لداي فضل اطلاع جبران على الميثولوجيا اليونانية، الأدب العالمي وفنون الكتابة المعاصرة والتصوير الفوتوغرافي، ولكنه شدد دائما على ان جبران يجب ان يختبر كل تلك الفنون لكي يخلص إلى نهج وأسلوب خاصين به. وقد ساعده على بيع بعض إنتاجه من إحدى دور النشر كغلافات للكتب التي كانت تطبعها. وقد بدا واضحا انه قد اختط لنفسه أسلوبا وتقنية خاصين به، وبدأ يحظى بالشهرة في أوساط بوسطن الأدبية والفنية. ولكن العائلة قررت ان الشهرة المبكرة ستعود عليه بالضرر، وانه لا بد ان يعود إلى لبنان لمتابعة دراسته وخصوصا من أجل إتقان اللغة العربية.

وصل جبران إلى بيروت عام 1898 وهو يتكلم لغة إنكليزية ضعيفة، ويكاد ينسى العربية أيضا.

والتحق بمدرسة الحكمة التي كانت تعطي دروسا خاصة في اللغة العربية. ولكن المنهج الذي كانت تتبعه لم يعجب جبران فطلب من إدارة المدرسة ان تعدله ليتناسب مع حاجاته. وقد لفت ذلك نظر المسؤولين عن المدرسة، لما فيه من حجة وبعد نظر وجرأة لم يشهدوها لدى أي تلميذ آخر سابقا. وكان لجبران ما أراد، ولم يخيب أمل أساتذته إذ اعجبوا بسرعة تلقيه وثقته بنفسه وروحه المتمردة على كل قديم وضعيف وبال.

تعرف جبران على يوسف الحويك واصدرا معا مجلة "المنارة" وكانا يحررانها سوية فيما وضع جبران رسومها وحده. وبقيا يعملان معا بها حتى أنهى جبران دروسه بتفوق واضح في العربية والفرنسية والشعر (1902). وقد وصلته أخبار عن مرض أفراد عائلته، فيما كانت علاقته مع والده تنتقل من سيء إلى أسوأ فغادر لبنان عائدا إلى بوسطن، ولكنه لسوء حظه وصل بعد وفاة شقيقته سلطانة. وخلال بضعة اشهر كانت أمه تدخل المستشفى لإجراء عملية جراحية لاستئصال بعض الخلايا السرطانية. فيما قرر شقيقه بطرس ترك المحل التجاري والسفر إلى كوبا. وهكذا كان على جبران ان يهتم بشؤون العائلة المادية والصحية. ولكن المآسي تتابعت بأسرع مما يمكن احتماله. فما لبث بطرس ان عاد من كوبا مصابا بمرض قاتل وقضى نحبه بعد أيام قليلة (12 آذار 1903) فيما فشلت العملية الجراحية التي أجرتها الوالدة في استئصال المرض وقضت نحبها في 28 حزيران من السنة نفسها.

إضافة إلى كل ذلك كان جبران يعيش أزمة من نوع آخر، فهو كان راغبا في إتقان الكتابة باللغة الإنكليزية، لأنها تفتح أمامه مجالا ارحب كثيرا من مجرد الكتابة في جريدة تصدر بالعربية في أميركا ( كالمهاجر9 ولا يقرأها سوى عدد قليل من الناس. ولكن انكليزيته كانت ضعيفة جدا. ولم يعرف ماذا يفعل، فكان يترك البيت ويهيم على وجهه هربا من صورة الموت والعذاب. وزاد من عذابه ان الفتاة الجميلة التي كانت تربطه بها صلة عاطفية، وكانا على وشك الزواج في ذلك الحين (جوزيفين بيبادي)، عجزت عن مساعدته عمليا، فقد كانت تكتفي بنقد كتاباته الإنكليزية ثم تتركه ليحاول إيجاد حل لوحده. في حين ان صديقه الآخر الرسام هولاند داي لم يكن قادرا على مساعدته في المجال الأدبي كما ساعده في المجال الفني.

وأخيرا قدمته جوزفين إلى امرأة من معارفها اسمها ماري هاسكل (1904)، فخطّت بذلك صفحات مرحلة جديدة من حياة جبران.

كانت ماري هاسكل امرأة مستقلة في حياتها الشخصية وتكبر جبران بعشر سنوات، وقد لعبت دورا هاما في حياته منذ ان التقيا. فقد لاحظت ان جبران لا يحاول الكتابة بالإنكليزية، بل يكتب بالعربية أولا ثم يترجم ذلك. فنصحته وشجعته كثيرا على الكتابة بالإنكليزية مباشرة. وهكذا راح جبران ينشر كتاباته العربية في الصحف أولا ثم يجمعها ويصدرها بشكل كتب ، ويتدرب في الوقت نفسه على الكتابة مباشرة بالإنكليزية.

عام 1908 غادر جبران إلى باريس لدراسة الفنون وهناك التقى مجددا بزميله في الدراسة في بيروت يوسف الحويك. ومكث في باريس ما يقارب السنتين ثم عاد إلى أميركا بعد زيارة قصيرة للندن برفقة الكاتب أمين الريحاني.

وصل جبران إلى بوسطن في كانون الأول عام 1910، حيث اقترح على ماري هاسكل الزواج والانتقال إلى نيويورك هربا من محيط الجالية اللبنانية هناك والتماسا لمجال فكري وأدبي وفني أرحب. ولكن ماري رفضت الزواج منه بسبب فارق السن، وان كانت قد وعدت بالحفاظ على الصداقة بينهما ورعاية شقيقته مريانا العزباء وغير المثقفة.

وهكذا انتقل جبران إلى نيويورك ولم يغادرها حتى وفاته . وهناك عرف نوعا من الاستقرار مكنه من الانصراف إلى أعماله الأدبية والفنية فقام برسم العديد من اللوحات لكبار المشاهير مثل رودان وساره برنار وغوستاف يانغ وسواهم.

سنة 1923 نشر كتاب جبران باللغة الإنكليزية، وطبع ست مرات قبل نهاية ذلك العام ثم ترجم فورا إلى عدد من اللغات الأجنبية، ويحظى إلى اليوم بشهرة قل نظيرها بين الكتب.

بقي جبران على علاقة وطيدة مع ماري هاسكال، فيما كان يراسل أيضا الأديبة مي زيادة التي أرسلت له عام 1912 رسالة معربة عن إعجابها بكتابه " الأجنحة المتكسرة". وقد دامت مراسلتهما حتى وفاته رغم انهما لم يلتقيا أبدا.

توفي جبران في 10 نيسان 1931 في إحدى مستشفيات نيويورك وهو في الثامنة والأربعين بعد أصابته بمرض السرطان. وقد نقلت شقيقته مريانا وماري هاسكل جثمانه إلى بلدته بشري في شهر تموز من العام نفسه حيث استقبله الأهالي. ثم عملت المرأتان على مفاوضة الراهبات الكرمليات واشترتا منهما دير مار سركيس الذي نقل إليه جثمان جبران، وما يزال إلى الآن متحفا ومقصدا للزائرين.

مؤلفات حبران خليل جبران

هذه لائحة بأشهر كتب جبران وتاريخ نشر كل منها للمرة الأولى:

بالعربية:

الأرواح المتمردة 1908
الأجنحة المتكسرة 1912
دمعة وابتسامة 1914
المواكب 1918

بالإنكليزية:

المجنون 1918
السابق 1920
النبي 1923
رمل وزبد 1926
يسوع ابن الإنسان 1928
آلهة الأرض 1931
التائه 1932
حديقة النبي 1933

أدبه :
أدبه

كان في كتاباته اتجاهين، أحدهما يأخذ بالقوة ويثور على العقائد والدين، والآخر يتتبع الميول ويحب الاستمتاع بالحياة.
أبطأ هذا النشاط الإنساني والأخبار المأساوية التي توافدت عليه من أوروبا والمشرق نتاجه الأدبي. صحيح أنه نشر عام 1914 مجموعته "دمعة وابتسامة"، غير أنها لم تكن سوى جمع لمقالات بالعربية (56 مقالة) نشرت في "المهاجر"، وكان هو نفسه قد تردد في نشرها. كانت ذات نفحة إنسانية وضمت تأملات حول الحياة، والمحبة، والوضع في لبنان وسورية، وقد اتخذت شكل القصيدة المنثورة، الأسلوب غير المعروف في الأدب العربي، وقد كان رائده.
في هذه الفترة تقريباً، شعر بالحاجة للكتابة بالإنكليزية، هذه اللغة التي يمكن أن تفتح له الكثير من الأبواب وتمكنه من ملامسة الجمهور الأمريكي. قرأ "شكسبير" مرة أخرى، وأعاد قراءة الكتاب المقدس مرات عدة بنسخة "كينغ جيمس".. . كانت إنكليزيته محدودة جداً، غير أنه عمل طويلاً وبجد حتى أتقن لغة شكسبير ولكن دون أن يتخلى عن لغته الأم: "بقيت أفكر بالعربية". ".. كان غنى العربية، التي أولع بها، يدفعه دائماً إلى سبر الكلمة التي تتوافق بأفضل شكل مع مثيلتها في الإنكليزية، بأسلوب بسيط دائماً…"، كما ذكرت مساعدته "بربارة يونغ".
من أين يبدأ؟ كان أمامه مشروع "النبي"، الذي نما معه منذ الطفولة. سار العمل بطيئاً جداً. أراد أخيراً أن يجد موضوعاً يستقطب أفكاره ولغته الثانية. وفكر جبران: ما الذي يمكن، مع الإفلات من العقاب، أن يكشف حماقة الناس وجبنهم وينتزعه حُجُب المجتمع وأقنعته؟. المجنون. أغرته الفكرة. لم ينس "قزحيّا" في الوادي المقدس وتلك المغارة التي كانوا يقيدون فيها المجانين لإعادتهم إلى صوابهم، كما كانوا يعتقدون. في "يوحنا المجنون"، كان قد كتب يقول إن "المجنون هو من يجرؤ على قول الحقيقة"، ذاك الذي يتخلى عن التقاليد البالية والذي "يصلب" لأنه يطمح إلى التغيير. برأيه، "أن الجنون هو الخطوة الأولى نحو انعدام الأنانية… هدف الحياة هو تقريبنا من أسرارها، والجنون هو الوسيلة الوحيدة لذلك". وهكذا، عنوان كتابه القادم: The Madman . وبقي أن يكتبه
في هذه الأثناء، شارك في مجلة جديدة، The Seven Arts¡ التي كان ينشر فيها كتاب مشهورون، مثل "جون دوس باسوس" و"برتراند راسل"، ومن خلالها أضحى مشهوراً في الأوساط الفنية النيويوركية، حيث نشر رسومه ونصوصه الأولى بالإنكليزية.
كانت فترة 1914 ـ 1916 غنية باللقاءات: تردد جبران إلى صالونات المجتمع الراقي الذي كانت تديره نساء متنفذات. تعرف إلى الفنانة الشهيرة "روز أونيل"، وعمدة نيويورك، والشاعرة "آمي لويل"، والرسام الرمزي "ألبرت رايدر". ودعي عدة مرات إلى Poetry Society of America¡ التي ألقى فيها مقتطفات من كتاب Madman¡ الذي كان بصدد تأليفه، أمام حضور منتبه.
في خريف 1916، التقى مرة أخرى بمخائيل نعيمة، الذي ألف فيه كتاباً، جبران خليل جبران". كان "نعيمة" يدرس في روسيا قبل أن يتوجه إلى الولايات المتحدة، حيث درس أيضاً القانون والآداب. كتب كلاهما في "الفنون"، وكلاهما آمنا بالتقمص، وناضل كلاهما من أجل تحرير بلدهما عبر لجنة المتطوعين، جبران كمسؤول عن المراسلات بالإنكليزية ونعيمة كمسؤول عن المراسلات بالعربية.
في كانون الأول 1916، التقى أخيراً بـ "رابندراناته طاغور"، الشاعر الهندي الشهير، المتوج بجائزة نوبل في الآداب لعام 1913. وكتب إلى "ميري" في وصفه قائلاً: "حسن المنظر وجميل المعشر. لكن صوته مخيِّب: يفتقر إلى القوة ولا يتوافق مع إلقاء قصائده…". بعد هذا اللقاء، لم يتردد صحفي نيويوركي في عقد مقارنة بين الرجلين: كلاهما يستخدمان الأمثال في كتاباته ويتقنان الإنكليزية واللغة الأم. وكل منهما فنان في مجالات أخرى غير الشعر".
مع اقتراب الحرب من نهايتها، أكب جبران أكثر على الكتابة. ألف مقاطع جديدة من "النبي"، وأنهى كتابه "المجنون"، التي اشتملت على أربعة وثلاثين مثلاً (قصة قصيرة رمزية) وقصيدة. أرسلها إلى عدة ناشرين، لكنهم رفضوها جميعاً بحجة أن هذا ال*** الأدبي "لا يباع". لكنه وجد ناشراً أخيراً، وظهر العمل عام 1918 مزيناً بثلاثة رسوم للمؤلف. وكان جبران قد كتب بعض نصوصه بالعربية أصلاً، ثم ترجمها إلى الإنكليزية. ويروي فيه حكاية شخص حساس ولكن "مختلف"، يبدأ بإخبارنا كيف أصبح مجنوناً. "… في قديم الأيام قبل ميلاد كثيرين من الآلهة نهضت من نوم عميق فوجدت أن جميع براقعي قد سرقت… فركضت سافر الوجه في الشوارع المزدحمة صارخاً بالناس: "اللصوص! اللصوص! اللصوص الملاعين!" فضحك الرجال والنساء مني وهرب بعضهم إلى بيوتهم خائفين مذعورين… هكذا صرت مجنوناً، ولكني قد وجدت بجنوني هذا الحرية والنجاة معاً…". تميز أسلوب جبران في "المجنون" بالبساطة واللهجة الساخرة والمرارة، وشكل هذا العمل منعطفاً في أعمال الكاتب، ليس فقط لأنه أول كتاب له بالإنكليزية، بل لما فيه من تأمل وسمو روحي. وأرسل نسخة منه إلى "مي زيادة"، التي وجدته سوداوياً ومؤلماً. وأرسل نسخة أخرى إلى "جيرترود باري"، حبيبته الخبيئة. ربما أخفى جبران هذه العلاقة كي لا يجرح "ميري" ومن أجل أن لا تمس هذه العلاقة اللاأفلاطونية صورته الروحية. كان لجبران علاقات غير محددة، أفلاطونية وجسدية: "جيرترود شتيرن" التي التقاها عام 1930 واعتبرت نفسها حبه الأخير، و"ماري خواجي" و"ماري خوريط، و"هيلينا غوستين" التي أكدت، كما فعلت "شارلوت" و"ميشلين" بأن جبران "زير نساء"، وقد روت، مازحةً ومداعبة، أنه طلب منها ذات مرة أن تشتري له مظلة ليقدمها إلى شقيقته "ماريانا"، لكنها اكتشفت بعد حين أنه قد أهداها لامرأة أخرى. هذه المغامرات عاشها جبران سراً, إما حفاظاً على سمعة تلك العشيقات أو خوفاً من تشويه الصورة التي كان يريد أن يعطيها حول نفسه: صورة الناسك، صورة الكائن العلوي، عاشق الروح وليس الجسد.
في تشرين الثاني 1918، أعلن الهدنة أخيراً. وكتب جبران إلى "ميري" يقول: "هذا أقدس يوم منذ ميلاد اليسوع!".
في أيار 1919، نشر جبران كتابه السادس بالعربية، "المواكب". كان قصيدة طويلة من مائتين وثلاثة أبيات فيها دعوة للتأمل، كتبها على شكل حوار فلسفي بصوتين: يسخر أحدهما من القيم المصطنعة للحضارة؛ ويغني الآخر، الأكثر تفاؤلاً، أنشودةً للطبيعة ووحدة الوجود. وقد تميز الكتاب بتعابيره البسيطة والصافية والتلقائية.
في نهاية عام 1919، نشر مجموعة من عشرين رسماً تحت عنوان Twenty Drawings. وقد أدخل الناشر إلى مقدمتها نصاً للناقدة الفنية "أليس رافائيل إكستين"، حيث جاء فيها أن جبران "يقف في أعماله الفنية عند الحدود بين الشرق والغرب والرمزية والمثالية". وقد قيل إن "جبران يرسم بالكلمات"، إذ يبدو رسمه في الواقع تعبيراً دقيقاً عن أفكاره.
[عدل]منتدى الشعراء المنفيين
في ليلة 20 نيسان 1920، رأى الكتاب السوريون واللبنانيون في اجتماع لهم في نيويورك أنه يجب التصرف من أجل "إخراج الأدب العربي من الموحل، أي الركود والتقليد الذي غاص فيهما". يجب حقنه بدم جديد. وقرر المشاركون تأسيس تنظيم يتمحور حول الحداثة ويكرس لجمع الكتاب وتوحيد جهودهم لخدمة الأدب العربي. وجد جبران الفكرة ممتازة ودعا الأعضاء للاجتماع عنده بعد أسبوع لاحق.
اجتمعوا في 28 التالي وحددوا أهداف التنظيم الذي أسموه "الرابطة القلمية"، التي ضمت جبران، و"إيليا أبو ماضي" و"ميخائيل نعيمة" و"عبد المسيح حداد" صاحب مجلة "السايح" وآخرين، في نشر أعمال أعضائها وأعمال الكتاب العربي الآخرين وتشجيع تعريب أعمال الأدب العالمي، فضلاً عن أهداف أخرى. انتخب جبران رئيساً، وميخائيل نعيمة أميناً للسر.
بقيت الرابطة تجتمع دورياً تقريباً حتى وفاة جبران. نشر الأعضاء مقالات في مجلة "السايح" وكرسوا عدداً في العام للمختارات. وأضحت الرابطة بأفكارها المتمردة رمزاً لنهضة الأدب العربي. رأى جبران أنه لن يكون للغته العربية مستقبل إذا لم تتحرر من القوالب القديمة ومن "عبودية الجمل الأدبية السطحية"، وإذا لم تتمكن من إرساء حوار حقيقي مع الغرب وتتمثل تأثير الحضارة الأوروبية دون أن تجعلها تهيمن عليها.
في آب 1920، أصدرت منشورات الهلال القاهرية مجموعة تضم 31 مقالة لجبران كانت قد ظهرت في صحف مختلفة ناطقة بالعربية. حملت "العواصف" على عيوب الشرقيين ـ تعلقهم بالماضي بالتقاليد القديمة ـ، رافضة حالة خنوع المضطهدين وضعفهم، داعيةً إياهم إلى الطموح والرفعة.
بعد أسابيع لاحقة، نشر جبران كتابه الثاني بالإنكليزية، "السابق" الذي زينه بخمسة من رسومه. وقد جاء على شكل أمثال وحكايات صغيرة مفعمة بالحكمة والتصوف، وكان بمثابة تهيئة لكتاب جبران الأهم، "النبي".
سنة 1923 نشر كتاب جبران باللغة الإنكليزية، وطبع ست مرات قبل نهاية ذلك العام ثم ترجم فورا إلى عدد من اللغات الأجنبية، ويحظى إلى اليوم بشهرة قل نظيرها بين الكتب.
في هذه الأثناء، حينما كان يعمل بمثابرة على مخطوطة "النبي"، ساءت صحته، ولم يداوها الفرار إلى الطبيعة برفقة الأصدقاء. آثر البقاء في بوسطن قرب شقيقته "ماريانا"، ولم يعد يطمح إلا إلى إنهاء مخطوطته والعودة إلى مسقط رأسه، غير أن أمنية العودة اصطدمت بمشكلة كبيرة: ملاحقة دائني والده القضائية لاسترجاع ديونهم ممن تبقى من أفراد الأسرة، جبران وماريانا.
[عدل]رائعة جبران الكبيرة .. النبي
سنة 1923 ظهرت إحدى روائع جبران وهي رائعة ( النبي ) ففي عام 1996، بيعت من هذا الكتاب الرائع، في الولايات المتحدة وحدها، تسعة ملايين نسخة. وما فتئ هذا العمل، الذي ترجم إلى أكثر من أربعين لغة، يأخذ بمجامع قلوب شريحة واسعة جداً من الناس. وفي الستينيات، كانت الحركات الطلابية والهيبية قد تبنت هذا المؤلف الذي يعلن بلا مواربة: "أولادكم ليسوا أولاداً لكم، إنهم أبناء وبنات الحياة المشتاقة إلى نفسها…". وفي خطبة شهرية له، كرر "جون فيتزجرالد كندي" سؤال جبران: "هل أنت سياسي يسأل نفسه ماذا يمكن أن يفعله بلده له […]. أم أنك ذاك السياسي الهمام والمتحمس […] الذي يسأل نفسه ماذا يمكن أن يفعله من أجل بلده؟".
حمل جبران بذور هذا الكتاب في كيانه منذ طفولته. وكان قد غير عنوانه أربع مرات قبل أن يبدأ بكتابته. وفي تشرين الثاني 1918، كتب إلى "مي زيادة" يقول "هذا الكتاب فكرت بكتابته منذ ألف عام..". ومن عام 1919 إلى عام 1923، كرس جبران جل وقته لهذا العمل، الذي اعتبره حياته و"ولادته الثانية". وساعدته "ميري" في التصحيحات، إلى أن وجد عام 1923 أن عمله قد اكتمل، فدفعه إلى النشر، ليظهر في أيلول نفس العام.
"النبي" كتاب ممتميز جداً ممن حيث أسلوبه وبنيته ونغمية جمله، وهو غني بالصور التلميحية، والأمثال، والجمل الاستفهامية الحاضة على تأكيد الفكرة نفسها، من يستطيع أن يفصل إيمانه عن أعماله، وعقيدته عن مهنته؟، أو ليس الخوف من الحاجة هو الحاجة بعينها؟.
أمكن أيضاً إيجاد تشابه بين "النبي" و"هكذا تكلم زرادشت" لنيتشه. من المؤكد أن جبران قرأ كتاب المفكر الألماني، وثمّنه. اختار كلاهما حكيماً ليكون لسان حاله. الموضوعات التي تطرقا إليها في كتابيهما متشابهة أحياناً: الزواج، والأبناء، والصداقة، والحرية، والموت… . كما نعثر على بعض الصور نفسها في العملين، كالقوس والسهم، والتائه…. . مع ذلك، ففي حين تتسم الكتابة النيتشوية برمزية شديدة وفصاحة تفخيمية، تمتاز كتابة "النبي" بالبساطة والجلاء وبنفحة شرقية لا يداخلها ضعف. ونيتشه أقرب بكثير إلى التحليل الفلسفي من جبران، الذي يؤثر قول الأشياء ببساطة.
"النبي" هو كتاب في التفاؤل والأمل. وبطريقة شاعرية، وأسلوب سلس، يقدم لنا جبران فيه برسالة روحية تدعونا إلى تفتح الذات و"إلى ظمأ أعمق للحياة".
ماذا يقول لنا جبران في "النبي" على لسان حكيمه؟. عندما طلبت منه المطرة، المرأة العرافة، خطبة في المحبة، قال: "المحبة لا تعطي إلا نفسها، ولا تأخذ إلا من نفسها. المحبة لا تملك شيئاً، ولا تريد أن يملكها أحد، لأن المحبة مكتفية بالمحبة". ولما طلبت رأيه في الزواج، أجاب: "قد ولدتم معاً، وستظلون معاً إلى الأبد. وستكونون معاً عندما تبدد أيامكم أجنحة الموت البيضاء.. أحبوا بعضكم بعضاً، ولكن لا تقيدوا المحبة بالقيود.. قفوا معاً ولكن لا يقرب أحدكم من الآخر كثيراً: لأن عمودي الهيكل يقفان منفصلين، والسنديانة والسروة لا تنمو الواحدة منهما في ظل رفيقتها". وفي الأبناء، يقول: أولادكم ليسوا أولاداً لكم. إنهم أبناء وبنات الحياة المشتاقة إلى نفسها، بكم يأتون إلى العالم ولكن ليس منكم. ومع أنهم يعيشون معكم فهم ليسوا ملكاً لكم". وفي العمل: "قد طالما أُخبرتم أن العمل لعنة، والشغل نكبة ومصيبة. أما أنا فأقول لكم إنكم بالعمل تحققون جزءاً من حلم الأرض البعيد، جزءاً خصص لكم عند ميلاد ذلك الحلم. فإذا واظبتم على العمل النافع تفتحون قلوبكم بالحقيقة لمحبة الحياة. لأن من أحب الحياة بالعمل النافع تفتح له الحياة أعماقها، وتدنيه من أبعد أسرارها"…….
في عام 1931، كتب جبران بخصوص "النبي": "شغل هذا الكتاب الصغير كل حياتي. كنت أريد أن أتأكد بشكل مطلق من أن كل كلمة كانت حقاً أفضل ما أستطيع تقديمه". لم تذهب جهوده عبثاً: بعد سبعين سنة على وفاته، ما يزال يتداوله ملايين القراء في أنحاء العالم.




شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .




شكـــرا لك أختي الكــريمة على الترجمة لهذا الفيلسوف الأدبي الفذ
الرائع في كتاباته المحلق بعيدا في خيالاته الإبداعية ..
لقد قرأت معظم مؤلفاته وأشعاره ..فهوا حقا رائع في أسلوبه
شكــرا لك مرة أخــرى …وتقبلــي مروري
وإذا كـــان بالإمكـــان إدراج بعض مؤلفــاته
تعليمية




شكـــرا لك أختي الكــريمة على ما تقدمين
و أكثر الله من أمثالك.




بسم الله الرحمان الرحيم

بورك فيكم وفي مروركم الذي أسعدني ، إنه ليثلج صدري لما أرى من يهتم

بالأدب ويتعايش معه ، لأن بالأدب يستقيم اللسان وبالقرآن يُدرَك ُ البيان

وباللغة نتجنب اللحن ويصفو المقال وبالكل الكسب كله : فصاحة وبلاغة وثقافة وفن

وعلم ….

تعليمية




بارك الله فيك أختي على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
الشعر والنثر

السيره الذاتيه لنزار قبانى

تعليمية
تحية طتحية طتحية طتحية ط
تعليمية

تعليمية تعليمية
تعليمية
تعليمية تعليمية


من الصعب أن نجمع بقايا نزار ونحرقة على الطريقة البوذية
وونشر الرماد في الفضاء
ونقول هذا نزار
نزار عاش معنا وجعلنا نعيش معه
في احزاننا وافراحنا
وفي لحضات حبنا وهيامنا
نزار جعلنا نكتشف أسرار للأبجدية
نعيد صياغتها بنمط آخر
أنه أجتاحنا من الشريان الى الشريان
غازلنا
عشقنا
عاتبنا
انة أسطورة هذا الزمان
لإنه العظيم المتموج الذي أهدانا لحظات من العشق الخالد
لإنه اول شاعر عربي مجد المرأة فكان شاعرها الأبدي
و لإنه أكثر من أثر فينا وطنية و عشقا و جنونا
لذلك قررت ان أنشأ ركنا في عرائش الياسمين خاصاً به
فإليكم هذه الــ ( نزاريات )
السيرة الذاتية
ولد نزار قباني في دمشق في 21 آذار عام 1923
كانت أسرة الشاعر نزار قباتي متوسطة الحال، عمل أبوه في صناعة الحلويات و كان يساعد المقاومين في نضالهم ضد الفرنسيين – في عهد الانتداب الفرنسي لسوريا. عمه – أبو خليل القباني – هو من أوائل المبدعين في فن المسرح العربي.
كان لانتحار أخته بسبب رفضها الزواج من رجل لا تحبه، أثر عميق في نفسه و شعره، فعرض قضية المرأة و العالم العربي في العديد من قصائده، رافضا شوفينية الرجال.
جمع في شعره كُلاّ من البساطة و البلاغة اللّتان تميزان الشعر الحديث، و أبدع في كتابة الشعر الوطني و الغزلي. غنى العديد من الفنانين أشعاره، أبرزهم عبد الحليم حافظ و كاظم الساهر، و اكتسب محبة واسعة بين القراء في العالم العربي.
– الدراسة و العمل
نال نزار القباني شهادة البكالوريا من الكلية العلمية الوطنية في دمشق، و تخرج في العام 1945 من كلية الحقوق في الجامعة السورية. عمل بعد تخرجه كدبلوماسي في وزارة الخارجية السورية كسفير في عدة مدن منها بيروت، القاهرة، مدريد، و لندن. و في العام 1959 بعد اتمام الوحدة بين مصر و سوريا، عُين سكرتيراً ثانياً للجمهورية المتحدة في سفارتها بالصين. بقي في الحقل الدبلوماسي الى ان قدم استقالته في العام 1966.
العائلة
تزوج نزار مرتين في حياته. الأولى من السورية زهرة، و لديه منها هدباء، توفيق و زهراء. توفي توفيق عن عمر 17 عاماً بنوبة قلبية و هو طالب في كلية الطب في القاهرة. فرثاه بقصيدة شهيرة عنوانها "الأمير الخرافي توفيق قباني"، و أوصى ان يدفن الى جانبه بعد موته.
أما زواجه الثاني فكان من العراقية بلقيس التي لاقت حتفها في انفجار السفارة العراقية في بيروت أثناء الحرب اللبنانية في العام 1982، ما ترك في نفسه اثرا سيئاً فرثاها بقصيدة "بلقيس" الشهيرة التي حمّل فيها العالم العربي كله مسؤوليّة موتها. و له منها عمر و زينب.
بعد وفاة بلقيس رفض الزواج مجدداً، و أمضى سنينه الأخيرة في لندن وحيداً.
– عمل بالسلك الدبلوماسي ثم أسس دار للنشر في بيروت،باسم دار نزار قباني .
– دواوينه الشعرية: قالت لي السمراء 1944
طفولة نهد 1948
سامبا 1949
أنت لي 1950
قصائد 1956، حبيبتي 1961
الرسم بالكلمات 1966
يوميات امرأة لا مبالية 1968
قصائد متوحشـة 1970
كتاب الحب 1970

أشعار خارجة على القانون 1972
أحبك أحبك والبقية تأتي 1978
إلى بيروت الأنثى مع حبي 1978،
كل عام وأنت حبيبتي 1978،
أشهد أن لا امرأة إلا أنت 1979،
هكذا اكتب تاريخ النساء 1981
قاموس العاشقين 1981
قصيدة بلقيس 1982
الحب لا يقف على الضوء الأحمر، أشعار مجنونة 1985
قصائد مغضوب عليها 1986
سيبقى الحب سيدي 1987
تزوجتك أيتها الحرية 1988
ثلاثة أطفال الحجارة 1988
الأوراق السرية لعاشق قرمطي 1988
السيرة الذاتية لسياف عربي 1988
الكبريت في يدي ودويلاتكم من ورق 1989
لا غالب إلا الحب 1990
هل تسمعين صهيل أحزاني 1991
هوامش على دفتر الهزيمة 1991،
الأعمال الشعرية الكاملة.
– من مؤلفاته: الشعر قنديل أخضر، قصتي مع الشعر، عن الشعر وال*** والثورة، امرأة في شعري وفي حياتي
توفي في لندن بتاريخ 30 نيسان 1998 و دفن في مدينته و معشوقته دمشق
يقول نزار قباني
"ولدت في دمشق في آذار (مارس) 1923 بيت وسيع، كثير الماء والزهر، من منازل دمشق القديمة، والدي توفيق القباني، تاجر وجيه في حيه، عمل في الحركة الوطنية ووهب حياته وماله لها. تميز أبي بحساسية نادرة وبحبه للشعر ولكل ما هو جميل. ورث الحس الفني المرهف بدوره عن عمه أبي خليل القباني الشاعر والمؤلف والملحن والممثل وباذر أول بذرة في نهضة المسرح المصري.
امتازت طفولتي بحب عجيب للاكتشاف وتفكيك الأشياء وردها إلى أجزائها ومطاردة الأشكال النادرة وتحطيم الجميل من الألعاب بحثا عن المجهول الأجمل. عنيت في بداية حياتي بالرسم. فمن الخامسة إلى الثانية عشرة من عمري كنت أعيش في بحر من الألوان. أرسم على الأرض وعلى الجدران وألطخ كل ما تقع عليه يدي بحثا عن أشكال جديدة. ثم انتقلت بعدها إلى الموسيقى ولكن مشاكل الدراسة الثانوية أبعدتني عن هذه الهواية.
وكان الرسم والموسيقى عاملين مهمين في تهيئتي للمرحلة الثالثة وهي الشعر. في عام 1939، كنت في السادسة عشرة. توضح مصيري كشاعر حين كنت وأنا مبحر إلى إيطاليا في رحلة مدرسية. كتبت أول قصيدة في الحنين إلى بلادي وأذعتها من راديو روما. ثم عدت إلى استكمال دراسة الحقوق
نزار.. ذاك الفتى الدمشقي الذي حمل ما في جعبته من مفردات متحصنا بصولجان الشعر , جاء ليقف امام الكثير من العقبات محاولا شرح القضية التي كانت محور الخلاف مع مجتمعه " قضية المرأة " , فالمرأة عنده هي شهوة الرجل وعاطفته في تذوق الجمال, فالمرأة هي القصيدة, ونزار في قصائده تحدث بلسان الرجل الذي يبحث عن مباهج ومسرات الجسد بالخيال احيانا وبالعاطفة الحسية احيانا اخرى, فاستخدم في بداياته الشعرية الجسد فهو الوسيلة لتحقيق هذه المعادلة , واذا تحدثنا بوضوح سنجد ان العادات والتقاليد التي ما زالت راسخة في مجتمعاتنا " رغم التقدم الحضاري " هي العائق امام مفرداته , وهنا لا أقصد القذف بالعادات والتقاليد, لكن التعصب الجاهل المتزمت تجاه قضية تشكل نصف المجتمع هي القضية التي يجب ان تناقش , فالجهل في مفهوم طبيعة العلاقة الايدلوجية والنفسية بين الرجل والمرأة كان السبب في فشل الكثير من المفاهيم, فنزار في شعره لا يقدم المرأة بل الرجل, وهذه النظرية بالتأكيد معاكسة للمفاهيم الشعريه عنده, وهذه النظرية بالذات ظهرت جليا في دواوينه الاربعة الاولى
" قالت لي السمراء 1944 " " طفولة نهد 1948 " و " سامبا 1949" " أنت لي 1950" .
وبدأت بعد ذلك ملامح العلاقة بين نزار والمرأة تأخذ منحنا أخر لتأخذ شكلا جديدا, فما عاد هذا المخلوق " المرأة " لوحة فنية جميلة التقاسيم تشبع نهمه بابتسامة او موعد او لقاء عابر, لان حاجته بدأت تتسع فبدأ يسمع دقات قلبه, ويصغي لصوته اذا تكلم , حتى انه أخذ يناقشه اذا ما اختلطت عليه الامور , وهذا ما اتضح في اصدارته اللاحقة " قصائد 1956 " و " حبيبتي 1961" و " الرسم بالكلمات 1966" و " يوميات امرأة لا مبالية 1968" و" قصائد متوحشة 1970" و " كتاب الحب 1970" , فقدم نزار عدة قصائد بصوت الانثى الصارخة بوجة الرجال العابثين الذين يدفعون اموالهم مقابل رغباتهم , وظهر ذلك اكثر في قصائد " رسالة من سيدة حاقدة , مع جريدة , الرجل الثاني " .
اما علاقة نزار بالشعر ظلت جدلية فهو يقول : " انا لا اعرف ما الشعر , ولا اعرف كيف اكتبه, تماما كما لا تعرف السمكة كيف تسبح والعصفور كيف يطير, ان الشعر وفق داخلي يتجاوز حدود التعريف والتحديد, فالشعر ليس مادة كيميائية تدخل في نطاق التعريف والتحليل المعملي ولكنه كائن زئبقي يأخذ في كل لحظة شكلا جديدا " .
ان المتتبع لخطوات نزار قباني الشعرية سيجد نفسه امام حقيقة لا جدال فيها وهي ان المرأة مرت في شعره بثلاثة اطوار " طور حسي, وطور فكري – ذهني , واخر رمزي " فالمرأة بدأت عنده , ثم كبرت الى اصبحت كائنا يتخذ منه رمزا ليسقط عليه كل الاقنعة العربية الزائفة, فكانت جدلية العلاقة بينهما سببا في هجوم الكثيرين.
ولعل الباحث وراء مفرداته سيشعر بنوع من النرجسية في شعره, وكان هذا دليل على النزعة الذكورية عنده رغم لسانه الذي يستمر في ذكر المرأة بصفاتها الحسية والوجدانية والعقلانية .
عموما .. كثيرة هي الكلمات التي قيلت في وصف نزار قباني منها ما اثني عليه وكثيرا ما هجته , فهو بالاصل شاعرغزلي استطاع بحرفيته العالية لغويا ان يحول خيال الكلمات الموحشة والقوية الى مفردات بسيطة, واستطاع ان يوصلها بقوالب موسيقية رومانسية شفافة لتداعب اوتار القلوب العطشى بلهيب الحب , ومن هنا تدافع العديد من المطربين نحو كلماته لتداعب حناجرهم , فهم يعلمون مقدار صدقيتها في مداعبة الحبيب ومغازلته ويسر تأثيرها على المستمع.
فهرس للقصائد التي تمت كتابتها على حسب ترتيبها المكاني ..(أرجو عدم تكرار أي منها )
فهرس للقصائد التي تمت كتابتها على حسب ترتيبها المكاني ..(أرجو عدم تكرار أي منها )

دي
100 رسالة حب 1970 1. نهر الاحزان 2. اعنف حب عشته 3. سميتك الجنوب 4. خبز وحشيش وقمر 5. من مفكرة عاشق دمشقي 6. الى الامير الدمشقي 7. موال بغدادي 8. لوليتا 9. رسالة الى رجل ما 10. تجليات صوفية 11. انا مع الارهاب 12. اختاري 13. حقائب البكاء 14. حبيبي 15. عيد ميلادها 16. اسألك الرحيلا 17. حبلى 18. قرص الاسبرين 19. ابي 20. كتاب الحب 21. اطفال الحجارة 22. راشيل واخواتها 23. حين احبك 24. الحزن 25. قارئة الفنجان 26. جسمك خارطتي 27. كلمات 28. الحاكم والعصفور 29. حرب الخليج الثانية 30. القصيدة الدمشقية 31. قصيدة اعتذارية لابي تمام 32. غرناطة 33. المهرولون 34. القدس 35. الحب والبترول 36. انا والحزن 37. حزب المطر 38. فــــــــم 39. شكرا 40. قصيدة غير منتهية في تعريف العشق 41. الحب في الجاهلية 42. التقصير 43. ثقافتنا بين افخاذ زوجاتنا 44. صباحك سكر 45. طريق واحد 46. صديقتي وسجائري 47. بيروت والحب والمطر 48. طوق الياسمين 49. خمس رسائل الى امي 50. بلقيس 51. الهرم الرابع 52. منشورات فدائية 53. افادة في محكمة الشعر 54. احبك وهذا توقيعي 55. قطرة الندى 56. اغضـــــــــب 57. رسالة من سيدة حاقدة 58. التحديات 59. قولي احبك 60. يدك 61. زيديني عشقا 62. رسالة من تحت الماء 63. سبتمبر 64. مورفين 65. الا انت 66. حبيبتي هي القانون 67. احبك جدا 68. هاملت شاعرا 69. القبلة الاولى 70. هرة 71. رسالة حب صغيرة 72. هجم النفط علينا مثل الذئب 73. قانا 74. لابد ا ن استأذن وطني 75. حب بلا حدود 76. ترصيع بالذهب على سيف دمشقي 77. هوامش على دفتر النكسة 78. التناقضات 79. يوميات امراة 80. حكاية انقلاب 81. رفقا بأعصابي 82. تقرير سري من قمعستان 83. حوار مع ملك المغول 84. متى يعلنون وفاة العرب 85. دكتوراه شرف في كيمياء الحجر 86. ايظن؟ 87. في المقهى 88. على الغيم 89. الشقيقتان 90. مع الجريدة 91. الى الصديقة الجديدة 92. اكبر من كل الكلمات 93. شئون صغيرة 94. رسالة جندي في جبهة السويس 95. حبك طير اخضر 96. بعد العاصفة 97. لا تحبيني 98. مهرجة 99. شقة مفروشة 100. يوميات 101. الافتتاحية 102. المحاكمة 103. الاندلس 104. السيرة الذاتية لسياف عربي 105. الغاضبون 106. عبد المنعم رياض 107. شعراء الارض المحتلة 108. الممثلون 109. ملاحظات في زمن الحب والحرب 110. ياست الدنيا يابيروت 111. دعوة اصطياف في الخامس من حزيران 112. الخطاب 113. حوار مع اعرابي اضاع فرسه 114. حوار ثوري مع طه حسين 115. جمال عبد الناصر 116. جريمة شرف امام المحاكم العربية 117. بيروت محظيتكم بيروت حبيبتي 118. بأنتظار غودو 119. ام المعتز 120. الاستجواب 121. حارقة روما 122. على الغيم 123. حب 124. ايتها المثقفة 125. الدمية 126. ارفضكم جميعا 127. حب استثنائي لامرأة استثنائية 128. اقدم اعتذاري 129. دورنا القمر 130. الضفائر السود 131. اين اذهب 132. اندفاع 133. قصة خلافتنا 134. عبثا ما اكتب سيدتي 135. استراتيجية للارتكاز على حدود امراة 136. لوكنت في مدريد 137. مكابرة 138. المطر 139. اريدك انثى 140. الدفاتر القديمة 141. هل هذه علامة 142. التمثيلية 143. رسائل لم تكتب بعد 144. ديك الجن 145. مدح الرسول صلى الله عليه وسلم 146. القصيدة الشريرة 147. أمية الشفتين 148. الرسم بالكلمات 149. هل عندك شك 150. الدخول الى البحر 151. مخير 152. احبك واقفل القوس 153. بلادي 154. كتاب الحب 155. احلى خبر 156. سؤال 157. نيسان 158. العقدة الخضراء 159. القميص الابيض 160. عند واحدة 161. يلذ لي 162. ماذا 163. الرسالة المحترقة 164. اورينتا 165. من اسيا 166. حكاية 167. طفولة نهد 168. القصيدة تطرح اسئلتها 169. قراءة ثانية في مقدمة ابن خلدون 170. ثلاثية اطفال الحجارة 171. موال دمشقي 172. قتلناك يااخر الانبياء 173. محاولات قتل امراة لاتقتل 174. امي 175. الى بيروت الانثى مع الاعتذار 176. ايها الناس 177. حبر وعطر 178. من نزار الى حبيبته 179. اشاعات الهوى 180. هل تسمعين صهيل احلامي 181. الى ميت 182. مشبوهة الشفتين 183. لماذا؟ 184. عند الجدار 185. الامعي 186. ساعي البريد 187. لاتحبيني 188. قطتي الشامية 189. ساعة الصفر 190. دموع شهريار 191. تلفون 192. تعود شعري عليك 193. امراة من دخان 194. الحسناء والدفتر 195. التفكير بالاصابع 196. احمر الشفاه 197. الرجل الثاني 198. يوميات رجل مهزوم 199. همجية الشفتين 200. حصان 201. الكبريت والاصابع 202. بالاحمر فقط 203. بريدها الذي لاياتي 204. القصيدة البحرية 205. الى قديسة 206. مرثاة قطة 207. اوعية الصديد 208. يويمات قرصان 209. الى تلميذا 210. عندما تمطر فيروزا 211. كيف كان 212. النقاط على الحروف 213. لن تطفئي مجدي 214. صنع في طوكيو 215. ان يسألوك 216. المراة وجسدها الموسوعي 217. من انا في امريكا 218. انا ياصديقة متعب بعروبتي 219. من قتل الامام 220. لماذا يسقط متعب بن تعبان في امتحان حقوق الانسان 221. قصيدة ضد كل شي 222. عزف منفرد على الطبلة 223. فالنتاين 224. درس في الرسم 225. المتنبي وام كلثوم على قائمة التطبيع 226. التاشيرة 227. أمبراياليه 228. من يوميات كلب مثقفكلمات ——————-

[gdwl]يُسمعني.. حـينَ يراقصُني
كلماتٍ ليست كالكلمات
***
يأخذني من تحـتِ ذراعي
يزرعني في إحدى الغيمات
***
والمطـرُ الأسـودُ في عيني
يتساقـطُ زخاتٍ.. زخات
***
يحملـني معـهُ.. يحملـني
لمسـاءٍ ورديِ الشُـرفـات
***
وأنا.. كالطفلـةِ في يـدهِ
كالريشةِ تحملها النسمـات
***
يحمـلُ لي سبعـةَ أقمـارٍ
بيديـهِ وحُزمـةَ أغنيـات
***
يهديني شمسـاً.. يهـديني
صيفاً.. وقطيـعَ سنونوَّات
***
يخـبرني.. أني تحفتـهُ
وأساوي آلافَ النجمات
***
و بأنـي كنـزٌ… وبأني
أجملُ ما شاهدَ من لوحات
***
يروي أشيـاءَ تدوخـني
تنسيني المرقصَ والخطوات
***
كلماتٍ تقلـبُ تاريخي
تجعلني امرأةً في لحظـات
***
يبني لي قصـراً من وهـمٍ
لا أسكنُ فيهِ سوى لحظات
***
وأعودُ.. أعودُ لطـاولـتي
لا شيءَ معي.. إلا كلمات

___________________

الحاكم والعصفور
————————–

أتجوَّلُ في الوطنِ العربيِّ
لأقرأَ شعري للجمهورْ
فأنا مقتنعٌ
أنَّ الشعرَ رغيفٌ يُخبزُ للجمهورْ
وأنا مقتنعٌ – منذُ بدأتُ –
بأنَّ الأحرفَ أسماكٌ
وبأنَّ الماءَ هوَ الجمهورْ
أتجوَّلُ في الوطنِ العربيِّ
وليسَ معي إلا دفترْ
يُرسلني المخفرُ للمخفرْ
يرميني العسكرُ للعسكرْ
وأنا لا أحملُ في جيبي إلا عصفورْ
لكنَّ الضابطَ يوقفني
ويريدُ جوازاً للعصفورْ
تحتاجُ الكلمةُ في وطني
لجوازِ مرورْ

أبقى ملحوشاً ساعاتٍ
منتظراً فرمانَ المأمورْ
أتأمّلُ في أكياسِ الرملِ
ودمعي في عينيَّ بحورْ
وأمامي كانتْ لافتةٌ
تتحدّثُ عن (وطنٍ واحدْ)
تتحدّثُ عن (شعبٍ واحدْ)
وأنا كالجُرذِ هنا قاعدْ
أتقيأُ أحزاني..
وأدوسُ جميعَ شعاراتِ الطبشورْ
وأظلُّ على بابِ بلادي
مرميّاً..
كالقدحِ المكسورْ

______________________
حرب الخليج الثانية:
——————–

مضحكة مبكية معركة الخليج
فلا النصال انكسرت على النصال
ولا الرجال نازلوا الرجال
ولا رأينا مرة آشور بانيبال
فكل ما تبقى لمتحف التاريخ
اهرام من النعال !!
***
من الذى ينقذنا من حالة الفصام؟
من الذى يقنعنا بأننا لم نهزم؟
ونحن كل ليلة
نرى على الشاشات جيشا جائعا وعاريا…
يشحذ من خنادق العداء
(ساندويشة)
وينحنى .. كى يلثم الأقدام !!
***
لا حربنا حرب ولا سلامنا سلام
جميع ما يمر فى حياتنا
ليس سوى أفلام
زواجنا مرتجل
وحبنا مرتجل
كما يكون الحب فى بداية الأفلام
وموتنا مقرر
كما يكون الموت فى نهاية الأفلام !!
***
لم ننتصر يوما على ذبابة
لكنها تجارة الأوهام
فخالد وطارق وحمزة
وعقبة بن نافع
والزبير والقعقاع والصمصام
مكدسون كلهم.. فى علب الأفلام
***
هزيمة .. وراءها هزيمة
كيف لنا أن نربح الحرب
إذا كان الذين مثلوا
صوروا .. وأخرجوا
تعلموا القتال فى وزارة الاعلام !!
***
فى كل عشرين سنة
يأتى إلينا حاكم بأمره
ليحبس السماء فى قارورة
ويأخذ الشمس الى منصة الاعدام!
***
فى كل عشرين سنة
يأتى إلينا نرجسى عاشق لذاته
ليدعى بأنه المهدى .. والمنقذ
والنقى .. والتقى.. والقوى
والواحد .. والخالد
ليرهن البلاد والعباد والتراث
والثروات والأنهار
والأشجار والثمار
والذكور والاناث
والأمواج والبحر
على طاولة القمار..
فى كل عشرين سنة
يأتى إلينا رجل معقد
يحمل فى جيوبه أصابع الألغام
***
ليس جديدا خوفنا
فالخوف كان دائما صديقنا
من يوم كنا نطفة
فى داخل الأرحام
***
هل النظام فى الأساس قاتل؟
أم نحن مسؤولون
عن صناعة النظام ؟
***
ان رضى الكاتب أن يكون مرة .. دجاجة
تعاشر الديوك أو تبيض أو تنام
فاقرأ على الكتابة السلام !!
***
للأدباء عندنا نقابة رسمية
تشبه فى شكلها
نقابة الأغنام !!
***
ثم ملوك أكلوا نساءهم
فى سالف الأيام
لكنما الملوك فى بلادنا
تعودوا أن يأكلوا الأقلام
***
مات ابن خلدون الذى نعرفه
وأصبح التاريخ فى أعماقنا
اشارة استفهام !!
***
هم يقطعون النخل فى بلادنا
ليزرعوا مكانه
للسيد الرئيس غابات من الأصنام !!
***
لم يطلب الخالق من عباده
أن ينحتوا له
مليون تمثال من الرخام !!
***
تقاطعت فى لحمنا خناجر العروبة
واشتبك الاسلام بالاسلام
***
بعد أسابيع من الابحار فى مراكب الكلام
لم يبق فى قاموسنا الحربى
إلا الجلد والعظام
***
طائرة الفانتوم
تنقض على رؤسنا
مقتلنا يكمن فى لساننا
فكم دفعنا غاليا ضربة الكلام
***
قد دخل القائد بعد نصره
لغرفة الحمام
ونحن قد دخلنا لملجأ الأيتام !!
***
نموت مجانا كما الذباب فى افريقيا
نموت كالذباب
ويدخل الموت علينا ضاحكا
ويقفل الأبواب
نموت بالجملة فى فراشنا
ويرفض المسؤول عن ثلاجة الموتى
بأن يفصل الأسباب
نموت .. فى حرب الشائعات
وفى حرب الاذاعات
وفى حرب التشابيه
وفى حرب الكنايات
وفى خديعة السراب
نموت.. مقهورين .. منبوذين
ملعونين .. منسيين كالكلاب
والقائد السادى فى مخبئه
يفلسف الخراب !!
***
فى كل عشرين سنة
يجيئنا مهيار
يحمل فى يمينه الشمس
وفى شماله النهار
ويرسم الجنات فى خيالنا
وينزل الأمطار
وفجأة.. يحتل جيش الروم كبرياءنا
وتسقط الأسوار !!
***
فى كل عشرين سنة
يأتى امرؤ القيس على حصانه
يبحث عن ملك من الغبار
***
أصواتنا مكتومة .. شفاهنا مكتومة
شعوبنا ليست سوى أسفار
ان الجنون وحده
يصنع فى بلاطنا القرار
***
نكذب فى قراءة التاريخ
نكذب فى قراءة الأخبار
ونقلب الهزيمة الكبرى
الى انتصار !!
***
يا وطنى الغارق فى دمائه
يا أيها المطعون فى ابائه
مدينة مدينة
نافذة نافذة
غمامة غمامة
حمامة حمامة
________________
قصيدة اعتذار لأبي تمام

أحبائي :
إذا جئنا لنحضر حفلة للزار ..
منها يضجر الضجر
إذا كانت طبول الشعر ، يا سادة
تفرقنا .. وتجمعنا
وتعطينا حبوب النوم في فمنا
وتسطلنا .. وتكسرنا.
كما الأوراق في تشرين تنكسر
فإني سوف أعتذر ..

أحبائي :
إذا كنا سنرقص دون سيقان .. كعادتنا
ونخطب دون أسنان .. كعادتنا ..
ونؤمن دون إيمان .. كعادتنا ..
ونشنق كل من جاؤوا إلى القاعة
على حبل طويل من بلاغتنا
سأجمع كل أوراقي..
وأعتذر…

إذا كنا سنبقي أيها السادة
ليوم الدين .. مختلفين حول كتابة الهمزة ..
وحول قصيدة نسبت إلى عمرو بن كلثوم ..
إذا كنا سنقرأ مرة أخرى
قصائدنا التي كنا قرأناها ..
ونمضغ مرة أخرى
حروف النصب والجر .. التي كنا مضغناها
إذا كنا سنكذب مرة أخرى
ونخدع مرة أخرى الجماهير التي كنا خدعناها
ونرعد مرة أخرى ، ولا مطر ..
سأجمع كل أرواقي ..
وأعتذر..

إذا كان تلاقينا
لكي نتبادل الانخاب، أو نسكر ..
ونستلقي على تخت من الريحان والعنبر
إذا كنا نظن الشعر راقصة .. مع الأفراح تستأجر
وفي الميلاد ، والتأبين تستأجر
ونتلوه كما نتلو كلام الزير أو عنتر
إذا كانت هموم الشعر يا سادة
هي الترفيه عن معشوقة القيصر
ورشوة كل من في القصر من حرس .. ومن عسكر ..
إذا كنا سنسرق خطبة الحجاج : والحجاج .. والمنبر ..
ونذبح بعضنا بعضا لنعرف من بنا أشعر ..
فأكبر شاعر فينا هو الخنجر..

أبا تمام .. أين تكون .. أين حديثك العطر؟
وأين يد مغامرة تسافر في مجاهيل ، وتبتكر ..
أبا تمام ..
أرملة قصائدنا .. وأرملة كتابتنا ..
وأرملة هي الألفاظ والصور..
فلا ماء يسيل على دفاترنا..
ولا ريح تهب على مراكبنا
ولا شمس ولا قمر
أبا تمام، دار الشعر دورته
وثار اللفظ .. والقاموس..
ثار البدو والحضر ..
ومل البحر زرقته ..
ومل جذوعه الشجر
ونحن هنا ..
كأهل الكهف .. لا علم ولا خبر
فلا ثوارنا ثاروا ..
ولا شعراؤنا شعروا ..
أبا تمام : لا تقرأ قصائدنا ..
فكل قصورنا ورق ..
وكل دموعنا حجر ..

أبا تمام : إن الشعر في أعماقه سفر
وإبحار إلى الآتي .. وكشف ليس ينتظر
ولكنا .. جعلنا منه شيئا يشبه الزفة
وإيقاعا نحاسيا، يدق كأنه القدر ..

أمير الحرف .. سامحنا
فقد خنا جميعا مهنة الحرف
وأرهقناه بالتشطير ، والتربيع ، والتخميس ، والوصف
أبا تمام .. إن النار تأكلنا
وما زلنا نجادل بعضنا بعضا ..
عن المصروف .. والممنوع من صرف ..
وجيش الغاصب المحتل ممنوع من الصرف!!
وما زلنا نطقطق عظيم أرجلنا
ونقعد في بيوت الله ننتظر ..
بأن يأتي الإمام على .. أو يأتي لنا عمر
ولن يأتوا .. ولن يأتوا
فلا أحدا بسيف سواه ينتصر ..

أبا تمام : إن الناس بالكلمات قد كفروا
وبالشعراء قد كفروا..
فقل لي أيها الشاعر
لماذا الشعر – حين يشيخ –
لا يستل سكينا .. وينتحر؟

———–
ألقيت في مهرجان أبي تمام بالموصل . كانون الأول / ديسمبر 1971
_____________

غرناطــــــــــــــة

في مدخل " الحمراء " كان لقاؤنا..
ما أطيب اللقيا بلا ميعاد
عينان سوداوان.. في حجريهما
تتوالد الأبعاد من أبعاد
هل أنت إسبانية؟ .. ساءلتها
قالت: وفي غرناطة ميلادي
غرناطة! وصحت قرون سبعة
في تينك العينين.. بعد رقاد
وأمية .. راياتها مرفوعة
وجيادها موصولة بجياد
ما أغرب التاريخ.. كيف أعادني
لحفيدة سمراء.. من أحفادي
وجه دمشقي .. رأيت خلاله
أجفان بلقيس .. وجيد سعاد
ورأيت منزلنا القديم .. وحجرة
كانت بها أمي تمد وسادي
والياسمينة، رصعت بنجومها
والبركة الذهبية الإنشاد
***
ودمشق .. أين تكون؟ قلت : ترينها
في شعرك المنساب نهر سواد
في وجهك العربي، في الثغر الذي
ما زال مختزنا شموس بلادي
في طيب " جنات العريف " ومائها
في الفل ، في الريحان، في الكباد
سارت معي .. والشعر يلهث خلفها
كسنابل تركت بغير حصاد
يتألق القرط الطويل بجيدها
مثل الشموع بليلة الميلاد
ومشيت مثل الطفل خلف دليلتي
وورائي التاريخ .. كوم رماد
الزخرفات أكاد أسمع نبضها
والزركشات على السقوف تنادي
قالت : هنا الحمراء .. زهو جدودنا
فأقرأ على جدرانها أمجادي
أمجادها!! ومسحت جرحا نازفا
ومسحت جرحا ثانيا بفؤادي
يا ليت وارثتي الجميلة أدركت
أن الذين عنتهم أجدادي
***
عانقت فيها عندما ودعتها
رجلا يسمى " طارق بن زياد "

______________

المهرولون

(1)
سقطت آخر جدران الحياء
وفرحنا..
ورقصنا..
وتباركنا بتوقيع سلام الجبناء
لم يعد يرعبنا شىء
ولا يخجلنا شىء
فقد يبست فينا عروق الكبرياء..
(2)
سقطت..
للمرة الخمسين .. عذريتنا
دون أن نهتز.. أو نصرخ
أو يرعبنا مرأى الدماء
ودخلنا فى زمان الهرولة
ووقفنا بالطوابير كأغنام أمام المقصلة
وركضنا .. ولهثنا..
وتسابقنا لتقبيل حذاء .. القتلة
(3)
جوعوا أطفالنا خمسين عاما
ورموا فى آخر الصوم الينا
بصلة…
(4)
سقطت غرناطة
للمرة الخمسين .. من أيدى العرب
سقط التاريخ من أيدى العرب
سقطت أعمدة الروح وأفخاذ القبيلة
سقطت كل مواويل البطولة
سقطت أشبيليا..
سقطت انطاكية
سقطت حطين من غير قتال
سقطت عمورية
سقطت مريم فى أيدى الميليشيات
فما من رجل ينقذ الرمز السماوى
ولا ثم رجولة….
(5)
سقطت آخر محظياتنا
فى يد الروم، فعن ماذا ندافع؟
لم يعد فى قصرنا جارية واحدة
تصنع القهوة .. وال***
فعن ماذا ندافع ؟؟
(6)
لم يعد فى يدنا..
أندلس واحدة نملكها
سرقوا الأبواب
والحيطان
الوجات .. والأولاد..
والزيتون والزيت
وأحجار الشوارع
سرقوا عيسى بن مريم
وهو مازال رضيعا
سرقوا ذاكرة الليمون
والمشمش.. والنعناع منا
وقناديل الجوامع…
(7)
تركوا علبة سردين بأيدينا
تسمى (غزة)…
عظمة يابسة تدعى (أريحا)..
فندقا يدعى فلسطين
بلا سقف ولا أعمدة
تركونا جسدا دون عظام
ويدا دون أصابع
(8)
لم يعد ثمة أطلال لكى نبكى عليها
كيف .. تبكى أمة
أخذوا منها المدامع ؟؟
(9)
بعد هذا الغزل السرى فى أوسلو
خرجنا عاقرين
وهبونا وطنا أصغر من حبة قمح
وطنا نبلعه من غير ماء
كحبوب الأسبرين !!…
(10)
بعد خمسين سنة
نجلس الآن على الأرض الخراب
ما لنا مأوى .. كآلاف الكلاب !!
(11)
بعد خمسين سنةى..
ما وجدنا وطنا نسكنه
الا السراب.
ليس صلحا..
ذلك الصلح الذى أدخل كالخنجر فينا..
انه فعل اغتصاب !!…
(12)
ما تفيد الهرولة؟
ما تفيد الهرولة؟
عندما يبقى ضمير الشعب حيا
كفتيل قنبلة
(13)
كم حلمنا بسلام أخضر
وهلال أبيض
وبحر أزرق
وقلوع مرسلة
ووجدنا فجأة أنفسنا فى مزبلة!!
(14)
من ترى يسألهم
عن سلام الجبناء ؟؟
لا سلام الأقويا القادرين
من ترى يسألهم ؟
عن سلام البيع بالتقسيط
والتأجير بالتقسيط
والصفقات…
والتجار.. والمستثمرين؟
من ترى يسألهم؟
عن سلام الميتين..
أسكتوا الشارع
واغتالوا جميع الأسئلة..
وجميع السائلين…
(15)
وتزوجنا بلا حب
من الأنثى التى ذات يوم أكلت أولادنا
مضغت أكبادنا..
وأخذناها الى شهر العسل..
وسكرنا … ورقصنا..
واستعدنا كل ما نحفظ من شعر الغزل
ثم أنجبنا – لسوء الحظ – أولادا معاقين
لهم شكل الضفادع
وتشردنا على أرصفة الحزن
فلا من بلد نحضنه
أو من ولد !!
(16)
لم يكن فى العرس رقص عربى
أو طعام عربى
أو غناء عربى
أو حياء عربى
فلقد غاب عن الزفة أولاد البلد.
لن تساوى كل توقيعات أوسلوا خردلة!!..
(17)
كان نصف المهر بالدولار
كان الخاتم الماسى بالدولار
كانت أجرة المأذون بالدولار
والكعكة كانت هبة من أمريكا..
وغطاء العرس والأزهار والشمع
وموسيقى المارينز…
كلها قد صنعت فى أمريكا …
(18)
وانتهى العرس… ولم تحضر فلسطين الفرح
بل رأت صورتها مبثوثة عبر كل الأقنية
ورأت دمعتها تعبر أمواج المحيط..
نحو شيكاغو .. وجيرسى .. وميامى..
وهى مثل الطائر المذبوح تصرخ:
ليس هذا العرس عرسى..
ليس هذا الثوب ثوبى..
ليس هذا العار عارى..
أبدا… يا أمريكا…
أبدا … يا أمريكا …
أبدا … يا أمريكا …
1 – 2 – 3 – 4 – 5 – 6 – 7 – 8 –

الـقـدس

——————–

بكيت.. حتى انتهت الدموع
صليت.. حتى ذابت الشموع
ركعت.. حتى ملّني الركوع
سألت عن محمد، فيكِ وعن يسوع
يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء
يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء
يا قدسُ، يا منارةَ الشرائع
يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع
حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول
يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول
حزينةٌ حجارةُ الشوارع
حزينةٌ مآذنُ الجوامع
يا قُدس، يا جميلةً تلتفُّ بالسواد
من يقرعُ الأجراسَ في كنيسةِ القيامة؟
صبيحةَ الآحاد..
من يحملُ الألعابَ للأولاد؟
في ليلةِ الميلاد..

يا قدسُ، يا مدينةَ الأحزان
يا دمعةً كبيرةً تجولُ في الأجفان
من يوقفُ العدوان؟
عليكِ، يا لؤلؤةَ الأديان
من يغسل الدماءَ عن حجارةِ الجدران؟
من ينقذُ الإنجيل؟
من ينقذُ القرآن؟
من ينقذُ المسيحَ ممن قتلوا المسيح؟
من ينقذُ الإنسان؟

يا قدسُ.. يا مدينتي
يا قدسُ.. يا حبيبتي
غداً.. غداً.. سيزهر الليمون
وتفرحُ السنابلُ الخضراءُ والزيتون
وتضحكُ العيون..
وترجعُ الحمائمُ المهاجرة..
إلى السقوفِ الطاهره
ويرجعُ الأطفالُ يلعبون
ويلتقي الآباءُ والبنون
على رباك الزاهرة..
يا بلدي..
يا بلد السلام والزيتون

______________
الحب والبترول

———————–

متى تفهمْ ؟
متى يا سيّدي تفهمْ ؟
بأنّي لستُ واحدةً كغيري من صديقاتكْ
ولا فتحاً نسائيّاً يُضافُ إلى فتوحاتكْ
ولا رقماً من الأرقامِ يعبرُ في سجلاّتكْ ؟
متى تفهمْ ؟
متى تفهمْ ؟
أيا جَمَلاً من الصحراءِ لم يُلجمْ
ويا مَن يأكلُ الجدريُّ منكَ الوجهَ والمعصمْ
بأنّي لن أكونَ هنا.. رماداً في سجاراتكْ
ورأساً بينَ آلافِ الرؤوسِ على مخدّاتكْ
وتمثالاً تزيدُ عليهِ في حمّى مزاداتكْ
ونهداً فوقَ مرمرهِ.. تسجّلُ شكلَ بصماتكْ
متى تفهمْ ؟
متى تفهمْ ؟
بأنّكَ لن تخدّرني.. بجاهكَ أو إماراتكْ
ولنْ تتملّكَ الدنيا.. بنفطكَ وامتيازاتكْ
وبالبترولِ يعبقُ من عباءاتكْ
وبالعرباتِ تطرحُها على قدميْ عشيقاتكْ
بلا عددٍ.. فأينَ ظهورُ ناقاتكْ
وأينَ الوشمُ فوقَ يديكَ.. أينَ ثقوبُ خيماتكْ
أيا متشقّقَ القدمينِ.. يا عبدَ انفعالاتكْ
ويا مَن صارتِ الزوجاتُ بعضاً من هواياتكْ
تكدّسهنَّ بالعشراتِ فوقَ فراشِ لذّاتكْ
تحنّطهنَّ كالحشراتِ في جدرانِ صالاتكْ
متى تفهمْ ؟

متى يا أيها المُتخمْ ؟
متى تفهمْ ؟
بأنّي لستُ مَن تهتمّْ
بناركَ أو بجنَّاتكْ
وأن كرامتي أكرمْ..
منَ الذهبِ المكدّسِ بين راحاتكْ
وأن مناخَ أفكاري غريبٌ عن مناخاتكْ
أيا من فرّخَ الإقطاعُ في ذرّاتِ ذرّاتكْ
ويا مَن تخجلُ الصحراءُ حتّى من مناداتكْ
متى تفهمْ ؟

تمرّغ يا أميرَ النفطِ.. فوقَ وحولِ لذّاتكْ
كممسحةٍ.. تمرّغ في ضلالاتكْ
لكَ البترولُ.. فاعصرهُ على قدَمي خليلاتكْ
كهوفُ الليلِ في باريسَ.. قد قتلتْ مروءاتكْ
على أقدامِ مومسةٍ هناكَ.. دفنتَ ثاراتكْ
فبعتَ القدسَ.. بعتَ الله.. بعتَ رمادَ أمواتكْ
كأنَّ حرابَ إسرائيلَ لم تُجهضْ شقيقاتكْ
ولم تهدمْ منازلنا.. ولم تحرقْ مصاحفنا
ولا راياتُها ارتفعت على أشلاءِ راياتكْ
كأنَّ جميعَ من صُلبوا..
على الأشجارِ.. في يافا.. وفي حيفا..
وبئرَ السبعِ.. ليسوا من سُلالاتكْ
تغوصُ القدسُ في دمها..
وأنتَ صريعُ شهواتكْ
تنامُ.. كأنّما المأساةُ ليستْ بعضَ مأساتكْ
متى تفهمْ ؟
متى يستيقظُ الإنسانُ في ذاتكْ ؟

_________________

أنا والحزن

——————–

أدمنت أحزاني
فصرت أخاف أن لا أحزنا
وطعنت ألافا من المرات
حتى صار يوجعني ، بأن لا أطعنا
ولُعِنْتُ في كل اللغات..
وصار يقلقني بأن لا ألعنا …
ولقد شنقت على جدار قصائدي
ووصيتي كانت ..
بأن لا أدفنا.
وتشابهت كل البلاد..
فلا أرى نفسي هناك
ولا أرى نفسي هنا ..
وتشابهت كل النساء
فجسم مريم في الظلام .. كما مني ..
ما كان شعري لعبة عبثية
أو نزهة قمرية
إني أقول الشعر – سيدتي –
لأعرف من أنا ….

يا سادتي :
إني أسافر في قطار مدامعي
هل يركب الشعراء إلا في قطارات الضنى؟
إني أفكر باختراع الماء..
إن الشعر يجعل كل حلم ممكنا
وأنا أفكر باختراع النهد ..
حتى تطلع الصحراء ، بعدي سوسنا
وأنا أفكر باختراع الناي
حتى يأكل الفقراء، بعدي ، " الميجنا"
إن صادروا وطن الطفولة من يدي
فلقد جعلت من القصيدة موطنا..

يا سادتي :
إن السماء رحيبة جدا..
ولكن الصيارفة الذين تقاسموا ميراثنا ..
وتقاسموا أوطاننا..
وتقاسموا أجسادنا..
لم يتركوا شبرا لنا ..
يا سادتي :
قاتلت عصرا لا مثيل لقبحه
وفتحت جرح قبيلتي المتعفنا..
أنا لست مكترثا
بكل الباعة المتجولين..
وكل كتاب البلاط..
وكل من جعلوا الكتابة حرفة
مثل الزنى…

يا سادتي :
عفوا إذا أقلقتكم

أنا لست مضطرا لأعلن توبتي
هذا أنا …
هذا أنا …
هذا أنا …
_________

حزب المطر

—————–

أنا لا أسكن في أي مكان
إن عنواني هو اللامنتظر …
مبحرا كالسمك الوحشي في هذا المدى
في دمي نار .. وفي عيني شرر
ذاهبا أبحث عن حرية الريح،
التي يتقنها كل الغجر..
راكضا خلف غمام أخضر
شاربا بالعين آلاف الصور
ذاهبا .. حتى نهايات السفر ..
مبحرا .. نحو فضاء آخر
نافضا عني غباري
ناسيا اسمي …
وأسماء النباتات ..
وتاريخ الشجر..
هاربا من هذه الشمس التي تجلدني
بكرابيج الضجر ..
هاربا من مدن نامت قرونا
تحت أقدام القمر ..
تاركا خلفي عيونا من زجاج
وسماء من حجر ..
ومضافات تميم ومضر ..
لا تقولي : عد إلى الشمس .. فإني
أنتمي الآن إلى حزب المطر..

فــــــــــــــــــــــــ ـــم
——————————

في وجهها يدور .. كالبرعم
بمثله الأحلام لم تحلم
كلوحة ناجحة .. لونها
أثار حتى حائط المرسم
كفكرة .. جناحها أحمر
كجملة قيلت ولم تفهم
كنجمة قد ضعيت دربها
في خصلات الأسود المعتم
زجاجة للطيب مختومة
ليت أواني الطيب لم تختم
من أين يا ربي عصرت الجنى؟
وكيف فكرت بهذا الفم
وكيف بالغت بتدويره؟
وكيف وزعت نقاط الدم؟
وكيف بالتوليب سورته
بالورد، بالعناب، بالعندم؟
وكيف ركزت إلى جنبه
غمارة .. تهزأ بالأنجم..
كم سنة .. ضيعت في نحته ؟
قل لي .. ألم تتعب .. ألم تسأم؟
منضمة الشفاه .. لا تفصحي
__________________

شكرا

شكرا لحبك..
فهو معجزتي الأخيره..
بعدما ولى زمان المعجزات.
شكرا لحبك..
فهو علمني القراءة، والكتابه،
وهو زودني بأروع مفرداتي..
وهو الذي شطب النساء جميعهن .. بلحظه
واغتال أجمل ذكرياتي..
شكرا من الأعماق..
يا من جئت من كتب العبادة والصلاه
شكرا لخصرك، كيف جاء بحجم أحلامي، وحجم تصوراتي
ولوجهك المندس كالعصفور،
بين دفاتري ومذكراتي..
شكرا لأنك تسكنين قصائدي..
شكرا…
لأنك تجلسين على جميع أصابعي
شكرا لأنك في حياتي..
شكرا لحبك..
فهو أعطاني البشارة قبل كل المؤمنين
واختارني ملكا..
وتوجني..
وعمدني بماء الياسمين..
شكرا لحبك..
فهو أكرمني، وأدبني ، وعلمني علوم الأولى
واختصني، بسعادة الفردوس ، دون العالمين شكرا..
لأيام التسكع تحت أقواس الغمام، وماء تشرين الحزين
ولكل ساعات الضلال، وكل ساعات اليقين
شكرا لعينيك المسافرتين وحدهما..
إلى جزر البنفسج ، والحنين..
شكرا..
على كل السنين الذاهبات..
فإنها أحلى السنين..
شكرا لحبك..
فهو من أغلى وأوفى الأصدقاء
وهو الذي يبكي على صدري..
إذا بكت السماء
شكرا لحبك فهو مروحه..
وطاووس .. ونعناع .. وماء
وغمامة وردية مرت مصادفة بخط الاستواء…
وهو المفاجأة التي قد حار فيها الأنبياء..
شكرا لشعرك .. شاغل الدنيا ..
وسارق كل غابات النخيل
شكرا لكل دقيقه..
سمحت بها عيناك في العمر البخيل
شكرا لساعات التهور، والتحدي،
واقتطاف المستحيل..
شكرا على سنوات حبك كلها..
بخريفها، وشتائها
وبغيمها، وبصحوها،
وتناقضات سمائها..
شكرا على زمن البكاء ، ومواسم السهر الطويل
شكرا على الحزن الجميل ..
شكرا على الحزن الجميل ..

__________________
قصيدة غير منتهية في تعريف العشق

.. عندما قررت أن أكتب عن تجربتي في الحب،
فكرت كثيرا..
ما الذي تجدي اعترافاتي؟
وقبلي كتب الناس عن الحب كثيرا..
صوروه فوق حيطان المغارات،
وفي أوعية الفخار والطين، قديما
نقشوه فوق عاج الفيل في الهند..
وفوق الورق البردي في مصر ،
وفوق الرز في الصين..
وأهدوه القرابين، وأهدوه النذورا..
عندما قررت أن أنشر أفكاري عن العشق.
ترددت كثيرا..
فأنا لست بقسيس،
ولا مارست تعليم التلاميذ،
ولا أؤمن أن الورد..
مضطر لأن يشرح للناس العبيرا..
ما الذي أكتب يا سيدتي؟
إنها تجربتي وحدي..
وتعنيني أنا وحدي..
إنها السيف الذي يثقبني وحدي..
فأزداد مع الموت حضورا..

عندما سافرت في بحرك يا سيدتي..
لم أكن أنظر في خارطة البحر،
ولم أحمل معي زورق مطاط..
ولا طوق نجاة..
بل تقدمت إلى نارك كالبوذي..
واخترت المصيرا..
لذتي كانت بأن أكتب بالطبشور..
عنواني على الشمس..
وأبني فوق نهديك الجسورا..

حين أحببتك..
لاحظت بأن الكرز الأحمر في بستاننا
أصبح جمرا مستديرا..
وبأن السمك الخائف من صنارة الأولاد..
يأتي بالملايين ليلقي في شواطينا البذورا..
وبأن السرو قد زاد ارتفاعا..
وبأن العمر قد زاد اتساعا..
وبأن الله ..
قد عاد إلى الأرض أخيرا..

حين أحببتك ..
لاحظت بأن الصيف يأتي..
عشر مرات إلينا كل عام..
وبأن القمح ينمو..
عشر مرات لدينا كل يوم
وبأن القمر الهارب من بلدتنا..
جاء يستأجر بيتا وسريرا..
وبأن العرق الممزوج بالسكر والينسون..
قد طاب على العشق كثيرا..

حين أحببتك ..
صارت ضحكة الأطفال في العالم أحلى..
ومذاق الخبز أحلى..
وسقوط الثلج أحلى..
ومواء القطط السوداء في الشارع أحلى..
ولقاء الكف بالكف على أرصفة " الحمراء " أحلى ..
والرسومات الصغيرات التي نتركها في فوطة المطعم أحلى..
وارتشاف القهوة السوداء..
والتدخين..
والسهرة في المسح ليل السبت..
والرمل الذي يبقي على أجسادنا من عطلة الأسبوع،
واللون النحاسي على ظهرك، من بعد ارتحال الصيف،
أحلى..
والمجلات التي نمنا عليها ..
وتمددنا .. وثرثرنا لساعات عليها ..
أصبحت في أفق الذكرى طيورا…

حين أحببتك يا سيدتي
طوبوا لي ..
كل أشجار الأناناس بعينيك ..
وآلاف الفدادين على الشمس،
وأعطوني مفاتيح السماوات..
وأهدوني النياشين..
وأهدوني الحريرا

عندما حاولت أن أكتب عن حبي ..
تعذبت كثيرا..
إنني في داخل البحر …
وإحساسي بضغط الماء لا يعرفه
غير من ضاعوا بأعماق المحيطات دهورا.

ما الذي أكتب عن حبك يا سيدتي؟
كل ما تذكره ذاكرتي..
أنني استيقظت من نومي صباحا..
لأرى نفسي أميرا ..
_______________
الحب في الجاهليه

شاءت الأقدار، يا سيدتي،
أن نلتقي في الجاهليه!!..
حيث تمتد السماوات خطوطا أفقيه
والنباتات، خطوطا أفقيه..
والكتابات، الديانات، المواويل، عروض الشعر،
والأنهار، والأفكار، والأشجار،
والأيام، والساعات،
تجري في خطوط أفقيه..
شاءت الأقدار..
أن أهواك في مجتمع الكبريت والملح..
وأن أكتب الشعر على هذي السماء المعدنيه
حيث شمس الصيف فأس حجريه
والنهارات قطارات كآبه..
شاءت الأقدار أن تعرف عيناك الكتابه
في صحارى ليس فيها..
نخله..
أو قمر ..
أو أبجديه …
شاءت الأقدار، يا سيدتي،
أن تمطري مثل السحابه
فوق أرض ما بها قطرة ماء
وتكوني زهرة مزروعة عند خط الاستواء..
وتكوني صورة شعريه
في زمان قطعوا فيه رءوس الشعراء
وتكوني امرأة نادره
في بلاد طردت من أرضها كل النساء…
***
أو يا سيدتي..
يا زواج الضوء والعتمة في ليل العيون الشركسيه..
يا ملايين العصافير التي تنقر الرمان..
من تنورة أندلسيه..
شاءت الأقدار أن نعشق بالسر..
وأن نتعاطى ال*** بالسر..
وأن تنجبي الأطفال بالسر..
وأن أنتمي – من أجل عينيك –
لكل الحركات الباطنيه..
***
شاءت الأقدار يا سيدتي..
أن تسقطي كالمجدليه..
تحت أقدام المماليك..
وأسنان الصعاليك..
ودقات الطبول الوثنيه..
وتكوني فرسا رائعه..
فوق أرض يقتلون الحب فيها..
والخيول العربيه..
***
شاءت الأقدار أن نذبح يا سيدتي
مثل آلاف الخيول العربيه..
_____________

التقصير

منذ ثلاثين سنه
أحلم بالتغيير
وأكتب القصيدة الثوره .. والقصيدة الأزمه ..
والقصيدة الحرير ..
***
منذ ثلاثين سنه
ألعب باللغات مثلما أشاء
وأكتب التاريخ بالشكل الذي أشاء..
وأجعل النقاط، والحروف ، والأسماء، والأفعال،
تحت سلطة النساء.
وأدعي بأنني الأول في فن الهوى..
وأنني الأخير ..
***
وعندما دخلت .. يا سيدتي
إلى بلاط حبك الكبير..
انكسرت فوق يدي قارورة العبير
وانكسر الكلام – يا سيدتي – على فمي
وانكسر التعبير ..
***
ولا أزال كلما سافرت في عينيك .. يا حبيبتي
أشعر بالتقصير..
وكلما حدقت في يديك يا حبيبتي
أشعر بالتقصير ..
وكلما اقتربت من جمالك الوحشي يا حبيبتي
أشعر بالتقصير
وكلما راجعت أعمالي التي كتبتها..
قبيل أن أراك يا حبيبتي..
أشعر التقصير..
أشعر التقصير..
أشعر التقصير..

_______________

ثقافتنا بين افخاذ زوجاتنا الاربع

ثقافتنا
فقاقيع من الصابون والوحل
فمازالت بداخلنا
"رواسب من " أبي جهل
ومازلنا
نعيش بمنطق المفتاح والقفل
نلف نساءنا بالقطن
ندفنهن في الرمل
ونملكهن كالسجاد
كالأبقار في الحقل
ونهذا من قوارير
بلا دين ولا عقل
ونرجع أخر الليل
نمارس حقنا الزوجي كالثيران والخيل
نمارسه خلال دقائق خمسه
بلا شوق … ولا ذوق
ولا ميل
نمارسه .. كالات
تؤدي الفعل للفعل
ونرقد بعدها موتى
ونتركهن وسط النار
وسط الطين والوحل
قتيلات بلا قتل
بنصف الدرب نتركهن
يا لفظاظة الخيل
قضينا العمر في المخدع
وجيش حريمنا معنا
وصك زواجنا معنا
وقلنا : الله قد شرع
ليالينا موزعه
على زوجاتنا الأربعه
هنا شفه
هنا ساق
هنا ظفر
هنا إصبع
كأن الدين حانوت
فتحناه لكي نشبع
تمتعنا " بما أيماننا ملكت "
وعشنا من غرائزنا بمستنقع
وزورنا كلام الله
بالشكل الذي ينفع
ولم نخجل بما نصنع
عبثنا في قداسته
نسينا نبل غايته
ولم نذكر
سوى المضجع
ولم نأخذ سوى
زوجاتنا الأربع

_________________

صباحك سكر

إذا مر يوم ولم أتذكر

به أن أقول صباحك سكر

فلا تحزني من ذهولي وصمتي

ولا تحسبي أن شيئًا تغير

فحين أنا لا أقول أحبك

فمعناه أني أحبك أكثر

صباحك سكر

إذا ما جلستي طويلاً أمامي

كمملكة من عبير ومرمر

وأغمضت عن طيباتك عيني

وأهملت شكوى القميص المعطر

فلا تنعتي بموت الشعور

ولا تحسبي أن قلبي تحجر

أحبك فوق المحبة لكن

دعيني أراك كما أتصور

صباحك سكر
_______________
طريق واحد

أريدُ بندقيّه..

خاتمُ أمّي بعتهُ

من أجلِ بندقيه

محفظتي رهنتُها

من أجلِ بندقيه..

اللغةُ التي بها درسنا

الكتبُ التي بها قرأنا..

قصائدُ الشعرِ التي حفظنا

ليست تساوي درهماً..

أمامَ بندقيه..

أصبحَ عندي الآنَ بندقيه..

إلى فلسطينَ خذوني معكم

إلى ربىً حزينةٍ كوجهِ مجدليّه

إلى القبابِ الخضرِ.. والحجارةِ النبيّه

عشرونَ عاماً.. وأنا

أبحثُ عن أرضٍ وعن هويّه

أبحثُ عن بيتي الذي هناك

عن وطني المحاطِ بالأسلاك

أبحثُ عن طفولتي..

وعن رفاقِ حارتي..

عن كتبي.. عن صوري..

عن كلِّ ركنٍ دافئٍ.. وكلِّ مزهريّه..

أصبحَ عندي الآنَ بندقيّه

إلى فلسطينَ خذوني معكم

يا أيّها الرجال..

أريدُ أن أعيشَ أو أموتَ كالرجال

أريدُ.. أن أنبتَ في ترابها

زيتونةً، أو حقلَ برتقال..

أو زهرةً شذيّه

قولوا.. لمن يسألُ عن قضيّتي

بارودتي.. صارت هي القضيّه..

أصبحَ عندي الآنَ بندقيّه..

أصبحتُ في قائمةِ الثوّار

أفترشُ الأشواكَ والغبار

وألبسُ المنيّه..

مشيئةُ الأقدارِ لا تردُّني

أنا الذي أغيّرُ الأقدار

يا أيّها الثوار..

في القدسِ، في الخليلِ،

في بيسانَ، في الأغوار..

في بيتِ لحمٍ، حيثُ كنتم أيّها الأحرار

تقدموا..

تقدموا..

فقصةُ السلام مسرحيّه..

والعدلُ مسرحيّه..

إلى فلسطينَ طريقٌ واحدٌ

يمرُّ من فوهةِ بندقيّه..

_________________
صديقة وسجائري
صديقتي وسجائري

واصِلْ تدخينكَ .. يُغريني
رجلٌ في لحظةِ تدخينِ
هي نقطةُ ضَعْفَي كامرأةٍ
فاستثمرْ ضَعْفي وجُنُوني
ما أَشهى تبغكَ والدنيا
تستقبلُ أولَ تشرينِ
والقهوةُ .. والصُحُفُ الكسلى
ورؤىً .. وحُطامُ فناجينِ
دخنْ .. لا أروع من رجُلٍ
يفنى في الركن .. ويُفنيني
رَجُل ..تنضمُّ أصابعُهُ
وتُفكرُ من غير جبينِ
أشعلْ واحدةً من أُخرى ..
أشعلْها من جمرِ عيوني ..
ورمادُكَ ضعهُ على كفِّي
نيرانُكَ ليستْ تؤذيني
فأنا كامرأةٍ .. يُرضيني
أنْ ألقي نفسي في مقعدْ
ساعاتٍ .. في هذا المعبدْ
أتأملُ في الوجه المُجهدْ
وأَعُدُّ .. أعُدُّ .. عروقَ اليدْ
فعروقُ يديكَ .. تُسليني
وخيوطُ الشيبِ .. هُنا ..وهُنا
تُنهي أعصابي .. تُنهيني
دخنْ .. لا أروع من رجُلٍ
يفنى في الرُكنِ .. ويفنيني
أحرقني .. أحرِقْ بي بيتي
وتصرفْ فيهِ كمجنونِ ..
فأنا كامرأةٍ .. يكفيني
أنْ أشعرَ أنكَ تحميني
أن أشعرَ أنَّ هناكَ يداً
تتسللُ من خلف المقعدْ ..
كي تمسح رأسي .. وجبيني
تتسللُ من خلف المقعدْ
لتداعب أُذْني بسكونِ
ولتتركَ في شعري الأسودْ
عِقداً من زَهَرِ الليمونِ
دخنْ .. لا أروع من رجُلٍ
يفنى في الرُكْنِ .. ويفنيني
__________________
1 2 3 4 5 6 7 8




بيروت والحب والمطر
……………………. ..

——————————————————————————–

انتقي أنت المكان..
أي مقهى، داخل كالسيف في البحر،
انتقي أي مكان..
إنني مستسلم للبجع البحري في عينيك،
يأتي من نهايات الزمان
عندما تمطر في بيروت..
أحتاج إلى بعض الحنان
فادخلي في معطفي المبتل بالماء..
ادخلي في كنزة الصوف ..
وفي جلدي .. وفي صوتي ..
كلي من عشب صدري كحصان..
هاجري كالسمك الأحمر .. من عيني إلى عيني
ومن كفي إلى كفي..
ارسمي وجهي على كرأسه الأمطار، والليل ،
وبللور الحوانيت، وقشر السنديان..
طارحيني الحب .. تحت الرعد ، والبرق ..
وإيقاع المزاريب .. امنحيني وطنا في معطف الفرو الرمادي..
اصلبيني بين نهديك مسيحا..
عمديني بمياه الورد .. والآس .. وعطر البيلسان
عانقيني في الميادين..
وفوق الورق المكسور، ضميني على مرأى من الناس..
ارفضي عصر السلاطين، ارفضي فتوى المجاذيب..
اصرخي كالذئب في منتصف الليل..
انزفي كالجرح في الثدي..
امنحيني روعة الإحساس بالموت..
ونعمى الهذيان..
عندما تمطر في بيروت..
تنمو لكآباتي غصون، ولأحزاني يدان
فادخلي في كنزة الصوف .. ونامي
نحن تحت الماء يا نخلة روحي .. نخلتان..
***
ليس في ذهني قرار واضح.
فخذيني حيثما شئت ..
اتركيني حيثما شئت..
اشتري لي صحف اليوم .. وأقلام رصاص
ونبيذا .. ودخان..
هذه كل المفاتيح .. فقودي أنت ..
سيري باتجاه الريح والصدفة..
سيري في الزواريب التي من غير أسماء..
أحبيني قليلا..
واكسري أنظمة السير قليلا..
واتركي لي يدك اليمنى قليلا..
فذراعاك هما بر الأمان..
***
ليس للحب ببيروت خرائط..
لا ولا للعشق في صدري خرائط..
فابحثي عن شقة يطمرها الرمل ..
ابحثي عن فندق لا يسأل العشاق عن أسمائهم..
سهريني في السراديب التي ليس بها ..
غير مغن وبيان..
***
قرري أنت إلى أين ..
فإن الحب في بيروت مثل الله في كل مكان

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ

قصيدة طوق الياسمين

شكراً.. لطوق الياسمين

وضحكت لي.. وظننت أنك تعرفين

معنى سوار الياسمين

يأتي به رجل إليك

ظننت أنك تدركين

*****

وجلست في ركن ركين

تتسرحين

وتنقطين العطر من قارورة و تدمدمين

لحناً فرنسي الرنين

لحناً كأيامي حزين

قدماك في الخف المقصب

جدولان من الحنين

وقصدت دولاب الملابس

تقلعين .. وترتدين

وطلبت أن أختار ماذا تلبسين

أفلي إذن ؟

أفلي أنا تتجملين ؟

ووقفت .. في دوامة الألوان ملتهب الجبين

الأسود المكشوف من كتفيه

هل ترتدين ؟

لكنه لون حزين

لون كأيامي حزين

ولبسته

وربطت طوق الياسمين

وظننت أنك تعرفين

معنى سوار الياسمين

يأتي به رجل إليك

ظننت أنك تدركين..
****

هذا المساء

بحانة صغرى رأيتك ترقصين

تتكسرين على زنود المعجبين

تتكسرين

وتدمدمين

قي أذن فارسك الأمين

لحناً فرنسي الرنين

لحناً كأيامي حزين

****

وبدأت أكتشف اليقين

وعرفت أنك للسوى تتجملين

وله ترشين العطور

وتقلعين

وترتدين

ولمحت طوق الياسمين

في الأرض .. مكتوم الأنين

كالجثة البيضاء

تدفعه جموع الراقصين

ويهم فارسك الجميل بأخذه

فتمانعين

وتقهقهين

" لاشيء يستدعي انحناْك

ذاك طوق الياسمين .. "
_________________________ __

خمس رسائل إلى أمي

صباحُ الخيرِ يا حلوه..

صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه

مضى عامانِ يا أمّي

على الولدِ الذي أبحر

برحلتهِ الخرافيّه

وخبّأَ في حقائبهِ

صباحَ بلادهِ الأخضر

وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر

وخبّأ في ملابسهِ

طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر

وليلكةً دمشقية..

أنا وحدي..

دخانُ سجائري يضجر

ومنّي مقعدي يضجر

وأحزاني عصافيرٌ..

تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر

عرفتُ نساءَ أوروبا..

عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ

عرفتُ حضارةَ التعبِ..

وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر

ولم أعثر..

على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر

وتحملُ في حقيبتها..

إليَّ عرائسَ السكّر

وتكسوني إذا أعرى

وتنشُلني إذا أعثَر

أيا أمي..

أيا أمي..

أنا الولدُ الذي أبحر

ولا زالت بخاطرهِ

تعيشُ عروسةُ السكّر

فكيفَ.. فكيفَ يا أمي

غدوتُ أباً..

ولم أكبر؟

صباحُ الخيرِ من مدريدَ

ما أخبارها الفلّة؟

بها أوصيكِ يا أمّاهُ..

تلكَ الطفلةُ الطفله

فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..

يدلّلها كطفلتهِ

ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ

ويسقيها..

ويطعمها..

ويغمرها برحمتهِ..

.. وماتَ أبي

ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ

وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ

وتسألُ عن عباءتهِ..

وتسألُ عن جريدتهِ..

وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-

عن فيروزِ عينيه..

لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..

دنانيراً منَ الذهبِ..

سلاماتٌ..

سلاماتٌ..

إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة

إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"

إلى تحتي..

إلى كتبي..

إلى أطفالِ حارتنا..

وحيطانٍ ملأناها..

بفوضى من كتابتنا..

إلى قططٍ كسولاتٍ

تنامُ على مشارقنا

وليلكةٍ معرشةٍ

على شبّاكِ جارتنا

مضى عامانِ.. يا أمي

ووجهُ دمشقَ،

عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا

يعضُّ على ستائرنا..

وينقرنا..

برفقٍ من أصابعنا..

مضى عامانِ يا أمي

وليلُ دمشقَ

فلُّ دمشقَ

دورُ دمشقَ

تسكنُ في خواطرنا

مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا

كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..

قد زُرعت بداخلنا..

كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..

تعبقُ في ضمائرنا

كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ

جاءت كلّها معنا..

أتى أيلولُ يا أماهُ..

وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ

ويتركُ عندَ نافذتي

مدامعهُ وشكواهُ

أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟

أينَ أبي وعيناهُ

وأينَ حريرُ نظرتهِ؟

وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟

سقى الرحمنُ مثواهُ..

وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..

وأين نُعماه؟

وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..

تضحكُ في زواياهُ

وأينَ طفولتي فيهِ؟

أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ

وآكلُ من عريشتهِ

وأقطفُ من بنفشاهُ

دمشقُ، دمشقُ..

يا شعراً

على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ

ويا طفلاً جميلاً..

من ضفائرنا صلبناهُ

جثونا عند ركبتهِ..

وذبنا في محبّتهِ

إلى أن في محبتنا قتلناهُ




لماذا

كنت تعلم انى ..

احبك أكثر منى

لماذا ؟

لماذا ؟

بعينيك هذا الوجوم

وأمس بحضن الكروم

قرطت ألوف النجوم بدربى

و أخبرتنى أن حبى يدوم

لماذا ؟

لماذا ؟

تغرر قلبى الصبى

لماذا كذبت علي

وقلت لا تعود الي

مع الأخضر الطالع

مع الموسم الراجع

مع الحقل والزارع

لماذا ؟

منحت لقلبى الهواء

فلما أصاء

بحب كعرض السماء

ذهبت بركب المساء

وخلفت هذى الصديقة

هنا .. عند سور الحديقة

على مقعد من بكاء

لماذا ؟

لماذا ؟

تعود السنونو الى سقفنا

وينمو البنفسج فى حوضنا

وترقص فى الضيعة المسجنا

وتضحك كل الدنا

مع الصيف الا أنا ….

لماذا




الهرم الرابع
السيّدُ نامْ

السيّدُ نام
السيّدُ نامَ كنومِ السيفِ العائدِ من إحدى الغزواتْ
السيّدُ يرقدُ مثلَ الطفلِ الغافي.. في حُضنِ الغاباتْ
السيّدُ نامَ..
وكيفَ أصدِّقُ أنَّ الهرمَ الرابعَ ماتْ؟
القائدُ لم يذهبْ أبداً
بل دخلَ الغرفةَ كي يرتاحْ
وسيصحو حينَ تطلُّ الشمسُ..
كما يصحو عطرُ التفاحْ..
الخبزُ سيأكلهُ معنا..
وسيشربُ قهوتهُ معنا..
ونقولُ لهُ..
ويقولُ لنا..
القائدُ يشعرُ بالإرهاقِ..
فخلّوهُ يغفو ساعاتْ..

يا مَن تبكونَ على ناصرْ..
السيّدُ كانَ صديقَ الشمس..
فكفّوا عن سكبِ العبراتْ..
السيّد ما زالَ هُنا..
يتمشّى فوقَ جسورِ النيلِ..
ويجلسُ في ظلِّ النخلاتْ..
ويزورُ الجيزةَ عندَ الفجرِ..
ليلثمَ حجرَ الأهراماتْ.
يسألُ عن مصرَ.. ومَن في مصرَ..
ويسقي أزهارَ الشرفاتْ..
ويصلّي الجمعةَ والعيدينِ..
ويقضي للناسِ الحاجاتْ
ما زالَ هُنا عبدُ الناصرْ..
في طميِ النيلِ، وزهرِ القطنِ..
وفي أطواقِ الفلاحاتْ..
في فرحِ الشعبِ..
وحزنِ الشعب..
وفي الأمثالِ وفي الكلماتْ
ما زالَ هُنا عبدُ الناصرْ..
من قالَ الهرمُ الرابعُ ماتْ؟

يا مَن يتساءلُ: أينَ مضى عبدُ الناصرْ؟
يا مَن يتساءلُ:
هلْ يأتي عبدُ الناصرْ..
السيّدُ موجودٌ فينا..
موجودٌ في أرغفةِ الخُبزِ..
وفي أزهارِ أوانينا..
مرسومٌ فوقَ نجومِ الصيفِ،
وفوقَ رمالِ شواطينا..
موجودٌ في أوراقِ المصحفِ
في صلواتِ مُصلّينا..
موجودٌ في كلماتِ الحبِّ..
وفي أصواتِ مُغنّينا..
موجودٌ في عرقِ العمّالِ..
وفي أسوانَ.. وفي سينا..
مكتوبٌ فوقَ بنادقنا..
مكتوبٌ فوقَ تحدينا..
السيّدُ نامَ.. وإن رجعتْ
أسرابُ الطيرِ.. سيأتينا..
2 3




اهلا و سهلا بكم في منتداكم الغالي منتديات خنشلة التعليمية




التصنيفات
الشعر والنثر

إصلاح السريرة

تعليمية تعليمية

إصلاح السريرة
لأبي جهاد الجزائري
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله فهذه كلمات انتقيتها من كتاب "روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" للحافظ ابن حبان رحمه الله سائلا الله الإخلاص في القول والعمل .
قال الحافظ رحمه الله أول شعب العقل هو لزوم تقوى الله، وإصلاح السريرة، لأن من صَلُح جُوّانيه أصلح الله بَرّانيه، ومن فَسد جُوَّانيه أفسد الله برانيه.


ولقد أحسن الذي يقول:
إذا ما خلوتَ الدهر يوماً فلا تَقُلْ … خلوتُ، ولكن قُل: عليّ رقيبُ
ولا تحسبنَّ يغفُل ساعة … ولا أنَّ ما يَخْفيَ عليه يغيبُ
ألم تر أنَّ اليوم أسرع ذاهبٍ … وأنَّ غداً للناظرين قريبُ؟


قال مالك بن دينار اتخذْ طاعة الله تجارة تأتك الأرباح من غير بضاعة.
قال أبو حاتم: قطبُ الطاعات للمرءِ في الدنيا: هو إصلاح السرائر، وترك إفساد الضمائر.
والواجب على العاقل الاهتمام بإصلاح سريرته، والقيام بحراسة قلبه عند إقباله وأدباره، وحركته وسكونه؛ لأن تكدُّر الأوقات وتنغُّص اللذات لا يكون إلا عند فساده.
ولو لم يكن لإصلاح السرائر سبب يؤدي العاقلَ إلى استعماله إلا إظهار الله عليه كيفية سريرته، خيراً كان أو شراً، لكان الواجبُ عليه قلةِ الإغضاء عن تعاهدها.


أنشدني عبد العزيز سليمان الأبرش:
يُلبس اللهُ في العلانية العب … دَ الذي كان يَخْتفي في السريرهْ
حسناً كان، أو قبيحاً سَيُبْدَى … كلُّ ما كان ثَمَّ من كلَّ سيِرهْ
فاستحِ من اللهِ أن تُرائِيَ للن … اس فإنَّ الرياء بئسَ الذَّخيرهْ

أنشدني محمد بن مبد الله بن زنجي البغدادي:
وإذا أعلنتَ أمراً حَسَنا … فليكنْ أحسنَ منه ما تُسرِ
فمسِرُّ الخير موَسومٌ به … ومسِرَّ الشرِّ موسوم بِشَرْ
أخبرنا أبو يعلي حدثنا شريح بن يونس حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال إن الرجل ليتكلم بالكلام ينوي فيه الخير فيلقى الله في قلوب العباد، حتى يقولوا: ما أراد بكلامه هذا إلا الخير. وإن الرجل ليتكلم بالكلام الشر لا ينوي فيه الخير، فيلقي اللهُ في قلوب الناس حتى يقولوا: ما أراد بكلامه هذا إلا الشر.

وأنشدني المنتصر بن بلال بن المنتصر الأنصاري:
وإنّ امرأَ لمَ يَصْفُ لله قلبه … لَفِي وَحْشَةٍ من كُلِّ نظرة ناظر
وإن امرأً لم يرتحل ببضاعة … إلى داره الأخرى فليس بتاجر
وإن امرأً ابتاع دنيا بدينه … لمنقلِبٌ منها بصفَقْةَ خاسر

أخبرنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار الصوفي ببغداد حدثنا أبو نصر التمار حدثنا أبو الأشهب عن خالد الربعي قال كان لقمان عبداً حبشياً نجارا، فأمره سيده أن يذبح شاة، فذبح شاة، فقال: أئتني بأطيب مُضْغَتين في الشاة، فأتاه باللسان والقلب، ثم مكث أياما، فقال: اذبح شاة، فذبح، فقال: ائتني بأخبث مضغتين في الشاة، فألقى إليه اللسان والقلب، فقال له سيده: قلت لك حين ذبحت ائتني بأطيب مضغتين في الشاه، فأتيتني باللسان والقلب، ثم قلت لك الآن حين ذبحت الشاة: ائتني بأخبث مضغتين في الشاة، فألقيت اللسان والقلب؟ فقال: إنه لا أطيب منها إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خَبُثا.


وأنشدني منصور بن محمد الكُرَيْزي:
وما المرء إلا قلبُه ولسانهُ … إذا حصلت أخبارُهُ ومَدَاخله
إذا ما رِداءُ لم يَكُ ظاهراً … فهيهات أن يُنقِيه بالماء غاسلُه
وما كلُّ من تخشى ينالُك شَرُّه … وما كلُّ ما أمَّلْتَه أنتَ نائُله

أنشدني علي بن محمد البسامي:
وإذا بحثتَ عن التَّقِّيِ وجدته … رجلاً يصدَّقُ قولّه بفعال
وإذا اتَّقَى اللهَ امرؤ وأطاعه … فيداهُ بين مكارمٍ ومَعَال
وعلى التَقيِّ إذا تراسخ في التقَى … تاجان تاجُ سكينة، وجمال
وإذا تناسبت الرجالُ، فما أرى … نسباً يكون كصالح الأعمال

وأنشدني عبد العزيز بن سليمان الأبرش:
إذا انتسب الناسُ كان التقيُّ … بتقواه أفضلَ من ينتسبْ
ومن يتق الله يَكْسِبْ به … من الخطِّ أفضلَ ما يكتسب
ومن يتخذ سبباً للنجاة … فإنَّ تُقَى الله خيرُ السبب


وأنشدني أحمد بن محمد بن عبد الله الصنعاني لابن عِكراش:
ومهما يُسِرّ يَبْدُ لرَبَّه … وما يَنْسَه الإنسان لا يَنْس كاتبهْ
ومن كان غَلاَّبا بجهد ونَجْدَة … فذو الحظِّ في أمر المعيشة غالبه

ولقد أحسن الذي يقول:
وإِذا تشاجر في فؤادك مَرَّةً … أمران، فاعْمَدْ للأعفِّ الأجملِ
وإِذا هممت بأمر سوءٍ، فاتَّئِدْ … وإِذا هممتَ بأمر خير فافْعَلِ

وأنشدني منصور بن محمد الكُرْيزي:
تخَيّر قريناً من فِعالك، إنما … يَزينُ الفتى في القبر ما كان يفعلُ
فإن كنتَ مشغولا بشيء، فلا تكن … بغير الذي يَرْضَى به الله تُشْغلُ
فلا بدَّ بعدَ القبرِ من أن تُعِدَّه … ليوم ينادَي المرء فيه، فيسألُ
فلن يصحبَ مِنْ قبل موته … ولا بعده إلا الذي كان يَعْملُ

وأنشدني محمد بن إسحاق بن حبيب الوسطي:
عليك بتقوى الله في كل أمره … تجد غِبَّه يوم الحساب المطَّول
ألا إن الله خيرُ مغبةً … وأفضل زادِ الطاعن المترَحِّل

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

تعليمية تعليمية




التصنيفات
الشعر والنثر

أشهر100 حكمه وبيت شعر و تعبير في الادب العربي

تعليمية
تحية طتحية طتحية طتحية ط

هذه بعض الحكم والتعبيرات التى استخدمها العرب وفيها من الحكمه وخلاصه التجارب الكثير والكثير……….

1- ما حك جلدك مثل ظفرك . . فتولى أنت جميع أمرك

2- أيقنت أن المستحيل ثلاثة . . الغول والعنقاء والخل الوفى

3- أكل عليه الدهر . . وشرب
تعليق / أى طال عليه الزمن

4- إن المُنبت لا أرضاً قطع . . ولا ظهراً أبقى
تعليق / يقال عن من يبالغ فى طلب الشئ حتى يفوته على نفسه

5 – كأن على رؤسهم . . الطير

6- خاطبوا الناس على قدر عقولهم

7- خير الكلام ما قل وجل ودل ولم يمل

8- جالس العقلاء أعداء كانوا أم أصدقاء فإن العقل يقع على العقل

9- ما حك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك الإمام الشافعي

10- إذا انت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

11-إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم

12- لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم

13- ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ولو رام أسباب السماء بسلم

14- إن الذي يصحبك لا ينصحك والذي ينصحك لا يصحبك

15- لا خير في حسن الجسوم وطولها إن لم يزن حسن الجسوم عقول

16- وما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

17- بذا قضت الأيام ما بين أهلها مصائب قوم عند قوم فوائد

18- المرء بأصغريه لسانه وقلبه

19- هم يحسدوني على موتي فوا أسفا حتى على الموت لا أخلو من الحسد

20- إذا الإيمان ضاع فلا حياة ولا دنيا لمن لم يحي دينا

21- أيهذا الشاكي وما بك داء كن جميلا ترى الوجود جميلا

22- رب أخ لم تلده أمك

23- ما قد ندمت على سكوتي مرة ولكم ندمت على الكلام مرارا

24- من صبر غنم ومن تفكر علم

25- خاطبوا الناس على قدر عقولهم

26-من جار على صباه .. جارَتْ عليه شيخوخته

27- لا تنظر إلى صغر الخطيئة .. ولكن انظر إلى عظم من عصيت

28- يوم العدل على الظالم .. أشد من يوم الجور على المظلوم

29- إذا جارَيْتَ فى خُلُقِ دنيئاً فأنت ومن تُجَارِيْهِ سواءُ

30- ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله . . وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم

31-إذا كانت النفوس كباراً . . تعبت فى مرادها الأجسام

32- تعبٌ كلها الحياة فما أعجب .. إلا من راغب فى ازدياد

33- وعليا أن أسعى . . ولكن ليس عليا أدراك النجاح

34- إحذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرَّة . . فلربما انقلب الصديق فكان أعلم بالمضرة

35- أسمع جَعْجةً ولا أرى طِحنا

36- لبستُ ثوب العيش لم أستشر وحرت فيه بين شتى الفكر . . وسوف أنضو الثوب عنى ولم أدرك لماذا

جئت أين المفر

37- جاءنا بالهَيْل والهَيْلَمان
تعنى جاء بالمال الكثير .. جاء بجيش ضخم

38- ولكل شئٍ آفةُ من جنسه حتى الحديدُ سطا عليه المبرَدُ

39- وعين الرضا عن كل عَيْب كليلة . . ولكن عين السْخط تبدى المساوىء

40- أحب شئ إلى الإنسان ما مُنعا

41- بلغ السيل الزُّبى
تعليق / أى تفاقم الأمر واشتد الحرج والزُبى هى الروابى التى لا يعلوها الماء

42-سبق السيف العَذَل
تعليق / أى اللوم والعتاب , يضرب هذا المثال للشئ الذى فات ولا يستدرك
ملحوظة : يقال أيضاً العَذْل

43-هو بين المطرقة و السِنْدان
تعليق / أى هو بين أمر كلاهما شر , والسندان هو ما يطرق عليه الحداد الحديد

44-قد يجمع المال غير آكله . . ويأكل المال غير من جمعه

45- أصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله . .فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله

46- ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت . . وكنت أظنها لا تفرج

47 – ومن رعى غنماً فى أرض مسبعةٍ ونام عنها تولى رعيها الأسدُ

48- كم منزلٍ فى الأرض يألفه الفتى وحنينه أبداً لأولِ منزلِ

49-ما لا يدْرك كله لا يترك كله

50- كيف أعاهدك وهذا أثر فأسك
تعليق / يقال لمن يغدر فى عهده

51-أُكلتُ يومَ أُكل الثورُ الأبيض
تعليق/ يقال لمن يعطى لغيره الفرصة لينال منه

52- رَجع بِخُفَّىِ حُنين
تعليق / يقال لمن يفشل فى مهمته ويرجع بالخيبة

53- قطعت جَهِيزَة قول كل خطيب
تعليق / يقال لمن يأتى بقول يحسم جدلاً أو خلافاً

54- ما أرخص الجمل لولا الهرة
تعليق / أراد رجل أن يبيع الجمل بدرهم والهرة بألف ولا يبيعُهما إلا معاً

55-لا ضرر ولا ضرار

56-لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين

57- القشة التى قصمت ظهر البعير

58- من مأمنة يُؤتَى الحذْر
تعليق / أى لا ينفع حذر من قدر

59- رُب أخ لك لم تلده أمك

60-والمستجير بعمر عند كربته . . كالمستجير من الرمداء بالنار

61-إن كنت لا تدرى فتلك مصيبة أو كنت تدرى فالمصيبة أعظم

62-أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رمانى .. وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني

63- لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدمُ

64- ألا ليت الشباب يعود يوماً . . فأخبره بما فعل المشيبُ

65- قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا

66- كن النخيل عن الأحقاد مرتفعاً . . يرمى بالصخر فيُلقى بأطيب .الثمر

67- إذا المرء لم يدنس من اللؤم عِرضَه . . فكل رداءٍ يرتديه جميلُ

68 – والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاعة . . وإن تفطمه ينفطم

69- دقات القلب قائلة له إن الحياة دقائق ثوانى

70- دَع عنك لومى فإن اللوم إغراءُ . . وداونى بالتىِ كانت هى الداء

71- إختلاف الرأى لا يفسد للود قضية

72-الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأخلاق

73- أنا البحر فى أحشائهُ الدُرُ كامنٌ فهل سألوا الغواص عن صدفاتي

74- ألقاه فى اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبل بالـماء

75- لكل داءٍ دواء يستطب به .. إلا الحماقة أعيت من يداويها

76- لا خيل عندك تهديها ولا مالُ فليسعد النطق إن لم يسعد الحالُ

77- وإنما أولادنا بينا . . أكبادنا تمشى على الأرض

78- عوى ذئب فاستأنست للذئب إذا عوى وصوت إنسان فكدت أطير

79- إذا لم تخشى عاقبة الليالى . . ولم تستحى فاصنع ما تشاء
تعليق / وفى الحديث الشريف فاصنع ما شئت

80- من شابه أباه فما ظلم

81- أنوم من فهد
تعليق / لأن الفهد يضرب به المثل فى كثرة النوم

82- على قدر أهل العَزْمِ تأتى العزائِمُ وتأتى على قدرِ الكرام المكارِمُ
وتعظُمُ فى عين الصَّغيرِ صِغَارُها وتصغر فى عين العظيم العظائِمُ

83- وإذا لم يكن من الموت بُدِّ فمن العجز أن تموت جبانا

84- ألا كل شئ ما خلا الله باطل . . وكل نعيم لا محالة زائل
تعليق / يقال أنه أصدق بيت قاله العرب

85- وظلم ذوي القربى أشد مضاضة . . على المرء من وقع الحسام المهند

86- وما المال والأهلون إلا ودائع . . ولابد يوما أن ترد الودائع

87- العبد يقرع بالعصا . . والحر تكفيه الملامة

88-تأتي المكاره حين تأتي جملة . . وأرى السرور يأتي في الفلتات

89- إذا كان الغراب دليل قوم . . يمر بهم على جيف الكلاب

90- إذا كان رب البيت بالدف مولعا . . فشيمة أهل البيت كلهم الرقص

91- ومن يربط الكلب العقور ببابه . . فكل بلاء الناس من رابط الكلب

92- إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت . . له عن عدو في ثياب صديق

93- تهون علينا في المعالي نفوسنا . . ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر

94- تريدين إدراك المعالي رخيصة . . ولابد دون الشهد من إبر النحل

95- قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت . . ويبتلي الله بعض القوم بالنعم

96- وعاجز الرأي مضياع لفرصته . . حتى إذا فات أمرا عتب قدره

97- قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد . . وينكر الفم طعم الماء من سقم

98- وأي حسام لم تصبه كلالة . . وأي جواد لم تخنه الحوافر

99- وطني لو شغلت بالخلد عنه . . نازعتني إليه في الخلد نفسي

100- أحرام على بالبله الدوح . . حلال للطير من كل جنس

101- وإذا النساء نشأن في أمية . . رضع الرجال جهالة وخمولا

102- وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا

103- من وثق بالله أغناه ومن توكل عليه كفاه ومن خافه قلت مخافته ومن عرفه تمت معرفته




11-إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم.
هذه احسنها و ساطبق كل هذه الحكم و الامثال في حياتي اليومية ان شاء الله.
شكرا على الموضوع.




لا شكر على واجب اختي شهد مشكوووووووور على المرور الطيب




شكرا لك اخ




شكرااا لك الأخ حمودي




لا شك على واجب اختي رنين




بارك الله فيك على هذه الدرر والمختارات الأدبية الهادفة

ننتظر منك المزيد من مثل هذا التميز

تعليمية




التصنيفات
الشعر والنثر

سوف تشفى

تعليمية تعليمية

أقول لـه تصبـر سـوف تشفـى

وقلبـي نابـضٌ خوفـاً وعطـفـا

وأبدي فـي الحديـث إليـه صبـراً

وأخفي جاهـداً مـا ليـس يخفـى

حبيـبـي يشتـكـي داءً عـضـالاً

ويحمل فـي وريـد القلـب حتفـا

تطـل سهامـه مـن كـل عــرقٍ

وتقصفـه مـع الأيــام قصـفـا

وفـي عينـيـه آمــالٌ ويــأسٌ

وأسئلـة تسـيـر لغـيـر مـرفـا

وفـي كفيـه بــردٌ وارتـجـافٌ

يعيـد الصمـت موزونـاً مقـفـى

يحـاول أن يخفـف مـن مصابـي

ويعزف لـي مـن الآمـال عزفـا

وأعـلـم أنــه جـلـدٌ أمـامـي

ولكـنـي أراه يـنـوء ضـعـفـا

أخي لا تـرعَ إحساسـي وحزنـي

وأرهـق مقلتـي مـا شئـت نزفـا

ودع عذلـي وقاسمـنـي دمـائـي

لتأخـذ نصفهـا وأحـوز نصـفـا

أخي أنـت السعـادة فـي حياتـي

جمال الـروح والحـب المصفـى

وأنت , وأنت .. ماذا سوف أحكـي

تعبت ولم أجـد لـي فيـك وصفـا

صديقـي طالمـا قصـرت لـيـالٍ

وقفناهـا علـى الإيـنـاس وقـفـا

وألحن في الحديـث لكـي يضلـوا

عن المعنى وتغـرف أنـت غرفـا

وأقـرأ مقلتـيـك بــلا خـفـاءٍ

وتقـرأ خاطـري حرفـاً فحـرفـا

ومـا زالــت بلابلـنـا تعـنـي

إلـى أن كالنـا بــؤسٌ فـوفـى

وطوحت النـوى بـك كـل أرضٍ

وطوحت النـوى بـي كـل منفـى

ونـالـت شــدة الأيــام مـنـا

وأرهقنـا الأسـى قصفـاً وعصفـا

ولكـنـا رعيـنـا عـهـد حــبٍّ

وأسقينـاه مـاء الـروح صـرفـا

أخـي إن الشفـاء بــإذن ربــي

قريب ، سوف تشفى .. سوف تشفى

طهورٌ لا تـرى مـا عشـت بأسـاً

ولا داءً يــزف إلـيـك زفـــا

فصبراً يـا أخـي فـي مـا دهانـا

وخـذ كفـي إليـك وهـات كـفـا

تعليمية تعليمية




قصيدة جميلة ومعانيها سامية حالمة هل القصيدة من نظمك انت ؟




التصنيفات
الشعر والنثر

لا تَأْسَفَـنَّ علـى الـدُّنْيَا ومـا فِيْهَا : لزين العابدين علي بن الحسين

قال الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب


لاتَأْسَفَـنَّ علـى الـدُّنْيَا ومـا فِيْهَا * * * فَالْمَـوْتُ لاَ شَـكَّ يُفْنِيْنَـا ويُفْنِيْهَا
ومَـنْ يَكُـنْ هَمُّـهُ الـدُّنْيَا لِيَجْمَعَهَا * * * فَسَـوْفَ يَـوْمًا علـى رَغْمٍ يخَلِّيْهَا
لاَتَشْبَـعُ النَّفْـسُ مِـنْ دُنْيَا تُجَمِّعُها * * * وبُلَغَةٌ مِـنْ قِـوَامِ الْعَيْـشِ تَكْفِيْهَا

إِعْمَـلْ لِـدَارِ الْبَقَا رِضْـوَانُ خَازِنُهَا * * * الْجَارُ أحمَـدُ والـرَّحْمـنُ بانِيْهَا
أَرْضٌلَهَـا ذَهَـبٌ والمِسْـكُ طِيْنَتُهَا * * * والـزَّعْفَـرانُ حَشِيْشٌ نَّابِتٌ فيْهَا
أَنْهَارُهَا لَبَـنٌ مَّحْـضٌ ومِـنْ عَسَـلٍ * * * والخَمْـرُ يَجْـرِي رَحِيْقًا في مجَارِيْهَا
والطَّيْـرُ تَجْرِي على الأَغْصَانِ عَاكِفَةً * * * تُسَبِّـحُ اللَّه جَهْـرًا فـي مغَـانِيْهَا

مَنْ يَشْتَـرِي قُبَّةً فـي العَـدْنِ عَالِيةً * * * فـي ظِلِّ طُـوْبَى رَفِيْعَـاتٍ مبَانِيْها
دَلاَّلُهـا المُصْطَفَـى واللَّه بَـائِعُهـا * * * وجُبْـرَئِيْـلُ يُنَادِي فـي نوَاحِيْهَا
مَنْ يَشْتَرِيْ الدّارَ فـي الفِرْدَوْسِ يَعْمُرَها * * * بِـرَكْعَةٍ فـي ظَلاَمِ اللّيْـلِ يُخْفِيْهَا
أَوْسَـدَّ جَـوْعَةِ مِسْكِيـنٍ بِشِبْعَتِـهِ * * * فـي يـَوْمِ مَسْغَبَةٍ عَمَّ الغَـلاَ فيْهَا

النَّفْـسُ تَطْمَعُ فـي الدُّنْيَا وقَدْ عَلِمَتْ * * * أَنْ السَّـلاَمَـةَ مِنْهَا تـَرْكُ مَافيْهَا
واللَّه لَـو قَنِعَـتْ نَفْسِـي بِمَا رُزِقَتْ * * * مِـنْ المَعِيْشَـةِ إِلاَّ كَـانَ يَكْفِيْهَـا
واللَّه واللَّه أَيْمَــانٌ مُكَــرَّرَةٌ * * * ثَـلاَثَةٌ عَـنْ يَمِيْـنٍ بَعْـدَ ثَانِيْهَـا
لَـوْأَنَّ فـي صَخْـرَةٍ صَمَّا مُلَمْلَمَةٍ * * * فـي البَحْـرِ رَاسِيَةٌ مِلْـسٌ نََاحِيْهَا

رِزْقًَـا لِعَبْـدٍ بَـرَاهَا اللَّه لاَنْفَلَقَـتْ * * * حَتَّـى تُـؤَدِّي إِلَيْهِ كُـلَّ مَا فيْهَـا
أَوْكَانَ فَـوْقَ طِبَاقِ السَّبْـعِ مَسْلَكُهَا * * * لَسَهَّـلَ اللَّه فـي المَـرْقَى مـَرَاقِيْهَا
حَتَّـى يَنال الّذِيْ فـي اللوْحِ خُطّ لَهُ * * * فَـإِنْ أَتَتْـهُ وإِلاَّ سَـوْفَ يـأْتِيْهَـا
أَمْـوَالُنَا لِـذَوِيْ المِيْـرَاثِ نَجْمَعُهـَا * * * ودَارُنـا لِخَـرَابِ البُـوم ِ نبْنِيْهَـا

لاَ دَارَلِلْمَـرْءِ بَعْدَ المَـوتِ يَسْكُنُهَـا * * * إِلاَّ التـي كانَ قَبْـلَ المَـوْتِ يبْنِيْهَا
فَمَـنْ بَنَـاهَـا بِخَيْـرٍ طَابَ مَسْكَنُهُ * * * ومَـنْ بَناهـَا بِشَـرٍّ خَـابَ بانِيْهَـا
والنَّاسُ كالْحَـبِّ والدُّنْيَا رَحَىً نّصُبِتْ * * * لِلْعَالَمِيْـنَ وكَـفُّ المَـوْت ِيلْهِيْهَـا
فَـلاَ الاقَامَةُ تُنْجِـي النّفْـسَ مِنْ تَلَفٍ * * * ولاَ الفِـرَارُ مِـنْ الأحْـدَاثِ يُنْجِيْهَا

وكُـلُّ نَفْـسٍ لَهَـا زَوْرٌ يُصْبِّحُهَـا * * * مِـنْ المَنِيْـةِ يَـوْمًـا أَوْيمَسِّيْهَـا
تِلْكَ المَنَـازِلُ فـي الآفـَاقِ خَـاوِيَةٌ * * * أَضْحَتْ خَـرَابًا وذَاقَ المَـوْتَ بَانْيْهَا
أَيْنَ المُلـوكُ الَّتِـي عَـنْ حَظِّهَا غَفَلَتْ * * * حَتَّى سَقاهَا بِكَـأْسِ المَـوْتِ سَاقِيْهَا
أَفْنَى القُـرْونِ وأَفْنَى كُـلَّ ذِي عُمُـرٍ * * * كَـذَلِكَ المَـوْتُ يُفْنِـي كُلَّ مَافيْهَا

فَالمَـوْتُ أَحْـدَقَ بالـدُّنْيَا وزُخْـرُفِهَا * * * والنَّاسُ فـي غَفْلَة ٍ عـَنْ تَرْكِ مَا فيْهَا
لَـوْأَنَّهَـا عَقَلَـتَ مَـاذَا يُـرَادُ بِهَـا * * * مـا طَابَ عَيْشٌ لَّهَا يَـومًا ويُلْهِيْهَـا
نَلْهُـوا ونَـأْمَـلُ آمـالاً نُسَـرُّ بِهَـا * * * شَـرِيْعَةُ المَـوْتِ تَطْـوِيْنَا وتَطْـوِيْهَا
فَاغْرِسْ أُصُـولَ التُّقَى ما دُمْتَ مُقْتَـدِرًا * * * واعْلَمْ بِأَنّـكَ بَعْـدَ المَـوْتِ لاقِيْهَا

تَجْنِي الثِّمَارَ غَـدَاً فـي دَارِ مَكْـرُمَةٍ * * * لا مَـنَّ فِيْهَا ولا التَّكْـدِيْـرُ يأْتِيْهَا
فِيْهَـا نَعِيْـمٌ مُقِيْـمٌ دَائِمًـا أَبَـدًا * * * بِـلاَ انْقِطَاعٍ ولا مَـنٍّ يُـدَانِيْهَـا
الأُذْنُ والعَيْـنُ لَمْ تَسْمَعْ ولـَمْ تَـرَهُ * * * ولَمْ يَدْرِ فـي قُلُـوبِ الخَلْقِ مافيْهَا
فَيَالَهَا مِـنْ كَـرَامَاتٍ إِذا حَصَلَـتْ * * * ويَا لَهَا مِـنْ نُفُـوسِ سَوْفَ تحْوِيْهَا

وهَـذِهِ الـدَّارُ لا تَغْـرُرْكَ زَهْـرَتُهَـا * * * فَعَنْ قَرِيْبٍ تَـرَى مُعْجِبُـكَ ذاوِيْهَا
فَارْبَأْبِنَفْسِـكَ لا يَخْـدَعـكَ لاَمِعُهَا * * * مِنَ الزَّخَارِفِ واحْـذَرِ مِنْ دَوَاهِيْهَا
خَـدَّاعَةٌ لَمْ تَـدُمْ يَـوْمًا على أَحَـدٍ * * * ولا اسْتَقَـرَّتْ علـى حَالٍ ليَالِيْهَا
فَانْظُرْ وفَكِّـرْ فَكَمْ غَـرَّتْ ذَوِي طَيْشٍ * * * وكَـمْ أَصَابَتْ بِسَهْمِ المَـوْتِ أَهْلِيْهَا

اعْتَـزَّ قَارُون فـي دُنْيَاهُ مِـنْ سَفَـهٍ * * * وكَانَ مِـنْ خَمْـرِهَا يا قَـوْمُ ذَاتِيْها
يَبِيْـتُ لَيْلَتَـهُ سَهْـرَانَ مُنْشَغِـلاً * * * فـي أَمْـرِ أَمْـوَالِهِ فـي الهَمِّ يفْدِيْهَا
وفـي النَّهَـارِ لَقَـدْ كَـانَـتْ مُصِيْبَتُهُ * * * تَحُـزُّ فـي قَلْبِـهِ حَـزَّاً فَيُخْفِيْهَـا
فَمَااسْتَقَامـَتْ لَهُ الـدُّنْيَـا ولا قَبِلَتْ * * * مِنْهُ الـودَادَ ولَمْ تَـرْحَمْ مُحِبِّيْهَـا
ثُـمَّ الصَّـلاَةُ على المَعْصُـومِ سَيِّـدِنَا * * * أَزْكَـى البَـرِّيةِ دَانِيْهَـا وقَاصِيْهَا




شكرااااااااا

قصيدة رائعة

* تميــز +-+ تالــق +-+ ابــداع *




التصنيفات
الشعر والنثر

بكائي على الدنيا

تعليمية تعليمية

تعليمية

قصيدة بكائي على الدنيا

ارجو ان تنال اعجابكم ان شاء الله

النفس تبكي على الدنياوقد علمت ان الســلامة فيها ترك ما فيها لادار للمرء بعد الموت يسـكنها إلا التي كان قبل المـوت يبنيها فإن بــناها بخـير طاب مسكنه وإن بنــاها بشـر خاب بانيها أموالـــنا لذوي الميراث نجمعها ودورنا لخـراب الدهـر نبنيها كم من مدائن في الآفاق قد بُنيت أمست خرابا وأفنى الموت أهليها الـمرء يبسـطها والدهر يقبضها والنفس تنشرها والموت يطويـها

في انتظار تعليقاتكم ومشاركتكم في هذا الفن الرائع

تعليمية تعليمية




مشكورة اختي نانو على المجهود الرائع اذا لم تخني ذاكرتي فهذه قصيدة للشافعي




شكرا وبارك الله فيك
تعليمية




مشكورة على موضوعك الجميل




التصنيفات
الشعر والنثر

بين الأمس واليوم

بين الأمس واليوم..

استحوذت مأساة فلسطين ..منذ أن وقعت في براثن الاستعمار البريطاني..وما تلا ذلك من نكبات احاقت بالشعب الفلسطيني..كان آخرها اغتصاب فلسطين من قبل العصابات الصهيونية..وقيام دولة إسرائيل..إلى غير ذلك من مآس ٍ عايشها شعب فلسطين..

نقول ..استحوذت تلك المأساة على مشاعر عدد كبير من الشعراء..فنظموا قصائد رائعة..صوروا فيها تلك الأحداث الدامية..وصوروا تجاوزات المعتدين وطغيانهم..وسعيهم الدؤوب إلى سلب الشعب الفلسطيني حقوقه..واقتلاعه من أرضه..وتشريده في شتى أصقاع الدنيا..كما تحدثت تلك القصائد عن بشاعة تلك الجرائم..التي ارتكبها المعتدون الصهاينة الحاقدون..في حق الشعب الآمن المسالم..

وكثير من تلك القصائد..كانت إلى جانب تصويرها بشاعة الاستعمار..وممارساته اللاإنسانية بحق شعبنا الفلسطيني..كانت تدعو العرب..وتستنهض هممهم ليجردوا سيوفهم..ويهبوا هبّة رجل واحد للدفاع عن الحرمات..ولتحرير المقدّسات من ربقة الاستعمار الغاشم..والوقوف صفّا واحدا في وجه التحدّيات..ومن تلك القصائد تلك القصيدة الرائعة..التي نظمها الشاعر المصري الكبير"علي محمود طه"..والتي أصبحت مغناة على كل لسان..حيث غناها المطرب الكبير" محمد عبد الوهاب"..وفي تلك القصيدة يقول الشاعر :

أخي جاوز الظالمون المدى ==== فحـُق ّ الجهاد ُ وحـُـقّ الفــدا

أنتركهم يغصبون العروبة ===== مـجــد الأبـــوّة والســــّؤددا

وليسوا بغير صليل السّيوف==== يجيبون صـوتـا ً لنا أو صدى

فجـرّد حسـامـك من غـمـده==== فـلـيس لــه بـعـدُ أن يغـــمـــدا

وتبلغ هذه الدّعوة ُ مسامع شاعرنا اليوم..فإذا به يمتطي صهوة الشاعريّة الفذّة..ويتدرّع (يلبس الدروع) بالقريحة الوقّادة..فيصول ويجول في ساحات الوغى..ويستلّ سيف الوطنية اللاهبة..وإذا به ــ لا فضّ فوه ــ يقول :

أخي جاوز الظالمون المدى ==== فـخلّ الجهاد وخلّ الفـدا

ودعهم أخي يغصبون العروبة===مـجـد الأبوّة والسّــــؤددا

فما كان يوما ً صليلُ السّـيـوف=== بمـُجـد ٍ لنا في لقـاء العدا

فأبــق ِ الحسام وفـي غـمــد ه === فقـد آن للسّيف أن يغمـدا !!

وبالأمس نظم الشاعر الكبير"بشارة الخوري"..قصيدة رائعة أيضا..يتحسّر فيها على ضياع فلسطين..ويؤكد على تلك المكانة التي لها في نفوس العرب والمسلمين..كما يؤكد على تعهد العرب بالجهاد والدفاع عن الثرى المقدّس..فيقول :

يا فلسطين التي كـدنا لـما ++++ كا بـَد تـهُ من أسى ننسى أسانا

نحن يا أخت على العهد الذي++ قد رضعناه من المهــد كـلا نــا

يثـرب ٌ والقـدسُ منذ احتلما +++ كعبـتـانـا..وهوى العرب هوانا

أما شاعر عروبتنا اليوم..فيرد على هذا قائلا :

يا فلسطين كفانا مـا بـنـا ++++ فأسـاك ِ لم يـعـد حـقـّـا أسـانـا

قـد قطعنا أي عـهـد ٍ بيننا +++ قـد رضـعـنـاه من المهـد كـلانا

يثرب ٌ والقـدس ُ ليسا كعبتانا++ وهوى العرب بعيـد ٌ عن هوانا

هذا هو واقعنا المؤلم اليوم..أترانا والحال هذه..قادرون حقا على تحرير الأوطان؟ وكيف يمكن أن يتأتى لنا ذلك..ونحن لم نحرر أنفسنا من ربقة الذلّ؟..ومن هوان أنفسنا على أنفسنا؟..وقد صدق الشاعر الذي يقول:

من يهـُن يسـهل الهـوان عليه +++ ما لجـرح ٍ بمـيّـت ٍ إيلام







منقول من بريدي




جزاك الله خيراً




لك مني خالص الشكر والتقدير




شكراااااااااااااااااااااا ا لك




العفـــــــــــــــــــــ ـــــو




التصنيفات
الشعر والنثر

ما رايكم الغاز شعرية .

السلام عليكم

اخواني وأخواتي .أود طرح هذه الفكرة عليكم وهي عبارة عن نظم بيت أو بيتين يكون بمثابة اللغز وعلى العضو التالي اكتشاف هذا اللغز

لجمع أكبر قدر من الألغاز الشعرية ، ولا اعتقد أن هذا يستعصي على جهابذتنا في رواء

بقي سماع آرائكم حول الموضوع

وفي رعاية الله ………. نبدأ مع أول لغز و هو سهل جدا :

و خِلٍّ له أنفٌ و من خلفِه يدٌ **** يرافقنا في الحِلِّ دوماً و في السَّفرْ
ففي الحلِّ يُكْرِمُ الضُّيوفَ بما حَوَى **** و في الرّحلاتِ يُؤْنِسُ الصّحبَ في السَّمَرْ




تعليمية




مبرووووووك من الاعماق يا عبير والى الامام وبالتوفيق يارب