التصنيفات
اسلاميات عامة

مع أعصى الأعضاء وآفاته

إن اللسان من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه الغريبة فإنه صغير جرمه، عظيم طاعته وجرمه، إذ لا يستبين الكفر، والإيمان إلا بشهادة اللسان وهما غاية الطاعة والعصيان

وأعصى الأعضاء على الإنسان اللسان، فإنه لا تعب في إطلاقه ولا مؤنة في تحريمه وقد تساهل الخلق في الاحتراز عن آفاته وغوائله والحذر من مصائده وحبائله

وإنه أعظم آلة الشيطان في استغواء الإنسان.

إذا ترك له العنان يصول ويجول.. يتحدث عن فلان ويغتاب فلان، يستهزئ بهذا ويشتم هذا.

وقلة هم الذين أمسكوا بعنان ألسنتهم ووقفوا به عن ما لا يعنيهم.

فحد الكلام فيما لا يعنيك أن تتكلم بكلام لو سكت عنه لم تأثم ولم تستضر به في حال ولا مال.

وينبغي لكل مكلف: أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام: إلا كلاما ظهرت فيه المصلحة، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة فالسنة الإمساك عنه، لإنه قد يؤدي الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، وذلك كثير في العادة، والسلامة لا يعدلها شيء

وفي اللسان آفتان عظيمتان: إن خلص من أحدهما لم يخلص من الأخرى، آفة الكلام وآفة السكوت

.

وقد يكون كل منهما أعظم من الأخرى في وقتها، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، عاص لله، مراء مداهن إذا لم يخف على نفسه والمتكلم بالباطل شيطان ناطق عاص لله، وأكثر الخلق منحرف في كلامه وسكوته، فهم بين هذين النوعين، وأهل الوسط وهم أهل الصراط المستقيم، كفوا ألسنتهم عن الباطل وأطلقوها

فيما يعود عليهم نفعه في الآخرة، فلا ترى أحدهم يتكلم بكلمة تذهب عليه ضائعة بلا منفعة، فضلا عن أن تضره في آخرته، وإن العبد ليأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها.

ويأتي بسيئات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله وما اتصل به

وكثرة آفات اللسان: من الخطأ والكذب والغيبة والنميمة والنفاق والفحش والمراء وتزكية النفس والخواض في الباطل والخصومة والفضول والتحريف والزيادة والنقصان، وإيذاء الخلق وهتك العورات، فهذه آفات وهي سياقة إلى اللسان لا تثقل عليه ولها حلاوة في القلب وعليها بواعث من الطبع ومن الشيطان، والخائض فيها قلما يقدر أن يمسك اللسان فيطلقه بما يحب ويكفه عما لا يحب.

ففي الخواض خطر وفي الصمت سلامة فذلك عظمت فضيلته، هذا مع ما فيه من جمع الهمم ودوام الوقار والفراغ للفكر والذكر والعبادة والسلامة من تبعات القول في الدنيا ومن حسابه في الآخرة.

وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية موضحًا حال الكثيرين:

ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر، ومن النظر المحرم وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتى ترى الرجل ليشار إليه بالدين والزهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالاً، ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد مما بين المشرق والمغرب، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات، ولا يبالي ما يقول

آفات اللسان

آفات اللسان كثيرة متنوعة، ولها في القلب حلاة ولها بواعث من الطبع، ولا نجاة من خطرها إلا بالصمت أو التحرز في الكلام.

ومن آفات اللسان ما يلي:

الآفة الأولى:

الكلام فيما لا يعني… اعلم أن من عرف قدر زمانه، وأنه رأس ماله، لم ينفقه إلا في فائدة، وهذه المعرفة توجب حبس اللسان عن الكلام فيما لا يعني، لأن من ترك ذكر الله واشتغل فيما لا يعني كان كمن قدر على أخذ جوهرة، فأخذ عوضها بدرة وهذا خسران العمر.

الآفة الثانية:

الخوض في الباطل، وهو الكلام في المعاصي، كذكر مجالس الخمر، ومقامات الفساق، وقريب من ذلك الجدال والمراء، وهو كثرة الملاحاة للشخص لبيان غلطه وإفحامه، والباعث على ذلك الترفع فينبغي للإنسان أن ينكر المنكر من القول، ويبين الصواب فإن قبل منه وإلا ترك المماراة، هذا إذا كان معلقا بالدين، فإما إن كان في أمور الدنيا فلا وجه للمجادلة فيه.

الآفة الثالثة:

التقعر في الكلام، وذلك يكون بالتشدق، وتكلف السجع.

الآفة الرابعة:

الفحش والسب والبذاء.

الآفة الخامسة:

المزاح… أما اليسير فلا ينهى عنه إذا كان صدقا.

الآفة السادسة:

السخرية والاستهزاء.. ومعنى السخرية الاحتقار والاستهانة والتنبيه على العيوب والنقائص على وجه يضحك منه.

الآفة السابعة:

إفشاء السر وإخلاف الوعد والكذب في القول واليمين، وكل ذلك منهيعنه، إلا ما رخص فيه من الكذب لزوجته وفي الحرب فإن ذلك يباح

وضابطه: أن كل مقصود محمود لا يمكن التوصل إليه إلا بالكذب، فهو فهي مباح إن كان ذلك المقصود مباحا، وإن كان المقصود واجبا فهو واجب، فينبغي أن يتحرز عن الكذب مهما أمكن.

الآفة الثامنة:

الغيبة، هي ذكر أخاك الغائب بما يكرهه إذا بلغه، سواء كان نقصًا في بدنه أو في نسبه أو في ثوبه

الآفة التاسعة:

النميمة، وهي إفشاء السر وهتك الستر عما يكره كشفه.

وهناك آفات أخرى كثيرة لا يتسع المقام لذكرها.. وقد حذر

الله جل وعلا من تلك الآفات وأخبر أنها من الأعمال التي تحصى على ابن آدم ويحاسب عليها.

قال تعالى: }مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ{
[ق: 18].

وقال جل وعلا: }وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا{[الإسراء: 36].

ومن الأحاديث ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" رواه البخاري ومسلم.

وعنه أنه قال: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" رواه الترمذي وابن ماجه.

وحين سئل رسول الله عن أكثر ما يدخل النار؟ قال: "الفم والفرج" وعندما سأل معاذ بن جبل رسول الله عن العمل الذي يدخله الجنة ويباعده من النار، أخبره النبي برأسه وعموده وذروة سنامه، ثم قال: "ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟" قال: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسان نفسه، ثم قال: "كف عليك هذا" فقال: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: "ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم" رواه الترمذي.

وانظر أخي الكريم إلى عظم الأمر وخطورة الكلمة فقد قال

رسول الله : "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب" متفق عليه.

وهذا أبو بكر رضي الله عنه آخذا بطرف لسانه ويقول: هذا الذي أوردني الموارد

والكلام أسيرك فإذا خرج من فيك صرت أنت أسيره، والله عند لسان كل قائل: }مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ{[ق: 18].

أخي الكريم:

ليكن حظ المؤمن منك ثلاث خصال لتكون من المحسنين:

أحدهما: إنك إن لم تنفعه فلا تضره.

والثانية: إن لم تسره فلا تغمه.

والثالثة: إن لم تمدحه فلا تذمه

فإن أكثر الناس خطايا أفرغهم لذكر خطايا الناس كما قال ذلك محمد بن سيرين

وحكي أن بعض الحكماء رأى رجلا يكثر الكلام ويقل السكوت، فقال: إن الله تعالى إنما خلق لك أذنين ولسانا واحدا ليكون ما تسمعه ضعف ما تتكلم به

والكثير الآن تجاوز هذا الضعف، يهذر بما يعلم وما لا يعلم، لا يتحدث في علم إلا له فيه قول… ولا يمر اسم فلان من الناس إلا لمزه وغمزه.

وقد حذر الجنيد من ذلك بقوله: أقل ما في الكلام سقوط هيبة الرب جل جلاله من القلب، والقلب إذا عرى من الهيبة عرى من الإيمان

ولكي يسلم المتحدث من الزلل في حديثه والنقص في مقاله فإن عليه أن يراعي شروطا أربعة:

الشرط الأول: أن يكون الكلام لداع يدعو إليه، إما في اجتلاب نفع، أو دفع ضرر.

الشرط الثاني: أن يأتي به في موضعه، ويتوخى به إصابة فرصته.

الشرط الثالث: أن يقتصر منه على قدر حاجته.

الشرط الرابع: أن يتخير اللفظ الذي يتكلم به

إذا توافرت هذه الشروط فعليك بالحديث وإلا فإن الصمت يجمع للرجل خصلتين: السلامة في دينه، والفهم عن صاحبه.

ومن يقدر الآن على الصمت ونحن في زمن يخيل للسامع أن الإنسان خلق بلسان دون أذن.. فالكل يتحدث ترتفع الأصوات في المجالس ويكثر اللغط ولا تعلم من يحدث من ؟ ومن يستمع لمن؟

ترى اثنين يتحدثان بصوت مرتفع.. وتبحث عن المستمع فلا ترى أحدا.

من منا الآن من يعد كلامه.. ويقف دون زلاته… لنعد لحظات نسعد فيها بسماع حديث السلف.. نتربى في مدارسهم ونسير على أثرهم.

قال الفضيل: أعرف من يعد كلامه من الجمعة إلى الجمعة

وربما نحاول في مجلس أن نعد كلامنا… فلا نستطيع.. ما بالك إذا كانت أعواما وشهور!!.

وحتى في السكوت ربما يلحقك مذمة، ويتبعك ملامة ولكن عليك أخي الحبيب بقول أبي الدرداء: أدركت الناس ورقًا ولا شوك فيه، فأصبحوا شوكًا لا ورق فيه، إن نقدتهم نقدوك، وإن تركتهم لا يتركوك، قالوا: فكيف نصنع؟ قال: تقرضهم من عرضك ليوم فقرك

فأقرض يا أخي من عرضك ليوم فقرك. واعلم أنها حسنات تجمع لك تراها يوم القيامة مثل الجبال، يسرك مقدمها في ذلك اليوم العصيب.

ووالله إن حفظ اللسان من المجاهدة والمكابرة.. قال محمد بن واسع لمالك بن دينار: يا أبا يحيى حفظ اللسان أشد على الناس من حفظ الدينار والدرهم

وانظر يا أخي إلى أحوال الناس في البيع والشراء والأخذ والعطاء.. ربما يجادل الواحد منهم وقتا طويلا في سبيل دريهمات، إن لم يكن فيها شيء من ضياع الوقت وارتفاع الأصوات فإن فيها من رداءه الخلق وشح الأنفس الشيء الكثير.

فإلزم الصمت، فإنه يكسبك صنوف المحبة، ويؤمنك سوء المغبة ويلبسك ثوب الوقار ويكفيك مؤنة الاعتذار

وواقعنا اليوم مثل رجل قال لسلمان الفارسي: أوصني قال: لا تتكلم، قال: ما يستطيع من عاش في الناس أن لا يتكلم، قال: فإن تكلمت فتكلم بحق أو أسكت.

وهذه النصيحة تصلح لكل زمان ولزماننا خاصة ولكن يبقى فقط أن نطبقها في واقع حياتنا وفي مجالسنا، ومكالماتنا الهاتفية

عن عبد الله بن مسعود قال: والله الذي لا إله إلا هو ما على

وجه الأرض شيء أحوج إلى سجن من لسان.

فإن لم يسجن وأطلق له العنان فإنه كما وصف طاوس: لساني سبع إن أرسلته أكلني

وهو والله أشد يأكل الحسنات ويجلب السيئات، تفاجأ يوم القيامة بذنوب كالجبال، من آفات وسقطات اللسان.

يتعلق بك من بهته ويمسك بك من اغتبته. . ويقبض على رقبتك من استهزأت به قال تعالى: }أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسُوهُ{حديثك تنساه بمجرد إطلاق الكلمة وانتهاء المجلس.. ولكنه محصى عليك.. موقوف أنت حتى يقتص منك.. يؤخذ من حسناتك لهم فإن فنيت حسناتك أخذ من سيئاتك فحطت عليك…!
مصيبة أن تفجع في ذلك اليوم بمثل هذا وأنت أحوج ما تكون للحسنة الواحدة.

ويا أخي الكريم: هو لسانك، وهذه صحيفتك.. فأمل ما شئت، وقل ما شئت.

اجتمع قس بن ساعدة وأكثم بن صيفي، فقال أحدهما لصاحبه: كم وجدت في ابن آدم من العيوب؟ فقال: هي أكثر من أن تحصى، والذي أحصيته ثمانية آلاف عيب، ووجدت خصلة إن استعملها سترت العيوب كلها، قال : وما هي؟ قال: حفظ اللسان.

منقول للفائدة




بارك الله فيك أختي على الموضوع القيم وجزاك الجنة

تحياتي




تعليمية




بارك الله فيكما "فاتن " و" أميرة الغرب"

مرور طيب ورد أطيب

تحياتي….




التصنيفات
اسلاميات عامة

بعض المظاهر السيئة في شوارعنا


بعض المظاهر السيئة في شوارعنا

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وآله وصحبه ومن والاه وبعد:

فإن المفترض في شوارع المسلمين وطرقاتهم ومستشفياتهم أن تتحلى بالمظاهر الطيبة والخلو من المظاهر السيئة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)، وفي رواية: (وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)، وذلك ليظهر الحق ويختفي المنكر بين المسلمين. وقال صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين)، وذلك لأن المنكر إذا خفي لم يضر إلا صاحبه فإذا ظهر ولم ينكر عمت العقوبة للجميع. وإنها بدأت تظهر في شوارعنا بعض المظاهر السيئة التي لا يجوز السكوت عليها ومن ذلك:

1- ظهور الصور المحرمة لذوات الأرواح في الدعايات التجارية والإعلانات عن المسابقات أو المعروضات أو الإشادة بالفنانين من رياضيين وغيرهم. ولا شك أن التصوير في حد ذاته محرم شديد التحريم ومتوعد عليه بأشد الوعيد في الأحاديث الصحيحة. وإذا نصبت الصور وعلقت في الشوارع وغيرها كان الوعيد أشد. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: (لا تدع صورة إلا طمستها)، وامتنع صلى الله عليه وسلم من الدخول إلى بيت عائشة رضي الله عنها لما رأى فيه قراماً معلقاً فيها تصاوير حتى أزيلت تلك التصاوير. ورفع الصور في الشوارع قد يكون أشد تحريماً من رفعها في البيوت. لأن الناس حينئذ يتساهلون في شأنها.
2- من المظاهر السيئة في الشوارع تعليق لوحات فيها عناوين بلغات أجنبية وكتابات بحروف أجنبية حتى إنك في بعض المواضع تشك أنك في بلاد عربية وليس لذلك سبب إلا محبة اللغة الأجنبية عند بعض الناس فإن قيل إن الوافدين من غير العرب يحتاجون إلى ذلك لأنهم لا يعرفون اللغة العربية. فالجواب: أن نقول تكون الكتابة أصلا باللغة العربية ثم تترجم بالكتابة تحتها باللغة الأجنبية.
3- من المظاهر السيئة في الأسواق والمستشفيات والمتاجر تبرج النساء بالزينة والتساهل بالحجاب مما يشجع الفسقة والذين في قلوبهم مرض إلى متابعتهن ومغازلتهن مما يسبب الوقوع فيما لا تحمد عقباه ويصعب معه العلاج إذا لم يتدارك الأمر ويحسم في بدايته. فالمرجو من ولاة الأمور أعزهم الله بطاعته وهم الحريصون على أمن البلاد والغيورون على دين الله أن يبادروا بعلاج هذه المظاهر بما يدرأ شرها عن المسلمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه


صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اكيد اخي ابو سليمان

شارعنا اليوم اصبحت تتغلب عليهالثقافة الغربية

وشكرا لك على طرح الموضوع القيم




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمزة بل العزيز تعليمية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اكيد اخي ابو سليمان

شارعنا اليوم اصبحت تتغلب عليهالثقافة الغربية

وشكرا لك على طرح الموضوع القيم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

نسال الله العافية اخي حمزة




التصنيفات
اسلاميات عامة

أخطاء ومحاذير في حياة المرأة المسلمة

أخطاء ومحاذير في حياة المرأة المسلمة

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى أثره أما بعد:

أخي المسلم أختي المسلمة

هذه بعض المخالفات الشرعية التي يكثر وقوعها في المجتمع ولا سيما في أوساط النساء، أوردها من باب النصح محذراً منها ، ذاكراً بعض الأدلة من الكتاب والسنة الدالة على تحريم المخالفة المذكورة، سائلاً المولى أن يعاملنا بلطفه، وأن يعفو عن سيئاتنا، وأن يغفر لنا فيستر ذنوبنا وعيوبنا، وأن يرحمنا فيحفظنا فيما بقي من أعمارنا إنه جواد كريم:

1- الذهاب إلى الكهنة والسحرة والمشعوذين: إما لعلاج الأمراض، وإما للوقاية منها ومما يخشى وقوع من المكروه.

والذهاب إليهم معصية كبيرة وتصديقهم فيما يدعون من علم الغيب كفر بالله تعالى، وتنفيذ ما يطلبونه من الذبح لغير الله شرك أكبر مخرج من الملة، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) رواه أبو داود
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) رواه البزار.

2– تعليق التمائم والحجب:

وذلك لدفع العين والجن والحسد أو شفاء بعض الأمراض، وهذا غلط عظيم قال صلى الله عليه وسلم (إن الرقى والتمائم والتولة شرك) رواه أحمد وعن عبد الله بن عكيم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من تعلق شيئاً وكل إليه) رواه أحمد

وعن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً في يده حلقة من صفر فقال ما هذه ؟ قال من الواهنة فقال انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهناً فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً) رواه أحمد.وعن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من تعلق تميمة فلا أتم الله له ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له) رواه أحمد وفي رواية(من تعلق تميمة فقد أشرك)

3- متابعة الأبراج والطوالع:

والتي تنشر في بعض المجلات أو تعرض في بعض القنوات لمعرفة ما ينتظر المرء مستقبلاً من سعادة أو شقاء وفرح أو ترح وغنى أو فقر وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه ابن عباس (من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد) رواه أبو داود .
والأبراج والنجوم ليس لها أثر في موت ولا حياة ولا سعادة ولا شقاء ولا نعيم ولا بؤس إنما ذلك بيد الله وحده، ومن ادعى معرفة الغيب من خلال النظر في النجوم أو الأبراج أو الفنجال أو الخط في الرمل فقد كذب الله تعالى حيث يقول (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون).

4- التفريط في الحجاب الشرعي :

إن الله تعالى فرض الحجاب على المرأة تكريماً لها أن تكون سلعة يتلذذ بها الغادي والرائح، وصيانة لها من عبث العابث وفجور المتهتك، والمرأة كلها عورة عن الرجل الأجنبي قال صلى الله عليه وسلم (المرأة عورة) الحديث رواه الترمذي والحجاب الشرعي هو أن تستر المرأة كامل بدنها عن الأجانب قال تعالى (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب) وقال تعالى (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهم من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) الآية. وقال تعالى (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن..) الآية. فالمرأة منهية أن تبدي شيئاً من زينتها إلا لزوجها أو محارمها أما الزوج فتبدي له ما شاءت هي حل له وهو حل لها، وأما المحارم فتتبدي لهن ما يظهر في العادة كالوجه والعنق واليدين والساعدين والقدمين.
ومن صور التفريط في الحجاب كشف الوجه، ولبس النقاب بصورة تفتن ولا تستر، ولبس العباءات الضيقة التي تبين تفاصيل البدن وتقاطيعه، ولبس الملابس الشفافة التي تشف عما تحتها فضلاً عن لبس القصير والعاري وغيرها مما هو معلوم لا يخفى.

5- التساهل في الخلوة بالرجل الأجنبي :

وخلوة المرأة بالأجنبي محرم في الشريعة قال صلى الله عليه وسلم (لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما) رواه أحمد وتعظم الفتنة إذا كانت الخلوة بأحماء المرأة وهم أقارب الزوج كأخيه وابن عمه ونحوهما وفيهم يقول النبي صلى الله عليه وسلم (الحمو الموت) متفق عليه، وذلك لشدة الفتنة به إذ يتمكن مما لا يتمكن منه غيره، تحت غطاء القرابة والثقة.
ومن الخلوة المحرمة ركوب المرأة وحدها مع السائق، وبقاء الرجل في البيت مع العاملة المنزلية (الشغالة) وخلوة الطبيب بالممرضة، وخلوة الطبيب بالمريضة، إلى غير ذلك من الصور التي تفشت وانتشرت حتى ألفها كثير من الناس والله المستعان.

6- سفر المرأة بلا محرم :

وقد تساهل فيه بعض الناس لا سيما إذا كان السفر بالطائرة مع أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول (لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم) متفق عليه. والمحاذير الموجودة في سفر المرأة براً موجود مثلها في سفرها جواً ، وتعظم الفتنة إذا كانت المرأة شابة فإن الطمع فيها أكثر والجرأة عليها أكبر.

7- كثرة الخروج من المنزل لغير حاجة :

والأصل في المرأة أن تقر في بيتها قال تعالى (وقرن في بيوتكن) فأمرهن بالقرار في البيوت وأضاف البيوت إليهن مع أنها ملك الأزواج غالباً إشعاراً بطول ملازمتهن لها حتى كأنها لهن ملكاً، وخروج المرأة من بيتها لحاجة لا حرج فيه كأن تخرج إلى عملها المباح، أو تخرج إلى المسجد لتشهد الصلاة بإذن زوجها أو أن تخرج لصلة رحم أو زيارة قريب ونحو ذلك لكن يكون الخروج بقدر الحاجة وبالتزامها بالحجاب وما يفرضه الوقار والحشمة إذ كثرة خروجها مما يجرئ عليها السفهاء ويغري بها المرضى ويسهل عليهم إيقاعها في شراكهم ولا سيما إذا أكثرت الخروج إلى الأسواق والمتنزهات حيث يكثر فيها أهل الانحراف.

8- الاستعمال الخاطئ لأجهزة الاتصال الحديثة

كالهاتف الثابت والهاتف المحمول وشبكة الانترنت، فمن النساء والفتيات خاصة من يستعمل هذه الوسائل في التعارف مع الرجال الأجانب وتبادل الأحاديث معهم، وربما حصل تبادل الصور وربما حصل بعد ذلك التواعد على مكان معين ثم حصل اللقاء فالجريمة التي تذهب بالعفة والعرض فضلاً عما تحدثه من نقص عظيم في الإيمان والعياذ بالله.
إن هذه الوسائل من نعم الله على عباده ولكن كثيراً من الناس يوظفها فيما يسخط الله من نشر الفاحشة وإشاعتها في المجتمع المسلم من المعاكسات ونشر الصور الثابتة والمتحركة ونشر الأغاني والكلمات الهابطة والرسائل الغرامية وما هكذا تشكر النعم يا عباد الله وإماءه.
ومما يجدر التنبيه عليه: أن بعض الفتيات قد تزل بها القدم فينفرط لسانها بالأحاديث الهابطة مع بعض السفهاء ويقوم ذلك السفيه بتسجيل كلامها من حيث لا تشعر أو يقوم باستدراجها حتى ترسل له صورها ثم يقوم بعد ذلك بالضغط عليها وتهديدها إن لم تستجب لمطالبه بما حفظ عليها من المكالمات والصور ولا شك أنه موقف صعب إذ هي مخيرة بين أمرين أحلاهما غاية في المرارة.فليكن لدى الفتاة من البصر والتنبه لهذه المكايد ما يكون من أسباب عصمتها من الزلل وبعدها عن هذه الموارد المهلكة، وإذا وقعت في مثل هذا الموقف فليكن لديها من الشجاعة ما تتمكن به من مصارحة أبيها أو أخيها بما جرى حتى يتدارك الأمور قبل أن تصل إلى نهاية مؤلمة تذهب بكل شيء من السمعة والعرض والشرف.

9- استطالة اللسان في أعراض المسلمين والمسلمات بغير حق:

وهو ما يسمى في لغة الشرع بالغيبة قال صلى الله عليه وسلم (أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا الله ورسوله أعلم . قال: الغيبة ذكرك أخاك بما يكره. قالوا: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته) رواه مسلم
والغيبة حرام بنص الكتاب والسنة قال تعالى (ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن تواب رحيم) وعن سعيد بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق) رواه أبو داود ومعنى قوله بغير حق أي بغير مسوغ شرعي يبيح ذكره بالسوء فإن منه ما يكون نصيحة لله ولرسوله وللمؤمنين كالتحذير من أهل البدع حتى تحذر بدعتهم فهذا لا شيء فيه بل هو من أشرف أبواب الجهاد لمن أحسنه وصلحت فيه نيته.

10– السعي بالنميمة:

وهي الإفساد بين الناس بنشر المقالات السيئة التي تورث العداوة بين الأخوين أو الزوجين أو غيرهما، وهي من كبائر الذنوب ومن أسباب عذاب القبر ومن أسباب حرمان الجنة قال صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة قتات) أي نمام متفق عليه ، وليس معنى الحديث أنه مخلد في النار فإن من مات على التوحيد فلا بد أن يصير إلى الجنة بفضل الله ورحمته ولو دخل النار قبل ذلك.

11- التجمل بما حرم الله التجمل به :

فإن الزينة تنقسم في الشرع إلى قسمين زينة مباحة وزينة محرمة ومن الزينة المحرمة الوصل والوشم والنمص وتشقير الحواجب، وعمليات التجميل التي لا يراد منها إلا زيادة الحسن والجمال، ولبس الملابس التي تكشف ما أمر الله بستره ألا وإن فيما أباح الله غنية وكفاية عما حرم.

12– متابعة الأفلام والاستماع إلى الأغاني :

أما الأغاني فقد جاء تحريمها في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم) فسرها ابن مسعود رضي الله عنه وهو من أعلم الناس بكتاب الله بأن المقصود بلهو الحديث : (الغناء) وأقسم على ذلك، وبالغناء فسرها أكثر المفسرين. وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق بأنه سيكون في أمته من يستحل المعازف كما في صحيح البخاري فدل ذلك على أنها حرام.
والأغاني في نفسها شر عظيم ومع ذلك فقد دخلها من أنواع الشرور اليوم ما لا يعلمه إلا الله حيث يدور أكثرها حول الفواحش والدعوة إليها والترغيب فيها والتهييج عليها، ودخلها الرقص العاري والرقص المختلط ودخلها تمثيل كلماتها في أفلام تعرض على خلفياتها فأفسدت الأسماع والأبصار والقلوب والأخلاق.

وأما الأفلام: فالتمثيل دخيل على الإسلام، دخيل على أمة الإسلام، وعامة الأفلام تشتمل على المعازف وعلى صور النساء وعلى مقدمات العلاقات المحرمة وتعليم طرائقها إضافة إلى ما في كثير منها من الأخطاء العقدية فجمعت بين فتنتي الشبهات والشهوات، فيا خسارة من أضاع فيها عمره، وأنفق فيها وقته، ما ذا فاته من الخير وماذا عرض نفسه له من الشر، إن ساعة غفلة تمر بالمرء في دنياه كفيلة بأن تطول عليها حسرته وندامته يوم القيامة.

13- الفتنة بالصور:

والتصوير في الإسلام حرام إلا لحاجة ماسة كالصور التي تقدم في معاملات رسمية ونحوها، والدليل على تحريم التصوير قوله صلى الله عليه وسلم (أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله)متفق عليه، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (كل مصور في النار، يجعل الله له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم)متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم (إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة) متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم (قاتل الله قوماً يصورون ما لا يخلقون) رواه الطيالسي. و(استأذن جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم : ادخل. فقال : كيف أدخل، وفي بيتك ستر فيه تصاوير فإما أن تقطع رؤوسها، أو تجعل بساطاً يوطأ، فإنا معشر الملائكة لا ندخل بيتاً فيه تصاوير) رواه النسائي. وقد جر التصوير شراً كثيراً على الأديان والأخلاق والأعراض، فبادر أخي المسلم إلى تطهير بيتك وهاتفك ومناسباتك من الصور والتصوير امتثالاً لما مر بك من الوعيد في شأن الصور والمصورين.

هذا بعض ما تيسر ذكره في هذه العجالة وأسأل الله أن يلهمنا رشدنا وأن يقينا شر أنفسنا، وأن يهدينا سواء السبيل، وأن يحفظ علينا وعلى إخوتنا وأخواتنا إيماننا وديننا وحياءنا وأن ويفق ولاة أمر المسلمين لما فيه رضاه وصلاح البلاد والعباد. والله أعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه.

المصدر




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لاخ الكريمه ام عبيد الله

ارجو من جميع الفتيات ان يستفيدو من هذا الموضوع لانه مهم لهم




شكرا يا اختي المحترمة جزاك الله خيرا




التصنيفات
اسلاميات عامة

من أخطاء الشائعة العبث بفرش المسجد ونحوه والإمام يخطب.

من أخطاء الشائعة العبث بفرش (السجاد) المسجد ونحوه والإمام يخطب.

قال الشيخ صالح آل شيخ في كتابه (المنظار في بيان كثير من الأخطاء الشائعة) ص 46 عند ذكر الأخطاء الواقعة في يوم الجمعة:
7- مس الحصى أو العبث بالمسبحة ونحوها:
وهذا منهي عنه، وفي معناه العبث بالغترة أو الملابس أو فرش المسجد أو المسواك أو غير ذلك كالسبحة والساعة والقلم، لما روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم:« من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام ومن مس الحصى فقد لغى».




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا اختي على تنبيهك لهذا الخطا الشائع الشنيع




التصنيفات
اسلاميات عامة

خوف الصحابة من الله

خوف الصحابة من الله



ومن تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف ونحن جمعنا بين التقصير بل التفريط والأمن فهذا الصديق يقول: "وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن" ذكره أحمد عنه

وذكر عنه أيضا انه كان يمسك بلسانه ويقول: "
هذا الذي أوردني الموارد وكان يبكى كثيرا" ويقول: أبكوا فإن لم تبكوا فتباكوا وكان إذا قام إلى الصلاة كأنه عود من خشية الله عز وجل وأتي بطائر فقلبه ثم قال:" ما صيد من صيد ولا قطعت من شجرة إلا بما ضيعت من التسبيح" فلما احتضر قال لعائشة:" يا بنية إني أصبت من مال المسلمين هذه العباءة وهذه الحلاب وهذا العبد فأسرعى به إلى بن الخطاب وقال: والله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد "


وقال قتادة بلغني أن أبا بكر قال: "
ليتني خضرة تأكلني الدواب"


وهذا عمر بن الخطاب قرأ سورة الطور إلى قوله: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ}فبكى واشتد بكاؤه حتى مرض وعادوه


وقال لابنه وهو في الموت:
ويحك ضع خدي على الأرض عساه أن يرحمني ثم قال: بل ويل أمي إن لم يغفر الله لي ثلاثا ثم قضى وكان يمر بالآية في ورده بالليل فتخيفه فيبقى في البيت أياما يعاد يحسبونه مريضا وكان في وجهه رضي الله عنه خطان أسودان من البكاء وقال له ابن عباس: مصر الله بك الأمصار وفتح بك الفتوح وفعل فقال: وددت أني أنجو لا أجر ولا وزر


وهذا عثمان بن عفان رضي الله عنه كان إذا وقف على القبر يبكى حتى تبل لحيته وقال:
لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي لاخترت أن أكون رمادا قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير


وهذا على بن أبي طالب رضي الله عنه وبكاؤه وخوفه وكان يشتد خوفه من اثنتين طول الأمل واتباع الهوى قال:
فأما طول الأمل فينسي الآخرة وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق إلا وإن الدنيا قد ولت مدبرة والآخرة مقبلة ولكل واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل


وهذا أبو الدرداء كان يقول:
إن أشد ما أخاف على نفسي يوم القيامة أن يقال لي يا أبا الدرداء قد علمت فكيف عملت فيما علمت؟ وكان يقول: لو تعلمون ما أنتم لاقون بعد الموت لما أكلتم طعاما على شهوة ولا شربتم شرابا على شهوة ولا دخلتم بيتا تستظلون فيه ولخرجتم إلى الصعيد تضربون صدوركم وتبكون على أنفسكم ولوددت أني شجرة تعضد ثم تؤكل


وكان عبد الله بن عباس كان أسفل عينيه مثل الشراك البالي من الدموع
وكان أبو ذر يقول
يا ليتني كنت شجرة تعضد وودت أني لم أخلق
وعرضت عليه النفقة فقال:
عندنا عنز نحلبها وحمر ننقل عليها ومحرر يخدمنا وفضل عباءة وإني أخاف الحساب فيها


وقرأ تميم الداري ليلة سورة الجاثية فلما أتى على هذه الآية: {
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا} جعل يرددها ويبكى حتى أصبح


وقال أبو عبيدة بن الجراح:
وددت أني كبش فذبحني أهلي وأكلوا لحمي وحسوا مرقي وهذا باب يطول تتبعه


قال البخاري في صحيحه: "
باب خوف المؤمن أن يحبط عمله وهو لا يشعر"
وقال إبراهيم التيمي:
ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبا
وقال بن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه ما منهم أحد يقول: إنه على إيمان جبريل وميكائيل
ويذكر عن الحسن: ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق


وكان عمر بن الخطاب يقول لحذيفة
: أنشدك الله هل سماني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ يعني في المنافقين فيقول: لا ولا أزكي بعدك أحدا" فسمعت شيخنا يقول: مراده إني لا أبرىء غيرك من النفاق بل المراد لا أفتح على نفسي هذا الباب فكل من سألني هل سمانى لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأزكيه قلت: وقريب من هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم للذي سأله أن يدعو له أن يكون من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب (سبقك بها عكاشة) ولم يرد أن عكاشة أن وحده أحق بذلك ممن عداه من الصحابة ولكن لو دعا لقام آخر وآخر وانفتح الباب وربما قام من لم يستحق أن يكون منهم فكان الإمساك أولى والله أعلم

لبن قيم الجوزية رحمه الله

من كتاب الداء والدواء




بارك الله فيك




تعليمية




بارك الله فيك اخي وجزاك الخير




التصنيفات
اسلاميات عامة

صدق التأهب للقاءِ الله

صدق التأهب للقاءِ الله من أنفع ما للعبد وأبلغه فى حصول استقامته، فإِن من استعد للقاءِ الله انقطع قلبه عن الدنيا وما فيها ومطالبها، وحمدت من نفسه نيران الشهوات وأخبتَ قلبه إلى ربه تعالى وعكفت همته على الله وعلى محبته وإيثار مرضاته، واستحدثت همة أُخرى وعلوماً أُخر وولد ولادة أُخرى تكون نسبة قلبه فيها إلى الدار الآخرة كنسبة جسمه إِلى هذه الدار بعد أَن كان فى بطن أُمه فيولد قلبه ولادة حقيقية كما ولد جسمه حقيقة، وكما كان بطن أُمه حجاباً لجسمه عن هذه الدار فهكذا نفسه وهواه حجاب لقلبه عن الدار الآخرة، فخروج قلبه عن نفسه بارزاً إلى الدار الآخرة كخروج جسمه عن بطن أُمه بارزاً إلى هذه الدار، وهذا معنى ما يذكر عن المسيح أَنه قال: "يا بنى إسرائيل، إِنكم لن تلجوا ملكوت السماءِ حتى تولدوا مرتين"، ولما كان أَكثر الناس لم يولدوا هذه الولادة الثانية ولا تصوروها- فضلاً عن أن

يصدقوا بها- فيقول القائل: كيف يولد الرجل الكبير أَم كيف يولد القلب، لم يكن لهم إليها همة ولا عزيمة، إِذ كيف يعزم على الشيء من لا يعرفه ولا يصدقه؟ ولكن إذا كشف حجاب الغفلة عن القلب صدَّق بذلك وعلم أنه لميولد قلبه بعد والمقصود أَن صدق التأَهب للقاءِ الله هو مفتاح جميع الأَعمال الصالحة والأَحوال الإيمانية ومقامات السالكين إلى الله ومنازل السائرين إليه،من اليقظة والتوبة والإِنابة والمحبة والرجاءِ والخشية والتفويض والتسليم وسائر أعمال القلوب والجوارح، فمفتاح ذلك كله صدق التأَهب والاستعداد للقاءِ الله، والمفتاح بيد الفتاح العليم لا إله غيره ولا رب سواه.

طريق الهجرتين وباب العادتين

لبن قيم الجوزية رحمه الله وغفر له




رَحِمَ اللهُ الإِمَامَ بنَ الْقَيِّمِ وَغَفَرَ لَه

وَ جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا عَلَى طَيِّبِ مَا نَقَلْت




بارك الله فيك





وفيكم بارك الله وجزاكم بالمثل




بارك الله فيك وجزاك الله الخير




ألف شكر ويارك الله فيك




التصنيفات
اسلاميات عامة

طرق السجود الصحيحه يارب تفيدكم بالصور

بسم الله الرحمن الرحيم

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية




بارك الله فيك




جزاك الله خيرا




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




بارك الله فيك وجزاك الخير المديد




جزاك الله خيرا




بورك فيك على الإفادة

وفقك الله…




التصنيفات
اسلاميات عامة

من علامات حسن الخاتمة

من علامات حسن الخاتمة للشيخ الألباني رحمه الله


(إن الشارع الحكيم قد جعل علامات يستدل بها على حسن الخاتمة – كتبها الله تعالى لنا بفضله- فأيما امرئ مات بإحداها كانت بشارة له، ويا لها من بشارة، ومنها:

الأولى: نطقه بالشهادة عند الموت:


1- فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ] رواه أبوداود وأحمد، وإسناده حسن.

2- عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَى عُمَرُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ ثَقِيلًا فَقَالَ: مَا لَكَ يَا أَبَا فُلَانٍ لَعَلَّكَ سَاءَتْكَ إِمْرَةُ ابْنِ عَمِّكَ يَا أَبَا فُلَانٍ قَالَ: لَا إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا مَا مَنَعَنِي أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهُ إِلَّا الْقُدْرَةُ عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: [ إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَا يَقُولُهَا عَبْدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلَّا أَشْرَقَ لَهَا لَوْنُهُ وَنَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَتَهُ] قَالَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنِّي لَأَعْلَمُ مَا هِيَ قَالَ وَمَا هِيَ قَالَ تَعْلَمُ كَلِمَةً أَعْظَمَ مِنْ كَلِمَةٍ أَمَرَ بِهَا عَمَّهُ عِنْدَ الْمَوْتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ طَلْحَةُ صَدَقْتَ هِيَ وَاللَّهِ هِيَ.رواه أحمد وابن ماجة، وإسناده صحيح

الثانية: الموت برشح الجبين:


عَنِ بُرَيْدَةَ أَنَّه كَانَ بِخُرَاسَانَ فَعَادَ أَخًا لَهُ وَهُوَ مَرِيضٌ فَوَجَدَهُ بِالْمَوْتِ وَإِذَا هُوَ يَعْرَقُ جَبِينُهُ فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: [ مَوْتُ الْمُؤْمِنِ بِعَرَقِ الْجَبِينِ] .أخرجه أحمد، والنسائي، والترمذي، وابن ماجة.

الثالثة: الموت ليلة الجمعة ، أو نهارها:

لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلَّا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ]رواه الترمذي وأحمد، والحديث بمجموع طرقه حسن أو صحيح.


الرابعة: الاستشهاد في ساحة القتال:

قال الله تعالى: { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ[169]فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ[170]يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ[171]}[سورة آل عمران].


وفي ذلك أحاديث:

1- عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَيَأْمَنُ مِنْ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنْ الْحُورِ الْعِينِ وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ]رواه الترمذي وصححه،وابن ماجة، وأحمد، وإسناده صحيح.

2- عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بَالُ الْمُؤْمِنِينَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ إِلَّا الشَّهِيدَ قَالَ: [كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً] رواه النسائي، وسنده صحيح.
تنبيه: ترجى هذه الشهادة لمن سألها مخلصًا من قلبه، ولو لم يتيسر له الاستشهاد في المعركة، بدليل قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ] رواه مسلم.

الخامسة: الموت غازيًا في سبيل الله:


فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ] قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ قَالَ: [إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ] قَالُوا فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: [مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ] رواه مسلم.

قوله: [وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ]: أي بداء البطن وهو الاستسقاء وانتفاخ البطن . وقيل: هو الاسهال، وقيل: الذي يشتكي بطنه.
وَعَنْ أَبَي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: [مَنْ فَصَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمَاتَ أَوْ قُتِلَ فَهُوَ شَهِيدٌ أَوْ وَقَصَهُ فَرَسُهُ أَوْ بَعِيرُهُ أَوْ لَدَغَتْهُ هَامَّةٌ أَوْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ أَوْ بِأَيِّ حَتْفٍ شَاءَ اللَّهُ فَإِنَّهُ شَهِيدٌ وَإِنَّ لَهُ الْجَنَّةَ] رواه أبو داود.[مَنْ فَصَلَ] أي: خرج

السادسة: الموت بالطاعون:


فَعَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ قَالَتْ قَالَ لِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ بِمَ مَاتَ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرَةَ قَالَتْ قُلْتُ بِالطَّاعُونِ قَالَتْ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ] رواه البخاري ومسلم.

وَعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الطَّاعُونِ فَأَخْبَرَهَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [أَنَّهُ كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ فَجَعَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ] رواه البخاري.
وَعَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [ يَأْتِي الشُّهَدَاءُ وَالْمُتَوَفَّوْنَ بِالطَّاعُونِ فَيَقُولُ أَصْحَابُ الطَّاعُونِ نَحْنُ شُهَدَاءُ فَيُقَالُ انْظُرُوا فَإِنْ كَانَتْ جِرَاحُهُمْ كَجِرَاحِ الشُّهَدَاءِ تَسِيلُ دَمًا رِيحَ الْمِسْكِ فَهُمْ شُهَدَاءُ فَيَجِدُونَهُمْ كَذَلِكَ] رواه أحمد والطبراني في ‘الكبير’ بسند حسن كما قال الحافظ [ 10 / 159 ].

السابعة: الموت بداء البطن :

لقوله صلى الله عليه وسلم: […وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ] رواه البخاري ومسلم-واللفظ له-.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ أَخْبَرَنِي جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَسَارٍ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا وَسُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ وخَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ فَذَكَرُوا أَنَّ رَجُلًا تُوُفِّيَ مَاتَ بِبَطْنِهِ فَإِذَا هُمَا يَشْتَهِيَانِ أَنْ يَكُونَا شُهَدَاءَ جَنَازَتِهِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَنْ يَقْتُلْهُ بَطْنُهُ فَلَنْ يُعَذَّبَ فِي قَبْرِهِ] فَقَالَ الْآخَرُ بَلَى. رواه النسائي والترمذي وحسنه، وأحمد، وسنده صحيح .

الثامنة والتاسعة: الموت بالغرق والهدم :

لقوله صلى الله عليه وسلم: […الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ الْمَطْعُونُ وَالْمَبْطُونُ وَالْغَرِيقُ وَصَاحِبُ الْهَدْمِ وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ…] رواه البخاري ومسلم.


العاشرة: موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها :

لحديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ عَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ فَمَا تَحَوَّزَ لَهُ عَنْ فِرَاشِهِ فَقَالَ: [مَنْ شُهَدَاءُ أُمَّتِي] قَالُوا قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ قَالَ: [إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ وَالْبَطْنُ وَالْغَرَقُ وَالْمَرْأَةُ يَقْتُلُهَا وَلَدُهَا جَمْعَاءَ] رواه أحمد والدارمي. وإسناده صحيح .


الحادية عشر، والثانية عشر : الموت بالحرق،وذات الجنب-

هي ورم حار يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع – وفي ذلك أحاديث، منها: عن جابر بن عتيك مرفوعًا: [ الشُّهَدَاءُ سَبْعَةٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ وَالْحَرِقُ شَهِيدٌ وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ] رواه أبوداود والنسائي ومالك وأحمد.


الثالثة عشر:الموت بداء السل :

لقوله صلى الله عليه وسلم: [الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهَادَةٌ، وَالنُّفَسَاءُ شَهَادَةٌ ، وَالْحَرِقُ شَهَادَةٌ ، وَالْغَرِقُ شَهَادَةٌ ، والسِّلُّ شَهَادَةٌ ، وَالبطنُ شَهَادَةٌ] رواه الطبراني في الكبير.


الرابعة عشر: الموت في سبيل الدفاع عن المال المراد غصبه ،

لقوله صلى الله عليه وسلم: [مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ] رواه البخاري ومسلم. وفي رواية للإمام أحمد: [مَنْ أُرِيدَ مَالُهُ بِغَيْرِ حَقٍّ فَقَاتَلَ فَقُتِلَ فَهُوَ شَهِيدٌ].

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي قَالَ: [فَلَا تُعْطِهِ مَالَكَ] قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِي قَالَ: [قَاتِلْهُ] قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي قَالَ: [فَأَنْتَ شَهِيدٌ] قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ قَالَ: [هُوَ فِي النَّارِ] رواه مسلم.
عَنْ مُخَارِقٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: الرَّجُلُ يَأْتِينِي فَيُرِيدُ مَالِي قَالَ: [ذَكِّرْهُ بِاللَّهِ] قَالَ فَإِنْ لَمْ يَذَّكَّرْ قَالَ: [فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ مَنْ حَوْلَكَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ] قَالَ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَوْلِي أَحَدٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ قَالَ: [فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ بِالسُّلْطَانِ] قَالَ فَإِنْ نَأَى السُّلْطَانُ عَنِّي قَالَ: [قَاتِلْ دُونَ مَالِكَ حَتَّى تَكُونَ مِنْ شُهَدَاءِ الْآخِرَةِ أَوْ تَمْنَعَ مَالَكَ] رواه النسائي وأحمد، وسنده صحيح على شرط مسلم .

الخامسة عشر،والسادسة عشر: الموت في سبيل الدفاع عن الدين والنفس ؛

لقوله صلى الله عليه وسلم: [ مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ] رواه أبوداود الترمذي والنسائي وأحمد، وسنده صحيح .

وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَنْ قُتِلَ دُونَ مَظْلَمَتِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ] رواه النسائي وأحمد .

السابعة عشرة: الموت مرابطًا في سبيل الله :

لقوله صلى الله عليه وسلم: [ رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَأَمِنَ الْفَتَّانَ] رواه مسلم .

وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: [كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلَّا الَّذِي مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّهُ يُنْمَى لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَيَأْمَنُ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ] رواه أبو داود والترمذي وأحمد.

الثامنة عشر:الموت على عمل صالح :

لقوله صلى الله عليه وسلم: [ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ] رواه أحمد. وإسناده صحيح.

من كتاب: " أحكام الجنائز " للشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ





جزاكم الله خيرا على الموضوع المفيد
اللهم أحسن لنا خواتمنا وإغفرلنا وثبتنا عند السؤال




أحسن الله إليكـِ أخية على الموضوع الطيب

أسأل الله أن يرزقنا حسن الخاتمة و أن يثبتنا بالقول الثابت في الدنيا و في الآخرة




التصنيفات
اسلاميات عامة

لحظة الموت وحياة القبر

لحظة الموت وحياة القبر
للشيخ العثيمين رحمه الله

الحمد لله الذي خلق الخلق ليعبدوه وجعل لهم أجلاً للقائه هم بالغوه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً كثيرا …
أما بعد …

فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى واعبدوه واذكروا نعمته عليكم واشكروه وتذكروا بدايتكم ونهايتكم تعرفوا آيات ربكم وتعظموه أنظروا إلى الماضي البعيد كيف أنتم وهل كنتم, قال الله عز وجل (هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) (الانسان:1) ولكن الله عز وجل ابتدأ هذه الخليقة البشرية فخلق آدم عليه السلام خلقه من طين وجعل نسله من سلالة من ماء مهين سوى الحمل في بطن أمه في ظلمات ثلاث نفخ فيه من روحه إن الجنين في بطن أمه يتنقل إلى أربعة أطوار يكون أربعين يوماً نطفة ثم أربعين يوماً علقة ثم أربعين يوماً مضغة أي قطعة لحم بقدر ما يمضغة الإنسان في فمه هذه المضغة أحيانا تكون مخلقة وأحيانا تكون غير مخلقة ففي بدايتها تكون غير مخلقة ولن تخلق قبل ثمانين يوما ولن تكون مضغة قبل ثمانين يوما ثم بعد تخليقها وبعد تمام مائة وعشرين يوماً أي تمام أربعة أشهر كاملة يبعث الله تعالى ملكاً موكلاً بالأرحام فينفخ في هذه المضغة الروح وحينئذٍ فيكون بشرا أما قبل ذلك فإنه جماد ولهذا إذا سقط الجنين قبل أن يتم له أربعة أشهر فإنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين أي لا يدفن في المقبرة لئلا يخصص له قبر تضيق به المقبرة ولكن يدفن في أي مكان يكون من الارض إذا كان طاهرا وكذلك لا يسمى ولا يعق له لأنه لم يكن بشرا أما إذا كان قد بلغ أربعة أشهر فإنه بشر يبعث يوم القيامة مع الناس ولهذا يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن مع المسلمين ويدعى لوالديه بالرحمة عند الصلاة عليه ولو كان بقدر الكف إذا عق عنه فهو أحسن لأنه سوف يبعث يوم القيامة ويكون شفيعاً لوالديه يبعث الله الملك إلى الرحم فينفخ الروح في هذه المضغة و يؤمر بأربعة كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد ثم يبقى بعد ذلك ما شاء الله أن يبقى في بطن أمه ثم يخرجه الله تعالى إلى دار العمل والكسب فيمكث في هذه الدار دار الدنيا دار العمل دار الإبتلاء دار الإمتحان دار السراء دار الضراء دار الصفو دار الكدر فيوم علينا ويوم لنا ويوم نساء ويوم نسر يمكث في هذه الدار ما شاء الله أن يمكث ثم ينتقل إلى دار الجزاء فإنه ينقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية يجعلها هو لنفسه كوقف على الفقراء أو بناء المساجد أو ما أشبه ذلك و علم ينتفع به ولو مسألة واحدة فإن الإنسان إذا نفع إخوانه بعلمه ولو مسألة فإنه يكتب له أجرها مادام المسلمون ينتفعون بها ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( بلغوا عني ولو آية ) أما الثالث فهو ولد صالح يدعو له فيبقى الإنسان إذا انتقل من هذه الدنيا في البرزخ إلى قيام الساعة يوم يقوم الناس لرب العالمين عارية أجسادهم حافية أقدامهم شاخصة أبصارهم أفئدتهم هواء مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر أيها المسلمون هذه هي الحقيقة وماذا بعد هذا البعث بعد هذا البعث إما نار وإما جنة نسأل الله أن يجعلنا جميعا من أصحاب الجنة أيها المسلمون إن لبني آدم عند انتقالهم من دار الدنيا إلى دار الآخرة أحوالاً ثلاثاً بينها الله عزك وجل في كتابه في آخر سورة الواقعة قال الله تعالى : (فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ) أي بلغت الروح الحلقوم (وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ* وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ) (الواقعة:83-85) تقرب الملائكة من الإنسان حين الاحتضار ولكن لا تبصرون (فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ) أعاذنا الله وإياكم من هذا (وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ* وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ) هذا كلام من كلام الله عز وجل ولهذا قال ( إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ* فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) سبحان ربنا العظيم ولقد بين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالتفصيل ما يكون عند الموت وفي القبر فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: (كنا في جنازة رجل من الأنصار في البقيع فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله كأن على رؤوسنا الطير أي من شدة أحترامهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كأن على رؤوسنا الطير وهو يلحد له فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :(أعوذ بالله من عذاب القبر أعوذ بالله من عذاب القبر أعوذ بالله من عذاب القبر) ثم قال🙁 إن العبد المؤمن إذا كان في إقبال من الآخرة وانقطاع من الدنيا نزلت إليه ملائكة كأن وجوههم الشمس معهم كفن من الجنة وحنوط من الجنة فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من فم السقاء أي تخرج بسهولة لأنها بشرت بالخير فتخرج ابتغاء لهذا الخير فيأخذها ملك الموت فإذا أخذها لم يدعوها أي الملائكة لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها إلى السماء فتفتح لها أبواب السماء ويشيعه مقربوها إلى السماء الثانية وهكذا إلى بقية السماوات فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذه الروح الطيبة فيقولون فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي يدعى بها في الدنيا حتى تصل إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ربي الله فيقولان له ما دينك فيقول ديني الإسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم وفي رواية من نبيك فيقول هو رسول الله فينادي منادي من السماء أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة وافتحوا له باباً إلى الجنة فيأتيه من ريحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له من أنت فوجهك الوجه الذي يأتي بالخير فيقول أنا عملك الصالح فيقول ربي أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي) قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا الحديث 🙁 وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم كفن من النار وحنوط من النار فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت فيجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب فتتفرق في جسده كراهةً لما بشرت به وفراراً منه ولكن ملك الموت وقد وكل بقبض الأرواح ينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط ويخرج منها كأخبث ريح جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الريح الخبيث فيقولون فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي يدعى بها في الدنيا حتى ينتهي به إلى السماء الدنيا فيستفتح له ولا يفتح ثم قرأ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ) ومن المعلوم أن الجمل لا يمكن أن يدخل في سم الخياط أي في جب الإبرة ولكن هذا من التعليق على المستحيل أي فكما أنه يستحيل أن يلج الجمل في جب الإبرة فكذلك يستحيل أن تفتح أبواب السماء لأرواح الكفار فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجيل في الأرض السفلى فتطرح روحه يعني إلى الأرض طرحا ثم قرأ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيقولان له من ربك فيقول ها ها لا أدري فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول ها ها لا أدري فينادي منادي من السماء أن كذب عبدي فافرشوه من النار وافتحوا له باباً إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبرة حتى تختلف أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوئك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الذي يجيء بالشر فيقول أنا عملك الخبيث فيقول ربي لا تقم الساعة لماذا ؟ لماذا يقول ربي لا تقم الساعة لأن الله يقول (بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ) (القمر:46) إنه إذا عذب في قبره إنما يعذب وحده لا يطلع عليه أحد ولكنه إذا عذب يوم القيامة تطلع عليه جميع الخلائق (ِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى)(طـه: من الآية127) ولهذا يقول هذا الكافر في قبره ربي لا تقم الساعة وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:( إن الميت إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فأقعداه وذكر الحديث وفيه فيقال أنظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعداً من الجنة قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :(فيراهما جميعا) ألم تروا كيف يعرض على هذا الرجل مقعداه مقعده من النار ومقعده من الجنة من أجل أن يغتبط بنعمة الله ويفرح بنعمة الله الذي أنجاه من مقعد النار وجعله في مقعد الجنة اللهم اجلعنا من هؤلاء فاتقوا الله أيها المسلمون اتقوا الله أيها المسلمون اتقوا الله أيها المسلمون واعدوا لهذا الأمر العظيم عدته أعدوا له عدته لأنكم لا تدرون أقريبون أنتم منه أم بعيدون أن الرجل ليخرج من بيته حيا سويا ولكن يرجع إلى بيته ميتا هامدا اللهم إنا نسألك أن نعد لهذا الأمر العظيم عدته أيها المسلمون تعوذوا بالله من عذاب القبر أسالوا الله أن يجعل القبور لكم روضة من رياض الجنة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران:102) بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم .
الحمد لله حمداً كثيراً طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الحمد في الآخرة والأولى وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى وخليله المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم اهتدى وسلم تسليماً كثيراً …
أما بعد …
أيها الناس اتقوا الله تعالى وأعدوا للقاء ربكم عدة الصالحين فإن الإنسان كما يقول ربه جل وعلا (يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ) (الانشقاق:6) أيها المسلمون إن الإنسان لا يدري أين يموت ولا يدري متى يموت كما قال الله عز وجل ( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)(لقمان: من الآية34) إذا كنا لا نعلم ما نكسبه غداً وهو من أفعالنا فإننا لا نعلم متى نموت وهو من أفعال الله عز وجل وإذا كنا لا ندري بأي أرض نموت مع إن الإنسان يتنقل إلى الأراضي باختيارنا إنه لا يدري متى يموت إذاً فالمكان مجهول والزمان مجهول نسأل الله أن يحسن لنا ولكم الخاتمة وليس الشأن ليس الشأن متى يموت الإنسان ولا أين يموت الإنسان ليس الشأن أن يموت في مكة أو في المدينة أو يموت في غيرهما من بلاد الله وليس الشأن أن يموت يوم الجمعة أو يوم الاثنين أو غيرهما من أيام الأسبوع إنما الشأن كل الشأن على أي حال يموت هذا هو الشأن على أي حال تموت أتموت على الإيمان والإخلاص والتوحيد نسأل الله لنا جميعا ذلك أم تموت على الشك والشرك والكفر والجحود هذا هو الشأن هذا هو الشأن أيها المسلمون ولكن من أراد أن يختم له بخير فليعمل خيرا فإن الله سبحانه وتعالى أكرم وأجود من أن يخذل عبده في مقام الضيق إذا كان يتعرف إلى الله في الرخاء قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة) أي شدة أشد من حضور الأجل أي شدة أشد على الإنسان من مفارقة الحياة الدنيا فإذا تعرف الإنسان إلى ربه في الرخاء بطاعته والتوسل إليه بعبادته ودوام ذكره فإن الله تعالى يتعرف إليه في الشدة رزقنا الله وإياكم ذلك الشأن كل الشأن على أي حال يموت ورد في بعض الآثار أن الإنسان عند موته تعرض عليه الأديان اليهودية والنصرانية والإسلام وأن الشيطان يتمثل له في صورة أبيه ويقول يا بني عليك بدين اليهود عليك بدين النصارى حتى يخرج على أحد الدينين الباطلين المنسوخين الذين لا يقبلهما الله عز وجل وهذه والله فتنة كبيرة فتنة عظيمة لكن من نعمة الله أنه كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية لا تعرض الأديان على كل ميت بل إذا كان الميت صالح النية مستقيم العبادة فإن الله تعالى ينجيه من هذه الفتنة ولهذا فسر كثير من العلماء فتنة الممات التي نتعوذ بالله منها في كل صلاة بأنها الفتنة عند الموت أمرنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا تشهدنا التشهد الأخير أن نقول: ( أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال ) ففسر كثير من العلماء فتنة الممات بأنها الفتنة عند الموت لأنها أعظم فتنة في الحياة إذ أن عليها المدار ( إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى يعني فيما يبدو للناس حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها رؤي الإمام أحمد رحمه الله وهو في سياق الموت يقول بعد؛ بعد يقول بعد؛ بعد فقيل له كيف بعد ؛ بعد قال إن الشيطان أمامي يعض أنامله يقول فتني يا أحمد فقلت له بعد؛ بعد أي ما دام الإنسان نفسه في جسد ه فإنه تخشى عليه الفتنة أيها الإخوة المسلمون جاء ملك الموت إلى موسى عليه السلام ليقبض روحه ثم رجع إلى الله فقال أرسلتني إلى رجل لا يريد الموت فقال الله لملك الموت أيريد الحياة قال نعم فقال يضع يده على جلد ثور وله بكل شعرة تحت يده سنة من السنوات فذهب الملك إلى موسى وقال له ذلك فقال موسى ثم ماذا قال ثم الموت كل نفس ذائقة الموت فقال فمن الآن لأن الإنسان مهما طالت به الحياة فكأنه إذا جاءه الموت لم يلبث إلا ساعة من نهار بل أن يوم القيامة إذا جاء كأن لم يلبثوا إلا ساعة من نهار كما قال الله تعالى ( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ)(الاحقاف: من الآية35) قال موسى فمن الآن ولكنه سأل الله أن يدنيه من البلاد المقدسة فأدناه الله منها قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقبره عند الكثيب الأحمر ولو كنت ثم لأريتكم إياه لكنه أي قبر موسى مجهول الآن لا يعلم أين هو ولا يعلم أي قبر من قبور الأنبياء إلا قبرا واحدا هو قبر محمدا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويذكر أن إبراهيم عليه السلام دفن في البلد الذي في فلسطين الذي يسمى الخليل فالله أعلم الشيء المتيقن من قبور الأنبياء هو قبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومع ذلك فإن أصحاب القبور لا ينفعون من يدعون القبور بل لا يرضون لأحد من الناس أن يدعوهم إذا كانوا من أولياء الله أو إذا كانوا من الصديقين والشهداء والأنبياء لا يرضى أحدا يؤمن بالله واليوم الآخر أن يدعوه أحد من الناس أبدا ولهذا إذا كان يوم القيامة يقول الله تعالى ( يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ* مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (المائدة:116-117) أيها المسلمون إنني جئت بهذه الجملة ليتبين أن هؤلاء الذين يفتنون بالقبور ليدعون الأولياء هم ضالون مشركون بالله عز وجل ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار إن أظلم الظلم أن تجعل لله ندا وهو خلقك (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)(لقمان: 13)وإني لأعجب من هؤلاء السفهاء كيف يدعون أصحاب القبور وهم جثث هامدة لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضراً فكيف يملكون لغيرهم وأقول أدعوا رب الناس ادعوا الله عز وجل أدعوه بلا واسطة بينكم وبينه فإنه لا واسطة بين الله وبين الخلق في الدعاء (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر:60) اللهم أنا نسألك أن تنصر الإسلام والمسلمين اللهم أنصر الإسلام والمسلمين اللهم أنصر الإسلام والمسلمين اللهم دمر أعداء الدين من اليهود والنصارى والمشركين والمنافقين و الملحدين اللهم دمر أعداء الدين جميعا اللهم أجعل كلمتك هي العليا اللهم انصر إخواننا في البوسنة والهرسك اللهم أنصرهم اللهم أنصرهم اللهم أعنهم على ما تحملوه من اللأواء والبأساة اللهم أهزم الكروات والصرب اللهم أهزمهم هزيمة نكراء
المصدر




بارك الله فيك

اللهم اجعل أختنا من أهل الجنة

أعادها عليك الله بالثواب

في قمة الافادة




بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم،جعله الله في ميزان حسناتك.




tu est tre organisie est tu est une vrais musilman?الاثنين 11 ذو القعدة 1443




التصنيفات
اسلاميات عامة

.(( فضل العلم والعُلماء ))

بسم الله الرحمن الرحيم

بسـم الله الرحمـن الرحيـم

السلامُ عليكمُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه


الحمدُ لله حمدًا طيبا كثيرا مباركًا فيه..كما ينبغي لجلال وجهك ربنا وعظيم سلطانك..
وصلِّ وسلّم على إمام المرسلين وسيدّ ولد بني آدم..محمد بن عبدالله الرسول الآمين الذي أدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهادهـِ..تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك..


أما بعـد

..( الأخوات الفُضليات)..

ها نحن عُدنا إليكم مرةً آُخرى لكي نبدأ معكم أول حلقة من هذه المادة سآئلين الله عز وجل أن يتممها على خير وأن يرزقنا الإخلاص في القول والفعل والعمل وأن يجعلنا أمةً صالحةً

قبل أن نقوم بشرح هذه المادة وقبل أن نندرح للأسماء المُتعددة التي أندرجت أسفلها نُريد أولاً أن نتكلم نبذة مختصرة عن العلم وفضلهِ وأهميته بالنسبة للأمة الإسلامية


وبمشيئة الله هنا سأطرح ما تم شرحه في آخر حلقة قبل إجازة العيد وقد أحببنا أن تكون دورتنا بها نوعٌ من التنويع من العلم في جميع المجالات ونسأل الله أن ييسر لنا هذا الأمر

نحن نعلم جميعًا رعاكنّ الله

إن أعظم ما تُفنى فيه الأعمار كتاب الله الواحد القهار

" قراءةً و إقراءًا و تدبرًا و عملاً "

لقول الحبيب المُصطفى " صلوات ربي وسلامه "

( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )

وأيضًا

( من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنةِ )

فهنيئًا هنيئًا لمن سلك هذا الطريق طريق الخير طريق النور

توجد مقولة هنا عن العلم

" من لم يذق مُر العلم ساعةً تجرع ذُل الجهل طول حياته ومن فاته التعليم وقت شبابه فكبر عليه أربعًا لوفاتهِ وذاتُ الفتى والله بالعلم والتُقى إذا لم يكونا لا إعتبارًا لذاتهـ "

لا تحسبن الطريق إلى الله مُـمهدًا بالورد بل لأبد من صُعوبات وجهود إلى أن نصل إلى دار الخُلود

فآعلموا رعاكن الله أنه لأبد على طالب العلم أن يُكافح ويصبر ويكافح حتى يصل إلى هذا الطريق الصالح طريق النور

فنسأل الله العلي العظيم أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح والفوز بالجنةِ والنجاة من النار

وآعلموا أن طلبك للعلم هو وسيلة لدخولك للجنة

عن أبي الداراء " رضي الله عنه " قال سمعت رسول الله "صلَّ الله عليه وسلم " يقول

( من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع وإن العالمم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتنا في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وإن العُلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا وإنما ورثوا علمًا فمن آخذه أخذ بحظٍ وافر )

وآعلموا أيضًا رعاكن الله أن الله يصطفى طُلاب العلم

عن صفوان بن عسال" رضي الله عنه " قال

( آتيت النبي " صلَّ الله عليه وسلم " وهو في المسجد متكيئ على بردٍ له أحمر فقلت له يارسول الله إني جئت أطلب العلم فقال : " مرحبًا بطالب العلم " إن طالب العلم تحفه الملائكة بأجنحتها ثم يركب بعضهم بعضًا حتى يبلغوا السماء من محبتهم لما يطلب )

وآعلموا أيضًا رعاكن الله أنطلب العلم يعتبر جهاد في سبيل الله

عن أبي هريرة " رضي الله عنه " قال رسول الله " صلَّ الله عليه وسلم "

( من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا الخير يتعلمه أو يُعلمه في منزلة المُجاهد في سبيل الله ومن جاء لغيره فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع عيره )

فلأبد أن نعلم رحمكم الله أن

كل ما في الدُنيا إلى زوال والمرحوم من ذلك صنفان من أهل الناس

1/ أهل العلم وطلبته

2/ والعابدون والذاكرون الله كثيرًا

عن أبي هريرة " رضي الله عنه " قال رسول الله " صلَّ الله عليه وسلم "

( ألا إن الدُنيا ملعنوة وملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم مُتعلم )

فابالعلم يُعظم أجر المؤمن ويُصحح نيته فيحسن عمله وهذا كله لا يــأتي إلا

بــــــــــالأ خـــــــــــــــــــــلاص

فقد ذكر ابن القيم في كتاب الفوائد

( أنه قال : العمل بغير إخلاص كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه)

أي يتعب بدون نفع ولا فائدة

فلأبد أن نعلم رعاكن الله أن الإخلاص هو

( سر بين الله ةبين العبد لا يعلم ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده ولا هوى فيميله )

فالإخلاص في طلبِ العلم

( هو حقيقة الدين ومُفتاح الرُسل عليهم السلام )

وقال ابن جماعة

( حُسن النية في طلب العلم بأن يقصد به وجه الله تعالى والعمل به وتنوير قلبه وتحلية باطنه والقرب من الله تعالى يوم القيامة )

فبدون الإخلاص

" يضيع الجهد هباءًا منثورًا بل ربما ولعياذ بالله ممن يسعروا بهم في النار يوم القيامة أعاذنا الله وإياكم "

إذن طلب العلم هنا يُتبع بعدة شروط

– الإخلاص

– الإتباع

– العزيمة

إذن الإخلاص هــو

( لــب العـبـادة وروحـها )

والدليل على هذا

قوله تعالى

" وما آمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حُنفاء "

وقال عز وجل

" ألا لله الدين الخالص "

إذن يامن تطلب العلم يامن تطلبي العلم جددوا النوايا دائمًا في طلب العلم حتى يفتح الله عليكم فتح العارفين

أخــي … أخــتي

( كونوا متحملين ذُل العلم لعزة العلم )

وآعلموا

( أن من كانت بدايته محرقة في طلب العلم فنهايته مشرقة )

نسأل الله أن يعلمنا ما جهلنا وينفعنا بما علمنا


وأن يجعله حُجة لنا لا علينا


وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضي


اللهـــم آميــــن





جزاكِ الله خيرا أخية ، و حياكِ الله بيننا مفيدة و مستفيدة ،،

يرجى وضع مصدر المادة للتوثيق، و هذا من قانون المنتدى العام

راجعيه من هنا ـ فضلا ـ

القانون العام لقسم ديننا الإسلام




جزاك الله خيرا ووفقك لما فيه الخير في الدنيا والدين