3- تنظيم المجال
نقصد بتنظيم المجال هو احتوائه على كل العناصراللازمة لحل المشكلة مثلا في تجارب القشطلت وجود العصا(الوسيلة) والهدف (الموز) والجوع (الدافع) و افتقار المجال لإحدى العناصر يعرقل تحقق التعلم.
4- الخبرة
ويقصد بها الألفة بعناصر الموقف أو المجال بحيث تدخل في مجالالمكتسبات السابقة مما يجعل المتعلم ينظم ويربط أجزاء المجال بعلاقات أكثرسهولة.
3- المفاهيم الرئيسية في نظرية القشطلت :
– البنية: (التنظيم) تعني بنية خاصة متأصلة بالكل أو النمط بحيث تميزه عن غيره من الأنماطالأخرى وتجعل منه شيئا منظم ذا معنى أو وظيفة خاصة.
وتحدد البنية وفقا للعلاقاتالقائمة بين الأجزاء الترابطية للقشطلت (الكل)، وعليه فان البنية تتغير بتغيرالعلاقات، حتى لو بقيت أجزاء الكل على ما كانت عليه.
– إعادة تنظيم : استبعاد التفاصيل التي تؤدي إلى إعاقة إدراك العلاقات الجوهرية في الموقف.
– المعنى:هو ما يترتب من إجراء العلاقات القائمة بين أجزاء الكل.
– الاستبصار: هو الفهم الكامل للبنية الجشطلت (الكل) من خلال إدراك العلاقات القائمةبين أجزائه وإعادة تنظيمها بحيث يمكن الاستدلال عن المعنى ويتشكل ذلك في لحظةواحدة وليس بصورة متدرجة .
4- فرضيات نظرية الجشطلت:
1 التعلميعتمد على الإدراك الحسي أي أن كل المدركات المخزنة في الذاكرة يتم التعرف عليهاوإدخالها إلى الذاكرة بواسطة الحواس.
2- التعلم هو إعادة تنظيم المعارف حيثيعتمد التعلم على فهم العلاقات التي تشكل المشكلة أو الموقف التعليمي وذلك بإعادةتنظميها لدلالة على معناها.
3- التعلم هو التعرف الكامل علىالعلاقات الداخلية
لا يمكن اعتبار التعلم مجرد ارتباط بين عناصر لم تكنمترابطة و إنما هو الإدراك الكامل للعلاقات الداخلية للشيء المراد تعلمه، وجوهرالتعلم هو التعرف على القوانين الداخلية التي تحكم موضوع التعلم.
4-يتعلقالتعلم بالحصول على العلاقة بين الاستعمال الصحيح للوسيلة و بين تحقيق الهدف أوالنتائجالمترتبة عن هذا الاستعمال.
5 – الاستبصار يجنبنا الأخطاء الغبية:
إن فهم واستنتاج العلاقات المنطقية بين عناصر المشكلة يؤدي حتما إلى تجنبالخطاء.
6- إن الفهم يؤدي إلى عملية تحويل المعارف من موقف إلى آخر أيتطبيقها في مجال تعلمي مشابه للموقف الأول.
7- التعلم الحقيقي لا ينطفئ (لايتعرض للنسيان) إن التعلم الذي يتم عن طريق الاستبصار يصبح جزءا من الذاكرة طويلةالمدى، بالتالي تكون نسبة تعرضه للنسيان ضعيفة.
8- لا يحتاج التعلم عنطريق الاستبصار إلى مكافأة بل كثيرا ما تكون نتائج التعلم الناجح شعور بالارتياح والابتهاج الناتج عن القدرة على إدراك المعنى فيمثل هذا النشاط خبرة سارة في حدذاتها، فهذا الشعور يترك نفس الأثر الذي تتركه المكافأة في التعلم السلوكي . إذاالتعلم بالاستبصار هو مكافأة في حد ذاته.
9- التشابه يلعب دورا حاسما فيالذاكرة فإذا كانت النظريات السلوكية تعتمد على الاقتران والتكرار والتعزيز فيتثبيت التعلم ، فان النظرية القشطلتية تعتمد على قانون التشابه في العلاقاتالمخزنة في الذاكرة والتي يتم استدعاءها أثناء التعرض لتعلم جديد.
قوانينالتعلم في نظرية الجشطلت:
إن التعلم هو عملية إدراك أو تعرف على الأحداثباستخدام الحواس، حيث يتم تفسيرها وتمثيلها وتذكرها عند الحاجة إليها. وقد اعتبرتالقوانين التي تفسر عملية الإدراك قوانين لتفسير التعلم، ومنها:
1- قانونالتنظيم:
يتم إدراك الأشياء إذا تم تنظيمها وترتيبها في أشكال وقوائم، بدلا منبقائها متناثرة.
2- مبدأ الشكل والأرضية:
يعتبر هذا القانون أساس عمليةالإدراك ، إذ ينقسم المجال الإدراكي إلى الشكل وهو الجزء السائد الموحد المركزللانتباه. و الأرضية والخلفية المتناسقة المنتشر عليها الشكل فيالبيئة.
3- قانون التشابه:
وهي العناصر المتماثلة المتجمعة معا و يحدث ذلكنتيجة التفاعل فيما بينها.
4- قانون التقارب:
إن العناصر تميل إلى تكوينمجموعات إدراكية تبعا لتموضعها في المكان.
5– قانون الانغلاق:
تميل المساحاتالمغلقة إلى تكوين وحدات معرفية بشكل أيسر من المساحات المفتوحة ويسعى المتعلم إلىغلق الأشكال غير المتكاملة للوصول إلى حالة الاستقرار الإدراكي .
6- مبدأالتشارك في الاتجاه:
(أو الاستمرار)أي نميل إلي إدراك مجموعة الأشياء التي تسير فينفس الاتجاه على أنها استمرار لشيء ما ، في حين يتم إدراك الأشياء التي لا تشتركمعها بالاتجاه على أنها خارج نطاق هذا الاستمرار (كاسين1998).
وهكذا فانالأشياء التي تشترك في الاتجاه تدرك على أنها تنتمي إلى نفس
المجموعة.
7- مبدأ البساطة :
يشير هذا المبدأ إلى الطبيعة التبسيطية التي يمتاز بهاوالنظام الإدراكي الإنساني. اعتمادا على هذا المبدأ، فإننا نسعى إلى إدراك المجالعلى أنه كل منظم يشمل على أشكال منتظمة وبسيطة فهو يعكس الميل إلى تكوين ما يسمىبالكل الجيد الذي يمتاز بالانسجام والانتظام والاتساق.
8– الذاكرة و نظريةالأثر:
لا يختلف مفهوم الذاكرة عند القشطلت عن ما هو عند أرسطو حيث يرى أن الانطباعالحسي المدرك يتقاطع مع الأثر الذاكري المخزن، فالنظرية القشطلتية ترى أنالانطباعات الحسية تخزن في الذاكرة على نحو مماثل، أي بنفس الصيغة و الشكل التيتواجد عليها الأثر الذاكري، ويختزن بنفس الآليات العصبية.
فعملية التذكر أوالاسترجاع هي بمثابة إعادة تنشيط لأثر ذاكري معين، من خلال استخدم نفس النشاطالعصبي المستخدم في عماليات الإدراك الأولية لهذا الأثر (هلجار د و بوير 1982). ويعود سبب النسيان إلى عاملين هما:
1- صعوبة تنشيط الأثر أثناء عمليةالتذكر.
2- اضمحلال الأثر بسب التداخل مع الآثار الذاكريةالأخرى.
تؤكد نظرية القشطلت الطبيعة الدينامكية للذاكرة، حيث ترى أن النظامالإدراكي نشيط وفعال يعمل بصورة دائمة، في تنظيم مكونات الذاكرة، في ضوءالمستجدات الناجمة من فعل التفاعلات المستمرة والمتكررة مع الخبرات الحسية البيئية. فالكثير من أثار الذاكرة يتم دمجها مع آثار أخرى أو تتداخل مع غيرها و قد يؤديذالك ربما إلى صعوبة في عملية التذكر.
التطبيقات التربوية لنظريةالقشطلت :
يمكن أن نستفيد من فكرة التعلم بالاستبصار في عدة نواحي، نذكرمنها ما يلي:
1- تعليم القراءة والكتابة للأطفال الصغار، حيث يفضل إتباعالطريقة الكلية بدلا من الطريقة الجزئية، أي البدء بالكلمات ثم الأصوات والحروف.
2- تستخدم النظرية الكلية في تقديم خطوات عرض موضوع ما لتسهيل فهم الوحدةالكلية للموضوع.
3- تستخدم الطريقة الكلية في التعبير الفني نجد الكل يسبقالجزء ، والإدراك الكلي يؤثر في تكوين الصورة الجمالية للشيء ، فالرسم يعتمد علىرسم الهيكل ثم توضيح التفاصيل والأجزاء بالتدريج.
4- يعتمد التفكير في حلالمشكلات باستخدام النظرية الكلية عن طريق حصر المجال الكلي للمشكلة ويساعد هذا فيفهم العلاقات التي توصل إلى الحل.
تقويم نظرية القشطلت:
يتفق علماءالنفس غير أتباع القشطلت، أن هذه المدرسة قد أسهمت مساهمة جديرة في فهمنا للإدراكالحسي آلا أنهم يرون أن هذا الإسهام ما هو إلا تحسين لحقائق معروفة ، وليس أساسهاكشفا جديدا، فالتميز بين الشكل والأرضية ليس أساسه فكرة مبتكرة، إلا أنه يمكنالقول أن علماء القشطلت قد درسوا العلاقة بين الشكل والأرضية ووضحوا القوانين التيتحكم هذه العلاقة توضيحا تفصيليا.
وعلى العموم فان نظرية الاستبصار كان لهاأثر عظيم على التربية ، فلم يعد المعلمون يهتمون كثيرا بالتكرار والتدريب البسيط، مما أدى بالمعلمين إلى تكثيف جهودهم في الوصول إلى انتقال أثر التعلم إلىالمواقف الجديدة المتنوعة. إن مبادئ التربية القشطلتية لعبت دورا رئيسيا في السياسات التربوية وممارساتها في السنوات الأخيرة. فالرياضيات الحديثة وغيرها منالبرامج التعليمة التي طورت ما بين الخمسينات والستينات، والتي تم تطبيقها فيالولايات المتحدة كانت في معظمها مبنية على التعلم القائم على الاكتشاف (غازدا،1983).