بلادنا جميلة وللاسف لو كنا اهلا لها
بلدان ومدن
السلام عليكم ورحمة الله |
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
الله يعافيك
العفووووووووووو
مشاء الله والله تحفة وهذه الصورة تشبه صورة خنشلة في الليل هههههههه
|
هههههههههههههههه
اسعدني مرورك
نورت الصفحة بمرورك
بسم الله ال رحمن ال رحيم
نداء إلى الشعب الجزائري
إلى الشعب الجزائري في أول نوفمبر 1954
" أيها الشعب الجزائري،
أيها المناضلون من أجل القضية الوطنية،
أنتم الذين ستصدرون حكمكم بشأننا نعني الشعب بصفة عامة، و المناضلون بصفة خاصة
ُنعل مكم أن غرضنا من نشر هذا الإعلان هو أن نوضح ل ُ كم الأسبَا ب ال عميقة التي دفعتنا إلى العمل ،
بأن نوضح لكم مشروعنا و الهدف من عملنا، و مقومات وجهة نظرنا الأساسية التي دفعتنا إلى
الاستقلال الوطني في إطار الشمال الإفريقي، ورغبتنا أيضا هو أن نجنبكم الالتباس الذي يمكن أن
توقعكم فيه الإمبريالية وعملاؤها الإداريون و بعض محترفي السياسة الانتهازية.
فنحن نعتبر قبل كل شيء أن الحركة الوطنية بعد مراحل من الكفاح قد أدركت مرحلة
التحقيق النهائية. فإذا كان هدف أي حركة ثورية في الواقع هو خلق جميع الظروف الثورية
للقيام بعملية تحريرية، فإننا نعتبر الشعب الجزائري في أوضاعه الداخلية متحدا حول قضية الاستقلال
و العمل ، أما في الأوضاع الخارجية فإن الانفراج الدولي مناسب لتسوية بعض المشاكل الثانوية التي
من بينها قضيتنا التي تجد سندها الديبلوماسي و خاصة من طرف إخواننا العرب و المسلمين.
إن أحداث المغرب و تونس لها دلالتها في هذا الصدد، فهي تمثل بعمق مراحل الكفاح
التحرري في شمال إفريقيا. ومما يلاحظ في هذا الميدان أننا منذ مدة طويلة أول الداعين إلى الوحدة في
العمل. هذه الوحدة التي لم يتح لها مع الأسف التحقيق أبدا بين الأقطار الثلاثة.
إن كل واحد منها اندفع اليوم في هذا السبيل، أما نحن الذين بقينا في مؤخرة الركب فإننا
نتعرض إلى مصير من تجاوزته الأحداث، و هكذا فإن حركتنا الوطنية قد وجدت نفسها محطمة ،
نتيجة لسنوات طويلة من الجمود و الروتين، توجيهها سيئ ، محرومة من سند الرأي العام الضروري،
قد تجاوزتها الأحداث، الأمر الذي جعل الاستعمار يطير فرحا ظنا منه أنه قد أحرز أضخم انتصاراته
في كفاحه ضد الطليعة الجزائرية.
إن المرحلة خطيرة.
أمام هذه الوضعية التي يخشى أن يصبح علاجها مستحيلا، رأت مجموعة من الشباب
المسؤولين المناضلين الواعين التي جمعت حولها أغلب العناصر التي لا تزال سليمة و مصممة، أن
الوقت قد حان لإخراج الحركة الوطنية من المأزق الذي أوقعها فيه صراع الأشخاص و التأثيرات
لدفعها إلى المعركة الحقيقية الثورية إلى جانب إخواننا المغاربة و التونسيين.
وبهذا الصدد، فإننا نوضح بأننا مستقلون عن الطرفين اللذين يتنازعان السلطة، إن حركتنا قد
وضعت المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات التافهة و المغلوطة لقضية الأشخاص و السمعة، ولذلك
فهي موجهة فقط ضد الاستعمار الذي هو العدو الوحيد الأعمى، الذي رفض أمام وسائل الكفاح السلمية
أن يمنح أدنى حرية.
و نظن أن هذه أسباب كافية لجعل حركتنا التجديدية تظهر تحت اسم : جبهة التحرير الوطني.
و هكذا نستخلص من جميع التنازلات المحتملة، ونتيح الفرصة لجميع المواطنين الجزائريين
من جميع الطبقات الاجتماعية، وجميع الأحزاب و الحركات الجزائرية أن تنضم إلى الكفاح التحرري
دون أدنى اعتبار آخر.
ولكي نبين بوضوح هدفنا فإننا نسطر فيما يلي الخطوط العريضة لبرنامجنا السياسي.
الهدف: الاستقلال الوطني بواسطة:
1 إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادئ
الإسلامية.
2 احترام جميع الحريات الأساسية دون تمييز عرقي أو ديني.
الأهداف الداخلية: 1 التطهير السياسي بإعادة الحركة الوطنية إلى نهجها الحقيقي و القضاء على
جميع مخلفات الفساد و روح الإصلاح التي كانت عاملا هاما في تخلفنا
الحالي.
2 تجميع و تنظيم جميع الطاقات السليمة لدى الشعب الجزائري لتصفية النظام
الاستعماري.
الأهداف الخارجية: 1 تدويل القضية الجزائرية
2 تحقيق وحدة شمال إفريقيا في داخل إطارها الطبيعي العربي و الإسلامي.
3 في إطار ميثاق الأمم المتحدة نؤكد عطفنا الفعال تجاه جميع الأمم التي تساند
قضيتنا التحريرية.
وسائل الكفاح:
انسجاما مع المبادئ الثورية، واعتبارا للأوضاع الداخلية و الخارجية، فإننا سنواصل الكفاح
بجميع الوسائل حتى تحقيق هدفنا .
إن جبهة التحرير الوطني ، لكي تحقق هدفها يجب عليها أن تنجز مهمتين أساسيتين في وقت واحد
وهما: العمل الداخلي سواء في الميدان السياسي أو في ميدان العمل المحض، و العمل في الخارج
لجعل القضية الجزائرية حقيقة واقعة في العالم كله، و ذلك بمساندة كل حلفائنا الطبيعيين .
إن هذه مهمة شاقة ثقيلة العبء، و تتطلب كل القوى وتعبئة كل الموارد الوطنية، وحقيقة إن
الكفاح سيكون طويلا ولكن النصر محقق.
وفي الأخير ، وتحاشيا للتأويلات الخاطئة و للتدليل على رغبتنا الحقيقة في السلم ، و تحديدا للخسائر
البشرية و إراقة الدماء، فقد أعددنا للسلطات الفرنسية وثيقة مشرفة للمناقشة، إذا كانت هذه السلطات
تحدوها النية الطيبة، و تعترف نهائيا للشعوب التي تستعمرها بحقها في تقرير مصيرها بنفسها.
1 – الاعتراف بالجنسية الجزائرية بطريقة علنية و رسمية، ملغية بذلك كل الأقاويل و القرارات
و القوانين التي تجعل من الجزائر أرضا فرنسية رغم التاريخ و الجغرافيا و اللغة و الدين و العادات
للشعب الجزائري.
2 – فتح مفاوضات مع الممثلين المفوضين من طرف الشعب الجزائري على أسس الاعتراف بالسيادة
الجزائرية وحدة لا تتجزأ.
3 – خلق جو من الثقة وذلك بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ورفع الإجراءات الخاصة
و إيقاف كل مطاردة ضد القوات المكافحة.
وفي المقابل:
1 – فإن المصالح الفرنسية، ثقافية كانت أو اقتصادية و المحصل عليها بنزاهة،
ستحترم و كذلك الأمر بالنسبة للأشخاص و العائلات.
2 – جميع الفرنسيين الذين يرغبون في البقاء بالجزائر يكون لهم الاختيار بين جنسيتهم
الأصلية و يعتبرون بذلك كأجانب تجاه القوانين السارية أو يختارون الجنسية الجزائرية
وفي هذه الحالة يعتبرون كجزائريين بما لهم من حقوق و ما عليهم من واجبات.
3 – تحدد الروابط بين فرنسا و الجزائر و تكون موضوع اتفاق بين القوتين الاثنتين على
أساس المساواة و الاحترام المتبادل.
أيها الجزائري، إننا ندعوك لتبارك هذه الوثيقة، وواجبك هو أن تنضم لإنقاذ بلدنا و العمل على
أن نسترجع له حريته، إن جبهة التحرير الوطني هي جبهتك، و انتصارها هو انتصارك.
أما نحن، العازمون على مواصلة الكفاح، الواثقون من مشاعرك المناهضة للإمبريالية، فإننا
نقدم للوطن أنفس ما نملك."
فاتح نوفمبر 1954
الأمانة الوطنية
شكرا اختي على الموضوع القيم
أهلا بكم في مدينة سطيف
سطيف هي ولاية جزائرية تقع في شرق الجزائر ، تحمل عاصمتها نفس الإسم : مدينة سطيف. تعني كلمة سطيف، التربة السوداء بالرومانية.
تقع على بعد 300 كلم شرق الجزائر العاصمة،و تعتبر إحدى أهم المدن، فهي ثاني ولاية بعد ولاية الجزائر من حيث الكثافة السكانية، ويطلق عليها الجزائريون في الغالب عاصمة الهضاب العليا.
موقعها المتميز على هضبات جبال مغرس و بابور جعل مناخها السهبي قاريا، حيث تزدهر فيه زراعة القمح والشعير والخضروات والحمضيات، وقد أضاف لها سد عين زادة الذي يعتبر من السدود الكبيرة بالجزائر إمكانية ري مساحات واسعة.
تطورت سطيف في السنوات الأخيرة بسرعة فائقة حيث أصبحت مركزا اقتصاديا وتجاريا كبيرا، عبرت عنه بإنشاء مناطق صناعية وتجارية عديدة، وازدهرت فيها الحرف التقليدية والخدمات والفنون. والى جانب أنها تضم جامعتين كبيرتين، فهي تحتوي أيضا على العديد من المعاهد والمراكز العلمية والتكنولوجية.
تعتبر سطيف من بين المدن الجزائرية التي تتميز بديناميكية اقتصادية وثقافية قلت مجاراتها في الجزائر، لاغرو فهي ملتقى طرق كل الجهات الجزائرية، ومعبر اقتصادي وسياحي لا يمكن الاستغناء عنه
الجزائر تزخر بطبيعة ومدن قل ما توجد في أجمل البلدان السياحية
لكن ما عسانا نفعل في ظل الهاجس الأمني وغياب الأمن
نسأل الله أن يحمي الجزائر
بوركت أخي على التعريف المفصل
جمال الصحراء الجزائرية
اليوم نطل عليكم من ولاية تمنراست اقصى الجنوب الجزائري على الحدود المالية صور مختلفة تعبر عن جمال الصحراء الجزائرية 2022 من الهقار والوحات ومناظر جميل جدا دون ان اطيل عليكم اترككم مع الصور لانها اكثر تعبيرا عن اي كلام
ان شاء الله تكون قد اعجبتكم الصور
ترقبونا بصور وتقرير اخرى من مناطق اخرى في الجزائر الغالية
عند النقل ارجوا ذكر المصدر :جمال الصحراء الجزائرية 2022
مع تحيات اخوكم رامي
شكرا لك كثيرا اخي رامي على الجولة الرائعة
التي اخذتنا بها الى تمنراست
بوركت
اسال الله ان يحفظها ويحميها
شكرا لك على الموضوع الرائع
تقبل مروري
اختك هناء
1- مقدمة : قبل الخوض في تقديم العادات والتقاليد الفلسطينية لابد من التعرض للجانب الجغرافي الذي يمثل أرضية هذا التراث الزاخر في مكنوناته المختلفة ، وسوف نبدأ بالموضوعات التالية :
أ- الموقع الجغرافي : تعتبر فلسطين بوابة الغرب الآسيوي ، حيث تقع بين دائرتي عرض 29.3- 33.15 شمالاً من خط الاستواء ، وبين خطي طول 34.15 -35.40 شرقاً من خط جرينتش. ويحد فلسطين غرباً البحر المتوسط ومن الجنوب الغربي مصر ، ومن الشرق الأردن والبحر الميت، ومن الشمال لبنان، وتطل على خليج العقبة في أقصى الجنوب.
ب- امتداد فلسطين و مساحتها : تمتد من الغرب إلى الشرق بمسافة نحو (23) ميلاً ومن الشمال إلى الجنوب بنحو(240) ميلاً ، وتبلغ مساحتها (27.024) كم2.
ج- أهم المدن : القدس ،نابلس ، رام الله ، حيفا ، عكا ، غزة ، اللد ، الرملة ، الخليل، المجدل ، عسقلان ، بئر السبع ، خانيونس ، رفح ، دير البلح ، طول كرم، قلقيلية ، جنين،، بيت لحم، الناصرة ، أريحا ، طبيا ، بيسان، البيرة ، صفد.
2- أصل كلمة فلسطين : أن أصل كلمة فلسطين استناداً إلى الكتابات الآكادية التي يرجع تاريخها إلى نحو 2500 ق.م ،ويعتقد أن فلسطين هي أرض عمرو نسبة إلى العموريين وهم قبائل سامية ، ويذكر التاريخ أن المؤرخين اليهود يعترفون بهذه التسمية ،كما تدل وثائق ( تل العمارنة) والمصادر المصرية القديمة أن فلسطين أرض كنعان ويؤكد ذلك سفر التكوين من التوارة بأن فلسطين هي كنعانية عربية . ويذكر ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان أن فلسطين هي آخر مناطق بلاد الشام من الناحية الجنوبية التي تحدها مصر ، وقيل أنها سميت بفلسطين إبن سام بن نوح ، كما ذكرت أيضاً باسم بفليشن بن كسلوخيم من بني يافث بن نوح ثم عربت إلى فليشين ثم فلسطين.
3- معنى كلمة فلكلور: قبل الحديث عن الفلكلور الفلسطيني لابد من تعريف مصطلح الفلكلور في الأدب الشعبي ،حيث يتكون من مقطعين : الأول " فولك " ويعني الناس ، والثاني " لور " ويعني الحكمة ، وبناء على ذلك يمكن تعريف الفلكلور بأنه معارف الناس أو ثقافة أو حكمة الناس ، وهو علم يهتم بجمع ونشر المأثورات الشعبية و الروايات الأسطورية ،والأقوال والحكم والمعتقدات الخرافية والعادات القديمة وكل ما يتعلق بها.
الفلكلور الفلسطيني يزخر بمكنوناته البديعة المتنوعة التي تعتبر نتاج للبيئة المحلية التي ارتبطت بالمقدسات الإسلامية والمسيحية ، و بالسهل والجبل والصحراء ، والمناسبات المتنوعة، مما أعطاه طابع خاص ميزته عن بقية فلكلور الشعوب الأخرى. والحديث عن الفلكور الفلسطيني يحتاج إلى مجلدات حتى نوفيه حقه ، ولكننا سنلقي الضوء عليه في عجالةٍ ليتكون لدى القارئ فكرة بسيطة عن هذا الفلكلور الذي يشير إلى الهوية الفلسطينية ، ونوجز أنواعه على النحو التالي :
1- التراث الديني : تزخر فلسطين بالتراث الديني المتمثل في المقدسات الدينية قبة الصخرة ،والمسجد الأقصى ، وحائط البراق ، وكنيسة القيامة ، والحرم الإبراهيمي . وبعث من أرضها معظم الأنبياء والرسل.
2- الألعاب الشعبية : تعتبر الألعاب الشعبية الفلسطينية مظهراً ثقافياً للمجتمع الفلسطيني التي اتسمت بحرية الممارسة تحكمها قوانين وقواعد خاصة بها، وديمومة الإبداع والابتكار وشمولية تشابهها بين مناطق فلسطين ، واستخدام خامات البيئة المحلية في تصنيعها، كما اتخذت أبعاد تربوية وتعليمية ونفسية ، وبعد سلوكي ، وتصنع وفق قدرات وطموحات الطفل ، كما اتسمت بتخصصها ، فهناك ألعاب للذكور من مثل : لعبة الدحول ، والدراجة الخشبية ، ولعبة البنانير – الجل – والطبق الطائر والبالون اللذان يتخذان أشكالاً هندسية خاصة، وحدر بدر ، وألعاب أخرى للفتيات من مثل : لعبة أنزل ولا تنزل ، ولعبة الزقط ، والحجلة .. ألخ. وهناك ألعاب مختلطة بين الجنسين من مثل : لعبة حسن وحسين ، وكريكمة ، وحامي بارد ، لعبة العواصم، ولعبة طاق طاقية …إلخ.
3- الأغاني الشعبية : إذا حاولنا استرجاع شريط ذكرياتنا المتمثل في أيام الطفولة نجد أنها تتسم بالبراءة والمرح والفرح والشقاوة في الفترة التي كانت لا توجد فيها أجهزة إعلام متطورة في الكثير منة البلدات الفلسطينية كما نحن عليه اليوم ، حيث استغلت وسائل الإعلام بجميع أنواعها معظم أوقات الأطفال ، وساعدت على اندثار الكثير من الأغاني الشعبية الولادية ، كما أدخلت أغاني جديدة قام بتأليفها كبار السن وليس الأطفال كما كان قديماً ، حيث يقوم الأطفال بترديد كلمات عفوية في مواسم معينة فتصبح أغنية تتوارثها الأجيال ،حيث يصل صداها ‘إلى جميع أرجاء البلاد بل وتتعداها إلى دول أخرى ، وللأغنية الفلسطينية الولادية مناسبات وأحداث تاريخية وسياسية واجتماعية ومناخية .
والأغاني الشعبية دوراً هاماً في نفسية الفرد الفلسطيني خاصة عند الأطفال ، والتي تمثلث في أغاني النوم عند الأطفال من مثل 🙁 ياهدهد على الشجر عطية للي صبر هيه.. هيه ، ونني على النني وإيش بدك يا….. مني …هيه …هيه )، وأغاني مشي الأطفال من مثل 🙁 دادا ياقرين الفل يارب تكبر يا…. … وطل ، ياهللو ياهللو ياخياله يمشي مع ظله يارب يخليله أمه)، كما خصصت أغاني للأطفال في فصل الشتاء من مثل : ( رشو باب داركو تانحرث دنماتكو ، ونحرث الأرض بيكديشكو )، وأغاني صيد العصافير من مثل 🙁 أنا حنيني الوست الوست .. شقفه مني تملى الطشت)، بالإضافة إلى أغاني الزراعة من مثل : (سرحنا في أول شباط ، وبيرنا بير غواط ، وخوفنا يقولوا الوقت فات على زراعة العنبات ، لازرع كل أنواع النبات) ،وأغاني للقمر من مثل : يابو ليلة شو تعشيت الليلة…. أتعشيت جبنة مالحة من عند ستي صالحة.
4- الأدب وفنون الطرب : هناك علاقة وثيقة بين الإبداع الأدبي وبين هيمنة الطبيعة بروعتها واتساعها على وجدان الإنسان الفلسطيني ، كونها تعتبر مصدر ألهام للشاعر الفلسطيني ، ومن فنون الأدب الفلسطيني : البدع الذي يقال في الدحيّةُ – تعرف بالسامر – التي تقام في الأفراح من مثل :
– أعطونا الخَمْس مْن أيدكم …. وأعطونا للقايل تحية.
– اسم الله الرحمن الرحيم ….. ودستور يا ملوك الأرضية .
– اعطوني الحربي من أيدكم … والمفلح يذكر نبيه.
ومن القول ما يكون منه المديح ومنه الهجاء ومنه التفاخر كنوع من المنازلة الشعرية أمام الحضور . ومن الفنون الأخرى الرزع الذي تعتبر أغراضه نفس أغراض البدع ، من مثل أن يبدأ الرزيع بالقول عادة بالصلاة على النبي قائلاً: في مديح النبي عليه الصلاة والسلام من مثل :
– أول كلامي أصَليِّ ع النِّبي الهادي … محمد اللي عليه الشَّمِعْ وَقّادِ .
وأخر يقول في الافتخار :
– ياخير ملبوسنا هالثوب والجاعد… الثوب سترة والجاعد دفاه واحد.
ورزيع يقول في الغزل:
– العنق عنق الغزال المرتعة في الأرض … مُحبَّك سقط في ضميري قلبي خُوضْ.
– ياخسارة الزين يمشي في نهار الشوب … أربع بوابير شالن حرير الثوب.
– خلك كذي منصلب خلك كذي مصلوب … ياللي الهوا جرحك إيش حال جرح الثوب.
وتستمر هذه الفنون عادة إلى ساعة متأخرة من الليل يحضرها الرجال والنساء بجميع فئاتهم العمرية، وتعتبر هذه الفنون لون من ألوان القول المرتجل تمتاز ببساطة التناول والتعبير المباشر الذي يعبر عن عواطف وأفكار مبدعيها في جميع المناسبات ، ومن العادات أنه لا يتواني الفرد عن المشاركة في مثل هذه الأفراح حتى قال أحدهم وهو يبدع : ( يومْ إنْ سِمِعْتَ الزَّغَارِيْتْ … أجْرِي وِاقْدَامِيْ حِفِيّةْ)، وهي فنون شعبية منتشرة في ربوع فلسطين ومتنوعة تبعاً للمناسبة ،وهي تتركز في صحراء النقب وما جاورها.
أما الموال الفلسطيني فقد تغنى به الشباب والشياب الذين ورثوه عن أجدادهم وآبائهم ، و يقال الموال في جميع المناسبات سواء في الأفراح أو أثناء حراثة وزراعة الأرض أو جني المحصول ، ومن أمثلة المواويل: (ياقدسي العامرة وأهلك وكل ما أراد السوء بك ُأهلكْ .. والله تحية مجللة منا لأهلك نشامة والمثل بيهم ضرب … يابوي … يابوي . وموال آخر يا طير الطاير بالوادي بالوادي ودي للأسمر ودي سلامي).
5- الأزياء الشعبية : يزخر الفلكور الفلسطيني بالزي الشعبي الذي تناقلته الأجيال منذ فجر التاريخ ، والذي يميز الفلسطيني عن غيره من الشعوب العربية ، فمنه ما يلبسه الرجل الذي يتمثل في : القمباز والروزا ، الدماية ذات الأنواع العديدة مثل : الدماية العادية ، الروزا ، الاطلس ، الصوف ، بالإضافة إلى السروال ، والعباءة ، والساكو ، الشيتة ، والثوب ، وغطاء الرأس المتمثل في الحطة والعقال ، والعمامة والطربوش ، والطاقية . أما زي المرأة فهو ذات طابع خاص متمثل في الثوب الفلسطيني الذي أبدعت المرأة الفلسطينية في صنعه من خلال استخدام الوحدات الهندسية الزخرفية المتنوعة ، وللثوب الفلسطيني أنواع عديدة حسب المناطق الفلسطينية من مثل : الثوب المجدولاي ، الثوب المقلم ، الثوب السبعاوي ، والثوب التلحمي – ثوب الملكة – والثوب الدجاني ، والثوب الإخضاري ، ثوب الجلاية ، وثوب الملس – القدسي-وثوب بيت جبرين ، وثوب منطقة اللد والرملة . كما توجد بعض القطع المزركشة كغطاء الرأس ، والحزام ، كما حيك ثوب خاص للعروس في يوم زفافها ، واختصت كل من المرأة المدنية والقروية والبدوية والجبلية بزيها الخاص بها.
6- عادات وتقاليد خيتان الذكور : عادة ما يتأهب لهذه الفرحة أهل المولود بوقتٍ كاف قبل عملية خيتان الذكر ، حيث تقام الأفراح والولائم ، ويقال في ذلك غناء خاص تردده النساء من مثل : ( داري يامزين داري … مسمعنيش عياط الغالي ، وطهرو يامزين وناوله لأمه … يادموع المطهر بللن كمه) .
7- العادات الرمضانية : غالباً ما يجتمع الأقرباء في وقت الفطور في شهر رمضان كل يما يتوفر لديه من طعامٍ. وفي خلال شهر رمضان تقوم النسوة بالتحضير إلى عيد الفطر كشراء الملابس لها ولأولادها ، وشراء حاجات الكعك والمعمول .
8- عادات الأعياد الفطر والأضحى: إذا ما جاء العيد لبس الأولاد والنساء والرجال ملابس العيد الجديدة ، وذهبوا إلى صلاة العيد ثم زيارة الجيران والأرحام والأصدقاء. أما عيد الأضحى فيحرص رب الأسرة على شراء خاروف العيد وذبحه بعد صلاة العيد وتوزيعه حسب السنة على الأرحام .
9- عادات وتقاليد الحج : في الفلكور الفلسطيني للحج سمات خاصة ، حيث يجتمع أهل الحاج والجيران والأصدقاء قبل موعد سفر الحجاج بعدة أيام ، يردد النساء خاصة فيها أغاني جميلة من مثل : ( محزم بمحزم ، شد وسطك بسيري ، على بير زمزم كون سبع الرجال ، وللحاجة يرددن قائلات : ( في وسط الجوري ، وين رايحه ياحجة ، زمزم شعوري رايحه أزور النبي حبيبي محمد الرسول) وعند العودة يستقبل الحجاج بالفرح والغناء وإقامة الولائم.
10- الأمثال الشعبية : يزخر المجتمع الفلسطيني بالأمثال الشعبية المتنوعة التي تقال في المناسبات المتنوعة من مثل : ( الأرض أغلى من العرض) ، ( الشمس بتطلع من روس الجبال )، لو الحية تحته ما تحرك.، وبنت الفارة حفارة ، ما في الحيات صالحات ، رجعت حليمة لعادتها القديمة، العرس في عمورية وأهل البريج بترزع…. ألخ.
11- تقاليد السكن الجديد : غالباً ما يقوم الفلسطيني الذي يبني سكناً جديداً ويسكن فيه بذبح بعض الشياه يجتمع عليها الأقارب أو يوزع لحمها شكراً لله، كما يحرص الجار على عدم إيذاء جاره.
12-عادات تقاليد الجوار : المحافظة على الجيران من المسلمات الفلسطينية ، حيث يحرص الجار على مراعاة شعور جاره ومشاركته أفراحه وأحزانه.
13- تقاليد الضيافة : يتميز المجتمع الفلسطيني بعادة احترام الضيف وإكرامه وبالمقابل على الضيف احترام حرمة بيت المضيف ومراعاة أوضاعه الخاصة . وتقدم القهوة العربية السادة في الكثير من المجالس الفلسطينية( الشق أو الديوان) وخاصة في الصباح الباكر قبل الذهاب إلى الشغل، وفي المساء ما يمسى بالتعليلة . وتحية الإسلام هي السائدة في المجتمع الفلسطيني ، وهناك بعض العبارات المستخدمة في التحية من مثل : الترحيب بالضيف يقال : ياهلا والرد بالمهلي. العواف ياغانمين ، والرد الله يعافيك. وصح بدنه( أي قوي بدنه) الرد وبدنه ويسلمه ، خاصة إذا كان في عمل . وقوكو ياربع( أي قواكم الله) الرد قويت وعفيت.
14- عادات وتقاليد الوفاة : إذا توافى أحد أفراد الشعب الفلسطيني يعلن أهل المتوفى عن ذلك ،فيشارك الكثير من الناس في تشييع جنازة المتوفى ،ثم يذهب الأقارب والجيران والأصدقاء إلى منزل المتوفى أو الديوان لتقديم واجب العزاء ، كما يقوم الأقارب والجيران والأصدقاء بتقديم الطعام لأهل المتوفى طول فترة العزاء، ويقال يف العزاء عبارات خاصة من مثل : عظم الله أجركم والرد شكر الله سعيكم . والبقاء لله ، يسلم راسكم يا جماعة ، والبقية في حياتكم ، خلف لكم طول العمر ، والعمر ألكم يا جماعة ..إلخ.
15- الزواج عند الشعب الفلسطيني : لكل شعب من شعوب العالم عادات وتقاليد خاصة به ، مع وجود تشابه في كثير من عادات وتقاليد الأمة العربية والإسلامية، كونه الزواج يستند إلى الشريعة الإسلامية ، وهناك خطوات للزواج الأولى منه ذهاب النساء لرؤية الفتاة ، والثانية الخطبة ، والثالثة الإشهار، ثم الزواج ، وكل ذلك يتم الإعداد له حتى يكون على أكمل وجه ، وهذا يختلف من أسرة إلى أخرى كل حسب إمكاناته ، ومن المواويل الرجالية التي تقال في زفة العريس:
– درج ياغزالة يارزق الحلالة … درج يا حبيبي يا رتيك من نصيبي.
– عريس الزين يتهنا يأمر علينا ويتمنى.
– ولعي ياعيني هذا عريس الزين.
– بدنا عرروسة ياأحباب ما تلبس إلا جلباب، وما بتخرج برات الباب إلا بأذن الزوج.
– وصيتنا للعريس على دينك خليك حريص ، وعلم زوجتك القرآن وعلمها أركان الإيمان.
كما للنساء مواويل خاصة بهن في ليلية العرس من مثل :
– آي ياعصفور بوسمه الله يمسيكو بالخير ياشباب الكل باسمه.
– آي ياعصفور بمراتو يافلفل بحرارته إللي بدو النخا والجود يميل على أبو سليمان حارته.
– آي ياتفاح أبياري والماء عليه جاري وأنت يا أبو أبو رشيد ما يعلي عليك عالي.
– آي ياما قعدنا على الكانون وأصغرنا مثل الليمون لما جوزنا بشير فتحنا كلنا مثل زهر الحنون.
بسم الله الرحمان الرحيم
انبثقت ولاية ميلة عن التقسيم الإداري لسنة 1984 متشكلة آنذاك من ثلاث
دوائر رئيسية وهي دائرة ميلة (07 بلديات)، دائرة شلغوم العيد (09 بلديات)،
وكانتا تابعتين لولاية قسنطينة، ثم دائرة فرجيوة – فج مزالة سابقا – (16
بلدية) وكانت تابعة لولاية جيجل الساحلية. بمجموع 32 بلدية وهي:
دائرة ميلة: وكانت تضم البلديات التالية:
– مبلة – عين التين – سيدي خليفة – سيدي مروان – الشيقارة – القرارم قوقة
– حمالة. وفي سنة 1987 نقل مقر الدائرة إلى بلدية القرارم قوقة( 06 بلدبات
)،وألحقت بلدية ميلة( مقر الولاية ) إداريا بالولاية.
دائرة شلغوم العيد: وكانت تضم البلديات التالية:
شلغوم العيد – عين الملوك – وادي العثمانية – تاجنانت – بن يحي عبد الرحمن – واد اخلوف – التلاغمة – واد سقان – المشـيرة.
دائرة فرجيوة – فج مزالة -: وكانت تضم البلديات التالية:
– فرجيوة( فج مزالة ) – يحي بني قشة – عين البيضاء أحريش – العياضي برباس
– تسدان حدادة – مينار زارزة – بوحاتم – دراحي بوصلاح – الرواشد – تيبرقنت
– وادي النجاء – أحمد راشدي – زغاية – ترعي باينان – اعميرة آراس – تسالة
لمطاعي. وذلك إلى غاية 1987 حيث رقيت بلدية وادي النجاء إلى دائرة لتخفيف
العبء على دائرة فرجيوة.
وأصبحت دائرة وادي النجاء ابتداء من 1987 تضم 07 بلديات وهي: – وادي
النجاء – الرواشد – أحمد راشدي – زغاية – اعميرة آراس – ترعي باينان –
تسالة لمطاعي.
وفي سنة 1991 تم تعديل إداري على مستوى الدوائر لأسباب سياسية وتنظيمية
حيث رقيت 09 بلديات أخرى إلى مصاف الدوائر فأصبحت ولاية ميلة ابتداء من
هذا التاريخ إلى غاية الآن (2006) تضم 13 دائرة إدارية وهي : – ميلة –
سيدي مروان – القرارم قوقة – فرجيوة – عين البيضاء أحريش – تسدان حدادة –
بوحاتم – وادي النجاء – الرواشد – ترعي باينان – شلغوم العيد – تاجنانت –
التلاغمة.
بلديات ميلة
أحمد راشدي | أولاد خلوف | بن يحيى عبد الرحمان | بوحاتم | تاجنانت |
تبرقنت | ترعي باينان | تسالة لمطاعي | تسدان حدادة | التلاغمة | حمالة |
دراجي بوصلاح | الرواشد | زغاية | سيدي خليفة | سيدي مروان | شلغوم العيد
| الشيقارة | عميرة الرأس | العياضي برباس | عين البيضاء حريش | عين التين
| عين الملوك | فرجيوة | القرارم قوقة | مشيرة | ميلة | مينار زرزة | وادي
سقان | وادي العثمانية | وادي النجاء | يحيى بن قشة
كم انت جميلة يا بلادي وانا احبك
قـــسما بالنازلات الـماحقات والـدماء الـزاكيات الطـــاهرات
والبــنود اللامعات الـخافقات في الـجبال الشامخات الشاهقات
نحن ثــرنـا فحــياة أو مـمات وعقدنا العزم أن تـحيا الجـزائر
فاشهدوا .. فاشهدوا .. فاشهدوا
نحن جند في سبيل الـحق ثرنا وإلى استقلالنا بالـحرب قـــمنا
لـم يكن يصغى لنا لـما نطــقنا فاتــخذنا رنة البـارود وزنـــــا
وعزفنا نغمة الرشاش لــــحنا وعقدنا العزم أن تـحيا الجزائر
فاشهدوا .. فاشهدوا .. فاشهدوا
يا فرنسا قد مضى وقت العتاب وطويناه كــما يطوى الكـــتاب
يا فرنسا إن ذا يوم الـحــساب فاستعدي وخذي منــا الجواب
إن في ثــورتنا فصل الـخطاب وعقدنا العزم أن تـحيا الجزائر
فاشهدوا .. فاشهدوا .. فاشهدوا
نحن من أبطالنا ندفع جنــــــدا وعلى أشـلائنا نصنع مجــــدا
وعلى أرواحنا نصعد خـــــلدا وعلى هامــاتنا نرفع بنــــــدا
جبهة التـحرير أعطيناك عـهدا وعقدنا العزم أن تـحيا الجزائر
فاشهدوا .. فاشهدوا .. فاشهدوا
صرخة الأوطان من ساح الفدا اسـمعوها واستجــيبوا للنــــدا
واكـــتبوها بـــدماء الــشهــداء واقرأوهــا لبني الـجـيل غــــدا
قد مددنا لـك يا مـــجد يــــدا وعقدنا العزم أن تـحيا الجزائر
فاشهدوا .. فاشهدوا .. فاشهدوا
الحدود البرية: المغرب، موريتانيا، تونس، ليبيا، النيجر، ومالي
الحدود البحرية: البحر الأبيض المتوسط
المساحة: 2,381,740 كم مربع
الإستقلال:05 جويلية 1962، فرنسا
اليوم الوطني: 1 نوفمبر ( يوم الثورة )
أهم المدن:
17 الجلفة
18 جيجل
19 سطيف
20 سعيدة
21 سكيكدة
22 سيدي بلعباس
23 عنابة
24 قالمة
25 قسنطينة
26 المدية
27 مستغانم
28 المسيلة
29 معسكر
30 ورقلة
31 وهران
32 البيض
33 اليزي
34 برج بوعريريج
35 بومرداس
36 الطارف
37 تندوف
38 تسمسيلت
39 الوادي
40 خنشلة
41 سوق أهراس
42 تيبازة
43 ميلة
44 عين الدفلى
45 النعامة
46 عين تموشنت
47 غرداية
48 غليزان
المناطق التقسيمية: 48 ولاية
اللغات: العربية و الأمازيغية
الديانات: الإسلام
العملة: الدينار = 100 سنتيم ( سعر الصرف بالنسبة للدولار )
أهم الصادرات: البترول والغاز الطبيعي
أهم الأنهار: نهر شليف ( 692 كم )
أهم الجبال: أطلس، أوراس، الأحجار، لا لا خديجة، جرجرة، ، تاسيلي
أعلى قمة: جبل تاهات ( 2,918 متر )
صحافة وإعلام: المساء، الشعب، الخبر، اليوم، الفجر، النصر، الشروق، التلفزيون ………
الاسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا
شكرا لك استاذنا على هذه الجولة الرائع بين ارجاء هذا الوطن الغالي
نسال الله ان يحفظه
الله يحفظكم ويخليكم ذخرا للوطن " الأستاذ خيال " لقد رصدت فابدعت وانتقيت فأحسنت الإنتقاء وعبرت فأجدت التعبير
بتلك الصور الجميلة التي تزيد من شغفنا وخدمتنا لوطننا بورك فيك وأدامك لكل ما هو افضل .
والفنان " حمودي " الذي أتحف الصفحة بهذه الأنشودة الرائعة فزادها جمالا واستنطق فحواها في هذا الرتم الموسيقي المعبر الذي
يدفع إلى المزيد من الطموحات لبناء هذا الوطن ….شكرا لكما وكثر الله من أمثالكما .
صور حدائق بابل المعلقه حدائق بابل المعلقه وهي عبارة عن أربعة أفدنه علي شكل شرفات معلقة علي أعمدة ارتفاعها 75 قدما كان يوجد بها ثماني بوابات وكان أفخم هذه البوابات بوابة عشتار الضخمة. أترككم مع الصور
تم تصغير الصوره ,لمشاهدة الصوره بحجمها الأصلي أضغط هنا. Click this bar to view the full image. ت_ح_ي_ا_ت_ي |
||
في هذه الحدائق الرائعة
شكرا لك اختي مؤمنة موضوع جميل ورائع
أولاً: الإعداد للفتح:
لقد اعتنى السلطان محمد الفاتح بإقامة قلعة (روملي حصار) في الجانب الأوروبي على مضيق البسفور في أضيق نقطة منه مقابل القلعة التي أسست في عهد السلطان بايزيد في البر الآسيوي، وقد حاول الإمبراطور البيزنطي ثني السلطان الفاتح عن بناء القلعة مقابل التزامات مالية تعهد به إلا أن الفاتح أصر على البناء لما يعلمه من أهمية عسكرية لهذا الموقع ، حتى اكتملت قلعة عالية ومحصنة ، وصل ارتفاعها إلى 82 متراً، وأصبحت القلعتان متقابلتين ولا يفصل بينهما سوى 660م تتحكمان في عبور السفن من شرقي البسفور إلى غربيه وتستطيع نيران مدافعهما منع أي سفينة من الوصول إلى القسطنطينية من المناطق التي تقع شرقها مثل مملكة (طرابزون ) وغيرها من الأماكن التي تستطيع دعم المدينة عند الحاجة.
أ- اهتمام السلطان بجمع الأسلحة اللازمة:
اعتنى السلطان عناية خاصة بجمع الأسلحة اللازمة لفتح القسطنطينية، ومن أهمها المدافع التي أخذت اهتماماً خاصاً منه حيث أحضر مهندساً مجرياً يدعى (أوربان) كان بارعاً في صناعة المدافع فأحسن استقباله ووفر له جميع الإمكانيات المالية والمادية والبشرية، وقد تمكن هذا المهندس من تصميم وتنفيذ العديد من المدافع الضخمة كان على رأسها المدفع السلطاني المشهور، والذي ذكر أن وزنه كان يصل إلى مئات الأطنان وأنه يحتاج إلى مئات الثيران القوية لتحريكه، وقد أشرف السلطان بنفسه على صناعة هذه المدافع وتجريبها.
ب- الاهتمام بالأسطول:
ويضاف إلى هذا الاستعداد ما بذله الفاتح من عناية خاصة بالأسطول العثماني حيث عمل على تقويته وتزويده بالسفن المختلفة ليكون مؤهلاً للقيام بدوره في الهجوم على القسطنطينية، تلك المدينة البحرية التي لا يكمل حصارها دون وجود قوة بحرية تقوم بهذه المهمة ،وقد ذكر أن السفن التي أعدت لهذا الأمر بلغت أكثر من أربعمائة سفينة.
ج- عقد معاهدات:
كما عمل الفاتح قبل هجومه على القسطنطينية على عقد معاهدات مع أعدائه المختلفين ليتفرغ لعدو واحد، فعقد معاهدة مع إمارة (غلطة) المجاورة للقسطنطينية من الشرق ويفصل بينهما مضيق (القرن الذهبي) ، كما عقد معاهدات مع (المجد) و (البندقية) وهما من الأمارات الأوروبية المجاورة ، ولكن هذه المعاهدات لم تصمد حينما بدأ الهجوم الفعلي على القسطنطينية ، حيث وصلت قوات من تلك المدن وغيرها للمشاركة في الدفاع عن القسطنطينية مشاركة لبني عقيدتهم من النصارى متناسين عهودهم ومواثيقهم مع المسلمين.
في هذه الأثناء التي كان السلطان يعد العدة فيها للفتح استمات الإمبراطور البيزنطي في محاولاته لثنيه عن هدفه ، بتقديم الأموال والهدايا المختلفة إليه ، بمحاولة رشوة بعض مستشاريه ليؤثروا على قراره ولكن السلطان كان عازماً على تنفيذ مخططه ولم تثنه هذه الأمور عن هدفه ، ولما رأى الإمبراطور البيزنطي شدة عزيمة السلطان على تنفيذ هدفه عمد إلى طلب المساعدات من مختلف الدول والمدن الأوربية وعلى رأسها البابا زعيم المذهب الكاثوليكي ، في الوقت الذي كانت فيه كنائس الدولة البيزنطية وعلى رأسها القسطنطينية تابعة للكنيسة الأرثوذكسية وكان بينهما عداء شديد ، وقد اضطر الإمبراطور لمجاملة البابا بأن يتقرب إليه ويظهر له استعداده للعمل على توحيد الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية لتصبح خاضعة له ، في الوقت الذي لم يكن الأرثوذكس يرغبون في ذلك ، وقد قام البابا بناءً على ذلك بإرسال مندوب منه إلى القسطنطينية ، خطب في كنيسة آيا صوفيا ودعا للبابا وأعلن توحيد الكنيستين ، مما أغضب جمهور الأرثوذكس في المدينة ، وجعلهم يقومون بحركة مضادة لهذا العمل الإمبراطوري الكاثوليكي المشترك ، حتى قال بعض زعماء الأرثوذكس : ( إنني أفضل أن أشاهد في ديار البيزنط عمائم الترك على أن أشاهد القبعة اللاتينية).
ثانياً: الهجوم:
كانت القسطنطينية محاطة بالمياه البحرية في ثلاث جبهات، مضيق البسفور، وبحر مرمرة، والقرن الذهبي الذي كان محمياً بسلسلة ضخمة جداً تتحكم في دخول السفن إليه، وبالإضافة إلى ذلك فإن خطين من الأسوار كانت تحيط بها من الناحية البرية من شاطئ بحر مرمرة إلى القرن الذهبي، يتخللها نهر ليكوس، وكان بين السورين فضاء يبلغ عرضه 60 قدماً ويرتفع السور الداخلي منها 40 قدماً وعليه أبراج يصل ارتفاعها إلى 60 قدماً، وأما السور الخارجي فيبلغ ارتفاعه قرابة خمس وعشرين قدماًوعليه أبراج موزعة مليئة بالجند، وبالتالي فإن المدينة من الناحية العسكرية تعد من أفضل مدن العالم تحصيناً، لما عليها من الأسوار والقلاع والحصون إضافة إلى التحصينات الطبيعية، وبالتالي فإنه يصعب اختراقها، ولذلك فقد استعصت على عشرات المحاولات العسكرية لاقتحامها ومنها إحدى عشرة محاولة إسلامية سابقة.
كان السلطان الفاتح يكمل استعدادات القسطنطينية ويعرف أخبارها ويجهز الخرائط اللازمة لحصارها ، كما كان يقوم بنفسه بزيارات استطلاعية يشاهد فيها استحكامات القسطنطينية وأسوارها ، وقد عمل السلطان على تمهيد الطريق بين أدرنة والقسطنطينية لكي تكون صالحة لجر المدافع العملاقة خلالها إلى القسطنطينية ، وقد تحركت المدافع من أدرنة إلى قرب القسطنطينية ، في مدة شهرين حيث تمت حمايتها بقسم من الجيش حتى وصلت الأجناد العثمانية يقودها الفاتح بنفسه إلى مشارف القسطنطينية في يوم الخميس 26 ربيع الأول 857هـ الموافق 6 أبريل 1453م ، فجمع الجند وكانوا قرابة مائتين وخمسين ألف جندي ، فخطب فيهم خطبة قوية حثهم فيها على الجهاد وطلب النصر أو الشهادة ، وذكرهم فيها بالتضحية وصدق القتال عند اللقاء ، وقرأ عليهم الآيات القرآنية التي تحث على ذلك ، كما ذكر لهم الأحاديث النبوية التي تبشر بفتح القسطنطينية وفضل الجيش الفاتح لها وأميره ، وما في فتحها من عز الإسلام والمسلمين ، وقد بادر الجيش بالتهليل والتكبير والدعاء.
وكان العلماء مبثوثين في صفوف الجيش مقاتلين ومجاهدين مما أثر في رفع معنوياتهم حتى كان كل جندي ينتظر القتال بفارغ الصبر ليؤدي ما عليه من واجب.
وفي اليوم التالي قام السلطان بتوزيع جيشه البري أمام الأسوار الخارجية للمدينة، مشكلاً ثلاثة أقسام رئيسية تمكنت من إحكام الحصار البري حول مختلف الجهات، كما أقام الفاتح جيوشاً احتياطية خلف الجيوش الرئيسية، وعمل على نصب المدافع أمام الأسوار، ومن أهمها المدفع السلطاني العملاق الذي أقيم أمام باب طب قابي، كما وضع فرقاً للمراقبة في مختلف المواقع المرتفعة والقريبة من المدينة، وفي نفس الوقت انتشرت السفن العثمانية في المياه المحيطة بالمدينة، إلا أنها لم تستطع الوصول إلى القرن الذهبي بسبب وجود السلسلة الضخمة التي منعت أي سفينة من دخوله بل وتدمر كل سفينة تحاول الدنو والاقتراب، واستطاع الأسطول العثماني أن يستولي على جزر الأمراء في بحر مرمرة.
وحاول البيزنطيون أن يبذلوا قصارى جهدهم للدفاع عن القسطنطينية ووزعوا الجنود على الأسوار، وأحكموا التحصينات، وأحكم الجيش العثماني قبضته على المدينة، ولم يخلُ الأمر من وقوع قتال بين العثمانيين المهاجمين والبيزنطيين المدافعيين منذ الأيام الأولى للحصار، وفتحت أبواب الشهادة وفاز عدد كبير من العثمانيين بها خصوصاً من الأفراد الموكلين بالاقتراب من الأبواب.
وكانت المدفعية العثمانية تطلق مدافعها من مواقع مختلفة نحو المدينة، وكان لقذائفها ولصوتها الرهيب دور كبير في إيقاع الرعب في قلوب البيزنطيين، وقد تمكنت من تحطيم بعض الأسوار حول المدينة، ولكن المدافعين كانوا سرعان ما يعيدون بناء الأسوار وترميمها.
ولم تنقطع المساعدات المسيحية من أووربا، ووصلت إمدادات من (جنوة ) مكونة من خمس سفن وكان يقودها القائد الجنوي ( جستنيان) يرافقه سبعمائة مقاتل متطوع من دول أوربية متعددة، واستطاعت سفنهم أن تصل إلى العاصمة البيزنطية العتيقة بعد مواجهة بحرية مع السفن العثمانية المحاصرة للمدينة، وكان لوصول هذه القوات أثر كبير في رفع معنويات البيزنطيين، وعين قائدها ( جستنيان ) قائداً عاماً للقوات المدافعة عن المدينة.
وقد حاولت القوات البحرية العثمانية تخطي السلسلة الضخمة التي تتحكم في مدخل القرن الذهبي والوصول بالسفن الإسلامية إليه ، وأطلقوا سهامهم على السفن الأوروبية والبيزنطية ولكنهم فشلوا في تحقيق مرادهم في البداية وارتفعت الروح المعنوية للمدافعين عن المدينة.
ولم يكل القس ورجال الدين النصارى، فكانوا يطوفون بشوارع المدينة، وأماكن التحصين ويحرضون المسيحيين على الثبات والصبر، ويشجعون الناس على الذهاب إلى الكنائس ودعاء المسيح والسيدة والعذراء أن يخلصوا المدينة، وأخذ الإمبراطور قسطنطين يتردد بنفسه على كنيسة أيا صوفيا لهذا الهدف.
ثالثاً: مفاوضات بين محمد الفاتح وقسطنطين:
استبسل العثمانيون المهاجمون على المدينة وعلى رأسهم محمد الفاتح، وصمد البيزنطيون بقيادة قسطنطين صموداً بطولياً في الدفاع، وحاول الإمبراطور البيزنطي أن يخلص مدينته وشعبه بكل ما يستطيع من حيلة، فقدم عروضاً مختلفة للسلطان ليغريه بالانسحاب مقابل الأموال أو الطاعة، أو غير ذلك من العروض التي قدمها.
ولكن الفاتح رحمه الله يرد بالمقابل طالباً تسليم المدنية تسليماً، وأنه في هذه الحالة لن يتعرض أحد من أهلها ولا كنائسها للأذى، وكان مضمون الرسالة: ( فليسلم لي إمبراطوركم مدينة القسطنطينية وأقسم بأن جيشي لن يتعرض لأحد في نفسه وماله وعرضه، ومن شاء بقي في المدينة وعاش فيها في أمن وسلام، ومن شاء رحل عنها حيث أراد في أمن وسلام أيضاً).
كان الحصار لا يزال ناقصاً ببقاء مضيق القرن الذهبي في أيدي البحرية البيزنطية، ومع ذلك فإن الهجوم العثماني كان مستمراً دون هوادة حيث أظهر جنود الانكشارية شجاعة فائقة، وبسالة نادرة، فكانوا يقدمون على الموت دون خوف في أعقاب كل قصف مدفعي، وفي يوم 18 أبريل تمكنت المدافع العثمانية من فتح ثغرة في الأسوار البيزنطية عند (وادي ليكوس) في الجزء الغربي من الأسوار، فاندفع إليها الجنود العثمانيون بكل بسالة محاولين اقتحام المدينة من الثغرة، كما حالوا اقتحام الأسوار الأخرى بالسلالم التي ألقوها عليها، ولكن المدافعين عن المدينة بقيادة (جستنيان) استماتوا في الدفاع عن الثغرة والأسوار، واشتد القتال بين الطرفين، وكانت الثغرة ضيقة وكثرت السهام والنبال والمقذوفات على الجنود المسلمين ، ومع ضيق المكان وشدة مقاومة الأعداء وحلول الظلام أصدر الفاتح أوامره للمهاجمين بالانسحاب بعد أن أثاروا الرعب في قلوب أعدائهم متحينين فرصة أخرى للهجوم.
وفي اليوم نفسه حاولت بعض السفن العثمانية اقتحام القرن الذهبي بتحطيم السلسلة الحاجزة عنه، ولكن السفن البيزنطية والأوروبية المشتركة، إضافة إلى الفرق الدفاعية المتمركزة خلف السلسلة الضخمة من المدافعين عن مدخل الخليج، استطاعوا جميعاً من صد السفن الإسلامية وتدمير بعضها، فاضطرت بقية السفن إلى العودة بعد أن فشلت في تحقيق مهمتها.
رابعاً: عزل قائد الأسطول العثماني وشجاعة محمد الفاتح:
بعد هذه المعركة بيومين وقعت معركة أخرى بين البحرية العثمانية وبعض السفن الأوروبية التي حاولت الوصول إلى الخليج، حيث بذلت السفن الإسلامية جهوداً كبيرة لمنعها، أشرف الفاتح بنفسه على المعركة من على الساحل وكان قد أرسل إلى قائد الأسطول وقال له: (إما أن تستولي على هذه السفن وإما أن تغرقها، إذا لم توفق في ذلك فلا ترجع إلينا حياً) لكن السفن الأوروبية نجحت في الوصول إلى هدفها ولم تتمكن السفن العثمانية من منعها، رغم الجهود العظيمة المبذولة لذلك، وبالتالي غضب السلطان محمد الفاتح غضباً شديداً فعزل قائد الأسطول بعد ما رجع إلى مقر قيادته واستدعاه وعنف محمد الفاتح قائد الأسطول ( بالطه أوغلي ) وعنفه واتهمه بالجبن، وتأثر( بالطة أو غلي ) لهذا قال: (إني استقبل الموت بجنان ثابت، ولكن يؤلمني أن أموت وأنا متهم بمثل هذه التهمة. لقد قاتلت أنا ورجالي بكل ما كان في وسعنا من حيلة وقوة، ورفع طرف عمامته عن عينه المصابة). أدرك محمد الفاتح عند ذلك أن الرجل قد أعذر، فتركه ينصرف واكتفى بعزله من منصبه، وجعل مكانه حمزة باشا.
خامساً: عبقرية حربية فذة:
لاحت للسلطان فكرة بارعة وهي نقل السفن من مرساها في (بشكطاش) إلى القرن الذهبي، وذلك بجرها على الطرق البري الواقع بين الميناءين مبتعداً عن ( حي غلطة ) خوفاً على سفنه من الجنوبيين ، وقد كانت المسافة بين الميناء نحو ثلاثة أميال ، ولم تكن أرضاً مبسوطة سهلة ولكنها كانت وهاداً وتلالاً غير ممهدة.
جمع محمد الفاتح أركان حربه وعرض عليهم فكرته، وحدد لهم مكان معركته القادمة، فتلقى منهم كل تشجيع، وأعربوا عن إعجابهم بها.
بدأ تنفيذ الخطة، وأمر السلطان محمد الثاني فمهدت الأرض وسويت في ساعات قليلة وأتى بألواح من الخشب دهنت بالزيت والشحم، ثم وضعت على الطريق الممهد بطريقة يسهل بها انزلاج السفن وجرها، وكان أصعب جزء من المشروع هو نقل السفن على انحدار التلال المرتفعة ، إلا أنه بصفة عامة كانت السفن العثمانية صغيرة الحجم خفيفة الوزن.
وجرت السفن من البسفور إلى البر حيث سحبت على تلك الأخشاب المدهونة بالزيت مسافة ثلاثة أميال ، حتى وصلت إلى نقطة آمنة فأنزلت في القرن الذهبي ، وتمكن العثمانيون في تلك الليلة من سحب أكثر من سبعين سفينة وإنزالها في القرن الذهبي على حين غفلة من العدو ، بطريقة لم يسبق إليها السلطان الفاتح قبل ذلك ، وقد كان يشرف بنفسه على العملية التي جرت في الليل بعيداً عن أنظار العدو ومراقبته.
وقد تم كل ذلك في ليلة واحدة ، واستيقظ أهل المدينة البائسة صباح يوم 22 أبريل على تكبيرات العثمانيين المدوية ، وهتافاتهم المتصاعدة ، وأناشيدهم الإيمانية العالية ، في القرن الذهبي ، وفوجئوا بالسفن العثمانية وهي تسيطر على ذلك المعبر المائي ، ولم يعد هناك حاجز مائي بين المدافعين عن القسطنطينية وبين الجنود العثمانيين ، ولقد عبر أحد المؤرخين البيزنطيين عن عجبهم من هذا العمل فقال : (ما رأينا ولا سمعنا من قبل بمثل هذا الشيء الخارق ، محمد الفاتح يحول الأرض إلى بحار وتعبر سفنه فوق قمم الجبال بدلاً من الأمواج ، لقد فاق محمد الثاني بهذا العمل الإسكندر الأكبر).ظهر اليأس في أهل القسطنطينية وكثرت الإشاعات والتنبؤات بينهم، وانتشرت شائعة تقول: ستسقط القسطنطينية عندما ترى سفن تمخر اليابسة.
وكان لوجود السفن الإسلامية في القرن الذهبي دور كبير في إضعاف الروح المعنوية لدى المدافعين عن المدينة الذين اضطروا لسحب قوات كبيرة من المدافعين عن الأسوار الأخرى لكي يتولوا الدفاع عن الأسوار الواقعة على القرن الذهبي إذ أنها كانت أضعف الأسوار، ولكنها في السابق تحميها المياه، مما أوقع الخلل في الدفاع عن الأسوار الأخرى.
وقد حاول الإمبراطور البيزنطي تنظيم أكثر من عملية لتدمير الأسطول العثماني في القرن الذهبي إلا أن محاولته المستميتة كان العثمانيون لها بالمرصاد حيث أفشلوا كل الخطط والمحاولات.
واستمر العثمانيون في دك نقاط دفاع المدينة وأسوارها بالمدافع ، وحاولوا تسلق أسوارها ، وفي الوقت نفسه انشغل المدافعون عن المدينة في بناء وترميم ما يتهدم من أسوار مدينتهم ورد ا لمحاولات المكثفة لتسلق الأسوار مع استمرار الحصار عليهم مما زاد في مشقتهم وتبعهم وإرهاقهم وشغل ليلهم مع نهارهم وأصابهم اليأس.
كما وضع العثمانيون مدافع خاصة على الهضاب المجاورة للبسفور والقرن الذهبي، مهمتها تدمير السفن البيزنطية والمتعاونة معها في القرن الذهبي والبسفور والمياه المجاورة مما عرقل حركة سفن الأعداء وأصابها بالشلل تماماً.
سادساً: الحرب النفسية العثمانية:
وشرع السلطان محمد الفاتح في نصب المدافع القوية على الهضاب الواقعة خلف (غلطة)، وبدأت هذه المدافع في دفع قذائفها الكثيفة نحو الميناء وأصابت إحدى القذائف سفينة تجارية فأغرقتها في الحال ، فخافت السفن الأخرى واضطرت للفرار ، واتخذت من أسوار (غلطة) ملجأ لها ، وظل الهجوم العثماني البري في موجات خاطفة وسريعة هجمة تلوى الأخرى، وكان السلطان محمد الفاتح يوالي الهجمات وإطلاق القذائف في البر والبحر دون انقطاع ليلاً ونهاراً من أجل إنهاك قوى المحاصرين ، وعدم تمكينهم من أن ينالوا أي قسط من راحة وهدوء بال ، وهكذا أصبحت عزائمهم ضعيفة ونفوسهم مرهقة كليلة ، وأعصابهم متوترة مجهدة تثور لأي سبب.
واضطر الإمبراطور ( قسطنطين )إلى عقد مؤتمر ثاني، اقترح فيه أحد القادة مباغتة العثمانيين بهجوم شديد عنيف لفتح ثغرة توصلهم بالعالم الخارجي وبينما هو في مجلسهم يتدارسون هذا الاقتراح، قطع عليهم أحد الجنود اجتماعهم وأعلمهم بأن العثمانيين شنوا هجوماً شديداً مكثفاً على وادي( ليكونس )، فترك قسطنطين الاجتماع ووثب على فرسه، واستدعى الجند الاحتياطي ودفع بهم إلى مكان القتال ، واستمر القتال إلى آخر الليل حتى انسحب العثمانيون.
لجأ العثمانيون إلى طريقة عجيبة في محاولة دخول المدينة حيث عملوا على حفر أنفاق تحت الأرض من مناطق مختلفة إلى داخل المدينة وسمع سكانها ضربات شديدة تحت الأرض أخذت تقترب من داخل المدينة بالتدريج، فأسرع الإمبراطور بنفسه ومعه قواده ومستشاروه إلى ناحية الصوت وأدركوا أن العثمانيين يقومون بحفر أنفاق تحت الأرض، للوصول إلى داخل المدينة، فقرر المدافعون الإعداد لمواجهتها بحفر أنفاق مماثلة مقابل أنفاق المهاجمين دون أن يعلموا، حتى إذا وصل العثمانيون إلى الأنفاق التي أعدت لهم ظنوا أنهم وصلوا إلى سراديب خاصة وسرية تؤدي إلى داخل المدينة ففرحوا بهذا، ولكن الفرحة لم تطل إذا فاجأهم الروم، فصبوا عليهم ألسنة النيران والنفط المحترق والمواد الملتهبة، فاختنق كثير منهم واحترق قسم آخر وعاد الناجون منهم أدراجهم من حيت أتوا.
لكن هذا الفشل لم يفت في عضد العثمانيين، فعاودوا حفر أنفاق أخرى، وفي مواضع مختلفة، من المنطقة الممتدة بين (أكرى فبو) وشاطئ القرن الذهبي وكانت مكاناً ملائماً للقيام بمثل هذا العمل، وظلوا على ذلك حتى أواخر أيام الحصار، وقد أصاب أهل القسطنطينية من جراء ذلك خوف عظيم وفزع لا يوصف حتى صاروا يتوهمون أن أصوات أقدامهم وهو يمشون إن هي أصوات خفية لحفر يقوم به العثمانيون ويملئون المدينة ، فكانوا يتلفتون يمنة ويسرة ، ويشيرون هنا وهناك في فزع ويقولون : (هذا تركي ، … هذا تركي) ويجرون هرباً من أشباح يحسبونها أنها تطاردهم.
سابعاً: مفاجأة عسكرية عثمانية:
لجأ العثمانيون إلى أسلوب جديد في محاولة الاقتحام وذلك بأن صنعوا قلعة خشبية ضخمة شامخة متحركة تتكون من ثلاثة أدوار، وبارتفاع أعلى من الأسوار، وقد كسيت بالدروع والجلود المبللة بالماء لتمنع عنها النيران، وأعدت تلك القلعة بالرجال في كل دور من أدوارها، وكان الذين في الدور العلوي من الرماة يقذفون بالنبال كل من يطل برأسه من فوق الأسوار، وقد وقع الرعب في قلوب المدافعين عن المدينة حينما زحف العثمانيون بهذه القلعة واقتربوا بها من الأسوار عن باب( رومانوس)، فاتجه الإمبراطور بنفسه ومعه قواده ليتابع صد تلك القلعة ودفعها عن الأسوار، وقد تمكن العثمانيون من لصقها بالأسوار ودار بين من فيها وبين النصارى عند الأسوار قتل شديد، واستطاع بعض المسلمين ممن في القلعة تسلق الأسوار ونجحوا في ذلك، وقد ظن قسطنطين أن الهزيمة حلت به، إلا أن المدافعين كثفوا من قذف القلعة بالنيران حتى أثرت فيها وتمكنت منها النيران فاحترقت، ووقعت على الأبراج البيزنطية المجاورة لها فقتلت من فيها من المدافعين، وامتلأ الخندق المجاور لها بالحجارة والتراب.
ثامناً: المفاوضات الأخيرة بين محمد الفاتح وقسطنطين:
أيقن محمد الفاتح أن المدينة على وشك السقوط، ومع ذلك حاول أن يكون دخولها بسلام، فكتب إلى الإمبراطور رسالة دعاه فيه إلى تسليم المدينة دون إراقة دماء ، وعرض عليه تأمين خروجه وعائلته وأعوانه وكل من يرغب من سكان المدينة إلى حيث يشاؤون بأمان ، وأن تحقن دماء الناس في المدينة ولا يتعرضوا لأي أذى ويكونوا بالخيار في البقاء في المدينة أو الرحيل عنها ، ولما وصلت الرسالة إلى الإمبراطور جمع المستشارين وعرض عليهم الأمر ، فمال بعضهم إلى التسليم وأصر آخرون على استمرار الدفاع عن المدينة حتى الموت ، فمال الإمبراطور إلى رأي القائلين بالقتال حتى آخر لحظة ، فرد الإمبراطور رسول الفاتح برسالة قال فيها : (إنه يشكر الله إذ جنح السلطان إلى السلم وأنه يرضى أن يدفع له الجزية أما القسطنطينية فإنه أقسم أن يدافع عنها إلى آخر نفس في حياته فإما أن يحفظ عرشه أو يدفن تحت أسوارها) ، فلما وصلت الرسالة إلى الفاتح قال : (حسناً عن قريب سيكون لي في القسطنطينية عرش أو يكون لي فيها قبر).
وعمد السلطان بعد اليأس من تسليم المدينة صلحاً إلى تكثيف الهجوم وخصوصاً القصف المدفعي على المدينة، حتى أن المدافع السلطاني الضخم انفجر من كثرة الاستخدام، وقتل المشتغلين له وعلى رأسهم المهندس المجري( أوربان )الذي تولى الإشراف على تصميم المدفع، ومع ذلك فقد وجه السلطان بإجراء عمليات التبريد للمدافع بزيت الزيتون، وقد نجح الفنيون في ذلك، وواصلت المدافع قصفها للمدينة مرة أخرى، بل تمكنت من توجيه القذائف بحيث تسقط وسط المدينة بالإضافة إلى ضربها للأسوار والقلاع.
تاسعاً: محمد الفاتح يوجه تعليماته ويتابع جنوده بنفسه:
في يوم الأحد 18 جمادى الأول 27 من مايو وجه السلطان محمد الفاتح الجنود إلى الخشوع وتطهير النفوس والتقرب إلى الله تعالى بالصلاة وعموم الطاعات والتذلل والدعاء بين يديه ، لعل الله أن ييسر لهم الفتح ، وانتشر هذا الأمر بين عامة المسلمين ، كما قام الفاتح بنفسه ذلك اليوم بتفقد أسوار المدينة ومعرفة آخر أحوالها ، وما وصلت إليه وأوضاع المدافعين عنها في النقاط المختلفة ، وحدد مواقع معينة يتم فيها تركيز القصف العثماني ، تفقد فيها أحوالهم وحثهم على الجد والتضحية في قتال الأعداء.
وفي مساء اليوم نفسه أوقد العثمانيون ناراً كثيفة حول معسكرهم وتعالت صيحاتهم وأصواتهم وبالتهليل والتكبير، حتى خيل للروم أن النار قد اندلعت في معسكر العثمانية، فإذا بهم يكتشفون أن العثمانيين يحتفلون بالنصر مقدماً، مما أوقع الرعب في قلوب الروم، وفي اليوم التالي 28 مايو كانت الاستعدادات العثمانية على أشدها والمدافع ترمي البيزنط بنيرانها ، والسلطان يدور بنفسه على المواقع العسكرية المختلفة متفقداً موجهاً ومذكراً بالإخلاص والدعاء والتضحية والجهاد.
وبعد أن عاد الفاتح إلى خيمته ودعا إليه كبار رجال جيشه أصدر إليهم التعليمات الأخيرة، ثم ألقى عليهم الخطبة التالية: "إذا تم لنا فتح القسطنطينية تحقق فينا حديث من أحاديث رسول الله ومعجزة من معجزاته، وسيكون من حظنا ما أشاد به هذا الحديث من التمجيد والتقدير فأبلغوا أبناءنا العساكر فرداً فرداً، أن الظفر العظيم الذي سنحرزه سيزيد الإسلام قدراً وشرفاً، ويجب على كل جندي أن يجعل تعاليم شريعتنا الغراء نصب عينيه فلا يصدر عن أحد منهم ما يجافي هذه التعاليم، وليتجنبوا الكنائس والمعابد ولا يمسوها بأذى ويدعوا القسس والضعفاء والعجزة الذين لا يقاتلون.
وتوجه قسطنطين نحو صورة (يزعمون أنها صورة المسيح) معلقة في أحد الغرف فركع تحتها وهمهم بعض الدعوات ثم نهض ولبس المغفر على رأسه وخرج من القصر نحو منتصف الليل مع زميله ورفيقه وأمينه المؤرخ( فرانتزتس) ثم قاما برحلة تفقدية لقوات النصارى المدافعة ولا حظوا حركة الجيش العثماني النشطة المتوثبة للهجوم البري والبحري.
عاشراً: فتح من الله ونصر قريب:
عند الساعة الواحدة صباحا من يوم الثلاثاء 20 جمادى الأولى سنة 857هـ الموافق 29 مايو 1443م بدأ الهجوم العام على المدينة بعد أن أصدرت الأوامر للمجاهدين الذين علت أصواتهم بالتكبير وانطلقوا نحو الأسوار ، وخاف البيزنطيون خوفا عظيما ، وشرعوا في دق نواقيس الكنائس والتجأ إليها كثير من النصارى ، وكان الهجوم النهائي متزامنا بريا وبحرياً في وقت واحد حسب خطة دقيقة أعدت بإحكام ، وكان المجاهدون يرغبون في الشهادة ، ولذلك تقدموا بكل شجاعة وتضحية وإقدام نحو الأعداء ونال الكثير من المجاهدين الشهادة ، وكان الهجوم موزعا على كثير من المناطق ، ولكنه مركز بالدرجة الأولى في منطقة وادي ليكوس ، بقيادة السلطان محمد الفاتح نفسه ، وكانت الكتائب الأولى من العثمانيين تمطر الأسوار والنصارى بوابل من القذائف والسهام محاولين شل حركة المدافعين ، ومع استبسال البيزنطيين وشجاعة العثمانيين كان الضحايا من الطرفين يسقطون بأعداد كبيرة .
وبعد أن انهكت الفرقة الأولى الهجومية كان السلطان قد أعد فرقة أخرى فسحب الأولى ووجه الفرقة الثانية ، وكان المدافعون قد أصابهم الإعياء ، وتمكنت الفرقة الجديدة ، من الوصول إلى الأسوار وأقاموا عليها مئات السلالم في محاولة جادة للاقتحام ، ولكن النصارى استطاعوا قلب السلالم واستمرت تلك المحاولات المستميتة من المهاجمين ، والبيزنطيون يبذلون قصارى جهودهم للتصدي لمحاولات التسلق ، وبعد ساعتين من تلك المحاولات أصدر الفاتح أوامره للجنود لأخذ قسط من الراحة ، بعد أن أرهقوا المدافعين في تلك المنطقة ، وفي الوقت نفسه أصدر أمرا إلى قسم ثالث من المهاجمين بالهجوم على الأسوار من نفس المنطقة ، وفوجئ المدافعون بتلك الموجة الجديدة بعد أن ظنوا أن الأمر قد هدأ وكانوا قد أرهقوا ، في الوقت الذي كان المهاجمون دماء جديدة معدة ومستريحة وفي رغبة شديدة لأخذ نصيبهم من القتال .
كما كان القتال يجري على قدم وساق في المنطقة البحرية مما شتت قوات المدافعين وأشغلهم في أكثر من جبهة في وقت واحد ، ومع بزوغ نور الصباح أصبح المهاجمون يستطيعون أن يحددوا مواقع العدو بدقة أكثر ، وشرعوا في مضاعفة جهودهم في الهجوم ، وكان المسلمون في حماسة شديدة وحريصين على إنجاح الهجوم ، ومع ذلك أصدر السلطان محمد الأوامر إلى جنوده بالانسحاب لكي يتيحوا الفرصة للمدافع لتقوم بعملها مرة أخرى حيث أمطرت الأسوار والمدافعين عنها بوابل من القذائف ، واتبعتهم بعد سهرهم طوال الليل ، وبعد أن هدأت المدفعية جاء قسم جديد من شجعان الإنكشارية يقودهم السلطان نفسه تغطيهم نبال وسهام المهاجمين التي لا تنفك عن محاولة منع المدافعين عنها ، وأظهر جنود الإنكشارية شجاعة فائقة وبسالة نادرة في الهجوم واستطاع ثلاثون منهم تسلق السور أمام دهشة الأعداء ، ورغم استشهاد مجموعة منهم بمن فيهم قائدهم فقد تمكنوا من تمهيد الطريق لدخول المدينة عند ( طوب قابي ) ورفعوا الأعلام العثمانية مما زاد في حماس بقية الجيش للاقتحام كما فتوا في عضد الأعضاء .
وفي نفس الوقت أصيب قائد المدافعين( جستنيان ) بجراح بليغة دفعته إلى الانسحاب من ساحة المعركة مما أثر في بقية المدافعين ، وقد تولى الإمبراطور قسطنطين قيادة المدافعين بنفسه محل جستنيان الذي ركب أحد السفن فاراً من أرض المعركة ، وقد بذل الإمبراطور جهودا كبيرة في تثبيت المدافعين الذين دب اليأس في قلوبهم من جدوى المقاومة ، في الوقت الذي كان فيه الهجوم بقيادة السلطان شخصياً على أشده، محاولاً استغلال ضعف الروح المعنوية لدى المدافعين.
وقد واصل العثمانيون هجومهم في ناحية أخرى من المدينة حتى تمكنوا من اقتحام الأسوار والاستيلاء على بعض الأبراج والقضاء على المدافعين في باب أدرنة ورفعت الأعلام العثمانية عليها ، وتدفق الجنود العثمانيون نحو المدينة من تلك المنطقة ، ولما رأى قسطنطين الأعلام العثمانية ترفرف على الأبراج الشمالية للمدينة ، أيقن بعدم جدوى الدفاع وخلع ملابسه حتى لا يعرف ، ونزل عن حصانه وقاتل حتى قتل في ساحة المعركة.
وكان لانتشار خبر موته دور كبير في زيادة حماس المجاهدين العثمانيين وسقوط عزائم النصارى المدافعين ، وتمكنت الجيوش العثمانية من دخول المدينة من مناطق مختلفة وفر المدافعون بعد انتهاء قيادتهم ، وهكذا تمكن المسلمون من الاستيلاء على المدينة ، وكان الفاتح رحمه الله مع جنده في تلك اللحظات يشاركهم فرحة النصر ، ولذة الفوز بالغلبة على الأعداء من فوق صهوة جواده ، وكان قواده يهنئونه وهو يقول : (الحمد لله ليرحم الله الشهداء ويمنح المجاهدين الشرف والمجد ولشعبي الفخر والشكر).
كانت هناك بعض الجيوب الدفاعية داخل المدينة التي تسببت في استشهاد عدد من المجاهدين ، وقد هرب أغلب أهل المدينة إلى الكنائس ولم يأت ظهيرة ذلك اليوم الثلاثاء 20 جمادى الأولى 857هـ الموافق 29 من مايو 1453م ، إلا والسلطان الفاتح في وسط المدينة يحف به جنده وقواده وهو يرددون ما شاء الله ، فالتفت إليهم وقال : لقد أصبحتم فاتحي القسطنطينية الذي أخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهنأهم بالنصر ونهاهم عن القتل والنهب والسلب، وأمرهم بالرفق بالناس والإحسان إليهم ، ثم ترجل عن فرسه واستقبل القبلة وسجد لله على الأرض شكراً وحمداً وتواضعاً لله تعالى.
حادي عشر : معاملة محمد الفاتح للنصارى المغلوبين :
توجه محمد الفاتح إلى كنيسة( آيا صوفية ) وقد اجتمع فيها خلق كبير من الناس ومعهم القسس والرهبان الذين كانوا يتلون عليهم صلواتهم وأدعيتهم ، وعندما اقترب من أبوابها خاف النصارى داخلها خوفاً عظيماً ، وقام أحد الرهبان بفتح الأبواب له فطلب من الراهب تهدئة الناس وطمأنتهم والعودة إلى بيوتهم بأمان ، فأطمأن الناس وكان بعض الرهبان مختبئين في سراديب الكنيسة ، فلما رأوا تسامح الفاتح وعفوه خرجوا وأعلنوا إسلامهم ، وصلى فيها الفاتح صلاة العصر ، وقد أمر الفاتح بعد ذلك بتحويل الكنيسة إلى مسجد وأن يعد لهذا الأمر حتى تقام بها أول جمعة قادمة ، وقد أخذ العمال يعدون لهذا الأمر ، فأزالوا الصلبان والتماثيل وطمسوا الصور بطبقة من الجير وعملوا منبراً للخطيب ، وقد يجوز تحويل الكنسية إلى المسجد لأن البلد فتحت عنوة والعنوة لها حكمها في الشريعة الإسلامية.
ثم أمر بدفن الإمبراطور بما يليق بمكانته ، وقد أعطى السلطان للنصارى حرية إقامة الشعائر الدينية واختيار رؤسائهم الدينين الذين لهم حق الحكم في القضايا المدينة ، كما أعطى هذا الحق لرجال الكنيسة في الأقاليم الأخرى ولكنه في الوقت نفسه فرض الجزية على الجميع.
لقد حاول المؤرخ الإنجليزي ( ادوارد شيبرد كريسي ) في كتابة (تاريخ العثمانيين الأتراك ) أن يشوه صوره الفتح العثمانية للقسطنطينية، ووصف السلطان محمد الفاتح بصفات قبيحة حقداً منه وبغضاً للفتح الإسلامي المجيد ، وسارت الموسوعة الأمريكية المطبوعة في عام 1980م في حمأة الحقد الصليبي ضد الإسلام ، فزعمت أن السلطان محمد قام باسترقاق غالبية نصارى القسطنطينية ، وساقهم إلى اسواق الرقيق في مدينة دارنة حيث تم بيعهم هناك.
إن الحقيقة التاريخية الناصعة تقول : إن السلطان محمد الفاتح عامل أهل القسطنطينية معاملة رحيمة وأمر جنوده بحسن معاملة الأسرى و الرفق بهم ، وافتدى عدداً كبيراً من الأسرى من ماله الخاص وخاصة أمراء اليونان ، ورجال الدين ، واجتمع مع الأساقفة وهدأ من روعهم ، وطمأنهم إلى المحافظة على عقائدهم وشرائعهم وبيوت عبادتهم ، وأمرهم بتنصيب بطريرك جديد فانتخبوا ( أجناديوس) بطريكا ، وتوجه هذا بعد انتخابه في موكب حافل من الأساقفة إلى مقر السلطان ، فاستقبله السلطان محمد الفاتح بحفاوة بالغة وأكرمه أيما تكريم ، وتناول معه الطعام وتحدث معه في موضوعات شتى ، دينية وسياسية واجتماعية ، وخرج البطريريك من لقاء السلطان ، وقد تغيرت فكرته تماماً على السلاطين العثمانيين وعن الأتراك ، بل والمسلمين عامة ، وشعر أنه أمام سلطان مثقف صاحب رسالة وعقيدة دينية راسخة وإنسانية رفيعة ، ورجولة مكتملة ، ولم يكن الروم أنفسهم أقل تأثراً ودهشة من بطريقهم ، فقد كانوا يتصورون أن القتل العام لا بد لاحقهم ، فلم تمض أيام قليلة حتى كان الناس يستأنفون حياتهم المدنية العادية في اطمئنان وسلام.
وهكذا فتحت مدينة الروم ، وكان عمر الفاتح آنذاك الخامسة والعشرين عاماً ، وبعد حصار دام خمسين يوماً ، وهي المدينة التي حوصرت تسعاً وعشرين مرة ، وكان بها من السكان آنذاك أزيد من 300 ألف نسمة .