لذلك قررت كتابة هذا الموضوع …
قد يكون بعضكم قد مرت عليه تلك التجربة من قبل … وقد يكون قد وفق فيها أو لم يوفق …
وقد يحزن كثيراً إذا لم يتم اختياره … وقد يغضب إذا علم أن شخصاً آخر أقل منه مستوى تم اختياره بدلاً منه … وفوراً سيتبادر إلى ذهنه أن الواسطة هي السبب رغم أنها قد تكون بريئة من ذلك … ويبدو أننا أصبحنا نبرر أي شيء لا نستطيع الوصول إليه بالواسطة … لقد أصبحت هي الشماعة لكثير من أخطائنا …
نعم قد تكون هي السبب في بعض الأمور ولكن ليس في كل الأمور … ولا سيما أننا نتحدث هنا عن الشركات الخاصة وليس الدوائر الحكومية … حيث أن الأخيرة تلعب فيها الواسطة دوراً مهماً بعكس الأولى …
ربما كنت أفضل عملاً وأكثر حماساً وأحسن علماً ممن تم اختياره بدلاً منك … ولكن …
تخيل معي أنه يوجد عطل ما في كمبيوترك … ولديك شخصان تطوعا للقيام بإصلاحه … عندما شرحت المشكلة لكل منهما لاحظت أن الأول جلس يفكر لفترة ثم قال: لا أعرف ولكن دعني أحاول … أما الآخر فقال بدون تردد: هذه المشكلة تأتي بسبب كذا وقد تلاحظ أن الرسالة الفلانية تظهر لك دائماً أما حلها فهو كذا وكذا وكذا … الآن … من منهم ستسمح له بإصلاح جهازك ؟؟؟ الثاني بالطبع … لماذا ؟؟؟ لأنك تحس أن لديه معلومات أكثر من الأول …
الآن … دعنا نقول أن لديهم نفس المعلومات تماماً بدون أن تدري … فحدثتهم عن مشكلتك وسألت الأول إن كان بإمكانه إصلاحها فرد بقوله: حلها صعب ويأخذ وقتاً طويلاً … أما الثاني فقال لك: أعرفها جيداً ولن يأخذ حلها أكثر من نصف ساعة … جواب الثاني دل على ثقة بالنفس بشكل أكبر … وفي الغالب ستختاره هو لإصلاح المشكلة … رغم أن إجابة الأول لم تدل على أنه غير قادر على حلها ..
.
الثقة بالنفس هي من أهم العوامل التي تجعل البقية يفضلونك على غيرك … ولكي تبين ثقتك بنفسك عليك أن تتحلى بالهدوء وضبط النفس … وقد لا يجيد هذا الأمر الكثير … خصوصاً إذا كان من يعمل المقابلة معك شخص يتعمد إثارة غضبك …
قد يسألك الشخص الذي يجري معك المقابلة أسئلة غريبة … ولا دخل لها في التخصص أبداً … قد يبدأ هو في البداية بسرد بعض المعلومات عليك لفترة من الوقت … وبعد أن يسألك عدة أسئلة في مجال التخصص فجأة يسألك سؤالاً في نفس المعلومات التي جلس يمليها عليك في البداية … وقتها سيعرف إن كنت مركزاً معه فيما قاله لك أم لا …
قد تأتي بعض الأسئلة التي تحتاج إلى تفكير دقيق … فمثلاً … ثلاث بطات تسابقوا فيما بينهن ولم تسبق أي منهن الثانية … فمن الفائز ؟؟؟ قد تقول لا يوجد فائز … ولكن الإجابة هي أن البطة الثانية هي الفائزة فلم يسبقها أحد …
قد تدخل وتغلق الباب ثم تتجه إليه فيقول لك: أغلق الباب لو سمحت … لو استدرت لتغلقه فقد تنتهي المقابلة بالنسبة له … نفس الشيء لو كنت جالساً أمامه وسألك: ما هو لون الجدار الذي خلفك ؟؟؟ فلو التفت إلى الخلف فلست بالشخص المطلوب بالنسبة له … فمن المفروض أن تعرف اللون من خلال رؤيتك للون الجدار الذي أمامك … فهو نفس لون الجدار الذي خلفك بالطبع …
هذه مقابلة شخصية … فعليك توقع كل شيء فيها … حتى أسوأ الأمور … وعليك ضبط النفس وقتها … فهي مقابلة شخصية ولها حالتها الخاصة التي توجب عليك التكيف معها … فإن استطعت ذلك وإلا فهناك غيرك قادر عليها … هم لا يريدون أشخاصاً لا يتحملون ضغط وعبء العمل … هم لا يريدون أشخاصاً سريعي الغضب ولا يتحكمون في ألسنتهم في الأوقات الحرجة … يريدون الأشخاص الأقوياء الذين لا ينهزمون أمام أقسى الظروف التي ستواجههم … ولا تستغرب إن خيل لك أن من يجري لك المقابلة شخص غبي … فأكثرهم يتعمد التظاهر بالغباء لكي يرى مدى تعاملك معه أو صدقك في إجاباتك …
المقابلة الشخصية تعتبر امراً مهماً جداً بالنسبة للشركات … فالشركة سوف تعتمد على الموظف وتدفع له الراتب … فبالطبع سيهمها ما إذا كان الشخص المتقدم يستحق هذا الشيء أم لا …
في فرع من فروع الشركات العالمية الكبرى الموجود في الرياض تقدم أحدهم لطلب وظيفة … كان معه من المتقدمين 15 شخصاً آخر بنفس المؤهلات … دخلوا على مدير التوظيف واحداً واحداً وخرجوا جميعاً وجاء دوره هو ولم يبق سواه … دخل على مدير التوظيف وكان إمريكي الجنسية جالساً يقرأ إحدى الكتب فتقدم إليه وعرفه بنفسه: إسمي فلان وقد أتيت للتقديم على الوظيفة التي أعلنتم عنها … نظر إليه المدير نظرة استحقار ولا مبالاة وأخذ يمرر عينيه عليه من أسفله إلى أعلاه عدة مرات ثم رجع يقرأ الكتاب مرة اخرى … فاستمر المتقدم واقفاً ينتظره وبعد فترة إنتظار كرر عليه: إسمي فلان وقد أتيت للتقديم على الوظيفة التي أعلنتم عنها … فلم يلق له المدير أي اهتمام بل رفع نظره إلى احدى اللمبات وقال: هذه اللمبة تزعج عيني ولا أستطيع القراءة بإرتياح بسببها وأريدك أن تصلحها … نظر المتقدم إلى تلك اللمبة فوجد إضائتها غير مستقرة فخرج من المكتب وبحث عن أي عامل هناك وعندما وجد أحدهم طلب منه سلماً ولمبة جديدة فأعطاه العامل ذلك … أخذها ودخل إلى المكتب من جديد وقام بتغيير اللمبة فأصبحت إضائتها معتدلة … أرجع السلم ودخل على المدير مرة اخرى فإذا بالمدير مباشرة يعطيه رزمة أوراق وقال له: هذا عقد التوظيف جاهز ولم يبق سوى أن توقع عليه … فتفاجأ المتقدم من ذلك وقرأ العقد فإذا بالراتب عالي والمميزات ممتازة … فسأل المدير: أنا مستعد أن أعمل بنصف هذا الراتب ولكن أخبرني ماذا يحدث ؟؟؟ قال له المدير: 15 شخصاً دخلوا علي المكتب هذا اليوم … أنت الوحيد الذي وافق على تغيير المصباح … وكان ذلك هو اختباري …
كما قلت سابقاً … عليك توقع كل شيء … حتى أسوأ الأمور … وعليك ضبط النفس وقتها … فهي مقابلة شخصية ولها حالتها الخاصة التي توجب عليك التكيف معها …
نقطة أخيرة مهمة … في أغلب الأحيان تكون الخمس دقائق الأولى هي التي تحدد ما إذا كانوا سيوافقون على قبولك أم لا … ولكن بقية الوقت هي للتأكد فقط …
بارك الله فيك عزيزتي…هذه النصائح تخص التواصل…
لكن هنا في الجزائر لا أظنهم ياخذونها يعين الإعتبار لأنهم يأخذون أمور أخرى…و نحن حين نعلم أن مسابقة ما بها مقابلة, نعلم أن الشخص المطلوب قد أختير ــ في أغلب الأوقات ــ و الباقي خضرة فوق عشا…ربي يهديهم…
أظن من يعملون بهذه المؤسسات الخاصة, لأن لا أحد يوظف أمواله ثم يشغل أحدا عنده لمجرد أنه ابن صديقه, فهو يريد الأفضل و لا يريد الأقرب و الأفضل من يقدم أفضل عمل….
شكرا لك…موضوع رائع أعجبني فعلا…
بارك الله فيك…
سلام..