التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

حكم من رأى الهلال وحده من السلسلة الصحيحة لشيخ المحدث الألباني رحمه الله

تعليمية تعليمية

"
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 389 :

و قد روى حديث عائشة موقوفا عليها ، أخرجه البيهقي من طريق أبي حنيفة
قال . حدثني علي بن الأقمر عن مسروق قال :

" دخلت على عائشة يوم عرفة فقالت : اسقوا مسروقا سويقا ، و أكثروا حلواه ،
قال : فقلت : إني لم يمنعني أن أصوم اليوم إلا أني خفت أن يكون يوم النحر ،
فقالت عائشة : النحر يوم ينحر الناس ، و الفطر يوم يفطر الناس " .
قلت : و هذا سند جيد بما قبله .
فقه الحديث
———–
قال الترمذي عقب الحديث :
" و فسر بعض أهل العلم هذا الحديث ، فقال : إنما معنى هذا الصوم و الفطر مع
الجماعة و عظم الناس " . و قال الصنعاني في " سبل السلام " ( 2 / 72 ) :
" فيه دليل على أنه يعتبر في ثبوت العيد الموافقة للناس ، و أن المتفرد بمعرفة
يوم العيد بالرؤية يجب عليه موافقة غيره ، و يلزمه حكمهم في الصلاة و الإفطار
و الأضحية " .
و ذكر معنى هذا ابن القيم رحمه الله في " تهذيب السنن " ( 3 / 214 ) ، و قال :
" و قيل : فيه الرد على من يقول إن من عرف طلوع القمر بتقدير حساب المنازل جاز
له أن يصوم و يفطر ، دون من لم يعلم ، و قيل : إن الشاهد الواحد إذا رأى الهلال
و لم يحكم القاضي بشهادته أنه لا يكون هذا له صوما ، كما لم يكن للناس " .
و قال أبو الحسن السندي في " حاشيته على ابن ماجه " بعد أن ذكر حديث أبي هريرة
عند الترمذي :
" و الظاهر أن معناه أن هذه الأمور ليس للآحاد فيها دخل ، و ليس لهم التفرد
فيها ، بل الأمر فيها إلى الإمام و الجماعة ، و يجب على الآحاد اتباعهم للإمام
و الجماعة ، و على هذا ، فإذا رأى أحد الهلال ، و رد الإمام شهادته ينبغي أن لا
يثبت في حقه شيء من هذه الأمور ، و يجب عليه أن يتبع الجماعة في ذلك " .
قلت : و هذا المعنى هو المتبادر من الحديث ، و يؤيده احتجاج عائشة به على مسروق
حين امتنع من صيام يوم عرفة خشية أن يكون يوم النحر ، فبينت له أنه لا عبرة
برأيه و أن عليه اتباع الجماعة فقالت :
" النحر يوم ينحر الناس ، و الفطر يوم يفطر الناس " .
قلت : و هذا هو اللائق بالشريعة السمحة التي من غاياتها تجميع الناس و توحيد
صفوفهم ، و إبعادهم عن كل ما يفرق جمعهم من الآراء الفردية ، فلا تعتبر الشريعة
رأي الفرد – و لو كان صوابا في وجهة نظره – في عبادة جماعية كالصوم و التعبيد
و صلاة الجماعة ، ألا ترى أن الصحابة رضي الله عنهم كان يصلي بعضهم وراء بعض
و فيهم من يرى أن مس المرأة و العضو و خروج الدم من نواقض الوضوء ، و منهم من
لا يرى ذلك ، و منهم من يتم في السفر ، و منهم من يقصر ، فلم يكن اختلافهم هذا
و غيره ليمنعهم من الاجتماع في الصلاة وراء الإمام الواحد ، و الاعتداد بها ،
و ذلك لعلمهم بأن التفرق في الدين شر من الاختلاف في بعض الآراء ، و لقد بلغ
الأمر ببعضهم في عدم الإعتداد بالرأي المخالف لرأى الإمام الأعظم في المجتمع
الأكبر كمنى ، إلى حد ترك العمل برأيه إطلاقا في ذلك المجتمع فرارا مما قد ينتج
من الشر بسبب العمل برأيه ، فروى أبو داود ( 1 / 307 ) أن عثمان رضي الله عنه
صلى بمنى أربعا ، فقال عبد الله بن مسعود منكرا عليه : صليت مع النبي صلى الله
عليه وسلم ركعتين ، و مع أبي بكر ركعتين ، و مع عمر ركعتين ، و مع عثمان صدرا
من إمارته ثم أتمها ، ثم تفرقت بكم الطرق فلوددت أن لي من أربع ركعات ركعتين
متقبلتين ، ثم إن ابن مسعود صلى أربعا ! فقيل له : عبت على عثمان ثم صليت
أربعا ؟ ! قال : الخلاف شر . و سنده صحيح . و روى أحمد ( 5 / 155 ) نحو هذا عن
أبي ذر رضي الله عنهم أجمعين .
فليتأمل في هذا الحديث و في الأثر المذكور أولئك الذين لا يزالون يتفرقون في
صلواتهم ، و لا يقتدون ببعض أئمة المساجد ، و خاصة في صلاة الوتر في رمضان ،
بحجة كونهم على خلاف مذهبهم ! و بعض أولئك الذين يدعون العلم بالفلك ، ممن يصوم
و يفطر وحده متقدما أو متأخرا عن جماعة المسلمين ، معتدا برأيه و علمه ، غير
مبال بالخروج عنهم ، فليتأمل هؤلاء جميعا فيما ذكرناه من العلم ، لعلهم يجدون
شفاء لما في نفوسهم من جهل و غرور ، فيكونوا صفا واحدا مع إخوانهم المسلمين فإن
يد الله مع الجماعة .

تعليمية

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

كلمة بمناسبة رمضان المبارك

:(السلام عليكم:(

:eek:كلمة بمناسبة رمضان المبارك 😮

نحمدُ الله سبحانه وتعالى أن جعلنا مؤمنين مسلمين ووفقنا لصيام شهر كريم ونصلي ونسلم على من قد بلغ الرسالة وأدّى الامانة ونصح الأمة سيدنا وعظيمنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين.

أيها الأخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يقول الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل {قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}

إنَّ الله سبحانه وتعالى يأمرنا في هذه الآية الكريمة بأن نطيعه ونطيع رسوله الكريم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

فالرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. والرسول يبلّغ ما أمره الله بتبليغه من غير زيادة ولا نقصان. وهو حبيب رب العالمين وصفوة المرسلين وإمام المتقين، فحري بنا أن نطيعه ونلتزم تعاليمه ونتخذه قدوة لنا في حياتنا وسلوكنا ومعاملاتنا وأقوالنا وتصرفاتنا كلها. قال تعالى {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ}.

إنَّ هذه الحياة الدنيا مليئة بالمغريات ومليئة بالشهوات ولكنَّ الله سبحانه وتعالى يقول {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}. لقد جعل الله للخير سبيلاً وللشر سبيلاً وبيّن لنا كلا السبيلين وأمرنا باتباع سبيل واحد هو سبيل الخير ونهانا عن الشر وحذرنا منه وأمرنا بأن نتخذ الشيطان عدواً فقال {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً}.

أيها الإخوة، لماذا نصوم ؟ نصوم لأنَّ الله أمرنا بذلك، لأنَّ في الصيام منافع لنا. إذن علينا أن نسلك الطريق الذي يحقق لنا المنافع الحقيقية. والله يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}.

أجل، ماذا نقدم لآخرتنا، ماذا نهيىء ليوم المعاد يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

هذا السؤال ينبغي أن يقف عنده الناس بدل أن ينشغلوا بمباهج زائلة وأوهام زائفة، وبدل أن ينشغلوا بما يسمى الخيم الرمضانية.

وما أدراك ما هذه الخيم التي هي خيم للإعلانات وإضاعة الوقت ويا ليتها تكون خيماً لتعليم أحكام الدين وتحذيرهم من المفسدين الذين يحثون الناس على سبيل المثال أن يقرأوا في كتب سيد قطب.

ليتها تكون خيماً لذكر الله ومدح نبيه المصطفى لأنّه بذكر الله تطمئن القلوب وبمدح النبي تسعد النفوس.

ليتها تكون خيماً لتحذير المسلمين ممن يكفّرهم ويقولون عنهم إنهم وثنيون عبدة قبور لأنهم يزورون قبور الأنبياء والصالحين للتبرك بهم، وزيادة على تكفيرهم للمسلمين يعتقدون أن الله جسم قاعد فوق العرش والعياذ بالله والله سبحانه وتعالى يقول {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ}.

نحن في شهر رمضان المبارك أي أنَّ أمام كل واحد منا فرصةً كبيرة للتزود من العمل الصالح ويراجع أعماله ماذا فعل وماذا قدّم ؟ وكيف يربّي أولاده وكيف يتعامل مع زوجته ؟ هل هو بار بأمه وأبيه أم هو عاق لهما ؟

أمام كل واحد منا فرصةٌ ليؤسس بيتاً قائماً على تقوى الله وطاعة الله ومبنياً على الأخلاق ولا ننسى أن الله امتدح نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.

نسأل الله أن يجعلنا من العتقاء في هذا الشهر المبارك وأن يتقبل منا صيامنا ويوفقنا لما يحبه ويرضاه ويميتنا على الإسلام وكامل الإيمان ويرزقنا رؤية الحبيب المصطفى يقظة وفي المنام.

تحياتي للجميع بمناسبه الشهر الفضيل

كل رمضان وانتم بخير

تعليمية




بارك الله فيك ورمضان مبارك انت كذلك نسال الله ان يرحمنا وان يرحم والدينا وكل المسلمين في هذا لاشهر الفضيل




نقول لاحلى اعضاء صح رمضانكم و ان شاء الله يكون شهر للعبادات لا للكلل و الملل و الجلوس امام النت هاه .
شكرا لك مؤمنة على الموضوع المميز لك مني احلى تقييم للموضوع +++++.




شكرا لكما يا توأما المنتدى على مروركما الكريم
أسأل الله أن يريكما أجمل ما فى الجنة .. رؤية الله ورسوله الكريم
بوركتما و رمضان مبارك




موضوع مميز وكلمات مميزة من اغلى عضوة على قلوبنا بوركت اخت مؤمنة




شكرا اختى صاره على مرورك العطر لك منى أحلى تحيه

أسأل الله لك رزق مريم ورفق فاطمة وقلب خديجة وحكمة لقمان




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

ما في عنايتنا برمضان الكريم من مغزى لو تفهمناه، ولولا الإسراف: للشيخ عبد الحميد بن ب

تعليمية تعليمية

ما في عنايتنا برمضان الكريم

من مغزى لو تفهمناه، ولولا الإسراف

ما أحرانا بالاكتفاء في تأدية هذه العبادة الشريفة بالفائدة الدينية الروحية المحضة، ألا وهي، تقديس أمر الله وتعظيمه، وابتغاء مرضاته، لكن نزوغ الفكر الجديد إلى تعليل كل ظاهرة دينية أو فنية قد لا يقتنع بغير إظهار ما يرمى إليه غرض الشارع في مثل هذه الشعيرة المقدسة، معتمدًا في ذلك على أن الإسلام من مبادية تدعيم تعاليمه بالعقل والتفكير، ونحن مع تقديرنا لجانب من يكتفي بالفائدة الروحية، ولجانب من يسمو بفكره إلى الفوائد الأخرى مما يتصل الأخلاق والاجتماع لا غنى لنا عن بحث هذه الظاهرة الدينية، سواء من ناحيتها الأخلاقية، أو الاجتماعية، وعن الإلمام بما يكتنفها من منافع ربما راءها المتجددون مضارا، ومن مضار ربما حسبها البسطاء منافع أو جهلوها بالمرة.

إن الظهور بمثل هذه الظاهرة الدينية لما يزيد في أحكام الرابط الملي وتوثيقه، وإن الشعب كلما كان دءوبًا على القيام بمقدساته كان بعيدًا عن الاندغام، وقويا على مقاومة العوامل الهدامة وعلى الجوانب المادية البحتة التي أمعنت في إغراء الشبان الناشئين، وحسب الشعب في ذلك أن يدلل على أن فيه حياة قومية سامية، وقوة ملية دافعة، وهذا، ما يحدو بنا إلى اليقين بأن التمسك بالمقدسات والقيام بها جميعها مما يرضى الرب، ويجلب الخير العميم للشعب، ويقوي الشعور، ويحي ميت الآمال، بل هذا مما يستحث همم الشبان على التمسك بمقدساتهم دون أن تأنف أنفسهم، أو تعاف الوقوف بجانب المحافظين المتمسكين بها المتصلبين فيها، وحسبهم في الثغلب على تيار المادة الجارف وعلى سلطان الفكر الجديد الجبار النازق أن يلقوا نظرة فاحصة على انكلترا لا تأنف نفسها – رغم تفوقها في مضمار المدينة – من تخويل القانون قسيس لندن أن يفتتح جلسة البرلمان البريطاني في كل دورة بالدعوات الدينية، إن كلا من قوتها المادية والعلمية لم تحل المِلِّية التي تتوسل لإظهارها بكل وسيلة. ولعلنا لا نخطئ المرمى إذا قلنا، إن قيامنا بمقدستنا – كيفما كان شأنها وخطرها وشأننا معها – لمن أسمى الأغراض في مثل هذا العصر الذي طغى فيه تيار الغرام بالاندغام، والكفر بالقومية، والجحود لمزايا الماضي، وكثر الزيغ عن تعاليم الإسلام، وهذا التمسك هو البقية الباقية بأيدينا – ولنعمت الباقية الصالحة هي – زيادة على البقية الأخرى التي شعر بها شاعر النيل حافظ، فعبر عنها في بيته :
لم يبق شيء من الدنيا بأيدينا إلا بقية دمع في مـآقينا

أجل، إن محافظة المسلم عموما، أو صلابته الدينية وقوة شكيمته أمام مقدساته – رغم ما في محافظته وما إليها في بعض الدعائم من ايغال وشطط حينا، وسخافة خرافية أحيانا – لما يجهد عليه وينال من يعرفون ويدركون مغازي الصلابة والمحافظة، حتى في العرف الشائع والتقاليد الوراثية.

إن محافظة المسلم الجزائري خصوصا، وصلابته الدينية في جميع مقدساته – رغم ما يكتنف ذلك من أوضاع أكثرها قشور وعزاء، ورغم أننا لا نحمد له كل غلو يضيع الغرض الأسمى – مما ينبغي أن يكون مثلا أعلى لكل أمة لم يبق بيدها سوى تلك القوة الروحية، ولمن موجبات التفاؤل بالمستقبل السعيد، أو ببقاء الروح الملية وخلودها على الأقل. إن الجزائري متشبع بهذه الروح الوثابة أمام شعائره الدينية عموما، ربما بلغت به هذه الروح إلى حد التطرف، لكن ربما حلت روح التساهل محل روح ذلك التطرف في غير فريضة الصيام، أما فيها فلا هوادة ولا مساومة، ولا تأويل ولا تحوير، ولا منزلة بين الكفر والإيمان، ولا يقتنع الجزائري بدون هذا التصلب، ولو كان في مكان من السذاجة، والانهماك والدعارة والإباحية، فإذا رأيته دءوبا على غشيان المساجد في شهر رمضان فثق بأنه غدا يصلي إكراما لرمضان، على أن هذه الصلاة تنتهي بانتهاء شهر رمضان، وإذا شاهدته في الحمام فتيقن أنه راح يتطهر إجلالا لرمضان، بيد أنه على نية العودة إلى الطهارة، لكن عندما يدور الحول، بل لا يفتأ يرفه البخيل نفسه ويسخو عليها وعلى المعوزين، ويهجر المدمن المستهتر الخمر أم الخبائث، ويتعفف الحشاش، ويتواضع المتحذلق الشامخ بأنفه، وغاية كل واحد من هذه الطهارة والقداسة تعظيم جانب رمضان، واعتبار القائم به قائما بالإسلام كله، واعتبار المنتهك حرمته وحرمة أية شعيرة فيه منتهكا لحرمة الإسلام بتمامه. ولعل الوصول إلى هذا الحد في تمجيد فريضة الصيام والاحتفال به عندنا دون ما هو أوكد من الدعائم الإسلامية الأخرى، وفي العناية في الشرق بفريضة الصلاة أكثر من العناية بفريضة الصيام، لعل مثل ذلك ناشئ عن تغلب العرف والعادة، أو عوامل أخرى نحن في غنى عن بحثها لبيان موقف المسلم العارف الذي يجب أن يقفه إزاءها.

حقًا، إن القيام بشعيرة رمضان على المنوال الذي سارت عليه مثل بلادنا مما يدل على وجود استعداد فطري لمصادمة ومقاومة ما هو أكبر من آلام الجوع اللاذعة، وعلى وجود قوة روحية، بيد أن الكثير يجهلون كل ذلك تبعا لجهلهم ما يترتب عليه من الفوائد الاجتماعية التي يغنمها الصائم، منها، تلقيه درسا حكيما في الصبر والجلد والثبات وقوة العزيمة، وفضيلة الدأب على العمل وقد عرف ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، في حديث رواه الترمذي : "الصبر نصف الصوم". ومنها شعور – إذا كان مثريا – بالألم الذي يلذع الجائع حينما يقف الفقير المطعون بالخصاصة أمامه. ومنها شعوره عند انتهاء رمضان بجفاف الرطوبات البدنية وتضاؤل المواد الرسوبية التي وقع الاكتشاف عليها في الغرب حديثا، وما إليها مما ينهك وينشئ أمراضا، وتلك الرطوبات ونحوها متولدة – كما قال ابن سينا الحكيم الإسلامي – من الطعام، بل وبإبراء المصابين بأمراض مستعصية، مثل المرض السكري والحصى، ونحو ذلك مما ألف فيه كثير من علماء الغرب بعد إجراء تجارب عملية في أنفسهم. ومنها، قسر المترفين والجاؤهم إلى مساواة البائسين في فقدهم معا متع الحياة وشهواتها ولذائذها.

إن سير المسلم الجزائري على ذلك النحو مما يحمد عليه، لو كان بصيرا خبيرا بما دون ذلك من المرامي، ولو لا ما يتخلل سلوكه في هذا الشهر من مفاسد ربما كان أثرها السيء يفوق ما توخاه من المثوبة، ومن عواقب لا تحمد، ونتائج قد تعسر معالجتها، والسبب في الانحراف عن طريق التوفيق هو جهل الصائم الهدف الذي هدانا الله إلى معرفته من طريق العقل والتفكير، وعدم تفهمه ما ينطوي عليه تعريف الصوم من أنه : "الإمساك عن شهوتَيِ الفرج والبطن"، وافاده عن معنى حديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما من أن كما الصوم في كف جميع الجوارح عن شهواتها ولذائذها، وإليك الحديث : "إنما الصوم جنة، فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ قاتلة أو شاتمة فليقل، إني صائم إني صائم".

إن الصائم عندنا قد وطن نفسه حقا على هجران الشهوتين، لكن لم يقو على هجران ما هو أشد خطورة وأسوأ نتيجة، إنه يعنى بالصلاة والطهارة الحسية، ويسخو بكل عزيز، لكن لا كعناية بما هو أسمى لديه، ولا كسخائه بما هو أنفس في نظره، إنه يريد الظهور بمظهر المسلم الصميم في هذا الشهر، ولا يريد أن يعرف أن الخير بتمامه يتطلب شيئًا من التضحية، يروم أن يكون صائما بكل ما في الكلمة من قوة، لكن الرعونة، وقلق النفس، والنزق والطيش، والقذع، وما إلى ذلك مما يتخلق به في هذا الشهر شأن مأجور منتظر مزية، كل ذلك لا يدعه أن يحقق كل أو بعض ما يروم ويصبو إليه.

ومن السخف أن يظل الإنسان صائما، ثم يفطر على الحرام، الزاني والزانية على السفاح، والمقامر على الميسر، والنهم على مائدة لا يفارقها مدى الليل، يلتهم فيها ما لا قبل لمعدته به. بل ما يرهقها والأمعاء. ومن المخجل أن نرى المترفين لا يغيرون في هذا الشهر سوى مواقيت الأكل بجعلها في الليل. وأن يمعن العامل خصوصا في السهر المضني، وأن لا يتحرج الصائمون من الإسراف في رمضان إلى حد الإنفاق بما لا يطاق. وبما يدعه مدينا مدة السنة. وأن يلهوا على تكظمه أقلام العناصر الأخرى من النقد المر لكل ما لا يتفق ومبادئ الحياة. وعما يصرح به بعض أقلامهم النزيهة في زعمهم من أن الصيام أصبح لا جدوى له، اعتمادا على سلوك الصائمين الذي ألمعنا إلى بعض آثاره السيئة. أخطرها ارتكاب ما ينافي مبدأ التوفير، وإنهاك القوى الجسمانية. والإسراف والإسفاف. واستهلاك دخل العام برمته في نفقات شهر واحد، ونحن لئن شايعنا النقدة في حملات بتلك اللهجة فإننا لا نشايعهم بحال فيما يكظمون في أنفسهم من المرامي البعيدة. أقربها للفهم الحيلولة بين الصائمين وبين ما يرمى إليه غرض الشارع الأساسي. أو بين ما تعتز به الملية وتتدعم. كما لا نشايعهم في نفي كل فائدة عن الصوم. ومعتمدون أن الضعف والذبول الناجمين عن الجوع لا يمكن أن نسميهما صحة. وأن ما ينشد من العلاج بالجوع ينشد في هذا العصر العلمي بدون ذلك من الوسائل الطبية الكيماوية. وتنظيم الأكل تنظيما علميا، كما أن معتمدنا – إذا لم نشايعهم في هذه الناحية وما إليها – أن ما يعقب الضعف والذبول من القوة وسرعة النمو نظرا لقاعدة رد الفعل أكثر مما ذهب ضحية الجوع.

ونزيد، أن من أمانينا أن ينشد الصائم ما يتفق وغرض الوازع الديني، وما يمكن أن يكون كمثل عليا للعالم. وأن يتخطى الصائم المحتسب ما يصادمه، وما يمكن أن يكون كمثل عليا للعالم. وأن يصومه صوم مسلم صميم يراعي المغزى والغاية ويتطلبها عن اقتناع صحيح وإيمان صادق، وأن يكتفي في مثل بلادنا على الأقل ولو بما ينجم عن القيام بهذه المقدسة من أحكام الرباط الملي، وجعل الوحدة القومية في حرز حريز وفي نجوة مما يلتهما ويدمجها في غيرها. وأن يناضل الأفكار المسمومة التي يناوينا بها من أرصد قلمه لنقد كل حركة تبدو منا حتى ينتصر عليها ويستعيض عنها بأفكار نيرة يستثمرها وأمته ماديا وأدبيا. وأن يؤمن بأن وصولنا إلى هذه الغاية النبيلة متوقف على القيام بشعائرنا ومقدساتنا بتمامها، فهلموا إليها وجددوا عهدكم بأن تقوموا بها أتم قيام. وأن تلاحظوا دائما أن ذلك هو رمز الإسلام الذي يهدي الله إليه من يشاء من الأنام(1).

1- الشهاب : ج2، م7، غرة شوال 1349 هـ/مارس 1931 م

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




السلام عليكم

إن الصائم عندنا قد وطن نفسه حقا على هجران الشهوتين، لكن لم يقو على هجران ما هو أشد خطورة وأسوأ نتيجة، إنه يعنى بالصلاة والطهارة الحسية، ويسخو بكل عزيز، لكن لا كعناية بما هو أسمى لديه، ولا كسخائه بما هو أنفس في نظره، إنه يريد الظهور بمظهر المسلم الصميم في هذا الشهر، ولا يريد أن يعرف أن الخير بتمامه يتطلب شيئًا من التضحية، يروم أن يكون صائما بكل ما في الكلمة من قوة، لكن الرعونة، وقلق النفس، والنزق والطيش، والقذع، وما إلى ذلك مما يتخلق به في هذا الشهر شأن مأجور منتظر مزية، كل ذلك لا يدعه أن يحقق كل أو بعض ما يروم ويصبو إليه.

ومن السخف أن يظل الإنسان صائما، ثم يفطر على الحرام، الزاني والزانية على السفاح، والمقامر على الميسر، والنهم على مائدة لا يفارقها مدى الليل، يلتهم فيها ما لا قبل لمعدته به. بل ما يرهقها والأمعاء. ومن المخجل أن نرى المترفين لا يغيرون في هذا الشهر سوى مواقيت الأكل بجعلها في الليل. وأن يمعن العامل خصوصا في السهر المضني، وأن لا يتحرج الصائمون من الإسراف في رمضان إلى حد الإنفاق بما لا يطاق. وبما يدعه مدينا مدة السنة. وأن يلهوا على تكظمه أقلام العناصر الأخرى من النقد المر لكل ما لا يتفق ومبادئ الحياة. وعما يصرح به بعض أقلامهم النزيهة في زعمهم من أن الصيام أصبح لا جدوى له، اعتمادا على سلوك الصائمين الذي ألمعنا إلى بعض آثاره السيئة. أخطرها ارتكاب ما ينافي مبدأ التوفير، وإنهاك القوى الجسمانية. والإسراف والإسفاف. واستهلاك دخل العام برمته في نفقات شهر واحد، ونحن لئن شايعنا النقدة في حملات بتلك اللهجة فإننا لا نشايعهم بحال فيما يكظمون في أنفسهم من المرامي البعيدة.

بورك فيك على هذا الأنتقاء القيم لشخصية مميزة في تاريخ الجزائر الحبيبة

فالصيام وعي وتقرب قبل أن يكون كف عن الأكل والشرب وأرى هنا

بن باديس يحلل هذه الأمور بمنطق العقل فيدخل في أعماق الآفات فيرصدها

ثم يخرجها للمعني بالأمر ليدعها ويفهم حقيقة الصيام.

جزاك الله خيرا وننتظر منك المزيد من الفوائد .تحيــــــــــــــــــــا تي.




شكرا لك ندوووش على الموضوع المميز و المفيد تقبلي مروري و تحيتي.
تعليمية




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

أترغب في الكشف عن مستوى صيامك ؟

تعليمية تعليمية
هل ستكشف عن مستوى صيامك

جميعنا تقريبا نصوم عن الطعام في رمضان ولله الحمد وجميعا يردد ان شهر رمضان هو شهر الرحمة والغفران
ولكن من منا يخلو صيامه من الشوائب والنواقص التي تخل به؟
قال الرسول صلى الله وعليه وسلم "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه"
فكر جيدا هل ينطبق عليك هذا الحديث لا سمح الله؟هل من الممكن ان يحصل
تقصير في الصيام ؟ هل تترك مشاهدة المسلسلات وسماع الأغاني والغيبة؟ام انك
تكتفي فقط بترك الطعام وتعتقد إنك قمت بالكثير ؟ تعال لتختبر نفسك اختبار
سريع بشرط الإجابة بصراحة تامةعليه:

1/كيف يكون جدولك اليومي:
أ- انام مبكرا ثم استيقظ لصلاة الليل قبل الفجر
ب- اسهر حتى الفجر على التلفاز ثم انام معظم النهار
ج- انام متأخرا لكني انام اقل من ساعتين فقط في النهار

2/خلال شهر رمضان كم مرة تصلي التراويح(سواء في البيت او في المسجد):
أ- ربما ايام معدودة فقط وعلى الغالب صراحة لا أصليها
ب- اصليها يوميا ولله الحمد
ج- تقريبا مابين 10 إلى 15 مره أصليها

3/ كم مرة تخرج للسوق في رمضان:
أ-لا أتذكر أخرج مرات معدودة لقضاء بعض الحاجات الضرورية
ب- كثيرا وخاصة أن العيد يقترب
ج- لااحب الخروج للسوق في شهر الرحمة واحب استغلال وقتي فيما ينفعني

4/هل تستمع للأغاني في شهر المغفرة؟
أ-لا الحمد لله لا أسمعها اصلا فهي لهو الحديث الذي اخبر عنه الله
ب- لا امانع من سماعها حتى في النهار واحاول تقليلها
ج- احاول ألا اسمعها تماما في النهار

5/عندما تتحدث بالهاتف في النهار مع صديقا لك هل تحرص على تجنب الغيبة وتتذكر إنك صائم؟
أ-يعني بعض الشئ وانسى احيانا
ب- طبعا اتذكر ذلك واذكره حتى لا ينخدش صيامنا
ج- لا والله انسى تماما انني صائم واتحدث بشكل عادي اي لا مانع من الحديث في فلان وعلان

6/هل تختم القرآن في شهر رمضان؟
أ-احرص كثيرا على ختمه وقد اختمه مره أو اكثر
ب- افتحه احيانا وأقرأ لكن لم اختمه في حياتي في رمضان
ج- في كل عام احاول ختمه لكن انشغل ولا استطيع

7/هل تكثر من الصدقة في رمضان ؟
أ- اتصدق متى ماتذكرت او عرض على ذلك
ب-احرص كثيرا على الصدقة منذ دخول رمضان وخاصة العشر الأواخر
ج- لم افكر في الصدقة فوالدي يتصدقان عني

8/ هل تحرص على قيام الليل والدعاء في العشر الأواخر؟
أ- لا بل انشغل بمتابعة المسلسلات وبرامج التلفاز
ب- احاول اصلي ولو ركعتين بعد متابعة المسلسلات
ج- احرص اشد الحرص على القيام في العشر الأواخر لأن فيها ليلة القدر

9/هل تشعر ان إيمانك يزداد خلال شهر رمضان؟
أ- يعني بعض الشئ
ب بالطبع اشعر ان خشيتي من الله تكبر ورغبتي في الخير تزداد
ج-كلا لا اشعر بشئ في رمضان بالنسبة لنا متعة وسهر وخروج

10/اذا تشاجرت مع احد في رمضان وشعرت بالظلم هل تتذكر انك صائم وتكظم غيظك؟
أ- كلا بل انسى وارد عليه
ب- احيانا انسى وإذا ذكرت تعوذت من الشيطان
ج- نعم اتذكر واقول اللهم اني صائم

انتبه لنفسك وحاسبها هل
صيامك حقا صحيح؟اذا كنت تنام في النهار ولا قرآن ولا تراويح ولا قيام
فماذا يعني لك رمضان ؟إن الله يعتق الرقاب من النار فهل سعيت أن تكون منهم

تعليمية

تعليمية تعليمية




اللهم اجعلنا من الصائمين التائبين
بارك الله فيك على الطرح




شكرا على المرور الكريم

نفعنا الله بما علمنا….




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

أعمال تعتقك من النار

ب

تعليمية تعليمية
سم الله الرحمن الرحيم

يــا باغي الخير أقبل .. فها قد فتِحت أبواب الهداية .. وحانت الفرصة لصلاح وسعادة الدنيا والآخرة فلا تضيعها .. فقد أقبل رمضان شهر العتق من النيران ..
كما قال النبي صلي الله عليه وسلم"إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة يعني في رمضان وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة"[رواه أحمد وصححه الألباني]
-lوالعتق من النيران يكون مع لحظة الإفطار، لقول النبي صلى الله عليه وسلم "إن لله عند كل فطر عتقاء وذلك في كل ليلة"[رواه ابن ماجه وصححه الألباني] .. وهذه هي فرحة الصائم عند الفِطر، التي أخبرنا بهاالنبيصلى الله عليه و سلم"للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه"[متفق عليه]

تخيل لو كانت فرحتنا بسبب عتقنا من النار .. اللهم اعتق رقابنا من النار ..

قال تعالى {..فَمَن زحزِحَ عَنِ النَّارِ وَأدخِلَ الجَنَّةَ فَقَد فَازَ وَمَا الحَيَاة الدّنيَا إِلَّا مَتَاع الغرورِ} [آل عمران: 185].. فعليك أن تبذل قصارى جهدك من أول ليلة في رمضان، كي تبَلَغ هذه الثمرة .. لا تضيِّع رمضان هذا العام ولا تفتر، فإنَّها أعظم جائزة وأفضل غنيمة ..
لكي تنال ثمرة العتق من النيران عليك بـهذه الأعمال ..
1) إصلاح وظائف رمضان الأساسية .. وهي الصيام والقيام وتلاوة القرآن والذكر وأعمال البرّ من إفطار صائمين ومن إحسان إلى فقراء ومساكين وأرامل … فمن أصلح هذه العبادات غفِرَ له ما تقدم من ذنبه .. عاهد الله أنك ستصوم رمضان هذا العام صيامًا صادقًا خالصًا لوجه الله الكريم.
2) الإخلاص .. عامل ربك بمنتهى الصدق والإخلاص، قال النبي "لن يوافي عبد يوم القيامة ، يقول : لا إله إلا الله ، يبتغي بها وجه الله ، إلا حرم الله عليه النار" [صحيح البخاري]
داوم على ذكر "لا إله إلا الله" في رمضان من قلبك ولا تبتغي بها إلا وجه الله الكريم، ويا حبذا لو قلتها بهذه الصيغة التي أوصى بها النبي "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه"[متفق عليه].. وانوِ هذه النية أن يكون هذا الذكر شافع لك لتكتب من العتقاء اليوم.
3) عليك بـإصلاح الصلاة بإدراك تكبيرة الإحرام ..قال "من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق"[رواه الترمذي وحسنه الألباني ]
4) المحافظة على صلاتي الفجر والعصر .. فقد بشر المصطفى من حافظ عليهما، وقال"لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها يعني الفجر والعصر" [رواه مسلم]
5) المحافظة على أربع ركعات قبل الظهر وبعده .. لقوله "من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار"[رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني]
6) البكاء من خشية الله تعالى .. فرمضان زمن الدعاء والقيام، وكل هذه العبادات تجعل قلبك يستشعر الآيات و يبكي من خشية الله .. قال "لا يلج النار من بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع" [رواه الترمذي وصححه الألباني]
7) سير الخطوات في سبيل الله ..

تعليمية

تعليمية تعليمية




جـــــــــــــزاك الله خيرااا و جعله في ميزان حسناتك

فوجئت لأني لم أجد ردودا على هذا الموضوع بالذات
ومن لا يريد العتق من النار ؟؟




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

الغفلة عن شهر شعبان

الغَفْلَةُ عَنْ شَهْرِ شَعْبَان

لشيخنا البحاثة الدكتور:

أبي عبد الباري رضا بن خالد بوشامة الجزائري

-حفظه الله-

الحمد لله رب العالمين مكور الليل على النهار ومكور النهار على الليل، جاعل الأيام والأوقات مناسبات للطاعات ونيل الدرجات، فما يحل بالمؤمن موسم من مواسم الخيرات ثم ينقضي إلا حباه الله تعالى بموسم آخر يجدد فيه إيمانه وتعلقه بالله الواحد القهار، وفي هذه الأيام القليلة المباركة نستقبل شهراً من شهور الطاعات يغفل عنه الكثير من الناس، وقد أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم لما سأله حِبُّه وابن حِبِّه أسامة بن زيد رضي الله عنهما فقال: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قَالَ: ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» رواه النسائي في السنن (2356)، وحسنه الألباني في الإرواء (4/103).
فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر صيام شعبان، كما قالت عائشة رضي الله عنها: «كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حتَّى نَقُولُ لاَ يُفطِرْ، ويُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ لاَ يَصُومُ، فمَا رَأَيتُ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهرٍ إلاَّ رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكثَرَ صِيَامًا مِنهُ في شَعْبانَ». رواه البخاري (1969)، ومسلم (2721).
وعنها رضي الله عنها قالت: «لَمْ يَكُن النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كلَّهُ وَكانَ يَقُولُ: خُذُوا مِنَ العَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فإنَّ اللهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا … » الحديث رواه البخاري (1970) ومسلم (2723).
فقد بيَّن صلى الله عليه وسلم بفِعله وقولِه شدَّة اهتِمَامِه بهذا الشَّهر الفَضِيلِ، الذي نغفلُ ويَغفُلُ عنه الكثير من الناس ظنًّا منهم ألاَّ فضل في صيامه وأن المسلم لا يصوم إلا شهر رمضان وبعض أيام السنة، لكن الموفق من وفقه الله للاهتمام بهذا الشهر استعدادا لشهر الخيرات والبركات، فلا ينبغي الغفلة عنه اقتداء بسيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه، ثم في الاجتهاد في صيامه فوائد بين بعضها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق، ذلك أن الأعمال تُرفع في هذا الشهر إلى العلي المتعال، فلذلك استحبَّ أن يُرفع عمله وهو صائم فينال الأجر والثواب والرفعة عند المولى تعالى.
ومنها أن يتعود الإنسان على صيام رمضان، فمن صام شيئا من شعبان تعود واعتاد على الصوم والطاعة، فيكون هذا الشهر كالمقدمة للشهر العظيم في التمرن على الطاعات، لذا كان بعض السلف ينتهز فرصة شعبان للطاعة، قال سلمة بن كهيل: كان يقال: «شعبان شهر القراء»، وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال: «هذا شهر القرَّاء»، «وكان عمرو بن قيس الملائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته و تفرغ لقراءة القرآن».
وهذا كله منهم استعدادا لشهر الخيرات والبركات رمضان، فيحسن بالمسلم مراجعة محفوظه من كتاب الله في هذا الشهر، خاصة من كُلف منهم بصلاة التراويح قبل دخول رمضان، ليجد نفسه مستعدا لإمامة الناس وقراءة القرآن كما أنزل، لا أن يترك ذلك لليالي رمضان فقد يعوقه عائق عن مراجعة محفوظه فتختل صلاته كما نراه واقعا عند بعض الأئمة هداهم الله.
وفي هذا الحديث بيان أنَّ الأعمال المعروضة على الله في هذا الشهر هي أعمال السنة، وقد جاء أنَّ الأعمال تعرض في آخر كل يوم، وتعرض يوم الإثنين والخميس، وقد ذكر الإمام ابن القيم الجمع بين الروايات فقال: «رفع الأعمال وعرضها على الله، فإن عمل العام يرفع في شعبان كما أخبر به الصادق المصدوق أنه شهر ترفع فيه الأعمال قال: «فَأُحِبُّ أن يُرْفَعَ عَمَلِي وَأنَا صَائِم»، ويُعرض عمل الأسبوع يوم الإثنين والخميس، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويُعرض عمل اليوم في آخره والليلة في آخرها، كما في حديث أبي موسى الذي رواه البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ لاَ يَنَامُ وَلاَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ القِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يَرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلَ اللَّيْلِ قَبْلَ النَّهَارِ وَعَمَلَ النَّهَارِ قَبْلَ اللَّيْلِ» فهذا الرفع والعرض اليومي أخص من العرض يوم الإثنين والخميس والعرض فيها أخص من العرض في شعبان ثم إذا انقضى الأجل رفع العمل كله وعرض على الله وطويت الصحف وهذا عرض آخر …». طريق الهجرتين (1/133).
فحريٌّ بالمسلم اغتنام الأوقات والمناسبات في التقرب إلى الله بالطاعات لينال المرضات، والحمد لله رب الأرض والسموات، وصلى الله على نبيه خير البريات.


رايةُ الإصلاح




سلامـ الله عليكمـ

اللهمـ نسألك ذكركـ وشكركـ وحسن عبادتكـ

باركـ الله فيكـ عزيزتي ،، وجزاكـ الفردوس

تحياتي~




تعليمية




بارك الله فيك




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

و فيكم بارك الله تعالى




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

كيف نستقبل شهر رمضان؟حفظه الله

تعليمية تعليمية
كيف نستقبل شهر رمضان

شهر رمضان المبارك ضيف حبيب إلى قلوب المؤمنين عزيز على نفوسهم، يتباشرون بمجيئه ويهنئ بعضهم بعضا بقدومه، وكلهم يرجو أن يبلَّغَ هذا الضيف وأن يُحَصِّل ما فيه من خير وبركة؛ خصه الله جلّ وعلا بميزات كريمة وخصائص عظيمة ومناقب جمّة تميزه عن سائر الشهور، بل لقد كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بمقدم هذا الشهر الكريم ويبين لهم خصائصه وفضائله ومناقبه ويَسْتَحثَّهم على الجد والاجتهاد فيه بطاعة الله والتقرب إلى الله جلّ وعلا بما يرضيه ثبت في المسند للإمام أحمد بإسناد جيد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "هذا شهر رمضان قد جاءكم فيه تفتّح أبواب الجنة وتغلَّق أبواب النار وتصفّد الشياطين" وثبت في سنن الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كانت أول ليلة من ليالي رمضان صُفِّدَت مردة الشياطين وغلقت أبواب النار وفتحت أبواب الجنة وينادي مناد وذلك في كل ليلة من لياليه يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أمسك ولله تبارك وتعالى عتقاء من النار وذلك في كل ليلة من لياليه" والأحاديث الدالةُ على فضل هذا الشهر وعظيم شأنه وكريم منزلته عند الله كثيرة، والواجب علينا أن نفرح غاية الفرح وأن نسعد غاية السعادة بإقبال هذا الشهر الكريم بخيراته الموفورة وميّزاته العظيمة الكثيرة : ﴿قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون﴾ يونس: ٥٨.
إن الفرح بقدوم هذا الشهر ومعرفة فضله ومكانته من أعظم الأمور المعينة على الجد والاجتهاد فيه ، ولم يضيع كثير من الناس الطاعة في هذا الشهر الكريم والإقبال على الله جلّ وعلا فيه إلا بسبب جهلهم بقيمته ومكانته وإلا لو عرف المسلم هذا الشهر حقَّ معرفته وعرف قدره ومكانته لتهيَّأ له أحسن التهيُّؤ واستعد له غاية الاستعداد ولبذل قصار وسعه وجهده واجتهاده في سبيل تحصيل طاعة الله والقيام بعبادة الله على الوجه الذي يرضي الرب تبارك وتعالى.
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذه الأيام كيف نستقبل هذا الشهر الكريم كيف نتهيّأ لهذا الموسم العظيم كيف نستعد لهذا الشهر المبارك ، وليس استقبال هذا الشهر بتبادل باقات الورد والزهور ولا بإلقاء الأناشيد والأراجيز ولا بتهيئة الملاعب والصالات ولا بجمع صنوف أنواع المطاعم والمشروبات والمأكولات إن التهيّؤ لهذا الشهر الكريم تهيّؤٌ للطاعة واستعداد للعبادة وإقبال صادق على الله جلّ وعلا وتوبة نصوح من كل ذنب .
إن موسم رمضان فرصة للإقبال على الله والتوبة من الذنوب إن من يتأمل حاله وهذا شأن كل واحد منا يجد أن تقصيره عظيم وتفريطه في جنب الله كبيرٌ يقول صلى الله عليه وسلم : "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" فالذنوب كثيرة والتقصير حاصل وأمامنا موسم عظيم للتوبة إلى الله جلّ وعلا .
وإذا لم تتحرك النفوس ولم تتحرك القلوب في هذا الموسم الكريم المبارك للتوبة إلى الله والندم على فعل الذنوب فمتى تتحرك ولهذا صحَّ في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "رغم أنف امرئ أدرك شهر رمضان ثم انسلخ عنه ولم يغفر له" وذلك لأنه موسم عظيم للتوبة تتحرك القلوب فيه للتوبة إلى الله والإنابة إليه والإقبال على طاعته جلّ وعلا وإن مما يستقبل به هذا الشّهر الكريم الدعاء الصادق والصلة الحسنة بالله والالتجاء التام إليه سبحانه بأن يعين العبد على طاعة الله في هذا الشهر الفَضِيل فالعبد لا قدرة له على القيام بالطاعة وتحقيق العبادة والإتيان بها على وجهها إلا إذا أعانه الله فلولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا ولهذا على المؤمنين أن يُقْبلوا على الله جلّ وعلا داعين ومؤملين وراجين ومخبتين يرجون رحمته ويطلبون مدده وعونه بأن ييسر لهم صيام رمضان وأن يعينهم على قيامه وأن يكتب لهم الخير والبركة فيه وأن يجعلهم من عتقائه من النار فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن .
وإن مما يستقبل به شهر رمضان أن يتأمل المسلم في خصائص هذا الشهر وميّزاته وفضائله وبركاته ليعرف قدر هذا الشهر ومكانته وليتعلم أيضا ما ينبغي أن يكون عليه في هذا الشهر من صيام وقيام فيتأمل في فوائد الصيام ومنافعه وما فيه من عبر ودروس وعضات بالغة ويتأمّل في فضل قيام رمضان وما أعده الله جلّ وعلا للقائمين فيه من أجور عظيمة وفضائل جمة ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" .
وإن مما يستقبل به شهر رمضان المبارك أن يجاهد الإنسان نفسه بإصلاح قلبه وطرح ما فيه من غل أو حقد أو حسد أو ضغينة أو غير ذلك يقول النبي صلى اله عليه وسلم: "صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر" إن في الصدر إحن و في الصدر سخائم وضغائن وأحقاد فإذا جاءت هذه المواسم المباركة فإنها تكون فرصة سانحة ومناسبة كريمة لطرد ما في القلب من غل أو حقد أو حسد يقول عليه الصلاة والسلام: "لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تناجشوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا" إن دخول رمضان فرصةٌ مباركة لتصفية النفوس وتنقية القلوب واجتماع الكلمة على طاعة الله جلّ وعلا بأن يقبل المسلمون جميعهم مطيعين لله مقبلين على عبادته وطاعته مبتعدين عن كل ما يسخطه ويأباه سبحانه.
نسأل الله أن يعيننا جميعا على صيام هذا الشهر المبارك وقيامه وأن يصلح ذات بيننا وأن يؤلف بين قلوبنا وأن يهدينا سبل السلام وأن يخرجنا من الظلمات إلى النور وأن يجعلنا من عباده المتقين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
منقول من الموقع الرسمي للشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدحفظهما الله-

http://www.al-badr.net/web/index.*******.=view&pagei d=9

جديد الخطب المنبرية المجاهرة بالرذيلة

أعطوا الطريق حقه

ساعة الإحتضار

جديد المحاضرات عشرة أسباب للوقاية من السحر والعين شرح طائفة من الأدعية دروس مستفادة من سورة الفاتحة

جديد الدروس العلمية شرح رسالة لطيفة جامعة في أصول الفقه المهمة

شرح أصول وكليات من أصول التفسير وكلياته

شرح سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي

جديد الكتب المختصر المفيد في بيان دلائل أقسام التوحيد دروسٌ عقديَّةٌ مستفادةٌ من الحجِّ

تعليمية

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




مشكورة اخت نانو وبارك الله فيك




جزاك الله خيرا أختاه،، وفعلا ما يفعله البعض من تضييع للاوقات في هذا الشهر الكريم……….
لهو من الاخطاء التي ينبغي التنبه لها ..

ومحاولة التقرب لله بالاعمال الصالحة في هذا الشهر الفضيل ..
تقبل الله من الجميع ،، وبلغنا واياكم صيام رمضان وقيامه ..




الف شكر لكي اختي , نحن كلنا ننتظر مجيء هاذ الشهر الفضيل




مشكوري من قلوبنا وجزا كم الله عنا كل الخير والبركة




شكرا نانو على موضوعك الرائع واصلي الابداع وتركي بصماتك مخلدة في منتديات خنشلة مشكورة




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

في بيان ما يحرم في حق الصائم

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في بيان ما يحرم في حق الصائم
لفضيلة الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله
الحمد لله على فضله وإحسانه، والصلاة والسلام على نبينا محمد الداعي إلى رضوانه، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وتمسك بسنته إلى يوم الدين، أما بعد:
اعلموا أن للصوم آدابا تجب مراعاتها والتخلق بها، ليكون الصوم متمشيا على الوجه المشروع لتترتب عليه فوائده، ويحصل المقصود منه ولا يكون تعبا على صاحبه بدون فائدة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع" [أخرجه ابن ماجة رقم 1690، والنسائي في سننه الكبرى رقم 3249، وأحمد 2/ 373، والحاكم في المستدرك 1/431 والبيهقي في سننه الكبرى 4/ 27، وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي]، فليس الصوم مجرد ترك الطعام والشراب فقط، ولكنه مع ذلك ترك ما لا ينبغي من الأقوال والأفعال المحرمة أوالمكروهة.

قال بعض السلف: أهون الصيام ترك الطعام والشراب، فإنه لا يتم التقرب إلى الله بترك الشهوات المباحة إلا بعد التقرب إليه بترك ما حرم الله عليه في كل حال، والمسلم وإن كان واجبا عليه ترك الحرام في كل وقت إلا أنه في وقت الصيام آكد، فالذي يفعل الحرام في غير وقت الصيام يأثم ويستحق العقوبة، وإذا فعله في وقت الصيام فإنه مع الإثم واستحقاق العقوبة يؤثر ذلك على صيامه بالنقص أو البطلان، الصائم حقيقة هو من صام بطنه عن الشراب والطعام وصامت جوارحه عن الآثام، وصام لسانه عن الفحش ورديء الكلام، وصام سمعه عن استماع الأغاني والمعازف والمزامير وكلام المغتاب والنمام، وصام بصره عن النظر إلى الحرام.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" رواه البخاري [أخرجه البخاري رقم 1903].
إنه يجب على الصائم أن يجتنب الغيبة والنميمة والشتم، لما روى الشيخان عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم" [أخرجه البخاري رقم 1894، ومسلم رقم 1151].
وفي الصحيحين عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ مرفوعا: "الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل، فإن سابه أحد فليقل إني امرؤ صائم" [أخرجه البخاري رقم 1904، ومسلم رقم 1151/163].

والجنة: بضم الجيم، ما يستر صاحبه و يمنعه أن يصيبه سلاح غيره، فالصيام يحفظ صاحبه من الوقوع في المعاصي التي عاقبتها العذاب العاجل والآجل.
والرفث: هو الفحش ورديء الكلام، وروى الإمام أحمد وغيره مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الصيام جنة ما لم يخرقها" قيل بم يخرقها؟ قال: "بكذب أو غيبة" [أخرج الفقرة الأولى منه النسائي 4 / 167 رقم 2231، وأحمد في المسند 1/ 195، 196، وأبو يعلى في المسند 2/ 181 رقم 878، والبيهقي في الشعب 7/ 173 رقم 3294، 7/249 رقم 3370].

ففي هذا دليل على أن الغيبة تخرق الصيام، أي تؤثر فيه، والجُنّة إذا انخرقت لم تنفع صاحبها، فكذلك الصيام إذا انخرق لم ينفع صاحبه.
والغيبة كما بينها الرسول صلى الله عليه وسلم هي "ذكرك أخاك بما يكره" [أخرجه مسلم رقم 2589، وأبوداود رقم 4874، والترمذي رقم 1934].

وجاء أنها تفطر الصائم كما في مسند الإمام أحمد: "أن امرأتين صامتا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكادتا أن تموتا من العطش، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عنهما، ثم ذكرتا له فدعاهما فأمرهما أن يستقيئا، أي تستفرغاما في بطونهما، فقاءتا ملء قدح قيحا ودما صديدا ولحما عبيطا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن هاتين صامتا عما حل الله لهما، وأفطرتا على ما حرم الله عليهما، جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا تأكلان من لحوم الناس" [أخرجه أحمد 5/431] وما حصل من هاتين المرأتين عند الرسول من تقيؤ هذه المواد الخبيثة الكريهة هو مما أجراه الله على يد رسوله من المعجزات ليتبين للناس ما للغيبة من آثار قبيحة، وقد قال الله تعالى: {ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا} [الحجرات 12].

وقد دل الحديث على أن الغيبة تفطّر الصائم، وهو تفطير معنوي، معناه بطلان الثواب عند الجمهور.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه




اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين




بارك الله فيك اختنا ويسر امرك امييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييين

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

[size=4][color=magenta]اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين[/color][/size]

تقبلي مروري




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيراا




شكرا لكي وبارك الله فيكي
تحياتي




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

أمور يجدر بنا تذكرها يوم العيد

أمور يجدر بنا تذكرها يوم العيد – الشيخ عبدالرزاق العباد

إن يوم عيد الفطر المبارك، هو اليوم الذي يتوج الله به شهر الصيام، ويفتتح به أشهر الحج إلى بيته الحرام، ويجزل فيه للصائمين والقائمين الأجر والجزاء والإكرام، إنه عيد تمتلئ به قلوب المؤمنين فرحاً وسروراً، وتنشرح به صدورهم لذة وحبوراً، يخرج الناس فيه لربهم حامدين ومعظمين ومكبرين، ولنعمته بإتمام الصيام والقيام مغتبطين وشاكرين، ولخيره وثوابه وأجره مؤملين وراجين، يسألون ربهم الكريم أن يتقبل أعمالهم، وأن يتجاوز عن سيئاتهم، وأن يعيد عليهم هذا العيد أعواماً عديدة وأزمنة مديدة على خير وطاعة لله الكريم.

وثمة أمور يجدر بنا أن تكون منا على بال وأن نتذكرها يوم العيد فينبغي أن نتذكر ونحن نعيش فرحة العيد إخواناً لنا اخترمتهم المنية وأدركهم الموت فلم يشهدوا جمع العيد، فهم في قبورهم محتجزون وبأعمالهم مرتهنون وبما قدمت أيديهم في هذه الحياة مجزيون، وتيقنوا أنكم إلى ما صاروا إليه صائرون فهم السابقون وأنتم اللاحقون فلا تنسوهم من دعوة صالحة بأن يقل الله عثراتهم ويغفر زلاتهم ويعلي دراجتهم ويجعل قبورهم رياضاً من رياض الجنة، اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين اللهم اغفر لهم وارحمهم وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم.

وتذكروا وأنتم تعيشون فرحة العيد بصحة وعافية إخواناً لكم أقعدهم المرض وأعاقهم عن شهود جمع العيد فهم في المستشفيات راقدون وعلى الأسرة ممددون، منهم من أمضى الشهور الطويلة ومنهم من أمضى الأسابيع العديدة، ومنهم من لا يُغْمَضُ له جفنٌ ولا يَهْدَأُ له بال، في آلام متعبة وأوجاع مؤلمة، وهم يودون لو شاركوا إخوانهم فرحتهم، فاحمدوا الله على ما أنتم عليه من صحة وعافية وسلامة، ولا تنسوهم من دعوة صالحة، أن يشفي مرضهم ويزيل بأسهم ويفرج همهم ويكشف كربهم، اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم رب الناس أذهب ما بهم من باس واشفهم أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً، وإن من أفضل الأعمال في يوم العيد وأكثرها نفعاً زيارتهم في أماكنهم ومواساتهم والدعاء لهم، روى الإمام أحمد وأبو داود عن عليٍّ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: ((إذا عاد الرجل أخاه المسلم مشى في خرافة الجنة حتى يجلس فإذا جلس غمرته الرحمة، فإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح))[1].

وتذكروا وأنتم تعيشون فرحة العيد السعيد بأمن وأمان وراحة واطمئنان إخواناً لكم أهلكتهم الحروب وأرقتهم الخطوب وأقلقتهم الفتن وسلط عليهم العدو، فأريقت منهم الدماءُ، ورملت النساء، ويتم الأطفال، ونهبت الأموال، فاحمدوا الله على ما أنتم فيه من أمن وأمان، ولا تنسوا أخوانكم أولئك من دعوة صالحة أن يُنَفِّسَ الله كربهم ويفرج همهم ويكبت عدوهم وينصرهم عليه، اللهم أعزّ الإسلام وأهله في كل مكان، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وأجعل بلدنا هذا آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.

وتذكروا وأنتم تعيشون فرحة العيد السعيد بالحلل البهية والملابس الجميلة إخواناً لكم أرقهم الفقر وعظمت فيهم الحاجة فمنهم من لا يجد لباساً يواريه أو مسكناً يؤويه أو طعاماً يغذيه أو شراباً يرويه، بل منهم من مات في مجاعات مهلكة وقحط مفجع، فاحمدوا الله على ما أنتم فيه من نعمة، ولا تنسوا إخوانكم هؤلاء من دعوات صالحة أن يغني الله فقيرهم ويشبع جائعهم ويسد حاجتهم ويكشف فاقتهم ويقضي دينهم، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اللهم أقض عنهم الدين وأغنهم من الفقر، اللهم اكفهم بحلالك عن حرامك وأغنهم بفضلك عمن سواك، ولا تنسوهم من مديد المساعدة لهم بمال أو لباس أو طعام أو لحاف أو نحو ذلك(( وَمَا تُقَدِّمُوا لأنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) [المزمل: 20]، (( وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ )) [البقرة: 215].

وتذكروا وأنتم تعيشون فرحة العيد السعيد بإكمال الطاعة في رمضان وإتمام القيام والصيام إخواناً لكم قيدتهم الذنوب وكبلتهم الخطايا فمضى المؤمنون المجدون في طاعة الله وتنافس الصالحون الناصحون في التقرب إليه وهؤلاء في لهوهم وغيهم سادرون، وعن طاعة الله والتقرب إليه متقاعسون، وعلى المعاصي والخطايا والآثام مقيمون، تمر عليهم مواسم العبادة والمنافسة في فعل الخير فلا يتحركون، فاحمدوا الله على ما أمدكم به من طاعة وما هداكم إليه من تقرب إلى مرضاته، وسلوه الثبات على الأمر والعزيمة على الرشد، ولا تنسوا إخوانكم أولئك من دعوة صالحة بأن يهديهم الله إلى الخير وأن يردهم إلى الحق رداً جميلاً، اللهم اهد ضال المسلمين وأرشد الحائرين وردهم إلى الحق رداً جميلاً، اللهم وعاف المبتلين، وتب على العصاة والمذنبين.

وتذكروا وأنتم تعيشون فرحة العيد السعيد أن الله قد أكرمكم في شهر رمضان المبارك بتصفيد الشياطين أي بسلسلتها وتقييدها فلم تكن تخلص إلى ما كانت تخلص إليه قبل رمضان، وكأني بهم بعد انتهاء شهر رمضان قد انطلقوا من قيودهم وقاموا من أصفادهم بعزيمة وحقد محاولة لتعويض ما فاتهم من إغواء الناس وإضلالهم في شهر رمضان (( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ )) [فاطر: 6]، ((وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (٩٧) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ )) [المؤمنون: 97-98].

وتذكروا باجتماعكم يوم العيد يوم الجمع الأكبر حين تقومون يوم القيامة لرب العالمين حافية أقدامكم عارية أجسامكم شاخصة أبصاركم، يوم تنشر الدواوين وتنصب الموازيين ((يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (٣٤)وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (٣٥)وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (٣٦)لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ )) [عبس: 34-37]، فأعدّوا لذلك اليوم عدته وتزودوا ما دمتم في دار العمل فإن خير الزاد التقوى.

اللهم آتي نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها ووفقنا لصالح الأعمال والأقوال واختم لنا بخير وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

من الموقع الرسمى للشيخ عبدالرزاق العباد حفظه الله

—————
[1] المسند (612، 22273)، وأبو داود (3098، في معناه)، وابن ماجه (1442)، انظر السلسلة الصحيحة (1367)




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

فهرس المواضيع المتعلقة بموسم الحج

تعليمية

تعليمية

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين تسليما .

أما بعد :


قال تعالى: ( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) [الحج : 27]


أمر الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام بعد انتهائه من بناء البيت أن يؤذن للناس بالحج ، ففرضه على الامة الاسلامية وجعله ركننا من أركان الاسلام ولا يجب إلا مع الاستطاعة قال تعالى : (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)
فعلى كل مسلم يستطيع تأدية هاذا النسك أن يبادر في ذلك

وبما أنه لم يتبق لموسم الحج من هذا العام إلا أياما معدودة نضع بين أيديكم هذه المجموعة من فتاوى شرعية وأحكام تتعلق بالحج

تعليمية تعليمية

تعليمية
تعليمية
تعليمية
تعليمية
تعليمية
تعليمية
تعليمية
تعليمية
تعليمية




تعليمية



تعليمية



تعليمية


تعليمية تعليمية


تعليمية